رواية زهرة العاصي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي البارت الثالث والعشرون
رواية زهرة العاصي الجزء الثالث والعشرون

رواية زهرة العاصي الحلقة الثالثة والعشرون
باب الأوضة بيتفتح ببطء، وتدخل ممرضة شايلة طبق صغير فيه دوا.
وتشوف زهرة عاصي وهو واقف بيتكلم مع ياسمين
تنهدت وترجع فلاش باك
زهرة قاعدة على السرير، وشها شاحب بس عينيها فيها راحة، زينة تدخل تقعد جنبها، ماسكة إيديها وبتكلمها بحنان.
زينة (بصوت هادي ومليان حب):
ـ “بصيلي يا زهرة… أول ما تخرجي من هنا، هتيجي تقعدي معايا في القاهرة، عند جدو عزيز…
مش هسيبك لحظة. هنبدأ من جديد… هنعيش زى ما كنا زمان ، بس جت اللحظة أقف معك زى ما وقفت معايا .”
زهرة ابتسمت، ونزلت دمعة من عينها، ضغطت على إيد زينة بحنان.
زهرة (بصوت مكسور):
ـ “لو الدنيا ادتني فرصة… أكيد هعمل كده، بس أهم حاجة دلوقتي إنك تكوني بخير… وتخلي بالك من نفسك.”
زينة (بلهفة):
ـ “وإنتي كمان… متوعدينيش بحاجة وتروحي تسيبيني، أنا خلاص مش هستحمل فراق تاني.”
زهرة تهرب بعينيها، تحضن زينة بحب وسكوت، ودموعها بتنزل في صمت.
بعد قليل بعد ما تنسحب زينة قرارت زهرة تروح عند الدكتور شريف مع مساندة الممرضة
زهرة قاعدة قدامه، ظهرها مفرود لكن عنيها فيها رجفة، بتحاول تلم نفسها.
يرحب بيها الدكتور ويسألها
آنتى ليه خرجت يا بنتى كنت بعت ليا وجيت ليك
تنهدت زهرة بصوت باين فيه القهر ):
ـ “دكتور… أنا عاوزة أعرف الحقيقة.
كل ما أسأل حد يقوللي ارتاحي… محدش بيقولي حصل إيه!
أنا ليه وقعت؟ وليه جسمي مش قادر يرجع ل طبيعته ؟”وليه جدى مصمم انى لازم اسافر
الدكتور شريف بياخد نفس طويل، ويحاول يوزن كلماته:
الدكتور شريف (بهدوء):
ـ “يا زهرة…
اللي حصل معاكي مش بسيط.
إنتي كنتِ حامل في الأسابيع الأولى… ومع الضغط والتوتر، حصل نزيف وسقوط.”
زهرة بتشهق، بتحط إيدها على بطنها، مش مصدقة.
الدكتور شريف (مكمل):
ـ “غير كده… بسبب الاعتداءات اللي اتعرضتي ليها، عندك مشاكل في الجهاز التناسلي، وفي التهابات مزمنة لازم تتعالج بدقة. جسمك مرهق… غير السحن وعدم الغذء وانتى حامل غير نفسيتك أكتر.
لازم وقت طويل للعلاج، ومينفعش تدخلي أي علاقة دلوقتي، لا جسديًا ولا عاطفيًا.
لازم تعيدي بناء نفسك من الأول.”
وده الا اتكلمت بيه مع جدك
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
فلاش باك
محمد (بصوت مبحوح):
ـ “عارف يا شريف .. عمري ما حسيت إني ضعيف زي دلوقتي.”
شريف (بهدوء):
ـ “الحمد لله إنها طلعت براءة، وربنا رجعلك حفيدتك.”
محمد (بيهز راسه):
ـ “آه… بس أنا خسرت بنتي من زمان… وخسرت حفيدتي في لحظة جهل، وسكوت… يمكن دي فرصتي الأخيرة أصلّح اللي كسرته.”
شريف (مستغرب):
ـ “عايز تعمل إيه يا أبو صالح ؟”
محمد (بصوت حاسم لأول مرة):
ـ “عايزك تسافر بيها برا… بعد ما تخرج من المستشفى وتقدر تتحرك… تبعدها عن الوجع ده كله. هفتح لها طريق جديد… حلم وردة كان تكمل تعليمها، وزهرة تستحق تحقق الحلم ده.”
شريف (متردد):
ـ “بس ده قرار كبير… وصالح ؟ مش هيقبل. وكمان عاصي وزينة عملوا المستحيل عشان اليوم ده ..”
محمد (نظرة قهر وحزن):
ـ “أنا اللي ضيعتهم… وأنا اللي هحميها دلوقتي.
عاصي قلبه متعلّق بيها، بس قلبه كمان اتسبب في وجعها… لو بتحبه، الأيام هترجعهم لبعض… بس دلوقتي، لازم تبعد عن الكل… تسترد نفسها.”
عايز أحقق حلم أمها… تسافر وتتعالج وكمان تتعلم برا، وتبدأ من جديد.
الطيارة تطلع أول ما حالتها تسمح… وده وعد جد لحفيدته.”
باك
وانا شايف ان جدك عنده حق
زهرة بتقوم من على الكرسي وهي مصدومة، عينيها كلها وجع وصراع، بتحاول تستوعب الكلام.
زهرة (بهمس):
ـ “يعني… حتى الأمومة… اتحرمت منها؟”
الدكتور شريف بيطالعها بنظرة فيها حزن وصراحة، ومابيقدرش يرد.
فى الوقت الحالي مقدرش اديك امل لكن ممكن مع الايام والسنين تكونة جاهزة
بعد كده ترجع زهرة للغرفة وتطلب من ياسمين زيارتها بالفعل تانى يوم
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
تظهر الإضاءة الخفيفة، زهرة قاعدة على السرير، وشها شاحب، لكنها بتحاول تبان قوية. ياسمين واقفة قدامها،
طلبت منى اجى خير يا زهرة
تبلع ريقها زهرة في عينيها قلق واضح:
عاوزة عاصي يرجع بلده وحياته ويشوف غيري كفايه الا عمله عشانى ومحدش يقدر يساعدنى غيرك يا ياسمين .
ياسمين (بهمس):
ـ “متأكدة من اللي بتقوليه ده؟ إنتي بتحبيه… ولسه في وقت.”وليه انا
زهرة (بصوت هادي بس قلبه بيصرخ):
ـ “عشان لو طلبت من زينة هترفض انا عارفها اه بحبه… لكن لازم بسيبه.”
ياسمين:
ـ “بس ده ظلم ليكي وليه! عاصي يستاهل يعرف الحقيقة… يستاهل يعرف إنك بتحبيه
زهرة (بتبتسم ابتسامة موجوعة):
لكن مش ذنبه يعيش مع واحده اغتصبت وممكن صعب تكون في يوم ام لازم يتجوز واحدة تستاهله .”
ـ “وهيعرف بيها يعمل إيه؟
يبصلي كل يوم ويفتكر إن الست اللي بيحبها كانت ضحية …
ويفتكر منظرها وهي مكسورة…
لا يا ياسمين، الراجل لما يعرف ماضي الست اللي بيحبها بالشكل ده، عمره ما هيقدر يعيش معاها طبيعي…
حتى لو بيقول غير كده.”
ياسمين (بحزن):
ـ “بس هو مش زي غيره… ده وقف جمبك، ده قاتل الدنيا علشانك.”
زهرة (نظرتها مليانة وجع وحنين):
ـ “وعلشان كده مش هربطه بيا وأنا مكسورة…
أنا دلوقتي متدمرة من جوايا، مش جاهزة أكون لحد، ولا ينفعني حد…
لازم اقولي له إني موعَدتوش…
قولي له إن اللي بينا خلص.”
ياسمين (بدموع):
ـ “وإنتي كده بتموّتيه.”
زهرة (بنبرة حزينة):
ـ “لا انا الا بموت هو هيعيش ويلقي غيري لكن لو كملنا على جرح…
لازم يصدق انى لسه قلبي راح لزياد،
عشان يفهم إحنا مالناش مكان لبعض …
دخلي جوى الشك وعرفيه انك اديتى ليا الجواب
ولو قطعت الجواب، يبقى قلبها معاك…
قولي ليه ساعتها ابقى سيب له القرار.”
زهرة تمسك بإيد ياسمين، وتبصلها بعيون فيها ضعف الحب وقوّة التضحية.
زهرة (بهمس):
ـ “بس ما ترجعيش ليه… ما تقولهوش الحقيقة…
أنا اللي اخترت…
والاختيار ده عشان هو يعيش… مش علشاني.”
باك
زهرة العاصي
ترجع زهرة بصوت مخنوق عشان هتنفذ الخطة ):
ـ “ساعديني أقوم… لو سمحتي، لازم أروحله.”
الممرضة بتقرب بسرعة، تسندها بحذر، وزهرة بتقوم على رجلها بصعوبة. ملامحها فيها ألم جسدي، لكن عنيها كلها لهفة.*
كانت ياسمين سابت عاصي ويرجع يدخل أوضتها، يلاقي السرير فاضي
وميلقيش زهرة بصوت قلق):
ـ “زهرة موجودة فين؟ أنا جاي أطمن عليها.”
الممرضة:
ـ “كانت بتسأل من شوية عن غرفة مريض اسمه زياد… يمكن تكون راحت الناحية دي.”
عاصي وشه بيتجمد، كأن الزمن وقف بيه، خطواته بتتباطأ، وكل مشاعره بتتخبط جواه. ينسحب بهدوء، … قلبه بيتقبض.
المشهد – ممر المستشفى
زهرة ماشية بتتأني، بتسند على الممرضة، وجهها شاحب بس عنيها فيها إصرار.
الممرضة (بتشاور على باب جنبهم):
ـ “دي غرفة زياد، حضرتك…”
زهرة (تهز راسها بحزن):
ـ “لا… مش دلوقتي.
خديني عند الدكتور شريف… لو سمحتي.”
الممرضة بتهز راسها بالموافقة، وبيكملوا طريقهم.
مكتب الدكتور شريف
تطلع زهرة من المكتب، ماشية في الممر، دموعها نازلة بس في صمت… وبعيد في آخر الكوريدور،
–
(زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى)
سليم طالع من عربية الشرطة بعد ما أخد “إخلاء سبيل”، ماشي بخطوات تقيلة، عينه فيها نار، قلبه مليان حقد، بيقرب من باب المستشفى وبيسأل عن أوضة زهرة، ولما يوصل، بيلاقيها قاعدة لوحدها، تعبانة لكن قوية كانت منتظرة تقابل الدكتور شريف
سليم (بصوت واطي، متماسك):
ـ “مساء الخير يا مراتى… ؟”
زهرة بترفع عينيها ببطء، ملامحها فيها وجع وقوة في نفس الوقت، بتقف على رجلها رغم الألم، وبترد بكل برود:
زهرة:
ـ “الدم اللى كان بيربطنا مات… زي الجنين اللى كان نفسك تزرعه جوايا بالعافية ما مات .
أنا مبقتش مراتك براءتك أقدم طلاقي …
والمحكمة حكمتلي بالطلاق عشان الضرر، يعني وجودك هنا مالوش لازمة.”
سليم (مشدود، بيحاول يبان متماسك):
ـ “لسه في العدة… ولسه من حقي، إني…”
ويضحك بخبث انى ضحكت على المحامي
فلاش باك
المحامي (بصوت هادي لكن حاسم):
ـ “بص يا سليم…
القضية بقت خرسانه عليك، بس في ثغرة قانونية ممكن نستخدمها.”
سليم (يرفع حاجبه):
ـ “خير؟”
المحامي (بهدوء):
ـ “لو طلّقت زهرة… طلاق واضح وصريح…
ده ممكن يتفسّر إنك ندمان وبتحاول تصحّح غلطك،
وده هيحسّن موقفك قدام النيابة… عشان عمك يشهد معك وقتها ويسحب البلاغ الا مقدمه
وفي فرصة يخفّفوا عنك أو يخرجوك بكفالة .”
سليم (يضحك بسخرية):
ـ “يعني أرمي يمين الطلاق… وأنجو؟”
المحامي (ببرود):
ـ “دي مش نجاة… دي خطوة. الباقي في إيدهم.”
سليم يضحك، يقوم من على الكرسي، ويمسك ورقة، ويكتب:
“أُشهد أني طلّقت زوجتي زهرة طلقة أولى، طلقة واضحة وصريحة.”
سليم (بخبث ما بين نفسه ):
ـ “طلقه أولى؟
تمام… يبقى ليا رجعة، صح؟
دي فرصتي أرجّعها وقت ما أحب.”
باك
سليم (بنبرة استعراض):
ـ “أنا كنت أذكى من الكل…
رميت اليمين قدام المحامي… وخرجت.
وسبت لنفسي باب مفتوح.
عارفة ليه؟
عشان هرجعلك غصب عن الكل، وعن نفسك.”
زهرة (ترفع عنيها وتضحك ضحكة باردة):
ـ “تفتكرني غبية؟
أو فاكرة الطلاق مجرد كلمة؟
أنا خلت المحامي يضيف ورقة تانية…
وإنت مضيت عليها.”
سليم (وجهه يتلبّك):
ـ “إيه…؟”
زهرة (بحسم):
ـ “طلق بائن لا رجعة فيه.
يعني لا عدّة تنفعك،
ولا رجعة ليك.
ولا وجودك.”
سليم يترنّح لحظة، وشه يتقلّب من الصدمة… يحاول يتكلم… لكن زهرة تقوم من مكانها، تمشي ناحيته، تبص له في عنيه وهي بتقول ببرود:
زهرة (بصوت منخفض بس قاطع):
ـ “صلة الدم دي ماتت مع الجنين.
وكل شيء بينّا مات…
حتى فرصة الرجوع.”
ـ “حقوقك كلها ضاعت لما اتعاملت معايا كإني غنيمة…
ولو مفكرتش تبعد عني…
أنا اللي هحاربك بطريقتك.”
بتقرب منه خطوة، عنيها بتلمع بالغضب، بتخرج تليفونها من جنبها، وتفتحه على تسجيل بصوته، بيقول فيه بوضوح:
تسجيل سليم (صوته واضح):
ـ “أنا كنت بتفرج عليك وانتى بتستحمى… أيوه، آنتى وكل بنات البلد… دي متعتي.”
زهرة تبصله وهي بتقول بتحدي:
زهرة:
ـ “التسجيل ده، هنزلها على جروب البلد، لو شوفتك تاني هنا…
وساعتها شوف البلد هتخليك تعيش لحظة واحدة بعدها ولا لا عشان استغلت مهنيتك فى البناء وعملت لنفسك عين تشوف بيها كل بنات وستات البلد .”
(زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى)
سليم كان واقف قدام زهرة، إيده متشنجة، ووشه بيحمر من الغضب، عنيه بتغلي نار، لكنه ما بينطقش…
لف وشه، خد نفس عميق، وبدأ يمشي بخطوات سريعة فيها غيظ مكتوم.
وقف قدام ممرضة وسألها بصوت خافت بس لاذع:
سليم:
ـ “هي مستنية حد هنا؟”
الممرضة رفعت راسها وقالت ببساطة:
ـ “سمعتها بتتكلم إنها داخلة تزور شاب اسمه زياد.”
(زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى)
داخل مكتب الدكتور شريف
زهرة داخلة بخطواتها الهادية اللي وراها عاصفة، وقلبها تقيل، لكن عينيها فيها قرار.
زهرة (بحسم):
ـ “أنا موافقة… عاوزة أسافر.
كفاية وجع… كفاية مطاردة من سليم، وكفاية بلد كل حتة فيها بتنزف ذكرة موجعة.”
الدكتور شريف هز راسه بتفهم وابتسامة هادية فيها دعم:
ـ “أنا فعلًا راسلت المستشفى الخاصة في الجامعة اللي هتكملي فيها دراستك.
هتكوني هناك في رعاية كاملة… هتتعالجي، ولما الدراسة تبدأ، ترجعي تكملي سنتك الأخيرة.”
ممر المستشفى
سليم بيتمشى بعصبية، بيشد في نفسه، وفجأة… لمح عاصي جاي من آخر الممر، باين عليه التعب والسهر، لكن عنيه بتدور على زهرة.
سليم وقف، ابتسم ضحكة خبيثة، وقرر يسمّه الكلام:
سليم (ببرود وقسوة):
ـ “يعني دورت وسهرت وحبستنى ..
بس نسيت تراقب قلبها.
أنا طلّقتها آه…
بس هي لسه في العدة وممكن ارجعها عشان ضحكت على المحامى لكن الا قهرني انها … لسه بتدخل أوضة زياد، حبيبها .”
(قرب خطوة)
ـ “مجهودك كله راح على الفاضي يا دكتور حبيت واحدة ملطوط فى الأول والأخير هى شيلتى إم إنت ازى هتستحمل .”
عاصي واقف، الكلام نزل على قلبه زي السكاكين، عينيه بتتحرك لا إراديًا ناحيه باب غرفة زياد… ووشه بيتجمد.
سليم سابه ومشي، والضحكة الخبيثة مازالت على وشه، وعنيه فيها غل مسموم.
– قدام غرفة زياد
الهدوء يلف المكان، ريحة المطهّرات تقيلة، والأنوار خافتة…
باب الغرفة بيتفتح بهدوء…
تدخل زهرة، خطواتها بطيئة، لكن جواها ألف عاصفة.
في ستارة كبيرة فاصلة بين السرير وباب الغرفة…
زهرة تقف ناحيته، تبص من بعيد من غير ما تشوف زياد مباشرة.
عنّيها بتترعش، وبتاخد نفس عميق…
لكنها ما تنطقش، تفضل واقفة ساكتة، وتهز راسها لياسمين اللي كانت واقفة مستنياها جوّه.
الجو ساكن، صوت أجهزة الرعاية في الخلفية بيكسر الصمت.
زهرة وقفة إمام زجاج غرفة العنايه ، بتبص لياسمين اللى عنيها فيها وجع وتعب سنين.
زهرة (بصوت هادي، مشوب بالقلق):
ـ “أخباره إيه دلوقتي؟”
ياسمين (هزّت راسها، صوتها بيترعش من الوجع):
ـ “لسّه تحت الرعاية…
نفسي يفوق من الغيبوبة…
ساعديني يا زهرة…
لو سمع صوتك، يمكن… يمكن يفوق.”
زهرة (بتتشدّ، نظرتها بتتلخبط، تسأل باستغراب):
ـ “عندك استعداد يفوق… على أمل حب تاني؟ غيرك؟”
ياسمين (نظرتها بقت قوية رغم الدموع، تهز راسها بهدوء):
ـ “اتعلمت التضحية… منك.
يفوق وأنا معاه…
مش هسيبه…
طريقي وطريقه واحد من زمان.
وانتي… مسافرة.”
زهرة (تنزل عينها، تحاول تلم مشاعرها):
ـ “و… عاصي؟”
ياسمين (بتتنهد، تكمل بصوت حزين لكن حاسم):
ـ “لو سمع كلامك… فعلاً ممكن يبعد.
هو مستني برا.”
(يظهر زياد في سريره، يبدو عليه علامات الضعف والإرهاق، لكن عينيه مغلقتان.)
زهرة (تقترب منه بهدوء، تمسك يده): زياد، اسمعني كويس. أنا آسفة، آسفة على كل حاجة. على كل ألم سبّبتُه لك. كنت غبية، عمياء، ما شفتش قيمة حبك الحقيقي. لكن دلوقتي، بعد كل اللي حصل، فهمت. فهمت قيمة كل لحظة قضيناها سوا، فهمت قيمة تضحيتك، فهمت قيمة حبك النقي.
(تمسح دموعها، تنظر إليه بحنان): أنا عايزة تشوفني، عايزة تشوفني قوية، متغيرة. أنا هعيش حياتي صح، هكفر عن أخطائي. مش هخليك تندم على حبك ليا، أبداً. أنا هبقى زهرة جديدة، زهرة أقوى، زهرة تستحق حبك.
(تنظر إلى ياسمين التي تقف بجانبها، تبتسم لها بضعف): ياسمين، أنتِ قوية، أنتِ تستحقين السعادة. أنا متأكدة إن زياد هيقدرك، هيقدر تضحيتك، هيقدر حبك. ابقى جنبه، دعميه، خليه يحس بوجودك.
(تُمسك أيد ياسمين وتحطها على يد زياد بقوة، تنظر إليه بعيون مليئة بالأمل):
اعترف بحبك يا ياسمين خلي حبك هو إلا يفوقه مش حب حد تآني
تعترف ياسمين بكل ثقة
زياد، أنا بحبك، بجد بحبك. افوق، من أجلنا، من أجل حبنا، من أجل مستقبلنا. فوق، وحارب الوجع، وحارب الهزيمة. عيش حياتك، عيشها صح،
أنا ياسمين. أنا هكون هنا، دائماً. هكون هنا، لأجل حبنا.
(تغادر زهرة وهي تبكي بصمت، تاركة ياسمين مع زياد، تُلمس ياسمين يد زياد برفق، وتُهمس له بكلماتٍ مُطمئنة، مُعبّرة عن حبها ودعمها له.)
عاصي واقف قدام الباب، قلبه بيدق بسرعة، وكلمات سليم لسه بتلف في دماغه وكلمات زهرة إلا سمعه وهو داخل …
وفجأة…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)