رواية زهرة العاصي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي البارت الخامس والعشرون
رواية زهرة العاصي الجزء الخامس والعشرون

رواية زهرة العاصي الحلقة الخامسة والعشرون
صالح يفضل واقف مكانه، والرسالة بين إيديه… بس كل الحروف بقت سكاكين في قلبه.
الكاميرا تزوّم على الورقة وهي بتتهز من رعشة إيده… والمشهد ينتهي على دمعة نزلت من عينه أخيرًا… بس بعد ما زهرة مشيت.
عاصي بينزل من العربية، بيخبط على باب البيت، يفتح له الجد محمد، ملامحه هادية، بس عنيه فيها تعب سنين.
بيت الجد محمد – صباح بدري، صوت العصافير والخرفان، والنسمة رايقة
عاصي واقف قدام محمد، بعد ما سافر مخصوص وجاي من الطريق عليه التراب، تعبان لكنه مصمم، عنيه فيها لهفة وتعب
الجد محمد (بهدوء):
ـ “أهلاً يا دكتور… عرفت إنك هتيجي.”
عاصي بيبصله بعين كلها لهفة وحزن، صوته واطي لكنه حاسم:
عاصي (بصرخة):
ـ “جدي… زهرة فين؟! أنا عايز أشوفها… أرجوك قولي راحت فين؟!”
محمد (بيبص له بهدوء وندم):
ـ “راحت تدور على نفسها… سيبها توصل، لو كانت من نصيبك، هترجع لك.”
…
عاصي (بنبرة جادة لكن موجوعة):
ـ “أنا عرفت إنك الوحيد عارف مكانها ، أو على الأقل بتكلمك…
ـ أنا مش طالب منك غير مكانها، حتى لو هسافر آخر الدنيا عشانها.”
محمد (قاعد على المصطبة، حاطط الطاقية على رجله وبيبص له من فوق النظارة):
ـ “ليه؟ ما يمكن زهرة اختارت تمشي… يمكن خلاص قفلت الصفحة.”
عاصي يهز راسه بقوة، وعينه بتلمع:
عاصي:
ـ “أنا لو ماشية بإيدي… كنت سبتها من زمان.
ـ بس قلبي؟… هو اللي مش عارف ينساها.”
محمد ياخد نفس عميق، يقوم واقف، ويحط إيده على كتف عاصي:
محمد:
ـ “تبقى تثبتلي انك فعلا تستحمل …
مكنش فاهم عاصي وساله
استحمل طبعا لكن استحمل ايه
ابتسم الجد وقال
ـ تيجي تعيش هنا شوية.
ـ تلبس جلابية، وتنزل معايا الغيط.
ـ تزرع وتتعامل مع أهل البلد…
ـ ووقت ما ألاقيك استحملت، وقلبي قاللي إنك تستاهل، أقولك عن عنوانها .”
عاصي (متفاجئ):
ـ “إيه؟ جلابية؟ وغيط؟!”
محمد يضحك ضحكة خفيفة، لكن عنيه فيها جد:
محمد:
ـ “ده الشرط… تعيش في يا بلدنا عشان توصل ل زهرة!”
عاصي يضحك رغماً عنه، ثم يسكت شوية ويفكر… وبعدين يهز راسه بالموافقة:
عاصي:
ـ “اتعلمت عشان أعلم الناس… ودلوقتى هلبس الجلابية عشان أعلم نفسي ان الحب محتاج تضحي .”
—
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
—
أول يوم في المستشفى الخاصة التابعة للجامعة فى أوربا – الساعة ٩ الصبح
الكاميرا بطيئة وهي بتعدي من بوابة المستشفى… مكان شكله هادي، أشبه بفندق كبير، الورد مزروع على الجانبين، والنخل عالي، والجو مشمس بس فيه نسمة برد خفيفة.
عربية بتقف قدام الباب الرئيسي، السواق بيفتح الباب، وزهرة بتنزل… لابسة ملابس مريحة، طرحة خفيفة على راسها، باين على ملامحها التعب… بس كمان فيه هدوء غريب، كأنها سلّمت.
يخرج لها شاب عشريني، وسيم، لبناني، لابس يونيفورم إداري بسيط، باسمه على صدره: “جمال”.
جمال (بابتسامة دافية):
ـ “حضرتك زهرة؟ أهلًا وسهلًا… إحنا مستنيينك من الصبح، أنا جمال، مسؤول استقبال المرضى في قسم العلاج النفسي والدوائي.”
زهرة تهز راسها بابتسامة خفيفة، تايهة شوية من كتر اللي حصل، بس بتحاول تمشي خطوات ثابتة.
جمال (وهو بيمشي قدامها):
ـ “الدكتور عصام هيشوفك بعد ساعتين، بس الأول هتعدي على قسم التقييم المبدئي… وبعدها تروحي غرفتك، ترتاحي شوية قبل أول جلسة.”
زهرة وهي ماشية في الممر الطويل، عنيها بتبص على المرضى التانيين… شباب وبنات، كل واحد في دنيته، بتبص على رسمة على الحيطة مكتوب تحتها: “الوجع مش نهاية القصة… ده أول سطر في الشفاء.”
توصل قدام أوضة صغيرة مكتوب عليها:
“المعالجة النفسية – د. نادين الحاج”
جمال يفتح الباب بابتسامة:
جمال:
ـ “دي أول خطوة يا زهرة… مع د. نادين، وهتكون معاكي طول الخطة العلاجية.”
زهرة تدخل… تلاقي ستّ أربعينية، شكلها رايق، ملامحها هادية، لابسة أبيض بسيط، وبتقوم من مكانها بابتسامة حنونة.
د. نادين:
ـ “أهلًا يا زهرة… كنت مستنياكي.”
زهرة تقعد قدامها، ووشها مش قادر يخبي الوجع… تحاول تبص ناحيتها، لكن عنيها بتتهرب.
نادين (بنبرة دافية):
ـ “هنا مفيش أسئلة صعبة… ومفيش أحكام. إحنا هنا عشان نسمع، نخف، ونعيش من أول وجديد.”
زهرة تهمس، والدمعة تلمع في عنيها:
زهرة:
ـ “أنا تعبت قوي يا دكتورة…”
نادين (بهدوء):
ـ “وإحنا هنا عشان نتعب سوا… ونقوم سوا.”
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
فى الأوضة بهدوء، يظهر صوت عزف
على صوت البيانو تقف الدكتورة وزهرة ومن وراء الزجاج تشوف شاب قاعد بيعزف
سألتها زهرة
لحنه حلو آوى هو مريض هنا
ابتسمت الدكتوره
هو مريض وقصته فى شبه من قصتك ويجى الوقت اتسمعها منه المهم حبيبتي، اللي هطلبه منك دلوقتي بس إنك تطمني، لإننا هنتكلم مع بعض بأسلوب يحافظ على مشاعرك أولًا، ويحترم الوجع اللي جوّك يا زهرة، ويوصل إحساسك وجرحك من غير ما نخوض في تفاصيل مؤذية أو جارحة. هنركز على الصدمة، الألم، التأثير النفسي، والحماية اللي بتتحاول تبنيها حوالين نفسها.
تعالى نبدأ أول جلسة علاج نفسي، – ضوء خافت – موسيقى ناعمة جدًا
زهرة قاعدة قدام د. نادين، ووشها هادي بس عنيها بتلمع بحزن مكبوت… بتفرك في صوابع إيديها، بتحاول تلهي قلبها عن الكلام.
نادين (بصوت ناعم):
ـ “إحنا هنا عشانك… مش عشان اللي حصل.
اللي حصل ده جزء منك… مش هو إنتي.”
زهرة تبص بعيد، وسكون غريب يملأ الأوضة، ثم تبدأ بصوت ضعيف… كأنها بتحفر جوّا نفسها.
زهرة (بهمس):
ـ “لم وفقت على جوزه
كنت فاكرة إني في أمان… وسط اللي اسمهم أهلي.
بس كان فيه ضلمة بتستخبى ورا كل ضحكة، كل عيد، كل لمّة…”
عنيها تتملي دموع، تحاول تمنعها تنزل… تكمل بصوت بيترعش:
زهرة:
ـ “كان إبن عمي… وكنت ساكتة…
مش عشان كنت راضية…
بس عشان كنت مش فاهمة.
فاكرة إزاي السقف كان بيلف حواليا،
وإزاي صوتي ما كانش بيطلع…
كإني كنت جوّا قفص،
والهوى ما بقاش يدخل صدري…”
نادين (تسجل ملاحظات بهدوء، ونظرتها فيها رحمة):
ـ “وده أول يوم قلتي فيه الكلمة بصوتك…
اغت*ص*بك؟”
زهرة تتهز، لكن تهز راسها بنعم، وتقول بصوت مكبوت بالحشرجة:
زهرة:
ـ “آه…
سرق مني كل حاجة…
مش جسمي بس…
حتى النوم… حتى الضحك…
كنت لما أنام، أحس إني عري*ان،
وكل ما أغمض عيني، أحس إيده على رقبتى. رغم كنت فى السجن يعني بعيد عنه لكن بحس انه أقدم عينى بيلمسنى ..”
نادين (بنبرة حنونة):
ـ “وإنتي قومته ووقفت على حيلك ؟
رغم كل ده… إنتي هنا دلوقتي، وده انتصار.”
زهرة (بدموع بتنزل أول مرة من غير مقاومة):
ـ “أنا كنت خايفة أحكي…
خايفة بابا يقولوا غلطتي.
خايفة الناس يحبّوه أكتر مني، ويصدقوه هو.
والحجة جوزك ويعمل الا هو عاوزه
زهرة (بصوت محشور
ـ “عارفة أكتر حاجة وجعتني؟
إني صدقت إني السبب…
إني مسمعتش كلام أمي،
ولا كلام جدي،
ولا حتى صوت عاصي اللي ندهني وأنا خارجة اليوم ده…”
زهرة العاصي
بتكتم شهقة في صدرها، تكمل بصوت فيه ندم ومرارة:
ـ “خرجت لوحدي… فاكرة إني قوية،
بس كنت ماشية برجلي للجحيم.
اتحدفت من حضن زياد…
لإيدين سليم.
من خيانة… لذل.
من كدب… لكسر.”
بتضحك ضحكة وجع، تمسح دمعتها وهي بتكمل:
ـ “عاصي فاكر إني رجعت لزياد…
للي أول واحد ذبحني…
ذبحني لما خاننّي مع ياسمين،
ولما رجع تاني يحاول ياخدني غصب…
ما كانش حب،
كان أنانية مغلفة بكلام حنين.”
بتكتم دموعها في إيديها، بس صوتها بيوصل لأوج الحزن:
ـ “فطبيعي…
طبيعي اللي من دمي، من لحمي،
اللي شايفني ضعيفة…
يصدق أي كذب*ة،
ويعمل فيا زيه…
ويمكن أبشع.”
ـ “بس أنا مش السبب…
أنا كنت الضحية،
والنهارده… أنا أول مرة أقولها بصوتي.”
زهرة سكتة، عينيها شاخصة ناحية الشباك، لسه صوتها بيرتجف من الاعترافات…
الدكتورة نادين (بابتسامة هادية ونبرة فيها دفء واحتواء):
ـ “برافو عليكي يا زهرة…
انتي أقوى من اللي كنتي فاكرها.
وأهم خطوة عملتيها… إنك شلتي الغشاوة وشوفتي نفسك،
عرفتي إمتى غلطتي… وإزاي.
وده أول طريق الحرية… حرية من الذنب والجلد والندم.”*
زهرة تبص ناحيتها بعين فيها دمعة خفيفة، بس فيها قوة ظهرت لأول مرة من جواها.
الدكتورة نادين (بنبرة تحليلية لطيفة):
ـ “بس قوليلي… لو رجع شريط الزمن،
لو اليوم ده… خرجتي وانتي سامعة كلام عاصي،
أو خرج معاكي…
تفتكري كان إيه حصل؟
تخيلي معايا يا زهرة…”
الضوء يتغير شوية، وزهرة تغمض عينيها… الموسيقى هادية تبدأ تدخل، ويبدأ مشهد الفلاش باك في خيالها.
🎞️ فلاش باك – نفس اليوم اللي حصل فيه الاعتداء – الشارع – الليل
زهرة خارجة من البيت، لابسة نفس اللبس، لكن وراها صوت عاصي بيناديها:
عاصي (بحزم وقلق):
ـ “زهرة! استني… مش هتروحي لوحدك، أنا جاي معاكي.”
بصت له، وقتها قلبها كان مشوش، بس في الخيال، بتبتسم له وتقول:
زهرة:
ـ ” حاضر خليك جنبي… حس انى خايفة ومش عارفة من إيه.”
عاصي يمد إيده، وهي تمسكها، ويمشوا سوا في الحديقة وتوصل ل العربية وتلاقي الفلاشة ويكون معها دليل يحميها يظهر زياد و يمسكه عاصي ويعترف انه الا قتل نيفين بالغلط .
ووقتها مافيش خطف ، مافيش عنف، مافيش سليم،امى كانت فضلت عايشة مافيش اغت*ص*اب…
بس فيه أمان… فيه صوت عاصي، ضحكته، وجوده، وحمايته وامى .
زهرة تفتح عنيها… نفس الدمعة فيهم، بس نزلت بهدوء.
زهرة (بصوت مخنوق):
ـ “مكنش حصل حاجة…
كنت ممكن أعيش، مش أنكسر.
مكنتش اتأذيتش،
كنت شوفتني بعيون مختلفة… مش كضحية.”
الدكتورة نادين (بحنية):
ـ “وهو ده الفرق بين القوة والعند…
القوة بتعرف تختار،
العند بيقفل عينيه ويمشي… حتى لو عارف النهاية.”
زهرة:
ـ “وأنا…
مش هقفل عيني تاني.”
تخلص زهرة وتدخل أوضة – بعد الجلسة بساعات
زهرة قاعدة عند الشباك، لابسة أبيض، شعرها مربوط، وعنيها معلقة في السما… بيدها ورقة بترسم فيها خطوط عشوائية، عنيها غرقانة في أفكار.
زهرة قاعدة لوحدها، في إيدها الموبايل… بييجي إشعار من جدها
تفتح الصورة… وتتبصم جوا عنيها:
ـ عاصي، لابس جلابية سودة، واقف جنب شجرة مانجا، ضاحك بضحكة خفيفة لكن عنيه فيها حنين… وفي الصورة كمان الجد محمد واقف جنبه، عامل حركة بإيده كأنه بيقول “شوفته؟!”
زهرة تبص للصورة، تضحك… بس ضحكة باكية… وتحط إيدها على قلبها:
زهرة (بهمس):
ـ “هو ده اللي كنت فاكراه هيرجع حياته وينسينا وانسها …
ـ بس كل مرة بشوفه… قلبي بيتعلّق بيه أكتر.”
ليه يا جدى
رنّ الموبايل، زهرة تبص للشاشة… “جدو محمد”
زهرة (بابتسامة دافية):
ـ “ألو، يا حبيبي يا جدو… طمني؟”
محمد (بصوته الهادي):
ـ “أنا تمام يا بنتي… بس مش أنا اللي محتاج تطمني عليه.”
زهرة (بهمس):
ـ “هو اتغير كده ازى ؟”
محمد:
ـ “هو مكنش محتاج يتغير… هو بس كان محتاج يثبتلك إن قلبه مش هيتقفل من حبك .
ـ وده عمله.”
زهرة (بتبلع ريقها):
ـ “هو بيعمل ايه عندك وليه مرجعش ل حياته … هو كويس؟”
محمد (بضحكة صغيرة):.
علشان متمسكة بيك وعارف إن محدش يعرف مكانك غيرك ف لعبت لعبة معه وطلبت منه يقعد معايا في البلد منه يونسينى البيت بقى فاضي من غيركم يا بت ومنه بيتعلم عادتنا
سألته زهرة بلهفة وخوف:
إنت إلا طلبت منه يلبس الجلبية ويطلع علي الشجرة وينازل الفواكه يا جدو
ضحك الجد وقال :
ومش بس كدة، دلوقتي بيتعلم يركب حمار… ولسه بيفرق بين البصل والتوم.
ـ بس حلف إنه هيكمل… قاللي: هلبس الجلابية وأزرع… لحد ما ترضى عليا تعرفنى مكان زهرة
لكن أنا مش ابعت ليه مكانك غير لما تكوني إنتي عايزة تشوفي.”
زهرة (بصوت مخنوق):
ـ “أنا… لسه محتارة يا جدو.”
محمد:
ـ “براحتك يا بنتي… بس اوعي تضيعيه لو قلبك لسه معه .”
زهرة تسكت، عينيها بتدمع، وتهمس:
ـ “سلملي عليه…”
تقفل معه
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
—
فى مكان آخر فى كافيه هادي على النيل، الجو دافي ونسمات خفيفة، الدنيا قبل المغرب بشوية، الشمس بتغيب بهدوء.
زينة لابسة فستان بسيط لون باستيل، شعرها سايب بحرية، بتضحك بخجل وهي بتشرب عصيرها.
كريم قاعد قدامها، لابس قميص أبيض وبنطلون جينز، إيده على الترابيزة، وعينيه عليها كلها حب.
—
كريم (وهو بيبص لها بنظرة فيها توتر وشوق):
ـ “زينة… أنا كنت ناوي أقولك من بدري، بس كل مرة كنت بخاف أفسد اللحظة… بس خلاص، المرة دي لازم أقولها.”
زينة (بابتسامة متوترة):
ـ “إيه يا كريم؟ شكلك هتقول خبر مرعب ولا حاجة…”
كريم (يضحك، وبعدين ياخد نفس طويل):
ـ “أنا بحبك يا زينة… وعاوز أكمّل معاكِ حياتي.
أنا ماعرفتش طعم الراحة إلا وإنتِ جنبي، ولا فهمت يعني إيه أمان غير لما لقيتك بتسندي حتى من غير ما أطلب.”
زينة (وشها بيتحوّل لدهشة، وبعدين خدودها تحمر):
ـ “كريم… إنت بتتكلم بجد؟”
كريم (بيقوم من مكانه وبيطلع خاتم بسيط من جيبه، وبيقول بنبرة راكبة على دق القلب):
ـ “مش بس بجد… ده أنا من يوم ما عرفتك، وأنا شايفك مراتي…مش بس حبيبتي…
هتوافقي تبقي مراتي؟”
زينة (الدموع بتنور عنيها، وبتحط إيدها على وشها):
ـ “ياااه… إنت جبتلي الكلام من قلبي…
آه يا كريم… موافقة… طبعًا موافقة.”
كريم يلبّسها الخاتم، وهي بتضحك وسط دموع فرحة، والناس في الكافيه بيصفقوا بلطف، والشمس بتغيب على ابتسامتهم.
—
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
تأنى يوم تحضر زهرة الجلسة الثانية
زهرة قاعدة، ظهرها مفرود بس عنيها فيها وجع ساكن… الدكتورة نادين بتلاحظ التغيير، بس بتسكت لحظة تستنى الكلام يطلع لوحده.
زهرة (بهمس):
ـ “هربت…
مش عشانه مابحبوش،
بس عشان خايفة عليه…
خايفة يكون وجودي سبب في كسره،
في فشله، في تعبه،
أنا عندي وجع لوحدي…
بس مش هستحمل أشوفه بيتوجع عشاني.”
الدكتورة نادين (بصرامة لأول مرة):
ـ “يعني قررتي تهربي؟
وتقرري مصيره من غيره؟
وإنتي شايفة إنك بتحميه؟
اللي بيحب مبيسيبش…
واللي بيهرب، بيخاف يواجه نفسه مش التاني.”
زهرة (بدمعة خفيفة):
ـ “كنت حاسة إني لعنة…
لو فضل معايا، هيدفع التمن.
كنت عايزة يختار حياة أسهل…
أروح وأسيبله فرصة يبدأ من جديد.”
الدكتورة نادين:
ـ “وإنتي عارفه إنك قررتي تسيبيه يختار من غير ما يكون موجود؟
الحب مش دايم سهل،
بس الاختيار من حقه… مش حقك لوحدك.”
—
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
خلصت زهرة الجلسة وبقيت مستعدد تتكلم مع زينة واتصلت بيها
مكالمة فيديو بين زينة وزهرة، زهرة قاعدة في أوضتها الجديدة، شكلها هادي بس عينيها فيها تعب، وزينة في بيتها في القاهرة، قاعدة على الكنبة وشكلها مبسوط وفرحان.
زهرة (بصوت خفيف):
ـ “وحشتيني أوي…”
زينة (بحماس):
ـ “انتي فين يا مجرمة؟! ده حتى سبتيني من غير ولا وداع!”
زهرة (بتضحك وسط دموع):
ـ “كنت محتاجة أهرب حتى من صوتك…
ـ بس دايمًا صوتك بيرجعني.”
زينة:
ـ “طب قوليلي… في إيه؟ شوية كده بقيتِ زهرة الهاربة من قلوب الكل؟”
زهرة (بهدوء):
عاصي عند. جدى عارفة
ضحكت زينة طبعا عارفة وعندى خبر كمان حلو
سألتها زهرة بلهفة
قولى خير
زينة (بنبرة كلها حماس وفرحة):
ـ “بصّي يا زهرة… أنا كنت ناوية أقولك من يوم ما حصل، بس استنيت لحد ما تهدي شوية…”
(تضحك بخفة)
ـ “كريم طلب إيدي، رسمي، وعيلته كمان موافقين، و… وأنا وافقت.”
ـ “أيوه… قال إنه مش هيجبرني، بس هيفضل مستني.
ـ كريم ده كان أكتر شخص حس بيا من غير ما أتكلم، شافني بعد كل حاجة واتقبلني…لم عرف إن أهلك اتبنونى ولم عرف مين أهلى وانى عاوزة اثبت هويتى حارب معايا
ـ بس قلبي خايف ل أهله ميتقبولنيش فى حياتهم ؟… رغم أنا دلوقتي بقيت عايش في حتة تانية.”
زهرة (بصوت حنين):
ـ “انتي بتحاولي تهربي من قلبك… بس قلبك مش هيسيبك.”
ضحكت زينة
هو كلامك ده لي والا لنفسك
زهرة (بتهمس):
ـ “كل ما أقول نسيته… ألاقي صورته في قلبي بتكبر أكتر.
ـ ”
زينة:
ـ “طب لو لسه بتحبيه… متأخريش القرار، متبقيش أنتي اللي سبب في وجعك ووجعه.”
زهرة (بسكون):
ـ “ادعيلي يا زينة… عشان أعرف أختار قلبي مش خوفي.”
زهرة (بتبتسم بنعومة رغم الألم في صوتها):
ـ “فرحتلك من قلبي يا زينة… تستاهلي كل خير، وربنا يسعدك يا حبيبتي.”
زينة (بتميل شوية ناحية الشاشة، وكأنها بتقرب منها):
ـ “بس عارفة إيه اللي خلاني أحب كريم أكتر؟
لما عرف كل اللي حصل معايا وأمن بقصتى وحلف إن يجبلي حقي ولازم اثبت هوايتى …
..
ما اتغيرش، ما عملش نفسه مش شايف، بالعكس، قالّي:
“وفضل يمدح فيك ان رغم إنك مكنش ليك علاقة بس قبلت تقف أقدم المدفع لحد ما كشفنهم كلهم
وقالي كمان .. أنا لو في مكانها كان زماني انتهيت، مش وقفت على رجلي تاني.”
وقالّي إنه لو كان مكان عاصي… مكنش سابك تمشي، كان حارب الدنيا كلها علشانك.”
زهرة (صمت، وبعدين صوتها يخرج هامس):
ـ “عارفة يا زينة… يمكن عاصي عمل كده فعلاً، بس أنا… أنا اللي خفت عليه، خفت أكون وجع ليه طول عمره، زي ما كنت وجع لنفسي.”
زينة (بحنية):
ـ “بس فيه فرق بين الخوف والحُب…
وأحيانًا بنخاف من الحُب نفسه… بس كريم خلاني أفهم إن اللي بيحب بجد، بيتحمل دلوقتي راسه مرفوع وهو بيقول ل أهله أنا مين وبنت مين من غير خجل وفى مقابلة يوم الخميس الجاي اهله يا زورنا …
وعلى فكرة عاصي؟ كان بيتحمل كتير، وإنتِ الوحيدة اللي مخبية عنه مشاعرك.
زي ما أنا كنت زمان.”
زهرة (تبتسم والدمعة على خدها):
ـ “هو لسه هناك؟”
زينة (بابتسامة خبيثة):
ـ “لسه… ولسه في الجلابية كمان! وجدك بيصوره ويبعتهالك كل يوم، صح؟”
زهرة (تضحك بخفة لأول مرة من فترة):
ـ “أهو… شكله اتحوّل لفلاح محترف.”
زينة (بمزاح):
ـ “يبقى فاضل إنتِ… ترجعي وتشوفيه بعيون غير الخوف.”وأنا هدخل على الجوالة التأنى أهل كريم
….
سألتها زهرة
هما احتمال مش يوافق لمجرد محدش كان يعرف مين أهلك طيب أهل عاصي يعملوا إيه لو عرفوا انه بيحب واحدة
مطلقة وكانت متهمة بجريمة قتل واحتمال متخلفش
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة العاصي)