رواية حرب سقطت راءها الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو
رواية حرب سقطت راءها الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو
رواية حرب سقطت راءها البارت التاسع
رواية حرب سقطت راءها الجزء التاسع

رواية حرب سقطت راءها الحلقة التاسعة
” بـــــذرة حُـــــــــب ”
جذبها من ذراعها إليه لتجلس على حافة السرير من انفعاله ويده تضغط على معصمها بقوة وقال:-
_ هو مستحيل فعلًا
رفعت عينيها إليه وكانت تدمع بغزارة من الصدمة وقالت:-
_ أنت عملت أى؟ أزاى ؟ ليه ؟
تساقطت دموعها من جفنيها مع صراخها ليُدهش من انفعالها وقال بحزم:-
_ يومها نبهتك وحذرتك ومسمعتيش منى بسبب القرف اللى شربتيه ، بعدها كنت صريح معاكِ وقولتلك متلومنيش على اللى حصل لأنه بسببك ، وأهو برضو بتلوميني…..
توقف عن الحديث وبدأ يسعل بقوة من التعب والأنفعال، جهشت باكية بأنهيار أمامه وقالت:-
_ أزاى؟ يعنى أنت…
_ كنت عارف أنك بنت اه، من قبل ما اتجوزك
قالها ببرود وهو يضع يده على صدره من التعب لتُصدم من كلمته وقالت بصدمة أكبر تحتل عقلها الذي توقف عن التفكير وأستيعاب ما يحدث:-
_ أزاى؟ وأتجوزتني ليه؟
_ أزاى ؟! لما قررتي تسافري وتهربي ، الحج طلب منى أشتري بيت تقعديه فيه وسافرت أنجلترا يومين أشترى البيت المناسب ليكي وتحسي براحة فيه وطلبت من واحد يكون حارس ليكِ عشان يخلي باله منك وإنتِ برا لوحدك فى بلد غريبة ، مكنتش عارف بعمل كدة ليه بس يمكن عادة لاني أتعودت أشيل مسئوليتك أو يمكن كنت خايف عليكِ من الغربة وإنتِ فى السن دا، قبل ما تنزلى أتصل وقالي أنكِ زورتي عيادة وبالفلوس عرف إنك كشفتي وعرفت أنك بنت وكنت طلبت من عمي أيدك قبلها بليلة
أرتشف القليل من الماء من التعب ونظر إلى وجهها الباكية ودموعها تسيل بحزن يخيم على ملامحها كأنها مُشئمزة من هذا الجنين الموجود بداخلها، تجرأ لأول مرة أن يرفع يده بتوتر إلى وجنتيها يمسح دموعها بأبهامه ثم أبعد يده وتحدث بجدية ولهجة قوية:-
_ إنما أتجوزتك ليه؟ معرفش، اه أنا كنت طلبت اتجوزك من عمى عشان كنت فاهم الغلط اللى عملته وعرفت الحقيقة لكن لما رجعتي معرفش ليه أصرت أني أتجوزك ودخلت حرب مالهاش نهاية مع عماد عشانك، معرفش ليه أتجوزتك غصب عن الكل بس اللى أعرفه أن وقتها ويومها كانت مستقتل عليكِ قصاد الكل
سألته بحزن أكبر قائلة:-
_ وكلامك ليه يومها وقسوتك معايا؟
_ كان لازم أجريكي فى التمثيلية اللى عملتيها لأنك لو رافضة تتجوزني كنتِ هتقولي لعمي إنك بنت ومش مضطرة للجوازة اللى بالأكراه دى، بس معملتيش كدة بالعكس سكتي وسكوتك دا معناه إنك عايزة الجوازة دى، سيبتك تعملى اللى عايزاه ، من يوم ما شرفتي الدنيا دى وأنا سايبك تعملى اللى عايزاه، عمرى ما منعتك او عارضت حاجة نفسك فيها، أزاى أمنعك تتجوزني ما دام اللى عايزاه يا قُدس، من يوم ما اتولدتي وأنتِ فى رقبتي هتيجي على الكام سنة اللى باقية فى العمر دا إذا كان مكتوبلي كام سنة
نظرت إلى صدره وللمرة الثانية يُضرب النار مُنذ أن تزوجها وكأنه يخبرها أنه سيُقتل عن قريب، أعتصرت قبضتها من الوجع وهى تشعر أنها كانت دُمية فى يده فتنهدت بحزن وقالت:-
_ إنت ليه بتوجع فيا كدة؟ أنا أذيتك فيه عشان كل أوجاعي تكون على أيدك أنت
حاول الأعتدال فى جلسته وأقترب منها بنصفه العلوي بصعوبة من إصابته ووضع يده على وجنتيها يمسح دموعها من جديد وقال بنبرة خافتة:-
_ أنا حاولت أدي حُبك فرصة ، حاولت أحققلك اللى بتتمنيه ، إنتِ لو طلبتي نجمة من السماء هجبهالك ومتغلاش عليكي هتيجي على جارحي وأقولك يغلى عليكي
شهقت بوجع من طريقة معاملته لها، يُقدم نفسه لها فقط لأنها تُحبه حتى وأن كان لا يكن لها مشاعر فتحدثت بضغف باكية:-
_ بس مش دا اللى أنا عايزاه، دا بيوجعني بس مش بيسعدني
_ أطلبي وأتمني وأنا هجبلك اللى عايزاه وهنفذهولك
قالها بنبرة دافئة لتبعد يده عنها وقالت بحزم غاضبة:-
_ تطلقني، أنا مش عايزة منك غير أنك تطلقني
نظر لها بدهشة ورغم كل شيء وطفله الموجود بداخلها مُصممة على الأنفصال عنه فكاد أن يتحدث لتقف من جواره وتهرب للخارج باكية وفى يدها ورقة التحليل، ظلت تركض فى الشارع بحزن ودموعها تسيل على وجنتيها بضعف يفتك بها من الداخل، شعرت بسيارة تسير ببطء بجوارها فتأففت بوجع وأستدارت لترى “يزيد” يقود السيارة بجوارها كما أمره “الجارحي” فجهشت باكية وهو لم يترك لها مجال للهرب منه …
__________________________
تحدثت الممرضة بضيق من تصرفه قائلة:-
_ يا معلم جارحي والله ما ينفع تتحرك
نزع الكانولا من ذراعه وهو يرتدي قميصه بغضب ثم قال بحدة صارمة:-
_ غورى من وشي دلوقت
خرج من المستشفي دون أذن من الطبيب فبحث عن السيارة التى جلبها “يزيد” له ولم يعرفها فضغط على زر المفتاح لتصدر السيارة صوت ، صعد إلى السيارة ثم فتح عبوة الدواء وأخذ ثلاثة حبات من المسكن ليقود السيارة وهو يضع الهاتف على أذنه بقلق شديد:-
_ أبعتلى اللوكيشن يا يزيد وأياك تغيب عن عينيك
لم يبالي بشيء أمام صغيرته المنهارة من البكاء فى الشارع …….
____________________________
في شقة “وصيفة” كانت جالسة مع زوجها بسعادة تغمرها وقالت بسعادة:-
_ قول والله يا حج، يعنى هو قالك انه عايز يتجوزها
ضحك “حمدى” على زوجته وفرحتها لأجل ابنتها فقال بجدية:-
_ هو الكلام دا فيه هزار يا صفصف، بقولك الدكتور جه طلبها منى أنا وأخوها ، ما ابنك أهو قصادك اسأليه
هز “هادى” رأسه بنعم مُبتسم وقال:-
_ اى يا حجة الفرحة مخليكي متصدقيش ولا أى، دا هدير ست البنات كلهم
أومأت إليه بنعم وقالت بفرحة وعيني دامعة:-
_ طبعًا يا أخويا ، دى ست البنات كلها وزينتهم كمان
تبسم “حمدى” بعفوية وقال بحنان:-
_ أمال عروستنا فين بقى عشان أفرحها وأقولها؟
_ فى الشغل لسه مجتش يا حج، بس بالله عليك تقنعها توافق دا دكتور وشكله مُحترم
قالتها “وصيفة” بجدية وقلب الأم يسيطر عليها فتحدث “حمدى” بجدية صارمة:-
_ مفيش الكلام دا يا صفصف، بنتى مش هتأخد أى حد، لما اسأل عنه الأول وأجيب أقرره وأسال عن عيلته واحد واحد ، مش أى حد معدي كدة هيأخد بنت حمدى أبو النور وأن كأن هو دكتور فأنتِ عارفة إحنا مين وبنتي مبتجوزش الشهادة يا وصيفة
هزت رأسها بنعم ولم تجادله وقالت بهدوء:-
_ طبعًا اللى تشوفه ياحج
فتح باب الشقة ودلفت “هدير” مُنهكة من العمل فقالت بتعب:-
_ مساء الخير
دلفت إلى المطبخ وجلبت زجاجة مياه ثم خرجت لتقول بتعب:-
_ عامل أى يا هادى، روحت لجارحي النهاردة
أجابها بهدوء شديد مُشاكسًا أخته:-
_ مكنتش فاضي أروح له كنت قاعد مع عريس الغفلة يا ست العرايس
أبعدت زجاجة المياه عن فمها ونظرت للجميع بتوتر وقالت بحزم:-
_ عريس أى ؟ ومين ست العرايس
_ إنتِ طبعًا يا نن عيني
قالتها “وصيفة” بلطف وبسمتها تنير وجهها فتأففت “هدير” بضيق شديد وقالت:-
_ وبعدين بقي فى النكد اللى على المسا دا، هو أنا مش قُلت كدذا مرة مش عايزة أتجوز
غمزها “هادى” بمكر وقال:-
_ أهدئي بس دا ذوق أخوكِ وهيعجبك المرة دى
وقفت من مكانها غاضبة وقالت بضيق:-
_ خلاص أتجوزه انت
سارت إلى غرفتها ليقول “حمدى” بجدية ماكرًا:-
_ طب جهزي نفسك عشان عزمته على خطوبة ليل اهو تشوفه بعض وتقوليلى رأيك
_ كويس عشان أديله باللى فى رجلى قدام الكل
قالتها بتذمر شديد ودلفت إلى الغرفة غاضبة وأغلقت الباب وراءها فتبسم “هادي” على اخته وقال بهدوء:-
_ أحلق ذقني دى لو ما جتلك تترجاك توافق يا حج لما تشوفه ، البت قُدس قالتله انه نازل مخصوص مصر عشانها
_ هنشوف يا ابني
__________________________
وصل بسيارته إلى المكان الذي حدده “يزيد” ليراها تقف على حافة الدرابزين وتنظر على النيل بحزن فشعر بخوف وترجل من سيارته على الجهة الأخرى وحاول مرور السيارات بالقوة فضغط الجميع على المكابح ليصدر ضوضاء قوي فأستدارت مُنزعجة من الصوت لتراه يعبر الطريق دون خوف أن تدهسه سيارة ، بل يجبر الجميع على الضغط على المكابح لتفادي هذا المجنون ، شعرت بخوف شديد والسيارات تقود بسرعة على الكوبري وركضه رغم أصابته فقالت بحزن شديد:-
_ متجريش
أقتربت لتمنعه من الركض فكادت سيارة تصدمها من أختراقها للطريق ليجذبها بقوة نحوه وأرتطمت بصدره بفزع فتنهد بأريحية حين ضمها بين ضلوعه لتتشبث به بقوة باكية أكثر وقالت بوجع:-
_ متجريش
تبسم بأريحية وقال:-
_ أنا كويس متخافيش
رفعت رأسها له ويديها تحيط خصره ويديه تطوقها بأحكام ، تقابلت عيونهما بحزن شديد فرمق عينيها الباكيتين وتحول بؤبؤ عينيها الأبيض إلى أحمر ووجنتها الحمراء كالفراولة من أثر بكاءها، أنفها منتفخة وكان البكاء دهور حال صغيرته التى أصبحت كالوردة الذابلة، تحدث بنبرة هادئة يعز عليه حالتها:-
_ لدرجة دى كارهة وجوده جواكِ
أبتعدت عنه بتوتر وتذكرت طفلها الذي تحمله بداخلها فتنهد بهدوء شديد وقال:-
_ ماشي يا قُدس متزعليش نفسك أوعى كدة ، إذا كنتِ عايزة تنزليه أنا موافق لكن نأجله يومين بعد خطوبة ليل
أخذها من يدها قبل أن تُجيب وذهب إلى السيارة ليقود “يزيد” بهما إلى المنزل وعقله لا يستوعب طلبه وكيف له أن يقرر قتل الطفل؟ أهذا هو “الجارحي” الذي يتبع الشرع والدين فى كل شيء؟ كانت خائفة ، صعدت خلفه و”يزيد” يساعده فى صعود الدرج وخرج الجميع بدهشة من عودته لتهرع “خديجة” إليه وقالت بقلق:-
_ اي اللى خرجك من المستشفى دلوقت يا ابني بس؟
_ مبحبش قاعدة المستشفيات إنتِ عارفاني يا أمى
قالها بضيق وهو يصعد ولم يبالى بأى حد أو قلق أحد، دلف إلى شقته وخرج “يزيد” فدخلت “قُدس” بهدوء خلفه تنظر إليه فى صمت ثم قالت:-
_ تعال نام فى أوضتك عشان جرحك
تحدث بحدة صارمة قائلًا:-
_ مالكيش دعوة بيا ، متدخليش فى اللى ميخصكيش
تأففت بضيق من صارمته وعاد لغلاظته معها وبروده الذي يُحسد عليه ويسبب الجلطة لطرف الأخر، قالت بغيظ أكبر:-
_ اللى لازم أخلص منه هو أنت مش اللى فى بطني، أنا عند أبويا لحد ما تبعتلي ورقتي
ألتفت لكى تغادر منه غاضبة فتحدث ببرود شديد وهو لا يبالى بتهديدها:-
_ قال يعنى أبوكِ فى أخر الكوكب، دا أنتِ لو كحتي هسمعك
كزت على أسنانها تكبح غضبها منه، مُستسلمًا تمامًا لرحيلها ولا يكترث لوجودها ولم يحاول منعها من المغادرة، بروده يسبب لها هبوط فى ضغط الدم وكأنه جبل جليدي لا يشعر أو ما يحمله فى صدره هو حجر وليس قلب، تحدث صباحًا عن اللطف وكونها من اولويته والآن يعاملها كالفيروس يريد التخلص منه ، قالت بغيظ يستحوذ عليها:-
_ كتلة جليد
ذهبت نحو السفرة لتأخذ هاتفها واللابتوب الخاص بها وجمعت ملابسها للنوم ثم غادرت الشقة غاضبة منه ،فتنهد بهدوء وظل مكانه على الأريكة يفكر بها وحقيقة أنها تحمل جنينهما فى أحشائها لا يمكن أنكارها، وتسائل إذا كانت تحبه حقًا أليس من المفترض أن تفرح بهذا الطفل؟ لما كل هذا الحزن والكره اللذان رأهما فى عينيها، أغمض عينيه لينام من التعب….
____________________________
كان الجميع يجلسون فى شقة “مديحة” من أجل فرحتهم بليلة “ليل” وخطبها ليروا “قُدس” تدخل عليهم وتحمل فى يدها أجهزتها وبعض أغراضها مقوسة شفتيها بضيق، أوقفت “ليل” الأغاني وتحدثت بلطف:-
_ تعالى يا قُدس
_ اى يا حبيبتي اللى معاكِ دا، إنتِ معزلة
قالتها “هدير” بقلق فتمتمت “قُدس” بغضب طفولي واضح فى ملامحها قائلة:-
_ طفشانه منه
جلست بجوار “وصيفة” على الأريكة وقالت بعبوس:-
_ صفصف أنا سيبتله البيت غضبانه زى الستات ما بتعمل لما أجوازاتهم بيغضبهم، البارد بقوله أنا رايحة عند أهلى يقولي هسمعك ما صدق يخلص مني عشان يجيب ستات فى الشقة
ضحك الجميع على عبوسها ودراميتها فى الحديث فتحدثت “خديجة” بجدية قائلة:-
_ أنا أبني مش بتاع ستات يا قُدس، وأزاى تغضبي منه فى واحدة بنت اصول تسيب بيت جوزها وهو مريض وفى الحالة دى
قوست “قُدس” شفتيها بضيق وقالتبانفعال:-
_ دا مريض ، دا هو اللى هيجيبلى المرض، بقولك أي يا مرات عمي على رأى المريض ابنك بيت أهلى مش فى أخر الكوكب ، أطلعي أطمني عليه وأعمليله اللى عايزاه ، انا عن نفسي مش عايزاه ومش هرجع له وهيطلقني … بابا أنا مش عايزاه
تبسم “هادى” على طفلته وقال بإعجاب:-
_ بنتي كبرت وبقيت بتغضب عندى، أهدئي يا قُدس يا حبيبتي إحنا عندنا فرح وخطوبة سيبينا نفرح وبعد الخطوبة بإذن الله نشوف موضوعك
أومأت إليه بنعم ثم قالت بضيق:-
_ عمومًا أنا مش رجعاله
كادت “مديحة” أن تتحدث لكنه امتنعت عن الحديث بخوف من “الجارحي” ولم تنسي تهديده لها من قبل، أكمل الجميع فرحتهم وخلال اليومين لم يلمح طيفها وظلت “خديجة” تعتنى بابنها ، حملت صينية الطعام لكى تغادر فأستوقفها “الجارحي” بهدوء يقول:-
_ قُدس بتأكل كويس
جلست “خديجة” بعد أن وضعت الصينية على السرير من جديد وقالت بحيرة:-
_ اه، بس فيها حاجة غريبة أول يوم مكانتش طايقة رائحة الأكل ومدقتش طعم الذات لكن اليومين دول بتأكل بطريقة غريبة وكل أنواع الأكل لدرجة أن أمبارح بليل أبوك وهو راجع من صلاة العشاء لاقي عمك فى الشارع دايخة على رنجة وفسيخ قاله قُدس مُصممة تتعشي رنجة وأنت عارف بنت عمك تربية هاى متعرفش الرنجة وكانت متطقش رائحتهم ويوم ما صفصف تحب تأكلهم كنت أنا بطلعها تأكلهم فى شقتي عشان قُدس بتقرف
كان يستمع إلى والدته وتبسم بلطف على صغيرته التى ظهر عليها بعض تصرفات الحمل، تمني لو كان هو من يبحث لها عن الطعام بدلا من والدها، حاول أن يتخيل فتاته وهو تطلب وتأكل هذه الأشياء للحظة شعر بحزن لأنه لا يُشاركها هى وطفلهما هذه اللحظات السعيدة ، أقتربت “خديجة” من ابنها وسألت بحيرة:-
_ تكونش البت حامل؟! أخدها أعملها أختبار حمل
_ متتعبيش نفسك يا أمى وبعدين حمل أى، كبرى دماغك تلاقي نفسها جت عليهم
قالها بهدوء ثم غير الحديث بجدية قائلًا:-
_ يلا قومي إنتِ أنزلى عشان لو هتساعديهم فى حاجة وأنا هستني لما الدكتور يجي يشوف الجرح وهلبس وأحصلكم على القاعة
أومأت إليه بنعم ثم غادرت ، مسك هاتفه وأرسل رسالة لها محتواها قصير لكنه يحمل الكثير من الأهتمام
_ هتمشي معاهم ولا أنزلك تمشي معايا ؟
كان يتمني أن تُجيب بأنها تنتظره، زوجها لكي يذهبا معًا كثنائي أمام الجميع لعلها تتخلى عن عنادها قليلًا وهجرانها فأرسلت رسالة جعلته يركض من أمام المرآة بسرعة وسرعان ما تلاشت لهفته حين رأى رسالتها تقول:-
_ انا أصلًا فى الفندق مع ليل ، مش عايزة منك حاجة دا ما أفتكرت تسأل على مراتك ، بلاش الشكليات دى إحنا كدة كدة هنطلق
أغمض عينيه بضيق شديد من قسوة حديثها وهى من تخبره دائمًا أنه قاسي القلب فقذف الهاتف فى الحائط بقوة من الغضب وقال:-
_ ماشي يا قُدس
_____________________________
وصل “يزيد” إلى منطقة شبعية يبحث عن تاجر السلاح الذي توصل إليه، سأل بائع البقالة بهدوء:-
_ بقولك يا حج متعرفيش المعلم صبحي ألاقيه فين؟
نظر الرجل له بقلق شديد من ذكر اسم التاجر وقال بهدوء:-
_ يمين فى شمال مع اول شمال يقابلك واسأل هناك
_ تشكر يا حج
قالها “يزيد” وغادر على الوصف ليخرج الرجل من المحل ينادى على طفل صغير وقال:-
_ عصفور.. ولا ياعصفور
أجيب الطفل إليه فقال الرجل بهدوء:-
_ طير للمعلم وقوله فى حد غريب بيسأل عنه
ركض الطفل من الزقاق بسرعة يسابق خطوات “يزيد” حتى يصل أولًا، وصل “يزيد” إلي المكان ووجد الكثير من الرجال الجالسين على الحافتين يحدقون به ليفهم بأنه وصل لوكر تاجر السلاح فتنهد بهدوء ثم قال:-
_ بقولك ياسطا بدور على المعلم صبحي ، عايزه فى مصلحة كدة
أقترب الرجال منه يفحصه ليمسك أحدهما المسدس فحاول سحبه لكن منعه “يزيد” حين مسك يده وقال بنبرة خشنة قوية:-
_ لا ، عندك
حاول الرجل سحب المسدس بالقوة ليلكم “يزيد” بقوة اسقطه أرضًا بلكمة واحدة فوقف الجميع وقبل أن تبدأ المعركة بينهم أوقفهم صوت رجل من الخلف يقول:-_
_ مكانك أنت وهو، الضيف فى بيتنا
نظر “يزيد” تجاه الصوت ووجد رجل فى الخمسينات يقترب منه فهندم بدلته بغرور دون أن تهتز له شعرة وقال بجدية:-
_ معلم صبحي
_ بشحمه ولحمه ، أُمر يا باشا
قالها بجدية فأخرج “يزيد” الرصاصة من جيب سترته وفتح يده ليراها “صبحي” بينما قال “يزيد”:-
_ حوار صغير وعشان أطمنك مش مباحث، الرصاصة دى من عندك، ولاد الحلال دلوني عنك
قهقه “صبحي” بسخرية وعاد ليجلس على مقعده امام المنزل وقال بتهكم:-
_ يا باشا أنا مفيش ولاد حلال يعرفوني، أنا بتاع الحرام ، عايز دولارات وعملة هتلاقي ، عايز تبيع مساخيط هتخدمك ، سلاح ملعبي، لكن أبيع زبائني لحد يبقي مسألتش عني قبل ما تيجي
أقترب “يزيد” منه بثقة ثم قال بلهجة تهديدية:-
_ طب أشتري مني يا معلم، اللى خد الرصاص دا منك حاول يقتل بيه
ضحك الرجال وهكذا “صبحي” ثم قال بسخرية أكبر:-
_ يعنى سلاح ورصاص حي هسلك أسنان بيه ما هو أكيد هيقتل ، بس بما أنه حاول يبقي جلف وأهبل وفشل
طقطق “يزيد” رقبته بغضب ثم قال:-
_ ما هي المشكلة مش فأنه فشل، المشكلة فحاول يقتل مين؟ الزبون اللى عايز تحميه الجلف على رأيك وقع مع واحد تقيل أوى وحفر قبره وفاضل يدخله فيه، وللعلم هو ضرب رصاصتين واحدة قصادك اهى والتانية مع البوليس ، تيجي معايا سكة وضهرى وهدفعلك اللى يشبع ضميرك وأنت بتبيع زبونك ولا تستني البوليس لما يوصلك من نفس طريق ولاد الحلال… يوه قصدى ولاد الحرام اللى دلوني عنك
حك “صبحي” لحيته بضيق ثم قال:-
_ أنا حاسس ليه بلهجة تهديد فى كلامك ؟
حاوط الرجال بـ “يزيد” بعد أن حك “صبحي” لحيته وكانت إشارته للهجوم ،ضحك “يزيد” بسخرية وقال:-
_ شكل البدلة خلتك تقرأني غلط خالص …..
_____________________________
كان الجميع فى القاعة والموسيقي تملأ المكان حتى فتح الباب ودلفت “ليل” تتبأطأ ذراع “عمران” بفستانها الذهبي وحجابها الجميلة ، وقف الجميع لأجل العروسة و”آسيا” تسير بجوار ابنتها من الجهة الأخرى بسعادة تغمرها حتى وصلت “ليل” إلى المقاعد وجلست فبدأت فقرة الترحيبات والمباركة للعروسين من الجميع، كان “الجارحى” جالسًا على الطاولة يبحث عن زوجته المتمردة بعينه والغضب يحتله من رسالتها، جلست “هدير” بجانبه بسعادة فسألها بحزم:-
_ أمال قُدس فين؟
_ معرفش يا جارحي هتلاقيها هنا وهنا مش هتضيع يعنى
قالتها بلا مبالاة بينما “وصيفة” سألت بنبرة خافتة:-
_ هو أنت مشوفتهاش يا جارحي
_ هى مين؟
قالها بغرور وعينيه تنظر فى الهاتف فتنهدت بلطف:-
_ قُدس، أصلها عملت مشكلة مع مديحة
رفع نظره عن الهاتف بضيق مما سمعه لتقاطعها “مديحة” وهى تجلس معهم على الطاولة:-
_ مبتبلش فى بوقك فول يا درتي
_ عملتى معها مشكلة؟
سألها بكبرياء والغضب يظهر فى ملامحه لتتحدث “مديحة” ببرود مُتحاشية النظر إليه ناظرة إلى “ليل”:-
_ مراتك لابسة بدلة رقص وعايزة تنزل بيها قصاد الناس
أغمض عينيه بضيق من تصرف جدته بينما انتبه “هدير” إلى حديثها وقالت بخنق:-
_ هو أنا مش قُلتلك يا ديحة مالكيش دعوة بيها ليها جوز وأب، وبعدين قُدس لسه صغيرة وحجمها كله ميديش واحدة فى سادسة أبتدائي عشان تعنفيها
ضرب قبضته بالطاولة بضيق ثم قال:-
_ هي فين؟
ألقت “مديحة” مفتاح من حقيبتها على الطاولة وقالت ببرود وهى تضرب ولا تبالي:-
_ حبستها فوق
كز على أسنانه بغيظ شديد من تصرف جدته وقال:-
_ هى كلبة بتحبيسها، أنا مش هفوتهالك يا ديحة وعزة وجلالة الله ما هتفوت المرة دى
وقف من مكانه غاضبٍ وغادر القاعة لتتمتم “وصيفة” بضيق قائلة:-
_ متعرفيش تسيبنا نفرح ، لازم تنكدي علينا كل لحظة حلوة
صعد إلى الغرفة وفتح الباب بالمُفتاح وولج للداخل فرأى زوجته جالسة على الفراش بضيق مُرتدية فستان أحمر من القماش اللامع بأكمام من الدانتيل الأحمر تظهر ذراعيها من أسفلهم، ضيق يرسم جسدها وطويل له ذيل من الخلف، تصفف شعرها على شكل وردة جانبية وغرتها مسدولة على الجانب الأيمن وتزين أذنيها بحلق من الألماس به أحجار حمراء وحول عنقها عقد به وردة رقيقة، وقفت بعد أن رأته وأقتربت غاضبة من حبسها وتقول بضيق:-
_ هى بتحبسني فاكرني جارية عندها
كان شاردًا بجمال صغيرته وهذا الفستان تحديدًا الذي أظهر أنوثتها المُثيرة، بعد أن وقفت علم أنها ترتدي الكعب العالي بقدميها فأصبحت تصل قرب كتفه عوضًا عن ساعده، أبتلعت لعابه بتوتر من نظراته الثاقبة بها كأنه يلتهمها بعينيه، أنحنت لتأخذ البالطو الخاص بها وقالت:-
_ أنا مروحة البيت والله ما أنا نازلة خالص
مرت من جواره ليمسك معصمها يمنعها من الرحيل فنظرت له بعبوس ليقول بهدوء شديد:-
_ لفي
لم تفهم جملته فجعلها تدور وهو يمسك ذراعها وكان جزء من ظهر الفستان من الدانتيل ويظهر أكتافها من الخلف كذراعيها، كانت تدور وهى لا تفهم شيء من سحبه لذراعها بالقوة والكعب العالى مع ذيل الفستان جعلوا خطواتها تتعثر فكادت أن تسقط ليحيطها بذراعه الأخر وهى بين ذراعيه ، حملقت به بضيق لتشم رائحة عطره ووسامته عن قرب وعينيه العسليتين التى تغرق بيهما فى العشق، تسارعت نبضات قلبها العاشق وسارت القشعريرة فى جسدها وأحمرت وجنتيها أكثر مع مساحيق التجميل، كانت لحظة تملأها الكثير من مشاعر الدافئة بينهما تمتم بخفوت:-
_ إنتِ بكل الطرق الممكنة متناسبنيش يا قُدس
أتسعت عينيها بدهشة من حديثه وقبل أن تنفجر غاضبة به أوقفها مُتابعة حديثه حين قال وهو يمسك ذقنها بأبهامه وسبابته برقة:-
_ لكنك تستاهلي أدخل الحرب عشانك
تذكرت سؤاله فى المستشفى أن كانت تستحق الحرب التى دخلها مع أخاه لأجلها والآن أجاب على سؤاله بنفسه فأبتلعت لعابها بتوتر والخجل يسيطر عليها وجعلها تشبه الوردة الحمراء التى تخجل أن تتفتح فى بستانها ، تمتمت بتلعثم شديد:-
_ أنا ….
قاطعها بقبلة دافئة يتذوق بيها عبير وردته الجميلة الخجولة ويده تمسك ذقنها بلطف والأخرى تحيط بخصرها، دُهشت من فعله وسقط البالطو عن يدها ، وقد قَبل قلبها بالحرب لأجل عشقه ونبضاته تسارعت كالمجنون متُراقصة على أوتار ضلوعها بسبب حبيبها ولأول مرة يعاملها بهذه اللطف واللين ويتخلى عن قسوته، لم تقاومه أو تدفعه بل كانت غارقة فى دفئه ولطفه حتى أبتعد عنها يفصل قبلته الناعمة وعينيه تعانق عينيها الخضراء وقال:-
_ تستاهلى يا قُدسي
تبسمت بخجل شديد من فعله وحديثه فحاولت أن تتحاشي النظر إليه ليرفع رأسها بلطف وقال:-
_ لسه متخلقش اللى يخليكي جارية وأنا على وجه الأرض
مسك يدها فى يده وأخذها لخارج الغرفة سار معها إلى حيث القاعة فسأل بتوتر:-
_ أوعي يكون روجك بيطلع
تبسمت بخجل وهى تراه يمسح شفتيه بأحراج فهزت رأسها بلا وهى تنظر بالأرض، أقترب من القاعة وهو يقول:-
_ أرفعي رأسك فوق إنتِ مرات الجارحي أبو النور
دلف بها إلى القاعة وسط زحمة المعازيم ويدها تتبأطأ ذراعه فتبسمت “وصيفة” وهى تقول:-
_ موتي بغيظك يا درتي
نظرت “مديحة” لتراه يقترب من طاولتهم مع زوجته بنفس فستانها، فكزت على أسنانها وسحب المقعد لأجلها و”قُدس” وسط تصرفاته مُندهشة فجلست وجلس بجانبها ، رن “يزيد” على هاتفه ليقف بتعجل وقال:-
_ أنا طالع برا خمسة وجاي
أومأت إليه بنعم وغادر، همست “هدير” لها بلطف وقالت:-
_ راجل الجارحي مش أى حد، يكش تعقلي وترجعي بيتك يا ست الغضبانة
رفعت “قُدس” حاجبها بغرور وقالت:-
_ مفكرتش فى الموضوع دا، لسه على موقفي
تأففت “هدير” بغيظ من هذه الفتاة وقالت:-
_ هتجنني والله؟ اى دا
نظرت “قُدس” على كلمتها ورأت “مصطفى” يدخل من باب القاعة والدهشة أن “هادى” ذهب ليصافحه فتمتمت بدهشة وصوت خافت:-
_ إنتِ عزمتي دكتور مصطفى؟
رفعت “قُدس” حاجبها بدهشة وقالت:-
_ شوف الرقة!! لا معزمتهوش بس جدى وبابا عزموا لما راح يطلب أيدك
أتسعت عيني “هدير” على مصراعيها من الدهشة وقالت بلهفة:-
_ إنتِ قُلتي أى؟ حصل أمتى دا ها؟ ومقولتليش ليه؟
تبسمت “قُدس” بمكر تغيظها بطفولية:-
_ مجليش مزاج كنت غضبانة من جوزى ومعنديش وقت للرغى
قرصتها “هدير” من اسفل الطاولة وهى ترى “مصطفى” يقترب منهم، تبسم وهو يراها أمامه تتحاشي النظر إليه بخجل فتحدث بلطف قائلًا:-
_ عاملة اى يا قُدس؟
_ بخير يا دكتور مصطفى والله؟ تعال أقعد مكاني
قالتها بخباثة لتكز “هدير” على أسنانها بخجل ، تحدث بلطف قائلًا:-
_ لا خليكي مرتاحة
_ هروح أشوف جوزى أصله وحشنى ، بس أمانة تخلى بالك لما تقعد أصل الكرسي دا في حاجات كدة بتقرص
قالتها بمكر لتضرب “هدير” قدمها قبل أن تغادر فتألمت “قُدس” بخفة وضحك “مصطفى” ، رحب بـ “وصيفة” و”مديحة” وهو يقول:-
_ أنا دكتور مصطفى كنت مع قُدس
تبسمت “وصيفة” بحماس وهى تتطلع به من الرأس وهى تعرفه بينما “هدير” تتحاشي النظر له والحديث….
أجتمع الجميع بسعادة وحان وقت تقديم الشبكة وعندما اقترب موظف القاعة بالشبكة أوقفته “آسيا” بدهشة وقالت:-
_ اى دا ؟ فين الشبكة؟
نظر الجميع على سؤالها فتحدثت “ليل” بجدية قائلة:-
_ ما هى دى الشبكة يا ماما
_ لا ، دى مش الشبكة، مش دى اللى انا أخترتها
قالتها بانفعال شديد مما جعل جميع الحضور ينتبه إلى الحديث، تحدثت “ليل” بحدة من تصرف أمها أمام الجميع:-
_ بس دى اللى أنا أخترتها
كادت “آسيا” أن تنفعل أكثر ليوقفها “فؤاد” وهو يقول:-
_ خلاص يا آسيا هتفرجي الناس علينا… لابس عروستك الشبكة يا عريس
تأففت “آسيا” بضيق شديد وغادرت القاعة دون أن تشارك ابنتها فرحتها ……..
وقف “الجارحي” مع “يزيد” أمام الفندق بحيرة وهو ينظر إلى صورة “عادل” ويقول:-
_ أنا شوفته قبل كدة ، بس فين ولا مين مش فاكر
_ دا اللى كان مع الواد اللى اشترى السلاح ، وهو اللى ضرب عليك، الواد اللى كان معاه قالي أنه ساق الموتسكيل ودا اللى ضرب ودفعه 10000 جنيه
قالها بهدوء ليبتسم “الجارحي” بسخرية وقال:-
_ قيمة الجارحي أبو النور 10000 جنيه ، هاتلى كل اللى تعرفه عن الواد دا
أومأ “يزيد” له بنعم وقال:-
_تأمرني يا معلم …..
قاطعه صوت “قُدس” من الخلف تقول:-
_ جارحي
تنحنح بحرج من زوجته وأشار إلى “يزيد” بأن يذهب وأستدار إليها ليراها تحمل حذاءها ذو الكعب العالي فى يدها وتسير حافة القدمين فسأل بقلق:-
_ اى دا ، ماشية كدة ليه؟
_ حاسة بوجع فى ضهرى ومش قادرة
قالتها بألم شديد فأخذ يدها بلطف وشعر بقلق على زوجته وجنينها فأشار إلى الموظف ليحضر سيارته وقال:-
_ إنتِ أتخبطي أو حاجة
_ لا، حاسة مش قادرة أفرد جسمي
قالتها بألم ، وصلت السيارة أمام الفندق فأخذها فى سيارته وذهب إلى المستشفي ليفحصها ويعلم سبب الألم، فحصت الطبيب حنينها وتبسمت بسعادة ثم قالت:-
_ لا عال جدًا متقلقيش، البيبي كويس ماشاء الله والحمل كويس مفهوش اى مشاكل
_ طب والوجع اللى هى حاسة بيه
سألها “الجارحي” بقلق شديد على صغيرته وتابع بجدية:-
_ لو سنها صغيرة أو جسمها الضعيف هيخلوها فى خطر عرفيني، نجهضه لو هيعملها مشاكل صحية
تبسمت الطبيبة بلطف على قلقه وقالت:-
_ يا أستاذ بقولك المدام والحمل كويسين ،مالهوش علاقة بحجمها قد أى، وبعدين قبل ما تكلم فى الإجهاض اسمع صوت نبضاته، أبنك دلوقت بقى عنده نبض
سمعت “قُدس” صوت نبضات جنينها فدمعت عينيها بسعادةتغمرها وشعور الأمومة يحتلها فرحًاوظلت تنظر للشاشة على طفلها الذي بحجم حبة الفاصوليا بداخلها، أستمع “الجارحي” بنبضات صغيره ليشعر بشيء من الحُب بداخله ، شعر بأنه سيقاتل لأجل هذا الصغير وستحدى عناد والدته التى تتحدث دومًا عن الانفصال، نزلت “قُدس” عن السرير وحملت حذاءها فى يدها وهو يساندها لتلمح الطبيبة الحذاء فقالت بلطف:-
_ مينفعش تلبسي كعب خالص فى الحمل أو على الأقل فى الأول، ممكن دا يكون سبب الألم اللى عندك
أومأت إليها بنعم وسجلت الطبيبة بعض الأدوية في ورقة وقالت:-
_ هنمشي على الأدوية دى بأنتظام عشان ميقولكيش تاني حجمك الصغير هههه وأشوفك إن شاء الله بعد أسبوعين ، على فكرة يا أستاذي المدام حامل فى شهرين يعنى الإجهاض مش فى صالحها
أومأ إليها بنعم ثم أخذ متمردته الجميلة وغادر المستشفي ، أوقف سيارته أمام أقرب محل أحذية وأشترى لها حذاء رياضي أبيض بدون كعب ثم فتح باب السيارة الخاص بها ، جثا على قدميه وهى تجلس فى السيارة مُندهشة من ركوعه أمامها وأخذ قدمها يُلبسها الحذاء بلطف وهى تتأمله واليوم من أسعد أيام حياتها وحبيبها يعاملها باللطف ويدللها بحنانه ……
__________________________
نزل “عماد” يركض على الدرج بسبب تأخيره على خطبة “ليل” والآن سيغضب الجميع منه، وصل للأسفل وهو يعقد رابطة عنقه فجاءت له “سنية” زوجة “رجب” البواب وقالت بعفوية:-
_ سي عماد ، أم السعد لاقيت الورقة دى على السلم وهى بتمسح والبت بنتي قالتلى أنها من المستشفي ، معرفش أرميها ولا أخليها
أخذ الورقة من يدها بتعجب وقال ببرود:-
_ مستشفى، هم هيرميه ورق المستشفي على السلم ليه، تلاقيها بتاعت جارحي ………
تلعثم فى الحديث وتوقف محله بصدمة ألجمته حين رأى ما بداخلها وكان تحليل الدم الخاص بـ “قُدس” فتمتم بصدمة شلت جميع أطرافه وقتلت قلبه فى الحال:-
_ حامل!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حرب سقطت راءها)