روايات

رواية أسرت قلبه الفصل السادس والأربعون 46 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل السادس والأربعون 46 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت السادس والأربعون

رواية أسرت قلبه الجزء السادس والأربعون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة السادسة والأربعون

(فراق )
كانت طعنتك تلك المرة قوية …لا أملك أمل النجاة
)سيف لمياس )
…….
رمش بصدمة وهو ينظر إليها …شعر للحظات انها تمزح ولكن البرود في عينيها هزه قليلاً ….هز رأسه قليلاً وهو يحاول استجماع افكاره وقال؛
-بتقولي ايه يا مياس ….
-عايزة اتطلق …
رددت مرة أخرى وهي ما زالت تنظر إليه بهدوء تام …لم تخونها تعابيرها ولو للحظة …..
نهض وهو يسحب ملابسه ويرتديها على عجلة
..ثم اقترب منها …اهتزت حدقتيها للحظة والتوتر يغزو جسدها وهي تراه يقترب منها ولكنها ارتدت قناع برودها وهي تتراجع وتقول بصوت قاسي :
-متقربش …
-مياس …
قالها وهو يقترب منها يحاول تهدئتها فقد بدت أعصابها مُحطمة لترد وهي تتراجع :
-قولتلك متقربش مني …ابعد !!!
-مياس ايه اللي حصل …أنا غلطت فيه ايه بس ….ما كنا كويسين مع بعض …
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه ليستغل هو هدؤها اللحظي ويقترب منها ثم يتلمس وجنتها وهو يقول بحنان :
-فيه ايه يا فراشة…أنا ضايقتك في حاجة …حد ضايقك تاني…قوليلي مين ضايقك وانا اوعدك.هجبلك حقك …بس متقوليش طلقني تاني …الكلمة بتوجع قلبي …أنا بحبك …ومتأكد أنك بتحبيني ….
ثم اقترب بشفتيه منها ليقبلها ولكنها ابعدته عنها …الدموع محبوسة بعينيها …تعرف ما تقوله سوف يؤذيه ولكنها لا تمتلك أي حل آخر …لا يمكنها ان تخسره .للأبد على يد هذا المختل عقلياً….سوف تمو.ت لو حدث هذا !!
-أنا …أنا مقدرتش أحبك …..
قالتها وهي تحاول تحاشي نظراته المصدومة والمنكـ.سرة ….حاول أن يمسك كفها ولكنها أبعدته بسرعة وهي تقول بنبرة باردة للغاية :
-لو سمحت يا سيف كفاية ..أنا مليت من اللعبة دي …طلقني لو سمحت !!!
-مياس أنا زعلتك في حاجة ؟…شوفي أنا اسف لو ضايقتك من غير ما اقصد ….
كتمت دموعها فاحتضن وجهها وقال بلهفة :
-مياس أنتِ بتكدبي عليا صح …اكيد بتحبيني ….بس حد ضايقك تاني ..قوليلي نوال ضايقتك ..قوليلي والله انا هقـ.تلها المرة دي …
أبعدت كفيه عن وجهها ونظرت إليه ببرود.
.لقد أختفت نظرات الحب بعينيها كأنها لم تكن وقالت :
-قولت مش بحبك…الحب مش عافية يا سيف مقدرتش أحبك…مش هتجبرني أفضل معاك …لو سمحت طلقني…لو سمحت ..لو عندك كرامة طلقني ….ده لو عندك يعني ….
ابتعد عنها كالملسو.ع …شعر بأ.لم كبير في قلبه …أقوى من الألم الذي يشعر به حاليا بسبب الإصابة الخاصة به …التمع بريق الدموع بعينيه …شعر انه ضعيف للغاية للمرة الأولى …يعرف ان تلك ليست مياس …شئ ما قد حدث وجعلها بتلك الحالة …ولكن كلماتها تؤذيه بقوة
-انا عايزة اتطلق لو سمحت والا هرفع عليك قضية خلع …
-مفيش داعي هطلقك يا مياس …
قالها بهدوء لتفر الدماء من وجهها…لقد طلبت هذا ولكن قوله هذا جعلها تنها.ر داخلاً ….
ولكنها بقوة تمسكت بقناع الجليد الذي ترتديه وابتسمت له وهي تقول :
-حلو كويس ياريت نخلص الإجراءات دلوقتي عشان اسافر القاهرة …
عبس وهو ينظر إليها ويقول :
-تسافري فين ؟!
رفعت وجهها وهي تقول :
-القاهرة
-مياس…بتهزري صح ؟!قاهرة ايه اللي عايزة تروحيها …عايزة تروحي وتقعدي في بيت خالتك لوحدك وده ينفع …اقعدي هنا في بيتك …
-ده مش بيتي .
-لا ده بيتك …بيت عمك…ولو كان وجودي هيضايقك أنا هسيب البيت وامشي …لكن متمشيش …خطر تقعدي لوحدك مش هييبك تقعدي لوحدك هناك يا مياس
رفعت رأسها وقالت:
-ما أنا دايما كنت لوحدي أنا وخالتي لحد ما اتهاجمت واتشوهت ومفيش حد فيكم كان معايا …لا انت ولا عمي …فبلاش دور البطولة اللي مش لايق عليكم. ..أنا همشي يعني همشي وأنت هتطلقني !!
نظر إليه بجرح وقال:
-انا اعتذرت عن ده. مليون مرة يا مياس …صحيح قصرنا جامد واحنا غلطانين وده اللي هيخلينا مش هنكرر غلطنا …أنا مقدرش أسيبك تروحي هناك برجليكي بعد اللي حصلك هناك ….اقعدي هنا ده بيتك أنا اللي همشي ووعد مش هتشوفي وشي
تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة …ارادت ان تركض إليه وتعانقه …تعتذر منه ولكنها لا تستطيع …الرعب الذي داخلها كان أكبر من أي شئ …لو كان الامر يتعلق بحياتها لماتت دون ان تهتم ولكن هذا يتعلق بسيف …حياته …وهي لا يمكنها ان تعرض حياته للخطر ….
-وانا قولت اني هروح القاهرة …لا انت ولا جلال الحسيني هتمنعوني يا سيف!!!!
..
……..
في اليوم التالي ….
ولجت للغرفة وعبست وهي تجده ما زال نائماً…اقتربت منه بهدوء وهي مبتسمة ثم جلست على الفراش ….نظرت لهاتفها لتجد أن الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ظهراً … نظرت إليها وهي مبتسمة …كان ينام على ظهره عاري الجذع كعادته يضع ذراعه أسفل رأسه وذراعه الآخرى يغطي بها عينيه …خفق قلبها داخل صدرها وهي لا تصدق حتى الآن ان هذا الرجل الوسيم يحبها …يحبها هي …وما كان مزيف اصبح حقيقي ..هو اصبح لها وهي اصبحت له ….كأنها بحلم جميل ..لم تظن ابدا انها سوف تختبر تلك المشاعر القوية …تلك السعادة …لم تتخيل ابدا ان يكون لها من الحب نصيب …لقد تقبلت بهدوء انها قبيحة لن ينظر إليها رجل مرتين …ولكن الأمر كان مختلف مع عاصي …نظراته تُخبرها انها جميلة …عندما لمسها أول مرة أشعرها انها جميلة ….لأول مرة ترى جمالها من خلال عينيه…لن تنسى هذا أبداً له …
امسكت كفه ثم قبلته بلطف ووضعت كفها بتردد على وجنته وهي تهمس:
-عاصي اصحى…
ولكنها لم يفتح عينيه بل أمسك كفها ثم اخذ يقبل باطنه بشغف ويقول :
-ليه قومتي من جنبي ؟!
-عشان كان لازم اصحي أملاك وافطرها …يا استاذ الساعة حداشر دلوقتي بطل كسل وقوم….
فتح عينيه بصعوبة وهو ينظر إليها …كانت مبتسمة وهي تنظر اليه ترتدي فستان طويل الى حد ما …شعرها مربوط في ذيل حصان …تبدو اكثر انتعاشاً….
ابتسم وهو يضع كفه على ركبتها ويقول :
-حلو الفستان ده عليكي …مخليكي زي القمر …بس لو لبستي فستان أقصر شوية هتبقي فمرين …
ضربته على كفه بمزاح وقالت :
-طيب اتلم طيب …
-تؤ تؤ بتضربي جوزك يا رحيق …مينفعش كده …
ضحكت بمرح وقالت:
-طيب قوم يا جوزي عشان تفطر أملاك مستنياك …
عبس وهو ينظر إليها لتتوسع عينيها بصدمة وتقول :
-مش معقول ناسي ؟!…ده انت اخدت إجازة مخصوص عشان الحوار ده….أملاك كانت حابة تقضي اليوم النهاردة في النادي وبعدين الملاهي …انت بجد نسيت ؟!!
فرك عينيه بتعب وقال:
-اووه راح عن بالي …
نظرت إليه بلوم ليقرص وجنتها ثم يقبلها ويقول:
-بس كويس ان مراتي فكرتني….
-طيب يالا بقا قوم عشان بنتك متزعلش…أنا رايحة احضر الفطار…وكمان عايزين بعد اليوم الطويل ده نروح عند ماما دلال وحشتني اووي ….
-حاضر يا روقة ….
ثم نهضت لتذهب الا انه شدها إليه فتسطحت على الفراش …تسطح هو جوارها وضمها إليه ..كان وجهها مقابل وجهها …احمر وجهها بشكل مُبالغ فيه بينما توسعت عينيها وهي تنظران إليه….رفع كفه وأرجع خصلة من شعرها للخلف وهو يقول :
-شكلك حلو اووي لما بتتكسفي ..سمارك بيعمل ماتشي هايل مع اللون الاحمر بتاع الخجل …..بتكوني جميلة بطريقة أنا مش عارف اوصفها….
ارتعشت أنفاسها وقالت :
-متبالغش ….أنا عارفة اني مش حلوة للدرجادي …
تنهد بعمق وهو ينظر إليها وقال:
سمراء الوجه لكن…
لها من شمس المغيب نفحة السحر والغموض
ولها قلب يسع لك كلما ضاقت بك الارض
تلك التي ضيعتها…
لن تسع الشُطان دمعك ندما بعدها!!
.(لقائلها )
توسعت عينيها بصدمة وقالت:
-معقول بتعرف تقول شعر …
-هو مش بتاعي بس أنا حافظ البيت ده…
ابتسمت وقالت:
-مش مصدقة أنك رومانسي وبتقول شعر ….
نقر على أنفها وقال:
-اعتبري ده سر ومتقولهوش لحد ….
-لا بتكلم بجد …مش متخيلاك رومانسي خالص …
-اومال متخيلاني ازاي ؟!
قالها بتسلية
لتبتسم بخجل وتقول :
-بصراحة ومتزعلش بحسك وقح اووي …يعني اللي يشوفك وانت بتتعامل برسمية ميشوفكش دلوقتي
-بكون متغير يعني …
-جدا كمان فرق بين السما والارض بصراحة …يعني أول مرة قابلتك حسيتك جد اكتر من اللزوم ..وحسيتك.انسان محترم كده …
رفع حاجبيه وقال:
-انا أنسان محترم متتكلميش كده عن جوزك عيب….
-اسفة مقصدش…اقصد يعني الجانب منك ده غريب و…
قاطعها وهو يضع اصابعه على شفتيها ويقول :
-المهم الجانب من عاجبك ولا لا ….
ابتلعت ريقها وقد احمر وجهها بقوة ليبتسم بعبث ويقول :
-السكوت علامة الرضا …يعني بتحبي الجانب ده مني …
كادت ان ترد عليه ولكنه بدأ يدغدغها بينما هي تصر وتضحك بقوة …
-عاصي كفاية هيقولوا ايه اللي في الفيلا ….
قبلها وما زال يدغدغها ورد :
-عرسان جداد يا ستي …
………
-أنت مجنون بجد يا يوسف …لا حرفياً مجنون أنا مش ببالغ !
قالها منير وهو يضحك بينما متسطح على الفراش …كانا الاثنين بغرفة المشفى بسبب الجروح التي اصابتهم …ظن منير وهو هناك ان تلك سوف تكون نهايته …انه سوف يموت لا محالة ولكن يوسف كان له رأي آخر …لم يكن ليسمح لأي أحد ان يؤذي من يخصه ….ويعرف كتير جيدا ان يوسف لم يكن ليضحي به …لم يشك للحظة ..ولكن ما لم يتوقعه هو ذكاء يوسف المبهر الذي جعل لطيف ومن معه في مواجهة الجحيم …ما حدث كان اشبه بالجنون …وقد تيقن فعلا ان صديقه يمثل الجنون بحد ذاته
ابتسم يوسف وهو ينظر لصديقه بينما يمسك كف زوجته وهو ينظر إليها مبتسماً…لقد انتصر …لم يظن انه قادر على هذا ….كان الأمر خطيراً ان لم يصل مراد في الوقت المناسب كانا سيموتا بكل تأكيد …ولكن الحمدلله الله قد نصرهما وعاد هو لزوجته سالم معافى …صحيح ان لطيف قد هرب هو ومن معه …ولكنه يعرف جيداً ان الآن لا أحد سوف يساعد لطيف ورجاله ….فالجميع قد وقع …أدلة قوية ظهرت …وأخبار تسربت في الصحافة …اخبار قوية قضت على الجميع …يعرف انهم لن ينجوا الآن من القانون …لو كانوا نجوا في المرة الاولى فالمرة الثانية قد قضت عليهم …ابتسم يوسف وهو يتذكر ما حدث بكل تفصيل …..
…..
-هتعمل ايه دلوقتي …
قالتها ماجدة بتوتر فابتسم وقال:
-هروح للطيف…
-هيقتلك …
قالت بإختناق والدموع تلمع بعينيها …ابتسم وهو يربت على كفها ويقول :
-سيبيها على الله يا ماجدة ….
-طيب..طيب عندك خطة معينة ….
هز رأسه وهو يقول:
-مفيش للأسف ….
اغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما فتنهد وهو ينظر أمامه الا ان رنين الهاتف جعله ينتفض قليلا …أمسك الهاتف وتوسعت عينيه وهو يعني بذهول:
+مراد!!!
……
بعد قليل …
-انا بجد مش مصدق …حاسس اني بحلم…مراد انت هنا ازاي ؟مش كانوا نقلوك …
قالها يوسف وهو بمنزل مراد …كان قد أحضر زوجته وطفلها …ما زال لا يصدق ان مراد قد عاد …
ابتسم مراد وقال :
-ورجعوني تاني …أصل الباشا الكبير وقع …ظهرت عليه ادلة أقوى …عايز اقولك اننا بنجهز اذن عشان نقبض عليه ….
-كده يبقى لطيف ملوش ضهر
-عليك نور …كده هيبقى لطيف ملوش ضهر فعلا ….
عبس يوسف وقال:
-لطيف مُحتجز منير وهيقتله يا مراد وعايزني اروح له أنا ومراتي وابنه …أنا خايف اووي
ابتسم مراد وقال:
-متقلقش وروح بس لوحدك هنقبض عليهم كلهم زي الفيران…
-دي مخاطرة يا مراد …ده.جنان …
ابتسم مراد وقال:
-وأنت مجنون يا صاحبي أنا عارف !
ابتسم يوسف وهز رأسه وهو يقول :
-عندك حق يا صاحبي ….
……
المكان …الفيلا المهجورة التي يقبع بها لطيف …٫
الحدث ..كان لطيف مُمسك السباحة موجهه نحو منير يستعد لقتله. …
….
ابتلع كتير ريقه وهو يغمض عينيه بينما يسمع صوت تهيئة السلاح وقال بتماسك يُحسد عليه:
-أشهد أن لا إله الا الله ..وأشهد أن محمد رسول الله
ولكن فجأة ضوضاء جعلته يفتح عينيه ..نظر حولهم لطيف بتوتر بينما ابتسامة شقية احتلت شفتي يوسف وهو ينظر للطيف المرتعب بشماتة ويقول:
-game over ya habiby ….أنت أنتهيت !!
-انت عملت ايه ؟!
قالها بهلع وهو يسمع أصوات الأسلحة ليرد يوسف :
-أنا فتحت عليك أبواب الجحيم بس !!!….
….
وما حدث بعد ذلك كان الجحيم …اقتحمت الشرطة الفيلا وألقت القبض على الكثير ..لطيف وبعض رجاله هربوا بعد ما أصاب رجال الشرطة ساق لطيف بطلق ناري….وبهذا تخلص يوسف من كابوس لطيف ومن معه للأبد ….
….
عاد من شروده وهو يبتسم ويفكر ان لطيف ما زال حي ولكن مراد طمأنه انهم سوف يقبضون عليه سريعاً كما أنه وضع حراسة مُشددة أمام غرفته هو ومنير والآن هو يشعر بالراحة بينما يمكث وسط عائلته وصديقه….
نظر الى ماجدة الممسكة كفه وهي تبتسم له فمس لها :
-بحبك …
ابتسمت بحب له وهي تطرق برأسها أرضاً
. ………
في عيادة الدكتور إبرام ….
..
كانت ماريانا تجلس وهي تشعر بالرهبة …قلبها ينبض بعنف اليوم سوف تكشف نفسها …ستخلع قِناع البرود لتريهم كم هي متألمة من الداخل …اليوم سيعرف الجميع انها لم تتخطى ما حدث لها …سيعرفون انها ما زالت سجينة تلك الليلة …لم تتحرر بعد والآن ما تفعله الآن هو انها تحيط نفسها بالجليد لتحمي ذاتها…تدعي انها لا تشعر ان تلك مأساتها فتوهم نفسها انها بخير …انها ناجية…ان تلك الليلة لم تحدث وان هذا هو محض خيال منها فقط…كان السؤال الذي يؤرقها هل. ستنجح …هل ستسطيع ان تعود لذاتها…أن يصلح ابرام الضرر الذي اصابها ام سيكون الوضع أسوأ خاصة بعد فتح كل جروحها ؟!!
-ماريانا عندك أي مانع ان جورج يحضر معانا حاسة العلاج النفسي…
فعلها ابرام بلطف وهو ينظر لماريانا التي بدت في، عالم آخر …وكأنها لا تدري ما يحدث حولها …كان جسدها النحيل يرتجف قليلاً ولم ترد على سؤال ابرام …
نظر ابرام إلى جورج ثم نظر لماريانا مرة أخرى وقال بنفس اللطف دون اي اثر للضيق بنبرته :
-ماريانا بقولك عندك أي مشكلة ان جورج يحضر جلسة العلاج النفسي معانا ….
رفعت عينيها أخيرا وهي تُجيب ببهوت :
-لا معنديش….
اجابتها كانت باهتة …باردة بشكل مغيظ ولكنه سوف يتحمل ….سوف يمسك.كفها ليخرجها من الظلام….هو لديه يد فيما حدث لها وهو من سوف يساعدها على الخروج …حتى لو تطلب هذا ان يضع كفه في كف اكثر شخص يكرهه حاليا وهو إبرام….
اتخذ ابرام مقعده ثم اخرج المذكرة التي يكتب بها. وقال:
-إبدائي يا ماريانا ….
كانت ماريانا تفرك كفيها …بينما انسابت الدموع من عينيها …كانت تشعر بالرعب وكأن كل جروحها سوف تُفتح اليوم مجدداً…..
شعر جورج بإرتباكها اقترب وجلس بجوارها ثم مد.يده ليحاول إمساك كفها ولكنها ابعدت يدها بحدة نوعاً ما ولم تنظر إليه ….
شعر بالتوتر وابتعد محرجاّ عنها ….
-انا خايفة اتكلم …
قالتها بإختناق ليرد ابرام متفهماً :
-مش مشكلة نقدر نتكلم الجلسة اللي جاية مادام مش مستعدة ولا عايزة تتكلمي ،
هزت رأسها وهي تقول بإختناق؛
-انا عايزة اتكلم …بس خايفة يا ابرام …أنا عايزة انسى اللي عشته….أنا بحاول اقنع نفسي اني جالي تبلد…بقنع نفسي ان اللي حصل ده محصلش ليا أنا وان أنا كويسة ….مش عايزة افتكر أي تفاصيل عن اليوم ده رغم ان كل حاجة بتدور في بالي …أنا لسه سجينة اليوم ده….في اليوم ده أنا خسرت كتير يا ابرام….خسرت ابني ….شرفي ….
أطرقت برأسها ونشيج حار يهرب من بين شفتيها ثم أكملت ونبرتها مشوبة بالبكاء ….:
-اسوأ لحظات حياتي لما كان الحيوان ده بينتهك جسمي وانا مكنتش عارفة ادافع حتى عن نفسي …كان نفسي اصرخ …اموت نفسي ..كنت حاسة بالقرف…صحيح مكانش اغتصا ب بس هو لمسني بطريقة خلتني اكره نفسي …اكره اني ست …لحد دلوقتي حاسة بإيده القذ رة عليا …حاسة اني مش نضيفة …حاسة …حاسة …
ثم أنفجـ رت بالبكاء مرة أخرى ….
انهمرت الدموع من عيني جورج …كان يشعر بالخجل من نفسه …زوجته تعاني …هي محـ.طمة وهو كل ما يفكر به غيرته الحمقاء ……اراد ان يذهب إليها ويعانقها….يعتذر لها…بينما زوجته تعاني من هذا كله هو كان معها …تلك المخادعة…من خدعته ودمرت حياته …هو لن يسامحها ابداً…
-خلاص يا ماريانا …خلاص كفاية…
قالها ابرام وهو بنهض يقدم لها محرمة ورقية بينما يضغط على كتفها بمواساة أشعلت غيرة جورج مجددا …
….
بعد قليل ..كانت ترتاح على مقعد السيارة …منهكة الجسد والروح عاجزة عن البكاء مرة أخرى …لقد يكن كثيرا في جلسة العلاج النفسي وكأنها قد صغيرا طويلا وانفجرت فجأة …وابرام كان متعاون معها …لم يدفعها او يحاول أن يجعلها تتكلم دون رغبتها…اغمضت عينيها وهي تشعر بالتعب …فجأة شعرت بأحد يمسك كفها … فتحت عينيها ورفعت وجهها لتجده جورج يبتسم لها بحزن ….كانت الدموع بعينيه وهو يهمس بندم شديد :
-ليكي حق متسامحنيش يا ماريانا …اللي عملته ميتغفرش …
سحبت كفها وقالت؛
-متقلقش مش بحقد عليك …خلاص يا جورج أنا خرجتك من حياتي حساباتي وللأبد كمان
…….
-احنا متفقناش على كده يا أمجد أنا عايزة اشتغل !!
قالتها جيلان بضيق ليرفع حاجبيه ويقول :
-ما هو شغل يا حياتي …شغل اونلاين تقعدي ملكة في بيتك وتشتغلي في مجال الترجمة بما ان الانجليزي بتاعك حلو اووي ….
كان يقولها بلطف بالغ وهو يتمنى ان تتوقف عن عنادها…..
وضعت جيلان كفيها على خصرها وهي تقول :
-أمجد انت مراوغ …
ضحك وقال:
-مبعرفش ألعب كورة والله ….
-أمجد.!!!
قالتها بعصبية ليقترب منها وهو يمسك كفها ويقول بحنان:
-فيه ايه بس يا حبيب قلبي …انتِ مش عايزة تشتغلي أنا قولت بدل ما تطلعي وتتبهدلي في المواصلات أنا اهو جيبتلك شغل اونلاين …هشتغلي من البيت وهتاخدي فلوس وانتِ مرتاحة أنا شايف ده احسن ليكي …
-امجد انت وعدتني !!!
قالتها غاضبة وهي تربع ذراعيها ليتنهد بعمق وهو يقترب منها …جذبها إليه ليقبلها على رأسها ويقول مهدئاً اياها:
-طيب ممكن تهدي ؟!
هزت رأسها بضيق وقالت:
-لا يا أمجد عشان انت مش بتحترمني….عايز تحتجزني وبس …رغم اني قولتلك اني محتاجة اشتغل عشان اخرج …عايزة اخرج واشوف الناس ….
نظر إليها يصبر وقال:
-هخرجك معايا كل يوم …مش هحبسك خلاص …بس شغلك يكون من البيت وانا هخرجك كل يوم وعد …
-فاكرني عيلة صغيرة هتضحك عليا بكلمتين
قالتها بضيق وهي تحاول ابعاده عنها الا انه هو رأسه وقال بسرعة ؛
-لا والله أنا عمري ما فكرت فيكي بالطريقة دي يا جيلان …أنا فعلا هخرجك….بس أنا شايف الشغل الاونلاين مناسب ليكي اكتر …
هزت رأسها وقالت:
-مفيش فايدة انت مش هتفهمني ….انت بس عايز تحبسني الموضوع مش غيرة…أنت كنت خاطب أريام وهي كانت بتشتغل عادي …العلة مش في الشغل ولا الخروج العلة فيا أنا …معرفش ايه اللي في دماغك مخليك مش عايزني اطلع …
صمت ولم يتحدث لتكمل بقهر :
-لتكون شاكك في اخلاقي…
نظر إليها بصدمة وقال:
-معقول اللي بتقوليه ده.؟؟؟؟
-شكل دي الحقيقة وشكلك شاكك في اخلاقي!
-لا أنتِ اتجننتي فعلا !!!اسكتي يا جيلان بدل ما أمد ايدي عليكي …
انهمرت الدموع من عينيها ليحتضن وجهها ويقول:
-متقارنيش نفسك بيها لاني محبتهاش …أنا حبيتك انتِ ومن كتر حبي ليكي مش عايزك تطلعي الا رجلي على رجلك…بعدين يقول هخرجك كل يوم يا جيلان …ده مش حبس بالعكس حب متخليش كلام السوشيال ميديا الفارغ يأثر على عقلك أنك قوية ومستقلة والكلام ده …أنتِ مراتي …مسؤولة مني أنا ……أنا عليا أتعب عشان انتِ ترتاحي ولو حابة تشتغلي اهو جبتلك شغل …يبقى أي فايدة الروحة والجاية يا جيلان أنا بجد مش فاهمك ….
لم تتكلم ليبتسم وهو يقبل رأسها ثم يضمها اليه ثم قال وهو يتنهد بعمق :
-انا بحبك اكتر مما تتخيلي …أنا بس خايف عليكي …انتِ لسه صغيرة يا جيلان…مقدر حماسك للشغل ومقدر أن في فراغ كبير في حياتك ….بس اوعدك هعوضك قريب جدا ….
ابتعدت قليلاً وقالت:
-حاسة أننا مش هنعمر مع بعض يا أمجد …
رمش بصدمة وقال بذهول :
-كل ده عشان الشغل يا جيلان ؟!بقا اهم مني ….
هزت رأسها والدموع تطفر من عينيهاوقالت:
-الشغل ملوش علاقة …العلة مش فيه …العلة في شكل علاقتنا … أنت مش شايفني شريكة حياتك انت لسه شايفني جيلان الصغيرة المتهورة اللي لازم تفرض سيطرتك عليها قبل ما تعملك مشاكل …وصدقني يا أمجد طول ما شايفني بالشكل ده مش هنقدر نكمل مع بعض !!!
ثم تركته وذهبت ضرب كف على كف وقال:
-الستات روح قلبهم الدراما ….
-انت بتكلم نفسك يا أمجد ؟!
قالتها دلال من خلفه ليستدير وهو ينظر إليها وقال:
-عاجبك اللي عاملاه فيا جيلان ده يا ماما كل يوم لازم تسم بدني …بتعمل من الحبة قبة وانا كل ده صابر وساكت ومش عايز ازعلها …
ربتت على كتفه وقالت:
-معلش يا حبيبي …هي لسه برضه صغيرة خليك صبور معاها …
-لحد امتى يا ماما أنا تعبت ….
قبلت وجنته وهي تقول :
-جرا ايه يا شيخ أمجد احتضن البنت شوية …متنساش هي مرت بإيه…
نظر امجد لوالدته وقال:
-بس لازم تكبر وتعقل عشان فعلا نكمل مع بعض والا كل واحد هيروح لحاله!!
………..
في المساء …
تجلس بالحمام …على حافة المغطس ….تمسك اختبار الحمل وهي تهز قدميها بتوتر بينما الدموع على أعتاب عينيها …تنتظر النتيجة بفارغ الصبر وهي تدعو الله ألا تكون حامل ….كانت لا تصدق غبائها كيف لم تتخذ احتياطاتها ..لقد اصبح زواجهما حقيقي مئة بالمائة …لماذا استبعدت ان يحدث وان تكون حامل …
رباه ….
تنفست بتوتر وهي تغطي وجهها وتقول :
-يارب تكون النتيجة سلبية ومطلعش حامل يارب …يارب
كانت تتضرع لربها وهي تخاف ان تكون حامل رغم كل الإشارات التي تُشير الى انها بالفعل تحمل طفل من أمير …
تنهدت وهي ترفع الإختبار لتتوسع عينيها وتترطب بفعل الدموع والجواب يأتيها قاسياً ..نتيجة إيجابية…طفل قادم في الطريق …منه ومنها!!
……..
تتقلب بالفراش دون اي أمل في النوم ….حالها هكذا منذ يومين تنام بصعوبة ..تفكر كثيرا …وتحلم كثيرا …منذ ما حدث بينهما تلك الليلة وهي تشعر انها مخدرة تماماً وكأنها ليس بعقلها …هي تحمد الله انه كان مريض لدرجة انه لم يتذكر أي شئ مما حدث بينهما..هي لا تريد أن تضيف عذاب فوق عذابه …لا تريده ان يشمئز منها اكتر ….وها هي تعاني بمفردها…الدموع تنهمر من عينيها بينما الذكريات تنهش قلبها ….
دفنت رأسها في الوسادة لتكتم شهقاتها…تحاول ان تخبر نفسها ان كل شئ على ما يرام ولكن تعرف ان هذا سيكون مستحيل تماماً!!لا هي ولا قلبها سوف يكونان بخير ….تنهدت وهي تتذكر ما حدث بينهما…فما حدث سوف يظل داخل عقلها ولم تستطيع نسيانه ابدا!!
-جاسم ..جاسم …
قالتها بإرتباك شديد وهي تراه يقرب وجهه الأحمر منها …كان لا يبدو في وعيه وهذا أسوأ فلو حدث شئ بينهم سوف يكرهها ويكره نفسه تعرف جيداً انه يشمئز منها ….
رفع كفه وأخذ يتلمس وجهه…كان يبدو في أضعف حالاته وهو يهمس لها :
-بحبك…..
أغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما وقالت بإختناق:
-وأنا كمان بس أنت هتكرهني لو مبعدتش دلوقتي …هتقرف مني اكتر …أنا مش هتحمل أنك تكرهني اكتر من كده يا جاسم عشان كده عشان خاطري ابعد ..
لم يبدو وكأنه قد سمعها بينما يتلمس وجنتها بإلحاح …بينما فمه قريب لحد غير مسموح به …كانت خائفة وهي تنظر إليه …خائفة ان تستسلم وتعاني الجحيم منه في الصباح …..
ولكن كان لا مفر…الحقيقة انها لا تقوى على مفاومتها …ليس لانها تريد اقترابه بقوة بل لان حبها له يضعفها….
شهقت بخفوت وهو يقبلها وقد سقطت مقاومتها الواهية أرضاً وهي تتقبل كل ما يفعله بها…..
…..
بعد قليل ….
تنهدت براحة نوعاً ما عندما سقط في النوم …ابتعدت عنه وهي تتجه للمرآة لتعدل من وضع ملابسها…لم يكتمل ما أراد فعله…لقد سقط في النوم قبل ان يتمادى وهذا اشعرها بنوع من الراحة وهي تتمنى ألا يتذكر ما حدث …وضعت كفها على شفتيها وهي تفكر انها لن تنسى تلك اللحظات ….ستحتفظ بها لتكون عذاب جديد يُضاف لعذابها عندما تذهب من هنا !!
تنهدت واقتربت منه مرة أخرى وهي تلمس جبينه …حرارته ما زالت مرتفعة وهو العنيد لن يذهب للطبيب …لذلك ذهبت للمطبخ …احضرت ماء مُثلج مع قماش أبيض قطني نظيف وبدأت في عمل كمادات له لكي تخفض الحرارة …بينما من وقت لآخر تقبل رأسه …لن تنسى تلك اللحظات أبداً ..سوف تختزنها داخل قلبها …سوف تتألم صحيح ولكنها ستتذكر يوماً انها كانت قريبة منه لهذا الحد!!
….
خرجت من شرودها وهي تنهض من الفراش …لا تستطيع النوم ….امسكت هاتفها لترى أن الساعة قد تجاوزت الثانية صباحاً …قررت ان تُصلي ركعتين لله وتقرأ القرآن لعلها تهدأ …مؤخرا كلما احست بالجذع تلجأ لربها وكانت دوما تعود مطمئنة ….
توضأت ثم امسكت سجادة الصلاة الخاصة بها وبدأت تصلي …
انتهت ثم نهضت وأمسكت مصحفها وبدأت تقرأ
-﴿ ۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
[ الزمر: 53]
بعد قليل انتهت من القراءة وهي تمسح دموعها …تخاف حقاً ألا يكون الله قد قبل توبتها …تخاف عندما تموت يكون ما زال هذا الذنب برقبتها ….الشيطان كان يسيطر على عقلها أحيانا ويقول انها لا تستحق الغفران وان الله لن يغفر لها
)..لكنها كانت دوما تقاوم الشيطان …تخبر نفسها انه الله سيتوب عليها هزت رأسها وهي تخرج تلك الافكار من رأسها وقررت أن تخلد للنوم قبل ان تستيقظ لتحضير طعام الإفطار لجاسم ولكن لا تعرف لماذا توقفت امام غرفته …خفق قلبها بقوة وهي تتذكر ما حدث بينهما آخر مرة …عقلها كان يصرخ بها أن تذهب ولكن القلب عارضه وانتصر …فادرات مقبض الباب وهي تلج للغرفة المظلمة …رائحة عطره في الغرفة قامت بغزوها بقوة …شعرت بقلبها يخفق بقوة شديدة وعينيها تقع عليه …رباه كيف ستتقبل خسارته بعد ما اعترفت انها تحبه بهذا الشكل …ولكن ان كان هذا عقابها منه فسوف تتحمله…..
اقتربت من الفراش الذي هو به ..وقد وقفت أمامه …كان غارق بالنوم فمدت هي كفها وأمسكت كفه…ثم طبعت قبلة خفيفة على كف يده وخرجت بسرعة وهي تضع كفها على قلبها الخافق وقد شعرت ان قلبها سوف يخرج من صدرها !!

في الصباح التالي ….
وضعت هي حقيبته على الطاولة وأمسكت المعطف الطبي الخاص به لكي تطويه وتضعه أيضاً على الطاولة …بينما كان يتناول هو قهوته…كان جسدها بأكمله يرتعش بفعل وجوده…لم يخبرها اليوم أن تلزم غرفتها ….في الواقع هو توقف عن طلب هذا منها ولم يعد يؤذيها ….
اختلست نظرة إليه وشبح ابتسامة تشكلت على شفتيها وهي تراقبه جيدا …ولكن فجأة رفع نظراته إليها لترتبك اكثر ويسقط المعطف من كفها…ارتعشت وهي تعتقد انه سوف يصرخ بها لذلك انحنت سريعاً لتلتقط المعطف ونهضت لتجده امامها…كان يتمعن بها في قلق ويقول :
-مالك يا نوران …من الصبح بتترعشي …ومش على بعضك …هو أنا عديتك ولا ايه …تحبي اوديكي الدكتور….
ثم بعفوية وضع كفه على جبينها …اغمضت عينيها ليقول بهدوء :
-مش سخنة ولا حاجة بس برضه اشربي حاجة سخنة ولو حسيتي نفسك تعبانة اتصلي بيا ماشي….
هزت رأسها بطاعة …
…..
في المشفى ..
كان بمقهى المشفى يجلس ويتناول قهوته بينما يتفحص هاتفه …رفع عينيه ووجد حورية تلج ما ان رأته حتى توقفت ثم استدارت وخرجت مُسرعة…رباه لقد فعلت المستحيل كي تتجنبه لماذا يظهر أمامها في كل فرصة ؟!!

كانت تقف في الحديقة المحلقة بالمشفى وهي تفرك كفيها بتوتر …
-انا آسف …
صوت عميق اخرجها من شرودها …نظرت لتجده جاسم الذي اطرق برأسه واكمل:
-اسف اني عاملتك.بالشكل ده ….
-لا أنا اللي اسفة …اسفة اني بلاحقك وآني متطفلة …اسفة اني فاكراك رغم أنك مش عارف أنا مين ولا مهتم عشان تعرف …اسفة اني حطيتك في مكانة انت متستحقهاش …وآخر حاجة اسفة اني حبيتك!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *