رواية زهرة العاصي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي البارت الرابع والعشرون
رواية زهرة العاصي الجزء الرابع والعشرون

رواية زهرة العاصي الحلقة الرابعة والعشرون
الباب بيتفتح، وزهرة بتخرج بنفسها، وبتتعمد تبان وكأنها كانت جوا عند زياد.
سكتوا لحظة… الهواء بقى تقيل، والعيون بتتكلم قبل اللسان.
عاصي (بصوت مخنوق):
ـ “كنتي… عنده؟”
زهرة سكتت، رفعت راسها بصعوبة، ملامحها متحجرة، لكن قلبها بيتقطع.
آه ربنا يشفيه
عاصي (بألم):
ـ “لسه بتفكري فيه؟”
زهرة ابتسمت ابتسامة فيها مرارة:
زهرة (بسخرية هادية):
ـ “أنا؟ لا…
سأله عاصي لو فى امل بسيط
يعني مبقيتيش تحبيه مجرد شفقة صح
هزت راسها زهرة
مش عارفه أحدد إن كان شفقة أو لا لكن كل إلا اعرفه .
إن يمكن أكون حاسة بالذنب عشان كنت السبب ف اللي هو فيه.
بس ليه بتسأل يفرق إيه معاك .”
عاصي (صوته بيعلى غصب عنه):
ـ “وإحنا؟!
ماكانش بينا حاجة؟!
كل لحظة، كل وجع، كل خطوة خطيتها عشانك ؟!”
زهرة (ببرود يغلف وجعها):
ـ “إنت وعدتني ترجعلي حقي… وفعلاً وفيت.
بس أنا؟تبلع ريقها وتكمل
أنا موعَدتكش بحاجة يا دكتور…
ولا اتفقت نكمل إنت رجعت حق جدك وأنا خرجت براءة .”
عاصي (بصوت مهزوم):
ـ “يعني… دي النهاية؟”
زهرة (بصوت ثابت يخفي انفجار داخلي):
ـ “إحنا خلصنا المطلوب رحلتك من البداية تجيب حق جدك وانا دخلت فى اللعبة عشان جدى وزينة دخلونى فيها يعني مش براضي وانا شايفة إن …
كل واحد يرجع لحياته..”أنا ل تعليمى وحياتى قبل ما كل ده حصل ،وإنت ارجع بلدك جامعتك وشغلك إلا عطلت نفسك فيهم.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
عاصي يفضل واقف مكانه، عينيه بتلمع من الصدمة، لكن ما بينطقش… وزهرة تديله ضهرها وتمشي بخطوة تقيلة، لكنها ثابتة…
الممر فاضي إلا من صوت خطواتها… وصوت قلبه بيتكسر جوا صدره.
يمشي عاصي وتدخل زهرة
الأوضة، والباب يتقفل وراه وتطلع على السرير …
زهرة عنيها بتدمّع، صدرها بينقبض، وبتشد الغطا عليها وهي بتشهق شهقة مكتومة، فجأة الجهاز بيرن، ضربات قلبها بتزيد، والدكاترة بيجروا للغرفة.
ينقذو زهرة ب بأعجوبة
لكن الدكتور شريف يخبي الخبر عن الكل ماعد محمد
طلب محمد من شريف
يعجل ميعاد السفر
لازم تبعد زهرة عن أي توتر
–
يأكد د شريف
سياره الإسعاف جاهزة هتطلع على طول على المطار – بعد ساعة
تظهر زهرة وهى محمولة على نقالة طبية، بجانبها الدكتور شريف، والجد محمد واقف بيودعها، يبص لها ويشد على إيدها بحنان.
ينزل دموع محمد وبهمس):
ـ ” أنا مش ببعدك عن أحبابك أنا وعد وردة بنت اخى انك هتكمل تعليمك ،كانت بتحلم تشوفي النور… إنتي النور يا زهرة. إوعي تبصي ورا تاني.”
تطلع زهرة رسالتين مكتوبين بالايد واحدة ب اسم زينة والتانى ب اسم بابا
أدى جواب ل زينة ول بابا صالح يا جدوى إوعى تنسي
يهز راسه محمد وهو حاسس ان روحى بتطلع منه لكن مجبر:
كلامنى يا زهرة فيديو على طول يا ابنت ومتزعليش منى
تهز راسها زهرة
حاضر يا جدو ازعل منك ليه ؟أنا عارفة يا جدو إنك عندك حق أنا لازم ارجع زهرة بتاعت زمان قوي صحي وجسديا ونفسي احقق حلم ماما
بتتشال للطائرة، ونظرة أمل صغيرة بتبان في وشها وسط الوجع.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
—
داخل الطائرة / لحظة الإقلاع
الجو هادي، صوت الطيارة بيعلو تدريجيًا، والأنوار الخافتة بتدي إحساس بالغُربة اللي جوا القلب.
زهرة قاعدة جنب الشباك، باصة على السما، والعيون تايهة، قلبها مش معاها…
بنت جانبها تحط السماعة فودانها، لكن الصوت عالي وصلها تدوس “تشغيل اغنيه “…
في احساس ماليني وفي خوف ودموع في عيني مش قادر اداريها
البنت تسأل زهرة تحبي تسمع معايا
هزت راسها زهرة بالموافقة
وتحط البنت سماعة ليها وسماعة ل زهرة وتشغل الأغنية
ظروف معنداني بتجبرني حبيبي انساك
ظروف كتير تاني بتمنعني اكون وياك
في احساس ماليني وفي خوف ودموع في عيني مش قادر اداريها
ظروف معنداني بتجبرني حبيبي انساك ظروف كتير تاني بتمنعني اكون وياك
مش هنكر حقيقية حاجات حلوه وبريئه حسيت معاك بيها
نفس اللحظة…
في القاهرة – عاصي بعد ما ساب زهرة كان بيلف بعربيته لحد ما وصل أقدم نهر النيل مكنش فاهم كلام زهرة، بتقوله صريح العبارة مفيش حاجة بين وبين اى حد، والا انت والا زياد، طيب كلام الحب والوعد الا كانت بتقوله جوى ركن عربيته، جنب النيل،
يده على الدريكسيون…
يشغّل الراديو…
وتبدأ نفس الأغنية تصدح قدّامه:
طبييعي تتغير عشان بعديها شوفت عذاب
طبيعي هتغير ما دام بسهولة كده بتساب
تعبت معاك حقيقي خلاص كلامي كاني انا ما قولتوش
شوف اللي وصلنا ليه شوف لو بينا حاجة تشفعلنا نكمل
في مين يعيش راضي وهو خسارة مش مبسوط
في مين يموت عادي ومين يرضالي اعيش مكبوت
هات عقرب ثواني وشوف كام حد تاني كان زيي اتحمل
سنين وانا عايش لكن شايل في قلبي كتير سنين بقول جايز اشوف منك ولو يوم خير
تعبت معاك حقيقي خلاص كلامي كاني انا ما قولتوش ما صحاش عمره فيك احساس ضميرك حتى ما لقيتهوش
كانت زهرة عنيها بتدمّع، تبص على السما، كأنها بتفتش عن ذكرياته فوق السحاب…
وعاصي قاعد في العربية وبيبص للنيل، بيشوف انعكاس نفسه المكسورة في الميّه…
وكلمات الأغنية بتعبر عن احساسهم المكسورة
—
🎶 “في إحساس ماليني… وفي خوف ودموع في عيني… مش قادر أداريها…”
عنّيها بتتلمع، وتبدأ دمعة تنزل على خدها ببطء، مش بتحاول تمسحها… بتسيبها تمشي.
🎶 “ظروف معنداني… بتجبرني حبيبي أنساك…”
وشه بيوجع، عينيه بتلمع، دمعة نازلة من غير صوت… إيده بتشد على الدركسيون، وبيبص لقدامه في اللاشيء.
زهرة بتفكر في عاصي، ولقطة لعاصي بيتخيلها وهي بتضحك…
🎶 “ظروف كتير تاني… بتمنعني أكون وياك…”
زهرة تبص للسما من الشباك، تحط إيديها على بطنها لا إراديًا، كأنها بتودّع، تهمس لنفسها: “كان نفسي…”
عاصي يسند راسه على الكرسي، عينه بتقفل، والذكريات بتعدي في خياله: ضحكتها، خوفها،، نظرة عنيها ليه.
🎶 “مش هنكر حقيقة… حاجات حلوة وبريئة… حسيت معاك بيها…”
اللي اتنين في مسارين مختلفين… بس نفس الوجع، نفس الأغنية، نفس الحب… اللي اضطرّوا يبعدوا عنه.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
زينة كانت قاعدة في الصالون، بتستعد عشان تزور زهرة وفرحانة إنها احتمال هتخرج النهاردة
صوت جرس الباب يقطع الصمت…
قامت بسرعة، فتحت الباب، ولقت الجد محمد واقف، وشه مليان وجع لكنه ثابت.
زينة (بتلهث):
ـ “جدو محمد! إنت سبت زهرة لوحدها ليه إنت طلبت إنت إلا تقعد معها النهاردة والا عملت لي مفجأه
وجيبها معك
وتنظر للخلف العربية جاية صح
خير؟ في إيه؟ هي زهرة حصلها حاجة؟”
أنا هروح عندها
مد إيده بهدوء، وفيها ظرف صغير، وعينيه مكسورة:
الجد محمد (بصوت مبحوح):
ـ “سافرت يا زينة… من بدري.
قلت أوصللك الرسالة دي بإيدي.
قالت إنها مش عايزة تودّع حد… وسابتك أمانة في رقبتي.”
اتسعت عيون زينة، خدت الظرف بإيد بترتعش، قلبها دق بعنف، وهي بتفتح الورقة، صوت أنفاسها بيزيد، وبتبدأ تقرأ.
كل ما كانت تقرأ سطر، عنيها بتدمع أكتر، ملامحها بتتغير ما بين الصدمة والإنكار والحزن…
“زينة…”
“عارفة إنك دلوقتي زعلانة، ومش فاهمة أنا ليه مشيت من غير ما أقولك، يمكن حتى بتحسّي إني خذلتك أو إني جبانة… بس الحقيقة يا زينة، أنا كنت خايفة أضعف قدامك، قدام حضنك اللي كان أول حضن حسيت فيه بالأمان كنت إختى التوأم وصديقتي أنا مش ناسي لم كان حد يشوفني يقول توأم رغم آنتى أكبر منى مش عارفه اقد إيه شهور وإلا سنه كل إلا اعرفه ووقتها ماما كانت في شغل قاعده في تقريبا سنه ولم رجعت هى وجدى الكل قال إنها جابت بنت ونفس اليوم ماما اكتشفت إنها حامل وفاتت شهور.
لحد ما ماما جابتنى ،وانا وعيت على الدنيا كنت اختى الكبيرة زى ما الكل عارف ولم كبرنا شوية في ست ابتدائي كان وقتها مطبق عليك نظام خمس سنين وانا يطبق عليا سته سنين فقررت إنك متحضريش امتحان سنه خمس وأخد خمسه معايا وسته وبقي السنين ومن وقتها ملهاش حساب بقينا نقول إحنا توأم إحنا أخوات ل حد ما
تنهدت زينة وحست إنها مقدرتش تجيب سيرته كملت
لحد الخسيس سليم قال للكل ان احنا مش أخوات وان ماما وردة متبنين وانى مش بنت العيلة
اكملت زهرة ورغم كده مفرقش معايا لكن إلا كسرنا وبعدنا انك من يوم ما عرفت الحقيقه وبقيت تسعى تعرف الحقيقة ومن غيري
أنا مش بلومك رغم إنك السبب من البداية فى البعد ده ،لكن أنا مشيت علشان أنا اللي محتاجة أتعالج، أتعالج من اللي شوفته واتكسر جوايا، من نظرات الناس اللي كل ما يشوفوني يفتكروا البنت اللي كانوا بيقولوا عنها مجرمة…
أنا مشيت علشان أبعد عن الوجع اللي كل ما أشوفه في عينين الكل بحس إني السبب فيه.
تنهدت زينة …اكملت زهرة
إنتي أختي، ويمكن معرفتش أقولها بصوت عالي قبل كده، بس أنا بحبك، وعمري ما حسيت بالانتماء غير لما لقيتك جمبي.
سامحيني إني ما استنيتش، سامحيني إني خدت القرار لوحدي. كان صعب اجى أعيش معاك وهو موجود في نفس المكان صعب اهرب منه وانا برمى نفسي لحضنه لو سالك عاصي
قوليله – – إني كنت بحاول أسيبه يعيش، مش علشاني، علشانه هو.
وقولي لى كل يوم إنك قوية، لأنك فعلاً كده…
وإوعي تعيشي حياتك تانية في صراعات،
وعلى الفكرة الحرب دي… كسبتيها بالحب.
لما توصلك الرسالة دي، هكون في مكان جديد، بحاول أبدأ من الأول…
وهفضل أستنى اليوم اللي نضحك فيه على كل ده، وإنتي بتقوليلي: “مش قلتلك يا زهرة إننا هنبقى بخير؟”
خليكي دايمًا النور اللي مفيش عتمة تطفّيه.
أختك…
زهرة 🌸
زينة (بصوت مكسور تصرخ ):
تفتح التليفون وتسجل صوت على الوتس
“زهرة…”
إزاي تسيبني؟ إزاي؟
أنا اللي لسه من يومين بقولك إني فخورة بيكي…
كنتي محتاجة ضهر، وزعلت إن سبتك تمشي لوحدك اليوم المشؤم ده وقولت هنرجع زى الأول توأم مش هنفترق لكن إنت ؟”
“يعني خلاص؟
هتمشي كده وتسبيلي كل حاجة، وتروحي من غير حتى حضن؟
أنا قريت رسالتك، وكل كلمة فيها دخلت قلبي زي السكينة…
بس مش علشان وجعتني، علشان فَكرتني إنك دايمًا بتفكري في الكل بقبلك.
كان نفسي أزعق، أصرّخ، أقولك إنك غلط، بس للأسف…
أنا مفيش فيا غير فخر، بإنك أختي، وبإنك اخترتي تبعدي مش علشان تهربي، لأ… علشان تحمي اللى بتحبيهم.
بس أنا هقولك على حاجة،
حتى لو بعدتي، انتي لسه هنا…
في البيت، في الضحكة، في الذكريات، وفي قلبي.
أنا مش هقبل إنك تفضلي لوحدك…
وعد، أول ما تهدي وتتعافي، هتكلمنى فيديو وهنحكى كل تفصيل حياتنا زى ما كبرنى …
ولم ترجع أحضنك الحضن اللى استنيته، وأقولك:
“وحشتيني يا زهرة… قوي.”
خلي بالك من نفسك…
وإوعي تنسي، إنك مهما بعدتي، لسه ليكي ناس مستنيينك، وبيحبوكي.
بعتت الرسالة وبتتكلم وهى مخنوقة
ليه يا جدو كنت أكون معها ليه سبتها تكون ل وحدها
ـ ”
الجد محمد (بهدوء وندم):
ـ “هي اللي اخترت، وكان لازم أحترم اختيارها…
يمكن ده أقل حاجة أعملها بعد كل اللي سببنها
يحصل .”
سكت لحظة، وبص ناحيتها:
الجد محمد (بيكمل):
ـ “سابتلك أمانة تانية…
قالتلي لو حد سألك عنها، قولهم زهرة بدأت من جديد، بس قلبها لسه معاهم…
وإنها مش هتنسى اللي وقفوا جنبها، حتى لو سابتهم.”
زينة (بدموع حارة):
ـ “أنا مش مسامحة نفسي… بس لازم أكون قد الرسالة دي.
وهستناها… مهما طال الوقت.”
ماسكة الرسالة على صدرها، وعنيها بتبص للسقف، كأنها بتشوف فيها ملامح زهرة… بينما الجد محمد بيخرج بهدوء من البيت، وخطواته تقيلة كأنها شايلة عمر من الذكريات.
زينة قاعدة على الكنبة، ماسكة في إيدها ورقة صغيرة كانت زهرة كاتبة فيها وداع مختصر. عيونها مليانة دموع بس بتحاول تتماسك. تدخل ياسمين بخطوات هادية، وشها متغير مالك يا زينة سمع صوتك من شويه .
زينة (بغضب مكتوم):
ـ “سافرت يا ياسمين ؟ سافرت كده… من غير كلمة… من غير ما تبص لينا؟”
ياسمين (بصوت هادي):
ـ “زهرة لما بتحب… بتعرف تسيب.”
زينة (بتبص لها بحدة):
ـ “وإنتي عرفت ازى ؟ كنتي معاها في الخطة؟
كنتي بتخططي مع أختي تبعد عنى وعن عاصي؟!”
هى الغيرة وصلت معاك لكدة
ياسمين (بتقرب منها وبتبصلها بعين صادقة):
ـ “كنت معاها علشان فهمت…
فهمت إن في حب بيتعب… وفي حب لازم يتساب علشان يفضل نضيف.
هي كانت شايفة إن وجودها معاه هيأذيه أكتر ما يسعده.”
فى الممر المؤدي لأوضة زينة – الليل
رجع عاصي وقرار إنه يسافر
و طالع بهدوء ل أوضته، عشان ياخد شنطته فى إيده، شكله مرهق وتعبان نفسيًا، وناوي يمشي من غير ما يودع حد… هو خلاص قرر يبعد عن كل الذكريات. وهو معدّي قدام أوضة زينة، بيقف فجأة…
بيسمع صوت زينة جوه، صوتها متكسر بالحزن، وبيسمع كمان صوت ياسمين… بيقف مكانه، بيقرب شويه، الباب مش مقفول كويس… وبيسمع كل حاجة:
زينة (جوا الأوضة):
آنتى حقوده يا ياسمين كنت فاكرك اتغيرت لكن قلبك زى ما هو وفقت على خطته وانها تبعد ومتقوليش ليا
تنهدت ياسمين بوجع
ـ ” آه منكرش كنت بكرهها… كنت بشوفها نقطة سودا في حياتنا… بس النهارده… أنا مش عارفة أقول إيه… البنت دي خدت قرار أنا نفسي معرفتش أخده… فكرت في غيرها أكتر من نفسها.” وحكت الا حصل واتفاقها والجواب
ـ ”
زينة (بدموع):
ـ “وسابتني… وأنا أول مرة أحس إني مفتقداها بجد…”
عاصي بيقف متجمد، عينه بتدمع، الشنطة بتقع من إيده وهو لسه واقف يسمع…
زينة (بهمس):
ـ “سامحيني يا زهرة… عالظلم… وعلى التأخير…”
عاصي ياخد نفس عميق، عينه على الأرض، قلبه بيندب داخله… بيرجع ضهره للحائط، ويسند عليه، وصوته واطي جوه نفسه:
عاصي (بصوت مهموس):
ـ “يعني هي بعدت… علشان أنا؟
كنت فاكرها بتحب زياد علشان كده قولت أبعد
علشان هى فاكرة ماضيها طيب مين الا كان بيتكلم مع زياد …
تنهدت ياسمين
أنا إلا كنت بعبر عن كل إلا جوى هى اتفقت معايا انك تسمع الكلام ده فتقطع الأمل
صرخ عاصي
يعني هى سابتني علشان أعيش فاكرة كدة انى عايش …”
تحدثت ياسمين
زهرة مش ملاك، بس كانت إنسانة حقيقية… سابتك علشان تشوفك واقف على رجليك… كانت عارفة إنك محتاج واحدة تانية، واحدة ماضيها ما يكسرش مستقبلك…”
يتنهد ويمسح دموعه بسرعة… ويمشي بالشنطة، لكن المرة دي مش للسفر… بيرجع على أوضته، يحط الشنطة، ويبص لنفسه في المراية، ويقول:
عاصي:
ـ “أنا مش هسيبها… حتى لو هربت لأخر الدنيا، أنا لازم أقولها كل اللي في قلبي…
اقولها متخافيش انا متقبلك بكل ماضيك متقبل تكونى مراتي… حبيبتي… واللي بعدت عشاني… ماينفعش أضيعها.”
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
—
داخل عاصي العربية وبدأ يسوق للبلد
الطريق طويل، ، وعاصي سايق لوحده، المزيكا هادية في الخلفية، عينه على الطريق بس عقله بيغوص جوه ذكرياته.
كاميرا بتتنقل ما بين ملامحه الساكتة ووميض من الفلاش باك:
(فلاش باك 1)
أول مرة شاف زهرة، وهي قاعدة على. الأرض ، عينيها حزينة بس فيها تحدي، وهو بيبصلها وهو مش فاهم مالها .
(فلاش باك 2)
لما وقفها وهي مبلولة من المطر، وكانت خايفة من تهديد ياسمين ونظرت عينها محدش عارفها، وهو حس إنه عايز يحميها حتى من نفسها.
(فلاش باك 3)
لما وقفت قدامه وقالت له “أنا مش ملاك… بس أنا مش لعبة تخلصوا مصلحتكم على حسابي يا دكتور.”
(فلاش باك 4)
ضحكتها أول مرة تضحك، وعيونها اللي دايمًا فيها وجع بس بتحاول تخبيه.
عاصي (بيكلم نفسه بصوت واطي وهو سايق):
ـ “كانت بتضحك… بس ضحكتها ماكنتش كاملة… كانت دايمًا بتحارب عشان تفضل واقفة…
زهرة مش ضعيفة، لأ… دي أقوى واحدة شفتها في حياتي.”
كانت العربية بتميل على جنب الطريق، ويسند راسه على الدركسيون لحظة، وبعدين يتنهد ويكمل السواقة وهو بيكمل بصوت داخلي:
ـ “كانت خايفة مني؟ ولا خايفة عليا؟
كانت عايزة تهرب مني؟ ولا تهرب بيّا؟
بس اللي متأكد منه… إن قلبي من يومها، عمره ما اختار غيرها.”
—
الجو في البيت هادي بس مليان مشاعر، الجد محمد قاعد على كرسيه القديم، باصص في صورة لوردة وبيحضنها كأنها لسه بتتنفس من خلالها. بتدق الساعة، وبيدخل عند
الجد محمد داخل، صوته هادي لكن مليان وجع:
محمد (بنبرة تقيلة):
ـ “صالح… أنا جيت أسلمك حاجة من بنتك.”
صالح بيرفع عينه باستغراب، وهو حاسس بقلق جواه:
صالح:
ـ “زهرة؟ مالها؟ حصلها حاجة؟”مش كانت هتقعد عند زينة الفترة ده
محمد بيقرب ويمد له ظرف صغير، مطوي كويس، وعليه بخط إيدها: (لبابا…)
محمد (نبرة فيها مرارة):
ـ “زهرة سافرت… سابت البلد… وسابتلك الرسالة دي.”
الهدوء بيخيم، صالح بيشد الظرف بإيد بترتعش، قلبه بينبض بسرعة… بيبص لمحمد، مش قادر يسأله، وعنيه بتلمع، ويفتح الرسالة…
(صوت زهرة الداخلي بيبدأ يتقال بصوتها وهي بتقرا جواه):
**”أبويا…
معرفش أبدأ كلامي إزاي… يمكن لأنك عمرك ما علمتني أكتبلك…”**
الكلمات بتقع على صالح زي السكاكين، وكل كلمة بتخبط في قلبه… بيبدأ يرجع بدماغه لكل موقف، لكل ليلة سابها فيها، لكل دمعة كانت بتنزل منها وسابها لوحدها…
“أنا بنتك… اللي كنت بتشوفها عيب… وان السترة احسن من التعليم زهرة الا كنت معتبره الكابوس اللي حصلي، فى حياتك وكرهتنى عشان امى معرفتش تجيبلك الولد بعد فاكرة كام مرة ضربتني… مش عشان تحميني، عشان تسكتني…”
دموعه بتغلبه، بيقوم واقف، بيمشي خطوتين وبيوقع الورقة من إيده، بس بيرجع يلمها بسرعة كأنه ماسك على روحها…
**”بس رغم كل ده… سامحتك.
مش عشانك… عشان قلبي.
أنا ماشية، مش هربانة… رايحة أبدأ من جديد… بعيد عنك، وعن كل حد اذءنى ممكن آخر حاجه عملتها صح إنك آخرين عرفت إن الجواز مش ستري ممكن البنت تقع في أيد واحد هو إلا يفضحها أو يشغلها وهو قاعد في البيت شبيه الرجال ويسيبها تتعرض ل مضيقتى ده وهمست ده وهو نطع فى البيت الجواز بيكون ستر لم يكون الاختيار بالقلب والعقل واتجوز رجل يعتبرنى كل حاجه فى حياته أمه أخته وحبيبته مش معتبرني غنيمة ياخد مزاجه منه …”**
صالح بيرتجف، عينه على الأرض، والورقة بين إيده، وبيهمس بصوت متكسر:
صالح:
ـ “أنا السبب… أنا اللي ضيعتها…”
محمد بيقرب منه ويحط إيده على كتفه:
محمد:
ـ “ضيّعت البنت اللي كانت بتحبك رغم كل حاجة… بس يمكن لسه قدامك وقت تراجع نفسك… وتحاول تصلّح.”
الا فسده يا صالح
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)