روايات

رواية ثأر الشيطان الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان البارت الرابع والعشرون

رواية ثأر الشيطان الجزء الرابع والعشرون

ثأر الشيطان
ثأر الشيطان

رواية ثأر الشيطان الحلقة الرابعة والعشرون

تفاجأ موسى من ظهور جواد أمامه فجأة ولم يستطع أن يفعل شيء سوى أن يهرب، كان جواد يقبض بيده على ذراعه بألم وانتبه للرجل الذي تحدث معه بذهول وهو يركع أرضًا ليساعده، ويسأله العديد من الأسئلة التي لا علاقة بها ببعض وذلك بسبب صدمته مما حدث للتو:
– إنت كويس؟؟ في إيه؟ إيه اللي حصل ده؟ مين ده؟ وليه يعمل كده؟
أردف جواد بهدوء وألم في آنٍ واحد:
– معرفش.
أردف الرجل بقلقٍ من حالته تلك:
– طب تعالى أوديك المستشفى حالا.
جواد بنفي ودوار:
– لا .. مستشفى لا.
ولكنه فقد وعيه بسبب فقدانه للكثير من الدماء، طلب بهجت المساعدة من بعض الأشخاص الذين مروا بجانبه وساعدوه ليحملوا الشاب الذي أنقذه للتو وذهب به إلى المشفى..
بعد مرور يومٍ كامل:
قام بفتح عينيه بهدوء لأنه كان يشعر بالدوار والرؤية كانت ضبابية .. يسمع فقط صدى لصوتِ صفيرِ جهازٍ بجانبه، حرك رأسه نحو مصدر الصوت ببطئ ودوار للأيمن ورأى ملامح غير واضحة لشخص يقترب منه ويتحدث..
– أخيرًا فوقت، قلقتني عليك.
ظل عدة ثوانٍ في حالة الدوار تلك ولكنه استفاق من تلك الحالة شيئٍا فشيئًا ووضحت ملامح الشخص الواقف بجانب فراشه .. كان رجلًا بشوشًا يبتسم له بهدوء ..
أردف جواد بإرهاق:
– أنا فين؟
أردف بهجت بابتسامة:ٍ
– إحنا في المستشفى.
اعتدل جواد من سريره ولكن أوقفه بهجت:
– إنت محتاج ترتاح.
– ليه جبتني هنا؟
– إيه اللي مخوفك كده.
أردف جواد بضيق وإرهاق:
– أنا مبخفش.
ابتسم بهجت بهدوء ثم أردف:
– متقلقش إحنا في مستشفى حد معرفة ليا، ده لو قلقان طبعا من موضوع البطاقة الشخصية.
طالعه جواد بهدوء ولكن بهجت استأنف حديثه:
– ماتقلقش قولتلك، أنا لما لقيت إن مفيش بطاقة في جيبك عرفت أنا هروح فين ودلوقتي اللي يهمني إنك تقوم بالسلامة.
كان جواد يطالعه باستفسار لماذا هو طيب لتلك الدرجة؟ ألن يسأله عن سبب وجوده أمام فيلته؟ ألن يسأله عن ماحدث؟ ولكن استفاق على صوته..
– مش عايزك تفكر كتير، كل اللي انت محتاجه دلوقتي هي الراحة التامة.
أعاده بهجت ينام على الفراش مرة أخرى ثم جلس على كرسيه الذي كان بجانب الفراش مرة أخرى ورفع سماعه الهاتف الخاص بالغرفة وتحدث مع أحدهم..
– المريض فاق ممكن تيجو تطمنوني على صحته؟
همهم ثم أغلق الهاتف ثم تقابلت عينيه مع جواد الذي يطالعه بهدوء وتعجب في آنٍ واحد، ولكن بهجت ابتسم له ابتسامة مطمئنة وربت على يده بحنان أبوي وتساءل:
– إسمك إيه بقا؟
صمت جواد قليلًا ولكنه أردف قائلا:
– جواد.
بهجت بابتسامة:
– اسم جميل، وأنا بقا إسمي بهجت تقدر تعتبرني زي والدك بالظبط.
طالعه جواد بتأثُّر وكاد أن يتحدث، دخل فريق طبي للغرفة ليطمئن على صحته .. وبعد أن انتهوا وطمأنوا بهجت على حالته ظل جواد صامتًا ولكنه تحدث بشرود:
– كانوا عايزين يقتلوك، الشاب كان بيصوب على قلبك مش أي مكان تاني.
بهجت بتعجب:
– هما مين؟َ!! أنا مليش أعداء أنا دايمًا في حالي.
نظر إليه جواد ثم أردف:
– ممكن ده يكون اللي مضايقهم منك .. إنك في حالك.
ظل بهجت صامتًا يُطالعه ثم أردف:
– بص أنا مش هسألك على أي حاجة ولا هقول إيه اللي جابك عندي لإني واثق إن ربنا سيحانه وتعالى بعتك ليا في الوقت المناسب ولولاك كان زمان بنتي يتيمة.
– ربنا يباركلك فيها.
– يا رب، دلوقتي كل اللي محتاج أعرفه منك الشخص اللي حرَّض على قتلي عشان أقدر أوصل ليه وأقدم فيه بلاغ.
قهقه جواد بإرهاق ثم أردف:
– انت طيب أوي يا أستاذ بهجت، بلاغ إيه بس؟ إللي يعمل كده بيبقى شخص واصل أوي.
أردف بهجت بهدوء:
– طول ما ربنا معايا أنا مش هخاف من حد أبدًا.
تعجب جواد من ثقته الزائدة تلك من أين أتى بها؟؟ ولكنه استفاق على صوته:
– متخافش يا جواد أنا معاك، وزي ماقولتلك اعتبرني زي والدك ومن النهاردة إنت دراعي الليمين .. قُولِّي بس إنت على المكان ومتقلقش أنا هتصرف.
تنهد جواد بعمق يفكر هل يُخبره بمكان أمين؟ هل من الممكن أن يضره؟ أسئلة كثيرة هاجمت عقله في تلك اللحظة لأن كل خطوة سوف يُقدِم عليها تُعبِّرُ عن تغييرٍ كبيرٍ في حياته وذلك بالطبع ماعاشه منذ الصغر كان يعيش في جحيم وكان يتنقلُ دائمًا من جحيم إلى جحيمٍ آخر، ماذا سيفرق إذًا وهو لم يرى يومًا هنيئًا بحياته؟؟ أغمض عينيه بهدوء ثم أخبر بهجت بعنوان أمين الشخصُ الهارب من العدالة والذي قام بخطف الكثير من الأطفال ويحرض على القتل وتجارة المخدرات وأيضًا تجارة الأعضاء!
…………………………………………………
مرت الأيام وكان جواد يستعيد صحته أولاً بأول أثناء مكوثه بالمشفى وكان يتابع خبر إلقاء القبض على الشخص الذي يُدعى أمين وأعوانه ومن خلالهم وصلوا لعدد كبير من رجال الأعمال الفاسدين والذين تم إلقاءالقبض عليهم .. تنهد تنهيدة عميقة تدُّل على كم الألم والأذى النفسي الذي عان منه بسبب ذلك الرجل! .. انتبه على صوت طرقات على باب الغرفة .. أغلق التلفاز ونظر لباب الغرفة الذي دخل منه بهجت بابتسامة كبيرة ولكنه لم يكن وحده بل كانت بجانبه ابنته الصغيرة التي شردَ بها جواد للمرة الثانية ..
– أحب أعرفك بشمس بنتي اللي مليش غيرها، وده بقا ياشمس أبيه جواد هيبقى معانا من النهاردة..
ابتسمت له ببراءة لم يدري لما رقَّ قلبه لابتسامتها تلك ومدت يدها الصغيرة له تصافحه .. حاوط كفها يدها الصغيرة بكف يده الكبير..
– ألف سلامة عليك يا أبيه يا رب تقوملنا بالسلامة في أقرب وقت.
كان جواد متعجبًا لقولها تلك الكلمة له حتى تعجب أنها صدرت من بهجت أيضًا ..
بهجت باستفسار:
– مالك مستغرب كده ليه؟
أردف جواد بانزعاجِ بعض الشيء:
– دي بتقولي يا أبيه!
قهقه بهجت ثم أردف:
– لازم عشان احترام السن .. شمس عندها عشر سنين يا جواد.
كانت ملامحه تبدو عليها الإنزعاج خيبة الأمل لأنه كان يظنها أكبر قليلًا، مرت الأيام وخرج جواد من المشفى وتم إنشاء أوراقٍ رسمية بلقبٍ وهميَّ بمساعدة السيد بهجت الذي اشترى له شقة لكي يبدأ فيها حياته ومن هنا بدأ جواد حياته كشخصٍ مستقل يعمل في تجارته السرية وأيضًا يقوم بتعويض مافاته في التعليم وأيضًا يُساعد السيد بهجت في بعض أعماله ويستمر بزيارتهم في الفيلا باستمرار ثم القصر أيضًا وذلك بعدما انتقلوا إليه وقام جواد بشراء تلك الفيلا، ولكنه كان جاف المعاملة قليلًا مع شمس وخاصة عندما أصبحت مراهقة؛ فقد كان كثير التحكم بها دون أن تدري ما السبب لفعله ذلك وزاد الأمر عن حده حينما دخلت الجامعة.
……………………………………………..
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في الوقت الحالي:
كان يطالعها بهدوء وهي تستمع لقصة حياته .. كانت تشعر بالانزعاج بسبب ماعاشه وأيضًا أثناء سرده لها كل ماحدث كانت تبكي .. تنهدت وطالعته بهدوء:
– أكمِل لماذا توقفت؟ أين أبي الآن؟ ألستُ أنا شمس صحيح؟ كيف تزوجنا؟ هيا أخبِرني.
روى لها كل شيء وهو طلبه لها بالزواج سرًا من أبيها دون أن تدري .. أخبرها عن تمردها وأنها تزوجت شابًا آخر رُغمًا عن أبيها .. أخبرها بكل شيء …. كانت تبكي .. إنها يتيمة! توفى والدها وجواد كان هو عائلتها الوحيدة، ثم إنها تشعر أنها كانت أنانية كثيرًا في حق نفسها وفي حقه .. ثم هل بعد كل ما رآه منها مازال يُحبها؟! لمَ تزوجها؟
– لماذا تزوجتني؟
ذلك ما أردفت به دون وعي .. تعجب من سؤالها ذلك .. من المفترض أنها قد التمست حبه ومشاعره نحوها عندما روى لها ماحدث في الماضي وحتى عندما قابلها، كاد أن يتحدث ولكنها استأنفت بعقلانية كأنها تسأل نفسها:
– فتاة بذلك الغرور والعجرفة كيف لك أن تظل تُحِبَها حتى بعدما رأيته منها؟
– لم تكوني في وعيك، ثم إنكِ كنتِ بحاجة إليَّ دائمًا دون أن تقولِي.
– لماذا بقيت بجانبي؟ لو كان أحدًا غيرك حدث له ذلك لدعس قلبه ورَحل.
صمت جواد قليلًا يحاول البحث عن إجابة هل يُخبرها بكل شيء؟
– جواد أنتَ تُخفي عني شيئًا على الرغم من أنني كنت أريدُ منك الصِدق فقط.
تنهد بعمقٍ ثم أردف يُلقي ما بجعبته:
– إن فيليب يكون والدي الحقيقي.
صُعِقَت عندما أخبرها بالحقيقة ..
– أتمزح!
– أنا لا أمزح في أشياءٍ كتلك مطلقًا وإجابتي على سؤالك، لماذا ما زلت متمسكًا بكِ على الرغم من أنني رأيت بكِ كل ذلك، هو أنكِ تُذكرينني بوالدتي، التي كانت عائلتي الوحيدة وذلك لا يُنفي تمامًا سببي الرئيسي وهو حبي لكِ.
أردفت بتشتت:
– كيف؟ هل زوجة عمي الراحلة هي والدتُكَ أنت؟! لا أستطيع أن أصدق، لقد توفت بعد أشهرٍ بسيطة من زواجهما.
أردف جواد بصعوبة:
– لا صوفيا، إن أمي مازالت على قيدِ الحياة.
– يا الله! كيف؟!! وعمي؟؟ إنه حزينٌ كثيرًا على فقدانها، كيف تفعل به ذلك جواد!!
دمعت عينيها وهي تتذكر حزن فيليب الذي ينظر بشكل دائم إلى صورة زوجته والذي ظل مُخلصًا طوال حياته .. لقد عاش على ذكرى أشهرٍ بسيطة لمدة عُمرٍ كامل.
– لذلك أخبرك بهذا الآن.
طالعته باستفسار ولكنه استأنف حديثه:
– أنا أريد مساعدتك صوفيا.
أخبرها بما وصل إليه حديثًا وهو معرفته بأن فيليب والده ومحاولاته الكثيرة في استرجاعه لوالدته ولكنها كانت تختفي ..
– أريدُ أن أصل بأي ثمنٍ إلى ذلك الحقير والذي كان سببًا في إختطافكِ مني أيضًا، تلك الرسالة لن أنساها لقد أخذكما سويًا في آنٍ واحدٍ صوفيا.
ظلت تطالعه بهدوء ثم أردفت باستيعاب:
– جواد! لقد نسيتُ أن أخبرك بشيءٍ من الممكن أن يكون هامًا بالنسبة إليك.
تساءل بحيرة:
– ماهو؟
– هناك سيدةٌ ما قد ساعدتني بالهرب من المكان الذي كنتُ محتجزةٌ به.
نبض قلبُ جواد بقوة على أملٍ أنها من الممكن أن تكون والدته وأردف بلهفة:
– حاولي أن تتذكري جيدًا كيف كانت تبدو .. أرجوكِ صوفيا.
حاولت أن تتذكر السيدة جيدًأ ثم أردفت:
– ذات بشرة بيضاء شاحبة وشعر أسودٍ طويلٍ لكن به بعض الشعيرات البيضاء جسدُها ضعيفًا للغاية ..
صمتت قليلًا تحاول أن تتذكر شيًئًا آخر ولكنها استأنقت باعتذار:
– أعتذر ذلك كل ما أتذكره.
دمعت عينا جواد وهو يسمع عن والدته ثم قام بفتح هاتفه وأتى بصورةٍ قديمة لوالدته قد قام بتصويرها خِلسة عندما كان يقوم بزيارة جدته وأردف بصعوبة:
– هل هذه هي؟
أخدت منه الهاتف لترى صورةً لشابةٍ في بداية العشرينات وحاولت أن تُقارنها بمظهر وهيئة السيدة في الوقت الحالي وجدت أنهما متطابقان لولا عوامل الزمن على السيدة الأخرى.
– أجل إنها هي جواد.
حاول أن يتحكم في عبراته ولكنه لم يستطع، استقامت صوفيا من مقعدها فور أن رأت انهياره واقتربت منه:
– هل أنتَ بخير؟
هز رأسه نافيًا قامت بضمه بقوة تُربِت على ذراعه بحنان وبعد عدة ثوانٍ ابتعد عنها بهدوء وهو يأخذ نفسًا عميقًا ثم أردف بخشونة:
– يجب أن نذهب.
– لماذا؟
نظر حوله ثم أردف:
– لقد حلَّ الصباحُ صوفيا، ويجب أن تنامي.
استوعبت أنهما لم يشعرا بمرور الوقت .. هزت رأسها وأخذت حقيبتها وأمسك بيدها يخرجان من المطعم.
وقف بسيارته أمام قصر فيليب وقبل أن تخرج من السيارة أمسك جواد بيدها مردفًا بهدوء:
– صوفيا.
التفت إليه تًطالعه:
– كل ما أخبرتكِ به اليوم هو سرٌ بيننا، لا يجب أن يعلم فيليب أنني ابنه أو أن زوجته حيّة على الأقل الآن.
– لماذا؟
– لا أريد أن يؤلمه قلبه مرة أُخرى عليها، يكفي ماعاشه طوال تلك السنوات .. علمه أنها ميتة أهونُ عليه من علمه أنها مُختَطَفة طوال تلك الفترة ولا يستطيع إيجادها.
صمتت قليلًا ثم أردفت:
– حسنًا، ماذا ستفعل الآن؟
– سأتركها لله، لا تقلقي لقد اقتربت على إيجاد أمي.
تحدث بآخر كلمة بابتسامة لطيفة ..
– أتعلم أنني أثق بك، صحيح؟؟
– أجَل أعلم.
كانا يُطالعان بعضهما وهما بالسيارة ثم قام بتقبيل يدها وأردف بحب:
– أنا سعيدٌ كثيرًا لأنكِ بجانبِي حبيبتي، كلها أيامًا قليلة وستعود إليكِ ذاكرتكِ أنا على يقينٍ بذلك.
طالعته في عمقِ عينيه وأردفت بتأثر:
– أتمنى ذلك كثيرًا، لأنني أريد أن أتذكر كل ما بيننا جواد، لا يكفيني أن تُخبرني عما مضى.
– لا تقلقي.
نزلا من السيارة ثم دخلا للقصر وهما يُمسِكان بيد بعضهما ويبتسمان بتفاؤل وصعدا على أدراج القصر وظلا يسيران في ممر الغرف حتى توقفا أمام غرفتها .. استندت بجسدها على الباب وهو كان يقف أمامها يطالعان بعضهما ..
– أتمنى أن تكوني قد سعدتِ برفقتي اليوم.
– بل أنا من أتمنى ذلك جواد.
أمسك بوجهها بين يديه ثم أردف:
– ومن ذاك الذي لا يسعد ببقاءه بجانبكِ شمس؟
رقَّ قلبها عندما ناداها بذلك الإسم وأردفت بتأثر:
– ذلك الإسم له إيقاعٌ مُختلف عليّ عندما تُناديِني به، يجعل قلبي يدُقُّ الطبول.
– مُجرد إسمٌ يفعل بكِ ذلك، فما بالك بصاحبة الإسم ألم تتساءلي عن ماتفعله بي؟
ارتبكت وشعرت بالخجل من حديثه ذلك أخذ جواد نفسًا عميقًا يحاول أن يقوم بتغيير الموضوع:
– أريدُ أن أطلُبَ منكِ شيئًا.
– ما هو؟
– تعلمي المصرية، أريد أن نتحدث بها .. أشعر أنني في غربةٍ طالما أتحدثُ بلغةٍ غيرها.
أردفت بابتسامة:
– حسنًا سأتعلمها.
التمس ذقنها يُمرر اصبعه على شفتيها برفق ثم أردف:
– هناكَ بعض اللحظات التي كنت أتمنى أن نعيشها أنا وأنتِ سويًا وسيكون لها وقعها الخاص على قلبينا لذا..
قام بتقبيل مقدمة رأسها واستأنف:
– سأنتظر عودة ذاكرتكِ لكي نعيش تلك اللحظات سويًا لأول مرة.
إحمر خدَّيها ووضع مقدمة رأسه على خاصتها وأردف بصوتٍ مُنخفض:
– تُصبِحين على خير، شمسي.
ابتعد عنها وذهب لغرفته؛ أما هي فقد كانت تشعر أنها كالمُغيبة ولكنها استفاقت عندما دخل غرفته ودخلت غرفتها أيضًا وهي تلتمس خديها وابتسمت بسعادة وأخيرًا وجدت عائلتها والتي تتمثل في جواد.
…………………………………
في اليوم الذي يلية وهو يوم الاجتماع، كان جواد يرتدي حُلته السوداء المتناسقة على جسدة بشكلٍ مثالي ويستند بجذعه على مكتب فيليب الذي يُطالِعَهُ بهدوء أما بالنسبة لأندريه فكان لا يهتم فهو اجتماعٌ وسينتهي.
جواد بضيق:
– لماذا إجتماعٌ كهذا سيُقامُ هنا؟
أردف فيليب بلامبالاة:
– وماذا لدي لأخسره؟ ثم إن لأ أحد يجرؤ على فعل أي شيء لأي أحد يخُصُّني، لا تقلق.
طالعه جواد بضيق، بداخله الكثير من الدلائل التي تنفي كلام فيليب ولكنه فضَّل الصمت.
انتبه الثلاثة على دخول أحد رجال فيليب يُخبرهم بأن الضيوف قد أتوا، استقام فيليب ويعقبه أندريه واعتدل جواد وتبعهما ليدخل قاعة الإجتماعات الضخمة والتي كان يجلس بها العديد من الرجال والنساء الذين يبدو عليهم الإجرام والثراءِ الفاحِش وعلى جسدهم الكثير من الوشوم! فهم زعماء مافيا بالطبع.
وقف الجميع إحترامًا لفيليب الذي دخل القاعة بحٌلته الأنيقة وكانت سوداء بالكامل حتى القميص الذي يرتديه بالكامل والذي زاد جاذبيته شعره الكيرلي المتوسط الطول ذو اللونِ الأبيض المُختلط بالأسود وبجانبه أخيه أندريه ذو الشعر البُنيَّ القصير ويرتدي حُلةً بنيةَّ اللون وقميصًا أزرق وبنطالاً بُنيِّ مصنوع من القُماش، أشار فيليب لهم بالجلوس ثم جلسوا وجلس جواد بجانب فيليب على جانبه الأيمن وأندريه كان على جانبه الأيسر.
تحدث فيليب بابتسامة:
– أهلا بكم أعزائي زُعماء المافيا العالمية، سعيدٌ كثيرًا باجتماعنا الضخم هذا وأتمنى ألا يكون آخر إجتماع فلدينا كثير من الأعمال لفعلها سويًا .. وقبل أن نبدأ إجتماعنا المهم ذاك أريدُ أن أعرفكم بشابٍ ساعد المافيا الروسية بشكل كبيرٍ في الآونة الأخيرة وسيكون له دورٌ كبيرٌ أيضًا في الفترة القادمة .. السيد جواد من مِصر أرجوكم رحبوا به.
رحب به جميع الزعماء الموجودين بالقاعة وكان من ضمنهم ماتيوس الذي يتحكم بغضبه بقوة وهو يُطالِعُ جواد الجالس بجانب فيليب، ولكن بَهُتَت ملامحه عندما تقابلت نظراته مع جواد الذي يُطالعه بهدوء.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *