رواية بنات الحاره الفصل الحادي عشر 11 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره الفصل الحادي عشر 11 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره البارت الحادي عشر
رواية بنات الحاره الجزء الحادي عشر

رواية بنات الحاره الحلقة الحادية عشر
رحاب بتوَتّر : مش فاهمة.
جمال : مش مهم. سلام.
فضلت رحاب واقفة مش فاهمة الموقف. طلع جمال عند صاحبه حسن.
حسن : كنت واقف مع رحاب ليه؟؟
جمال : عايز كباية شاي تعدّل مزاجي وأقولك.
حسن : ماشي يا أستاذ جمال.
البنات فضلوا في السطح، وبعد كده كل واحدة راحت بيتها.
زينب أول ما دخلت إستلمتها مرات أبوها.
صفية : ما بدري يا أختي؟
زينب : ماعلش يا خالتي، الكلام خذنا.
صفية : خشي المطبخ إغسلي المواعين وطلعي اللحمة تفك، وبُكره قبل ما تروحي الشغل جهّزي الغدا، أنا وأختك مش فاضيين، رايحين نجيب حاجات الجهاز.
زينب : إزاي أعمل الأكل وأنا لازم أطلع من البيت الساعة 8؟ يادوب أوصل في الوقت للشغل.
صفية : هو انتِ هتتسامري معايا يا بِت؟ يلا خلّصينا.
زينب دخلت المطبخ وهي بتحسبن عليها وبتعيط من الظلم اللي هي عايشة فيه.
فضلت زينب تغسل المواعين والدموع نازلة من عنيها. كانت حاسة إن الدنيا ضلمة حواليها ومافيش حد حاسس بيها.
عند حسن وجمال….
حسن : أحلى كباية شاي لأحلى جمال.
جمال : تسلم يا صاحبي.
حسن : ها إحكيلي بقى، أولاً رجلك خذت على هنا.
جمال بضحكة….
جمال : إيه، مش عايزني أجيلك ولا إيه؟؟
حسن : لا يا جمال، بس إنتَ عارف هنا ساكنة زينب والبنات بيتجمعوا في السطح، ده أنا والله اتحرمت أطلع ليه لأن هو ده المتنفس بتاعهم، وكمان دلوقتي ماينفعش، لأن فيه بنت جديدة سكنت في الأوضة اللي كانت فيها نوارة الله يرحمها.
جمال : الله يرحمها. لو قلتلك إني مش قادر أنسى إزاي شِلتها على إيدي وجريت بيها المستشفى.
حسن : ومين يقدر ينسى؟ الله يرحمها.
جمال : بص يا سيدي، أنا كنت
جايلك أقولك إن في عميل عندنا في الشركة عنده معرض عربيات وكان طالب حد يشتغل معاه، وخاصة لو ميكانيكي يعرف يظبط أي حاجة أو يروح معاهم لما يحبوا يشتروا أي عربية ففكرت فيك، إيه رأيك؟؟
حسن : تسلم يا صاحبي، بس أنت عارف والدي لوحده وكبر، يعني لازم أفضل معاه في الورشة حتى لو ده مش حلمي.
جمال : ما أنت ممكن تفضل معاه
يعني تشتغل بالنهار وتخلص وتيجي على الورشة.
حسن : يعني أشتغل شغلانتين في نفس اليوم؟ ده أنا كده هاروّح على السرير على طول.
جمال : ما هو كله في الأول تعب، بس بعدين هتتعود، وبعدين الشغل ده ممكن يفتحلك باب جديد، يمكن تبقى ليك ورشة خاصة أو حتى معرض.
حسن : والله الفكرة مغرية، بس برضه قلبي مش مطاوعني أسيب أبويا كثير.
جمال : ما تسيبوش، أنا بقولك تظبط وقتك، تشتغل مع الراجل وقت ما تكون فاضي، وممكن تتفق معاه من الأول.
حسن : طيب خليني أفكر، ولو في مقابلة أو حاجة كلمني.
جمال : أكيد، و هكلمك أول ما يحدد معاد.
حسن : وبالنسبة لوقفتك مع رحاب؟؟
جمال : والله ما كانتش مخططة، أنا كنت طالع عندك وقابلتها وهي نازلة. أنت عارف إني مش برتاح ليها، شكيت فيها من ساعة ما كلنا وصل لينا طلب إضافة من حساب
Roro_Queen
قُلت أسألها على الفيس بتاعها، هي ما صدقت، طلعت تليفونها ودخلت على الفيس، خرجت من الحساب ده ودخلت حسابها، هنا شُفتها واتأكدت إنها هي.
حسن وهو مستغرب : يعني كانت عاملة حساب تاني وبتراقبنا منه؟
جمال : أيوه، واللي خلاني أتاكد إنها كانت بتتابع كل حاجه، إنها كانت بتعلق بحاجات محدش يعرفها غير اللي موجود في المكان.
حسن : بس ليه؟ هي عايزة إيه؟
جمال : الله أعلم، يمكن كانت بتراقب زينب، أو يمكن كانت بتراقبني أنا.
حسن : الموضوع كده مش بسيط… لازم نخلي بالنا.
جمال : علشان كده أنا بعدت، وقلتلك ما برتاحش ليها، وكنت عايزك تبقى في الصورة.
حسن : تمام، بس إوعى تعمل حاجة تتهور فيها، خليك دايمًا عاقل.
جمال : ما تقلقش، أنا بس بحط النقاط على الحروف و عايز أعرف هي عايزه مننا إيه كلنا.
ثاني يوم…
زينب صحيت بدري، خلصت شغل البيت وعملت الأكل، راحت عند أبوها تطلب منه فلوس مواصلات، بس للأسف كانت صفية أخذت منه كل حاجة.
طلعت وهي زعلانة، توكلت على الله لشغلها، كانت خايفة إنه أول يوم ليها وأول مرة في حياتها تشتغل.
وصلت المحل.. كان الحاج في انتظارها، عرفها على البنتين اللي في المحل، وكانت أول مرة، علمها إزاي ترتب الهدوم وترجع كل حاجة مكانها.
زينب كانت شاطرة جداً وبتتعلم بسرعة.
عدّى اليوم الأول بسرعة، وزينب فضلت مركزة في كل تفصيلة. البنات في المحل كانوا لطاف معاها، وساعدوها تتأقلم.
الحاج بعد ما قفل المحل بص لها وقال…
الحاج : برافو يا بنتي، واضح إنك شاطرة ودماغك نظيفة، خليكي كده.
زينب بابتسامة خفيفة : الحمد لله، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك.
الحاج : إن شاء الله… بس إوعي حد يضحك عليكي، وإنتِ هنا زي بنتي.
زينب شكرت الحاج وخرجت، كانت حاسة لأول مرة في حياتها إنها عملت حاجة ليها قيمة. رغم التعب والزعل اللي في قلبها، بس كانت فخورة بنفسها.
رجعت البيت على آخر النهار صفية كانت مستنياها على الباب.
صفية : إنتِ كنتِ فين للساعة دي؟
نسرين بلعجيلي
زينب : في الشغل، إتأخرت شوية علشان كنا بنرتب قبل القفل.
صفية : طب أدخلي شوفي وراكِ إيه، فيه غسيل وفي طبيخ بكره، أنا مش هفضل وراك كل يوم.
زينب : حاضر يا خالتي.
دخلت الأوضة، حطت شنطتها، وقعدت على السرير. كانت تعبانة، بس جواها أمل صغير بدأ ينور.
فضلت زينب قاعدة على السرير شوية، عينيها على السقف وعقلها مشغول. كانت بتفكر في بكرة، وفي نفسها، وفي اللي ممكن يتغير. بعدها قامت دخلت المطبخ وبدأت تغسل المواعين.
كل حركة بتعملها كانت بتقول فيها لنفسها : أنا مش هفضل كده طول عمري
تاني يوم في المحل….
زينب وصلت بدري، نظّفت المكان ورتبت الهدوم قبل ما حد ييجي
البنات سلموا عليها، واحدة منهم اسمها “ندى” قالت لها..
ندى : برافو عليكِ يا زينب، شكلك واخدة الموضوع بجد.
زينب : والله يا ندى الشغل ده فرصتي الوحيدة أخرج من اللي أنا فيه.
ندى : وأنا معاكِ وهنساعد بعض.
في نص اليوم، دخل شاب شكله شيك، كان باين إنه زبون مهم.
الحاج نده على زينب.
الحاج : يا زينب، ساعدي الأستاذ ده يختار بدلة على ذوقه.
زينب إتوترت في الأول، بس خذت نفس عميق وراحت له.
زينب : تحت أمرك يا أستاذ، تحب نوع معين ولا لون معين؟
الزبون بابتسامة : بصراحة مش محدد، بس مدام إنتِ اللي هتختاري، أكيد هتكون حلوة.
زينب ابتسمت بخجل، وبدأت تختار له كذا بدلة. كانت أول مرة تحس إنها واثقة من نفسها، حتى في كلامها.
الزبون وهو خارج قال للحاج..
الزبون : عندك ناس شغالة محترمة، البنت دي شاطرة.
الحاج ابتسم، وبص لزينب وقال..
الحاج : شدي حيلك، الخير جاي.
في البلد عند حنان…..
كانت تعبانة، قلة الأكل والنفسية مش تمام وكل واحد فيهم شايف إنها السبب.
أبو حنان حاول يطلع يدور على أي شغل، بس الكل رفض يشغله بأوامر من الحاج اليزيدي. رجع البيت وهو تعبان ومش عارف يعمل إيه.
أم حنان : البنت تعبانة، نعمل إيه؟
محمد : أعمل لها إيه يعني؟
أم حنان : نوديها مستشفى الحكومة.
محمد : إبقي و ديها إنتِ.
أم حنان : برضو مافيش شغل.
محمد : مافيش… هنموت من الجوع كده؟ عقَّلي بنتك ما تبقاش أنانية وترجع لجوزها.
أم حنان : حاضر، تعالى ناكل لقمة… جارتنا كثر خيرها بعثت لنا أكل.
محمد : بقينا نشحت على آخر الزمن.
محمد قعد على الأرض، مسك الطبق اللي جابته الجارة وبص فيه.
محمد : رز وبطاطس… حتى اللحمة بقت حلم.
أم حنان بحزن: إحمد ربنا يا راجل، غيرنا مش لاقي حتى ده.
حنان كانت سامعة الكلام من أوضتها، دموعها نازلة بصمت، حاسة بالذنب والهم، بس مش قادرة تنطق.
دخلت عليهم وهي بتكتم عياطها
حنان : بابا… ماما… أنا آسفة.
محمد : آسفة؟ على إيه؟ على إنك خليتينا ملطشة للناس؟ ولا عشان جوزك وقف حالنا كلنا؟
حنان : أنا ماكنتش أعرف إنه هيعمل كده، أنا اتجرحت واتكسرت.
أم حنان بحنان : كفاية يا محمد، البنت اتكسرت خلاص، بلاش تزود عليها.
محمد بحنق : أنا مش عارف أتصرف، ولا عارف أكلّف نفسي، وإنتي بتقولي لي أرحمها؟ البلد كلها مقاطعة رزقي علشانها.
حنان : طيب سيبوني أرجع له.
أم حنان : إزاي ترجعي له وإنت شايفاه ظلمك؟
حنان : أهو أحسن ما تموتوا من الجوع بسببي. خلاص، هاروح وأشوف آخرتها إيه.
محمد سكت، ووشه اتقلب حزن وندم بس ما قدرش يقول حاجة، هو كمان مكسور.
في الوقت ده سمعوا الباب بيخبط
راحت أم حنان تفتح ، لاقت فتنة قدامها.
فتنة : العوافي. إيه؟ هتخليني واقفة على الباب؟
أم حنان : إتفضلي يا ست فتنة.
دخلت وهي بتبص على البيت باشمئزاز.
فتنة : إيه؟ مش هتعزمي عليا على كباية شاي؟
أم حنان اتحرجت، لأنه مافيش لا سكر ولا شاي.
فتنة بصّت لطبق الأكل قدام محمد
وفهمت إنه مافيش حاجة في البيت.
فتنة : أومال السنيورة فين؟؟
أم حنان : نايمة.
فتنة : وماله… نوم العوافي، بس قولي لها اللي عملته وفضيحتها لإبني مش هتعدي بالساهل، وطلاق مافيش، وأول ما تولد هناخذ عيالنا منها.
هنا حنان ماقدرتش تستحمل وطلعت.
حنان : وده يرضي مين ده؟!
فتنة : يرضيني أنا. بصي لشكلك عامل إزاي!؟ مش خايفة على اللي في بطنك؟ ده إنتِ شكلك من ساعة ما طلعتي من عندنا ما شفتيش النعمة.
حنان : حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا شيخة.
Nisrine Bellaajili
فتنة وقفت وعلت صوتها..
فتنة : وليكِ عين تحسبني عليّا؟ ده إنتِ اللي حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ، لو كنتِ مرة وست الستات ماكنتيش خليتي جوزك يبص للخدامة، وأهو حصل كنت اتكتمتِ وصبرتِ. حتى الشحاتة بقت ليها كرامة؟ ده أهلك مش لاقيين عيش حاف، وإنتِ شايفة نفسك علينا.
إيه رأيك بقى إني أنا اللي مش عايزاكِ؟ وأبوكِ ده هدخّله السجن بالشيكات اللي عليه. وأختك اللي فرحانة بيها دي هرجّعها البلد بفضيحة.
حنان كانت واقفة مصدومة، والدموع نازلة من غير صوت.
أم حنان قربت منها، حضنتها وقالت..
أم حنان : أدخلي يا بنتي جوا، ما تسمعيش لحد.
حنان : أنا تعبت يا أمي، بجد تعبت… هي عايزة تدمرنا كلنا.
محمد وقف، وقال بصوت واطي بس حاسم..
محمد : يا ست فتنة، إحنا مش هنرد عليك، وربنا كبير. بس أنا هروح المركز، وأتكلم مع محامي عن موضوع الشيكات، كفاية إذلال بقى.
فتنة وهي بتضحك بسخرية : روح يا محمد، روح. خلي المحامي ينفعك وانت مش لاقي حتى مواصلات. أنا مش بس هرجع حقي، أنا هدوس على كرامتكم برجلي.
أم حنان بغضب : برا يا ست فتنة، برا من بيتنا. إحنا صحيح فقرا، بس مش قليلين الأصل.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
فتنة : فقرا وبتتمنظروا كمان؟ ماشي، فاضل لكم كام يوم وتشوفوا الي عمركم ماشفتوه.
خرجت فتنة وهي بتكمل كلامها بصوت عالي والجيران كانوا واقفين ، سامعين كل حاجة.
حنان دخلت الأوضه، ورمت نفسها على كنبه قديمه، حضنت بطنها، وبكت من القهر.
حنان بهمس : أنا مش هسكت، مش هسيب حقي… ولا حق اللي في بطني.
شويه مسكها وجع خلاها تعيط أكثر لحد ما شافت الدم مالي هدومها إبتدت تصرخ.
اللي يسكت على القهر مرة، هيتعود عليه طول العمر… واللي يوقف لنفسه، حتى وهو مكسور، بيبني نفسه من أول وجديد.”
يا رب…
ارحم قلوبنا من اللي وجعها،
واجبر كسر كل واحدة بتعيط في صمت.
احمي كل أم بتتوجع علشان عيالها،
واكتب لنا أيام فيها ستر، وأمان، وناس تخاف علينا بجد.
يا رب، لا تتركنا في يد من لا يخافك، ولا ترينا ضعفنا في أقرب الناس لينا.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنات الحاره)