رواية فتيات القصر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم اسماعيل موسى
رواية فتيات القصر الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم اسماعيل موسى
رواية فتيات القصر البارت الثالث والثلاثون
رواية فتيات القصر الجزء الثالث والثلاثون

رواية فتيات القصر الحلقة الثالثة والثلاثون
“عطر السيادة”
لم يكن السيّد إدوارد دي فلور بحاجة إلى القوة الجسدية ليفرض إرادته على قصره الواسع،
فقد فهم منذ شبابه، من أروقة بلاط الدوقية القديمة، أن السُلطة الأذكى لا تُمارس بالصراخ، بل بأن يستسلم لك الخصم وهو يظن أنه ما زال يملك اختياره.
وعندما ظهرت آثار عطر الأثير، الذي ابتكرته راما دي فلور، في أرجاء قصره — لم يعترض السيّد، ولم يواجه،
بل ترك الخدم يغترفون من عبيره،ويشربون من عبقه،
ويتبعون أثره كفئران مهرولين خلف قطعة جبن
لكنه، بخبثٍ أرستقراطيٍ نادر، حصل على قنينة من العطر ذاته. ومع أنه أدرك خطورته، فقد استهواه أن يروّض الأداة ذاتها التي صنعها غيره.
استدعى العطار العجوز فلوران، الذي كان يعرف أسرار العطور القديمة المنسيّة،وأمره بتحوير تركيبة الأثير.
لم يغيّر السيّد في العطر سوى مقدار ضئيل جدًا —
قطراتٍ مضاعفة من “فيتيسيا المرقّطة” ممزوجة بنقطة واحدة من زيت “سيليكا الظلال” المقطر ثلاث مرات،
ثم أضاف لمسته الخاصّة ،قطرة من مستخلص “إيلينورا الغامقة”.
هذه الإضافة لم تغيّر الرائحة،بل غيّرت ما بعد الرائحة.
لم تعد الأثير تمنح المستنشقين خدرًا لذيذًا وسلطانًا خفيًا،
بل صنعت أثرًا عكسيًا.
“تجرد النفس من نزقها… وتجعلها تبحث عن وليّ جديد تُدين له بالخضوع.”
دون أن تدرك راما،
بدأ السيّد في توزيع هذه النسخة المحرّفة من عطر الأثير بنفسه دون إعلان.
في البداية، أمر بأن يُرش بها أغطية الأسرة،ثم الستائر الثقيلة،
ثم مسكات الأبواب الخشبية ،شيئًا فشيئًا، بات العطر في القصر كله.
وأغرب ما في الأمر،أن الخدم الذين اعتادوا الانجذاب نحو راما،صاروا — بلا وعي — يتحلّقون حول السيّد.
في الممرات،إذا مرّ بهم،اتسعت عيونهم، وارتجفت شفاههم،
كأنهم رأوا سيدًا آخر،وتلهفت نفوسهم نحو مرآه.
حتى في أماكن الاستراحة،
راح بعض الخدم يتحدّثون عن السيّد بنبرة مزيج من الخوف والافتتان “كأن صوته يريحك… كأن حضوره وحده يُسكّن قلبك.”حتى لو نهَرهم،أو سخر من تقصيرهم،
كانوا يزدادون تعلقًا،كأن الإهانة نفسها تحمل رائحة خفيّة.
___________
بهدوء، بدأ السيّد في تعمّد الظهور أكثر.
لم يكن يجلس طويلًا في جناحه كما اعتاد،صار ينزل إلى الرواق، يمرّ ببطء بين طاولات الخدم أثناء تناولهم طعامهم.
ينحني أحدهم…
ثم آخر…
ثم يصمت الجميع لمجرّد مروره.
أمّا راما، فلاحظت أن الخدم لم يعودوا يستشيرونها كما قبل،
ولا يبتسمون تلقائيًا لرؤيتها،بل صارت حركاتهم أمامها أقرب إلى المجاملة الثقيلة العاديه
بدأت راما تشعر بشيء يتبدد،لكنها لم تفهم.
ما لم تكن تعرفه أن ملكية الخدم انتقلت — تمامًا — إلى السيّد.
فالنسخة الجديدة من عطر الأثير،جعلت العقول تبحث، لا شعوريًا، عن منبع القرار، وقد تجرّع السيّد ترياقه،
وأدار اللعبة لصالحه.
حتى أن لارينا، كبيرة الخدم الصارمة، كانت أول من رضخ.
لم تكن تلتفت لكلام راما كثيرًا بعد الآن،، وتفضّل انتظار أوامر السيّد،
الذي كان — بدهاء —
يدعوها إلى مكتبه كل مساء ليشرح لها “كيف يُدار البيت بعقل لا بعطر.”
وبقيت النسخة الجديدة من العطر حبيسة القصر،تتسرّب بهدوء في أروقة النوم،والممرات السفلية،وعلى جوانب السجاد،وفي بطانة الستائر،تُفرغ النفوس من نزقها…
وتملأها بولاءٍ جديد.
أصبح الخدم، ينفّذون أوامر السيّد بلهفةٍ مَرَضيّة.
يتحرّكون نحو صوته قبل أن يتمّم الكلمة.
يبرّرون كل قسوته بينهم بعبارات غريبة: “إنه يعرف الخير لنا.”
“صوته يُريح الروح.”
راما، التي اعتادت أن ترى التوق في عيونهم نحوها،
باتت تُقابل بأعين خاملة ،كأنهم ينظرون عبرها لا إليها.
وفي كل ليلة،كان السيّد يجلس في غرفته،يكتب في دفتر أسود صغير ،ملاحظاتة، لقد احب ان يخضع له الخدم
لكنه احب أكثر ان يخضعو له بارادتهم لقد وجد متعه حقيقية فى اذلال شرذمه منحطه لعينه تزحف تحت اقدامه لتريحها
لقد اعجبته الفكره وهو يشهد تحطمهم كل ليله مثل القطار السريع الذى يتبارى المسافرين بالقاء أنفسهم تحت عجلاته
تخلى عن حذره وحيطته وعزلته وبداء ينزل إلى رواق القصر
ويجلس إلى جوار المدفأه بينما الخدم من حوله يؤدون مهامهم كأنهم غير موجودين لقد كان وسط الصخب كله ولا يكاد يسمع صوت.
وحدها راما التى كانت ترمقه بعيون حذره ،لم يرى فى عيونها ذلك الخضوع الكلبى لأشاراته وكان السيد طويل البال ويعرف كيف يستمتع بصيده وضحاياه لقد ترك لها الباب مفتوح
ان تركض وتلقى بنفسها تحت قدميه او الطريق الأخر
ان تتحدى السيد بنكهة عطر أقوى حتى مع احتمالية القبض عليها بتهمة صناعة ألعطر التى باتت محركه إلا بأذن السيد
توقعت راما ان تشن على غرفتها هجمه خلال يوم او يومين لذلك اخفت قوارير ألعطر داخل الحديقه بين الأشجار
لكن الحمله لم تتم
لم يحضر اى حارس إلى غرفتها كما توقعت، كانت راما تعرف أن السيد يعرف انها المتهمه بصناعة عطر الأثير
لكنها لم تعرف ابدآ السبب فى ترك السيد الباب مفتوح لها
لطالما فكرت، لما لا يحطمنى السيد ؟
كيف لم يهجم على غرفتى حتى الآن ؟
ماذا ينتظر ؟
لماذا يتركنى حره كل هذا الوقت؟
على مدار اسبوع توقعت راما هجمه عسكريه على غرفتها تفتش وتبحث عن قوارير ألعطر
لكن ذلك لم يحدث ،والسيد لم يستدعيها لغرفته ولم يطلبها
لقد تركها السيد حره لسبب لا تعرفه حتى الآن
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية فتيات القصر)