روايات

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السادس 6 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السادس 6 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائيه في دائرة الرفض البارت السادس

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الجزء السادس

استثنائيه في دائرة الرفض
استثنائيه في دائرة الرفض

رواية استثنائيه في دائرة الرفض الحلقة السادسة

قبل ما يستوعب وجودها قدامه، لقاها بتفتح الباب اللي جنبه وتقعد بكل بساطة، بصلها بذهول وقال بحدة
“مين سمحلك تفتحي عربيتي وتدخلي تقعدي؟”
ردت بمنتهى الهدوء وهي بتبص قدامها
“محدش.”
قال بغضب وهو بيفتح باب العربيه جنبها بعنف
“وركبتي ليه لما هو محدش؟ انتي عبيطة؟”
قالت وهي بتعدل قعدتها وبتقفل الباب اللي فتحه
“عايزاك توصلني مشوار وندردش شويه.”
اتنهد وهو بيبصلها كأنها كارثة نزلت عليه وقال
“ليه؟ هو أنا كنت السواق بتاعك؟”
ردت بسرعة وهي باصه قدامها
“لو كنت السواق بتاعي، كنت ركبت ورا مش قدام، إيه، مش هتتحرك؟”
قال بعند وهو لسه ماسك الدريكسيون من غير ما يحركه
“لاء طبعًا مش هتحرك، انتي تنزلي دلوقتي حالًا من عربيتي.”
قالت وهي بترفع حاجبها باستفزاز بسيط
“ولو منزلتش؟”
قال وهو بيجز على أسنانه
“أنا مش عايز أتعامل معاكي بأسلوب مش كويس.”
ردت بمنتهى البرود
“طيب يلا اتحرك بقا، عايزه ألحق أروح مشواري.”
قال بعصبية
“أنا مالي بمشاويرك أنا؟ روحي مشاويرك بعيد عني.”
قالت وهي بتبتسم لنفسها
“مالك إزاي بقا؟ أنا عايزاك معايا، محتاجة رأيك طبعًا، مش يلا؟ عايزة ألحق أرجع علشان أدي يونس المسكن.”
فضل ساكت شوية، بص قدامه، مش عارف يتصرف، واضح عليه الارتباك… يعمل ايه معاها
قالت بصوت خافت بعد ما ميلت عليه شويه
“يلا، بلاش تردد.”
اتنهد وقال بجمود
“وأنا مش هتحرك غير لما تنزلي… أنا مالي بيكي اصلا ؟”
قالت وهي بتبصله بهدوء لكن عينيها فيها لمعة حزن مش واضحة
“عايزة أتكلم معاك شوية… ولا دي كمان ممنوعة؟”
سكت تيم، عينيه راحت على المفتاح… وبعدين على الطريق… وبعدين عليها.
لف المفتاح، والعربية اشتغلت.
قالت فريدة وهي بتبص قدامها
“برافو… ولد مهذب”
خرج تيم من المنطقة، والصمت كان مالي العربية،
فريدة كانت قاعدة عينيها على الطريق، لكن عقلها مشغول بيه، بيه وباللي شافته من أول يوم دخلت فيه البيت ده.
قطعت الصمت بصوت هادي لكنه فيه نغمة استغراب
“إنتوا عيلة غريبة جدا بالنسبالي… يعني أول مرة أشوف عيلة زيكوا، إزاي حياتكوا كلها صنف واحد بس من البشر؟ دي حاجة غريبة جدًا بالنسبالي.”
سكتت لحظة، وبعدين كملت، نبرتها بقت أهدى لكن فيها مرارة خفيفة
“والأغرب… عدائك ليا بالرغم إني معملتش حاجة ليك. يعني… أنا مش عارفاك أصلاً، ولا إنت تعرفني.”
تيم كان سايق بصمت، ملامحه جامدة كأنه مش سامعها، بس ضيق عينه البسيط وطريقة ضغطه على الدريكسيون قالت كل حاجة… هو سمعها، بس فضَّل الصمت
قالت فريدة وهي بتبص قدامها ونبرتها مش خالية من التهكم
“يعني يونس وإنت أبعد ما تكونوا عن الإخوات، مش فاهمة بيتكوا ده، ده غير إنه في آخر الدنيا حرفيًا، كل حاجه غريبه عندكوا”
رد تيم وهو بيزفر بزهق واضح
“انتي مش بتفهمي، فهُوَفّر كلامي أحسن.”
فريدة رفعت حاجبها وقالت بنبرة متحدية
“بقى أنا مش بفهم؟ وهتوفّر كلامك؟ على فكرة أنا ممكن أضايقك دلوقتي وأبهدل عربيتك دي، فبلاش تتحداني”
بصلها تيم ورفع حاجبه بنظرة كلها تحدي، فقالت بسرعة وهي بتشاور بإيدها
“إنت اللي بدأت.”
قال بحدة وهو مركز في السواقة
“أنا منسيتش اللي عملتيه امبارح في أوضتي.”
قالت بنبرة فيها غيظ واضح
“بالرعب اللي عيشتني فيه يومين ده؟ حقي، أقل حاجة أعملها فيك.”
رد بجفاف
“انتي ملكيش أي حق في بيت إنتي مش مرغوبه فيه.”
رفعت صوتها سنة وقالت
“ومين اللي مش راغب وجودي؟ إنت؟!”
رد من غير ما يبص ليها
“ومش أنا لوحدي… ماما نفسها مستحيل تتقبلك، ولو أنا مش عايزك تكوني موجودة، فده حماية ليكي من ماما، هي الشخص الوحيد اللي مسيطر على البيت وكلامها اللي بيمشي، وجودك مؤقت لبعد يومين مثلا، لما ترجع هتعرفي قصدي، ده لو فضلتي أصلًا.”
فريدة بصتله باستغراب وسألته
“طيب… مامتك عرفنا إنها مش عايزة أي بنات عندكم وهيا اللي حطت القوانين دي، وانت؟ إيه السبب؟ سالي بتقول إن عندك فوبيا… هل دي حقيقة؟”
رد ببرود
“سالي تقول اللي هي عايزاه… لكن أنا اللي أقرر.”
سألته مباشرة
“وانت مقرّر إيه؟”
قال بجمود
“دي حاجة متخصكيش، ركّزي في شغلك وبس.”
ردت وهي بتحاول تحافظ على هدوئها
“أنا عايزة أفهم… إنت ليه عايزني أمشي؟ إنت كـ تيم، ليه مش متقبلني؟ إيه السبب؟ لو قلتلي السبب الحقيقي، همشي دلوقتي ومش هرجع أبدًا.”
وقف العربية على جنب، وبصلها من غير أي تردد وقال
“أنا حر… مش قابلك، عادي، لما حد يكون مش قابلك، بتسأليه عن السبب؟ عدم قبول كده بالظبط.”
فريدة بصتله بثبات وقالت
“أنا متأكدة إن مش ده السبب، إنت هاجمتني قبل حتى ما تشوفني، أنا عارفة ده كويس.”
تيم سكت لحظة، وبعدين غير الموضوع فجأة، كأنه بيهرب من كلامها
“إنتي رايحة فين؟”
قالت بنبرة غامضة وهي بتبص قدامها
“هتعرف لما نوصل.”
رفع حاجبه، وبصلها من طرف عينه بريبة
“هو في إيه؟ رايحة فين؟”
قالت وهي بتحاول تبان عادية
“مشوار بسيط، خمس دقايق مش هطول”
رد بتهكم
” اتمنى، انا مالي ومال القرف ده”
بصتله من فوق لتحت وقالت
” مكانش مشوار هو ”
وصلوا قدام أتيليه كبير، وقف تيم العربية وبص للمكان باستغراب وقال
“ده؟!”
هزت فريدة راسها وقالت بهدوء
“آه… مش هتنزل معايا؟”
رفع حواجبه وقال بتهكم
“أنا؟! وانا مالي؟”
قالت وهي بتفتح باب العربية
“انزل وهقولك مالك دلوقتي.”
رد وهو لسه قاعد مكانه
“لما أفهم الأول!”
ردت وهي بتنزل وتلف حوالين العربية
“يلا يا تيم اخلص، ولا نسيت؟ تلاقيك مش عارف ده إيه أصلاً، حياتكوا كلها بِدل أكيد، بس ده رجالي كمان علفكره؟”
نزل من العربية بضيق وقال
“بطّلي استظراف.”
قالت وهي داخلة الأتيليه وبتضحك
“موعدكش”
دخل وراها، والبنت اللي شغّالة في المكان رحّبت بفريدة بابتسامة، فريده طلبت منها حاجه راحت تجيبها
تيم فضل واقف، باصص حواليه باستغراب، واضح عليه عدم الارتياح.
بصلها وقال
“وبعدين؟ عايزة إيه؟”
ردت وهي بتبصله بهدوء
“كتب كتاب صاحبتي بعد بكرة، ولسه مجبتش فستان، وكنت محتاجة رأي حد… زيك مثلًا.”
عيونه وسعت بدهشة وقال
“أنا؟! انا؟!”
قالت ببساطة
“أيوه، محتاجة حد يقولي الفستان لايق ولا لاء، وقلت أستغل وجودك، اهو يبقى ليك لازمه حتى”
قال وهو بيحط إيده في جيبه
“يعني أنا بقيت بتاع فساتين على اخر الزمن؟”
ردت وهي بتمسك فستان أول ما البنت جابته
“لاء، حد رأيه مختلف… وده اللي محتاجاه.”
فضل ساكت، واضح إنه مش مقتنع بس فضوله خلاه يفضل، وهيا دخلت جوه علشان تقيّس أول فستان…
فريدة دخلت غرفة القياس ومعاها فستان لونه أحمر أنيق، قماشته ناعمه وبينحني على الجسم بنعومة، تفاصيله بسيطة لكن فيها لمسة أنوثة طاغية،لبسته ووقفت قدام المراية، فكت شعرها الطويل اللي نزل على كتفها بانسيابية، وحطت روج نفس لون الفستان
خرجت بخطوات هادية وواثقة، أول ما طلعت من الباب كان تيم واقف بره، زهقان وواضح عليه الملل، إيده في جيبه، وعينه مشغولة بالسقف، لكنه أول ما لمحها، وقعت عينيه عليها.
فضل باصصلها، عينه اتحركت بتأنّي من فوق لتحت بانبهار خافي
فريدة وقفت قدامه وسألته بابتسامة بسيطة، شبه خجولة
“ها؟ إيه رأيك؟”
سكت لحظة، وبعدين قال بجفاف مصطنع
“واضح إنه… فستان.”
ضحكت وقالت بسخريه
” بجد والله، مش عارفه لو مقولتش أنه فستان كنت عرفت منين، ده راي ده بالذمه؟”
رفع حاجبه وقال
“أهو حاجة بتتلبس، لونه أحمر، وغالي شكله.”
قالت بضحكة خفيفة
“يعني موافق؟ عجبك”
قال بنبرة باردة مصطنعة
“انتي اللي رايحة كتب كتاب، مش أنا، اختاري اللي يريحك.”
ضحكت وقالت
“بس قولت آخد رأي حد دمه ناشف.”
قال وهو بيحاول يبعد عينه عنها
“شكلك… معقول.”
قالت وهي بتكتم ضحكتها
“ده أحسن كومبليمنت منك؟ شكلي معقول؟ بجد والله؟!”
مردش، بس ملامحه لانت، كأنه مش عايز يعترف إنه فعلاً اتأثر، أو إن شكلها عجبه.
قالت وهي داخله تاني تغير هدومها
“طيب استناني، هجرب فستان تاني… بس متزهقش.”
رد بسرعة من وراها
“اتأخري، يمكن أمشي.”
قالت من جوه
” مش هتقدر، بالرغم من برودك ورخامتك بس متعملهاش”
ضحك رغماً عنه، بس بسرعة اخفى ضحكته
رجعت فريدة لجوة، الضحكه لسه مرسومة على شفايفها
بعد دقايق، الباب اتفتح تاني بهدوء… وطلعت فريدة.
المرة دي كانت لابسة فستان تاني، طويل، لونه نبيتي غامق، قماشته من حرير مطفي، وبينسدل بانسيابية على جسمها، فيه فتحة صغيرة في الكتف، ولمعة خفيفة على أطراف القماش، بتدي إيحاء بالوقار والجاذبية في وقت واحد.
شعرها لسه سايب، بس المرة دي لفته على ناحية واحدة، وسابت خصلة ناعمة تنزل على خدها، ملامحها كانت هادية، لكن في عينيها لمعة واثقه…
تيم بصلها، سكت، بس نظرته كانت بتتكلم، ثابتة، متفحصة، وفيها حاجة شبه الذهول، بس بيقاومها بعناده المعتاد.
فريدة رفعت حواجبها وقالت بنبرة خفيفه
“طب ده أحلى؟ ولا الأول؟”
اتردد لحظة، وبعدها قال بنبرة حاول يخليها عادية “اللي يريحك، الاتنين… مختلفين.”
قالت وهي بتعدل طرف الفستان بإيدها
“بس رأيك انت ايه، عايزة أبقى مميزة في اليوم ده.”
قال من غير ما يبصلها بصوت خافت
“هتبقي مميزة… أكيد.”
سكتت لحظة، وبعدين ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت ” هشوف التالت”
رجعت تاني بعد شوية، بس المرة دي كانت لابسة فستان مختلف تمامًا، لونه بينك فاتح هادي، بسيط في تصميمه بس في منتهى الأناقة، الجزء العلوي من الدانتيل الناعم، بأكمام شفافة طويلة، والجزء السفلي نازل ناعم لحد الأرض، بيتموج مع كل خطوة بتخطيها
شعرها لسه مفكوك، بس لمّته كله على جنب واحد، والروج اتحول للون وردي ناعم زادها رقة، ملامحها كانت هادية، بس في عينيها نظرة منتظرة… منتظرة رد فعله.
تيم كان واقف في نفس المكان، بيقلب في موبايله، لكن أول ما سمع خطواتها ورفع عينه، سكت، فضل باصصلها، مش قادر يخفي الدهشة ولا الانبهار اللي ظهر في نظرته من غير ما يقصد.
فريدة وقفت قدامه، وقالت بنبرة أخف من الأول، فيها حاجة شبه الخجل
“ده أحلى ولا التانيين؟”
اتأخر في الرد، كأنه بيحاول يلم أفكاره، وقال بعد ثواني
“ده… شكله مختلف.”
قالت وهي بتعدل خصلتين من شعرها
“يعني عاجبك؟”
قال وهو بيحول نظره بعيد عنها
“يعني… شكله لايق اكتر”
ابتسمت بخفة وقالت
“عرفت أختار برضو، ها؟”
قال بنبرة متعمدة تكون باردة، بس نبرته كانت أهدى من العادة
“مش وحش.”
قالت وهي راجعة ناحيه المرايا
“لو ده وصفك لما تعجبك حاجة، فده يعتبر مدح.”
فضل ساكت، مش بيرد، بس عينيه مسابتش انعكاسها في المراية، كانت كل مرة بتدخل بيها بتبهره، شكلها فعلا مميز
دخلت تجرب الفستان الأخير، وقالتله قبل ما تدخل
“فاضل واحد، ووقتها هشوف إيه أكتر حاجة عجبتك.”
اكتفى بهز راسه، مش قادر يرد بكلمة، يمكن علشان ميبانش عليه إنه منتظر يشوفها.
عدت دقايق وبعدها خرجت
ولما خرجت…
وقف مكانه، مترقب
كانت لابسة فستان أسود، بسيط بس فيه فخامة. قماشته ناعمه، مفتوح من تحت شويه، وفيه كم واحد بنص، تفاصيله تحفه، كأن كل تفصيلة فيه اتفصلت على قدها.
لامه شعرها فوق بشكل غير متكلف، فيه شياكة وفيه عفوية، ومن غير ما تقصد، شكلها كان حلو بغباء.
تيم عينيه اتعلقت عليها، كأنها لوحه مش حقيقه
فريدة رفعت حاجبها لما شافته ساكت وقالت بنعومة فيها دلال
” عجبتك؟!
بلع ريقه بصعوبة، قال من غير تفكير
“ده.”
سألته
“يعني ده اللي عجبك أكتر؟”
هز راسه ببطء، وقال بصوت أخفت من العادة
“أكتر من اللي كنت متوقعه بصراحه.”
ضحكت وقالت وهي بتلف قدام المراية
“يبقى كده خلاص… هو ده”
تيم بلع ريقه، وبص بعيد عنها لحظة، كأنه بيحاول يلم نفسه، وبعدين رجع يبصلها وقال بصوت فيه توتر مش ظاهر، لكنه واضح في نبرته
“لاء”
سكتت لحظة، وبعدين قالت بنفس الهدوء
“ليه لاء؟”
خد نفس قصير، وقال بسرعة
“مش لمناسبة زي دي… بلاش.”
قالت بنبرة أهدى، وبصوت فيه لمعة بسيطه من التحدي
“بس هو عاجبني جدًا.”
بصلها تاني، وكأنه بيقاوم تأثيرها وبيحاول يرجع لنفسه
“اللي قبله أحلى… ده ملفت أوي، بلاش.”
ابتسمت وقالت ” ده رايك يعني؟!”
هز راسه فقالت ” يبقي اللي قبل ده”
فريده دخلت تغير هدومها وخرجت وهيا شايلة الفستان اللي اختارته في إيدها، قربت من الكاونتر وادته للبنت وقالت وهي بتفتح شنطتها
“تمام كده، قوليلي الحساب كام؟”
البنت ابتسمت وقالت وهي بتبص في الشاشة
“الدفع تم خلاص… الفاتورة طلعت باسم الأستاذ.”
فريدة وقفت في مكانها، لفّت ببطء ناحية تيم اللي كان واقف على جنب حاطط إيده في جيبه، وبيبص لها بنظرة ولا كأن في حاجة حصلت.
قالتله وهي مبحلقة فيه
“يعني إيه الدفع تم؟!”
رد من غير ما يرمش حتى
“يعني خلصنا… مفيش داعي للكلام.”
قالت بحدة وهي واقفه قدامه
“لا، في داعي جدً، أنا اللي جايبة الفستان، يعني أنا اللي هدفع.”
رد ببرود
” مستنيكي بره”
خرج وركب عربيته، اتنهدت وخرجت وراه، ركبت جنبه ومدت إيدها وطلعت الفلوس من شنطتها بسرعة، بس هو بص للفلوس كأنها ورق فاضي وقال
“حافظي عليهم… يمكن تحتاجيهم وأنتي راجعة البيت اللي في اخر الدنيا ”
قالت وهي بتشد نفسها أكتر
“مش بحب حد يصرف عليا، فلو سمحت”
قال بهدوء
“وأنا مش بحب أسيب واحدة… مهما كانت، تحاسب قدامي.”
اتحرك بالعربيه وهيا كانت متضايقه، بعد شويه قطعت الصمت وقالت بنبرة خفيفة
“ممكن تنزل تجيبلي مايه؟ عطشانة جدًا.”
بص قدامه وهو ساكت، وبعد ثانيتين ركن على جنب قدام سوبر ماركت صغير وقال
“ماشي، استني.”
نزل بهدوء، دخل السوبر ماركت، وهي في اللحظة دي فتحت التابلوه بهدوء، طلعت الفلوس اللي كانت ناوية ترجعهاله، وحطتها جوه التابلوه وقفلته تاني كأنها معملتش حاجة.
رجع بعد دقايق بسيطة، فتح الباب وركب، معاه كيس صغير فيه حاجات اداهولها
مدّت إيدها تاخد المايه، وبصت في الكيس كان في عصاير كمان قالت بزهول
“إيه ده؟! أنا طلبت مايه بس!”
بصلها وهو بيقفل الباب وقال ببساطة
“وفيها إيه؟ جبت عصير كمان… يمكن تحبي.”
قالت وهي بتبصله باندهاش
“أنا قولتلك مايه… مش هموت من العطش يعني للدرجادي”
رفع حاجبه وسألها
“وهو العصير في قانون بيمنع نشربه؟! ”
ساق تيم العربية بصمت، وشغل مزيكا خفيفة في الخلفية كانت عاملة جو مريح شوية… الجو بينه وبين فريدة فيه هدوء متوتر
فريدة فضلت تبص من الشباك، وبعد لحظة قالت وهي لسه عينيها على الطريق
“هو غريب… إنك تكون شخص متحفظ أوي كده… وفى نفس الوقت، لما بتقرر تساعد، بتعمل ده من غير ما تبين أي مشاعر.”
بصلها تيم بسرعة، وبعدين رجع يبص للطريق وقال بنبرة هادية
“وإنتي غريبة إنك مش بتسكتي أبدا… حتى في لحظة هدوء لازم تطلعي منها بكلام.”
ضحكت وهي بتعدل شعرها
“دي طريقتي… بتعامل مع الناس بالكلام، بس إنت واضح إنك بتتعامل بالصمت.”
قال بسخرية خفيفة
“الصمت أذكى كتير من الكلام أوقات.”
قالت
“بس مش أدفى.”
سكت فكملت
“وبعدين… مش لازم تكون كل حاجة فيها حسابات وعقل، ساعات الكلمة الطيبة بتفرق، حتى لو كانت صغيرة.”
قال وهو بيهدي السرعة شوية
“أنا مش طيب… ومش بقول حاجات ملهاش لازمة.”
قالت وهي بتبصله بتركيز
“بس ساعدتني أختار فستان، ودفعت الحساب، وجبت عصير، رغم إني طلبت مايه… وكل ده من غير ما تبرره بكلمة، يبقى إنت مش زي ما بتحاول تبان.”
رد وهو بيوقف العربية قدام بوابة الفيلا
“دي مش طيبه، دي اساسيات عادي، أو واجب، سميها زي ما تحبي”
قالت وهي بتفك حزام الأمان وبتبتسم
” مش قادره افهمك، بس اللي متأكده منه انك مش وحش ابدا، لذيذ وتتحب ”
بصلها لحظة، لكنها فتحت الباب ونزلت بسرعة، كأنها كانت عايزة تهرب قبل ما تسمع ردّه أو حتى يبصلها أكتر.
وقف لحظة مكانه… وبعدين قال بصوت واطي وهو لسه ماسك الدريكسيون
“يا ريت أعرف أهرب زيك…”
طلعت فريدة فوق بهدوء، وأول ما فتحت باب أوضة يونس، لقت نظرته متعلقة بيها، رفع حاجبه وسألها بنبرة فيها تساؤل وعتاب
“كنتي فين كل ده؟”
فريدة سكتت لحظه، فكرت ترد بإيه، بعدين قالت ” كنت بجيب حاجات من الشارع نقصاني”
يونس بصلها باستغراب وهو بيعدل نفسه على السرير وقال
” كنتي بعتتي حد يجبلك اللي محتاجاه”
ردت وهي بتحضر الحقنه
“بحب اجيب حاجتي بنفسي ”
خدت نفس وهي بتقربله وبتحط الحقنه في الكانيولا وقالت بنبرة خفيفة
” ارتاح شويه، شكلك مرهق وتعبان ”
يونس غمض عينيه بألم واستسلم للنوم
يوم كتب الكتاب، اليوم كان هادي وبسيط، فريده مع يسر في اوضتها في البيت، كل حاجه بسيطه جدا، مفيش ميكب ارتيست مفيش حد غير يسر وفريده ومعاهم ياسمين قاعده بعيد شويه بتبرد ضوافرها كان في توتر واضح على يسر، فريدة كانت قاعدة جنب يسر، بتحاول تهديها بلُطف وهي ماسكه ايديها، يسر وشها كان مشدود، بتعض شفايفها ومش قادرة تركز في حاجة حواليها بالرغم من فرحتها بس كانت متوتره
قالت فريدة بهدوء وهي بتبتسم
“مش معقول كده يا يسر، ده يومك، خليكي هادية شويه، ده مش امتحان.”
يسر أخدت نفس عميق وحاولت تبتسم، بس عينيها فضلت تلمع من التوتر
“مش قادرة… مش مستوعبة إن النهاردة فعلاً اليوم ده، حاسة إن في مليون حاجة ممكن تبوظ.”
ياسمين قالت بنبرة فيها لمحة سخرية وهي بتبصلها
“هو كتب كتاب مش حفلة ملك إنجلترا يعني، مفيش داعي للدراما دي كلها.”
فريدة بصتلها بسرعة، لكنها فضلت محافظة على هدوئها، رجعت تبص ليسر وقالت بلُطف
“سيبيك من الكلام ده، كل حاجة هتمشي زي ما انتي مخططة، وكلنا معاكي.”
ردت وهي بتحاول تضحك
“أنا بس خايفة يحصل حاجة تعكنن عليا، أنا متوترة من غير سبب.”
ياسمين اتكلمت تاني، المرة دي بنبرة أهدى
“انتي بس بتكبرى المواضيع، كتب كتاب عادي في البيت يعني، مش اول واحده تتجوز”
فريدة لمحت الضيق في كلام ياسمين، وقررت تغير الموضوع بسرعة، قالت وهي بتقف
“يلا نقوم نجهز شعرك، لازم تخلصي بدري علشان نلحق نصور صور حلوة قبل الزحمة.”
يسر قامت ببطء، لسه في نغزة قلق جواها، وفريدة حطت إيديها على كتفها وقالت بابتسامة
“أنا معاكي، مش هسيبك لحظة.”
موبايل ياسمين رن فجأة، الصوت قطع الكلام اللي كان داير في الأوضة.
يسر بصتلها وسألت ببساطة
“مين؟”
ياسمين اتوترت جدًا، نظرتها اتغيرت وقالت بسرعة وهي بتحاول تخبي ارتباكها
“واحدة صاحبتي… هخرج أرد.”
خرجت من الأوضة وقفلت الباب وراها، قلبها بيخبط في صدرها، وبصت على الاسم
ردت وقالت بصوت واطي فيه قلق
“نعم؟”
جالها صوته من الناحية التانية، صوته هادي وهو بيقول
“انتي كويسة؟”
قالت وهي بتحاول تسيطر على صوتها المرتعش
“هبقى كويسة ازاي وكتب كتابك على أختي النهاردة؟”
قال بسرعة، وكأنه بيحاول يلحق حاجة بتضيع منه
“ياسمين… أنا بحبك انتي… وانتي عارفة ده.”
ضحكت ضحكة قصيرة مليانة قهر وقالت
“آه طبعًا… عشان كده اتجوزت أختي!”
قال بسرعه
“انتي عارفة إن ده غصب عني، وإن قلبي معاكي من الأول… أنا بحبك انتي، مش هي.”
قالت بصوت واطي بس فيه غضب مكبوت
“وعايز إيه يعني؟ دلوقتي خلاص، انتهى الموضوع.”
قال
“انتي اللي كلمتيني يوم الخطوبة، وقلتيلي انك مش قادرة تنسيني، افتكري.”
سكتت لحظة، وبعدين قالت
“اليوم ده عدى خلاص، والنهاردة كتب كتابك.”
رد بنبرة فيها إصرار
“وأنا مش عايز كتب الكتاب ده، عايزك انتي.”
قالت بدهشة
“قصدك إيه؟”
قال ببطء، كأن كل كلمة فيها قرار
“يعني لو انتي طلبتي مني مجيش، مش هاجي. قدامك حلين، يا تيجي انتي ونهرب سوا وهتجوزك بعيد عن الكل ، يا إما هاجي كتب الكتاب، ووقتها هتضطري تحضري فرحي على أختك.”
سكتت، صوت أنفاسها بس هو اللي باين، وبعدين قالت بارتباك
“مش هينفع أهرب معاك… انت بتهزر؟”
قال بنبرة أهدى بس حاسمه
“شايفة حل تاني؟ الخيار في إيدك.”
قالت بصوت مهزوز
“مش عارفة…”
قال
“يبقى فهمت، سلام يا ياسمين.”
قالت بسرعة وهي بتحاول توقفه
“لاء! لاء، استنى!”
قال بخبث
“إيه؟”
قالت وقلبها بيدق
“هجيلك… خلاص، أنا كمان بحبك.”
رد وهو بياخد نفس
“حلو… هستناكي، اول ما اوصل تحت البيت هديكي رنه تنزلي”
قفلت المكالمة، وفضلت واقفة ثواني، بتحاول تستوعب اللي حصل، وبعدها رجعت الأوضة.
يســر كانت قاعدة قدام المراية، إيديها بتترعش وهي بتظبط تسريحه جايباها من الانستجرام وحبت تعملها
فريدة كانت واقفة وراها، بتعدل في التفاصيل الصغيرة، وبتحاول تهديها بكلام خفيف
“متحركيش إيدك كده، هتبوّظي اللي عملناه كله… بصيلي، أنتي زي القمر، متقلقيش.”
يسر خدت نفس عميق، وقالت بصوت خافت
“حاسّة إني مخنوقة… مش عارفة ليه، بس قلبي مقبوض.”
فريدة لمحت توترها، فمسكت إيدها وقالت
“ده طبيعي، كل البنات بتتوتر يوم كتب كتابهم… ده خوف من التغيير، مش أكتر، بس انتي هتبقي تمام، صدقيني.”
في اللحظة دي دخلت ياسمين، ملامحها متماسكة بس عينيها فيها ارتباك واضح
فريدة قالت
“أهو ياسمين جت، تعالي شغلي اغاني على زوقك وغيري الجو”
ياسمين ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت
“أكيد…”
راحت وقعدت على طرف السرير، بتبص على يسر من بعيد، بس دماغها في حتة تانية خالص.
كانت كل كلمة قالها لسه بتلف في دماغها
“لو طلبتي مني، مش هاجي.”
”أنا بحبك.”
“قدامك حلين.”
يسر بصتلها وقالت
“انتي كويسة؟ حسيت إنك اتأخرتي في المكالمة.”
ياسمين بسرعة قالت وهي بتحاول تتحكم في صوتها
“آه… آه، عادي،دي واحدة صاحبتي .”
فريدة بصّت لياسمين بسرعة، لاحظت حاجة في نبرة صوتها، بس سكتت.
يسر قالت بحذر
“متحمسة ولا متوترة زينا؟”
ياسمين قالت
“أنا؟ لاء، عادي… انتي اللي هتتجوزي مش انا”
يســر هزت راسها وقالت
“صح، خايفه اقول المأذون لاء بدل موافقه”
فريده ضحكت وقالت
” متعمليهاش لاء، وبعدين خدتي التوتر كله انهارده، سيبي شويه للفرح”
فجأة موبايل ياسمين نّور تاني، بس سحبته بسرعة وحطته على الصامت
خلاص… هي أخدت قرار.
وبين اللحظة والتانية، كانت بتبص ليسر، وكل مرة عينها تتملى دموع ومتلحقش تنزل.
هي بتحب أختها… بس بتحبه أكتر.
والساعة بتجري.
والاتفاق اتقال.
وهو مستني.
ياسمين قامت من مكانها بهدوء، قلبها بيخبط في صدرها كأن في طبول حرب، قربت من يسر، ضمتها من ضهرها وهي قاعدة قدام المراية وقالت
“أنا بحبك قوي… عارفة كده؟”
يسر بصتلها باستغراب من المراية
“حبيبتي وأنا كمان… مالك؟”
هزت راسها وقالت بابتسامة مصطنعة
“ولا حاجة… هخرج أتنفس شوية وارجعلك.”
يسر قالت
“متتأخريش… حساني لوحدي.”
خرجت ياسمين بسرعة، مشيت في الطرقة وكأن رجليها بتجري لوحدها، قلبها بيصرخ، عقلها بيمنعها بس هيا خلاص خدت القرار
وصلت للباب الخارجي، بصت حواليها، لقت العربية واقفة بعيد على جنب، وهو جوّاها.
نزل بسرعة أول ما شافها، فتح الباب وقال
” اتأخرتي ليه، فكرتك مش جايه
قالت بصوت مبحوح
“لو مفروض أكون مع حد… فهو إنت.”
ركبت جنبه، قفل الباب، والعربية اتحركت.
وفي نفس اللحظة، جوه البيت…
يسر كانت بتنده على ياسمين، وفريدة بتدور حواليها،
فريدة خرجت للطُرقة تنادي
“ياسمين؟!… ياسمين؟!”
بس مفيش رد.
دخلت الأوضة تاني، وقالت
” ملقتهاش”
يسر بصتلها وقالت
” مش تحت، قالت هتيجي علطول”
الباب خبط، وفتحت فريده بسرعه وهيا بتقول
” جت”
فتحت بس لقت يوسف اخو يسر وقف قدام الباب، مبتسم ابتسامة خفيفة وقال بصوته الهادي
“إيه يا بنات؟ المأذون وصل.”
يسر اتجمدت لحظة، وبعدين بصت لفريده، وببطء وقفت وقالت بصوت بيرتعش
“أنا متوترة أوي…”
يوسف قرب منها، وبحب كبير باس جبينها وقال
“ده طبيعي، أنهارده حياتك هتتغير.”
فريده ابتسمت وهي بتبص ليهم، المشهد كله دافي ومليان مشاعر
يوسف بص في ساعته، وبعدين قال بنبرة قلق خفيف
“رني على محمد، المفروض يكون جه.”
يسر رفعت حاجبها باستغراب وقالت
“هو لسه مجاش؟”
هز راسه وقال
“لاء، مجاش… رني عليه بسرعة، اكيد في الطريق”
فتحت يسر موبايلها بسرعة، قلبها بدأ يدق أسرع، ضغطت على اسمه ورنت، لكن بعد لحظات قصيرة، بصت ليوسف وقالت بصوت فيه قلق
“فونه مقفول…”
لحظة صمت قصيرة مرت، قبل ما فريده تقول بقلق
” ياسمين مش موجوده؟! وهو فونه مقفول؟!”
يسر قالت وهيا مستغربه
” وايه العلاقه؟”
فريده قالت بسرعه
” رني على ياسمين”
يسر سألتها بخوف
” في ايه يا فريده، ايه اللي تعرفيه قولي “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية استثنائيه في دائرة الرفض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *