رواية قلبي اختارك انت الفصل الخامس عشر 15 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك انت الفصل الخامس عشر 15 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك انت البارت الخامس عشر
رواية قلبي اختارك انت الجزء الخامس عشر

رواية قلبي اختارك انت الحلقة الخامسة عشر
– سيف.
– إيه يا حبيبتي ؟
– هو أنتَ مضايق ليه من وقت ما خرجنا من الحفلة؟
– مش مضايق ولا حاجة، أنا تمام.
– بالعكس، أحنا من وقت ما خرجنا وأنت مضايق،احكيلي إيه إللى مضايقكَ؟
اتنهدت وبصيت لها، كنت هتكلم ولكن فجأة حسيت بنور شديد بيضرب في عيني، بصيت قدامي بصدمة وأنا شايف عربية جاية بسرعة كبيرة مقابلة لينا، وصوت فريدة العالي وهي بتقولي:
– سيف حاسب العربية.
حركت العربية بسرعة الإتجاه التاني وبعدتها عن العربية المُقابلة، دوست فرملات واتخبطت في الدريكسون، فتحت عنيا لقيت إيد فريدة تحت جبيني وحمتني من الإصابة، بصيت لها لقيتها اتخبطت وماسكه جبينها، بعدت إيدها عن جبينها وقُلت بخوف:
– فريدة، فريدة إيه إللى حصلك؟
– متقلقش، دي خبطة بسيطة ومحصلش حاجة، المهم أنتَ طمني عليكَ.
– مقلقش إزاى، أنا هاخدكِ ونروح الدكتور دلوقتِ حالًا
ابتسمِت وقالت وهي بتشاورلي على دماغها:
– صدقني الموضوع مش مستاهل، أنا أهو قدامك بخير، هي خبطة بسيطة خالص والحمدلله جت سليمة، والمهم أنك أنت كمان بخير.
اتنفست براحة ورجعت برأسي لورا فمسكِت إيدي وقالت بحزن:
– الحمدلله، عدت على خير يا سيف، سيف أنا في لحظة كنت هخسركَ!
بصيت لإيدها ورجعت بصيت لها لقيتها عيطت وملامحها اتحولت للخوف، اتنهدت وقُلت بتعب:
– طيب أنتِ بتعيطي ليه دلوقتِ ؟
– علشان خوفت عليك، سيف أنا مقدرش اتخيل حياتي من غيركَ.
ابتسمت ومسكت إيديها:
– متخفيش، أنا جنبكِ أهو وزي الفل، وبعدين أنتِ دايمًا بتنقذيني زي عادتكِ، فريدة طول ما أنتِ موجودة جنبي فأنا بخير، ويلا امسحي دموعكِ كده مش عاوز أشوفكِ بتعيطي تاني.
ابتسمِت ومسحت دموعها، حمدت ربنا أن الحادثة دي كانت بسيطة ومحدش فينا اتأذىَ،أخدتها ورجعتها بيتها واتفقنا تاني يوم نتقابل فى النادي، فِضلت سهرانه ومستنياني لحد ما اطمنت أني رجعت البيت بالسلامة، أوقات بحس أن طول ما هي موجودة جنبي فأنا فى أمان ومفيش حاجة هتحصلي، بحب أوي خوفها عليا، لهفتها ولمعت عنيها لما بتشوفني، بحب كل تفصيلة صغيرة بعيشها معاها.
غيرت هدومي وقعدت على سريري وكل تفكيري الموقف إللى عملتُه نور المهاردة !!
طيب معقولة هي لحد دلوقتِ جواها مشاعر من ناحيتي ؟
ولا هي مضايقة لأني نسيتها وخلاص هبدأ حياتي مع حد جديد؟ تصرفاتها كلها غريبة، نظراتها اتجاه فريدة غريبة!
اسئلة كتيرر بتدور فى دماغي مش لاقيلها إجابة! كل إللى بتمناه أنها تفضل بعيد عني وعن فريدة.
_______
– خلصتِ تمرين ؟
– خلصت، وأنتَ.
– وأنا كمان.
– خلاص تعال نتحدى بعض
– نتحدى بعض فى إيه ؟
– هنلعب اسكواش، وإللي يتهزم يعزم التاني.
– خلصانه، يلا بينا
أخدتها وروحنا صالة الأسكواش، بدأنا نلعب وللاسف هزمتني، بصيت لها بيأس فضحِكت وقالت بفرحة:
– يلا يا حلو علشان تعزمني على الفطار.
– على فكرة مينفعش تهزميني كل مرة كده! كده عيب فى حقي وللهِ.
ضحكت وقالت بمشاكسة :
– بس أنا هزمتكَ في حاجة أجمد من اللعب، مش ههزمك في لعبة مثلًا!
– وإيه الأجمد من اللعب؟
– قلبك يا حلو، أنا هزمتكَ وخطفت قلبك منك، وده أهم وأغلى من اللعبة على فكرة.
نهت كلامها وغمزتلي فضحكت، هي عندها حق، هي هزمتني وخطفت قلبي مني، قلبي إللى مكنتش اتخيل أنه ممكن يرجع يعيش تاني بعد إللى اتعرضلُه، بس هي جت في لحظة وغيرت كل حاجة.
– خليكِ هنا، هروح اجيب فطار وهرجع بسرعة.
– تمام، مستنياكَ.
ابتسمت وسيبتها وروحت أقرب مطعم، اشتريت فطار وعصاير ورجعت لقيتها واقفة بتضحك مع نور! اضايقت لما شوفت نور واقفة معاها، دي لو بتراقبنا مش هتظهر في كل مكان بنروحله بالشكل ده!! حقيقي وجودها بقىَ بيخنقني.
– سيف، تعال سلم على نور.
ابتسمت ببرود وبصيت لها، حقيقي مش متخيل فريدة لو عرفت نور دي تبقىَ مين هتعمل إيه؟ حاسس أنها هتعمل مننا كلنا بوفتيك، أو ممكن تمسك نور تخلص عليها وهي واقفة في مكانها، فُقت من شرودي على صوت فريدة وهي بتقول بإستغراب:
– سيف، مالكَ سرحان فى إيه ؟
ابتسمت وقربت وقفت جنبها، وبصيت لنور ببرود:
– اهلا يا نور، صدفة غريبة أشوفكِ هنا!
– وأنا كمان، أنا كنت بتمرن في النادي وشوفت فريدة واقفة هنا قُلت اسلم عليها.
بصيت لها من تحت لفوق وقُلت بضيق:
– هو أنتِ بتتمرني في النادي ده؟
ابتسمِت وقالت بحماس:
– اه، ومبسوطة أوي أنكم هتكونوا معايا هنا.
ابتسمَت وقُلت بسماجة:
– لا ما أحنا مش هنتمرن في النادي ده تاني، عمومًا صدفة جميلة اتمنى متتكررش.
ملامحها اتغيرت من الفرحة للصدمة، فريدة بصتلي بإستغراب فبصيت لها وقُلت:
– يلا بينا يا فريدة، هنطلع نفطر بره في العربية.
– بس أنت قُلت هنفطر هنا!
– غيرت رأيَ، حاسس بالخنقة من المكان، يلا بينا.
– طيب، على راحتكَ.
قالتها وبصت لنور بإبتسامة جميلة وقالت بتوديع:
– باي يا نور، اتمنى أشوفكِ مرة تانية، كانت صدفة جميلة.
نور هزت رأسها بهدوء وابتسمِت إبتسامة بسيطة، بصيت لها بضيق وأخدت فريدة وخرجت بره النادي، وجودها في أي مكان بقىَ بيخنقني، قلبي بيقولي أن ظهورها ده من وراه حاجة كبيرة، كلام يوسف بيتردد في عقلي، ولو هي فعلًا بتفكر بالشكل ده فأنا لأزم اشوف حل وأوقفها عند حدها، كفاية إللى حصلي بسببها، أنا مش مُستعد أخسر حياتي تاني بسببها، وأهم حاجة عندي إنى مخسرش فريدة من ورا دماغها.
– ممكن أفهم أنت إيه إللى عملتُه مع البنت ده؟ ازاى تحرجها بالشكل ده يا سيف!
– كبري دماغكِ يا فريدة.
– لا مش هكبر دماغي، أنا بحس أن وشك بيتقلب أول ما بتشوفها، حتى يوسف كمان بيشوفها كانُه شاف عفريت، فهموني في ايه؟ إيه إللى بينكم وبينها؟
بصيت لفريدة وحاولت اتمالك أعصابي علشان مقولش أى حاجة تزعلها، اتنهدت وقُلت بهدوء:
– صدقيني مفيش حاجة، أحنا بس مُكناش بنطيق بعض في الجامعة ولحد دلوقتِ، مفيش حاجة اكتر من كده.
– بس البنت لذيذه خالص يا سيف، لو سمحت بلاش تعاملوها المُعاملة دي.
ضغطت على إيدي وقُلت بضيق:
– سواء كانت لذيذه أو لا، فأنا عاوزكِ تبعدي عنها خالص، مش عاوز أشوفكِ قريبة منها، مفهوم؟
بصتلي بنظرات غريبة وقالت بشك:
– سيف أنت مُتأكد أن كل الموضوع أنكم مكنتوش بتطيقوا بعض في الجامعة بس؟ حاسه أنك مخبي عني حاجة بخصوص البنت دي ومش قادر تقولي!
فريدة ذكية، ذكية بشكل كبير، ولو اكتشفت أن نور هي حبيبتي السابقة وقتها هتضايق لأني مقولتلهاش، وهتضايق أوي لأني سمحلها تتكلم معايا ووقتها المشاكل بينا هتزيد، وأنا مش عاوز كده، بصيت لها وقُلت بتوتر:
– فريدة أنتِ كبرتي الموضوع أوي، وأنا حقيقي هموت من الجوع، ولو اغمى عليا دلوقتِ وقتها هتشيلي ذنبي.
ضحِكت وقالت بمُكر:
– ماشي يا سيف، خليك كده بتغير الحوار وأنا هكتشف بطريقتي إيه الموضوع.
سابتني وراحت ناحية العربية، بصيت لطيفها بقلق، حاسس إنى داخل في دوامة ومش عارف أعمل إيه! محتار اصارحها ولا أفضل ساكت، المشكلة أنها لما بتحط حاجة فى دماغها بتفضل وراها لحد ما تكتشفها، مفيش حل غير أني اقعد مع يوسف ونلاقي حل، هو الوحيد إللى هيساعدني في الموضوع.
_______
– يابني بقىَ دوختني وأنت رايح جاي قدامي بالشكل ده!
– يعني عاوزني أعملكَ إيه؟ بقولك فريدة بدأت تشك فى نور!
– ما هو من تصرفاتكَ، وبعدين ما أنا قولتلكَ أنها من وقت ما عرفت بوجود فريدة في حياتكَ وهي هتتجنن، ويومها قولتلكَ أنا وخالتي أن البنت دي مش هتسيبكُم في حالكم.
– طيب ليه ؟ تعمل كده ليه يا يوسف، هي اختارت البُعد وراحت عاشت حياتها بعيد عني وأنا كمان أخترت اعيش حياتي، يبقى ليه تضايق من وجود فريدة في حياتي بعد السنين دي!! وليه كل ما نروح مكان نلاقيها فيه! دي أكيد مش صدفة يعني.
قعدت على الكرسي وأنا بتنفس بغضب وبهز في رجليا، كنت في قمة غضبي ومش عارف أعمل إيه ! حاسس إنى رجعت لنقطة الصفر من وقت رجوعها لحياتي، رجعت اتخنق واتعصب تاني زي الأول! أنا مبقتش فاهم حاجة.
يوسف قعد قدامي وقال بهدوء:
– ممكن تهدأ شوية؟ العصبية دي مش هتفيدكَ، أنا عارف أنكَ مخنوق من وجودها، وعارف أنها هتحاول بكل جهدها تفرقك عن فريدة و..
قاطعته بعصبية:
– ليه ؟ أنا عاوز أعرف ليه ؟
– لانها مش متقبلة تشوفك مع غيرها، هي كانت فاكره أنك هتفضل عايش على ذكرياتها وبس، مش مصدقة أن كل الحُب إللى أنت حبتهولها في لحظة اتبخر في الهواء واتولد مكانه إحساس الكُره ناحيتها، كانت فاكره أنها لما تنفصل عن شادي هترجع تلاقيك مستنيها وفاتحلها دراعاتكَ، سيف أفهم نور لحد دلوقتِ مش قادرة تتقبل خسارتكَ وعدم وجودك في حياتها.
اتعصبت وقُلت بعصبية:
– بعد إيه؟ بعد ما دمرتني يا يوسف؟ دلوقتِ بس بقيت حلو في عنيها أول ما بقيت مع غيرها! طيب ولما سابتني في أكتر وقت أنا محتاجلها فيه كان مشاعرها فين؟
ولما راحت واتخطبت لأكتر شخص أنا حاربتُه علشانها برضوا كانت مشاعرها فين؟ معقولة من كل عقلها فكراني هنسى كل إللى عملتُه وهرجعلها!!
– طيب اهدأ وهدي أعصابكَ، مفيش داعي تعصب نفسك بسببها.
– يوسف أنا حاسس أنها بقت بتلف حولين فريدة! ولو فريدة عرفت أن نور دي نفس البنت إللي أنا حكتلها عنها وقتها هتضايق وممكن تحصل بينا مشاكل بسبب وجود نور، ده غير أني خبيت عليها وأنا إللى عرفتها عليها بنفسي، يوسف أنا خايف على مشاعر فريدة، أنا عاوزها تبعد عن نور خالص.
– مفيش غير حل واحد، كلم نور وقولها تبعد عنكم، حاول تعرف هي عاوزه إيه بالظبط، حطلها حد وفهمها أنك بتحب فريدة، وانها بالنسبالك صفحة وخلاص انتهت.
– تمام، أنا هتكلم معاها، لأزم احطلها حد قبل ما كل حاجة تخرب وتخرج عن سيطرتي.
نهيت كلامي وبصيت للفراغ قدامي، قررت إني مش هسمح لحد يخرب حياتي إللى تعبت علشان ابنيها، الماضي هيفضل ماضي ومش هسمحلُه يأثر على الحاضر والمُستقبل بتاعي، وإللي ضيعني من بين إيديه في يوم من الأيام، لا يُمكن ارجعه لحياتي تاني.
– خير يا سيف؟ أنت طلبت تشوفني.
– أنا عاوز أعرف أنتِ عاوزه إيه ؟
– قصدك إيه ؟
– تصرفاتكِ كلها مش عجباني، ظهوركِ في كل مكان بكون فيه أنا وفريدة مش صدفة، محاولاتكِ أنكِ تتقربي من فريدة مش صدفة، أنتِ عاوزه توصلي لإيه يا نور ؟
– أنا مش عاوزه أوصل لحاجة، وأنا فعلًا بشوفكم صدفة مش أكتر، وبخصوص فريدة فهي شخصية لذيذه وأنا بحب اتكلم معاها مش أكتر.
– لا ولله؟ لنفترض أن كلامكِ صح، بس أنا عاوزكِ تبعدي عن فريدة يا نور، أنا مش عاوز فريدة تعرف أنكِ البنت إللى كنتِ في حياتي قبلها، أنا عاوزكِ تبعدي عن فريدة خالص، ولو شوفتيها صدفة في مكان، تلفي وترجعي ومتفضليش في المكان إللى هي فيه، وياريت متكلمهاش خالص، وبحذركِ يا نور، لو فريدة عرفت أى حاجة أو لو حاولتِ مجرد محاولة أنكِ توقعي بينا، وقتها متلوميش غير نفسكِ.
– ياااه! للدرجادي خايف عليها مني؟ معقولة لحقت تحبها وتنساني بالسرعة دي؟
– دي حاجة متخصكيش، وبعدين أنا نسيتكِ من زمان يا نور، أنتِ لأزم تفهمي أنكِ صفحة قديمة بالنسبالي وأنا قفلتها ومش عاوز افتحها تاني، وياريت أنتِ كمان تتقبلي الحقيقة دي.
– أنت بتكدب عليا ولا على نفسك يا سيف؟ أنت مقتنع فعلًا أنك نسيتني بالسهولة دي؟ طيب ولو نسيتني ليه لحد دلوقتِ وجودي في أي مكان قريب منك بيضايق، ليه بتتوتر بمجرد ما بتشوفني قريبة منكَ؟
ابتسمت وقُلت ببرود:
– أنتِ موهومة يا نور، وجودكِ بيضايقني فعلًا لأنكِ اكتر حد أنا اتأذيت بسببه، والتوتر إللى بتشوفيه هو خوف على مشاعر فريدة مش أكتر، أنا معنديش أهم من فريدة فى حياتي يا نور، ومعنديش أى استعداد اخسرها بسبب أى حد مين ما كان، لو سمحتِ أفهميني، أنتِ بعدتي من سنين يا بنت الناس وروحتِ عشتي حياتكِ، وأنا كمان ربنا عوضني بأجمل بنت في الدنيا، ف من فضلكِ ابعدي عن حياتي.
بلعت ريقها وقالت بتوتر:
– أنت مش فاهم حاجة، أنا لما بعدت عنكَ كنت…
قاطعتها بحده:
– الكلام ده مش هيفرق معايا يا نور، أنا مش مُهتم أعرف أى حاجة، أنا دلوقتِ بتكلم في الوقت الحاضر، الماضي دا خلاص انتهىَ، والحاضر والمُستقبل هو فريدة، فريدة وبس يا نور.
هزت رأسها بتفهم وقالت بحُزن والدموع في عنيها:
– تمام يا سيف، أنا هعمل إللى قولتلي عليه، بعد أذنك.
سابتني ومشيت من الكافية وهي مضايقة، اتنهدت وغمضت عيني براحة، بتمنى تبعد عني، بتمنى بس أعيش حياة مرتاحة البال مع البنت إللى أخترت أكمِل معاها، بتمنى الصفحة دي تتقفل بقىَ.
– هاا، عملت إيه.
– قولتلها إللى المفروض يتقال يا يوسف.
– طيب، يلا بينا علشان نجهز، ولا نسيت الحفلة إللى في بيت فريدة النهاردة؟
– لا منستش، يلا بينا.
– يلا.
أخدتُه وروحنا اشترينا لبس جديد، لفينا شوية ورجعنا البيت جهزنا وروحنا الحفلة بتاعت فريدة بمُناسبة ذكرى افتتاح الشركة ونجاحها، روحنا البيت وأول ما دخلت كانت عيني بتدور عليها، حسيت بحد بيحط إيده على كتفي، التفت لقيتها هي، ابتسمِت وقالت بمرح:
– الحلو كان بيدور عليا صح؟
– ضحكت وقُلت بإعجاب:
– دا إيه الحلاوة، والجمال، والشياكة دي كلها ياعم!!
ابتسمِت وحطت إيدها على وشها بكسوف، وقالت ببراءة:
– شكرًا.
– على فكرو أنتِ مُش هتهدي غير لما توقعي قلبي في غرامكِ أنا عارف.
– هو لسه موقعشِ يعني؟
ضحكت وقُلت بمرح:
– لسه بيراجع نفسُه.
كشرت وحطت إيديها في وسطها وقالت بضيق:
– لا ولله ؟؟
ضحكت على ريأكشن وشها وقُلت بضحك:
– بتبقي قمر وأنتِ متعصبة.
– أنتِ فاكر نفسك بتثبتني كده؟ على فكرة أنا مش بتثبت.
ابتسمت وقُلت بمرح:
– خلاص بقىَ قلبكِ كبير، وبعدين أنتِ وقعتِ قلبي في غرامكِ من زمان يا جميل.
ضحكت وقالت بمرح:
– طيب يلا يا حلو، بابا من الصُبح بيسأل عنكَ.
– يلا بينا.
أخدتها ودخلنا وقعدنا مع أهلينا، طلعت هي ووالدها وقالو كلمة بمُناسبة نجاح الشركة، بدأت الحفلة وكنا واقفين أنا ويوسف بنهزر مع بعض، وفريدة بتسلم على زمايلها، يوسف وقف ضحك فجأة وقال بجدية :
– سيف.
– إيه؟
– مش أنتَ قُلت أنك اتكلمت مع نور وقالتلكَ هتبعد عنكُم؟
– اه.
– اومال إيه إللى جابها هنا؟
– هي فين؟
_ بُص وراك كده.
التفت وبصيت لها بصدمة، كانت واقفة مع باقي زمايلنا وبتهزر معاهم، دي لو قاصده تجلطني مش هتعمل كده!! بصيت ليوسف وقُلت بعصبية:
– دي إيه إللى جابها هنا!!
– أنا إللى عزمتها.
التفت وبصيت لفريدة بصدمة، قربِت وقفت قُدامي وقالت بهدوء:
– أنا عزمتها الصُبح لما كنا واقفين مع بعض في النادي، دا طبعًا قبل ما تمنعني من الكلام معاها.
اتنهدت وقُلت بضيق:
– طيب يا فريدة، بس اتمنى تفتكري كلامي كويس،
– حاضر.
ابتسمت وأخدتها وطلعنا رقصنا وفضلنا نهزر مع بعض، نسيت فوني في العربية فطلعت اجيبُه، رجعت وفضلت بدور على فريدة، وقفت لما سمعت صوت نور:
– سيف، بتدور على مين؟
– فريدة، كانت هنا مشوفتهاش؟
– هي واقفة بتضحك مع شخص جوه، بس الظاهر كده تعرفُه كويس لأن صوت ضحكهم عالي أوي.
– لا ولله؟
– لو مش مصدقني ادخل شوفها.
بصيت لنور بضيق ودخلت لقيت فريدة فعلًا واقفة بتضحك مع شخص أول مرة اشوفُه!! للحظة حسيت أن التاريخ بيعيد نفسه معايا، اتعصبت ودخلت شديتها من قُدامه وقُلت بغيظ:
– فريدة تعالي معايا.
– في إيه يا سيف ؟
اتعصبت وزعقت فيها قدام الكُل:
– فريدة بقولكَ تعالي معايا.
وشها كرمش وخافت، بصت حوليها بإحراح ووشها احمر،
مهتمتش وأخدتها وطلعت بره الحفلة، وقفنا قدام العربية فشدت إيدها مني وقالت بعصبية:
– ممكن أعرف إيه الجنان إللى أنتَ عملته ده ؟
– ممكن أعرف مين إللى أنتِ كنتِ واقفة معاه ده ؟
– ده واحد جارنا، وأهلُه أصدقاء بابا من سنين.
– ودا يديلُه الحق يهزر معاكِ بالشكل ده؟
– أنتَ قصدك إيه ؟ أحنا كنا واقفين بنتكلم عادي خالص.
– لا ولله ؟ أنتِ شايفه أن وقفتكِ معاه وضحككِ معاه بالشكل ده عادي !!
– أنتَ قصدك إيه ؟ أنتَ واعي لكلامكَ؟
– أنا واعي لكلامي كويس يا فريدة، أنتِ إللى مش واعيه لتصرفاتكِ.
– لا أنت زودتها أوي بجد! سيف فوق وحاسب على كلامكَ، أنا فريدة! وأظن أنك عارف مين فريدة؟ وأنا مسمحش لأى حد مين ما كان يتكلم معايا بالأسلوب ده، حتى لو الشخص ده هو أنتَ، أنا عارفة كويس الصح من الغلط يا باشمهندس، ومش محتاجة حد يعرفني بيه.
– أنتِ عندكِ حق، أنتِ عارفة الصح من الغلط.
– في إيه يا شباب؟ بتتخانقوا ليه ؟
– مفيش يا يوسف، أنا ماشي.
– سيف استنى رايح فين؟
سيبتهم ومشيت وأنا مضايق، يوسف سابهم وجري ورايا، وقفني وقال :
– يابني أقف وكلمني، قولي إيه إللى حصل بينكُم؟
– مفيش يا يوسف، أنا عاوز أفضل لوحدي شوية.
– بس ..
قاطعته بتعب :
– يوسف من فضلكَ، سيبني لوحدي دلوقتِ.
مستنتشِ ردُه وسيبتُه وركبت عربيتي ومشيت، فضلت بلف بالعربية بلا هدف وأنا بفكر في كلامها، مكنتش عارف أنا اتصرفت صح ولا غلط، بس كل إللى اعرفه إنى بمجرد ما شوفتها واقفه بتضحك مع الشخص ده الدم غلي في عروقي ومبقتش عارف أنا بعمل إيه، حسيت بالغيرة وأنا شايفها واقفة معاه، وللحظة هاجمتني الذكريات القديمة، نور وشادي ونفس التصرفات، بس دي فريدة!! وفريدة لا يمكن تشبه نور فى أى حاجة، طيب أنا ليه مش قادر اتخلص من الماضي ده ومازال بيهاجمني!! ليه مش قادر انسى لحد دلوقتِ؟
____
– فريدة ممكن تبطلي عياط وتقوليلي إيه إللى حصل؟
– معرفش، أنا معرفش يا تالا، تصرفات سيف الفترة دي بقت مش طبيعية.
– طيب اهدي بس واحكيلي إللى حصل؟
– أيوه يا فريدة، أنتِ لأزم تحكيلنا إللى حصل علشان نفهم.
مسحت دموعي وقولتلهم إللى حصل والحوار إللى دار بينا، نهيت كلامي وقُلت بزعل:
– أنا مضايقة منه أوي، حتى لو كنت غلطانة من وجهة نظره فهو مكنشِ ينفع يتصرف معايا بالشكل ده يا يوسف.
يوسف قعد قدامي وقال بهدوء:
– حقكِ عليا أنا، هو أكيد مكنشِ يقصد يزعلكِ، هو بس مضغوط شوية الكام يوم دول وخصوصًا أن فرحكم خلاص قرب، وبعدين هو أكيد عمل كده من غيرتُه عليكِ، ويا ستي متقلقيش أنا هتكلم معاه وهعلمهولكِ الأدب، بس أنتِ متزعليش وبطلي عياط، أحنا بنتنا قوية ومبتعيطش، متقلقيش كل حاجة هتتحل.
– اتكلم معاه يا يوسف، شوفه مالُه، هو مش عاوز يشاركني حزنه، وأنا مبحبش اشوفه بالحالة دي، يمكن أنت أقرب مني ليه، اتكلم وشوفه مالُه من فضلكِ.
ابتسم وقال بمرح:
– يعني هو مزعلكِ وأنتِ كل إللى فارق معاكِ تعرفي مالُه!!
– أنا عارف سيف كويس يا يوسف، هو احن من أنه يزعلني وللهِ، بس أنا مش عارفة مالُه، أنا حاسه أن الماضي لسه مأثر عليه، حاسه أنه لسه قلبُه موجوع، بس أنا وللهِ بحاول، ومش عارفة أعمل معاه إيه اكتر من كده! اتكلم معاه يا يوسف، ولو وجوده في مصر مضايقه مُمكِن نسافر من بُكره لو حابب.
ابتسم وهز رأسه بتفهم:
– حاضر، هتكلم معاه، بس أنتِ متقلقيش ومتزعليش نفسكِ.
– حاضر.
– يلا أنا مضطر امشي دلوقتِ، وأنتِ خليكِ معاها النهاردة يا تالا.
– متقلقش، أنا هبات معاها النهاردة، روح أنت وخلي بالك من نفسكَ.
– حاضر.
سابنا ومشي فبصيت لطيفه ورجعت اعيط، تالا أخدتني في حُضنها وفضلت تهديني، كنت حاسه بشعور وحش أوي، حاسه أني فشلت في أني اداوي قلبُه، مبقتش قادرة افهمُه آخر فترة! المشاكل بينا بدأت تزيد، والخوف جوايا بيزيد أكتر.
مَر يومين وهو مش بيكلمني! حتى يوسف رافض يكلمُه، حاولت اتواصل معاه وللاسف قافل كل تليفوناته! روحنالُه البيت ورفض يشوفنا! كنت حاسه أنه في حاجة غلط، في حاجة كبيرة مضايقه سيف، يعني معقولة تكون البنت دي رجعت لحياتُه، أو معقولة رجع يحنلها مرة تانية! أفكار كتير سيئة كانت بتدور في دماغي، وأنا أكتر حاجة مبحبهاش أن حد يسيبني لدماغي! طلعت من النادي وقعدت تحت شجرة كبيرة وفضلت ببُص للفراغ وأنا مضايقة وبفكر فيه، منكرشِ أنه وحشني، وحشني أوي، يعني معقولة هونت عليه يغيب عني!! فُقت من شرودي على صوت جنبي:
– الجميل مضايق ليه ؟
– نور !!
– بصراحة كنت طالعة من التمرين لقيتكِ قاعده لوحدكِ، فقولت أشوفكِ، لو وجودي مضايقكِ أنا ممكن امشي.
– لا عادي اقعدي.
قعدت جنبي وقالت بهدوء:
– مالكِ؟ إيه إللى مضايقكِ.
ابتسمت وقُلت بحُزن:
– مفيش حاجة، أنا كويسة.
– مش باين عليكِ، سيف مزعلكِ ولا إيه؟
– يعني سوء تفاهم بسيط كده بينا.
– اممم، فريدة عاوزه أسالكِ سؤال بس ياريت متفهمنيش غلط، ممكن ؟
– أكيد اتفضلي..
– هو أنتِ مُتأكدة أن سيف بيحبكِ؟
– أنتِ قصدكِ إيه ؟
– احم، أنا مش قصدي اضايقكِ، بس بصراحة أنا مش مقتنعة أنه قدر ينسىَ حبيبتُه السابقة بالسهولة دي، يعني هو كان بيحبها بشكل مجنون، لدرجة أنه اتحدى كل الناس علشانها، يعني بصراحة أنا خايفه أنه يكون بيحاول يملئ فراغ وجودها بيكِ.
عيوني وسعت وحسيت بنار بتغلي جوايا، اتعصبت وبصيت لها:
– أنتِ بتقولي إيه ؟ كل الكلام إللي أنتِ بتقوليه ده مش صح!! سيف بيحبني وأنا وأثقة فيه، وبعدين البنت دي كانت صفحة وخلاص انتهت من حياتُه، والبنت دي لا يُمكِن ترجع لحياته تاني لأنها خلاص اتخطبت وأكيد زمانها عايشة حياتها، وحتى لو رجعت فهو مستحيل يرجعلها لأنه خلاص نسيها.
– وأنتِ إيه إللى مأكدلكِ أنه نسيها؟ مش يمكن لو رجعت لحياته تاني يرجع يحنلها، متنسيش أنها كانت حُبه الأول، وكانت بتحبُه وهو بيحبها.
اتعصبت وقُلت بإنفعال وصوت عالي:
– لو كانت فعلًا بتحبُه مكنتشِ سابتُه واختارت تبعد عنه في أكتر وقت هو محتاجلها فيه، مكنتشِ راحت اتخطبت لواحد تاني بعد انفصالهم بأسبوعين.
ملامحها اتحولت للضيق وقالت بحده:
– بس أنتِ متعرفيش ظروفها إيه! مش يمكن بعدت عنه غصب عنها!
ضحكت بسخرية وقُلت ببرود:
– الكلام إللى أنتِ بتقوليه ده كلام فاضي، لأزم تفهمي يا نور أن الحب ده مش مجرد كلام بنقولُه وخلاص، الحب أفعال، الحب محتاج ناس جريئة، محتاج ناس مُخلصين وعندهم صبر ومُستعدين يحاربوا كل الناس علشان إللى بيحبوهم، الحُب مش للضعفاء، وسيف عمل كل حاجة علشانها وهي مقدرتشِ كل إللى عملُه ومع أول تحدي هي سابتُه ومشيت، تقدري تقوليلي دي كانت بتحبُه إزاي، وبعدين أنتِ محموقه ومضايقة عليها أوي كده ليه؟! أنتِ تعرفيها.
سألتها بشك فأخدت نفس عميق وقالت:
–
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قلبي اختارك انت)