روايات

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الرابع 4 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الرابع 4 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائيه في دائرة الرفض البارت الرابع

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الجزء الرابع

استثنائيه في دائرة الرفض
استثنائيه في دائرة الرفض

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الحلقة الرابعة

فتحت الدولاب، قلبها بيدق بخوف، لكن أول ما فتحته…
كل اللي شافته كان هدوم متعلقة زي ما هي، وشنطة تحت على الرف.
الأنين اختفى.
فضلت واقفة لحظة، بتتأكد بعينيها إن مفيش حاجة غريبة،
بعدها اتنفست بعمق، وسندت راسها على باب الدولاب المفتوح، رجعت قفلت الباب، ببطء، ولمحت اللمبة بدأت تثبت نورها تاني.
راحت قعدت على الكرسي ومدت إيديها على وشها، تحاول تهدى، هيا حاسه ان في حد بيحاول يلعب بأعصابها، جواها يقين إن تيم هو اللي ورا كل ده، يمكن بيحاول يخوفها علشان تمشي من نفسها، لكن مش هتستسلم، خدت القرار تنزل وتقعد مع سالي ومتديش للموضوع اكبر من حجمه
نزلت الصالون لسالي، وهناك شافتها، سالي أول ما دخلت، ابتسمت لها ابتسامة خفيفة، وفريدة قعدت جنبها، سالي بدأت الكلام، بنبرة فيها دفا واهتمام
“عاملة إيه دلوقتي؟”
فريدة ردت بهدوء
“الحمد لله.”
سالي أخدت نفس، وبصت لها بنظرة جدية وقالت
“بصي يا فريدة… تيم شخصية هادية جدًا، بيحب النظام بشكل مبالغ فيه، ومنظم لدرجة الوسواس، فعلاً عنده وسواس قهري، وبيحب ماما أكتر حد في الكون، أي حاجة تطلبها بينفذها من غير نقاش، مهما كانت صعبة أو غريبة، وماما من زمان مانعة أي بنت تدخل البيت، أو تشتغل في الشركة، منع نهائي، أنا نفسي مش عارفة السبب، بس متأكدة إن تيم يعرفه، وعلشان كده، انتي مش أول بنت تيجي هنا، في غيرك كتير جربوا، بس محدش كمل، وأنا متأكدة إن السبب في ده هو تيم، هو اللي بيخليهم يبعدوا.”
فريدة سألتها
“البنات دول بيمشوا ليه؟!”
سالي ردت
“علشان تيم بيعرض عليهم فلوس من نفسه، من غير ما يقول لحد، أنا لما رحت المستشفى عندكم كنت بدور على ممرضة مناسبة، ودكتور سامي رشحك ليا بنفسه، وقالي إنك قد المسؤولية، وشكلك فعلاً طلعتؤ قدها… وإلا ما كنتيش لسه هنا لحد دلوقتي.”
فريدة رفعت راسها، وقالت بثقة
“أنا فعلاً قدها… ومش ناوية أمشي، غير لما يونس يقوم على رجليه ويكون كويس، حتى لو اللي بيحصل حواليا كله بيقولي امشي.”
سالي ابتسمت وقالت
“إنتي أثبتتي ده… بس، هل انتي مستعدة تفضلي حتى بعد ما ماما ترجع؟”
فريدة بصتلها بثبات وقالت
“مستعدة… متقلقيش، مش همشي.”
من زاوية عالية في ركن الصاله، كاميرا صغيرة بالكاد تُلاحظ كانت بتسجل كل حاجة، هو كان قاعد قدام الشاشة، بيراقبهم، وصوتهم واصله بوضوح، سمع كل كلمة اتقالت، وشايف كل حاجه، لما فريدة قالت بصوت ثابت “مش همشي” شد قبضة إيده بغضب، عض على شفايفه
هي مش ناوية تمشي بالرغم من كل اللي عمله؟!
هو حاول بكل الطرق يخوفها… يوترها… يخلّيها تسيب المكان من نفسها.
بس شكلها… عنيدة.
عنيدة أكتر مما كان متوقع.
ودي حاجه بتستفزه
لازم ياخد قرار جديد، أو يعرف حتي نقطة ضعفها
تاني يوم، فريدة صحيت على صوت الموبايل بيرن، مدّت إيدها بتكاسل وبصت… يسر.
ردت وهي لسه صوتها نايم
“ألو؟”
يسر قالت بسرعة
“يلا يا فريدة، متنسيش هتنزلي معايا النهارده.”
فريدة مسحت وشها وقالت بنبرة كسوله
“عارفة والله… أول ما اجهز هكلمك ”
يسر قالت
“تمام… هستناكي أنا وياسمين.”
فريد قالت بضيق
“ما بلاش تجيبيها معاكي… أنا عارفة إنها أختك، بس بلاش يا يسر، اليوم مش ناقص توتر.”
يسر اتلخبطت وقالت
“هي اللي قالتلي عايزة تيجي وماما قالتلي خديها ، أعمل إيه؟”
فريدة قالت بحدة خفيفة
“انتي أدرى، بس بقولك اهو… بلاش.”
يسر تنهدت وقالت
“معلش… كلها كام يوم وهمشي.”
قفلت فريدة المكالمة، قامت من السرير، خدت شاور وغيرت هدومها ونزلت تحت.
أول ما دخلت الصالون، لقت مامتها قاعدة.
ابتسمت، قربت منها بسرعة وحضنتها جامد
“وحشتيني يا ماما.”
مامتها بعد ما حضنتها شوية، قالت بنبرة فيها عتاب
“انتي يا جزمة! نايمة طول النهار ورايحة تشتغلي بالليل؟!”
فريدة ضحكت وقالت
“ما هو غصب عني، وبعدين انتي طول الوقت يا مش في البيت يا قافلة على نفسك في أوضتك… ليه كده؟ ليه مش معانا زي زمان؟”
أمها سكتت ثواني، كأن الكلام وجعها، وبعدين غيرت الموضوع وسألتها
“الشغل عامل إيه؟”
فريدة قالت بابتسامة صغيرة
“حلو… ومريح… الحمد لله.”
فريدة بعد ما خلصت كلام مع مامتها شويه، خرجت من البيت، وصلت عند الكافيه اللي اتفقت تقابل يسر فيه، دخلت وهي بتبص حواليها، لقت يسر قاعدة… وياسمين جنبها طبعًا.
قربت عليهم ويسر أول ما شافتها قامت تسلم عليها
“أخيرًا يا بنتي!”
فريدة سلمت عليها وقالت بفتور وهي تبص لياسمين
“أهو جيت خلاص، عاملة إيه؟”
ياسمين ابتسمت ابتسامة متصنعة وقالت
“الحمد لله… وانتي؟”
فريدة قالت وهي بتقعد
“الحمد لله… ماشية.”
كان في شوية توتر بين فريدة وياسمين، يسر حست بيه كالعادة، فحاولت تغيّر الجو بسرعة
” ايه يا فريده، الشغل خدك خلاص ”
فريدة ردت بسرعة
“الشغل واخدني شوية… وانتي عارفة، مواعيده صعبة.”
يسر بصتلها وقالت
“بس باين إن في حاجه تانية… احكيلي.”
فريدة هزت كتافها وقالت وهي بتحاول تبين إنها تمام
“كل حاجة تمام… بس في شوية حاجات بتحصل هناك مش فاهمة تفسيرها.”
ياسمين قالت بنظرة فضولية
“يعني إيه؟!”
فريدة بصتلها وقالت بنبرة واضحة
“يعني حاجات مش مهمة ليكي، متقلقيش.”
سكتت ياسمين، وبان الغيظ في وشها، ويسر حاولت تلطف الجو شويه
خرجوا من الكافيه واتحركوا على الأتيليه، الجو كان حر شوية، وفريدة ماشية جنب يسر وبيتكلموا، وياسمين ماشية وراهم بتبص حواليها ومفيش كلمة طالعة منها.
دخلوا الأتيليه، وفريدة قالت وهي بتبص حواليها
“حلو المكان… أهو أشيك من اللي كنا فيه قبل كده.”
يسر ابتسمت وقالت بحماس
“أنا متحمسة بجد، نفسي ألاقي حاجة حلوة النهارده.”
البنت اللي شغالة في الأتيليه سلمت عليهم بابتسامة وقالت ليسر
“تحبي تبدأي تشوفي الموديلات الجاهزة؟!”
يسر قالت بحماس
” اكيد ”
دخلت يسر وبدأت تقيس الفساتين، فريدة قاعدة برا على الكنبة وياسمين قاعدة جنبها مستنيين يسر
لبست يسر أول فستان وخرجت،
كان بسيط أوي، لونه باهت ومافيهوش تفاصيل كتير، سمبل جدا
فريدة أول ما شافتها قالت
“لاء مش حلو، مش لمناسبة زي دي ”
بس ياسمين بسرعة قالت
“إيه الكلام ده؟ بالعكس، شكلك زي القمر فيه!”
يسر وقفت قدام المراية وبتبص لنفسها بحيره، رجعت ولبست فستان تاني، ده كان تحفة… قماشه ناعم ومضبوط على جسمها، ألوانه مبهجة وفعلاً حلو
فريدة أول ما شافتها قالت باندهاش
” والله انتي اللي حلتيه”
لكن ياسمين قالت وهي بتلف وشها
“ممم… مش لايق، فيه حاجة غلط، حساه مديكي حجم أكبر شوية.”
يسر بصتلها باستغراب وقالت “بجد؟ أنا حبيته… مش وحش برضو”
فريدة قالت وهي كاتمه غيظها
“متسمعيش كلامها، الفستان حلو جدًا”
ياسمين قالت بنبرة شبه باردة
“أنا بقول رأيي بس، براحتكم طبعًا.”
فريدة لاحظت إن كل ما يسر تلبس حاجة حلوة، ياسمين ترفضها، ولما تلبس حاجة مش قد كده، تمدحها… ابتسمت لنفسها وهيا عارفه أنها اكيد غيرانه
يسر دخلت تجرّب فستان تاني، كان منفوش شوية وفيه لمعة واضحة، أول ما خرجت بيه، فريدة ضحكت وقالت
“ده لو دخلتي بيه قاعة كتب الكتاب، الناس هتفتكر إنك رايحة تصوري إعلان!”
يسر بصّت لنفسها في المراية وقالت وهي بتضحك
“آه فعلاً، حاساه تقيل وكأنه فستان سندريلا.”
لكن ياسمين قالت
“بالعكس، ده شيك جدًا ومميز، مخليكي باينة ومش تقليدية.”
فريدة رفعت حواجبها وقالت
“شيك إيه يا شيخة؟ ده هيوقعها وهي داخلة”
يسر ضحكت وقالت
“مش ده خالص… خليني أجرب ده.”
دخلت تاني ولبست فستان تاني ، ده كان بسيط، سادة، وفيه لمسة دانتيل على الأطراف.
خرجت بيه وقالت
“إيه رأيكم؟”
فريدة بصّت وقالت
“ده حلو… لايق عليكي وناعم.”
أما ياسمين، فرمشت بسرعة وقالت
“ممم… مش حلو، لونه باهت ومش مديكي أي لمعة.”
يسر بصّت لفريدة، وفريدة ابتسمت وقالت بهدوء
“ده ذوقك، بس أنا شايفاه شيك وبسيط، وانتي أصلاً مش محتاجة بهرجة.”
جربت كمان فستان تاني، كان مجنون شوية، ألوانه خارجة عن المألوف وتصميمه غريب.
خرجت وقالت بضحكة
“ده أنا نفسي مش فاهماني فيه!”
فريدة ضحكت وقالت
“هو ده بقى اللي لو لبستيه، الناس هتمشي واولهم خطيبك المبجل ”
ياسمين قالت في عالم موازي
” بس جرئ… حبيته”
فريدة بصتلها وقالت بصوت واطي
“واضح إنك بتحبي كل حاجة غريبة ومش مناسبة لأختك.”
ياسمين ردت ببرود
“أنا بحب الحاجات اللي مش تقليدية، مش غلط.”
فريدة مردتش، بس عينيها قالت كتير…
الغيرة كانت باينة، وياسمين مش قادرة تخبيها
البنت اللي شغالة في الأتيليه قربت منها وهي متحمسة وقالت
“بصي، في دريس لسه واصل امبارح، جديد جدًا، جاي من بره، وفي منه نسخة واحدة بس… بصراحة حساه هيبقى تحفة عليكي، بس انتي قولتيلي عايزة حاجه سعرها معقول.”
فريدة مستنتش ولا لحظة، ردت بسرعة
“هاتيه… ملكيش دعوة بالأسعار!”
يسر اتفاجئت وقالت بنبرة اعتراض
“بس يا فريدة إحنا قولنا…”
فريدة قطعتها وقالت بحزم
“قلتلك ملكيش دعوة… سيبيني أنا أتصرف.”
البنت راحت جابت الفستان، وكان فعلاً حاجة تانية، تحفة بكل المقاييس، قماشه ناعم، والقصّة بتاعته فخمة، وفيه لمعة بسيطة كده تدّي رُقي من غير ما تكون مبهرجة، يسر دخلت تقيسه، وبعد شوية خرجت…
التلاته انبهروا
فريدة بصّتلها وقالت بعيون بتلمع
“يا نهار أبيض! هو ده… ده الفستان اللي يخطف!”
حتى البنت اللي شغالة قالت وهي مبتسمة
“هو معمول ليكي بالظبط… يجنن عليكي.”
يسر كانت فرحانة، بس بتحاول تبين إنها هادية.
أما ياسمين، فكانت واقفة، عينيها بتتحرك بسرعة من الفستان لوش أختها… هو عاجبها بس قالت ببرود
“يعني… مش عارفة، مش حاسة إنه مميز أوي.”
فريدة بصتلها من فوق لتحت وقالت
“مش مهم تحسي، إحنا حسينا وخلاص…”
وبعدين بصّت للبنت اللي شغالة وقالت
“احجزيه، ده اللي هايتاخد.”
ياسمين لسه بتحاول تعترض وقالت
“بس إحنا قولنا مش هنجيب حاجات غالية كده!”
فريدة ردت وهي بتزق الكلام
“قلتلك ملكيش دعوة… انتي بس خليكِ ساكتة.”
وبالفعل حجزوا الدريس وخرجوا من الاتيليه والفرحه باينه على وش يسر، فريدة بصّت في ساعتها وقالت ” هخلع انا، يدوب الحق اوصل
سلموا على بعض، وفريدة وقفت تاكسي وركبت، وهي في الطريق كانت بتفكر في يسر، وسعادتها، وفي ياسمين اللي غيرتها كانت واضحة جدًا… بس دماغها سابت كل ده لما افتكرت إنها رايحة شغل، والشغل هناك مش طبيعي.
وصلت الفيلا، دخلت وهي بتحاول تهدي نفسها، حست بخنقة أول ما دخلت الفيلا، كأن الجو نفسه بيضغط على صدرها… بس قالت لنفسها إنها المرة دي مش هتسكت، لازم تفهم كل حاجة، وتواجه اللي بيحصل، خصوصًا بعد ما بدأت تشك إن تيم هو اللي ورا كل ده.
دخلت أوضة يونس، وبعد ما خد المسكن ونام، بدأت تبص حواليها… كل حاجة طبيعية، الأوضة زي ما هي، مفيش حاجة غريبة، بس الإحساس اللي جواها بيقول عكس كده.
مسكت موبايلها وشغلت قرآن بصوت واطي ، علشان لو فيه أي حاجة مش طبيعية تحصل، تبقى متأكدة إن تيم هو السبب، وده يزود يقينها إنه بيراقبها.
بدأت تفكر… هو بيعرف منين إنها لوحدها؟
إزاي كل مرة تحس بالخوف تلاقي حاجة بتحصل فجأة؟
أكيد بيراقب البيت، بس افتكرت أن سالي قالت إن تيم بيكره حد يدخل أوضته، طيب تمام… هي هتجرب تدخل أوضته، ولو حد منعها أو الخدم ظهر فجأة، يبقى فعلاً في مراقبة.
بخطوات هاديه خرجت من أوضة يونس، وبدأت تدور على أوضة تيم، فضلت تمشي في الممرات لحد ما لقتها، وقفت شوية قدام الباب، قلبها بيدق بسرعة، بس فتحت الباب ودخلت.
الأوضة كانت كبيرة جداً… منظمة لدرجة مزعجة، كأن كل حاجة محطوطة بمسطرة.
كل حاجة فيها بتقول إن الشخص اللي ساكن هنا بيكره الفوضى بجنون.
فريدة ابتسمت لنفسها وقالت
“وماله… نقلبها فوضى.”
دخلت ناحية الدريسينج، وكانت خلاص هتفتح الدولاب، لكن فجأة…
“حضرتك محتاجة حاجة؟”
الصوت جه من وراها، هادي لكن حازم.
لفت بسرعة، وابتسمت بانتصار وهي شايفة واحد من الشغالين واقف قدامها.
قربت منه وسألته وهي رافعة حاجبها “إنت عرفت منين إن أنا هنا؟!”
اتوتر شوية وقال
“تيم بيه قبل ما يمشي نبهني أخد بالي من أوضته.”
فريدة بصّتله بتركيز وسألته
“يعني إنت بتراقب الأوضه ٢٤ ساعة، صح؟”
قال بسرعة
“الأوضة متوصلة بإنذار، حضرتك… لو حد دخلها بعرف على طول.”
فريدة قربت خطوة تانية، وقالت وهي بتفكر بصوت عالي
“أنا حاسة إني شوفتك قبل كده… مع إن دي أول مرة اشوفك”
قال بابتسامة خفيفة
“جايز تكوني شوفتيني، حضرتك بقالك ٣ أيام هنا وانا شغال هنا”
فريدة هزت راسها ببطء وقالت
“تؤ تؤ، أنا مش شوفتك أنت… أنا شوفت واحدة ست شبهك بالظبط من ٣ أيام.”
اتجمد مكانه، وقال بسرعة
“مفيش ستات هنا يا فندم.”
فريدة ضيقت عينيها وقالت بهدوء مرعب
” ما أنا عارفة، بس تفتكر ده معناه إيه؟”
سكت فقالت وهي ماسكة أعصابها بالعافية
“وريني جهاز الإنذار ده، عايزة أشوفه بعيني.”
اتلخبط وبصلها بحذر
“حضرتك محتاجة إيه؟”
بصتله بحدة، لهجتها اتحولت لتهديد صريح
“أنا مش همشي من هنا، لو قلبتوا البيت ده مقبرة مش همشي! أنا عارفة إنكم بتتعاونوا سوا علشان تعيشوني في جو الرعب ده، بس خلّي بالك… أنا مبخافش، ومفيش حاجة هتمشيني من هنا غير بمزاجي، فاهم؟!”
قالت كلامها ومشيت من قدامه بخطوات ثابتة.
وقبل ما تخرج راحت ناحية التسريحة المنظمة بعناية مبالغ فيها، مدت إيدها وقلبت البرفانات كلها على الأرض، اتكسر بعضها، والباقي وقع واتبهدل، وريحة قوية ملت المكان.
بصّتله وقالت بسخرية
“أكتر حاجة بيكرهها الفوضى… صح؟ وماله، يدوّق.”
خرجت من الاوضه بخطوات واثقه وسابته واقف مكانه
من ورا الكاميرات، تيم كان قاعد، عينيه مش بتفارق الشاشة اللي قدامه، بيراقب كل حركة فريدة عملتها، شافها وهي بتواجه العامل، شافها وهي بتقلب الأوضة وبتبهدل التسريحة.
شد قبضة إيده بعصبية، عض على شفايفه بقهر
الضيق باين على وشه، ملامحه اتغيرت، العروق في رقبته بدأت توضح، وكل حاجة فيه كانت بتغلي.
مش مصدق إن فيه واحدة لسه مصممة تكمّل، ومش بس كده، دي بتستفزه كمان!
لف الكرسي بعصبية، قام واقف، وركل الكرسي برجله بقوة، فوقع على الأرض بخبطة عالية
فريدة كانت قاعدة جنب يونس في الأوضة، بس عقلها مشغول وملهوف على فنجان قهوة يصحصحها ويفوقها شويه، قامت بهدوء وخرجت من الأوضة، نزلت ودخلت المطبخ، لقت فيه اتنين من الخدم بيشتغلوا بهدوء، رفعت صوتها شوية وقالت بابتسامة بسيطة
“مساء الخير.”
بصولها وردوا بأدب
“مساء النور، حضرتك محتاجة حاجة؟”
قالت وهي بتقرب ناحية الرخامة
“آه، كنت عايزة أعمل قهوة.”
واحد رد بسرعة
“حضرتك اقعدي وإحنا نعملها لحضرتك.”
لكن فريدة هزت راسها برفض واضح وقالت بنبرة فيها لطف بس حسم
“لا متشغلوش نفسكم، أنا بس عايزة أعرف فين الكوفي وأنا أتعامل.”
الخدم بصوا لبعض ثواني، وبعدين واحد منهم شاور على الضلفة اللي فيها حاجات القهوة، وفريدة ابتسمت وشكرتهم، وبدأت تجهز قهوتها بنفسها
خرجت من المطبخ بخطوات ثابتة، بس وقفت فجأة وشافته
تيم كان واقف قدامها بالظبط، ملامحه متجمدة، عينيه فيها غضب واضح، وبيشد في عضلات وشه كأن بينه وبين الهدوء عداوة.
كان واقف وبيبصلها بنظرة جامدة، فيها كره واضح… كأنه بيقول من غير ما ينطق “كفاية، ولازم أحطلك حد.”
فريدة رفعت حاجبها ببرود، مسكت الكوباية كويس، وفضلت ساكتة، مستنية يشيل الصمت بكلمة، أو حتى بانفجار، لكن هو فضل ساكت… وسكوتهم كان مليان تحدي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية استثنائيه في دائرة الرفض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *