روايات

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الخامس 5 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الخامس 5 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائيه في دائرة الرفض البارت الخامس

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الجزء الخامس

استثنائيه في دائرة الرفض
استثنائيه في دائرة الرفض

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الحلقة الخامسة

تيم قرب من فريده بغضب وقال من بين اسنانه
“إنتي دخلتي أوضتي؟”
فريدة رفعت حاجبها وقالت ببرود
“آه، عندك مانع؟”
تيم قرب ناحيتها خطوتين بسرعة، صوته عالي وباين عليه الغضب، مفيهوش أي تهذيب
“عندك مانع؟! دي أوضتي، دي حدودي! وأنا آخر حد تقربي من خصوصيته، فاهمة؟!”
فريدة وقفت مكانها، ماسكة الفنجان، وقالت بنبرة متحدّية
“إنت اللي بتخليني أعمل كده… كل شوية ترعبني كأنك شبح في البيت ده، فـكان لازم أفهم إيه بيحصل.”
تيم ضحك ضحكة قصيرة فيها غضب أكتر من السخرية، وبصوت واطي بس مرعب
“تفهمي؟! على حساب خصوصيتي؟! تخشي أوضتي؟! وتبوّظي حاجتي؟! وتقفي قدامي دلوقتي وبتتكلمي عن فهم؟”
قرب منها أكتر، وقال بصوت واطي، لكنه مليان نار
“أقسم بالله، لو لمستِ حاجة تخصني تاني، هتندمي… ندم يخليكي تتمني مكنتيش جيتي هنا من الأساس.”
فريدة بصتله من فوق لتحت وقالت
“أنا أصلاً ندمانة… بس مش خايفة، لا منك ولا من تهديدك”
سكت ثانية، عينيه بتغلي، صدره بيطلع وينزل من شدة العصبية، قال بحدة
“هتلمّي حاجتك وتخرجي من البيت ده حالًا.”
فريدة شربت من القهوة براحتها، كأنها سمعاه بيقول تقرير عادي
ردت ببرود
“مش همشي.”
شد فكّه، قرب خطوة كمان، صوته اتعمّق وبقى أخطر
“أنا مش باخد رأيك، أنا بقول امشي.”
قالت بهدوء قاتل، وعينيها ثابته عليه
“لو آخر حاجة أعملها قبل ما أموت… إني أخرج من هنا، برضو مش هيحصل.”
تيم اتحرك بسرعة، خبط بإيده على الكومود قدامه جامد، بس فريدة ما رمشتش حتى.
صرخ فيها
“إنتي بتتعمدي تستفزيني؟! عايزة توصلي لإيه؟!”
قالت بنفس النبرة الهادية، كأنها بتحكي عن فيلم
“إني أعرف أنت ليه مصر تعيشني في كابوس… وإزاي بتعرف كل مره أبقى فيها لوحدي… أنا مش همشي ، بالعكس، كل ما تغضب أكتر، هثبت أكتر.”
سكت ثانية، عينيه مبتتحركش من عنيها، بيقيس كلامها.
قال بصوت واطي، بس في لُبّه تهديد
“هتدفعي تمن ده غالي… غالي أوي.”
فريدة رفعت حاجبها، ورشفت آخر بق من القهوة، وقالت
“هستنى الفاتورة… بس مش همشي برضو”
تيم قرب منها أكتر، صوته كان حاد ومليان سيطرة
“هتفضلي تحت عيني طول ما انتي هنا… خليكي واثقة إنك علطول تحت المراقبة، ومش هتعرفي تاخدي راحتك أبدًا في البيت ده.”
ضحكت بسخريه كأنها مش سامعة التهديد اللي في صوته، وبصّتله بثبات وقالت
“عادي… أنا مش بعمل حاجة غلط.”
حطّت الكوباية بهدوء على الكاونتر اللي وراها وكملت
“أنا مش هتأذي، بالعكس… إنت اللي هتتأذي، راقبني براحتك وشقلب يومك بسببي، وريني قد ايه انا مضايقاك بوجودي”
نظراتها كانت فيها تحدي، فيها برود مستفز، وهو كان واقف قدامها، ناره بتغلي، ومش قادر يرد من كتر الغضب اللي مش لاقي ليه مخرج.
هي فضلت ثابته… وهو اتحرك أخيرًا، ومشي بخطوات تقيلة، كأن كل خطوة بيكتم فيها انفجار.
وسابها واقفة، مبتسمة بثقة.
الصبح، فريدة خرجت من الحمام بعد ما غيرت هدومها، لقت يونس صاحي ومتحمس
قالت وهي بتضحك
“إيه الحماس ده؟ كل ده عشان قولتلك هحاول أمرنك شوية؟”
رد وهو عامل فيه اللي مكفيه
“انتي مش عارفة أنا جضيت إزاي من أم القعدة دي! ده أنا عملت افلام رعب لوحدي في دماغي.”
ضحكت وقالت وهي بتقرب منه
“معلش، خلاص بقا… إنت بتتحسن، وهكلم الممرض بتاعك يمرنك النهارده، ولما أرجع بالليل عايزة أسمع نتايج حلوة، وهكمل معاك”
قال وهو بيعمل إيده زي اللي بيدعي
“يارب، بس لو حصل ووقفت… هاخد سيلفي وأنزلك بوست شكر!”
فريدة ضحكت وقالت بتحذير
“بس بعد التدريب، أوعى… اوعى تحاول تحرك رجلك لوحدك.”
قال وهو بيبص لرجله بغيظ
“هو أنا عارف أحركها أصلاً؟! أنا رسمي بقيت شبه مشلول، بلاش الأمل الزايد ده!”
قالت له بحزم بس بهزار
“بعد الشر عليك، شوية صبر بس… وكام يوم كمان هتمشي بعكاز، وبعدها هترجع تجري.”
رد بسرعة وبنبرة درامية
“لاء سايبنهولكوا العكاز ده، أنا مش همشي بعكاز انا”
قالت وهي بتضحك
“تؤتؤ يا أستاذ، لازم تحافظ على رجلك، وخلي بالك على نفسك شوية، مش كل حاجة تاخدها هزار.”
قال وهو بيحط إيده على قلبه بشكل درامي
“أعدي بس الأيام دي… وبعد كده ربنا يحلها من عنده، وهاخد من هنا لباريس جوله بسميره”
سألته
” سميره مين ؟!”
قالها بجديه
” الموتوسيكله بتاعتي طبعا، دي انا مخليها لبعد الحوادث ”
قالت وهي خارجة من الأوضة
“إن شاء الله يا ابو سميره، يلا باي يا يويو، هشوفك بالليل.”
بص لها بصدمة مصطنعة وقال بصوت مبحوح
“يويو؟! يا نهار أبيض… دي عيلت خالص، أنا فقدت كرامتي في اللحظة دي.”
ضحكت فريدة وهي بتقفل الباب وقالت
“خلاص يا يويو… اقعد هادي وفكّر في سيلفي البوست بتاع الشكر!”
وسابته قاعد بيضحك وهو بيهز رأسه ويقول
“يا ربي على المصايب اللي بتيجيلي في شكل ستات!”
فريده بعد ما قفلت باب اوضة يونس ولفت تنزل لقت تيم نازل من السلم المقابل، اتجمدت لحظة وهي شايفاه قدامها، لابس طقم رياضي أسود، تيشيرت بسيط وبنطلون رياضي، شعره مرفوع سنة بستايل عملي، وسماعات في ودنه كأنه رايح الجيم أو نازل يجري.
بصّلها لحظة، النظرة كانت سريعة بس فيها نفس التحدي اللي بقى شبه دائم بينهم، وبعدها كمل طريقه من غير ولا كلمة، كأنه شايفها مجرد هوا
فاقت من شرودها على رنة فونها، فتحته لقت السواق الخاص بيها وصل تحت ومستني فنزلت بسرعه
فريده وصلت البيت، ولسه هتدخل بس ظهر أخوها إسلام خارج في نفس اللحظة.
ابتسمت أول ما شافته، وقالت بحفاوة
“يا صباح الفل يا سيدي، ماشي كده من غير ما أشوفك؟!”
رد وهو بيبتسم وبيفتح دراعه يحضنها
” وهو انا اقدر اعدي يومي من غير ما اشوفك، مستنيكي اصلا ولما سمعت صوت العربيه وصلت فنزلت استقبلك بنفسي”
حضنته وهي بتضحك، وسألته
“رايح فين كده؟”
قال بتأكيد
“الشغل طبعًا، وانتي؟ هتاخدي اليوم كله نوم طبعا”
قالت
” اكيد، هو في احلى من النوم”
إسلام هز راسه وهو بيتمتم بنص صوت
“ربنا يعينك…”
سألته
“ماما صحيت؟”
“لسه نايمة في أوضتها، بس ما تقلقيش أنا شوفتها الصبح كانت كويسة.”
هزت راسها، بصلها وقال بنبرة فيها حنية
“بس انتي معرفتيش شغلك ده مستمر لحد إمتى؟ عايز أخرج معاكي بليل، البيت وحش من غيرك.”
ضحكت وقالت وهي بتعدل شنطتها
“معلش هانت، غالبًا لآخر الشهر، وبعدها هظبط جدولي ونقعد مع بعض براحتنا.”
هز دماغه وقال وهو بيضحك بخفة
“أنا أصلاً غلطان إني وافقت من الأول تشتغلي في شغل ياخدك مني كده!”
قالت وهي بتهزر معاه
“قصدك غلطان إنك وافقت تخليني أعتمد على نفسي؟! اندم للصبح بقا”
ضحكوا هما الاتنين، وبعدها ودّعها بسرعة
فريده طلعت أوضتها، رمت نفسها على السرير بتعب، فكرت في البيت اللي كانت فيه من شويه، تيم الشخصيه الصعبه العصبيه، ويونس المرح، ازاي دول اخوات اصلا، ليه يونس متقبلها عادي بس تيم لاء، طيب ليه اصلا، هيا عايزه تعرف السبب بأي طريقه، فضلت تفكر وتخطط، لحد ما افتكرت إنها فاضلها يومين بالكثير وتشوف مامتهم، يا ترى هتكون عامله ازاي؟، ايه اللي ممكن يحصل والقدر مخبيلها ايه؟!!
فجأه افتكرت مامتها، قامت بسرعة وراحت على أوضتها.
خبطت خبطة خفيفة، ولما دخلت، لقتها قاعدة على السرير، وبتتكلم في التليفون بصوت واطي.
فريده دخلت وقالت بنبرة خفيفة
“بتكلمي بابا؟”
مامتها اتفاجئت بوجودها وقفلت المكالمة بسرعة وقالت
“لاء… دي واحدة صاحبتي، معرِفة قديمة.”
فريده قربت وقعدت على طرف السرير.
قالت وهي بتبص في الأرض
“ماما، انتي كويسة؟ حاسة إنك مش زي الأول… حتى لما ببقى في البيت مش بلاقيكي، نفسي أقعد معاكي زي زمان، نحكي ونضحك، نطبخ سوا، أو حتى نتفرج على فيلم… بس مش لاقياكي، مش حاسة بوجودك.”
مامتها بصتلها بحنان، بس في لمعة غريبة في عنيها… لمعة خوف أو حزن، فريده معرفتش تحدد بالظبط
مامتها فتحت دراعتها وفريده حضنتها جامد
بالليل، الأوضة كانت فيها هدوء غير صوت أنين يونس الخفيف كل ما فريدة تحاول تمرنه على تحريك رجله، كانت واقفه قدامه، بتحاول تمسك رجله بحذر.
قالت وهي بتحرك رجله بلُطف
“استحمل يا يونس، شوية بس… جسمك لازم يفتكر الحركة.”
يونس كتم صوته بالعافية وقال وهو بيكشر من الوجع
“ده مش تدريب، ده انتقام.”
فريدة ضحكت وقالت
“ده انت اللي عامل نفسك بطل، ووقت الجد بتعيط زي الأطفال.”
فجأة الباب اتفتح على اخره، ودخل ياسين، طفل صغير مش أكبر من خمس سنين، بيجري بخطوات سريعة وصوته مليان براءة وهو بيقول بصوت عالى
“خالوووو!”
فريدة ويونس لفوا في نفس اللحظة، ويونس وشه نور وقال
“حبيبي! تعالى عندي يا ياسين.”
ياسين جري عليه وراح طالع على السرير بصعوبة، قعد جنب خاله وباسه في خده وهو بيقول
“ماما قالت إنك لسه عيان، أنا جبتلك رسمة عملتها النهارده.”
وطلع من ورا ضهره ورقة فيها رسمه وحروف ملخبطة كاتب فيها “خالو يونس بحبك”.
يونس خده اتحمر من الفرحة وقال وهو بيحضنه بإيد واحدة
“إيه ده؟ دي أحلى رسمة في الدنيا يا فنان!”
فريدة كانت بتبص عليهم وابتسامتها مليانة حنية، وقالت لياسين
“يعني مجبتليش أنا كمان رسمة؟”
ياسين بصلها بعين بريئة وقال
“لاء… علشان إنتي بتوجعيه.”
ضحك يونس بصوت عالي وقال
“شايفه؟ حتى الأطفال شايفين العذاب اللي أنا فيه!”
فريدة خبطته على كتفه بخفة وقالت لياسين
” علشان يخف يا حبيبي، ايه رأيك تدربه معايا”
ياسين فتح عينه بحماس وقال
“أيوه! وأنا هجيب الصفارة زي الكابتن!”
فضلوا يضحكوا، ياسين قال
“ماما قالتلي لو خلصت مذاكرتي هقعد معاك شوية… وأنا خلصت كله!”
يونس ضحك وقال وهو بيهز راسه
“أمك دي مفتريه… أقسم بالله! تحطلك شرط عشان تشوف خالك المريض؟”
فريدة ضحكت وهي بتبص لياسين وقالت
“روحت المدرسة النهارده يا عم ياسين؟”
هز راسه بقوة وقال
“أيوه! وكان في ولد وقع من على الكرسي، وكل الفصل ضحك، بس أنا لاء… روحت ساعدته!”
يونس عمل حركة بإيده كأنه منبهر وقال
” تربيتي ده ”
فريدة بصت ليونس بسخريه بس بصت لياسين وقال
“ما شاء الله، أخدت إيه بقى النهارده؟”
قال وهو بيعد على صوابعه
“أخدت maths، و science، french… بس نسيت الpencel بتاعي عند كريم!”
كان بيحكي بحماس عن يومه وفريده متابعاه باهتمام، سابت ياسين مع يونس وقررت تنزل لسالي شويه
فريده نزلت لسالي، ملامحها متوترة بس بتحاول تبان عادي، بعد شوية كلام هادي، قالتها بنبرة شبه معتذرة
“أنا مش هقدر أجي الخميس، ممكن اجيب زميل ليا يومها”
سالي بصتلها بذهول وسألت بسرعة
“ليه؟ هتمشي؟!”
فريده هزت راسها بنفي سريع وقالت بحسم
“لاء طبعًا، يوم واحد بس، هرجع تاني عادي بس عندي كتب كتاب صاحبتي، كتب الكتاب ده مهم جدًا بالنسبالي، لازم أكون موجودة.”
سالي ابتسمت وقالت بود
“مبروك لصاحبتك، أكيد يوم زي ده مينفعش يتفوت.”
اتكلموا شوية مع بعض، الجو كان هادي، بس سالي سألتها بفضول
“اشمعنى دخلتي تمريض؟”
فريده ردت ببساطة، بس في صوتها إصرار
“مجموعي جاب الكلية دي وأنا كنت عايزه حاجه طبيه، بس دخلتها عن قناعة، كنت ممكن أختار طريق أسهل، بس حبيت أثبت لنفسي إني أقدر أحقق حاجة بمجهودي، مش بفلوس أو واسطة.”
سالي ابتسمت بإعجاب وقالت
“أنا بحترم النوع ده من الناس جدًا.”
قاطعهم تيم بدخوله، وشه ملامحه متشددة، وقال لسالي بنبرة جافة
“أنا ماشي.”
سالي استغربت وقالت بقلق
“ليه بقا؟!”
رد من غير ما يبص لفريده حتى
“انتي عارفة السبب.”
فريده رفعت عينيها وبصتله
سالي حاولت تهديه وقالت
“لو ماما جت، مش هتبقى مشكلتك، هتبقى مشكلتي، أنا اللي قررت مش انت، صدقني.”
رد بحدة وهو بيبص بعيد عنها
“سالي، أنا بقولك إني ماشي، مش باخد رأيك.”
سكتت، استسملت قدام إصراره
تيم خرج من البيت وركب عربيته، لكن قبل ما يحركها لمح فريده واقفة قدام عربيته.
عينه جت في عينيها، لحظة صمت كأن الزمن وقف، ملامحه جامدة، وهي وقفت بثبات.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية استثنائيه في دائرة الرفض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *