رواية ثأر الشيطان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان البارت الخامس والعشرون
رواية ثأر الشيطان الجزء الخامس والعشرون

رواية ثأر الشيطان الحلقة الخامسة والعشرون
كانا يطالعان بعضهما لعدة ثوانٍ فقط ولكن ماتيوس شعر أنها دقائق! تنهد بارتياح عندما ابتعد جواد بعينيه عنه حيث أنه كان يُطالع جميع الموجودين بالقاعة، وتحدث فيليب:
– هذا الإجتماع قمت به لأن هناك الكثير من الخطط التي شغلتني في الآونة الأخيرة والتي أريدُ تنفيذها بالطبع ومن مشتملاتها مهمة قويةٌ جدًا، ولن أستطيع تنفيذ تلك المهمة دون استشارتكم أعزائي.
تساءل أحدهم:
– ماهي؟
ابتسم فيليب وأردف:
– ذهب!.
طالعه الجميع بهدوء، ولكن فيليب استأنف:
– سنسرق ذهبًا يخص مجموعة دول في وقتٍ واحد.
تعجب جواد من حديثه وكان يريد أن يعترض ولكنه فضَّل أن يصمت حتى النهاية.
– كيف ذلك يا زعيم؟
ابتسم فيليب وأجاب:
الآن في روسيا وأثناء حديثنا ذلك، الأمن القومي يقوم بغلق أبواب خزائنه على أطنانٍ من الذهب لا حصرَ لها..
صمت قليلًا يراقب ملامحهم الهادئة ثم استأنف:
– والتي سنقوم بسرقتها.
صمت الجميع يطالعونه بذهول ومتعجبون لما يقولون .. سيسرقون ذهبًا وليس من أي أحد! بل من الأمن القومي!!
– ولكن يا زعيم؟ كيف سنفعلها؟
ابتسم فيليب بابتسامة هادئة ثم أردف:
– لا تقلقوا كلابنا داخل الشرطة كُثُر، ولكن أنا لدي مشكلة.
تلك المرة تساءل ماتيوس:
– ماهي؟
تقابلت عينيه مع خاصتي فيليب الذي تحدث بهدوء:
– لدينا الخطة .. لدينا التنفيذ … الفريق الذي سيقوم بتلك الخطة سيكون شخص من كل دولةٍ في تلك القاعة وذلك الآن لا يهمني … بل يهمني هو الهرَب؟؟ كيف سنهرب بالذهب إذا تم اكتشافنا؟؟
في تلك اللحظة حبس الجميع أنفاسهم ينتظرونه يكمل حديثه، أردف فيليب بهدوء:
– عندي فكرة أظن أنها بدائيةٌ قليلًا ولكنها ستكون مثمرة .. وقت الهرب سنحتاج خطة بديلة … أو بالأحرى تمويه وذلك لكي نستطيع أن نهرب، نريدُ عدة أشخاص يقومون بالتضحية لأجل المافيا العالمية وستأخذ عائلاتهم الكثير من الأموال وذلك في حالة القبض عليهم.
عقد جواد حاجبيه بضيق من التقزز الذي يحصل أمامه كيف يعتبرون كل ذلك عادي وطبيعي؟ أغمض عينيه بضيق من تفكيره ذاك! .. ظل من بالغرفة يتشاورون في تلك الخطة حتى أعطوه الموافقة.
أردف فيليب بابتسامة شريرة:
– إذا مرحبًا بكم في أقوى سرقة على مر التاريخ!
هز جواد رأسه بيأس بسبب مايحدث ولكنه انتبه على تحدث فيليب…
– ولكن لن تتم تلك السرقة بشكل جيد إذا لم يكن قائدها قوي! لذا قمت باختيار قائد الفريق من الآن والذي سيكون السيد جواد بالطبع!.
التفت للجميع يُطالعون جواد الذي صُدِمَ من حديث فيليب ويطالعه بذهول! ولا يستوعب مايحدث! حتى أنه شعر أنه لا يستطيع التحدث إنه في موقف لا يُحسَد عليه هل يعيى والده مايفعله به؟؟ إنه يرميه بين النيران، أردف فيليب بهدوء:
– إذا كان لدى أحدٌ أي إعتراض فليخبرني؟
لم يتحدث أحد ولكن ماتيوس كان يبتسم فقط.
– إذَا لقد انتهى الإجتماع أعزائي، سأنتظر منكم الأعضاء الذين سينضمون للفريق وأخبروني بالجديد خلال الأيام القادمة!
انتهى الإجتماع ورحل الجميع ولم يتبقى سوى ماتيوس الذي ظل جالسًا يُطالع فيليب وجواد بهدوء ..
أردف فيليب باستفسار:
“إلى ماذا تنظر ماتيوس؟”
أردف ماتيوس بابتسامة:
– لا أظن أن تلك المهمة ستنجح، لا أصدق كيف فكرت بشيء كهذا هل فكرة في حجم المخاطرة التي من الممكن التعرض لها؟
فيليب بهدوء:
– لا يوجد لك أي حق في الإعتراض ماتيوس لأنه بمجرد نهاية الإجتماع فلن أستمع لأي أحد.
أردف ماتيوس بشفقه:
– أشفق عليك كثيرًا فيليب، فمن يراك الآن ويقارنك بالماضي لن يصدق أحدٌ ماتفعله.
كاد فيليب أن يرد عليه ولكن تحدث أندريه بدلًا عنه:
– ماتيوس لا حاجة لنا بالحديث عن الماضي؛ فما مر قد مر، نحن الآن نريد أن نُنجز أعمالنا قدر المستطاع وبأقل الخسائر.
كانوا يتحدثون ولكن جواد كان يطالع ماتيوس بهدوء يتفرس ملامحه ثم حرك رأسه لليمين محاولًا التركيز على شيءٍ ما وذلك عندما قام ماتيوس بضبط ياقة قيمصه بيده اليسرى تلك الشامة الموجودة في كفه! لقد رآها في ذلك اليوم!
عودة لأحداث حفل المافيا الروسية:
كان جواد يدخل القاعة مُرتديًا قناعه الأسود، يمشي بين الحشود الموجودين ذوي الهويات المجهولة بسبب أقنعتهم .. ولكنه يعلم هوية واحدة في تلك القاعة على الرغم من محاولة تخفيه بشكل جيد لكن لا سيعرفه من بين ملايين لأنه قد قصد فعل ذلك به حتى يصل إلى ما يريد في ذلك اليوم بالتحديد ولكي يراقبه جيدًا ليعلم مع من يعمل! .. ذو القدمين العرجاء وصاحب اليد اليُمنى المقطوع أصابعها *ساجد* .. كان يقف وسط القاعة يتحدث مع أحد الرجال والذي يبدو عليه أنه مهم نظرا لوجود بعض الرجال المقنعين حوله ذلك الرجل كان يوجد على يده اليُسرَى شامة! ظل يراقبهم دون أن ينتبهوا له وذلك لأنهم لن يعلموا هويته اسفل ذلك القناع.
********
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
عودة للحاضر:
أردف ماتيوس بهدوء:
– لا أندريه أنا أرفض حديثك ذلك، كيف يمكن أن ينساني صديقي وتريد مني ان أتعامل معه كأني لا أعرفه! .. لقد باعني صديقي ولم يسمح لي بأن أقف بجانبه، في أصعب أوقاته و ….
أردف فيليب بهدوء:
– في عالمنا ماتيوس يجب نقطع أيدينا لكي لا تكون عونًا لأعداءنا ضدنا يومًا ما .. أنا ليس لدي أصدقاء .. عملنا هو من يجمعنا سويًا، ومايجعلني لا أقتلك بسبب تعليقاتِك وتغطرسك هو أن أيامنا تلك تغفر لك، ووجودك بجانبي غفرَ لك، لكنني أكرر حديثي لا صداقة ولا أبوه ولا أخوةٌ أيضًا في عالمنا، هذا هو قانوننا وإذا أردت الإنسحاب منه فمبارك لك مقدمًا.
حمحم ماتيوس ثم أردف:
– لم أقصد ذلك و…”
تدخل أندريه وأردف بهدوء:
– لا نريد حديثًا إضافيًا .. لقد شرفَنَا وجودك لذلك الوقتُ القصير عزيزنا ماتيوس.
حمحم ماتيوس ثم استقام من مقعده وخرج من القاعة تحت أعين جواد الذي يراقبه بعينيه بحِرص وجُملة واحدة تتردد بداخله..
“أقربُ شخصٍ لك هو المشتبه الأول به”
وكل الأدلة تُشير إلى تورط ماتيوس، بعد خروجه من القاعة ظل جواد جالسًا مكانه بجانب فيليب وأيضًا أندريه بقي معهم.
– إزاي تاخد قرار يخصني من غير ماترجعلي؟
ذلك ماقاله جواد وهو يحاول كتم غضبه من فعلة فيليب والذي أردف ببرود دون أن ينظر إليه:
– لازم تعرف إنك من ساعة مبقيت من ضمن أفراد المافيا الروسية ليا الحق في إني أوجهلك مهام بدون إذنك .. إعتبر نفسك موظف في شركة وأنا بديلك تاسك عشان تنفذه، وأنا متوقع منك أعلى آداء.
أردف جواد بغضب:
– اللي إنت بتتكلم فيه حاجة والواقع اللي إنت بتفرضه عليا ده حاجة تانية!، إنت عايزني أسرق!!
– أنا مقولتش إنك هتسرق .. أنا قولت إنك قائد الفريق! ده غير إنك إنت اللي هتحرس نصيبي من الذهب.
حاول جواد كبت غيظه وإنفجاره ثم استغفر الله وأردف بهدوء مصطنع:
– تمام .. بس ده اشتراك في سرقة.
– إخلي مسئوليتك .. حاول تراقبهم من بعيد وتساعد على نجاح المهمة وتحافظ على نصيبي مش أكتر.
ذلك ماتحدث به فيليب بلامبالاة .. نفخ جواد بضيق ثم خرج من القاعة .. ظل فيليب صامتًا ويجلس أندريه بجانبه يطالعه في صمتٍ تام! ..
– أنا متنازل عن حصتي في الذهب أندريه وسأسامح في أي تلفيات من الممكن أن تحدث في نهاية المهمة!
…………………………………………..
بمرور الوقت:
كانت آسيا تجلس بفراشها تنظر أمامها بشرود فهي دائمًا هكذا في كل الأوقات كل ماتفعله تفكر بإبنها وزوجها أيضًا .. انتبهت على دخول ماتيوس للغرفة واعتدلت بسرعة تحبس أنفاسها وتحاول التحكم في اشمئزازها وخوفها منه في آنٍ واحد.
– مرحبًا عزيزتي.
لم تُجِبه واقترب يستنشق رائحة شعرها وأغمضت عينيها باشمئزاز وجلس أمامها .. قام بتشغيل هاتفه على تسجيل صوتي وأول ماسمعته هو صوت فيليب الذي دقَّ قلبها بشدة عندما سمعته:
– سنسرق ذهبًا يخص مجموعة دول في وقتٍ واحد.
ظلت تستمع إلى مخطط سير الخطط عبر التسجيل الصوتي وانتبهت إلى الجملة التالية..
– ولكن لن تتم تلك السرقة بشكل جيد إذا لم يكن قائدها قوي! لذا قمت باختيار قائد الفريق من الآن والذي سيكون السيد جواد بالطبع!.
طالعت آسيا ماتيوس بتعجب مما تسمع! وأردفت:
– ماذا؟ هل يقصِد جواد؟ بُنَيّ؟
– أجل كما سمعتي عزيزتي .. يبدو أن السيد فيليب يريد قَتْلَ ثمرة حبكما.
طالعته بعدم استيعاب ثم أردفت:
– أنت تكذب.
– لا تلك المرة لا أكذب آسيا، لقد جُنَّ فيليب كثيرًا في الآونة الأخيرة .. أو بمعنى آخر جنَّ عندما توفيتي، لقد نسي نفسه.
– ألم تسأل نفسك من يكونُ السبب؟
أردف بابتسامة كبيرة:
– أنا بالطبع ولي الفخر في ذلك .. أنتِ لا تعلمين كم أكرهه كثيرًا .. كم أتوق لمنصبه ذلك.. ولكن صبرًا سأنال كل شيء وذلك عندما يقوم فيليب بقتل إبنه لن يقف أحدٌ أمامي وقتها.
ثم ضحك .. ضحك كثيرًا .. واعتدل وخرج من الغرفة وتركها تبكي بسبب ماسمعته من فيليب! ..
– جواد حبيبي.
عادت بذكرياتها ليوم عقد قران جواد.
كانت تجلس بكرسي هزازٍ في الغرفة التي تبقى بها في فيلا في مصر وتقوم بضم دُمية طفلها بقوة؛ فمنذ أن أتت وذلك الشخص الذي أتى بها يقوم بوعدها دائمًا أنها ستقابل ابنها جواد ولكنه لا يأتي به هو فقط يأتي لزيارتها ليطمئن عليها .. انتبهت على دخول خادمتين للغرفة ويبدو أنهما جنسيتها ليست مصرية وتلك كانت أول مرة تراهما يبدو أنهن بدأن عملهن هنا حديثًا .. كانا يتحدثان باللغة الإنجليزية أمامها ..
– إن عقد قران السيد جواد اليوم، لا أصدق أن ذلك اليوم قد أتى.
تحدث الأخرى بابتسامة:
– أنا سعيدة حقًا لأجله لطالما كان السيد جواد جيدًا مع الجميع إنه يستحق الأفضل دائمًا.
– مهلا!
ذلك ما تحدثت به آسيا لتقاطعه حديثهما ..
– ماذا تقولون؟ فرح من؟
– فرح السيد جواد سيدتي.
أردفت بتعجب وعدم فهم:
– كيف سيتزوج بُني وهو لا يزال طفلًا صغيرًا؟
تعجبت الفتاتان من قولها ذلك ولكن أردفت إحداهن:
– سيدتي إننا نتحدث عن السيد جواد والتي تكون صورته في ذلك الإطار الزجاجي.
التفتت تُطالع ذلك الإطار المُعلق على الحائط .. تُطالع هيئته .. تُطالع كل شيئٍ به وهنا تذكرت استفاقت سيا من صدمتها .. حيث أن ذكرياتها كلها كانت متعلقة فقط بوعدها أنهما سيتقابلان لا شيء فقط غير ذلك .. كان لقائها طفلها هو أملها الوحيد في الحياة! .. تذكرت! تذكرت كل شيء!! استقامت آسيا بإرهاق وسارت بخطىً هادئة وهي تحاول أن تتعكز على أي شيءٍ بجانبها .. يا الله! إنها حقًا أمًا سيئة جدًا! كيف لم تنتبه للتشابه الكبير بينه وبين فيليب زوجها المتوفي … كيف؟! كادت أن تقع ولكن أسندتها الفتاة التي كانت قريبة منها وأجلستها بهدوء على كرسيها المتحرك ..
– إنتبهي سيدتي.
كانت ترتجف وتبكي بقهر وهي تضم دميته بقوة وكل ماتقوله ..
– جواد حبيبي .. إزاي ماشمتش ريحتك اللي فضلت حافظاها سنين؟! إزاي ماحستش بيك!! إزاي كنت عامية لما أنت كنت قدامي الوقت ده كله!!
ظلت تبكي بقهرٍ على إهمالها في حقه وأنها حُرِمَت من أفضل اللحظات التي ممكن أن تعيشها بجانبه! فعلى الرغم من ظروفها القهرية إلا أنها ترى دائمًا أنها أمًا سيئة!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثأر الشيطان)