روايات

رواية الارابيسك الفصل الأول 1 بقلم حور طه

رواية الارابيسك الفصل الأول 1 بقلم حور طه

رواية الارابيسك البارت الأول

رواية الارابيسك الجزء الأول

الارابيسك
الارابيسك

رواية الارابيسك الحلقة الأولى

كانت بتصــ ــرخ… وصوتها بيتكــ ــسر تحت ضحكته
شعرها في إيده،وهي بتتزحلق على الأرضية
بتحاول تتشبث بأي حاجة تنقذها من جحــ ــيمه…
لكن هو ماكانش ناوي يرحمها…!؟
شدها…زقها…
رماها على السرير زي دمية مكســـ ـورة.
الطفل اللي واقف في الضلمة
عينه بتلمع من الخوف
ونفسه بيترعش وهو شايف أزرار القميص بتتفك
واحد، ورا التاني…
ــ أنا… ما فيش ست تقولي لا…
صوته كان بارد…
بارد بطريقة تبرد العظم…
وكل خطوة منه ناحية السرير…
كأنها مــ ــوت بيتقدم برجليه!
الطفل …رجله كانت عايزة تجرى…
لكن جسمه مزروع في الأرض!
الراجل التاني في الكرسي…
كان بيصــ ـــرخ،يتلوي
يحاول يقوم…
لكن رجالته كانوا ماسكينه كويس:
ــ سيب مراتي يا كلــ ــب!
صوته كان مليان قهر…
بس محدش سمعه…
ضـــ ــربة نزلت على وشه…
د،م نزل من زاوية فمه…
وهو بيشوف مراته بتتبهدل قدامه!
الست، كانت بتبكي:
ــ حرام عليك…
انت بتعمل فينا كده ليه؟! سبنا ف حالنا!
لكن هو ماكانش سامع غير صوت كبريائه.
عايز ينتصر…عايز يكســ ــرها:
ــ دلوقتي هاخد اللي أنا عايزه…
قدوام جوزك…!
الست صــ ــرخت…
مش صـــ ــرخة خوف…
صــ ـــرخة حد كان بيعيش في سلام…
وبينسحب منه كل شيء فجأة:
ــ حرام عليك… سبنا ف حالنا بقي!
الطفل عض شفايفه…
ما نطقش…
حس قلبه بينبض في ودانه…
وكل تفصيلة في المشهد…
بتنطبع على جلده…!
الست… كانت جميلة…عيونها مليانة دموع…
بس فيها نـ ـــار…وفي لحظة…
نظرت ناحية الباب.
كأنها شافته!
كأنها حست بوجوده!
لكن ما قالتش حاجه؟
الرجل التاني اللي مربوط في الكرسي
صوته اتقطع…لما إيده اتفكت…
وحاول يتحرك!
لكنهم ضـــ ــربوه
ضـ ـــربوه جامد!
واللي فوق السرير…
كان بيقرب أكتر…
الطفل تراجع…ببطء…
سحب نفسه للورى…
صوته ما طلعش…
بس فيه دمعة سقطت على الأرض…وسمعت!
والباب…
اتقفل…
والظلمة بقت أغمق…
وصــ ــرخة مكتومة سكنت جواه…
صـــ ـــرخة عمرها ما خرجت…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطريق كان مظلم…
وما فيهوش غير صوت الهوى وهو بيخبط في زجاج العربية.
غيت ضغط فرامل فجأة.
عن بعد…
شاف حاجة بتتحرك بسرعة ناحية أوتوبيس واقف على جنب الطريق.
وأكتر من ظل بيتلوى.
ضيق عينه…وشافها.
بنت!
بتتسحب…
بتتشد من دراعها…
وصـــ ــرخة طالعة منها شقت الهوا:
ــ سيبني!! بالله عليكم حد يلحقني!!
اتنين…
شكلهم سكـــ ـــرانين مش في وعيهم
إيدهم مغطية بقماش غامق
وبيجروها غصب جوا الأوتوبيس.
بتقاوم،بتخربشهم!
بس مش قادرة. قوتها اضعف منهم!
الراجل اللي عمال يشدها صـ ـــرخ في وشها:
ــ بطلي صـــ ــريخ وإلا…!
لكن صـــ ـــريخها كان أصدق من تهديده.
كان استغاثة…
مش بس عشانها.
كأنها بتصـــ ـرخ من آخر حتة في روحها.
غيت نزل من عربيته.
الباب اتفتح بقوة.
رجله لامست الأرض…
ومع كل خطوة، كان قلبه بيجري قدامه.
مش سمع غير صوتها.
ولا شايف غير عينيها.
كان لازم يعمل حاجة!
وفجأة، جه صوت كأنه
طالع من بين الأشجار، مخيف:
ــ مش وقته… لازم تمشي. اللي مستنيك أهم.!
غيت بص للبنت، وهي بتتوسل لأي حد ينقذها.
همس لنفسه، بصوت متشبع بالغضب والعزم:
ــ مش هسيبها… لازم المرة دي أنقذها.
الصوت رجع تاني، أقرب وأقسى:
ــ مش هي دي المهمة. خطوة كمان…
وهتبقى إنت اللي محتاج اللي ينقذك. امشي!
غيت غمض عينه، حاول يتجاهل المشهد…
لكن صــ ــراخها بيزيد، بيخترق قلبه…!
فتح عينه بسرعة، قال بعزم:
ــ قولتلك… مش هسيبها!
مسح على وشه كأنه بيطرد الصوت اللي جواه
وتقدم ناحيتها بخطوات سريعة.
لكن فجأة…
شعر بشيء حاد يخترق جنبه.
سكــــ ــين.
غرسها احدهم في جسده.
الهوى اتسحب من صدره، والوجع شل خطوته!
الطريق مقطوع…
والوحدة كانت خانقة.
واللي جاي…
ما حدش يعرفه؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الارابيسك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *