روايات

رواية حكاية ليل الفصل الثامن 8 بقلم رانيا الأمين

رواية حكاية ليل الفصل الثامن 8 بقلم رانيا الأمين

رواية حكاية ليل البارت الثامن

رواية حكاية ليل الجزء الثامن

حكاية ليل
حكاية ليل

رواية حكاية ليل الحلقة الثامنة

وفجأة، دخلت شادية — عمة مصطفى — والجو اتوتر فورًا.
هدي (بحدة): “ياريتك ما جيتي يا شادية… خربتيها خلاص.”
شادية ماعرفتش ترد، عيونها واجمة، ويمكن لأول مرة تحس إن اللي عملته كسر مش قلبين بس… ده كسر عيلة كاملة.
سابت البيت ورجعت بيتها وارتاحوا منها..
في يوم، مصطفى كان قاعد في العربية قدام بيته، عيونه فاضية، ومخه مش شايف قدامه غير مشهد واحد…
ليل بتنهار… وهو مش قادر يمد إيده وينقذها.
وصلت له رسالة من رقم غريب.
> “لو بتحبها بجد… سيبها. لو مابعدتش، البنت دي هتدفع التمن.”
حس قلبه وقع تحت رجليه.
لحظات، وجاله اتصال من رقم البيت…
كان صوت خال ليل، أدهم، غليظ وجاف.
أدهم:
“مصطفى… احنا هنقولها مرة واحدة بس. ابعد عنها، من غير وجع دماغ.
عايزينها تعيش، مش تموت وانت بتقول بتحبها.”
وسمع بعدها صوت أبوها، واضح وصارم:
“اللي بيحب بجد، بيبعد عشان اللي بيحبها تعيش في أمان. سيبها، وسِيبنا فحالنا.”
قفَل التليفون، وكل حرف في ودنه كان بيكسر ضلعه.
قعد بالساعات يفكر، يقنع نفسه إنه لازم يبعد.
يبعد… وهي ماتعرفش.
يشيل هو وجع الفراق لوحده، ويخليها تكرهه لو ده اللي هينقذها.
بعت رسالة أخيرة لريم:
> “متخليش ليل تستناني تاني. أنا مش هقدر أكمل. متقوليلهاش السبب… خليه يبقى كره أهون من وجع.”

ليل اليوم اللي بعده، لبست واستنت مصطفى زي كل مرة… لكن ماجاش.
ولا اتصل.
ولا رد.
عدى يوم ورا يوم، ومفيش أي خبر منه.
اتصلت بيه عشرات المرات، كلهم مقفولين.
بعتت له رسايل تنهار فيها، تسأله:
“عملت إيه؟ زعلتك في إيه؟ أنت فين؟”
لكن مفيش رد.
فضلت تحاول، لحد ما ريم بكت، وهي شايفة صاحبتها بتدوب قدامها.
ليل:
“هو كان بيحبني؟
أنا عملت إيه؟”
ريم (بتكذب):
“يمكن عنده ظرف… أو خايف عليكي…”
ليل (بصوت محطم):
“هو وعدني… إننا مش هنبعد.
أنا صدقته.”

ليل قررت ما تروحش الجامعة.
كانت بتصحى من النوم تبكي… وتنام على بكاء.
رفضت تاكل، ولا كانت بتخرج من أوضتها في السكن.
حتى المحاضرات ما بقيتش تفتحها… راحت منها كل طاقة.
عدّت الأيام، وجات النتيجة…
وسقطت.
لأول مرة في حياتها، تسقط.

ريم ونغم وملك وسلمى، قاعدين حواليها، بيحاولوا يهدوها بأي طريقة.
نغم:
“بلاش تعاقبي نفسك عشانه… هو مش كده. أكيد في سبب.”
ليل (بهمس ضعيف):
“أنا بقت إنسانة تانية… مش ليل اللي عرفتوها.
أنا بكره كل حاجة… حتى نفسي.”
————–
بعد أيام من اختفاء مصطفى،
ريم بتحاول تطمن على ليل، بس مفيش جديد…
ليل قاعدة في أوضتها، مش بتاكل، مش بتتكلم، بتبص في السقف بالساعات.
نغم بدأت تخاف إنها تنهار أكتر… وريم بقت بتبات معاها.
في نفس التوقيت، مصطفى كان نايم في أوضة أخوه زين، جسمه بيرتعش ووشه شاحب.
زين (واقف على رجليه قدامه):
“مصطفى قوم… قوم كفاية كده، هتضيع نفسك.”
مصطفى (بصوت واهن):
“أنا فعلاً ضيعتها…
ضيعتها يا زين، وبإيدي.”
زين:
“هي مش ضاعت… بس أنت اللي هتضيع لو فضلت كده. شكلك ما نمتش من يومين!”
مصطفى ماسك بطنه بإيده، وبيتنفس بصعوبة.
كريم معاه مش بيسيبه لحظه هو وعمرو
كريم..
“إيه يا ابني مالك؟ إنت وشك أصفر كده ليه؟”
مصطفى:
“مافيش… بس دوخة بسيطة.”
عمرو قرب منه، وحط إيده على جبينه.
عمرو (بقلق):
“إنت سخن اوي … ونفسك مش منتظم. قوم نروح المستشفى.”
مصطفى رفض، بس في لحظة فقد وعيه.

في المستشفى.
الدكتور طلع لهم وقال:
“الضغط منخفض جدًا، ونسبة السكر مرتفعة بشكل خطير… ده دخل في غيبوبة سكر بسيطة، الحمد لله لحقناه في الوقت المناسب.”
زين طبيب أمراض قلب وكان حاسس بكل اللي حصل
الدكتور: حضرتك عارف يادكتور زين
“الضغط النفسي الشديد ممكن يسبب خلل كامل في الجسم. واضح إنه بقاله فترة كبيرة تعبان ومش بياكل، ومتوتر جدًا.
دلوقتي لازم نظام دقيق في الأكل، علاج مستمر، ومفيش أي ضغوط تاني.”

في أوضته بالمستشفى، مصطفى صحى وهو على سريره، بص حواليه…
لقى كريم ماسك إيده، وزين نايم على الكرسي جنبه، ويارا قاعدة بتبكي.
مصطفى (بصوت واهن):
“أنا فين وفين ليل …؟”
يارا (بدموع):
“إحنا متنا رعب عليك.”
مصطفى (بنظرة مكسورة):
“هو ده التمن؟
أنا بعدت عشان أحميها… واللي حصللي ده، هو تمن الوجع اللي سببتهولها كل يوم.”
زين:
“مش بس إنت اللي بتتوجع يا مصطفى… ليل كمان بتموت بالبطيء.”
مصطفى (بصوت مخنوق):
“بس لو عرفوا إني تعبان… هيعرفوا إني لسه بحارب علشانها، وهما مش عايزين ده.”
عمرو ..
“انت دلوقتي بقيت مريض… محتاج نفسك قبل أي حد.
بس لو سبتها لوحدها كمان، هتضيع هي التانية.”

بعد وقت، ريم كانت حزينة جدًا على صحبتها، أخدت أخوها الكبير وراحوا عند كامل، عم ليل. استقبلهم هو ومراته وأولاده، عاصم وأحمد، وحاولوا يفكروا في حل وراحوا لسليم. حصل نقاش طويل، وصوت عالي، لكن بدون أي جدوى.
عاصم (بيكلم ريم):
“طمنيني على ليل يا ريم.”
ريم:
“والله يا عاصم، ليل حالتها صعبة جدًا. حزينة، ومكسورة، ومش عارفة إزاي هانت على عمو سليم بالشكل ده.”
عاصم (بحزن):
“للأسف، عمي سليم وخالها أدهم مصرّين جدًا… بيقولوا: هو إحنا بنت تمشي كلمتها علينا؟ يبقى نموت أحسن!”
ريم:
“ربنا يصلح الحال… حتى هي مش بقت تحب تنزل عند أهلها، قاعدة في السكن على طول، وشايفة إن مصطفى خدعها. بس هو خايف عليها، وحالته بقت صعبة.”
عاصم:
“ربنا يستر عليها وعليه.”

عند مصطفى:
ابتدى يتحسن وخرج من المستشفى، بس والده حالته بقت وحشة جدًا من الزعل عليه.
مصطفى فكر في حاجة تانية، وجمع أهله:
مصطفى:
“بابا… أنا عايز أتجوز ليل، حتى لو أهلها رافضين. نتجوز ونسافر بعيد عن أي حد.”
الحاج محمد وزين وهدي ويارا كانوا قلقانين، وسألوه:
الحاج محمد:
“طيب… وهي هتوافق؟”
مصطفى:
“هحاول… بس لازم أشوفها. يا رب توافق تشوفني.”

عند ليل:
كانت شايفة إن مفيش حاجة في الدنيا مستاهلة، باعت كل حاجة… حتى نفسها.
أهملت دراستها رغم إنها أول سنة جابت تقدير امتياز، لكن السنة اللي بعدها سقطت كل دا من كتر الحزن على مصطفى.
وفجأة، رن موبايلها من رقم مش محفوظ.
ليل:
“ألو؟”
مصطفى (بصوت دافي ومكسور):
“إزيك يا ليل؟”
قلبها بدأ يدق بسرعة… مش مصدقة إن دا صوته.
ليل (بحدّة):
“عايز إيه؟”
مصطفى:
“عايزك… يا ليل.”
ليل (بانفعال):
“الله؟ وكنت فين الفترة دي كلها؟
ما تقول استغنيت عني بسهولة…
سبتني وأنا كنت بموت، كنت محتاجاك جنبي.”
“ابعد عني… أرجوك، ليل اللي تعرفها اتغيّرت… واوي كمان.”
قفلت السكة في وشه. حاول يكلمها تاني، لكن مفيش فايدة.

كلم سلمى، ما ردتش. كلم ملك، كانت مع ليل في السكن، ردت عليه.
ملك:
“مصطفى، حكي لسلمي كل حاجة، سلمي حبت تساعده.
طيب بقولك
إحنا نازلين شوية، وهبعتلك العنوان… وتعالى بسرعة، وربنا ما يحرمكم من بعض.”

قدام السكن:
مصطفى واقف، عينه بتدور عليها، قلبه بيدق بسرعة.
ليل خرجت، وشافته… مش مصدقة، شكله اتغير، البعد باين على ملامحه.
أول ما بصت في عيونه، دموعها نزلت.
مصطفى (بحنين):
“وحشتيني.”
ليل (بدموع):
“ارجع… ارجوك، ابعد عني.”
ملك سابتهم ومشيت.
ليل كانت عايزة تمشي، لكن مصطفى قال:
“حاضر، هخليكي تمشي… بس اسمعيني الأول.”
ليل:
“طيب… قول، عايز إيه؟”
قعدوا على جنب، وابتدى يحكيلها على كل اللي حصل، إزاي انهار، وإزاي تعب.
مصطفى:
“أنا من غيرك عدم… وأنا لما سبتك، كنت بحاول أحميكي.
بس معرفتش… كنت بموت من غيرك.”
ليل (بدموع):
“ليه؟ ليه سبّتني؟ كنت هموت، ومحتاجاك جنبي… كنت بتكلم مع نفسي كل يوم.”
مصطفى حضنها، وطبطب عليها.
مصطفى:
“سامحيني يا ليل… حقك عليا.”
ليل (منهارة):
“طيب… عايز ايه ؟”
مصطفى:
“نتجوز… ونحط الكل قدام الأمر الواقع.”
ليل (بتفاجؤ):
“لا… إزاي؟ أنا صعب عليا أعمل كده.”
مصطفى:
“طب وانتي مش صعب عليكي تسيبيني؟
أنا بقيت مريض بحبك… وفي حاجة كمان لازم تعرفيها.”
ليل (قلقانة):
“إيه؟”
مصطفى:
“أنا تعبت… ودخلت المستشفى، وعرفت إن عندي السكر، بسبب التوتر والبعد عنك.
ماقدرتش أقاوم، يا ليل.”
ليل (بانهيار):
“إزاي دا حصل؟ وإزاي معرفتش؟
كنت المفروض أكون جنبك!”
مصطفى (بحزن):
“حقك عليا.”

ليل دخلت أوضتها عند صحابها، حكتلهم كل حاجة. ريم كانت موجودة، وسألتها:
ريم:
“عاصم وعم كامل زعلانين جدًا عليكي، وعاصم خد رقمي ودايمًا يوصيني عليكي…
إيه رأيك تروحي تتكلمي معاهم؟”
ليل:
“لا يا ريم، أخاف يقولوا لبابا… دا يدبحني!”
رن موبايل ليل… مامتها.
الأم:
“إزيك يا حبيبتي؟ هتيجي إمتى؟”
ليل:
“معايا محاضرات ومش فاضية يا ماما. انتوا عاملين إيه؟”
الأم:
“إحنا بخير يا بنتي… طمنيني عنك إنتي.”
ليل:
“أنا بخير… متقلقيش.”

عند مصطفى:
نغم ويارا بيكلموه.
نغم:
“بس اللي ناوي عليه دا هيكون صعب عليها أوي، يا مصطفى.”
مصطفى:
“مافيش حل تاني… أنا من غيرها بموت.”
————-
قبل الفرح بأيام
مصطفى بيجهز في كل حاجة بنفسه، وليل بتحاول تساعده بكل وسيلة وهي في سكن الجامعة.
بتكلمه كل شوية تطمن عليه، وتسأله ناقص إيه، وتبعت له صور حاجات شافتها أونلاين ممكن يجيبها.
يارا:
“مصطفى، بص البراويز دي… شكلهم هيليق على الصالة.”
مصطفى:
“جميلة والله… هخليهم ضمن اللي هنجيبه.”
نغم:
“أنا مش مصدقة إنك خلاص هتبقى عريس! أكتر حد استحمل وفضل يحب.”
مصطفى، وهو بيضحك:
“وأكتر حد اتوجع… بس الحمد لله، ليل تستاهل كل حاجة حلوة.”
هدي، والدته، كانت قاعده على جنب، ساكتة.
يارا لمحت ده، وقربت منها:
“ماما، إنتِ زعلانة؟”
هدي:
“أنا مش زعلانة من مصطفى… بس زعلانة من اللي حصل. كان نفسي يفرح وهو وسط أهله.”
نغم:
“بس هو فرحان يا طنط، وحاسس إن ليل هي الأهل اللي تعوضه عن أي وجع.”
هدي هزت راسها وسكتت… جواها قلق، بس محبتها لابنها خلتها تدعي له في سرها.

ليل في سكن البنات
كل البنات عاملين لها جو فرح، ونغم كانت جايبالها طرحة بيضا صغيرة وقالتلها:
“نجربها كده؟ نشوف هتبقي عروسة إزاي؟”
ليل ضحكت
“أنا مش مصدقة لحد دلوقتي!”
ملك:
“يعني لسه برضو؟ مش كفاية كتبتي كتابك؟!”
ليل:
“بس حاسة إن اللي جاي هيكون أصعب…”
نغم:
“اللي جاي هيكون أجمل، عشان معاكي مصطفى.”
ليل شردت، وقالت:
“أنا لوحدي بعد ما بابا رفضني… بس هو معايا، وده كفاية.”
ملك:
“مش لوحدك، إحنا معاكي، وعمك معاك، وربنا بيحبك.”

ليلة الفرح
البيت عند كامل كان كله شغل وتحضيرات.
كريم بيشيل كراسي، وعاصم واحمد بيركبوا الزينة، وسلمي ونغم بيرتبوا طرابيزات الحلويات.
مصطفى واقف قدام المراية، بيلبس بدلته.
محمد، والده، دخل عليه:
“شايفك واقف ساكت…”
مصطفى:
“كنت بتخيل اليوم ده من سنين.”
محمد:
“فخور بيك، يا ابني… ولو ماقدرتش أفرحك وسط الكل، هفرحك وسط اللي يحبك.”
مصطفى حضنه، وسكت. الدموع في عينه، بس قلبه مطمن.

عند ليل
كانت بتلبس فستانها الأبيض، ومع كل خطوة كانت بتحس إنها بتودّع بنت كانت عايشة تحت سيطرة، وبتستقبل ست بتبدأ حياة باختيارها.
ريم وهي بتعدل الطرحة:
“أجمل عروسة والله، مصطفى هيقع من طوله أول ما يشوفك.”
ليل بخجل:
“يارب اللي جاي يكون رحمة لينا.”
سلمي
“هو حب، وهو أمان، وده كفاية.”

في الفرح
الأغاني شغالة، الناس بتهني، الكل بيرقص.
كامل واقف، بيستقبل الضيوف، ووشه كله فخر.
سناء واروي من بعيد… وقفوا يتفرجوا من بعيد على ليل ، لكن مش قادرين يدخلوا ، من بعد قرار سليم.
سليم سمع بالفرح، وقفل على نفسه الأوضة، ماسك صورة ليل وهي صغيرة، والدمعة في عينه…
بس كبرياءه كان أقوى من قلبه.

مصطفي أول ما شاف ليل :
حضنها وهو بيعيط ومش’مصدق
وماسك إيد ليل، وهمس لها:
“شايفة؟ إحنا عملناها.”
ليل:
“وحياة قلبي، مش هسيب إيدك تاني.”
مصطفى:
“إحنا اتخلقنا لبعض… وأنا هعيش علشانك.”
الناس حواليهم بتزغرد، والفل مبعتر في الهوا، وهم عايشين لحظة كان حلم وبقى واقع.

في آخر اليوم
ليل دخلت شقتها الجديدة مع مصطفى.
بصت حواليها، وقالت:
“ده بيتنا؟”
مصطفى حضنها وقال:
“ده حياتنا، اللي لسه هنبنيها سوا.”
ليل دمعت وهي بتبص له:
“أنا مش مصدقة إنك بقيت جوزي.”
مصطفى:
“وأنا هفضل أثبتلك كل يوم إنك كنتي أغلى اختيار في عمري.”
[ ]
في أول ليلة بعد الفرح، كان مصطفى واقف قدام ليل وبيخرج ورقة من ظرف صغير.
بصّ لها وقال بهدوء:
“امضي هنا، يا ليل.”
ليل اتفاجئت، وملامحها اتبدلت:
“أمضي على إيه؟”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حكاية ليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock