رواية جحيم فرعون العمدة الفصل الثاني 2 بقلم شيماء طارق
رواية جحيم فرعون العمدة الفصل الثاني 2 بقلم شيماء طارق
رواية جحيم فرعون العمدة البارت الثاني
رواية جحيم فرعون العمدة الجزء الثاني

رواية جحيم فرعون العمدة الحلقة الثانية
★صلي على اشرف المرسلين★
فرج بهدوء وهو بيتفهم كلامها وبيقو لها: انا العمدة البلد اهنا واي حد عمل اي حاجه انا هقدر احاسبه واجيبلك حقك بس قولي الحقيقه مين اللي عمل فيك اكده وانا مش هسكت انتي بت مين وليه حصل لك اكده؟؟؟؟
رحمة:وإنت… ليه مهتم بيا ورايد؟!
فرج (بنظرة مليانه صدق قال):
ماحدش يستاهل يمو’ت بالطريقة ديت من غير ما يكون عامل حاجه وانا العمدة البلد واي حاجه تحصل لازما اكون داري بيها قوليلي ليه بتخبي انتي سويتي حاجه عفشه علشان أهلك يخلصوا منك؟!
رحمه بتعب وبدات تعلي صوتها وتقوله : أنت كيف تتحدت عنك اكده انا رحمه بت الحاج رمضان الله يرحمه اللي البلد كلها بتحكي على ادابها واحترامها كيف تتحدت علي الاحاديت الماسخك ده ؟!
فرج بصدمه: انتي بت الحاج رمضان ولد الحاج مصيلحي اللي توفى قبل عشيه؟!
رحمه بحزن: ايوه انا بنته؟!
فرج بتساءل واستغراب: تعرفي إني عمري ما سالت حد سؤال الا ما رد عليا؟! في وقتيها انتي بتلوعي معايا في الحديت وانا مش متعود ان حد يتحدت معايا بالطريقه دي جيبي من الآخر يا بت الناس الطيبه مين اللي عمل فيك اكده وليه بعد وفاة ابوك صار فيك اكده اتحدتي ؟؟؟
رحمه خافت من صوت العالي ودموعها نزلت وهي كمشانه في نفسها وقالتله :مش رايده تحدت مع حد اعتبرتني نسيت كل حاجه انا مش فاكرة حاجه مش رايده اتحدت مع حد ومش رايده حد يعرف ان انا عايشه؟!
فرج قام من مكانه وهو متعصب وقالها :تمام وانا مش هخبر حد عن مكانك بس اما تحسي نفسك بقيتي كويسه ورايدة تحكي انا موجود؟!
رحمه هزت راسها بتفاهم وبعد كده فرج خرج وهو متعصب ومتضايق جداً ومش عارف هو ازاي ساكتلها كده وازاي سابها في بيته وهو مش عارف عنها اي حاجه غير اسمها بعد كده ندى الغفر وقاللهم على حاجات يعملوها ودخل اوضته علشان ينام لانه كان تعبان جداً طول اليوم.
[ثاني يوم في بيت العمدة فرج،و رحمة قاعدة على الكنبة، فرج جايبلها أكل علشان تاكل وتاخد علاجها]
فرج:تعالي يا رحمة، كلّي حاجة علشان العلاج اللي كتبه لك الدكتور؟!
رحمة (بتنهيدة):
مش قادره أكل… وكمان دماغي لسه بتوجعني والجرح تاعبني قوي؟!
فرج (بقلق):
ما تقلقيش، الدكتور قاللي ان كم يوم بس وهتكوني مليحه إن شاء الله ؟!
رحمة (بتردد):
بس إنت ليه مهتم؟ ليه بتعمل كل ده عشان واحدة ما تعرفش عنها حاجه يا عمدة انا كنت اسمع عنك كثير وعن اللي انت بتسويه في أهل البلد مش متعوده على قلبك الحنين ده قلبك ما كانش بيحن على الناس الفقراء ليه؟
فرج (بعصبيه): انا عملت إيه في الناس الفقراء انا كنت باخد من الغني وادي للفقير إيه الغلط في اللي انا كنت بسويه واللي عملته معاكي اكبر دليل اللي انا شخص كويس ومحترم لان لو انا ما كنتش كده كنت سبتك مت في الجبل؟
رحمه بهدوء قالت: يا حضره العمده ما فيش حد بياخد حاجه من حد غصب عنه ويقول انا باخد من الفقيرة دي للغني لازما كل حاجه تكون بالتراضي مش بالجبروت والضرب أنت كنت بتضرب الناس وتاخذ منهم الفلوس غصب عنهم انا ابويا من ضمن الناس اللي كانوا عندهم اراضي وانت كنت كل مره ابويا يبيع المحصول تبعت الغفره بتوعك ياخدوا منه الاتاوة وهو بيبقى زعلان ومتضايق لان ما بيبقاش قادر يدفع اجره الفلاحين بسبب الفلوس اللي انت بتاخدها منه عرفت انت كنت بتعمل إيه الناس اللي معاهم فلوس وعايزين يطلعوا صدقه دي حاجه بتطلع من القلب مش بتتاخد بالعافيه؟!
فرج بص لها وكان ساكت وده مش عادته وهو بيقولها: انا شايف اللي انا كنت بعمله ده هو الصح وما تجيش تخليني اغير تفكيري بعد السنين دي كلها خلصي رايده تاكلي كلي مش رايده إن شاء الله معنك اكلتي؟!
سابها وخرج من الاوضه وهي كانت بتفكر فيه وما كانتش قادرة تشيله من بالها.
[في المندرة في دار العمده / بعد العصر]
فرج واقف في المندرة، حواليه الغفر بتوعه، قدام راجل فلاح كبير في السن وهو واقف زعلان وباين عليه القهر والذل
فرج بيشاور بيده بعصبية وبيقول.
فرج (بغضب):
يا عم الحج، إتاوة الأرض لازم تدفعها…
ماينفعش واحد يدفع والثاني لا ده قانون هيمشي على البلد كليتها ما جتش عليك انت يا حاج محمود وتقول مش دافع !
لو الزرع ما جابتش، هتدفع من جيبك !
أنا مش ناقص وجع دماغ خلصني مش رايد رغي كثير؟!
محمود (بحزن وخوف):
يا عمدة… الدودة أكلت الزرعه والزرعه ما طلعتش زي ما إحنا كنا رايدين…
أنا مش قادر أديك إتاوة هجيب منين يا عمدة…
فرج يتنهد بغضب، ويشاور على الغفر:
هاتوا كل اللي معاه ولو في بيته بهايم هاتوها انا ما بفرقش ما بين الفلاحين علشان ما يقولوش العمدة ظالم !
رحمة واقفة بتشوف كل حاجه من بعيد وعنيها اتسعت من الخوف وهي بتشوف منظر فرج وهو بيقسى على الفلاحين والمنظر كان يقطع القلب .
رحمة (همس):
ده مش معقول… كيف ممكن يكون الإنسان اكده إيه الظلم ده وانا اللي كنت فاكراه راجل مليح علشان ساعدني وجابني وجابني داره اهنا حديت الناس طلع صح ما فيش حد مليح في الدنيا دي؟!
بتطلع تجري على أوضتها، بتفتح الباب وتقفل وراها ودموعها نازله وهي خايفه ومرعوبه من فرج.
فرج هيكون ملاحظ وجود رحمه وهي بتجري بس مش هيرضى يقوم وراها غير اما الناس كلها تمشي هيروح اوضتها وهيفتح عليها الباب ويدخل علشان يطمن عليها بيبص في عيونه وهي بتحاول تبص في اتجاة ثاني ومش طايقه تبص في وشه فرج هيفهمها ويقولها:
شفت كل حاجه صح؟
رحمة:
ليه بتعمل اكده؟ ليه بتكسر الناس؟ هو انت عندك قليل انت ما شاء الله ربنا رزقك بفلوس كثير واراضي وعندك بيوت وعندك بهايم وكل حاجه ليه رايد تاخد من الناس الغلابه وتحط في جيبك ليه القسوة اللي ماليه قلبك؟
فرج (بيسكت ثواني، وبعدين يقفل الباب ويدخل):
أنا… اتعودت إن محدش بيسمع للضعيف وانا باخد من صاحبات الاراضي علشان ادي للناس اللي تستاهل الفلوس دي انا مش بدخلها جيبي يا رحمه انا بعمل بيها حاجات بتفيد الناس هم ما يستاهلوش الاراضي اللي عندهم دي بيحط الفلوس في كرشه وفي ناس كثير محتاجه ليه ما نساعدهمش ليه ما بيطلعوش كل شهر من الفلوس اللي بيكسبوها ويدوا للناس اللي محتاجين؟!
رحمة (بدموع لسه في عنيها):
بس انت بقيت تخلّيهم يدعوا عليك… انت بقيت تخوفهم ولو كيف ما أنت رايد تساعد الناس ما يكونش اكده!
فرج (بيقرب منها، بس على مهل، بيبص لها بنظرة مختلفة):
وأنا كنت فاكر إني ماشي الصح ابويا علمني اكده انا ما لقيتش حد يقوللي الصح من الغلط انا اتعلمت وانا عايش في الجبل وسط المطاريد هو بالنسبه لي الصح اللي كيفك يشوفوه غلط بس ده اللي انا خابر ما اعرفش غيره؟!
رحمة (بتلف وشها وبتبعد): لا يا فرج انت تقدر تتغير أنت شاب لسه في عز شبابك ليه تعمل في نفسك اكده خابر انا لما شفتك بره بتعامل الراجل الغلبان بالطريقه دي انا كرهتك ومش طايق اشوفك شوف بقى كم حد في البلد بيكرهك بنفس طريقتي؟!
فرج (بيقف قدامها): بتكرهيني يا رحمه بعد اللي عملته علشانك انتي لو رايده الدنيا كلها اجيبها قدامك انا من يوم ما شفتك وانا حبيتك وعشقتك من أول نظرة يا بت الناس الطيبين انا كنت من غير قلب بس انتي اما جيتي خليتي قلبي نبض اول نبضه ليكي انتي ما توجعيش قلبي وتقوليلي اكده ثاني؟!
بيمد إيده بلُطف، وبيحاول يلمس وشها، وهي تبعد وشها، لكنه يحط إيده على كتفها بخفة.
كمل فرج بعشق وقال:
أنا بقيت بحس… بحس بوجعك، وبخوفك، … وانتي الوحيدة اللي دخلتي قلبي من غير ما تستأذني؟!
رحمة (بصوت مكسور):
سيبني، أنا مش رايده منك حاجة مش رايداك ابعد عني ما لكش صالح بيا!
فرج (بحزن لكن ما بيبعدش):
أنا مش طالب حاجة… أنا بس… كنت محتاج أقولك… إني بدأت أحبك اديني فرصه يا رحمه؟
قبل ما رحمه ترد عليه كانت جت امه الحجه نعمات
الحجة نعمات (بابتسامة دافية):
السلام عليكم يا بتي… أنا الحجة نعمات، أم فرج كيفك يا حبيبتي؟!
رحمة (بتقوم بسرعة وباحترام وهي حاسه بالتعب وبتقولها):
وعليكم السلام ورحمة الله، أهلاً بيكي يا حجة؟!
الحجة نعمات (بتهز راسها وهي بتقرب منها):
اقعدي يا بتي، اقعدي…احنا حريم زي بعض وريدك اتحدت معاكي ما تخافيش مني يا بتي سيبني يا فرج مع بعض علشان انا رايده اتعرف على البنايه القمر دي ؟!
فرج بص لامه وهز راسه بالموافقه وراح خرج بره الاوضه وهو كان متضايق جدآ لأنه أول مره يحس بالحب كان اتجاة رحمه بس هي متبادلوا شعور عكسي وهو الكره.
رحمة (بصوت واطي):
أنا آسفة على اللي حصل، ومش رايده أكون تقيلة عليكم؟؛
الحجة نعمات (بتقعد قدامها وتمد إيدها على إيد رحمة):
ده دارك يا ضنايا… قوليلي بقى، اسمك إيه؟ وإيه حكايتك انا حبيتك والله من اول ما شفتك سبحان الله تحس اللي وشك مكتوب عليه القبول؟
رحمة (بتتنهد ودموعها على طرف عنيها):
اسمي رحمة بت الحاج رمضان ولد الحاج مصيلح الله يرحمه … أمي ماتت وأنا صغيرة، وأبويا مات من كام يوم، وفي نفس اليوم عمامي اخذوني ورموني في الجبل وضربوني بالنار ولاجل ستر ربنا والعمدة فرج كنت زماني دلوقتي بتترحموا عليا وكل ده ليه علشان خاطر الورث؟!
الحجة نعمات (بصدمة):
يعني كانوا رايدين يموتوك عشان الورث علشان خاطر الفلوس يضيع روح يخرب بيت عقولهم؟
رحمة (بدموع):
أيوه يا حجة، عمامي طمعوا، وكانوا دايمًا يعاملوني بطريقه عفشه بس انا كنت بقول علشان خاطر ابويا كان تعبان كنت بصبر بس اول ما مات عمله اللي ما يرضيش ربنا؟!
الحاجة نعمات (بتسكت شوية وبعدين تقول بهدوء):
والله يا بتي الدنيا تقلت خيرها بس كل حاجه ربنا مدبرها اكيد ربنا ليه حكمه علشان يحصل معاكي اكده وتيجي عندنا اهنا في حكمه في الموضوع ربنا كريم علشان اشوفك وتقعدي وياي؟!
رحمة (بمرارة):
وإيه الحكمة في إني أقابل حد زي فرج؟ قاسي، وقلبه حجر، بيظلم الناس يا حجه سامحيني انا خابرة أنه ولدك وانتي هتزعلي عشانه بس مش قادرة اسكت عن اللي بشوفه بعيني؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جحيم فرعون العمدة)