رواية منعطف خطر الفصل الخامس 5 بقلم ملك ابراهيم
رواية منعطف خطر الفصل الخامس 5 بقلم ملك ابراهيم
رواية منعطف خطر البارت الخامس
رواية منعطف خطر الجزء الخامس

رواية منعطف خطر الحلقة الخامسة
قربوا من العربية اللي واقفة شوية بعيد، وهي ماشية وبتتألم من رجليها ورافضة بكل إصرار إنه يساعدها.
أول ما وصلوا، صاحبه نزل من العربية بسرعة وقرب منهم والقلق باين في عينه وهو بيقول: خالد! إنت كويس؟!”
ياسمين وقفت فجأة وبصّت للشاب بصدمة وقالت: انت كمان اسمك خالد؟؟؟!!!
بص لها وهو بيضحك ورد على صاحبه: ايوه يا مهاب، أنا كويس متقلقش.
ياسمين بصّت له بصدمة أكبر وقالت له وهي بتشد في نبرتها: يعني انت كمان كدبت في اسمك على الراجل؟! وطلع اسمك خالد مش حسن!
مهاب استغرب وبصلها وسأل بصوت واطي كده بينه وبين خالد: مين دي؟
خالد رد عليه بسرعة: هحكيلك كل حاجة، بس خلينا نوصلها الأول على بيتها.
مهاب هز راسه بإيجاب وهو لسه مش فاهم، وقرب من باب العربية وفتحه لياسمين وهو بيقول: تعالي اتفضلي.
خالد ضحك وقال لمهاب بتهكم واضح: هي مبتحبش حد يساعدها.
مهاب بص له باستغراب، وياسمين بصّت لخالد بغيظ وقالت: كويس انك قلتله!
وركبت العربية بصعوبة وهي بتتألم من رجليها، مهاب قفل الباب وركب جنب خالد اللي هز راسه كأنه بيقوله: “هفهمك بعدين.”
مهاب شغل العربية وسألهم: هنروح فين؟
خالد لف وشه وبصلها وهي قاعدة ورا وسألها بهدوء: بيتك فين بالظبط؟
ردت ببرود واضح: أكيد مش هقولك عنوان بيتي بالظبط!! ممكن ترجعني عند الكشك اللي عربيتك خبطته، وأنا هاكمل الطريق مشي.
خالد بص لها بعمق وقال بهدوء: الوقت اتأخر، والأحسن نوصلك لحد البيت عشان مفيش حد يتعرض لك وانتي ماشيه لوحدك.
بصّت له بحدة وقالت: وتوصلني حضرتك لحد بيتي بصفتك إيه!! كنت أخويا ولااا….
قاطعها خالد بسرعة وقال: بس خلاص… أنا آسف.
وبص لمهاب وقاله: اتحرك على الكشك اللي في أول الطريق.
مهاب بصلهم باستغراب، بس سكت وتحرك بالعربية.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
عند مامت ياسمين.
كانت قاعدة على الكنبة، حاضنة أحمد في حضنها، ودموعها بتنزل على خدها، وبتبكي بخوف ووجع. أحمد كان بيبكي هو كمان، صوته مخنوق، ووشه كله دموع.
أم حسين كانت قاعدة جنبها، ماسكة إيديها، وبتحاول تهديها بصوت مليان قلق: اهدي يا سماح.. حسين قال إن الطريق مقفول وفي ضرب نار، بس الحكومة هناك وهيعرف كل حاجة دلوقتي ويطمنّا.
مامت ياسمين ردت وهي بتبكي وتبص للسقف: بنتي… بنتي أول مرة تتأخر كده، قلبي وجعني عليها يا أم حسين.. حسه إن فيه حاجة حصلتلها.
أم حسين حضنتها وهي بتقول: ربنا يردها لك بألف سلامة ويطمن قلبك عليها.
——
عند ياسمين.
بعد وقت من الصمت جوه العربية ، اخيرا وصلوا.
مهاب وقف بعربيته عند الكشك، وياسمين فتحت باب العربيه ونزلت بسرعه من غير ما تتكلم معاهم ، اول لما شافت ناس كتير واقفين حوالين الكشك وخافت ان يكون صاحب الكشك مات. اتحركت بصعوبة وسط الزحمة، الناس بتتزاحم وبتتكلم بصوت عالي، وكل واحد بيحكي حكاية شكل.
العساكر كانوا عاملين كردون حوالين مكان الحادث، ومفيش حد قادر يقرب، وكل اللي بيتكلموا مع الظباط بيرجعوا من غير إجابة.
حسين كان واقف مش بعيد، عينه بتدور وسط الناس، باين عليه القلق والدوخة من كتر ما بيسأل وماحدش بيرد.
وفجأة… شاف ياسمين وهي بتقرب من بعيد.
صرخ بصوت عالي: “ياسمين!!!”
ياسمين رفعت عينيها على الصوت، وبصت وشاورت له وهي بتسرع خطواتها ناحيته رغم الألم اللي في رجليها.
حسين جري عليها، ولما قرب منها بص لحالتها وهو بيقول بذهول: إنتي كويسة!؟ إنتي كنتي فين مامتك هتموت عليكي!
ياسمين كانت بتحاول تتمالك نفسها وهي بترد: هحكيلك كل حاجه واحنا ماشيين، المهم إني كويسه… و… وكنت عايزة أعرف صاحب الكشك ده حصله ايه؟
حسين قال وهو بيهز راسه بأسف: اللي عرفته انه مصاب وخدوه المستشفى، والناس هنا كلها مش فاهمه ايه اللي حصل.
ياسمين دمعت عينيها وقالت بصوت واطي: أنا كنت هنا لما كل ده حصل.
خالد كان واقف بعيد، بيتابع من غير ما يقرب.
شاف ياسمين وهي بتتكلم مع حسين، ووشها فيه خوف وتعب، بس في نفس الوقت فيه راحة إنها وصلت أخيرًا.
ابتسم ابتسامة خفيفة وسحب نفسه بهدوء، ورجع نحية العربية.
مهاب قال قبل ما يتحرك بالعربيه: مش هتقرب تودعها؟
خالد رد وهو بيبص من الشباك وبيفكر: ودعتها خلاص… كفايه اللي حصل النهاردة.
العربية اتحركت وسط الزحمة، وابتعدت عن مكان الحادث.
اتكلم مهاب وهو سايق العربيه: كشفوك؟
خالد زفر بقوة وهو بيبص من الشباك بعصبية وقال: لا..
قدرت اهرب منهم قبل ما يشوفوني ويعرفوا انا مين.. والمهم اني عرفت اخد الفلاشه إللي فيها كل المعلومات عن شركائهم وأصحاب المستشفيات اللي بيساعدوهم في تجارة الأعضاء.
اتنهد بتعب وقال: بس عرفت ان الناس دي خطر بجد، وكانو عايزين يوقعوني بأي طريقة..
وفكر في ياسمين وهو بيتنهد بتعب: ودي أول مرة أحس إن ممكن حد مالوش ذنب يتأذي بسببي.
مهاب بص له وهو سايق وسأله بجدية: يعني ايه؟ تقصد إن البنت بقت هدف؟
خالد هز راسه وقال: ياسمين نسيت شنطتها وتليفونها في العربيه واكيد هما اخدوهم وعرفوا دلوقتي كل المعلومات عنها، ولو شكّوا إنها شافتني أو عرفت عني حاجة، هيبقوا عايزين يعرفوا منها انا مين؟ ولو مقدرتش تساعدهم هيتخلصوا منها. وأنا مش هاسمح بده، حتى لو ده مش من ضمن خطتي. محتاج أعرف بيتها ونتصرف بسرعة.
مهاب فكر لحظة وقال: طيب ما تسيبها لحد بكرة، وأنا أرجع هنا الصبح وأبدأ أسأل في المنطقة، أكيد في حد يعرفها أو يعرف بيتها.
خالد قال بحزم: لازم نتحرك بدري آكتر … أول ما الفجر يطلع تكون هنا. وعايز اتنين من رجالتنا يكونوا جاهزين يرقبوها من بعيد، من غير أي احتكاك.
مهاب ابتسم وقال بهزار: تمام… بس على فكرة، واضح إن البنت دي مش بس دخلت الخطة معاك… دي دخلت دماغك كمان.
خالد بص له بنظرة كلها تحذير وقال: طب بص قدامك بدل ما افتحلك انا دماغك.
مهاب ضحك وقال: يا ساتر عليك هو انت الواحد ميعرفش يهزر معاك شويه.. اللي يشوفك دلوقتي وانت قالب وشك عليا كده ميشوفش نظراتك للبنت كانت عامله ازاي!
خالد زفر بضيق وقال: واضح انك مش عايز تجيبها ل بر الليلة دي.. وبعدين تعالى هنا.. ايه بقى حكاية خالد خالد اللي انت بتقولها بثقة دي!! وحتى قدام البنت بتقول اسمي الحقيقي عادي كده! مجاش في تفكيرك لحظة انها ممكن تكون تبع العصابه مثلا وتعرف ان اسمي الحقيقي خالد.
رد مهاب: ما انا قلقت عليك لما كلمتني وعقلي وقف عن التفكير اعمل ايه بس!
اتكلم خالد: عقلك وقف عن التفكير!! طب الحمدلله ان انت مقولتلهاش ان انا ظابط كمان وفضحتنا!
مهاب ضحك وقال: لا مش للدرجة دي أكيد انا مكنتش هقولها كده.
خالد اتنهد بنفاذ صبر وغمض عنيه من التعب وسكتوا شوية… بس الهدوء اللي بين الجمل كان بيقول كتير. عربية ماشية في سكون الليل، وطريق فاضي، بس مليان هموم وتقيلة على قلب خالد.
مهاب كسر الصمت بصوت هادي وهو بيبص في المراية الجانبية: بس اقولك على حاجة بصراحة.. البنت اه عنيده شويه بس حلوة.
خالد فتح عينه وبصله من غير ما يرد، بس نظرة عنيه كانت كفايه تخوف مهاب وتسكته، مهاب خاف من نظراته وقال وهو بيضحك: خلاص يا باشا قلبك ابيض انا بهزر معاك.
خالد زفر بغضب وغمض عينيه تاني ومهاب بص له وسأله: هترجع للعصابه تاني؟ ممكن يكون حد فيهم خد باله ان انت اللي اقتحمت الفيلا وسرقة الفلاشه!؟
خالد فتح عينيه وهو بيبص قدامه، وقال بصوت منخفض فيه حدة التعب: لازم ارجع عندهم واكمل المهمة.. لسه معلوماتنا ناقصه ومش هقدر اجمع كل المعلومات اللي احنا عايزنها غير وانا وسطهم.
مهاب بقلق: بس ممكن يكونوا كشفوك يا خالد.. لو عرفوا ان انت ظابط متخفي وسطهم في شخصية حسن، اكيد هيقتلوك!
رد خالد بثقة: متقلقش.. هما فاكرين ان انا سهران مع بنت شمال من اللي بيسهرو معاهم سهرة من اللي هما متعودين عليها وانا هحل الموضوع ده ب ازازة خمره مقرفه من إللي بيشربوها وادخل عليهم ب نصها عشان يصدقوا اني راجع سكران ومعرفش حاجة عن اللي حصل.
مهاب قال بأبتسامة: انا عرفت دلوقتي ليه سيادة اللوا اصر يجيبك من خدمتك في الصعيد ويضمك للمهمة دي.
خالد بصله وسكت ، ساب الكلام يتقال، بس عقله رجع تاني لنظرة ياسمين، ودموعها اللي خبّتها بالعند، وخوفها اللي كانت بتغطيه بالعصبية. هي مش بس دخلت خطته… دي دخلت جوه الحرب اللي جواه، وبدون ما تاخد بالها، بقت نقطة ضعف وسط نار شغالة حوالين خالد من كل ناحية….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية منعطف خطر)