رواية أسرت قلبه الفصل الأربعون 40 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه الفصل الأربعون 40 بقلم سولييه نصار
رواية أسرت قلبه البارت الأربعون
رواية أسرت قلبه الجزء الأربعون

رواية أسرت قلبه الحلقة الأربعون
(لم أعد أحبك )
لم أعد أملك تلك المشاعر القوية نحوك وكأنها أختفت تماماً)
ماريانا لجورج
…….
-سبحان الله في نظر اختك طلعت أنا اللي غلطان !!
قالها جاسم بغيظ وهو يدور حول نفسه لا يصدق كيف اصبح المخطئ الجاحد…كيف أصبحت نوران هي الضحية …لم تستطع نوران أن ترفع عينيها حتى وقالت بكل هدوء:
-لا يا جاسم انت مش غلطان …انت عندك كل حق في اللي بتعمله…عندك حق في اللي هتعمله فيا مهما كان يا جاسم …أنا مش هتضايق منك مهما عملت …لاني غلطانة واستاهل كل اللي يحصلي …يمكن ده تكفير عن ذنوبي ….يمكن لو تفضي غضبك فيا تهدى وتسامحني….
ضحك جاسم بذهول وقال:
-أسامحك…أنتِ بتحلمي صح …فاكرة اني هسامحك وافضل معاكي بعد ما سلمتي نفسك لواحد رخيص زيك ببلاش!!!
هزت رأسها ببطء وهي تحافظ على تماسكها وقالت :
-معنديش اي أمل انك تكمل معايا يا جاسم …أنت تستحق اللي احسن مني….أنا عارفة مصيري …انت هتطلقني بعد ست شهور …كتر خيرك انت سترتني وانا مكنتش عايزة اللي الستر …متقلقش يا جاسم أنا مرسمتش أحلام انك تسامحني ابداً…أنا دلوقتي مبقاش ليا أي رغبة غير أن ربنا يتوب عليا وانت تسامحني …..
نظر إليها مطولاً وقال:
-وتفتكري سهل اني اسامحك ؟!
هزت رأسها وقالت:
-لا مش سهل طبعاً…
نظرت إليه وأكملت بينما الدموع محبوسة بعينيها وقالت ؛
-أنا هعمل المستحيل عشان تسامحني ….فضي غلبك فيا لو عايز …هينني زي ما انت عايز …اضربني حتى ….اعمل اللي يخلي قلبك يرتاح ….
ضم كفيه وهو ينظر إليها وقال:
-مفيش فايدة…غضبي مش هيهدى …النار اللي جوايا مش هتتطفي أبداً قوليلي ازاي اسامح …ازاي اغفر …..حاسس اني في دوامة يا نوران ….بحاول اتعافى بس مش قادر …مش قادر انسى …أنتِ فاكرة اني بحب اهينك كل شوية ..فاكرة اني مبسوط بالوضع ده …فاكرة اني مرتاح وانا لسه بحبك!!!أيوة بحبك ومش قادر اتخطى …أنا مجروح عشان حبيتك و ما زلت …بحاول اقنع نفسي اني ابطل ومش قادر …قلبي وعقلي بينهم صراع واللي بيفوز دايما هو قلبي اللي بيحبك …غضبي منك وقهرتي…
أطرقت برأسها أرضاً وقالت بندم شديد :
-لو رجع بيا الزمن عمري ما هعمل كده مش هبرر لنفسي أنا استاهل اي حاجة انت هتقولها أو هتعملها …مفيش مبرر للي عملته …ممكن في الاول اكون حطيت ليا مبرر بس اكتشفت أن الإنسان بيذنب عشان هو ضعف ودي تبقى مشكلته …أنا معرفش اقدر اهدي غضبك ازاي أو اداوي جرحك ازاي …ياريتني كنت اعرف والله بس بقولك أنا اهو راضية بكل اللي هتعمله
أغمض عينيه ودموعه تنساب من عينيه …نظر إليها كانت تبدو منكسرة…خجلة من نفسها …تُعاني مثله !!
مسح وجهه بالكامل وهمس :
-أنا مش عايز أذيكي …مش حابب ده …يمكن اختك عندها حق …كده كده انا هطلقك وكل واحد يروح لحاله بس أنتِ هتساعديني عشان مأذكيش..
نظرت إليه بحيرة ليكمل :
-أنا مش عايز اشوفك قدامي خالص ….من الأسبوع اللي جاي هنزل شغلي في المستشفى والعيادة الاسبوع اللي جاي …ده هيبقى اسهل بكتير علينا أننا منتعاملش مع بعض خالص تجهزي حاجتي والأكل ولما ارجع متقعديش في مكان واحد معايا …تدخلي اوضتك علطول… تجنبيني لحد ما يتم بيننا الطلاق لو سمحتي يا نوران …عايزاني مأذكيش تجنبيني خالص ….
هزت رأسها وقالت:
-هعمل ده لو كان ده يريحك
-هيريحني اه….يمكن اقدر ابطل احبك وأشوف حياتي وقتها هسامحك….
وافقته وهي تهز رأسها ….كيف اصبحت حياتها فوضى بسبب ما ارتكبته …
……..
في اليوم التالي …
-تعباني يا عثمان حاسس انها عنيدة اووي…
قالها أمجد بضيق ثم أكمل :
-الست العنيدة مش بتعمر في البيت …أنا لولا اني بحبها مكنتش استحملت ….
قالها أمجد بضيق لصديقه لينظر إليه عثمان ويقول :
-يا أمجد صلي على النبي بس …
-عليه افضل الصلاة والسلام…
تمتم.أمجد بصوت منخفض ليكمل عثمان :
-هي لسه صغيرة متنساش انت كراجل مفروض تحتويها بلاش أسلوب انتِ هتنفذي كده عشان أنا قولت كده …اتناقش معاها وبين اسباب رفضك….
-اتناقشت معاها ولسه عنيدة زي ما هي أعمل ايه يا عثمان …أنا بجد مبقتش متحمل دلعها …دي مخلتنيش اعمل الفرح في التوقيب اللي عايزه وكسرت كلامي ودلوقتي عايزة تشتغل وبتعاندني أنا مش عارف ايه شغل الاطفال ده …
-يا صاحبي هي لسه صغيرة اصبر عليها …بس يا عم ما آنسة أريام كانت بتشتغل عادي وانت مكانش عندك مشكلة مع الموضوع وبعدين انت قولت قبل كده أن معندكش مشكلة أن آنسة اريام تكمل شغل ليه قولت لمراتك العكس وفهمتها انك كنت برضه هتقعد آنسة أريام ….
شعر بالذنب قليلا لكذبته البيضاء ولكنه قال بإندفاع:
-لان جيلان غير اي حد بالنسبالي …أنا عايزها ليا وبس …
عبس عثمان وهو ينظر إليه وقال:
-أنت مش متملك يا أمجد …فليه بتتصرف بالطريقة دي ؟!
-أنا متملك لما يكون الموضوع متعلق بجيلان …أنا مش عايزها تشتغل أنا عايزها تكون في بيتها …تهتم بيا وبنفسها ….عايزها متعرفش غيري ولا تتعامل مع حد غيري ….لكن تشتغل وتختلط لا …
-شغلها في مكان يكون كله ستات مش لازم …
هز رأسه وقاطعه قائلا:
-مش فاهمني أنا مش عايزها تشتغل …عايز مملكتها تبقى بيتها وبس…
-أمجد انت مش من النوع اللي بتفكر في
ه …يعني صحيح فيه رجالة مش حابة ستاتهم تشتغل وده حقهم وبيكون بالإتفاق قبل الجواز وكده …بس انت مش كده…انت حتى مكنتش معترض على شغل أنسة اريام ولما قالت هكمل قولت مفيش مانع لكن ليه بتتصرف بالطريقة دي …
-لان اللي حاسه ناحية مراتي اقوى من اي حاجة تانية ….أنا عايزها فاضية ليا أربعة وعشرين ساعة فاهمني
-لا والله مش فاهمك ومش عايز افهمك ربنا يهديك يا ابني انت كده بتطفشها …
-مش هتطفش …هي بتحبني …
هز عثمان رأسه وقال:
-ثقتك الزايدة دي يا شيخ أمجد هتجيب أجلك!!
-ثقة في حبها …هي بتحبني ….
-الحياة مش خد بس يا أمجد لازم خد وهات …هي بتحبك …هتسمع كلامك ايه اللي قدمته ليها ….
صمت قليلا وقال :
-أنا بحبها يا عثمان واتجوزتها …
-أنت اتجوزتها لانك عايز كده مش بتمن عليها ولا حاجة ….شوف يا صاحبي ربنا ادالك القوامة مش عشان تأمر وتنهي بس …عشان تحتوي مراتك اللي هي جزء منك …تسمعها …لأنها مش مجرد جماد هتحطه في المكان اللي يعجبك ..هي إنسانة كمان …حقك الكامل انك ترفض انها تشتغل ..بس ناقشها براحة …حاول تقنعها …
-حاولت بس هي عنيدة …
-حاول تاني خليك رايق معاها متتعصبش عليها …اسمع وجهة نظرها صدقني ده مش هيقلل من رجولتك خالص …..
-خايف تقنعني واخليها تشتغل. ..هي ذكية …
قالها أمجد فضحك عثمان :
-ايه يا باشمهندس…مراتك الصغيرة هتضحك عليك …يا راجل عيب …بس والله نصيحة احسن حاجة بين اتنين أنهم يقعدوا ويتناقشوا …عارف أن الكلمة الأولى والأخيرة ليك …بس كلمها ناقشها وهي هتستوعب إن شاء الله
تنهد أمجد وقال:
-طيب يا عثمان
………
-أتفضلي ….
قالها وهو يفتح الباب كان لا يصدق الأمر …لقد عادت اليه…حب حياته عاد إليه …وافقت على إعطاؤه فرصة …رحمت عجزه ودموعه …عادت إليه لتنير حياته مجددا….
اغلق الباب وهو مركز عينيه عليها …كانت شاردة وهي تنظر لصالة المنزل …ترتجف بقوة وذكريات اخر شئ حدث لها هنا تقتحم عقلها بشدة ….أغمضت عينيها بقوة وهي تحاول استعادة جمودها…لقد كانت مرتاحة …ظنت انها تخلصت من ألم التجربة التي خاضتها ولكنها كانت حقاً مخطئة فالذكريات لا تتركها وشأنها …تشعر بالإختناق…..وضعت كفيها على رأسها وهي تشعر أنها سوف تنهار في أي لحظة …فجأة انتفضت بقوة عندما شعرت بجورج يمسك خصرها ثم يضع رأسه على كتفها ويقول:
-متتخيليش أنا فرحان قد انك رجعتي ورحمتيني يا ماريانا…صدقيني أنا عمري ما هزعلك …هحبك وبس …
كلماته تلك كانت لتسعدها حقا قبل أن يحدث ما حدث ولكن الآن هي لا تشعر بأي شئ …وكأن تلك الكلمات ليس لها قيمة وكأن هذا الحب الكبير لجورج قد اختفى تماماً…وكأنها لم تحبه يوماً….
ابتعدت عنه قليلا ثم استدارت وهي تنظر إليه …ملامحه التي تفيض وسامة …عينيه التي تفيض عشقاً كل هذا لم يؤثر عليها أبداً…وكأنها لا تهتم ..اين اختفت كل مشاعرها …لما تلك اللامبالاة كأنها ليست هي …كأنها أصبحت مجرد جسد لا يشعر ….اين اختفى حبها ولهفتها عليه ….هل استطاع جورج بفعلته أن يقتل جميع مشاعرها …. كان ينظر إليها جورج وهو يبتلع ريقه ….بدت بعيدة عنه رغم قربها …وكأنه ليس في محيطها…وهو يريد بشدة أن يكون بمحيطها
-ماريانا …
قالها بتردد لترفع عينيها وهي تنظر إليه وتقول :
-جورج …..
صمتت وهي تبحث عن الكلمات المناسبة لا تريد أذيته بكلمات حادة باردة …..ولكن هو سيكون واهم لو تخيل أن كل شئ سوف يعود كما كان ….
-حبيبة جورج …
قالها وهو يمسك كفها لكي يقبله الا انها شدت كفها وهي تقول :
-جورج ممكن تسمعني لو سمحت !
نظر إليها بتوتر وهو يرى برودها المفاجئ ..هي لا تدعي …كانت بالفعل باردة …
-جورج انا رجعت بس عشان خاطر مامتك وعشان انت بدأت تتصرف تصرفات مش معقولة …
قالتها وهي تشير ليده المكسورة ثم أكملت :
-أنا مش عايزاك تقرب مني ….
رمش وهو ينظر إليها وقال :
-أنا مش فاهم !!
ا-يعني متتوقعش اني اسمحلك تلمسني …متتوقعش أننا نرجع زي الاول لأننا صعب نرجع …متحاولش تقرب مني ولا تلمسني عشان بتضايقني !!
-بضايقك …لما بلمسك بضايقك يا ماريانا !!
هزت رأسها وهي تقول بنبرة باهتة …لا تحمل أي نوع من التأثر وقالت:
-ايوة بتضايقني يا جورج لاني لما رجعت رجعت عشان والدتك مش عشانك …أنا مش عايزاك تلمسني ولا تقرب مني…لو ده مش مناسب ليك خلاص يبقي اروح بيت ماما تاني….
-كلامك بيجرحني يا ماريانا !!
قالها بأسى فردت بهدوء :
-أنا مش هعمل حاجة غصب عني عشان يا جورج …مش هحاول اطبطب ولا اجي على نفسي عشان خاطر اي حد …صدقني عملت كده وانا اللي خسرت في النهاية ومش هعمل كده تاني !!!…دي طريقتي اللي هعيش بيها معاك …هعيش معاك في نفس البيت بس لا تقرب مني ولا تحاول تلمسني …متحاولش تصلح الوضع بيننا …أنا رافضة منك اي محاولات انك تراضيني ..عشان اللي بيننا هيتصلح لما أنا أقرر اسامحك …فلو هتحترم ده وهتوافق عليه كان بها …مش موافق يبقى من دلوقتي روحنى لماما!!
………
بعد أسبوع…..
وقف امام منزلهما بمسافة لا تسمح لهما برؤيته….عينيه تشتعلان بالنيران وهو يراها معه …من كانت ملكه يوما ما …معه هو تمسك كفه وهي تنظر إليه …بدت سعيدة …آمنة مشرقة حتى لو آثار الحزن لم تزل من وجهها ولكن الراحة داخلها جعلتها أجمل بكثير ….كان هذا الحقير يمسك كف ابنه يلاعبه وكأنه هو والده الأصلي …..هو ليس والده …بل هو …لطيف هو والد محمد …تلك هي عائلته لا عائلة يوسف …ربما قتلهم جميعاً سوف يكون الأفضل …فهو لن يتحمل أن تعيش ماجدة مع رجل غيره ….يلمسها وتعيش معه طوال حياتها …لذلك اتخذ قراره سوف يقتل ماجدة أولا سوف يُعطيها موت سريع بسيط للغاية ان يعذبها كثيرا هي وابنه ولكن يوسف …يوسف سوف يقبل يده لكي يقتله ….يقسم على هذا !!
.تراجع وهو يذهب في طريقه بعد ان اعطى ماجدة نظرة أخيرة …
-ياريت اعرف ابطل احبك يا ماجدة الأمور كانت هتكون ابسط بكتير ….
استدار وذهب ثم وجد رسالة من احد الرجال الذين يعمل معهم….كان محتوى الرسالة :
-الباشا بيقولك بكرة بالكتير تجيب رأس طليقتك وابنك وجوزها ….
ابتلع ريقه وهو يعيد الرسالة. مرارا وتكرارا يتخيل رأس زوجته وابنه بين يديه اغمض عينيه وجسده يرتجف بإنفعال…..ولكنه يجب أن يفعلها…هؤلاء لا يمزحون ….
………..
أغلق الرجل هاتفه ونظر الى ذلك الذي جالس على مقعده يرتدي قناع لدراكولا(مصاص دماء)بينما عينيه الرمادية ظاهرة من القناع …خالية من المشاعر تماماً……
كانت الرهبة تسيطر على الرجل تماماً….فالرجل الذي كان امامه كان غريب…يُعرف بإسم دارك او دراكولا …لم يرى احد وجهه من قبل فوجهه بالكامل مغطى بقناع لمصاص دماء ….لا يظهر منه الا عينيه الرمادية الباردة وفمه الحازم….كانت تلك هي المرة الاولى التي يراه بها وقد قد طلبه بالإسم …انه يعرف جميع من يعمل في ذلك المجال ….من أول الرجل المسؤول عن كل شئ والذي اخرج الجميع من السجن بنفوذه حتى اصغر موردين المخدرات ..ولكن هذا الرجل ..الجميع يحترمه …يخاف منه ….ما يعرف ان هذا الرجل هو المتحكم في كل شئ….يعرف أيضا انه شاب يافع عمره ما بين الثلاثين والخمسة والثلاثين أي ليس كبير في السن ليتحكم في كل هذا ….لا يعرف السبب ولكن هذا الرجل فعلا مخيف ….
-بعت الرسالة ؟!
رمش خالد وقال :
-ايوة يا دارك ……
هز راسه بغموض وقال :
-لما يجيلك التلات رووس احجزه هنا يومين وبعد كده خلص عليه واقطع راسه….
ابتلع خالد ريقه وقال ؛
-امرك …هو …أنا.ممكن أسالك سؤال ؟!
رفع عينيه له …كانت دون مشاعر كالعادة فرد بصوته العميق؛
-مادام هنقتله كده كده ليه معملناش كده من الأول وقتلناه هو وطليقته وابنه وجوزها ؟!
نهض وقال:
-بصراحة فكرت في كده ..فكرت اقتل طليقته قصاد عينيه ….بس لا الألم برضه مش هيكون قد، كده ….أنا متأكد انه بيحب طليقته فألمه وندمه هيكون أكبر لما يقتلها بنفسه وحده يعتبر عقاب بسيط للي عمله ..عقابه التاني أنك تقتله بطريقه بشعة …أنا عايز تطبق عليه كل الاساليب المختلة في التعذيب ….عايزه يعاني قبل ما يموت …عشان يفكر يسلم حياته لست بعد كده….في مجالنا اللي هيحب هيموت بالطريقة دي ….استل سترته وهو يقول :
-انا هسيبلك انت المهمة دي يا خالد…أنا حبيتك وواثق فيك اووي عشان كده متأكد أنك هتعمل اللي انا عايزة ….
هز خالد رأسه بسرعة وهو يشعر بقلبه يدق بعنف …لو تورط مع الشياطين
…….
-مش عايزك تفكري في أي حاجة غير امتحاناتك تمام ؟!
قالها يوسف وهو يمسك كف ماجدة ويضغط عليها بمؤازرة بينما عينيه تطمئنها ….
ابتسمت وقالت:
-هو انا من غيرك كنت هعمل ايه ؟!ربنا يخليك ليا…قبل كفها وقال :
-وربنا يخليكي ليا …يالا يا حبيبي بالتوفيق يارب ….
هزت رأسها وخرجت من السيارة مسرعة وهي تبتسم بأمل …وجوده يجعلها تشعر بالأمل
تنهد وهو ينظر إليها ….وابتسم ثم غادر بسيارته ….
اخرج هاتفه وهو يتصل بشخص ما …
انتظر بصبر كي يرد وما ان رد قال بهدوء :
-منير أنا عايزة اقابلك ضروري لو سمحت ….
……
بعد قليل ….
في احد المقاهي الراقية كان منير يجلس يتناول عصير التفاح الذي يفضله بينما ينظر الى يوسف الشارد الذي لم يتناول قهوته حتى …عبس هدوه. ينظر لرفيقه وقال:
-اموت واعرف ايه اللي شاغل بالك .. مش خلاص يا بني ارتاحتوا من لطيف….محدش هيقدر يعمل حاجة متبقاش خواف كده ….
نظر إليه وقال بهدوء:
-لطيف مماتش….
سعل بقوة وهو ينظر إليه بصدمة شديدة وقال:
-يا عم متقولش كده …ايه الهزار البايخ ده ….
اتنهد يوسف بصعوبة وقال :
-مش هزار.دي حقيقة الزفت لطيف عايش !!انتفض منير من مكانه ونهض بصدمة فقال يوسف؛
-اقعد يا منير لو سمحت …
جلس منير وقال :
-انا عقلي شت منك يا يوسف …ايه اللي انت بتقوله ده ….
تنهد يوسف وقال:
-بقول الحقيقة يا منير …لطيف مماتش …كانت لعبة علينا …
رمش منير بصدمة ليكمل يوسف :
-لطيف أكيد هيعمل حاجة …بس أنا مش خائف على نفسي أنا خايف على ماجدة ومحمد لطيف واحد مش متزن نفسيا معندهوش مشكلة يأذي أي حد عامل زي النمر المجروح حاليا هيهاجم في أي لحظة …وانا مش عايزه يهاجم دلوقتي …أنا عايز اهرب بعيلتي ….
-تهرب ؟!…
رددها بصدمة ثم أكمل ؛
-تهرب فين يا يوسف ؟!
هز يوسف كتفه وقال:
-اي مكان المهم اهرب يا منير …معرفش ناس زي دي ممكن تعمل ايه ؟!كنت فاكر أن فيه عدل …فاكر أن اللي غلط هيتحاسب بس طلعت غلطان …رغم كل الأدلة طلعوا …زيفوا موت لطيف وفي اي وقت ممكن احنا نموت …وانا مش عايز اي حد يأذي محمد وماجدة ….
-طيب اهدى خلينا نفكر !
قالها منير وهو يحاول تهدئته إلا أنه قال:
-لا يا منير مش ههدى …مش هحط ايدي على خدي مستني موتي…أنا ههرب …هبعد …
-هتروح فين طيب ؟!
-هروح الامارات …فيه فرصة شغل جاتلي هنا …وكمان واحد من قرايبنا عايش هناك هيساعدني ….هسيب البلد كلها وأسافر …مش عايز اقعد هنا تاني …مش مستعد اخسر عيلتي …
-طيب أنا بقول انك …-
-متقولش أهدى أو افكر كويس …هو ده الحاجة المنطقية الوحيدة اللي لازم اعملها …وجودي هنا هيأذي عيلتي يبقى احسن لي اسيب البلد وامشي …ابدأ من جديد هناك …بعيد عن لطيف والعصابة اللي معاه…أنا اخدت قراري خلاص يا منير ….أنا قررت اسافر الأسبوع اللي جاي!!
تنهد منير وقال:
-لو شايف ده الاحسن ليك اعمله …صحيح هتوحشني والله بس لو ده هيحمي عيلتك متترددش …انت تعبت كتير وتستحق تكون سعيد يا يوسف…
ابتسم يوسف وقال:
-تعرف أنا لو عملت ميت صاحب مش هعرف اعمل واحد زيك تاني …ربنا يسعدك يا منير دايما ..انت اثبت انك اخويا مش صاحبي وبس …
-ربنا يديم بيننا المحبة يا جو .
قالها منير مبتسماً
……
في المساء …
خرجت من السيارة وهي تعبس بينما يحمل ابنته ثم يدخل بها دون أي كلمة …منذ اسبوع منذ أن سألته بشأن ابنته وانقلب عليه …حتى أنه لم يكلمها إلا قليلاً…يعاملها برسمية باردة أوجعت قلبها …كيف تخبره أن ما يفعله يؤلمها…فبعد أن أعطاها الأمل أخذه مرة أخرى بقسوة منها …لقد ظنت…ظنت اخيرا أنها ستحصل على زواج حقيقي …سيحبها شخص ما أخيراً…سخرت داخلها من نفسها وهي تفكر أن هذا مستحيل …لن يحبها أي شخص وعاصي ليس استثناء ….
تنهدت وهي تسير خلفه وتلج للمنزل الكبير ….
-نهلة ….
قالها عاصي بهدوء لتأتي نهلة مسرعة ويشرق وجهها وهي تقول :
-عاصي بيه انتوا جيتوا …
-خدي أملاك هي نايمة وديها لاوضتها …
-أمرك يا بيه …
ثم أخذت منه أملاك بينما هو اتجه لغرفته دون أن يوجه اي كلام لرحيق ….
صعدت رحيق للدرج ثم ولجت خلفه للغرفة وهي تقرر أن تتكلم …ترى ما به …لماذا يفعل هذا ؟!….
وجدته يلج للحمام وهو يأخذ ملابسه ثم اختفى به لفترة ليست قليلة بينما ظلت هي واقفة وكأنها مذنبة …تنتظر اي تفسير لما يحدث ….لماذا ابتعد عنها بتلك الطريقة …كانت أكثر تعباً من أن تفهم …فجأة وجدته يخرج اشاحت وجهها خجلاً وهي تجده قد خارج وهو يرتدي بنطال منامته بينما عاري الجذع كالعادة ….نظر إليها مطولاً كانت قد خلعت غطاء وجهها بينما بشرتها السمراء تلونت بحمرة الخجل …فجأة اشاح نظرة عنه وهو يتجنب النظر إليها واتجه لينام على فراشه إلا أنه فجأة وجدها تقف أمامه بجراءة لم يعرف كيف امتلكتها….رمش وهو ينظر إليها وقال ببرود :
-نعم ….
-عاصي هو انا عملت حاجة غلط
-أنتِ شايفة نفسك علمتي حاجة غلط ؟!
قالها ببرود لترد :
-لا مش شايفة اني عملت اي حاجة غلط …عشان كده مستغربة من معاملتك دي ليا …هو فيه ايه بقالك اسبوع قالب وشك عليا وشكلك متضايق…كل ده عشان سألتك عن أملاك ..أنا بس عايزة اعرف ايه السبب عايزك تتكلم معايا عن حالتها يمكن عشان نساعدها..نوديها دكتور او ….
قاطعها ساخرا وقال:
-ايه السذاجة اللي أنتِ فيها دي ؟!أنتِ فاكرة انها مراحتش دكاترة …أنا سفرتها بلاد العالم كله …بس مفيش فايدة …حلها عملية خطيرة وانا مستحيل أجازف بحياتها ….ممكن متحكميش من غير ما تفهمي ….
-بعتذر ..
همست بها ثم قالت :
-أنا عارف انك متضايق بس مفيش مشكلة ممكن تتكلم معايا لو عايز …أنا عايزة نبقى عيلة واحدة ….أنا مراتك من حقي اعرف
-أنا أديتك وش زيادة عن اللزوم يظهر أنك نسيتي دورك هنا !!انتِ مربية لبنتي وبس أم ليها هي …. مش زوجة ليا. …
قالها بقسوة لتكتم دموعها وهي تنظر إليه …كيف كانت بتلك الغباء وهي تخطط حياتها معه …لقد ظنت …ظنت ..
قاطع شرودها وهو يكمل :
-اي خدمات ليكِ غير أنك تهتمي بأملاك مش مطلوبة يا رحيق …فلو سمحتي متفتكريش نفسك الثيرابيست بتاعتي ….
هزت رأسها وهي تمسح بعنف دمعة انسابت من عينيها وقالت:
-انا هنام في اوضة أملاك ….
اقترب منها وهو يهدر :
-مستحيل ….
هزت كتفيها ببساطة وقالت:
-ليه لا …مادام ده دوري في حياتك …مادام مسئوليتي هي أملاك يبقى ابقى مع أملاك …مفيش داعي ابقى معاك….
ثم اتجهت الى باب الغرفة ليقترب منها وهو يقبض على ذراعها بقسوة ثم دفعها بعنف نوعاً ما حتى أجلسها على الفراش …وضع كفيه في جيب بنطال بيجامته وقال:
-انتِ قدام الكل مراتي !!فمكانك هيكون هنا …ومتقلقيش مش هلمسك …قولتلك مش نوعي المفضل !
………….
في اليوم التالي….
-أنت متأكد من اللي هتعمله ده يا سيف ؟لو حصل حاجة وفشلت عمليتها هترجع حالتها تسوء….أنا شايفك بتبذل مجهود كبير معاها بالفعل بس العملية دي لو فشلت هترجعها لنقطة الصفر ….
تنهد سيف وهو ينظر إلى والده …كان لا يعرف ماذا يقول حقاً…هل يظنه لم يفكر في هذا …لقد فكر وأنه يخاف أن يُهدم كل ما فعله أن فشلت مجدداً…هو على علم بكم الجراحات التي أجرتها بالفعل يعلم كم الخيبات التي واجهتها ولا يريد أن يضاف لها خيبة آخرى ولكن هي …هي عنيدة لا تسمع كلامه …تصر على فعل ما تريده وهو الضعيف أمام رغباتها لا يستطيع أن يرفض لها أمراً….
ابتسم سيف بحزن وقال:
-اعمل ايه يا بابا بس …هي عنيدة مبتسمعش الكلام وانا مقدرش اقف قدام رغبتها أنا حاولت افهمها اني بحبها زي ما هي كده ومش حاسس بأي اختلاف ولا ضيق من شكلها ….بس انا حاسس بيها …أنا صحيح بحاول معاها بس حاسس بألمها يا بابا وبقدره …وخايف عليها يحصل حاجة وتتصدم ونرجع لنقطة الصفر ….
ابتسم جلال وقال ؛
-بتحبها للدرجادي ….
اشرق وجهه بإبتسامة خاصة للغاية وقال :
-واضح عليا صح …
-جدا بصراحة …
توسعت ابتسامته وتألقت عينيه بمشاعر رائعة وقال:
-بصراحة اه …بحبها اووي اووي كمان …بحبها وخايف عليها يا بابا …مش عايزها تتضايق …كفاية اللي حصلها …كفاية أننا قصرنا في حقها …
غامت عيني جلال بالحزن وتنهد وهو يهز رأسه ويقول :
-عندك حق احنا قصرنا في حقها اووي….
ثم صمت وهو يتذكر معاذ وما فعله معه …لقد استطاع أن يدخله السجن بسبب تورطه بعملية نصب كبيرة ليقل جلال أن لديه يد في هذا …وهكذا قد تخلص منه …ربما هذا سيكون كافي للانتقام منه عما تسبب به لمياس وابنه …أراد أن يخبر سيف الحقيقة ولكنه رأى أن ليس هناك داعي …هو لا يريد أن يثير غضبه ….يعرف أن سيف لو اكتشف أن معاذ من شوه مياس لن يصمت …سوف يخرجه من السجن ليقتله …هو يعرف كم ان ابنه مجنون…ألم يبحث بجنون في البداية وحتى قبل أن يعرض عليه أن يتزوجها عن هذا الذي دمر حياة مياس …أراد العثور عليه وقتله …سيف أيضا يشعر بالذنب لانه لم يكن معها …لأنه انشغل في حياته وتركها ….هو يحاول تعويضها بشتى الطرق والخوف أن تكون مشاعر سيف تلك مجرد شفقة والشعور بالذنب ولكن حب ولكن الارتياح اجتاحه للحظات وهو ينظر في تلك اللحظة لعيني ابنه …بدا حقاً مغرما بها ….لم يرى تلك المشاعر بعيني سيف من قبل …حتى عندما كان مرتبط بنوال …ربما كل شئ سوف يكون على ما يرام أخيراً…وحتى لو لا قدر الله فشل ما تريده مياس هو يعرف أن سيف لن يتركها ابداً…سوف يظل معها ويدعمها…
مد جلال كفه وأمسك بكف ابنه وقال:
-صحيح قصرنا معاها اووي بس نقدر نعوضها …خليك معاها يا سيف …مهما حصل خليك معاها …
-أنا عمري ما هسيبها يا بابا متقلقش….
-حتى لو فشلت العملية اللي مفروض تعملها وبهدلت الدنيا وجرحتك متسبيهاش …متتخلاش عنها …
ابتسم سيف وقال :
-اطمن أنا مش هسيب ايديها ابداً…انت عارف ابنك يا بابا ميتخلاش عن اي حد بيحبه …وانا بحبها…
ابتسم له جلال وهو يشعر بالإطمئنان اخيراً..لقد كان محقاً عندما طلب من سيف أن يتزوجها كان متأكد أن تلك من ستكون حبه الحقيقي
……
-شكل مياس جاية …
قالها جلال مبتسماً ثم نظر إلى الدرج ليجد مياس تنزل وعلى شفتيها ابتسامة رائعة …ترتدي فستان من اللون الوردي الشاحب يعلوه حجاب ابيض انيق ثم النظارة التي تخفي بها عينيها ولكنه استطاع الشعور بالحماس الذي ينبض داخلها…كان يظهر هذا في سيرها الواثق الابتسامة السعيدة على شفتيها ونقرها بحذاءها ذو الكعب المرتفع قليلاً…
-صباح الخير …
قالتها بصوت سعيد وهي تنظر إليهما والابتسامة لم تنمحي من وجهها ….تبادلا جلال وسيف النظرات فيما بينهما وهما يشعران بالتوتر من حماسها المتزايد هذا ..لقد تم الحجز عند الطبيب بالفعل طبيب جراحي مشهور …من المفترض أن يفحصها اليوم …..ولكن الحماس الذي تبديه اخافه ….مياس تبدو واثقة أنها سوف تنجح …وسيف يريدها حقاً أن تنجح لا لشئ لتكون سعيدة ….مادام لن تتقبل نفسها كما هي فلتفعل تلك الجراحة التي يبدو أنها مهمة للغاية ..
تراجعت ابتسامتها قليلاً وقالت:
-ايه يا جماعة مردتوش عليا انتوا متضايقيين مني ولا حاجة ….
ابتسم سيف وهو ينهض وقال ؛
-صباح الورد يا فراشة …
توسعت شفتيها بإبتسامة سعيدة وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل الرائعة …ثم نظرت إلى عمها الذي ابتسم لها وقال:
-صباح النور يا بنتي بالتوفيق النهاردة ليكي ….
-يارب …
قالتها ونبرتها تفيض بالأمل …ذلك الأمل الذي يخيف سيف ….مد سيف كفه وقال:
-يالا يا حبيبي …
هزت رأسها وهي تمسك كفه ثم أشارت لعمها تودعه ….
كانت متحمسة وهي تسير بجوار سيف لدرجة أنها أخذت ترنح كفيهما المتشابكان معاً…ضحك سيف بقوة وقال بينما يخرج من الفيلا :
-للدرجادي متحمسة .؟!
هزت رأسها بحماس شديد وقالت :
:اوووي اوووي أووي يا سيف …أنا مش متحمسة وبس …أنا حاسة اني طايرة من الفرحة …حاسة أن الدنيا بتضحك يا سيف …….
نظر إليها بتوتر وهو يحاول الحفاظ على. ابتسامته ….ولكنه لم يعلق بل قبل كفها وقال :
-يارب دايما تكوني مبسوطة ….
ثم فتح باب سيارته ليساعدها على الدخول ….
ولجت للسيارة ثم صعد لكرسي القيادة واغلق الباب وهو ينظر إليها بجدية….
-فيه ايه يا سيف بتبصلي كده ليه؟
قالتها بحيرة لتجده يمسك كفيها ثم يقربهما من شفتيه…قبلهما برفق وهو ينظر إليها ويقول :
-مياس مهما كان كلام الدكتور …مهما كانت النتيجة هنتقبلها وهنعتبر أن ده قدرنا وهنرضى بيه …..
ارتعشت شفتيها وقالت:
-ده بدل ما تقول يارب العملية تنجح …
-يا حبيبي انا والله بدعي من قلبي أن عمليتك تنجح ونفسي اشوفك فرحانة …بس بقول لا قدر الله مش عايز نفسيتك تتعب يا مياس …
ابتسمت له وهي تتلمس وجنته وهي تقول :
-معرفش بس انا حاسة أن العملية المرة دي هتتجح …دكتور عماد السني شاطر اووي أنا شوفت ليه فيديوهات كتير وفيه ريفيوز عليه حلوة اووي ….أنا عندي امل كبير …
-يارب يا حبيبتي …
قالها مبتسماً…ثم أنطلق بسيارته ….
……
في عيادة الطبيب …
كان قد انتهى من فحص وجهها ….جلست مياس وقلبها ينبض بعنف …الابتسامة ترتعش على شفتيها وهي تنتظره ليقول شئ ولكن بدت ملامح الطبيب متجهمة وهذا أشعرها بالقلق قليلا فقالت بسرعة وبلهفة:
-ها يا دكتور امتى هعمل العملية. …نسبة نجاحها هتكون كبيرة صح ؟!
نظر إليها الطبيب وهو ينتقي كلماته بهدوء وقال:
-مفيش عملية يا مدام مياس …
عبست وهي تنظر إليه دون فهم بينما شعر سيف بالرعب ….فأكمل الطبيب :
-للاسف حروقك صعبة يا مدام مياس …أنا مش هقدر اساعدك!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)