رواية زهرة العاصي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي البارت الحادي والعشرون
رواية زهرة العاصي الجزء الحادي والعشرون

رواية زهرة العاصي الحلقة الحادية والعشرون
أبو سليم (بصوت واطي):
ـ “يعني… ناوي تسلمه للشرطة؟”
صالح (بحزم وقلب متقطع):
ـ “أيوه.
هسلمه للشرطة.
علشان لو سبته، أبقى خاين لوردة… وخاين لزهرة… وخاين لنفسي.”
لحظة صمت طويلة… كأن الزمن وقف.
الكل ساكت، والنَفَس مكتوم في الصدر.
أبو سليم (دمعته وقعت غصب عنه):
ـ “سليم غلط… بس يفضل ابني.
أنا ما ربتوش كده… بس شكله ضعِف، ووقع في طريق مش طريقنا.”
صالح (بصوت مخنوق):
ـ “وأنا كمان ما ربيتش بنتي عشان ابنك يظلمها …
ممكن جاهلي عمنا وكنت فاكر إن ستر البنت أهم من التعليم لكن ربنا ادنى الدرس على أيد ابنك .”
(يبص سليم في الأرض، ملامحه منكسره):
ـ “أنا مستحقش السماح…
بس كنت بتمنى إن اللي ضيّعني يرجعني.”
عاصي (بحزم):
ـ “اللي ضيّعك طمعك… واللي يرجّعك الحقيقة.
وهتقولها كلها… بالتفصيل. يوم المحكمة ، قدام الكل.”
رامي (بهدوء):
ـ “أنا هجهز كل الورق، وأبلغ النيابة بالحضور.
واللي حصل ده… مش هيسكت عليه حد.”
(يبص. أبو سليم لابنه، وعينه مليانة وجع):
ـ “كنت شايفك ضهري في الكِبَر…
طلعت سكّيني في الضهر.”
(ينزل سليم على ركبته قدامه):
ـ “سامحني يا بوي…
أنا ماستاهلش نظرة من عينك… بس الكل عارف إني بحب زهرة وكنت نفسي اوصلها بأي طريقه …
أنا بحب زهرة .”
(بصوت. متقطّع صالح ):
ـ “انت فاهم الحب غلط انت بتحب نفسك لكن مش هعتب عليك لأنى أنا كنت السبب …إنها تتوجع، بس بنتى قوي مهما انكسرت هتقفة على رجلها .
وإنت؟ كسرت نفسك بإيدك.”
عاصي (يوقف):
ـ “أنا هكلم الظابط نبيل… يجيله هنا يستلم سليم، ومعاه كل التسجيلات.
والباقي على النيابة.”
(يمسك أبو سليم إيد صالح):
ـ “أنا آسف… مش على اللي عمله بس…
على إننا مقدرتش اكون اخ ليك ، وكان لازم أقف جنبك من الأول.”
صالح (بهدوء):
ـ “ولا أنا كنت شايف الحقيقة …
بس ربنا بيكشفها في الوقت المناسب.”
رمى سليم نظرة أخيرة لوشوشهم…
كان فيه خوف، ندم، وأمل صغير.
سليم (بصوت مبحوح):
ـ “قولوا لزهرة… إني آسف.
وإني مستعد أنى أطلقها……. لو هتخرجونى من هنا .”
يحط عاصي إيده على كتفه):
ـ “بتلعب بينا تأنى عشان تعرف تخرج منها …
في التحقيق هطلقها غصب عنك .”
وبيدخل الظابط “نبيل” بعد ما استدعاه عاصي… ومعاه القوة.
بيتم تسليم سليم رسمي، وبيبدأ طريق جديد… طريق الحقيقة.
—
زهرة العاصي
فى ممر المستشفى – الساعة قريبة من الفجر، والدنيا هادية بشكل يخوف، غير صوت خطوات خفيفة وممرضة بتعدي كل شوية.
ياسمين كان قاعدة على كُرسي صغير قدام غرفة العناية، ضهرها منحني لقدّام، إيديها مشبوكة، وعينيها مش ثابتة على حاجة… قلبها هناك مع زياد.
تقوم فجأة وتوقف ممرضة كانت ماشية بالعربية الصغيرة:
( تتحدث ياسمين بصوت مبحوح من التعب والسهر):
ـ “ممكن تطمنيني على المريض اللي جوه…؟”
(نظرت. الممرضة فيها احترام وحذر):
ـ “هو قدامه 24 ساعة تحت المراقبة يا فندم…
بعد كده نقدر نحدد، يعدي منها ولا لأ.”
(تهز ياسمين راسها بهدوء، وتقول شكرًا بصوت واطي وترجع تقعد).
تقعد على الكرسي… تمسك أطراف الجاكيت كأنها بتستغفر أو بتداري رعشة.
شريط حياته قدام عنيها، بيتقلب زي فيلم قديم، كل لحظة، كل ضحكة، كل دمعة.
صوت داخلي جواها (بهدوء وكأنه بيحكي الحكاية):
ـ “كان ممكن يهرب،
بس هو ماهربش.
كان ممكن يكرهني…
بس في عز وجعه، اختارني.
كان ممكن يسبني وينتقم منى عشان كنت السبب إن زهرة تسيبه ،
بس هو أنقذني وما بين الحياة والموت عشاني.”
ترفع عنيها للسقف، كأنها بتستنى إشارة… ثم تطلع نفس طويل وتحط إيديها على ركبها، وتقوم بحسم.
ياسمين (بصوت واطي، لنفسها):
ـ “لازم أواجها …
كفاية خوف…
كفاية صمت.
هروح لنادية،
وهقول كل حاجة.
مش عشاني…
عشانه هو.”
وتقرار تخرج من المستشفى، الهوا بيحرّك شعرها، بس عنيها ثابتة، ووشها فيه لمعة قرار صعب اتاخد، بس خلاص… مفيش رجوع.
………………….
بعد ما انقبض على سليم رجع عاصي وزينة ورامى للمستشفى عشان يطمنوا زياد فاق والا لسه
عاصي في المستشفى، الساعة داخلة على الفجر ، والمكان ساكت
دخلت تدور زينة على ياسمين وتسأل الممرضة
فين الانسه ياسمين إلا كانت قاعده هنا
نظرت الممرضة يمين ويسار وردت
كانت هنا من شويه حضرتك سالتنى عن المريض ولم عرفت ان العملية خلصت وانه تحت المراقبة مشيت
انصدمت زينة بصوت عالي وهو متلخبطة):
ـ “يعني إيه سابت المستشفى؟!
يعني إيه ؟!فين راحت؟!”
(واقفة الممرضة ووشه شاحب):
ـ “معرفش…
اختفت، مفيش حد شافها
كانت زينة صوتها بيتهز من الصدمة):
ـ “و زياد؟! سابته؟!
ده كان آخر امل لو زياد مفقش هى تنقذ زهرة
!”
يسمع عاصي زينة ينصدم (بعصبية وهو يضرب المكتب بإيده):
ـ “آنا منبه الامن متخرجش ل أي سبب ..
وسابتني وراحت فين .
كانت وعدتني… وعدتني إنها هتعرف وتقول كل حاجة…
بس اختفت.”
زينة (بصوت عالي):
ـ “ماكانش ينفع نسيبها لوحدها !
دي ياسمين! مش أي حد ملهاش كلمة …!”
كان عاصي متوتر يوطي صوته بس عنيف):
ـ “عارف!
وبلعن نفسي ألف مرة إني سبّتها حتى دقيقة!
بس كنت فاكر إن خلاص… إنها هتوفي بوعدها ، وإنها مش هتهرب تاني!”
زينة (بدموع بتبدأ تلمع في عينيها):
ـ “ده معناه… إننا رجعنا تاني للمجهول؟
رجعنا لنقطة الصفر؟”
عاصي (يبص لها بمرارة):
ـ “أسوأ من الصفر يا زينة…
لإن كل مرة نوصل لحاجة، الدنيا تقفل من ناحية تانية.
………
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
فى أوضة فخمة في بيت نادية – بالليل – نادية لابسة فستان غامق، قاعدة على كرسي واسع، ضحكتها عالية، مسكة كوباية وبتضحك بقسوة.
نادية (وهي بتضحك بصوت عالي):
ـ كله وقع في بعضه… زهرة، وزياد، وسليم، وعاصي… حتى ياسمين، بنت الشوارع دي، صدقتني…
وأنا اللي جمّعت اللعبـة… محدش يقدر يوقعني!
فجأة الباب يتفتح بعنف.
ياسمين (بصوت عالي وهي داخلة):
ـ لا، في واحدة بس تقدر توقعك… أنا.
نادية تتجمد مكانها، ترفع عينيها تلاقي ياسمين واقفة قدامها، عينيها كلها نار، ومسكة مسدس صغير.
نادية (بتهز راسها ببطء):
ـ أنتي… جيتي ليه؟ ما كنت خلاص موتى آنتى وزياد وانتهيت منك.
ضحكت ياسمين (بتقرب منها ببطء):
ـ يعنى عآدى إنك تقتل بنتك وانتهيت منها؟
ـ طول عمري بدور على أمي…، لكن مش مصدقة إن الشيطان اللي بوظ حياتي… هى أمي.
نادية وشها بيتبدل، بتقوم واقفة وهي بتقرب منها بحذر.
نادية (بصوت مبحوح):
ـ أنتي… أنتي بتقولي إيه؟!
ياسمين (بدموع ونار):
ـ أيوه… أنا بنتك. فاكرة منصور؟ فاكرة سعاد؟ فاكرة لما أنقذت منصور من الحبس وطلبت منه يتجوزك ولم عرفت إن هو عنده بنت كنت هتجنني تجيب طفل منه ؟
ـ أنا بنت الجريمة…
نادية تتجمد، أول مرة وشها يخاف، تتراجع خطوة وهي مش قادرة تتكلم…
ياسمين (بصوت هادي لكنه مرعب):
ـ كنت طول عمري بقول أمي ل واحدة تأنى لحد ما كبرت وعرفت إن تم شراء من ام باعتنا وانا فى بطنها اتنازلت عن امومتها وباعت رحمها ب الجنين إلا في … بس طلع أمي … ماتت فيها الإنسانية.
نادية (بضحكة خفيفة ومليانة استهزاء):
ـ انتي بتضحكي على نفسك… بنتي؟!
أنا ماخلفتش… أنا عملت كل التحاليل والحقن، ومافيش مرة نجحت.
ياسمين (بتبتسم):
ـ اللي بلغني… ضمير زياد.
كان نفسه يتوب، وكان نفسه يكشفك… وأنا هكمل اللي بدأه.
ياسمين (سكتة لحظة، وبعدين بتمسك طرف الكرسي بتاع نادية):
ـ أيوه… ما نجحتش.
بس تعرفي ليه؟
مش لأنك ما تقدريش… عشان العصابة اللي انتي بتشتغلي معاهم ضحكوا عليكي.
نادية بترمش، لأول مرة علامات الشك تظهر على وشها.
ياسمين (تكمل وهي بتطلع ورقة من جيبها):
ـ دي صورة من تقرير المستشفى اللي كنتي بتروحيها سرًّا…
الحقنة كانت فاضية يا نادية.
كانوا بيبيعوا لك أمل مزيف، وبيحقنوا الستات بحقن مفيهاش غير ميه وملح.
نادية (بصوت واطي وهي بتاخد الورقة):
ـ كدابين… كلهم كدابين!
ياسمين (بابتسامة مريرة):
ـ لكن جالهم بيعة كبيرة وملوش غيرك يجرب فيك التجارب دي.
منصور هو اللي وافق على الحقنة لم طلبت منه اتاخدت العينة … وفعلا اتحقنت وبعد فترة حصل حمل لكن ضحكوا عليك والدكتور بلغك إن الرحم حدث في ورم من كتر تجارب الحقن المهجري وفعلا أخدوا رحمك وأنا في وحطوه فى بطن واحدة تأنى
الناس اللي فضلت تشتغل معهم … في القذارة هما الا حرموك وانا لم عرفت اني مجرد تجربة ومعرفش مين اهلى دخلت فى سكة المخدرات وبعد كدة ، أبيع مخدرات…
أبيع ضميري… عشان أوصل للحقيقه كان لازم ادخل وسطهم عشان أعرف مين امى طلعت هى رئيسة العصابة .
نادية (بتنزل راسها لأول مرة، جسمها كله متجمد):
ـ مستحيل… مستحيل تكوني بنتي…
ياسمين (بهدوء):
ـ صدقي أو لا…
أنا آخر فرصة كان ممكن يبقى ليكي قلب.
وبعد قليل جات الشرطة واخدت نادية
مرات الايام وجيه يوم المحكمة
وعاصي وزينة معهم أدلة لكن ناقص اعترف ياسمين
زهرة العاصى الكاتبة صفاء حسنى
يوم المحكمة
البوابة الحديدية اتفتحت، وخرجت زهرة وهي لابسة الزي الرسمي للمحبوسين، إيديها متكلبشة من قدام، عيونها باينة فيها السهر والوجع، بس فيها كمان قوة رغم الضعف.
وقفت لحظة على باب السجن ، تبص حواليها، لقيت جدها محمد واقف جنب زينة، وصالح أبوها واقف قدامهم اقترب منها يطمنها
جبتلك حقك يا بنتي
زهرة (بصت له بصدمة):
ـ خدتلي حقي إزاي؟
صالح (اتنهد، وعيونه بصت في الفراغ، وكإنه بيرجع للمشهد قدامه):
ـ لما هددتنى ابن اخى … و شُفوت صورتك ودمعتك في الفيديو ده… قلبي اتحرق…
ـ ساعتها ما بقيتش صالح… بقيت أبو زهرة، اللي اتكسرت قدامه…
ـ جبت رجالتنا، وكمّنا له، وخطفناه من بيته زي الكلاب، وربطناه في مخزن بعيد عن عيون الناس…
ـ خليه يعرف يعني إيه خوف… ويعني إيه بنت تنام وهي مش عارفة هتصحى على إيه!
زهرة (مصدومة):
ـ عملت فيه كده؟!
صالح (بحسم):
ـ ده أقل من اللي يستاهله …
ـ عرفت إنه مصورك، وإنه كان بيهددنى كمان ، وإنه حتى ما احترمش اسمي ولا كلميته معى …
ـ قلبت المكان، وخدت كل حاجة… الفلاشة، الموبايلات، الصور… ومسحتهم بإيدي!
ـ ده غير إنه اعترف بكل حاجة… قدامي النيابة ومسجون دلوقتي ويجى يعترف بكل حاجه .
زهرة سابت دموعها تنزل، مش عارفة تحكي ولا تعاتب، قربت من أبوها وحضنته، حضن البنت المكسورة اللي لقت ضهرها أخيرًا.
صالح (وهو بيطبطب عليها):
ـ كنت خايف أوصل متأخر… بس وعدتك يا زهرة…
ـ والله ما هسيبك لوحدك تاني أبدًا.
—
، عيونهم كلها دموع، وكل واحد فيهم بيحاول يتماسك.
كانت بتبحث بعيونها على عاصي لكن مكنش موجود
ركبت عربية الترحيلات مرة أخري
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
….
بتوصل زهرة للمحاكمة ، يدخلها العسكري جوه القفص الحديدي في القاعة، المكان بيهز قلبها… بتبص في كل الاتجاهات… لقيت جدها واقف، وعينيه فيها دموع، زينة ماسكة إيد صالح اللي باين عليه الانهيار، بس بيحاول يثبت.
الكل ساكت… اللحظة تقيلة.
صوت الحاجب: ـ القضية رقم (٣٢٤٥)… زهرة صالح محمد الصعيدي
كل العيون اتجهت للقفص.
زهرة وقفت، وظهرها مفرود رغم التعب، رفعت راسها والدموع محبوسة في عينيها… قلبها بيخبط.
الباب اتفتح… ودخل القاضي.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
—
الباب الخشبي الكبير اتفتح، ودخل القاضي بخطوات هادئة لكن واثقة… سكون رهيب غطى القاعة، حتى صوت الأنفاس بقى مسموع.
القاضي بصوت حازم: ـ المتهمة… زهرة صالح محمد الصعيدي .
زهرة وقفت، صوت السلاسل خبط في الحديد، قلبها بيخبط في صدرها، رفعت راسها وبصت للقاضي.
القاضي: ـ أنتي متهمة بقتل بنت صديقة ليك ، نيفين الشرقاوي… إيه ردّك؟
زهرة خدت نفس عميق، كانت متوترة، بس حاولت تتحكم في ارتعاش صوتها.
زهرة: ـ أنا… أنا مش مجرمة يا سيادة القاضي. أنا كنت ضحية، ضحية خوف وتهديد واستغلال.
القاضي: ـ وضّحي أكتر… التهديد كان من مين؟
زهرة: ـ ياسمين خليل… كانت بتهددني بصور خاصة، صور اتاخدتلي من غير علمي، عشان تسكتني، عشان أبعد وأمشي وأسكت عن اللى كنت عارفاه.
القاضي (بدهشة): ـ صور؟ تهديد؟… وإيه علاقتها بحادث نيفين؟
زهرة: ـ نيفين كانت طرف في اللعبة دي، بس انا اتورطت… وكنت هناك لما اتخبطت بالعربية، بس والله مليش علاقه كنت بكلم امى وانا فى البلكونه فى بيت الطلاب لم شفتها وقعت وخرجت ليها
بعد شوية طلبت المشرفة أروح معها المستشفى وفعلا روحت … ولما دخلنا المستشفى، سمعتها بتعترف إنها كانت بتمسح صور اتاخدتلي بكاميرا كانت محطوطة في الحمام… كانت ياسمين باعتاها عشان يصوروا البنات ويهددوهم بعدين يجبرهم ل يسمعوا كلامهم او يفضحوهم .
القاضي (ينظر للملف): ـ في تقرير طبي بيقول إنك دخلتي في إغماء يوم الحادث، ده صحيح؟
زهرة (بصوت مرتجف): ـ أيوه، من الصدمة وقعت واتنقلت على غرفة طوارئ، والدكتور كشف عليا
المحامي يخرج ورقة من الملف ويقدمها للنيابة.
المحامي:
ـ ده تقرير المستشفى وقتها، بيثبت إن زهرة اتنقلت فورًا على المستشفى وتم حجزها في غرفة الطوارئ… الدكتور اللي استقبلها موجود وممكن يشهد.
الدكتور واقف، لابس بالطو أبيض، واضح عليه الحزم والاحترام.
القاضي يطلب منه
اقسم بالله العظيم أقول الحق
الدكتور:
اقسم بالله العظيم
: ـ فعلاً يا سيادة القاضي، زهرة وصلت في حالة انهيار عصبي، وكان واضح إنها تعرضت لضغط نفسي شديد… عملنا لها كشف شامل واتأكدنا إنها كانت في حالة إغماء لفترة، وأثبتنا ده في التقرير المقدم لسيادتكم
اكمل المحامى ووضع توقيت موت نيفين مع وقت وجود زهرة فى المستشفى
وده تقرير يثبت ان في نفس التوقيت كانت هى لسه في المستشفى ونيفين خرجت .
سأل القاضي الدكتور
ممكن توصف الحالة بالظبط
هز راسه الدكتور
ـ أيوه يا فندم، انسه زهرة وصلت لنا في حالة انهيار عصبي… ضغطها كان منخفض جدًا، وكانت فاقدة الوعي…
كشفنا عليها فورًا، وكان واضح إنها مصدومة، جسمها مرهق، وفي علامات إجهاد شديد…
اتنقلت على غرفة العزل وتم حجزها 24 ساعة للمتابعة النفسية والبدنية.
طلب وكيل النيابة يسأل الدكتور سمح ليه القاضي ):
ـ هل قالت سبب الانهيار؟
الدكتور:
ـ وقتها كانت بتبكي وبتقول “اتفضحت… كانوا بيصوروني وأنا مش واخدة بالي”.
كلامها كان متقطع بس فهمنا إنها ضحية استغلال وابتزاز…
كتبنا ده في التقرير الطبي، وموجود في الملف اللي قدمه المحامي.
زهرة تبص للأرض، ودمعة تنزل من عينها، صالح أبوها يضم إيديه بقوة والجد محمد يغلي من جوه.
وكيل النيابة (بهدوء):
ـ شكراً يا دكتور… شهادتك هتكون فارقة في القضية.
همهمات خفيفة من القاعة… القاضي بهدوء يشير بالصمت.
القاضي: ـ المتهمة… هل في وقائع تانية محتاجة توضحيها قبل ما نسمع باقي الشهادات؟
زهرة وقفت لحظة… دموعها قربت تنزل، صوتها خرج مبحوح:
زهرة: ـ أنا اتكتب كتابة بعد الحادثه يا فندم بعد ما خرجت من المستشفى قرارت اسافر لكن عشان ابوى خاف عليا اعتقدت لم يتم كتب كتابي بتاريخ قديم يعرف يخرجنى منها وامى مستحمتلش ومكنتش، موافقة على كل ده وقعت من طولها وماتت يوم الحنه وبعد كتب الكتاب، وللاسف نفس الشخص الا اتجوزنى هو كمان خطفنى … كان المفروض اتجوزت على ورق بس، عشان محدش يشك، وكانوا بيهددوني لو اتكلمت… كنت خايفة، بس خلاص… مش هسكت تاني.
………………………
وكيل النيابة (بهدوء):
ـ
دلوقتي انتى كذبتى فى التحقيق وقولتى انك اتجوزتى سليم تم بإرادتك الكاملة؟
ودلوقتى بتقولي حصل إكراه و تهديد؟
زهرة تبص لزينة، تبص لأبوها، لجدها … ثم تبص للأرض… وبتاخد نفس عميق قبل ما تنطق.
زهرة تبص في الأرض، عنيها مغروقة دموع، صوتها بيرتعش لكنها بتتكلم بكل شجاعة …
زهرة (بصوت مخنوق):
ـ لا… مكنش برضاي…
مكنتش موافقة…
هو وعدني… وعدني إن الجواز هيكون على الورق بس، لحد ما المحكمة تخلص،
وأنا… أنا صدقته… صدقت إن في حد أخيرًا هيسندني…
بس هو خان الوعد.
الكل ساكت، وهدوء قاتل بيخيم على القاعة. زهرة تكمل وهي بتحاول تمسك نفسها:
زهرة:
ـ في أول ليلة… حاول يقنعني إني مراته…
وأنا كنت بترجاه… قلتله لأ… أنا مش مستعدة، وده مش اتفاقنا…
بس هو…
هو غصبني…
وبعدها… كان كل يوم بيوجعني أكتر…
مش بس في جسمي… في قلبي، في روحي.
قفل عليا الباب…
منعني من التليفون…
من الناس…
من نفسي.
سكتت لحظة، عينيها لفّت على الموجودين، وصوتها بقى أهدى لكنه مليان كسر:
زهرة:
ـ كنت بقول لنفسي يمكن حد يجى وينقذنى لكن قرارت اسلم نفسي … …
لان كل يوم كان أسوأ من اللي قبله.
كل يوم كنت بنزف… وبسكت.
زهرة (تتنفس بعمق وتكمل):
ـ بعت رسالة ل دكتور عاصي بمكانى وطلبت منه ينقذنى ولم جات الشرطة اعترفت بجريمة القتل عشان اهرب منه …
بلعت ريقها زهرة
أنا هنا مش عشان آخد تعاطف حد…
أنا هنا عشان أقول كفاية…
عشان قولت لا ل ياسمين
اتحرمت من أماني وهربت هنا وهناك …
بس مش هسيب حقي، ولا هسكت تآني معه فيديوهات مصورها ليا وهو بيغتصبنى وبيهددنى انى منطقش لكن أنا لازم ادفع عن نفسي آه أنا غلط انى هربت لم عرفت غلط انى سمعت كلام ابوى وكسرت كلام جدى بعترف .
تحدث المحامي
ده اعترف من سليم يثبت إن كلام زهرة صح وكمان اكتشفنا انه
زينة بتبص لها بدموع، وجدو محمد يطاطي برأسه وهو بيعيط في صمت، وصالح حاطط إيده على وشه مكسور.
وكيل النيابة (بهدوء):
ـ كل كلمة قلتيها هتتاخد بمحمل الجد…
ولو في تقارير طبية أو شهود هتدعم اللي قلتيه، هيتفتح تحقيق شامل فورًا.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء
محامي زهرة (بيقف بثقة):
ـ سيدي القاضي، لدينا شاهدة جديدة… كانت مختفية قسرًا، وهربت من أيدي العصابة اللي حاولت تقتلها…
اسمها: ياسمين حسين.
زهرة قاعدة مكان المتهمة، تعبانة، ووشها شاحب، والجلسة هادية. المحامي بيطلب دخول شاهدة مفاجأة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)