روايات

رواية الارابيسك الفصل الخامس 5 بقلم حور طه

رواية الارابيسك الفصل الخامس 5 بقلم حور طه

رواية الارابيسك البارت الخامس

رواية الارابيسك الجزء الخامس

الارابيسك
الارابيسك

رواية الارابيسك الحلقة الخامسة

روما تصــ ــرخ:
ــ انت مين وعايز ايه؟
زيد بسرعة وهو رافع إيده:
ــ ما تصــ ـرخيش! أنا مش حرامي ولا جاي أذيــ ـكي!
روما بتراجع بخوف:
ــ أمال ليه نطيت من الشباك؟
داخل تستكشف قبل ما تسرق؟
زيد متوتر:
ــ والله ما حصل، في ناس كانوا بيطاردوني
ولما لقيت الشباك مفتوح دخلت.
روما بارتباك:
ــ وبيطاردوك ليه؟ أكيد سرقت منهم حاجة؟
زيد بتنهيدة:
ــانتي ليه مصممة إني حرامي؟
أنا بهرب منهم علشان عايزين يقتلــ ـــوني!
روما بقلق:
ــ عايزين يقتلـ ــوك؟ عملت إيه؟
زيد:
ــ مفيش، والله! آسف إني خوفتك
أول ما يبعدوا هخرج، مش هأذيــ ــكي.
روما بحذر:
ــ طيب… لو ساعدتك تهرب، توعدني ما تأذينيش؟
زيد بابتسامة خفيفة:
ــ حتى لو ما ساعدتنيش، برضه مش هــ ــأذيكي.
روما تشير للباب:
ــ تعالى… الباب ده بيفتح على الطريق التاني
تقدر تهرب منه.
زيد:
ــ متشكر جدا…هو انتي… اسمك إيه؟
روما بجفاف:
ــ إنت جاي تهرب ولا تتعرف؟
زيد بهدوء:
ــ لا مش قصدي، بس حبيت أشكرك.
روما تفتح الباب:
ــ طيب، اتفضل اخرج بقي… لو أخويا جه دلوقتي مش هعرف أحميك، مش هيسيبك غير في القسم.
ده لو ما قتلكـــ ــش هو طبعا
زيد وهو بيعدي من الباب:
ــ حاضر، وشكرا تاني على كل حاجة…
وعلى العموم، أنا اسمي زيد.
روما باردة، وهي تبص في اتجاه تاني:
ــ آخر همي دلوقتي إني أعرف اسمك…
ممكن تمشي بقى.
زيد يسكت لحظة
وبعدين يبتسم ابتسامة خفيفة كأنها وداع:
ــ تمام… سلام يا ام العيون السود!
إدريس يدخل بلهفة وهو بيقرب:
ــ رومااا! فينك؟ ردي عليا!
روما تتأكد إن زيد اختفى، وبصوت متوتر:
ــ أنا هنا يا إدريس…
إدريس بقلق وهو بيقرب منها:
ــ في إيه؟ سمعتك بتصرخي… مالك؟ حصل حاجة؟
روما بتحاول تتمالك أعصابها، تبتسم ابتسامة باهتة:
ــ مفيش… شفت صرصار، واتخضيت شوية.
انت عارف إني بترعب منهم.
إدريس ياخد نفس، ويضحك وهو بيهز راسه:
ــ يعني قلبي كان هيقف… عشان صرصار؟!
روما بنبرة معتذرة:
ــ آسفة… خوفتك على الفاضي.
إدريس بنظرة حنونة:
ــ ما تعتذريش… المهم إنك بخير.
روما تتراجع خطوة، وتنزل عينيها:
ــ إدريس… غيت لسه مرجعش…
وكلمته كذا مرة مش بيرد.
قلبي مش مرتاح.
إدريس يحاول يخفي قلقه، وصوته يبقى هادي:
ــ يمكن مشغول… أو بطاريته فصلت. ما تكبريش الموضوع…ومتقلقيش، أنا هعرف أجيبه!
روما ترفع نظرها ليه، وعينيها فيها توتر:
ــ بس دي مش أول مرة. من ساعة ما رجع من عند رسلان وهو متغير……كأنه مش هو
ادريس ينزل عينه لحظة، وبعدين يرد:
ــ هروح له دلوقتي… ولو لزم الأمر
هدور عليه في كل حتة.
روما تمد إيدها تمسك إيده:
ــ لو لقيته… قوله يرجعلي، أنا محتاجاه.
ادريس ينظر ليها وابتسامة حزينة في عينه:
ــ حاضر يا روما… هرجعهولك.
يخرج ادريس بسرعة، ووراه الباب يتقفل…
بس صوت خطواته بيفضل سايب صدى في قلبها
كأنها حست إن في حاجة أكبر من اللي بيتقال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبو تحت قصر رسلان.
غرفة خافتة، رائحتها خشب محترق وماضي معفن.
رجل عجوز بشعر أبيض كثيف يخط بنقوش عربية على خشبة مستطيلة، كأنها طلسم أو لعنة.
رسلان يدخل ببطء، يسحب الكرسي ويجلس أمامه.
رسلان بصوت واطي، ثابت:
ــ اللعبة بدأت…
غيت طلب الرحمة لإيلا!
العجوز دارن، دون أن ينظر إليه
يكمل النقش ثم يتوقف فجأة
يرفع عينه بلونها الرمادي المطفأ،بابتسامه باهتة:
ــ غيت وقع في الحفرة…
وبقى تحت سيطرتك…
مع إنه كان ملح في ميه… مايتكشفش بسهولة…
بس كشف نفسه قدامك…
ليـــه…!؟
رسلان يميل للأمام، نظراته تلمع بخبث:
ــ الحب…
هو اللي جابه ليا…
والحب برضه… هو اللي هينهيه…
العجوز دارن ،يميل برأسه، كأنه يشكك:
ــ بس الحب ماينتهي…
الحب يا رسلان بيغير قوانين اللعب…
مش بيكســ ـرها…
رسلان يبتسم ابتسامة جانبية، ساخرة:
ــ أنا مش شخص سهل يتلعب معاه.
وغيت… لما قرر يلعب، كان عارف ده كويس.
النهارده أول اختبار…
ولو عدى، هيكمل معانا.
أنا دايما بشجع اللاعب الموهوب…
بس ما بسامحش اللي يعدي حدوده…
ويتجاوز حدود الرجوع…
العجوز دارن،ينهض، ببطء،صرير الكرسي
يربك سكون الغرفة، ثم يدور حول رسلان
كما لو كان شبحا يهمس في عقله:
ــ وإيلا؟
هتكون إيه في رقعة الشطرنج بتاعتك؟
ملكة؟
ولا فخ؟
رسلان بصوت غامق، كأن الغرفة ضاقت:
ــ إيلا…هي الفاصلة اللي هتحدد كل حاجة!
لو غيت أنقذها…
يبقى كســـ ــرني…
ولو ضحى بيها…
يبقى بقى زيي…!
العجوز دارن ،يتوقف، يواجهه وجها لوجه
وجهه الآن نسخة مشوهة من رسلان نفسه
كأن باطنه خرج للحياة:
ــ المشكلة إنك بدأت تشوف نفسك في غيت…
وكل ما تقربه، كل ما تنسى أنت مين.
فاكر نفسك مسيطر؟
بس الحقيقة إنك بتقرب من الهاوية…
وانت بتبتسم!
رسلان ينهض فجأة
يقرب وجهه من وجه العجوز دارن،صوته غليظ:
ــ أنا الهاوية يا صاحبي.
وكلهم…
هيقعوا جوايا، واحد ورا التاني!
لحظة صمت مرعبة…
قبل ما العجوز دارن، يختفي كأنه بخار تبخر في العتمة.
العجوز دارن… مش مجرد سم، ده عمق بيمشي على رجلين. شخص شايل جواه أكتر مما بيبان، صامت بس صوته في العقول بيفضل يرن؟!
رسلان يغمض عينه لحظة، ثم يفتحها على اتساعها كأنه استعاد سيطرته،لنفسه:
ــ أول اختبار…
يبدأ دلوقتي…!؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غيت مسك إيدها ودخلها الأوضة
الباب اتقفل وراهم بصوت خفيف
لكن كأنه ختم على عزلة.
إيلا رمقته بنظرة غاضبة، وقالت بحدة:
ــ وانت بقى؟
الكــ ـلب اللي عينك رسلان علشان تحرسني؟!
غيت وقف قدامها بثبات
صوته هادي لكن في عمقه مرارة باينة:
ــ يمكن…
لو خفيتي من حدة لسانك
رسلان يطلق صراحه بدل ما يشد السلاسل أكتر.
إيلا بتقهقه بسخرية، دمعتها محبوسة في عيونها:
ــ أنا كده كده هخرج من القصر ده.
غيت قرب خطوة، نظرته سكنت عينيها:
ــ خروجك من القصر…
يعتمد على حالتين؟
يا مــ ـــوتك…
يا ذكائــك…
بس من الواضح إن اندفاعك…
هيكون سجانك الحقيق!
إيلا بصوت حاد، مليان احتقار:
ــ عامل لي فيها فيلسوف!
وانت؟
مجرد خدام عند رسلان…
واقف على باب بنت علشان سيدك أمرك!
ما عندكش كرامة؟
غيت بصوت بارد،نبرته مفيهاش غضب
لكن فيها حاجة أعمق… غموض:
ــ في القصر ده
ما حدش عارف مين المسجون…
ومين السجان!
سكت لحظة، وبص لها بعين
فيها حاجة شبه الشفقة شبه التحذير:
ــ ارتاحي…
وهدي نفسك.
لأن انفعالك…
مش هيحررك…هيزيد قيودك!
غيت لف وشه عنها
وبص للباب كأنه سامع حاجة من ورا الجدران
صوته خرج هامس… لكن مسموع تماما:
ــ ساعات السجن بيبقى أأمن من الحرية…
بس الناس ما بتفهمش ده!
غير لما يفوت الأوان!
بعدين خرج
وساب الباب موارب
كأن خروجه دعوة…أو فخ؟
إيلا وقفت مكانها لحظة
عنادها كان بيشدها ناحية الباب
بس حاجة تانية… أعمق…
كانت بتشدها لورا.
بصت في الفراغ اللي سابه غيت وراه
وبعين شبه دامعة، همست لنفسها:
ــ هو بيخوفني؟
ولا بينقذني؟
قربت من الباب ببطء…
مدت إيدها تقفله…
لكن قبل ما تلمسه
وقفت.
وبدل ما تقفله…
سدت الباب بهدوء
وسندت ضهرها عليه
وعينها على السقف…
زي اللي بيستنى حاجة…
أو بيهرب من شيء ساكن جواه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غيت دخل غرفة المكتب، الباب اتقفل وراه بهدوء لكن نظرته كانت مشتعلة. رسلان كان قاعد على الكرسي الجلد، رجل فوق رجل، بيده سيجارة مشتعلة والدخان بيملأ الجو بخنقة باردة
غيت بهدوء :
ــ إيلا موجودة، فوق …!
رسلان لم يلتفت، بس صوته خرج بسخرية:
ــ الأمر اللي اديته لك إنك تقتــ ـــل نفسك…
مش إنك ترجع إيلا.
غيت وقف قدامه، ثابت، صدره بيطلع وينزل من الغضب المكتوم، لكنه اتكلم بهدوء مر:
ــ مش مهم الوسيلة اللي استخدمتها…
الأهم بالنسبالك إن إيلا بقت تحت سيطرتك!
رسلان لف وجهه له ببطء، وابتسامة باهتة على شفايفه. قام من مكانه، خطوته محسوبة
واقترب من غيت، ثم نفخ دخان السيجارة
في وشه مباشرة، كأنه بيختبر صبره:
ــ شغال معايا كل السنين دي…
وما تعرفش إن المهم بالنسبالي الوسيلة اللي تستخدمها
مش النتيجة؟نفذ اللي طلبته منك!
مد إيده، مسك يد غيت
وحط السيجارة فيها بهدوء مريض
نظراته فيها تحدي قــ ــذر، وقال بابتسامة باردة:
ــ كمل انت السيجارة دي…
وأنا هطلع أكمل فوق مع إيلا!
غيت يتجمد لحظة، السيجارة في إيده
دخانها بيتصاعد كأنه بيلف حبل حوالين رقبته
عينه سابتة على رسلان وهو بيطلع بخطواته الواثقة ناحية السلم.
غيت بصوت واطي، لكنه مشحون بالغليان:
ــ كل حاجة فيك بتعلم الكلــ ـب إزاي يبقى سيده؟
رسلان يقف عند أول درجة
يلف بنصف جسمه وبنظرة باردة فيها سخرية مميتة:
ــ وأنت كنت كلــ ـب نضيف… بس دايما الكـ ــلاب لما بتشم ريحة الــ ــدم، بتنسى مين رباها.
ثم يكمل طريقه للسلالم، طالع ناحية إيلا
وغيت واقف مكانه، أصابعه بتترجف وهي ماسكة السيجارة لكنه مش بيشربها. بيبص عليها
كأنها نقطة تحول مش مجرد لفافة نــ ــار.
غيت يرمي السيجارة على الأرض، ويدوس عليها برجله بكل غضب مكتوم، ثم يمشي بخطوات بطيئة ناحية المكتب يفتح الدرج، يطلع ملف فيه صور ومعلومات
بيبص فيه لحظة، ثم يهمس لنفسه:
ــ لعبتها بطريقتك سنين…
بس آن الأوان ألعبها بطريقتي!
يتجه للباب، وقبل ما يفتحه، يبص لفوق
للدرج اللي طالع منه رسلان
وعينيه بتلمع بقرار واضح…يهمس:
ــ لو لمستها… هتنتهي اللعبة كلها الليلة؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الارابيسك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *