روايات

رواية العزف على نياط القلوب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أماني سيد

رواية العزف على نياط القلوب الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أماني سيد

رواية العزف على نياط القلوب البارت الثامن والعشرون

رواية العزف على نياط القلوب الجزء الثامن والعشرون

العزف على نياط القلوب
العزف على نياط القلوب

رواية العزف على نياط القلوب الحلقة الثامنة والعشرون

ـ لو سمحت يا رياض ابعت العنوان
ـ العنوان****** بس قبل ما تيجى يا رياض الدكتور محظر ومانع الاختلاط يعنى لو المدام حامل او حد مريض هيكون فى خطوره عليه
ـ وانت بتبات معاها فى الشقه
ـ لا انا جايب واحده تبات معاها وانا ببات فى الشقه بتاعتى بس بعد ما بطمن عليهم وإن كل حاجه كويسه
ـ تمام يا رياض أنا جاى ازورها دلوقتي
ذهب عيسى واشترى كمامه وكحول واتجه لعنوان غاليه حتى يطمئن عليها ويكون خذر فى نفس الوقت لسلامه زوجته وامه
شعر رياض بغيره من وجود عيسى وقرر أن يظل متواجد إلى أن ينصرف وبعدها سينام داخل سيارته لليوم التالى حتى يظل قريب منهم
وبالغعل أتى عيسى ودخل لغرفه غاليه ولكن وجدها نائمه ومرهقه تركها وذهب ليتحدث مع رياض حتى يطمأن اكثر وتحدث من تلك المرأة التى جلبها رياض
وبعدها رحل وكلب من رياض أن يرحل معه لان الوقت تأخر وبالفعل خرج معه رياض وذهب لسيارته ونام بها وضبط المنبه على موعد العلاج حتى يعطيه لغاليه ويتاكد أنها اخذته
لاحظت غاليه تصرف رياض ولكنها لم تستطع أن تعترض او تتحدث
في صباح اليوم التالي، استيقظت غالية، جسدها ما زال منهكًا، وشعور غامض بالضيق يلف روحها. رفعت هاتفها بيد مرتعشة لتتفقد الوقت، لتجد أن الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة صباحًا. التقطت عينها بضع رسائل قليلة من ليلى ومريم، ومن بعض زملائها في العمل، جميعها لا تتعدى بضع كلمات تطمئن عليها ببرود.
وضعت الهاتف جانبًا، وتجول بصرها في أرجاء الغرفة التي بدت خاوية وموحشة. لم يكن هناك أحد بجانبها. هذا الفراغ الصارخ جعلها تتساءل بمرارة: “هل حياتي ليس لها قيمة في نظر الآخرين؟ أهي مجرد مكالمة هاتفية أو رسالة عابرة تكفيهم لتأدية الواجب؟”
تنهدت بعمق، وشعرت بوخز حاد في قلبها. لو كانت والدتها ما زالت على قيد الحياة، هل كانت ستبقى وحيدة هكذا؟ هل كانت ستتركها تواجه ألمها وضعفها بمفردها؟ تساءلت بمرارة أشد: “لماذا لم تنجب لي والدتي أخًا أو أختًا؟ لماذا كُتب عليّ أن أبقى وحيدة في هذه الدنيا؟”
الدموع تجمعت في عينيها، وهي تفكر في كل الصداقات التي بنتها، كل العلاقات التي ظنت أنها قوية. لكن في وقت حاجتها الحقيقية، في لحظة ضعفها ومرضها، لم تجد أحدهم بجانبها. شعرت وكأنها فقاعة صابون جميلة، تظهر وتتألق، لكنها هشة جدًا، عرضة للانفجار في أي لحظة، تاركة وراءها لا شيء سوى قطرات ماء تتبخر سريعًا.
“وحيدة…” ترددت الكلمة في أذنيها كصدى مؤلم. مهما فعلت، ومهما كونت من علاقات، يظل مصيرها الوحيد هو البقاء بمفردها عندما تشتد عليها الخطوب. هذا الشعور بالعزلة كان أشد قسوة من أي ألم جسدي. لقد أدركت في تلك اللحظة أن القوة التي ادعتها أمام رياض وغيره لم يكن سوا مجرد وهم داخلها
هل لو بكت الآن، ستجد من يمسح تلك الدموع؟ السؤال رنّ في ذهن غالية كجرس إنذار حاد، وهو يعكس حجم اليأس الذي تملكها.
انخرطت غالية في نوبة بكاء حارة داخل غرفتها. ارتفعت الشهقات، كل واحدة منها أعمق وأكثر إيلامًا من سابقتها. لم تعد تعرف كيف تسيطر على حالها، فصوت بكائها كان يرتفع غصبًا عنها، يمزق الصمت المحيط بها.
كانت الدموع تنهمر كشلال لا يتوقف، تغرق وجهها المتورم وتغشي رؤيتها. شعرت وكأن حائطًا ضخمًا يسقط على صدرها، يطبق عليها ويمنعها من التنفس. كل ما بداخلها من ألم وحزن وخيبة أمل كان يخرج مع تلك الدموع، بلا قدرة على التوقف أو الكبح.
“أنا وحيدة… وحيدة تمامًا!” تمتمت بين شهقاتها، الكلمات تخرج بصعوبة من حنجرة متشنجة. “لا أحد… لا أحد يهتم.”
كانت تشعر بأنها تائهة في بحر من الظلام، بلا شاطئ ولا قارب نجاة. العزلة كانت تنهش روحها، تجعلها تشعر بأنها غير مرئية، غير مسموعة، وغير مهمة لأي شخص في هذا العالم. لم يعد هناك قناع يمكنها أن ترتديه، لم يعد هناك قوة يمكنها أن تتظاهر بها. كانت في أضعف حالاتها، تصرخ بصمت لم يسمعه أحد.
ظلت تبكى لبضعة دقائق إلى أن دخل رياض الغرفه وتفاجئ من حالتها
حاول الاقتراب مها لكنها اوقفته بإشارة من يدها
وقف رياض بعيدا عنها لا يعلم ماذا يفعل ولما هى تبكى هكذا
ـ غاليه اننى كويسه بتعيطى ليه طيب
طب انتى حاسه بوجع فى حاجة وجعاكى
لم تستطع غاليه الرد عليه فقط اماءت رأسها بالرفض
خرج رياض من الغرفه وجلب لها الطعام ووضعه امامها
ـ طيب ينفع تاكلى عشان تاخدى الدوا
ـ مش قادره
ـ انا عارف بس تعالى على نفسك عشان تخفى بسرعه الاولاد نفسهم يشوفوكى
ظلت غاليه تنظر للطعام وحاولت أن تأكل لكنها قامت مسرعه للمرحاض وتفرغ ما بجوفها
حاول رياض أن يساعدها لكنها رفضت واغلقت الباب عليها
زل رياض واقف خارج الباب محاولا التحدث معها او مساعدتها لكنها كانت ترفض أن يقترب منها
ـ حاولى تانى كلى أى حاجة
ـ مش قادره اكل من الأكل ده هاتلى ساندوتش جبنه وكوبايه عصير
خرج رياض مره اخرى وجلب لها ما طلبته واضاف بعض الخيار والجزر
جلست غاليه وبالكاد استطاعت أن تأكل ، بعد انتهائها من الطعام اخذ رياض ما تبقى والقاه فى القمامة حتى لا يلتقطه أحد من ابناءه وتصيبه العدوى ثم عاد إليها وأعطاها الدواء
وحلس يتحدث معها
ـ غاليه انتى كنتى بتعيطى ليه ، للدرجه دى وجودى مزعلك
نظرت له غاليه ولم تتحدث لن تعود للماضي مره اخرى وتخبره بكل ما تشعر به كالماضى
استكما رياض حديثه
ـ انا عارف إنك مش عايزانى وزعلانه منى لسه وانا بعمل كده مش عشان اجبرك انك ترجعيلى للانى عارف إنك مش هترجعيلى مره تانيه
كانت غاليه صامته تفكر بعمق فى المستقبل ذلك الشعور الذى شعرت به فى الصباح لم يتركها
نظرت لرياض وحديثه المختلف عن الماضى
هل هو حقا تغير ماذا لو كان كل ذلك كذب حتى يعود اليها مره اخرى وبعدها يعود للماضى
ماذا لو كان هكذا من البداية لكان للوضع مختلف الآن
ـ غاليه إنتى مش بتردى عليه ليه
ـ رياض ممكن تسبنى لوحدى دلوقتي محتاجه أقعد مع نفسى شويه
بعد خروج رياض وجدت الهاتف يرن وكانت ليلى
ـ غاليه ازيك انهارده عامله ايه انا كنت عايزه اجيلك اطمن عليكى طمنينى عليكى بقيتى احسن
ـ الحمد يا ليلى ما تقلقيش عليا انا باذن الله هبقى كويسه اهم حاجه انت خلي بالك من نفسك ومن الشغل انا مقدره ظروفك وعارفه انك مش هينفع تيجي عشان انت حامل وهيكون في خطور عليكى
ـ والله نفسي اطمن عليكى ومتضايقه اوى وحاسة انى متكتفه
ـ ولا يهمك خليكى انتى مع مرات عمى وتابعى الشغل
ـ ماتشليش هم أى حاجة خدى بالك انتى من صحتك
ـ حاضر يا حبيبتي ، بقولك ايه يا ليلى عيسى عندك
ـ اه هو أجازه انهارده وكان بيلبس وجايلك
ـ طيب هاتى عايزه اكلمه
أعطت ليلى الهاتف لعيسى
ـ ازيك يا غاليه ألف سلامة عليكى انا جايلك دلوقتي محتاجه حاجه اجبهالك
ـ لا يا عيسى شكرا انا عايزه اطلب منك طلب
ـ خير
ـ أنا عايزة أرجع لرياض
ـ انتى بتهزرى مستحيل يا غاليه فاهمه مستحيل .
ـ لو سمحت يا عيسى انا ادرى بمصلحتى انا هرجع لرياض وعايزاك تبقى وكيلى المره دى
ـ وأنا مش موافق
ـ عيسى انت عارف ان انا ممكن اتجوز من غيرك ومن غير عمي بس انا حابه ان انت تبقى وكيلي المره دي هتيجي يا عيسى ولا هتصغرني
ـ هو قالك حاجه او ضغط عليكى تانى طيب
ـ هو مش جنبي اصلا وما يعرفش ان انا بطلب منك كده وغير كده مش عايزه عمي يعرف حاجه
ـ يعني ايه انت كمان اللى هتطلبي منه ان هو يرجعلك
ـ لا مش كده ، هو طلب مني قبل كده ان انا نرجع وانا كنت رافضه بس انا دلوقتي ليا اسبابي اللي تخليني اوافق ارجع له
ـ وايه هى بقى الأسباب دى
ـ بص يا عيسى الاسباب دى للاسف خاصه بيا ومش حابه اتكلم فيها بس اللى اقدر اقولهولك إن رياض اتغير
ـ طيب المفروض انا اكلمه ولا اعمل ايه
ـ كلم مأذون وهاته وتعالى وانا هكلم رياض وابلغه
ـ هو عندك
ـ أه بره مايعرفش لسه حاجه زى ما قولتلك
ـ خلاص يا غاليه هاجى وهشوف مأذون
جلس عيسى بعد أن اغلق الهاتف يفكر لما غاليه طلبت هذا الطلب
سالته ليلى فيما كانت تريده غاليه وأخبرها بما قالته له
جلست ليلى بجانبه وامسكت يده
ـ عندها حق يا عيسى ولو هو اتغير خليها ترجعله
ـ انتى ماتعرفيش هو عمل فيها ايه
ـ عارفه بس غاليه ظروفها مختلفه وضع زى اللى هى فيه ده مين جمبها غيره ولو حصلها حاجه تانيه مين هيوقف جمبها ؟؟
ـ انا وانتى
ـ طيب ماهى صحتها خانتها ووقعت لانت ولا انا معاها
ـ عشان فى ظروف المره دى مناعتنا
ـ افرض اتكرر الوضع تانى وقتها مين هيبقى جمبها
غاليه عايشه لوحدها مالهاش حد واختك للأسف بتدور على نفسها وبس ومحدش يعرف عنها حاجه هى تعرف عن الكل لكن محدش يعرف عنها حاجه وابوك
ابوك أصلا سبب حزنها فى الحياه
لكن لو رياض اتغير وبقى كويس ليه لأ ترجعله وتخلف عيال كتير تعمل لنفسها عزوه وعيله
ـ افرضى شرط انها تقعد من الشغل
ـ ما ظنش يا عيسى مكانش جه من الاول وخلاها تعمله يونيفورم للشركه عنده
انا شفت نظرته واد ايه كان فخور بيها وبيحبها
صمت عيسى يفكر فى حديث ليلى مما جعل ليلى تكمل
ـ وغير كده انت ابن عمها مش هتعرف تشيلها ولا تروح وتيجى بيها فى حرمانيه فى الموضوع وقاعدته معاها وهما مطلقين برضو حرام اكيد هى فكرت عشان كده
ـ تمام انا هعملها اللى هى عايزاه وربنا يستر
خرج عيسى متجها لاقرب مأذون وبعدها لمنزل غاليه
بعد خروجه طرق صلاح غرفه باب ليلى وخرجت له ليلى لتسأله عما يريد
ـ خير يا عمى فى حاجة اعملهالك ، طنط كويسه
ـ اه انا بس بسالك عن غاليه كنت سمعت طراكيش كلام كده انها تعبانه
ـ أه هى عندها كرونا ومحجوزه فى البيت
ـ اه طيب ، الف سلامه
بس واضح انكم صحاب انتى وهى
ـ أه غاليه جدعه وطيبه جدا ودماغها حلوه
ـ طيب ماتعرفيش اللى هى ماشيه معاه ده هيتقدملها امته
ـ ماشيه معاه ؟؟! غاليه مش ماشيه مع حد ودماغها فى شغلها
ـ يبقى بتخبى عليكى ومش بتحكيلك
ـ يا عمى انا وغاليه تقريبا ٢٤ ساعه مع بعض يعنى لو فى حاجة هعرف على الاقل هتتكلم فى التليفون
ـ انا ايناس قايلالى أن غاليه حكيالها
ـ معلش يا عمى مش يمكن ايناس بتتكلم بمزاجها او فهمت غلط ، انت ليه واخد أن كلام ايناس حقيقه ويمكن قالت كده عشان متخانقه مع غاليه
ـ هى متخانقه معاها
ـ اه ، وظلت ليلى تقص لوالد عيسى ما كانت تفعله إيناس مع غاليه
كان صلاح يجلس يستمع لحديث ليلى وهو متعجب من ايناس هل من تتحدث عنها ليلى حقا ايناس ابنته وقرر أن يذهب لايناس ويواجهها
فى منزل غاليه اتصلت على رياض لتخبره بموافقهتها لعودتهم مره اخرى
عندما رأي رياض اتصال غاليه دلف اليها مسرعاً ليطمأن عليها
ـ ياترى رد فعل رياض ايه ؟؟
وهل قرار غاليه صح وهل رياض هيتقبله ؟
ـ هل غاليه هتخلى رجوعها كبيعى ولا مشروط وهل هى سامحته ولا لأ ومجرد رجوع على ورق ده اللى هنعرفه الاحداث القادمه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية العزف على نياط القلوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *