رواية بنات الحاره الفصل الأول 1 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره الفصل الأول 1 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره البارت الأول
رواية بنات الحاره الجزء الأول

رواية بنات الحاره الحلقة الأولى
في عمارة بسيطة جدًا، الصريخ كان جايب الحارة كلها.
بطة: هاتي الذهب يا بت!
نوارة: حرام عليكي، ده دهبي! يرضي مين إنك تاخديه علشان تساعدي بنتك؟
أحمد: مش أنا اللي جايبه، هاتي بقى!
نوارة: جايبهولي في شبكتي، هو ده اللي عندي، واللي فضل منه انت كل مرة تاخد حاجة!
بطة: هو إنتي هتعصي كلامي يا بنت المركوب انتي؟ هاتي بقى!
نوارة: يا شيخة، حرام عليكي! منك لله، تاخدي حاجتي علشان تديها لبنتك الحرباية؟ ربنا على الظالم والمفتري!
بطة راحت عندها، وأخدت علبة الذهب.
بطة: ربي الكلبة دي، لسانها طول عليا! والذهب ده حقي وحق ابني، فاهمة ولا لا؟
أحمد: ياما، هي حامل، مش خلاص أخدتي اللي إنتي عايزاه؟
بطة: قولتلك ربيها يا ولا…
راح أحمد مسكها من شعرها، ونزل فيها ضرب من غير شفقة ولا رحمة، وصوت بكاها مالي الحارة.
الناس اتجمعت على الباب وفضلت تخبط، راحت بطة فتحت الباب بكل برود.
دخلوا الناس، وراحت زينب تجري على نوارة، كانت سايحة في دمها.
بطة: خير يا جماعة، في إيه؟
حامد أبو زينب: إنتي اللي في إيه؟ صوتكم مسمع الحارة! عيب عليكي يا ولية، البنت دي يتيمة وإنتي مبهدلاها!
بطة: مراته ابني مش متربية، وابني بيربيها!
زينب: ابعد يا حيوان! البنت هتموت!
راحت بطة لزينب، و بعدتها بإيديها.
بطة: يلا برا! هي وكالة من غير بواب؟ برا يا أختي!
زينب: إنتي إيه؟ مش بني آدمه؟ حرام عليكي يا شيخة، هتروحي من ربنا فين؟
بطة: لمّ بنتك يا حامد، ولا أنت عارف إن دور الجمعية عليك، ومش هتشوف منه جنيه!
حامد راح عند بنته.
حامد: يلا يا أختي، ملناش دعوة.
زينب: هو إيه اللي ملناش دعوة؟ البنت سايحة في دمها!
أحمد: يلا برا، هي شوية وتفوق.
تدخلت أم رحاب.
أم رحاب: يا بطة، البنت قاطعة النفس يا أختي!
بطة: يوووووه بقى، هي قصة ولا إيه؟ البت عاملة علينا فيلم! هي أول مرة ولا إيه؟
الكل واقف يبص، واللي ابتدا يطلع.
حامد راح يجر زينب، خايف لا بطة تنفذ تهديدها، وهو مستني الجمعية دي علشان يجيب جهاز بنته.
زينب: حرام عليكم، حد يدخل! البنت هتموت! ذنبها في رقبتكم كلكم!
في اللحظة دي، دخل جمال الشقة لما شاف الناس واقفة.
جمال: في إيه؟
زينب: الحق يا باشمهندس! نوارة بتموت!
ابتدت نوارة تفوق وتعيط من الوجع.
جريت عليها زينب.
زينب: إنتِ كويسة؟
نوارة بأنين وصوت مش مسموع.
نوارة: أنا بموت… حسبي الله ونعم الوكيل.
زينب: لا يا حبيبتي، مش هتموتي إن شاء الله! عدوينك اللي يموتوا!
الحقني يا باشمهندس!
أحمد ماكنش قادر يشوف نوارة، نزل قعد على القهوة.
جمال راح شال نوارة.
بطة: على فين العزم إن شاء الله؟
جمال: على المستشفى، أوعي من سكتي!
زينب: أنا جاية معاك!
حامد مسكها من إيدها.
حامد: أقسم بالله لو اتحركتي لأقتلك!
جمال طلع من الشقة، والكل وراه، وراحت وراه زينب.
على باب مدخل العمارة، جمال بصوت عالي.
جمال: اشهدوا يا أهل الحارة!
نوارة، البت اليتيمة اللي جوزتوها لأحمد، اهي غرقانة في دمها بعد ما حماتها وجوزها ضربوها!
والراجل نزل قعد في القهوة!
إيه يا رجالة، نوديها المستشفى ولا نسيبها تموت؟
كل الرجالة استنكروا الوضع.
شيخ الجامع اتصدم لما شاف نوارة وهي قاطعة النفس.
شيخ الجامع: بسرعة على المستشفى! تعالي يا زينب معانا!
حامد: لا يا شيخ، بنتي مالهاش دعوة!
شيخ الجامع: دي صاحبتها! يا راجل، خايف من بطة ومش خايف من ربنا؟
جابوا عربية وطلعوا على المستشفى.
في نفس الوقت، كانت صفاء واقفة مستنية ريان.
ريان: معلش، اتأخرت عليكي.
صفاء: أنا كنت همشي!
ريان: الطريق كانت زحمة والله.
صفاء: انت كويس؟
ريان: هبقى كويس لما أعمل اللي في دماغي وأقف على رجلي.
صفاء: والله بدعيلك كل يوم.
ريان: صفاء، أنا عارف إنك مستحملة حاجات كتير علشاني، وإنك واقفة جنبي، بس أول ما أقف على رجلي هعوضك عن كل حاجة.
صفاء: كل اللي عايزاه أشوفك كويس وناجح، وإنك توفي بوعدك ليا.
ريان: والله يا حبيبتي، هتجوزك متخافيش، وعد مني، أنا بس الظروف جت عليا.
صفاء: طيب، خد المبلغ ده، ماشي بيه حالك لحد ما ربنا يكرمك.
ريان: انتِ كده بتهينيني، وأنا عارف ظروفك، مش عايز أجي عليكِ، أنا اللي لازم أديكي، مش العكس.
صفاء: أنا وانت واحد. أنا لازم أمشي، اتأخرت.
ريان: تعالي في حضني شوية، يا هدية ربنا ليا.
(أخذها في حضنه، وصفاء كانت طايرة من الفرح.)
فوق السطوح
(رحاب كانت قاعدة على نار ومش طايقة نفسها.)
(نورهان جات عندها.)
نورهان: في إيه؟
رحاب: شُفت زينب في العربية مع جمال!
نورهان: انتِ اتجننتي؟؟
رحاب: زي ما بقولك كده، أنا ما فهمتش، الحارة كانت واقفة على رجل!
نورهان: استني، هتصل بيها.
(نورهان تتصل بزينب، لكنها ما بتردش.)
نورهان: مش بترد؟
رحاب: رني تاني.
(صفية سمعت الموبايل بيرن.)
صفية: ألووو؟
نورهان: ألو، خالتي، هي زينب فين؟
(صفية تمصمص شفايفها بضيق.)
صفية: لا يا أختي، غارت في داهية.
نورهان: يعني إيه غارت في داهية؟
صفية: أخدتها شهامة يا أختي وورطتنا مع بطة صاحبة الجمعية.
اكشمني، ابنها—صلَّى على النبي—ضرب مراته، والباشمهندس جمال أخد البِت وهي غرقانة دم!
مو اللي شوفته، البِت مش حتطول… أهو راحوا بيها المستشفى.
نورهان: يا لهوي، يا لهوي!
رحاب: في إيه؟؟
نورهان: الحيوان ضرب نوَّارة! وزينب وجمال راحوا بيها المستشفى.
رحاب: شفتي أهل الحارة عملوا إيه في البت اليتيمة؟! الكل عارف إن الزِّفتة بطة وحشة، وابنها معندوش شخصية، وجوزوها له!
نورهان: ما هي كانت بتحبه…
رحاب: يقطع الحب وسنينه!
نورهان: طول عمرك قلبك جامد.
رحاب: أحسن ما أتجوز حد يبهدلني ويضربني، ولا أحب واحد أصرف عليه!
(قالت جملتها بعد ما شافت صفاء جاية عليهم.)
صفاء: تقصدي بكلامك إيه؟؟
رحاب: أقصد اللي فهمتيه! بقالك سنة ونص بتحبيه، قوليلي عملك إيه؟ لا اتجوزك، ولا خطبك، ولا حد أصلًا يعرف إنكم مع بعض، ولولا إنك اتفضحتي قدامنا، حتى إحنا صاحباتك خبيتي علينا!
لا، والحلوة بتصرفي عليه؟! قوليلي مستنية منه إيه؟ أو أصلًا تعرفي عنه إيه؟
صفاء: هو اللي طلب مني علاقتنا تكون في السر، وعنده ظروف،
في كل شارع ضلمة، في حكاية محبوسة جوه الصدر، وفي كل بيت قديم، في بنت بتحارب عشان تثبت إنها مش ضعيفة. الرواية دي ليكي، لو كنتي يومًا “نوارة” أو “زينب” أو “صفاء”… أو حتى لو كنتي رحاب، وشايفة الحياة من زاوية تانية.
“الظلم مش دايم… والمفتري بييجي عليه يوم ينكشف فيه قدام الكل.”
🌿 نصيحة نسرين:
لو اتظلمتي، ما تسكتيش. لو ضعيفة، ما تتهزيش. الدنيا بتدور، والحق دايمًا بيرجع.
الفصل 1
في عمارة بسيطة جدًا، الصريخ كان جايب الحارة كلها…
بطة : هاتي الذهب يا بت.
نوارة : حرام عليكي، ده ذهبي، يرضي مين إنك تاخذيه علشان تساعدي بنتك؟
أحمد : مش أنا اللي جايبه؟ هاتي بقى.
نوارة : جايبهولي في شبكتي، هو ده اللي عندي واللي فضل منه، إنت كل مرة تاخذ حاجة.
بطة : هو إنتي هتعصي كلامي يا بنت المركوب إنتي؟ هاتي بقى.
نوارة : يا شيخة، حرام عليكي! منك لله، تاخذي حاجتي علشان تديها لبنتك الحرباية؟ ربنا على الظالم والمفتري.
بطة راحت عندها، وأخذت علبة الذهب.
بطة : ربي الكلبة دي، لسانها طول عليا، والذهب ده حقي وحق إبني، فاهمة ولا لأ؟
أحمد : ياما، هي حامل، مش خلاص أخذتي اللي إنتي عايزاه؟
بطة : قولتلك ربيها يا ولا…
راح أحمد مسكها من شعرها ونزل فيها ضرب من غير شفقة ولا رحمة، وصوت بكاها مالي الحارة. الناس إتجمعت على الباب وفضلت تخبط، راحت بطة فتحت الباب بكل برود. دخلوا وراحت زينب تجري على نوارة، كانت سايحة في دمها.
بطة : خير يا جماعة، في إيه؟
حامد أبو زينب : إنتي اللي في إيه؟ صوتكم مسمع الحارة، عيب عليكي يا ولية، البنت دي يتيمة وإنتي مبهدلاها.
بطة : مراة إبني مش متربية، وإبني بيربيها.
زينب : إبعد يا حيوان البنت هتموت.
راحت بطة لزينب و بعدتها بإيديها.
بطة : يلا برا، هي وكالة من غير بواب؟ برا يا أختي.
زينب : إنتي إيه؟ مش بني آدمه؟ حرام عليكي يا شيخة، هتروحي من ربنا فين؟
بطة : لمّ بنتك يا حامد، ولا أنت عارف إن دور الجمعية عليك، ومش هتشوف منه جنيه.
حامد راح عند بنته.
حامد : يلا يا أختي مالناش دعوة.
زينب : هو إيه اللي مالناش دعوة؟ البنت سايحة في دمها.
أحمد : يلا برا، هي شوية وتفوق.
تدخلت أم رحاب.
أم رحاب : يا بطة، البنت قاطعة النفس يا أختي.
بطة : يوووووه بقى، هي قصة ولا إيه؟ البت عاملة علينا فيلم، هي أول مرة ولا إيه؟
الكل واقف يبص، واللي ابتدا يطلع. حامد راح يجر زينب، خايف لا بطة تنفذ تهديدها، وهو مستني الجمعية دي علشان يجيب جهاز بنته.
زينب : حرام عليكم، حد يدخل البنت هتموت، ذنبها في رقبتكم كلكم.
نسرين بلعجيلي
في اللحظة دي دخل جمال الشقة لما شاف الناس واقفة.
جمال : في إيه؟
زينب : الحق يا باشمهندس نوارة بتموت.
إبتدت نوارة تفوق وتعيط من الوجع، جريت عليها زينب.
زينب : إنتِ كويسة؟
نوارة بأنين وصوت مش مسموع.
نوارة : أنا بموت… حسبي الله ونعم الوكيل.
زينب : لا يا حبيبتي، مش هتموتي إن شاء الله، عدوينك اللي يموتوا. إلحقني يا باشمهندس.
أحمد ماكنش قادر يشوف نوارة، نزل قعد على القهوة.
جمال راح شال نوارة.
بطة : على فين العزم إن شاء الله؟
جمال : على المستشفى، إوعي من سكتي.
زينب : أنا جاية معاك.
حامد مسكها من إيدها.
حامد : أقسم بالله لو اتحركتي لأقتلك.
جمال طلع من الشقة والكل وراه، وراحت وراه زينب.
على باب مدخل العمارة، جمال بصوت عالي.
جمال : إشهدوا يا أهل الحارة، نوارة البت اليتيمة اللي جوزتوها لأحمد أهي غرقانة في دمها بعد ما حماتها وجوزها ضربوها، والراجل نزل قعد في القهوة، إيه يا رجالة، نوديها المستشفى ولا نسيبها تموت؟
كل الرجالة استنكروا الوضع.
شيخ الجامع إتصدم لما شاف نوارة وهي قاطعة النفس.
شيخ الجامع : بسرعة على المستشفى، تعالي يا زينب معانا.
حامد : لا يا شيخ، بنتي مالهاش دعوة.
شيخ الجامع : دي صاحبتها يا راجل، خايف من بطة ومش خايف من ربنا؟
جابوا عربية وطلعوا على المستشفى.
في نفس الوقت كانت صفاء واقفة مستنية ريان.
ريان : معلش إتأخرت عليكي.
صفاء : أنا كنت همشي
ريان : الطريق كانت زحمة والله.
صفاء : إنت كويس؟
ريان : هبقى كويس لما أعمل اللي في دماغي وأقف على رجلي.
صفاء : والله بدعيلك كل يوم.
ريان : صفاء، أنا عارف إنك مستحملة حاجات كتير علشاني وإنك واقفة جنبي، بس أول ما أقف على رجلي هعوضك عن كل حاجة.
صفاء : كل اللي عايزاه أشوفك كويس وناجح، وإنك توفي بوعدك ليا.
ريان : والله يا حبيبتي هتجوزك ما تخافيش، وعد مني، أنا بس الظروف جت عليا.
صفاء : طيب خد المبلغ ده، مشي بيه حالك لحد ما ربنا يكرمك.
ريان : إنتِ كده بتهينيني، وأنا عارف ظروفك، مش عايز آجي عليكِ، أنا اللي لازم أديكي مش العكس.
صفاء : أنا وانت واحد. أنا لازم أمشي اتأخرت.
ريان : تعالي في حضني شوية، يا هدية ربنا ليا. (أخذها في حضنه، وصفاء كانت طايرة من الفرح.)
فوق السطوح…..
(رحاب كانت قاعدة على نار ومش طايقة نفسها.)
(نورهان جات عندها.)
نورهان : في إيه؟
رحاب : شُفت زينب في العربية مع جمال؟
نورهان : إنتِ اتجننتي؟؟
رحاب : زي ما بقولك كده، أنا ما فهمتش، الحارة كانت واقفة على رجل.
نورهان : إستني، هتصل بيها.
(نورهان تتصل بزينب، لكنها ما بتردش.)
Nisrine Bellaajili
نورهان : مش بترد؟
رحاب : رني تاني.
(صفية سمعت الموبايل بيرن.)
صفية : ألووو؟
نورهان : ألو! خالتي، هي زينب فين؟
(صفية تمصمص شفايفها بضيق.)
صفية : لا يا أختي، غارت في داهية.
نورهان : يعني إيه غارت في داهية؟
صفية : أخذتها الشهامة يا أختي وورطتنا مع بطة صاحبة الجمعية. اكشمني ابنه بصلي على النبي ضرب مراته، والباشمهندس جمال أخد البِت وهي غرقانة دم. من اللي شوفته البِت مش حتطول… أهو راحوا بيها المستشفى.
نورهان : يا لهوي، يا لهوي!
رحاب : في إيه؟؟
نورهان : الحيوان ضرب نوَّارة وزينب وجمال راحوا بيها المستشفى.
رحاب : شفتي أهل الحارة عملوا إيه في البت اليتيمة؟ الكل عارف إن الزِّفتة بطة وحشة، وابنها معندوش شخصية، وجوزوها له.
نورهان : ما هي كانت بتحبه…
رحاب : يقطع الحب وسنينه.
نورهان : طول عمرك قلبك جامد.
رحاب : أحسن ما أتجوز حد يبهدلني ويضربني، ولا أحب واحد أصرف عليه.
(قالت جملتها بعد ما شافت صفاء جاية عليهم.)
صفاء : تقصدي بكلامك إيه؟؟
رحاب : أقصد اللي فهمتيه، بقالك سنة ونص بتحبيه، قوليلي عملك إيه؟ لا اتجوزك، ولا خطبك، ولا حد أصلًا يعرف إنكم مع بعض، ولولا إنك اتفضحتي قدامنا، حتى إحنا صاحباتك خبيتي علينا. لا، والحلوة بتصرفي عليه، قوليلي مستنية منه إيه؟ أو أصلًا تعرفي عنه إيه؟
صفاء : هو اللي طلب مني علاقتنا تكون في السر، وعنده ظروف، وأنا فاهمة ده ومتقبلاه. وبعدين إحنا بنحب بعض، ولو ساعدته مفيهاش حاجة، أي ست أصيلة بتوقف جنب جوزها.
رحاب : أهو انتي قولتي “جوزها” إنتي بقى واقفة جنبه ليه؟
صفاء : ما تخلينيش أندم إني بحكي لكم كل حاجة، هو قاللي إني ماعرفش حد عننا.
رحاب : عارفة ليه؟ لأنه عارف إنك غبية وعلى نياتك، وخايف إننا نفتح عينيكِ. أنا مش ضد إنك تحبي وتتحبي، بس بالعقل. إنتي مديه له وقتك، واهتمامك، وفلوسك، وتفكيرك. يا بت، بصي على نفسك في المراية، إنتي حلوة وتستاهلي أحسن منه، بتشتغلي ورديتين عشان مصاريفك وتساعدي أبوكي، اللي كان ضد إنك تشتغلي أصلا، بس نقول إيه… مراية الحب عامية. إوعي يا بت تكوني متجوزاه عرفي؟؟
صفاء : لأ طبعًا.
نورهان : إهدي عليها يا رحاب.
رحاب : والله صعبانة عليا، أنا من زعلي عليها باتكلم.
(صفاء سرحت في كلام رحاب و هي من جواها عارفه إنه صح، بس هي بتحبه.)
بطة لبست عبايتها وأخذت الذهب وراحت لبنتها كأنّي اللي في المستشفى مالهاش قيمة ولا أهمية. هي أصلًا اختارتها تبقى مرات إبنها علشان عارفة إنه مالهاش سند وتبقى تحت إيديها تعرف تسيطر عليها. جابت الشبكة بس قدام أهل الحارة علشان يعرفوا إنها بنت خير وإن معاها فلوس، والكل يديها هيبة. هي عارفة إن ابنها مش بتاع مسؤولية، بس كانت عايزة تجوّزه علشان يتعدل، ومعملتش حساب إنها هتبهدل بنت الناس اليتيمة اللي ملهاش ذنب.
(خبطت الباب)
تحية فتحت الباب وهي لسه نايمة.
بطة : ناموسيتك كحلي؟
تحية : في إيه يا ما؟
(بطة طلّعت علبة الذهب)
تحية : الله عليكي ياما، هي إدّتكُم الذهب بسهولة؟
روايات نسرين بلعجيلي
بطة : بنت الرفضي بجحت فيّا وقالت إن ده حقها.
تحية : كسر حقها بنت الملاجئ بقت هي كمان تقول رأيها. حكم!
بطة : بس أخوكي إدّاها العلقة اللي هي.
تحية : يا نهار إسود! البت حامل.
بطة : ربنا يستر، أهي شكلها هتسقط، أخوكي باين كان معبّي منها، ده مصدّق نزل فيها ضرب.
تحية : ياما، هو انتي واعية للي بتقوليه؟
بطة : عارفة البت المفعوصة زينب فرّجت عليا الناس، هي والواد المهندس، وأخذوها المستشفى.
(تحية وقفت)..
تحية : يا ما إنتي ناسية إنك وعدت شيخ المسجد إنك تحطيها في عينيكي؟ البت مسكينة وساكتة.
بطة : الله الله، من إمتى الحنية دي؟
تحية : لا حنية ولا حاجة، أنا بس خايفة عليكي. هاتي بقى الذهب، وعندي ليكي طلب صغير قد كده.
بطة : قولي يا بنت بطني.
تحية : عايزاكي تقبضيني الجمعية الشهر اللي جاي، محتاجة الفلوس أوي.
بطة : امممم، هو دور حامد، بس بعد اللي عملته بنته مالوش عندي حاجة… ماشي. يلا فوتك بعافية، أروح أشوف البت اللي في المستشفى.
في المستشفى كانت زينب عاقدة على أعصابها وخايفة. جمال واقف وعينيه عليها. كانوا بعض الرجالة في الحارة واقفين.
شيخ المسجد : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حسن شاب ابن بلد ميكانيكي في الثلاثينات، درس ميكانيكا وشغال في الورشة مع أبوه.
حسن : قولتلك إن الولد مش مظبوط، والبنت يتيمة.
شيخ المسجد : أستر يا رب، مش عايز أشيل ذنبها.
حسن : بص يا عم الشيخ، البت لو حابة تكمل معاه، تعمل قعدة عرب وتفهم أمّه وابنها، تحط البت في عينيها، ولو نوارة عايزة تطلق، تطلقها منه.
جات بطة.
بطة : سلام عليكم.
شيخ المسجد : وعليكم السلام، الحمد لله على السلامة. هي اللي جوه بين الحياة والموت، مش مرات ابنك وحاملة في حفيدك؟
بطة : في إيه؟ مستلمني كده ليه؟
زينب : تعرفي إنك ست مفتريّة؟
بطة : في إيه يا بت، يا اللي ما شفتيش بي ربع جنيه تربية؟
حسن : مش وقته الكلام ده.
بطة : طمّنوني عليها.
حسن : لسه في العمليات.
بطة : يا حوستي! عمليات؟
زينب : لو نوارة جرالها حاجة، إنت السبب وذنبها في رقبتك، إنت وابنَك.
الدكتور طلع..
زينب : طمّنا يا دكتور.
الدكتور : للأسف، حالة المريضة جات بعد ما نزفت كثير وكان عندها سكر وفقر دم، شكلها ماكنتش متابعه الحمل. وبعد الضرب اللي في جسمها…
بطة : نطقت بسرعة، ضرب إيه يا دكتور؟ البت صاغ سليم، وقعت من طولها بس.
حسن : هي بقت كويسة؟
الدكتور : للأسف، حاولنا ننقِذ الجنين والأم، بس قضاء الله وجب. البقاء لله.
زينب صرخت صرخة زلزلت المستشفى وأغمى عليها.
“اللهم اجبر خواطرنا جبرًا يليق بكرمك، وبدّل أحزاننا فرحًا، وازح عنا من يؤذينا ولا نعلم، وقرّب إلينا من في قربه خير لنا.”
*****************************
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنات الحاره)