رواية بنات الحاره الفصل السابع 7 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره الفصل السابع 7 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره البارت السابع
رواية بنات الحاره الجزء السابع

رواية بنات الحاره الحلقة السابعة
الحارة مقلوبة، والناس بتتكلم في كل حتة.
زينب واقفة مصدومة، قلبها بيدق بسرعة، مش مستوعبة اللي سمعته. بصّت لمحمود وهي مش عارفة ترد، وبعدين بصّت لحامد، اللي كان لسه ملامحه متشنجة من العصبية.
عم حسن ماكانش عاجبه كلام إبنه.
رجعه لي شقتهم و عم حسن كان مضايق
محمود : في إيه يا با؟
عم حسن : إنت حطتني في موقف وحش، إزاي تطلب إيد البنت قبل ما تقولي؟
محمود : مش هنكر، زينب عاجباني، بنت متربية و بتصعب عليا من عمايل صفيه وأبوها، وغير كده، بنت على قد إيدي، دي هي ما هتصدق توافق على الجواز.
عم حسن : قولي، إنت عندك مصاريف الجواز؟
محمود : زي ما بقولك، زينب بنت هترضى بأي حاجة، وأبوها ما هيصدق يخلص منها، وخاصة لو قلت له أنا مش عايز منك تجهيزها.
عم حسن : إزاي مش عايز منهم حاجة؟
محمود : إسمعني يا با، لو ما طلبناش منهم جهاز، هما كمان مش هيطلبوا منا مهر كبير وشبكة وفرح. هتجوز في الشقة دي، هجيب بس أوضة نوم جديدة و العفش زي ما هو. زينب هترضى بالموجود، المهم تبعد عن مرات أبوها، وأهي معانا ست تخدمنا بدل أختي متبهدلة معانا تيجي تنظف وتعمل لنا الأكل.
عم حسن : مش عارف، بس اللي تشوفه.
على بليل محمود و ابوه راح لي حامد علشان يطلب ايد زينب
حامد : (بصوت غاضب) إنت بتقول إيه يا ولد؟ جواز إيه اللي داخل فيه من غير ما تاخذ رأيي؟
محمود : (بهدوء) أنا جيتلك من الباب، وطلبت البنت بالحلال. مافيهاش حاجة غلط، يا عم حامد.
صفية كانت واقفة متوترة، مش قادرة تحدد موقفها. هي عارفة إن محمود ولد كويس، لكن فكرة جواز زينب فجأة كانت صدمة و كمان زينب أول حاجه فكرت فيها الجهاز لأن معظم الجهاز اللي خالة زينب جهزته قبل ماتموت أخذته لبنتها من غير ماتقول لحد .
زينب : (بصوت مهزوز) وأنا؟! أنا مش من حقي أقول رأيي؟
الكل سكت وبصّوا لها. كانت المرة الأولى اللي ترفع فيها صوتها وتعترض.
حامد : (بحدّة) وإنتِ مالك؟!
زينب : مالي؟! إحنا مش لعبة حد ييجي يقرر مصيرها فجأة، أنا كمان من حقي أقول رأيي.
محمود إتفاجئ، لكنه احترم موقفها. عم حسن تدخل بسرعة عشان يهدي الموقف.
عم حسن : خلونا نهدا، البنت لازم تقول رأيها، والجوازة ما تنفعش بالغصب.
في نفس الوقت، برا في الحارة، رحاب كانت قاعدة مع مرات المعلم، وبيتكلموا بحماس عن الفضيحة اللي شغلت الحارة كلها.
رحاب : (بضحكة خبيثة) شوفتِ، قلتلك إنها مش هتكمل، من الأول وأنا حاسة إن فيه حاجة غلط.
مرات المعلم : (بفضول) بس إنتِ متأكدة إن محمد فسخ الجوازة علشان الأخلاقها؟ ولا في حاجة تانية؟
رحاب : (بثقة) اللي سمعته قال كده، وبعدين إنتِ عارفة إن الكلام في الحارة أسرع من النار في الهشيم.
وفعلاً، في لحظات، بيوت الحارة كلها كانت بتتكلم عن هاجر ومستقبلها اللي بقى في مهب الريح.
أبو محمد رجع البيت بعد ما سمع الكلام اللي في الحارة.
أبو محمد : إنتِ يا وليّة، عملتِ إيه؟!
أم محمد : في إيه، ياخويا، داخل عليَّا بزعيقك؟
أبو محمد : مش أنا حذرتك وقلتلك عليا الطلاق لو عملتِ حاجة بوّزت الجوازة…
أم محمد كانت مرعوبة.
أم محمد : وأنا ما عملتش حاجة، أنا رُحت قلتلهم الكلام ده، وحتى حامد حدّد يوم الخميس كتب الكتاب في مسجد الحارة.
أبو محمد : متأكدة ما قولتيش حاجة كده ولا كده؟
أم محمد : حاجة إيه؟
أبو محمد : يا وليّة، هو أنا مش عارفك؟! ده إنتِ تربية إيدي، أكيد قلتلهم اللي حصل بين إبنك وخطيبته ورفضحتي سر إبنك.
أم محمد : أنا ما قولتش حاجة.
أبو محمد : كذّابة في أصل وشّك. إيه رأيك بقى إن الحارة بتتكلم إن إبنك فركش الجوازة بعد ما سمع حامد بيضرب بنته.
هنا طلع محمد.
محمد : إيه اللي بتقوله ده يا با؟!
أبو محمد : زي ما سمعت. أمك دي أنا عارفها، شغل الحريم ده ما يخيلش عليَّا. آه إنت اتفقت مع حامد، بس قولتيله السبب، وأنا قايلك تتكلمي مع مراته، إيه اللي خلاكِ تكلّمي الراجل؟!
أم محمد بخوف..
أم محمد : أنا كلمت صفية، وأنا نازلة من على السلم قابلت حامد…
محمد : قولتيله كل حاجة؟!
أم محمد بصّت في الأرض وسكتت.
أبو محمد : سكتِ ليه؟ كمّلي.
أم محمد : قلتله بس إن حصل تجاوزات… وبس.
محمد : حرام عليكي، ليه تعملي كده وأنا حلفتك؟؟ أنا اللي غلطان إني قلتلك، أنا اللي مش راجل ما عرفتش أحافظ على السر. أنا السبب، حرام عليكي.
وطلع من البيت غضبان..
محمد خرج من البيت وهو حاسس بالغضب والقهر. الحارة كلها بتتكلم، و الفضيحة بقت على كل لسان. مشي بسرعة من غير ما يبصّ وراه، عايز يبعد عن كل ده، لكنه مش عارف يهرب من الحقيقة.
في البيت، أبو محمد كان لسه واقف، بصّ لأم محمد بنظرة كلها غضب وإحباط.
أبو محمد : شوفتي عملتي إيه؟ جبتِ العار لابنك، هو ده اللي كنتِ عاوزاه؟!
أم محمد : (بدموع وخوف) والله ما كنت أقصد، أنا كنت خايفة عليه.
أبو محمد : خايفة عليه؟! ده بسببك بقى أضحوكة الحارة، والناس بقت تقول إنه ساب خطيبته علشان حامد ضرب بنته علشان أخلاقها.
أم محمد انهارت بالبكاء، لكنها عارفة إن كلامه صح.
في الوقت ده، محمد كان ماشي في الحارة والناس بتبص عليه بعيون مليانة كلام. بعضهم كان عنده شفقة، والبعض التاني كان مستني يشوف النهاية. فجأة، لقى نفسه واقف قدام بيت حامد. وقف لحظة، وبعدين خبط على الباب بعنف.
فتح حامد، وكان واضح عليه إنه لسه معصّب.
حامد : (بحدة) عاوز إيه يا محمد؟
محمد : عاوز أتكلم معاك.
حامد : مافيش كلام بيني وبينك. الجوازة انتهت، وروح شوف حالك بعيد عني.
محمد : (بصوت عالي) انتهت ليه؟ عشان أمي قالت كلمتين؟ طب إنت ليه صدّقت؟!
حامد سكت لحظة، لكنه كان لسه غضبان.
محمد : يا عم حامد، مافيش حاجة من اللي في دماغك صح. بنتك لسه زي ما هي، أنا عندي أخوات بنات أخاف عليهم، وأنا بحب بنتك ورايدها في الحلال.
حامد : بس أمك قالت حاجة تانية.
محمد : سيبك من كلام الستات، أمي ست خافت عليا، عرفت إن الجمعية راحت عليك، وهي عايزة تتباهى بالجوازة والعفش، وعايزة شقتي أحسن من شقة ابن أختها. كلام ستات… وغيرة ستات مين اللي إبنها هيتجوز جوازة حلوة. يا عم حامد، إنت راجل عاقل، ماتخليش الكلام ده يأثر عليك. وبعدين أمي كلمتك إنت، تقوم تضرب هاجر وتفضحها؟!
صفية : “تفضحها” إيه اللي إنت بتقوله؟!
محمد : الحارة مالهاش غير سيرة إنِّي سِبت هاجر علشان أخلاقها.
حامد : أنا ما كلمتش حد، ولا طلعت من البيت، مين اللي قال الكلام ده؟!
زينب : يا با، الباب كان مفتوح وصوتك كان عالي، أكيد الجيران سمعوا كلامك.
حامد : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
Nisrine Bellaajili
حامد حطّ إيده على راسه وهو حاسس بالندم، لكن كبرياءه كان مانعه يعترف بغلطته بسهولة. بصّ لزينب، وبعدين لمح نظرة الخوف على وشّ هاجر، اللي كانت واقفة في الركن، عينيها مليانة دموع.
حامد : (بتنهيدة) أنا ما قصدتش يحصل كل ده…
محمد قرب خطوة، صوته كان أهدى، لكنه مليان عتاب.
محمد : يا عم حامد، أنا بحب بنتك بجد، وعمري ما كنت هقربلها إلا بالحلال. بس اللي حصل ظلم، وأنا مش هقبل إن الناس تظلمها أو تظلم أهلي.
صفية مسحت دموعها بسرعة، وهي بتحاول تهدي الجو.
صفية : وإحنا نعمل إيه دلوقتي؟ الكلام انتشر، وإحنا في حارة أي خبر فيها بيكبر في لحظة.
محمد سكت لحظة، وبعدين بصّ لحامد بثبات.
محمد : لو كنت لسه موافق، أنا مستعد نكتب الكتاب يوم الخميس زي ما اتفقنا. مش هسيب هاجر للناس تاكل في سيرتها بالباطل.
كل العيون اتجهت لحامد. كان واضح إنه متردد، لكن جزء منه كان عايز يصلّح اللي حصل. بصّ في وش بنته، لقاها بتبصّ له برجاء وخوف. أخذ نفس عميق وقال بجديّة..
حامد : لو كنت راجل كلمتك وحدة، يبقى الخميس نكتب الكتاب في مسجد الحارة…
هاجر أخذت نفس عميق، كإنها ما صدّقت اللي سمعته. صفية مسحت دموعها، وزينب ابتسمت أخيرًا.
لكن الحارة؟
الحارة كانت مستنيّة تشوف إيه اللي هيحصل بعد كده…
بعد مع عم حسن و محمود رجعه كان بحاول يقنعه لان حسن معجبوش الوضع
محمود : يعني يا با لو كل واحد فكر بالطريقة دي، هنبقى مش قادرين نعيش، كل حاجة ليها ثمن.
عم حسن : صحيح، بس لازم تكون فاهم إن الحياة مش بس عشان الماديات، في حاجات تانية أهم.
محمود : عارف يا با، بس أنا شاب واللي شاغلني دلوقتي هو إني أقدر أعيش وأبني مستقبلي.
عم حسن : واللي هتعمله هتتحمل تبعاته؟ بس زي ما قلت لك، التفاهم مع البنت وأهلها مهم.
محمود : طيب، وأنا مش هأقصّر في حاجه، هحاول أشتغل وأجمع فلوس وأجبلها كل حاجة تستاهلها.
عم حسن : إن شاء الله، المهم تكون قد المسؤولية وتقدر تحافظ على البيت والعيلة.
محمود : باذن الله يا با، أنا عارف إن ده مش سهل، بس هبذل كل جهدي علشان أكون قدها.
عم حسن : ربنا يوفقك، وأنا معاك دايمًا. بس اهم حاجه البنت توافق
في شقه حامد
حامد دخل أوضته يريح اليوم كان طويل عليه و الاحداث مش عايزه تخلص. دخلت وراه صفيه.
صفيه : قولي يا حامد، هو أنت هتوافق على محمود؟
حامد : مش عارف.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
صفيه بكل غل : بقولك إيه، إحنا مش حمل مصاريف تانية، هاجر دلوقتي أولى بكل قرش، واحنا أصلاً مش عارفين هنجهزها منين وفلوس الجمعية راحت.
حامد : قولي كده بقى،
إنت عايزة البت تفضل تخدمك؟ البت عندها جهازها، خالتها الله يرحمها كانت بتشتريه قبل ما تموت. هو عدّى عليه 5 سنين بس لسه كويس، وكمان دفتر توفير بإسمها.
صفيه عينيها فتحت.
صفيه : دفتر توفير؟ وساكت؟ يا راجل بقولك هاجر محتاجة كل قرش دلوقتي.
حامد قام من مكانه.
حامد : هو إنت عايزاني آخذ فلوس اليتيمة أجهز بيها بنتك؟!؟
صفيه : بنتك يا حامد، وبعدين ناخذهم سلف ويبقى يحلها ربنا. آه، وكمان جهاز زينب، أنا أخذته لهاجر، الأجهزة الكهربائية غيرتها بالجديدة.
حامد : إنتِ إيه يا ولية؟ شيطان؟ إزاي تعملي كده من غير ما تقوليلي؟
صفيه : إسمع يا راجل، هو ده اللي عندي. بعد الكلام اللي طلع على هاجر، لازم تتجوز. ناخذ فلوس التوفير نكمل بيهم، وكمان بنتك لازم تشتغل تساعدنا في المصاريف.
حامد : هاجر؟!!!
صفيه : لا، هاجر عروسة، باتكلم على زينب. تنزل تشوف ليها أي شغل، قرشها هينفعنا ومحمود ده لو رايدها، يستنى.
البنات اتجمعوا في السطح ومعاهم زينب اللي بالعافية طلعت.
رحاب : يعني محمود جاركم طلب إيدك؟
زينب : أيوه.
نورهان : إوعي تقبلي.
رحاب : وليه ما تقبلش بيه؟
صفاء : وليه تقبل بيه؟ زينب تستاهل واحد أحسن. محمود أكبر منها وكمان شكله مش ولا بد. أنا مش باتنمر على خلقة ربنا، ومش هيقدر يعيشها في مستوى كويس. هو كل مرة يسيب شغل في حته.
زينب : أنا عمري ما فكرت فيه ولا افكر فيه، ومش عايزة أتجوز بالطريقة دي.
رحاب : قولي كده. هو إنتِ عايزة تعيشي قصة حب وتتجوزي فارس الأحلام اللي جاي على حصان أبيض؟
نورهان : وليه لأ؟ زينب حلوة وذكية.
رحاب بحدة : اللي في ظروفك لازم يوافق، خاصة على كلام اللي طلع عليكي ومعاملة مرات أبوكي، إلا لو فعلاً الكلام اللي بيتقال صح.
زينب : إنت بتقولي إيه؟
رحاب : باقول الصح. ممكن تكذبي على الناس كلها إلا أنا. إنتِ على علاقة بجمال وماتكذبيش.
نورهان : إنتِ شكلك اتجننتي.
رحاب : آه، لأني كلامي صح. فيه حاجة بينكم. وأنا شفتكم في وضع……..
اللهم ثبّت في قلبي الحق،
واكسر بقلبي كل خوف يمنعني أقول “لأ”
واجعلني دايمًا أقوى من ظُلمي، وأرحم بي من أي بشر
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنات الحاره)