روايات

رواية ليس لها ذنب الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميلي ميس

رواية ليس لها ذنب الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميلي ميس

رواية ليس لها ذنب البارت الرابع عشر

رواية ليس لها ذنب الجزء الرابع عشر

ليس لها ذنب
ليس لها ذنب

رواية ليس لها ذنب الحلقة الرابعة عشر

ركبوا الشباب العربيات ورجعوا على القصر، والقلق لسه ما فارقش وجوههم… أول ما دخلوا، كانت زمرد واقفة على باب القصر، وعيونها بتدور تدور تدور… أول ما شافت سليم، جريت عليه ودموعها في عنيها:
زمرد وهي بتحضنه بقوة:
“آه يا ابني… حمد الله على سلامتك! كنت هموت من خوفي عليك!”
وسمية كانت بتبكي وهي حضنة مازن:
سمية:
“وحشتني يا ابني… كنت حاسة قلبي بيتقطع كل دقيقة!”
أما نور… فكانت واقفة في الركن، بتبص لسليم بنظرة مش مفهومة، فيها حنين، فيها لهفة، مش الكره اللي كانت بتحس بيه زمان… حاجة غريبة بتشدها ناحيته، يمكن لأنها شافت ضعفه، أو يمكن لأنها دعيتله كل يوم وهما مش عارفين إنهم هيرجعوا.
سليم لما شافها، كأنه نسي الدنيا كلها، ومشي ناحيتها بدون وعي… وقبل ما تقول كلمة، حضنها بشوق:
سليم بصوت واطي وهو بيحضنها:
“نور…”
نور كانت واقفة مكانها، قلبها بيدق بسرعة، حسّت بحاجة جديدة، مش كره… لا! ده كان دفء، ولهفة، ومشاعر مش مفهومة.
بعد وقت، وبعد ما رجع الهدوء للقصر وشدّدوا الحراسة من كل ناحية…
في مكتب سليم الكبير جوه القصر… كانت زمرد قاعدة قدامه، بتحاول تقرا ملامحه المشدودة… سليم كان بيتمشى رايح جاي، وإيده في شعره، واضح عليه التوتر الشديد، وكل شوية ياخد نفس عميق كأنه بيحضّر نفسه لمصيبة.
وفجأة، وقف وبص لزمرد وقالها بحدة:
سليم:
“أمي… هو بابا كان عنده ابن تاني؟ غيري ؟”
زمرد اتشدت في مكانها:
زمرد بتوتر ومحاولة للتماسك:
“إيه الكلام الغريب ده يا سليم؟ جبت الكلام ده منين دلوقتي؟”
سليم وهو بيضرب إيده على المكتب بعصبية:
“الراجل اللي خطفنا… قال اسمه سليم الأسيوطي! نفس اسمي! وقال إنه ابن الحاج عبد الرحمن الأسيوطي!”
زمرد بدأت تتنفس بسرعة… وشها شحب، وبلعت ريقها بصعوبة، عينيها بدأت تزوغ:
زمرد وهمس ضعيف جداً:
“مستحيل… مستحيل… هو مات… مش ممكن يكون عايش…”
سليم قرب منها بسرعة، حس إن في حاجة غلط… ملامحها كانت بتتلخبط، عينيها بتزوغ، وجسمها بيرتعش.
سليم بقلق وهو بيقرب منها وبيمد إيده: “أمي؟ أمي مالك؟ بتقولي إيه؟ أمي ركزي معايا…”
وفجأة… زمرد فقدت توازنها، وقعت من على الكرسي، وهي بتهمس بكلمة مخنوقة:
زمرد بصوت مكسور وهي بتنهار: “مستحيل… مش هو… مات…”
سليم اتصدم، قلبه طار، جري عليها بسرعة، وحضنها وهو بيهزها: “أمي! فوقي! أمي ! حد يلحقني بسرعة!!”
دخلت الدادة جري وهي بتصرخ، وشها شاحب:
الدادة: “يا مصيبتي! يا ساتر يا رب! هاتوا مية بسرعة! شيلوا الهانم على السرير!”
سليم: “مايصحيش يحصل لها كده بسببي… أمي فوقي بالله عليكي!”
نور أول ما سمعت صوت الدادة وهي بتنده، جريت من أوضتها، ما فكرتش، قلبها شدها، دخلت بسرعة وشافت زمرد في حضن سليم.
جريت عندهم، ركعت جنبها، مسكت إيدها وبدأت تقيس الضغط.
نور بسرعة وبتركيز وهي بتتحكم في أعصابها: ضغطها مرتفع… نسرين! جبيلي ميّة وسكر، وحبّة توم بسرعة!”
نسرين اتسمرت مكانها من الخضة، وبعدين جريت تنفذ الكلام.
سارة وقفت عند الباب، وشها متقلب، وبصت لنور باحتقار:
سارة بسخرية وغضب: “إيه ده؟ لتكوني فاكرة نفسك دكتورة يا خدامة؟!”
سليم رفع راسه من عند أمه، ووشه اتقلب غضب، نظرته كانت نار:
سليم وهو بيزعق بصوت عالي: “سارة!! امسكي فمك خالص! !”
سارة اتفاجئت من لهجته، ووقفت ساكتة.
نور فضلت جنب زمرد، بتساعدها بكل هدوء وعناية… وكأنها نسيت إنها اتعذبت قبل كده في البيت ده… نسيت كل شيء… قدام أم سليم، كانت بتتصرف كأنها بنتها.
نسرين جابت كوباية ميّة بسكر، ونور سندتها تشرب منها شوية، وبعدين خدت حبة توم صغيرة وحطّتها تحت لسانها، علشان تنظم الضغط، وبعدها شمّمتها شوية برفان قوي علشان تفوقها أكتر.
بدأت زمرد تتحرك شوية، عينيها تفتحت ببطء، وبصّت حواليها وهي لسه مش مستوعبة اللي حصل… كانت الدنيا قدامها ضباب، وصوت نور وصلها هادي وواضح:
نور وهي ماسكة إيدها بلطف:
“حمداً لله على سلامتك يا مدام زمرد… انتي سامعاني؟ في حاجة بتوجعك؟”
زمرد أول ما سمعت صوت نور، بصّت لها بشوية توتر، وسحبت إيدها منها بسرعة كأن لمسها كان بيوجّعها…
نور اتفاجئت من رد الفعل، ووشها قلب حُمرة، حسّت بالإحراج، وقامت من جنبها بخطوات هادية لكنها متلخبطة…
سليم كان واقف، شايف كل حاجة، ووشه اتغير لما شاف أمه بتبعد إيدها عن نور بالشكل ده… قلبه وجعه، وزاد غضبه من تصرفها، فقرّب منها وقال بصوت متماسك:
سليم:
“حمد لله على سلامتك يا أمي…
ولما تتحسّني، هنكمل
زمرد قلبها دق بسرعة… كلام سليم كان واضح، هو عرف… وكل حاجة كانت هتقلب دلوقتي.
إيده كانت لسه فيها رعشة من اللي سمعه، وعنيها بقت مليانة خوف وندم.
نور كانت خارجة من أوضة زمرد، وقلبها متلخبط من اللي حصل… مشت بخطوات سريعة على أوضتها، دخلت وقفلت الباب بهدوء وهي بتحاول تهرب من مشاعرها.
بس ماكنتش تعرف إن سليم كان وراها…
فتح الباب من غير صوت، ودخل وراه، وسحبها في حضنه من الخلف، بإيدين فيها شوق وقهر واحتياج.
سليم بصوت واطي وهو حاضنها:
“وحشتيني…”
نور اتجمدت مكانها لحظة، وبعدين بدأت تحاول تفك نفسها من بين إيديه:
نور بحدة:
“ابعد عني! سبني يا سليم!”
سليم قرب من ودنها وهمس بصوت ناعم بس فيه نغمة حزينة:
“شش… اعترفي، كنتي خايفة عليا… كنتي بتدعيلي، صح؟”
نور حسّت قلبها بيتخبط، ريحته كانت لسه فيها أثر المغامرة، الدموع، الخوف… والمشاعر اللي بتحاول تنكرها.
وأول ما شمت ريحته القريبة منها، حسّت بدوخة، وكل حاجة جواها قلبت…
نور بصوت مختنق:
“أنا… أنا مش قادرة…”
جريت بسرعة على حمام أوضتها، وسابت الباب مفتوح،
ماكنش حتى عندها وقت تقفله…
سليم اتصدم وهو شايفها بتركع قدام الحوض، وبتستفرغ بعنف.
قلبه اتقبض، اتحرك ناحيتها بسرعة، ووقف عند باب الحمام، لكن ما دخلش، بس صوته خرج من قلبه:
سليم بقلق حقيقي:
“نور! إيه اللي جرالك؟ إنتِ تعبانة؟ حصل حاجة؟!”
نور بصوت واطي وهي بتحاول تلتقط أنفاسها:
“ابعد… سيبني لوحدي يا سليم…”
نور حست إن نظراته بقت أعمق… كأنه بدأ يشك فعلاً، وكأن كل حاجة فيها مش داخلة دماغه.
نور وهي بتحاول تهدي الموقف، ونبرتها فيها دفاع وتوتر:
“إنت ليه كده؟! ما الدكتورة ليلى كمان كشفت عليّا وقالت إني كويسة… مفيش حاجة!
سليم بهدوء : لنشوف يا نور!
في مكان تاني… المكان المهجور.
الهدوء كان خانق، ريحة الرطوبة والدم القديم مالية الجو، وجدران متشققة بتشهد على حاجات كتير حصلت جوّاها…
وفي زاوية من المكان، ثريا كانت مرمية في حضن راجل… الوضع كان قذر، لا يمدّ للأخلاق بأي صلة، ومليان قرف وخيانة.
ملامح الراجل ما كانتش باينة كويس… بس بعد ثواني، انكشفت الحقيقة:
هو نفس الشخص اللي ادّعى إنه “سليم الأسيوطي”… بس الحقيقة؟
هو مجرد وحش لابس وشّ بشر.
ثريا كانت لافة إيديها على رقبته، شفايفها قريبة جدًا من شفايفه، وصوتها طالع ناعم وخبيث:
ثريا:
“ما تزعّلش نفسك يا روحي… آه، هو كسب المرة دي، ونجا…
بس المرة الجاية؟ والله ما هيعرف يهرب.”
وفجأة…
صفعة قوية نزلت على وشها.
ما لحقتش تستوعب، إلا وهو ماسك شعرها بقوة، وشه اتحوّل لوش شيطان، غضب في عنيه بيولّع:
الراجل بصوت عالي وغاضب:
“أوعى… أوعى ترجعي تقولي إنه كسبني!
فاهمة؟!!”
ثريا اتلخبطت، ووشها اتلوى من الألم، بس بسرعة بصّتله برجاء، وهي بتحاول تهدّيه:
ثريا بصوت مكسور:
“أنا آسفة… آسفة يا سيدي… أرجوك سامحني، ما كنتش أقصد! بس كنت بحاول أطمنك… صدقني، إحنا لسه في أول اللعبة!”
سابه ببطء… ووشه لسه باين عليه الغليان، لكن ابتسامة سامة بدأت تظهر:
الراجل وهو بيتمشى بعيد عنها:
“لعبة؟ لأ… دي مش لعبة، دي حرب…
والمرة الجاية؟ مش هيخرج منها حي.”
في القصر…
سليم كان واقف قدّام أوضة سمية، متردد لحظة، وبعدها رفع إيده وخبط على الباب بهدوء.
سمية من جوه، بصوت حذر شوية: “مين؟”
سليم بهدوء:
“أنا يا مرات عمي… ممكن أكلمك شويه؟”
سمية بسرعة:
“أكيد يا ابني، اتفضل.”
فتح سليم الباب ودخل، وقف قدّامها وهو حاسس إن قلبه هينفجر من كتر الأسئلة اللي جواه.
سليم، بصوت جاد:
“مرات عمي… أنا عايز أسألك سؤال، وعايزك تجاوبيني بصراحة.”
سمية باستغراب:
“خير يا ابني؟ سؤال إيه؟”
سليم وهو بيقرب منها:
“هو… بابا كان متجوز قبل ماما؟”
سمية اتلبشت، وبان التوتر على وشّها:
“إيه اللي جابلك السؤال ده يا سليم؟! مين قالك؟”
سليم بصوت فيه رجاء:
“جاوبيني يا مرات عمي، إنتي الوحيدة اللي ممكن تساعديني. بابا ابن عمك، واتجوزتي وانتي صغيرة، أكيد كنتي عارفة كل اللي بيحصل وقتها. الموضوع مهم… بجد مهم جدًا… ده موضوع حياة أو موت.”
سمية بصوت خافت وبقلق واضح:
“بس أوعى تقول لمامتك إني قلتلك… دي هتعمل مني صينية مشوي لو عرفت!”
سليم بابتسامة خفيفة:
“متخافيش… كلامنا هيفضل بينا.”
سمية بعد ما خدت نفس عميق:
“أبوك الله يرحمه… كان بيحب واحدة، بنت بوّاب دار عمك. يعني مش من مستواه. وعمي. و حماتي، وجوزي الله يرحمه، كلهم كانوا رافضين جوازه منها.
بس في الآخر… قالوا إنه اتجوزها بالسر.”
سليم بسرعة:
“وبعدين؟ حصل إيه؟”
سمية بهزة خفيفة في راسها:
“ماعرفش بعدها إيه اللي حصل بالظبط… غير إنه فجأة اتجوز أمك، اللي كانت صاحبة البنت دي…! أمك كانت من عيلة كبيرة ومعروفة، وأهله وافقوا عليها.”
سليم بعصبية مكبوتة:
“تعرفي إذا كان في طفل من الجوازة الأولى؟”
سمية:
“ماعرفش يا ابني… وقتها ممنوع حد يجيب سيرة الحكاية دي خالص، كانت شبه مدفونة!”
سليم بصوت ملهوف:
“طيب… اسمها؟ فاكرة كان اسمها إيه؟”
سمية تحاول تفتكر، وتحك دماغها:
“أظن… أظن كان اسمها حياة… وأبوها كان اسمه مؤمن، كان البوّاب عندنا قبل ما جدك يطرده.”
سليم بهمس:
“حياة… مؤمن…”
سمية شدته من إيده، وبصتله برجاء: “بس أمانة… أمانة ما تقولش لحد إن أنا اللي حكيتلك، خصوصًا أمك…”
سليم طبطب على إيدها وقال بهدوء:
“ولا كلمة، وعد.”
سليم خرج من القصر، ووشه متقلب، مليان أفكار، وركب عربيته واتّجه على الشركة بسرعة…
وفي نفس التوقيت…
سيف ومازن كانوا واقفين قدّام باب الشركة، داخلين سوا، والجو بينهم مشدود شوية.
سيف وهو بيعدل ساعة إيده بنفَس ضايق: “حابب أفهم بجد… هو سليم ليه طلبنا؟”
مازن بابتسامة خفيفة: “استنى شوية، أكيد هنعرف لما ندخل… سليم مش هيستدعينا من غير سبب.”
سيف وهو بيبص حوالينه: “أنا هنزل تحت أجيب حاجة من الكشك اللي شفتو، عايز مية وشيكولاتة، عرفت إنك بتاكلهم وانت قلقان.”
مازن بضحكة خفيفة: “أنت بتراقبني ولا إيه؟ روح هاتهم وتعالى بسرعة.”
سيف نزل السلالم بخطوات سريعة، وكل ما يشوف موظف بيعدي قدّامه بيقول “صباح الخير” من غير نفس، لحد ما فجأة…
خبـط في واحدة، ووقعت أوراقها على الأرض!
البنت بصوت عالي وبنرفزة وهي بتنحني تلم الورق: “إنتَ ما بتشوفش قدامك ولا إيه يا أستاذ؟!”
سيف وهو بيشد نفسه وبيحاول يتحكم في غضبه: “على فكرة… إنتي اللي دخلتي فيا مش أنا!”
نيرمين وهي بتلم الأوراق بسرعة وبعصبية: “آه؟ يعني فوق إني وقعت، بتلومني كمان؟ دا إنتَ قليل الذوق بجد!”
سيف وهو بينزل يساعدها بكسل: “إنتي بتشتغلي هنا؟”
نيرمين وهي بتبصله بنظرة فوقية: “آه، ليه؟ هتطردني؟ ولا هتبلغ الأمن؟!”
سيف وهو بيرفع حاجبه بدهشة: “إيه كل ده؟ هو أنا خبطت مديرة الشركة ومش واخد بالي ولا إيه؟”
نيرمين وهى بتقوم واقفة وبتلم هدومها: “لا، حضرتك خبطت نيرمين… السكرتيرة الشخصية للمدير…”
سيف وهو بيضحك بسخرية: “يا سلام! مدير مين بقى؟”
نيرمين ببرود: “سليم بيه الأسيوطي.”
سيف (بغمزة سريعة): “كويس… هقوله خلي سكرتيرته تبطل تتخانق في الرسيبشن.”
نيرمين بصدمة خفيفة ونظرة عدائية: “وإنتَ مين علشان تقول كده؟!”
سيف بابتسامة جانبية: “أنا… عدو المدير.”
نيرمين وهي بتعدل هدومها وبتبص له بتحدي:
“ننعم؟! قلت إيه؟!”
سيف بابتسامة جانبية فيها سخرية:
“قصدي… ابن عمته.”
ولف من قدامها ومشي بخطوات هادية وهو حاطط إيديه في جيوبه، كأنه ولا فارق معاه اللي حصل.
نيرمين بصّت وراه وهي بتنفخ بغضب، وبتكلم نفسها:
“هو ده طلعلي منين الصبح ده؟ مجنون رسمي!… وعدو المدير كمان؟! يا نهار أسود!”
ورجعت تكمل شغلها وهي بتجزّ على سنانها، بس ملامحها ما بين الاستفزاز… والاستغراب.
في القصر
كانت نور قاعدة على طرف السرير، ماسكة موبايلها، وصوتها واطي وهي بتكلم الدكتورة ليلي:
ليلي:
“انتي قلتي له؟”
نور بتوتر وقلق واضح في صوتها:
“لأ… بصراحة أنا خايفة أقوله.”
ليلي:
“نور، دي مش حاجة تتخبى… لازم يعرف.”
نور وهي بتحط إيدها على بطنها، وصوتها بيرتعش:
“أنا… أنا هخبي دلوقتي. مش وقته يعرف إني حامل…”
في اللحظة دي، كانت سارة ماشية في الطرقة، وسمعت آخر جملة بصوت واضح من أوضة نور:
> “مش لازم يعرف إنّي حامل.”
سارة وقفت مكانها مصدومة، وعيونها اتوسعت، وبعدين دخلت الأوضة بعنف، والشر باين في نظرتها:
سارة بصوت عالي وسم قاتل:
“حاااامل؟! حامل من مين يا حقيرة؟!”
نور بصوت عالي وهي بتقف بسرعة، ووشها أحمر من الغضب:
“اخرجي من أوضتي حالاً!”
سارة وهي بتضحك بسخرية وبصوت عالي:
“سليم؟! سليم إيه بس؟ سليم عمره ما يلمس واحدة بنت قاتل أبوه وأخته! أكيد الولد ده مش منه! وإنتي مش عايزة تقولي له علشان تلزقيه له؟! برافو عليكي، خطة شيطانية بجد!”
نور صرخت بصوت عالي وهي بتتهز من الغضب:
“برااا من أوضتي!! دلوقتي!!”
سارة بتقرب منها بخطوات تقيلة، وعينيها نار:
“برا؟! وإنتي مين أصلاً علشان تخرّجيني؟ دي أوضة سليم… مش أوضتك يا غالية!”
نور وقفت بكل قوة، عينيها مليانة دموع وقهر، بس نبرتها كانت حادة وصلبة:
نور بصوت عالي وواضح:
“و سليم جوزي… و أوضته أوضتي، فهمتي؟!”
سارة اتفاجئت للحظة، صوت نور كان أقوى من المتوقع، وبالرغم من استفزازها، اتسعت عينيها شوية:
سارة بسخرية وهي بتلف وشها:
“جوزك؟! جوزك بس مش بمزاجه… جوزك علشان ينتقم منكي! علشان يعذبك! وصدقيني، لو عرف إنك حامل، هيكون يوم جنازتك مش فرحتك.”
نور بصت لها ببرود رغم الغليان اللي جواها:
“بس هو جوزي… ولو كره، ولو كان بيكرهني، بس يفضل جوزي، وإنتي آخر واحدة من حقها تدخل هنا وتفتح بوقها عليا.”
سارة بدأت تتنفس بسرعة من الغضب، وشها احمر، كانت هترد، لكن…
زمرد دخلت الأوضة بتعب باين على ملامحها، ومعاها سمية، الاتنين وشهم مليان قلق…
زمرد كانت لسه بتتعافى، لكن صوتهم العالي صحّاها غصب عنها.
زمرد وهي بتحط إيدها على صدرها بتنهيدة:
“صوتكم وصل للقصر كله! في إيه؟ إيه اللي بيحصل هنا؟”
سارة بحدة وهي بتشاور على نور:
“إسأليها هي! الست الحامل اللي مش عايزة تقول لمين البيبي ده!”
زمرد اتجمدت مكانها، قلبها بيدق بسرعة، عقلها مش قادر يستوعب… هي عارفة كويس إن سليم كان بيعامل نور بأسوأ شكل، فإزاي؟ مستحيل!
زمرد بصوت عالي وصدمة:
“إنتي حامل؟! حامل من مين؟ قوليلي، حامل من مين؟!”
نور حسّت بحرارة بتتفجر في خدودها، مش قادرة ترفع عينها، لكن صوتها طلع رغم التردد:
نور بهمس مكسور:
“يعني من مين… من سليم.”
سارة ضحكت بسخرية، ومليانة استفزاز:
“لاء… وواثقة كمان! شايفة نفسها قوي!”
سمية قربت من بنتها وشدتها من دراعها بعصبية:
“بس بقى! جنانك هذا زاد عن حده !
سارة بعناد وهي بتشد دراعها:
“بس يا ماما! إزاي نصدقها؟ دي بنت قاتل!”
سمية بعينين مولعة نار:
“لو فضلتِ تتكلمي كده، هبعتك من القصر خالص، فاهمة؟ انتي زودتيها فهوسك فسليم !”
نور كانت واقفة مكانها، بتحاول تبين قوية، بس جواها عاصفة… إزاي تخليهم يصدقوا؟ وهي نفسها مش عارفة رد فعل سليم هيكون إيه!
زمرد قربت منها بخطوة، ولسانها عقده التوتر:
؟ وسليم يعرف؟”
نور بهدوء مرتبك:
“لأ… لسه ما قولتلوش.”
في غرفة سارة بعدما سمية سحبت سارة من أوضة نور، ووشها مليان غضب، وسحبتها على أوضتها الخاصة، وقبل ما تقفل الباب، قالت بحزم:
سمية:
“خلاص بقى يا سارة، جنانك ده زاد عن حده… انتي فقدتي عقلك ولا إيه؟!”
سارة وقفت قدامها، ودموعها نازلة، وفجأة صرخت بصوت هزّ القصر كله، قلبها بينفجر:
سارة بصراخ وانهيار:
“ليه ما حدش مصدقني؟!! مش ابنكم! مستحييييل يكون ابن سليم! هو قالّي! هو بيحبني! قالي مستحيل يلمس وحدة غيري!!”
سمية فجأة سكتت، وبصّت لها بعيون كلها شك، ووشها تقلب، قربت منها بخطوة ووشها بيشد:
سمية بصوت واطي لكنه حاد:
“استني… هو حصل حاجة بينك وبين سليم؟!”
سارة اتوترت، ودموعها نزلت أكتر، صوت نفسها عالي، عينيها بتزوغ، وشها بيحمر:
سارة بتوتر وهي تبكي:
“أنا… أنا
سمية فجأة صوتها علي، مش قادرة تتحمّل اللي سمعته:
سمية وهي بتصرخ فيها:
“إنتي إيه؟!!
سارة وقفت قدامها، ودموعها مغرقاها، ووشها كله ندم، وصرخت من أعماقها:
سارة بانهيار:
“أنا بعشقه!! بحبه من زمان! ومقدرش أعيش من غيره!”
سمية وقفت مصدومة، حطت إيديها على راسها، مش قادرة تصدق، قلبها بيخبط بقوة:
سمية بصوت مخنوق:
“أنتي… لسه بنت؟”
سارة بصت لها من غير ما تتكلم، بس رأسها بدأ يهتز بهدوء، تنفي وهي منهارة، دموعها مش بتقف.
سمية وقعت قاعدة على السرير، وإيديها بتترعش، كأنها فقدت القدرة على التنفس:
سمية:
“يا خراب بيتك… يا خراب بيتي! أخوكي لو عرف… هايقتلك… وهايقتلني معاك!”
سارة بصوت واطي وهي بترتجف، ودموعها نازلة على خدّها:
سارة:
“سليم بيحبني… وهيتجوزني… مش هيتخلى عني… مستحيل يرميني!”
سمية بصّت لها، ودموعها مالية عنيها، ما بين الصدمة والحرقة، صوتها كان مكسور لكن مليان غضب وقهر:
سمية بصوت مكسور:
“بتقولي إيه؟! إنتي بتحلمي؟! ده سليم اتجوز نور علشان ينتقم… لكن واضح إنه حبها! ودي حامل منه!
وسليم مش أعمى علشان يسيبها… ومش ممكن يلمّ زبالة زيك! بنت سلّمت نفسها له بالرخيص!”
سارة بانهيار ودموعها مغرقاها:
“ما تقوليش كده! أرجوكي… عملت كده علشان يفضل معايا… علشان ما يبعدش… علشان يحبني…”
سمية قامت واقفة، بدأت تمشي في الأوضة يمين وشمال، كأنها بتدور على عقلها اللي طار، وهي بتشد شعرها:
سمية بصوت عالي وهي بتكلم نفسها:
“كنت فاكرة إن اللي بينكم هزار، لحظة طيش وهتعدي… ما توقعتش إنك توصلي للمهانة دي!
ده مش أي حد يا بنتي! ده ابن عمك…
سارة قعدت على الأرض، حضنت ركبها وبكت بكتم، وهي تهمس:
“قلبي مش ف إيدي… معرفتش أمنعه… وأنا… وأنا يمكن أكون…”
سمية شهقت وهي بتقاطعها، صوتها عالي ومخنوق بخوف:
“ممكن تكوني إيه؟! إنتي حامل؟!… يا مصيبتي السودااا!”
سارة سكتت، عينيها دمعت أكتر، بس ما ردتش، راسها نزلت لتحت، وسكوتها كان كافي.
سمية وقعت على الكنبة، إيديها بتترعش، وصوتها مليان وجع وتوتر:
سمية:
“أنا لازم أتصرف… لازم ألحق قبل ما الكل يعرف… قبل ما الفضيحة تطير في وشنا…
قبل ما مازن يعرف… ده لو عرف، هايقتلنا إحنا الاتنين…”
(تسكت لحظة، وبعدين تهمس وكأنها بتحكي لنفسها)
“يا رب… استرنا… دا مش زمن الرحمة.”
في الشركة، داخل غرفة الاجتماعات الكبيرة…
كان الجو مشحون، والكل قاعد حوالين الترابيزة المستديرة.
مازن وسيف قاعدين جنب بعض، وقدّامهم سليم ومعتز. الورق مبعثر، وكل واحد باين عليه إن الكلام مش هيكون بسيط.
مازن بص لسليم بنظرة متحفّظة وقال بنبرة واضحة:
“طيب، طلبتونا ليه؟”
سليم اتكأ بإيده على الترابيزة، وصوته كان هادي بس فيه نبرة خطر:
“الموضوع بقى أكبر من كده… لازم نوصل للرجل ده… ونخلص عليه قبل ما هو يخلص علينا.”
مازن ضحك ضحكة قصيرة، وساب ضهره يرجع للكرسي ورفع حاجبه:
“بص بقى يا ابن عمي… حل مشاكلك مع ابن أبوك بطريقتك، إحنا مالناش دعوة بالخناقات العائلية بتاعتك.”
معتز تدخل وهو بيبص في ملف قدامه:
“احنا وصلنا لمعلومة مهمة… الراجل ده هو صاحب شركة اسمها ‘جي إل تريدنج’…”
سيف قطع كلامه وهو بيبص لمازن بسرعة، صوته فيه صدمة:
“نِعَم؟!… دي نفس الشركة اللي خطفت مننا صفقة ‘الميناء الجنوبي’ الأسبوع اللي فات!”
سليم لف بنظره على الكل، وبصّة مليانة استفزاز، وبعدين ركّز عينه على مازن، وقال بابتسامة باردة:
“شُفت بقى؟… الموضوع دخل فيه شَغلك… وفلوسك… وسُمعتك كمان يا مازن.”
مازن سكت لحظة، عينيه كانت بتلمع وهو بيشد أعصابه، ثم بص لسليم نظرة نارية:
“ما تحاولش تجرّني لصراعاتك القذرة… بس لو حد قرّب من شغلي… ساعتها مش هرحم.”
سيف بنبرة سخرية، وهو بيبص لسليم ومعتز:
“يعني هنشتغل سوا؟ مع الناس دي؟… يا سلام يا خويا
سليم ضيق عينيه وهو بيقفل الملف قدامه، وبص لـ سيف بابتسامة فيها استفزاز:
“سيف… هو إنت بقيت راجل إمتى؟ من إمتى رميت النظّارة والكتب، وقررت تبقى زَيّنا؟”
سيف عض شفايفه من الغيظ، وكاد ينفجر، قام من الكرسي وميّال بجسمه ناحية سليم وهو بيقول من بين سنانه:
“خلي بالك من كلامك يا سليم… أنا لسه بعرف أربي الكلاب اللي بتعض إيد اللي رباها!”
مازن بسرعة قام وسحب سيف من دراعه، ونظرته لسليم كانت جامدة، وهو بيضغط على أعصاب سيف:
“اقعد! دلوقتي مش وقته… خليه يحكي لحد الآخر… الحساب بعدين.”
سيف بصله، وبعدين قعد وهو بيكتم الغضب جواه، وابتسامته الساخرة لسه مرسومة على وشه.
سليم رجع يقعد بهدوء، وبص لهم الاتنين وقال بنبرة فيها نبرة تحدي:
“اللي عندي قلته… يا نلعب كلنا فريق واحد… يا نتحرق سوا.”
معتز تدخل بنظرة جدية، وهو بيقلب الورق قدامه:
“الراجل ده مش سهل… عنده نفوذ في كل حتة، ومعاه أسماء كبيرة… بس لو اتحدنا، نقدر نوقعه.”
مازن شد أنفاسه، وقال بنبرة فيها تفكير:
“تمام… بس أول خطوة، نعرف كل حاجة عنه… كل نقطة ضعف، كل علاقة، كل خطوة بيعملها.”
سليم وهو واقف قدام السبورة الصغيرة اللي في أوضة الاجتماعات، وبإيده قلم بيكتب فيه اسم:
“حياة مؤمن الشناوي”
وهو بيبص لمازن:
سليم بنبرة فيها تركيز شديد:
“وأنا عارف هنبدأ منين…”
سيف:
“فين؟”
سليم:
“من مستشفى عمي منصور…”
مازن (بعدم فهم):
“ليه؟ إيه علاقة المستشفى؟”
سليم لف له وهو بيكتب الاسم على اللوح:
“هتروح هناك… وتدور على مريضة كانت عنده زمان… اسمها حياة مؤمن الشناوي.”
مازن عقد حاجبه وهو بيبص لسليم:
“طب ليه؟”
سليم بنبرة جدية وغامضة:
“علشان نعرف الحقيقة… إذا كان الراجل ده فعلاً أخويا من أبوي، أو مجرد كدّاب داخل يخرب حياتنا.”
سيف : أخوك؟
سليم:
“آه… حياة مؤمن دي حسب الكلام اللي وصلني، كانت مراته الأولى… جواز سري، قبل ما يتجوز أمي.”
مازن (صوته بدأ يبقى مهتم):
“وساعتها لو كان فعلاً اتجوزها، يبقى فيه احتمال كبير يكون خلف منها…”
سليم وهو بيكمل الجملة:
“وأكيد الولادة دي كانت بالسر… ومفيش غير منصور صديقه القديم اللي ممكن يكون ساعده…”
سيف:
“يعني لو فتحنا ملفات المستشفى القديمة، نلاقي حاجة تثبت إن الست دي ولدت هناك؟”
سليم:
“بالضبط… أو حتى نلاقي اسمها، أو حاجة تربطها بالراجل اللي ظهر فجأة وبيقول إنه ابن أبوي.”
مازن وهو بيشد كُمّ قميصه:
“تمام… سيبه عليا. هروح المستشفى، وهفتّش في كل ملف، وهتكلم مع منصور لو لزم الأمر.”
سليم بنبرة حاسمة:
“بس أوعى تقول اسم العيلة… افتح الموضوع بحذر، ومتخليش حد يشك.”
مازن:
“اعتبره تم… بس لو طلع فعلاً أخوك… هتعمل إيه؟”
سليم وهو بيشد نفسه ببرود:
“هعرف أتصرف… بس لازم أعرف الأول الحقيقة… وبعدها… مفيش رحمة.”
في القصر…
الهدوء كان ساكن جدران القصر، لكن جوّه، كانت العاصفة بتتكوّن…
سليم دخل من باب القصر، وشاف زمرد قاعدة في الصالة، مستنياه، ووشها باين عليه التوتر والتعب، لكن عينيها مليانة تصميم.
وقف قدّامها باستغراب، وقال بنبرة هادية:
سليم:
“إيه اللي صحّاك من السرير؟ المفروض ترتاحي شوية.”
زمرد رفعت راسها وبصّت له بنظرة مباشرة، ونبرتها كانت واضحة وقاطعة:
زمرد:
“سليم… سؤال وجواب، ما فيش لف ولا دوران.”
سليم (بلهجة مش فاهم):
“خير يا أمي؟”
زمرد (بنبرة حادة):
“قربت من بنت حازم؟!”
سليم لف وشه ناحيتها، واستغرب السؤال، وبدا متوتر شوية:
سليم:
“إيه حكاية السؤال ده دلوقتي؟”
زمرد (بغضب وهي بتقوم واقفة بصعوبة):
“سليم! جاوبني… أنا مش بسألك من فضول… جاوبني!”
سليم لف وشه منها، وبعدين رجع يبصلها وقال بصوت ثابت:
سليم:
“وإذا كنت قربت… ما هي مراتي!”
زمرد اتجمدت، ووشها اتقلب، وصوتها طلع عالي لأول مرة من سنين:
زمرد (بصرخة):
“يعني قربت؟!!”
سليم بهدوء، ونظره ثابت:
“آه…”
زمرد وقفت مكانها، وكأن الوقت وقف معاها… عينيها كانت بتترعش، وصوت أنفاسها بدأ يعلى.
زمرد بصوت مكسور وهي بتحاول تستوعب:
يعني… فعلاً لمستها؟
سليم حاول يتكلم، لكن ملامح أمه خضّته… كانت باينه عليها صدمة حقيقية.
سليم (ببرود ظاهر يخبي جواه):
“مش المفروض ده طبيعي؟ مراتي على سنة الله ورسوله…”
زمرد بصوت عالي وهي بتنهار وبتعيط:
“بس دي بنت الراجل اللي دمّر حياتنا يا سليم! دي بنت اللي قتل أبوك! إزاي؟ إزاي قلبك طاوعك؟!”
سليم (بصوت هادي لكنه فيه إصرار):
“أمي… البنت مالهاش ذنب في أبوها، وشفِت منها حاجات كتير… اتكسرت واتقهرت واتعذبت… ومهما حصل، مش هسمح لحد يقرب منها، واللي يحاول يقرب… حسابه هيبقى عسير معايا.”
زمرد اتجمدت، عنيها زاغت، وكأنها بتاخد وقت عشان تستوعب كلامه، وبعدين بصت له بصوت مخنوق:
زمرد:
“يعني… فعلاً… هي حامل منك؟”
سليم بصدمة، وهو بيحط إيده على راسه، وعينيه مش مصدقة:
“يعني… نور حامل؟!”
(صوته بدأ يهتز)
“يعني أنا… هبقى أب؟!”
زمرد قربت منه بخطوات غاضبة، وهي عنيها مليانة دموع ووجع:
“لأ يا سليم! الولد ده ما ينفعش يتولد! مستحيـــــل!”
سليم بص لها بصدمة، قلبه بيخبط:
“إنتي بتقولي إيه؟!”
زمرد بصراخ:
“الولد ده لازم ينزل! مستحيل يبقى لك ابن من بنت الراجل اللي دمّر حياتنا! اللي قتل أبوك! انت نسيت؟!”
سليم بصوت مكسور وهو بيقرب منها خطوة:
“أمي… انتي سامعة نفسك؟ ده ابني! لحمي ودمي! إزاي تقولي كده؟!”
زمرد وهي بتنهار على الكرسي:
“أنا مش قادرة… مش قادرة أبلع اللي حصل… مش قادرة أتخيل إنك خلفت من بنت حازم… بنت اللي قتل أبوك!”
سليم بصدمة، وهو بيحط إيده على راسه، وعينيه مش مصدقة:
“يعني… نور حامل؟!”
(صوته بدأ يهتز)
“يعني أنا… هبقى أب؟!”
زمرد قربت منه بخطوات غاضبة، وهي عنيها مليانة دموع ووجع:
“لأ يا سليم! الولد ده ما ينفعش يتولد! مستحيـــــل!”
سليم بص لها بصدمة، قلبه بيخبط:
“إنتي بتقولي إيه؟!”
زمرد بصراخ:
“الولد ده لازم ينزل! مستحيل يبقى لك ابن من بنت الراجل اللي دمّر حياتنا! اللي قتل أبوك! انت نسيت؟!”
سليم بصوت مكسور وهو بيقرب منها خطوة:
“أمي… انتي سامعة نفسك؟ ده ابني! لحمي ودمي! إزاي تقولي كده؟!”
زمرد وهي بتنهار على الكرسي:
“أنا مش قادرة… مش قادرة أبلع اللي حصل… مش قادرة أتخيل إنك خلفت من بنت حازم… بنت اللي قتل أبوك!”
سليم شد نفسه ووقف قدام زمرد، وصوته بدأ يغلظ، ونبرته فيها حزم لأول مرة:
“ده ابني! ومراتي! وأنا حر فيهم…”
زمرد رفعت وشها له، وعيونها بتدمع وبتترجّاه بنظرة أم مكسورة، لكنه كمّل بنفس النبرة القوية:
“ولو حاولتي تقربي منهم… أو تفكّري تأذيهم… والله يا أمي، والله، هنسى إنك أمي!”
زمرد شهقت بصوت مكتوم، ووقفت من مكانها وهي مذهولة:
“إنت بتقول إيه يا سليم؟ تهددني؟ تهدد أمك؟!”
سليم بعينين مليانين وجع، بس كلامه كان ثابت:
“أنا بتهددش… بس بقولك الحقيقة. لو خسّرتيني ابني، أو أذيتي مراتي… إنتي هتخسري ابنك للأبد.”
زمرد وقفت تبصله بصمت، جسمها بيتنهّد، ووشها بيقلب بين الذهول والخوف والندم، لكن سليم كمل:
“أنا يمكن غلطت في حق نور… يمكن كنت غلطة حياتها… بس من النهاردة… هي مراتي رسمي… وأنا هحميها… حتى منك يا أمي لو اضطرّيت.”
في المستشفى، جوّه أحد المكاتب…
مازن كان قاعد على كرسي المدير، حاطط رجليه على المكتب، وعينيه مركزة في قلادة محطوطة قدّامه، جواها صورته.
فجأة الباب اتفتح بقوة، ودخلت ليلي، وقبل ما تشوفه كويس صرخت وهي حاطة إيدها على قلبها:
ليلي (بتنهيدة وصدمة):
“يا نهار أسود! إنت جبتلي سكته قلبيّه! إيه اللي بتعمله في مكتبي؟!”
مازن (بابتسامة ساخرة):
“وحشتيني… قولت أعدّي أشوفك شوية.”
ليلي (وهي بتشاور على الباب):
“يلا اتفضل برّه قبل ما أرميك بالكرسي!”
مازن (نبرة جد):
“مستنيش… أنا جاي علشان أطلب منك مساعدة.”
ليلي (بمزاح):
“ليه؟ جالك مرض نادر؟ ولا هتموت قريب؟”
مازن (ضاحك):
“هاهاها، نكتة حلوة… بس بجد، أنا محتاج مساعدتك في حاجة مهمة جدًا.”
ليلي (بدأت تقلق):
“خير؟ قولي، سامعاك.”
مازن (بجدية):
“عايز أرجع لملفات المرضى القديمة في المستشفى… فيه مريضة كانت هنا من زمان، وعايز أعرف عنها كل حاجة.”
ليلي (بتشد نبرتها):
“إيه ده؟! دي معلومات سرية، وقانونًا مقدرش أساعدك.”
مازن:
“ليلي، أنا مش جاي أضيع وقت… الموضوع مهم جدًا بالنسبة لي، ومفيش غيرك اللي تقدر تساعدني.”
ليلي (بحدة):
“دور على حد غيري، أنا مش هدخل نفسي في مصيبة!”
مازن (بهدوء):
“بس إنتي الوحيدة اللي تقدري تساعديني… بنت منصور الجلالي، صاحب المستشفى. إيه؟ مازن الأسيوطي بذات نفسه جه يتنازل ويطلب منك خدمة!”
ليلي (بتضحك):
“طب اترجّاني كده… ووقتها ممكن أفكر أساعدك.”
مازن (واقف وهو بيشد نفسه):
“خلاص، ما بقتش عايز حاجة. عن إذنك.”
ليلي (بسرعة ):
“استنى استنى! بهزر يا عم… حاضر، هساعدك.”
مازن (واقف وهو بيضبط جاكيت بدلته):
“تمام… يلا نتحرك.”
ليلي (بتشد ياقة بلوزتها الطبية وهي بتتنفس بعمق):
“استنى شوية… أغير اللبس الأول، ريحته كلها أدوية ومعقمات… مش حابة أطلع كده على السجلات.”
مازن (بنظرة هادية):
“تمام، هستناكي برا المكتب.”
وخرج مازن من المكتب وهو بيقفل الباب وراه بهدوء…
ليلي وقفت لحظة، بتلف حواليها عشان تجهز نفسها… بس عينيها وقعت على القلادة اللي كانت على المكتب.
سكتت، قربت منها بخطوات بطيئة، وشها اتقلب، واتسعت عينيها…
ليلي (بهمس وقلق):
“يا لهوي… يا رب ما يكون فتحها…”
وقفت مكانها، بتفكر… قلبها بيخبط:
ليلي (وهي بتبص عليها بخوف):
“لا… مستحيل يكون فتحها… لو فتحها، كان سألني… أكيد كان سألني…”
شدت أنفاسها، لبست القلادة بسرعة، وحطت إيديها عليها كأنها بتحميها، وخرجت من المكتب بخطوات مترددة…
كل شخصية دلوقتي بقت ماشيه في طريق مليان غموض، صراعات، ومشاعر متضاربة…
وسليم؟! أول مرة نشوفه تايه بالشكل ده…
نور؟! في لحظة واحدة بقت في وسط نار من كل الاتجاهات…
وسارة؟ الانفجار اللي حصل منها النهاردة ممكن يغيّر مصير الكل…
مازن وليلي؟ شكلهم هما كمان دخلوا في متاهة هتكشف لنا أسرار كتير جدًا.
🔹 رأيكم في أبطال الفصل ده؟
🔹 مين أكتر شخصية شدتكم أو حسيتوا إنكم متعاطفين معاها؟
🔹 هل شايفين إن سليم بدأ يلين ولا دي لحظة ضعف وهتعدي؟
🔹 وسارة… هل هي ضحية حب حقيقي؟ ولا غرقانة في وهم كبير؟
🔹 القلادة اللي مازن شافها… تفتكروا وراها إيه؟
🔹 إيه توقعاتكم للفصل الجاي؟ شايفين إيه ممكن يحصل؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ليس لها ذنب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock