رواية اوجاع الماضي الفصل العاشر 10 بقلم سلوى عوض
رواية اوجاع الماضي الفصل العاشر 10 بقلم سلوى عوض
رواية اوجاع الماضي البارت العاشر
رواية اوجاع الماضي الجزء العاشر

رواية اوجاع الماضي الحلقة العاشرة
هنا يصل أدهم ومعه نسمة إلى المنزل ليجدا شمس أمامهم.
شمس (باستغراب): لِجيتها فين المجنونة دي؟
نسمة (بحدة): كده برده يا عم شمش؟ أنا مجنونة؟ طيب ده حتى أنا نسمة، واسمي نسمة!
شمس: خير يا آنسة نسمة؟
نسمة: خير طبعًا!
شمس (بحدة): عيني في عينك كده، قولي إيه وراكي؟
نسمة: أصل أنا ضربت مرات معتمد وبنته.
شمس (مندهش): ليه يا وش الأذى؟
أدهم (ضاحكًا): دي بتقول إنها عضّتهم وكسرت رجل مرات أخوها!
شمس: تاني يا نسمة؟ والله شكلي هفتح مكتب شكاوى باسمك.
نسمة: هما اللي غلطانين!
شمس: آه ما أنا عارف.
يخرج عليهم عز من المكتب.
نسمة (منبهرة): الله! إيه الجمر ده؟! يا بوي، إنت مين يا عم الحج؟
شمس (محرجًا): اتحشمي، ده عمي عز.
نسمة: معقولة الجمر ده يبقى أخو عبد الرحيم؟
شمس: نسمة!
عز (ضاحكًا وهو يمد يده): أهلاً وسهلاً بيكي يا بنتي.
أدهم (محذرًا): خلي بالك يا بوي، دي بتعضّ!
تهجم نسمة على أدهم، تمسك يده وتعضّه عضة شديدة.
أدهم: آه يا بنت الإيه!
تجري نسمة وتقف خلف شمس.
شمس: إيه اللي عملتيه ده؟
نسمة: هو اللي قال إني بعضّ، فقلت أوريه العضة على أصولها.
عز (ضاحكًا): والله برافو عليكي، أحسن، يستاهل.
نسمة (بجرأة): بقولك إيه يا جمر، إنت مرتبط؟
عز: لا، كنت متجوز، ومراتي توفت.
نسمة: طيب تتجوزني أنا؟ أبقى مرات أبو الواد ولدك ديتي، وأربيهولك، وكمان أكسب فيك ثواب بدل ما انت قاعد عازب.
شمس: اطلعي فوق لأختك يا نسمة!
نسمة: مش لما أعرف رأي العريس؟
أدهم: أقسم بالله عاوز العباسية رسمي!
نسمة (واقفة): بس الجمر ده ييجي معايا.
شمس (بحدة): بقولك اطلعي فوق!
نسمة (بخوف): حاضر حاضر.
تصعد نسمة إلى جناح روضة. يدخل عليهم عبد الكريم.
شمس: يا مرحب يا عمي عز.
عبد الكريم: أخبارك إيه يا راجل؟
عز: الحمد لله، نورت بلدك.
ثم ينظر إلى أدهم: ده ابنك؟
عز: آه، ده ابني أدهم، وعندي كمان حامد وجميلة. سلم على عمك عبد الكريم، جوز عمتك إكرام.
أدهم (باحترام): أهلاً بحضرتك يا عمو.
عز: اتصل بجميلة يا أدهم، خليها تيجي تسلم على عمها.
أدهم: حاضر.
(يتصل جميلة)
جميلة: جايين.
عز: أطلع نادِ على حامد، أخوك.
أدهم: حاضر.
عبد الكريم: ما شاء الله، عرفت تربي يا عز. أمال فينها إكرام؟
شمس: عمتي قاعدة مع أمي وجدتي فوق.
عز (ينظر إلى إبراهيم): مين العسل ده؟
عبد الكريم: ده إبراهيم، ولد عايدة اللي بتساعدنا في البيت.
عز: ما شاء الله.
إبراهيم: ممكن يا عم شمش ألعب مع حامد؟
شمس: آه يا حبيبي، روح هو في الجنينة اللي ورانا.
عبد الكريم: روح يا ولدي.
يذهب إبراهيم إلى الجنينة.
عز: تعال اقعد يا عبد الكريم، واحشتني.
عبد الكريم: الله يحفظك يا غالي.
ينزل عبد الرحيم من على السلم.
عبد الكريم (بتعجب): إيه اللي جابك؟ خلصت جراية على التُرب؟
شمس: وبعدين معاه يا بوي؟ ليه معادي كل الناس؟
عبد الرحيم: هو حد جالك إن التربي دي ناس؟ ده كبيره، يجري على التُرب، يلم برتكان وفايش!
عز: تعال يا عبد الرحيم نقعد بعيد عنه.
عبد الكريم: اتلم الأعمى على المكسّح وقاله تعال نتفسح.
شمس: تعالوا يا جماعة نقعد في المكتب مع جدي.
عبد الكريم: أنا مروح، بس لما تنزل عمتك قولها إني جيت وسألت عليها.
عز: اقعد معاي.
عبد الكريم: معلش، أنا مروح. إبراهيم بعد ما يخلص لعب ييجي على البيت.
ينظر شمس إلى والده.
شمس: كده برده يا بوي؟ عمتي هتزعل دلوقتي.
عبد الرحيم: تتفلق!
تنزل نسمة من فوق.
نسمة (لعز): هو الجمر لسه قاعد؟
عبد الرحيم (منفعل): إيه جاب البت المكحلة دي هنا؟
نسمة: بتقول حاجة يا أبو شَمش؟
عبد الرحيم: بقولك إيه، ما تيجي أتجوزك بدل ما أنتِ قاعدة معنّسة كده؟
نسمة: لا خليني معنّسة، أنا مرتاحة كده!
يدخل أخوها معتمد.
معتمد: إنتِ هنا يا وش الأذى؟
نسمة: أيوه، مرتك وبنتك ضربوني وقطعوا شعري.
شمس (مستفَز): شوف إزاي؟
نسمة (تغمز): مش أنا لما جيت لبسي كان مقطّع؟ شعري قطعوه!
شمس (ضاحكًا): والله انتي محد يقدر عليكي!
معتمد: يلا روحي معايا ونشوف مين الغلطان.
عز: اقعد يا ابني، ارتاح.
معتمد: كتر خيرك. مين ديتي يا شمش؟
شمس: نسمة، وده عز بيه، عم شمش وبيه كبير جوي في مصر، وقال خليكي قاعدة عندنا مع بنته جميلة. صح يا عم عز؟
عز (مبتسمًا): آه آه، صح.
تدخل جميلة ومعها نزار وعشق.
نسمة (بفرحة): بقولك إيه ديتي، أخويا عاوزك تقولي له إنك عاوزاني أقعد معاكي هنا، وحياة أبوكي!
جميلة: ماشي، بس بشرط.
نسمة: هعملك اللي انتي عايزاه، بس قولي له.
معتمد (منبهر): إيه ده؟ حضرتك المذيعة المشهورة؟
جميلة (بغرور): أيوه أنا. وكنت عاوزة نسمة تقعد معايا تونسني، عشان خطيبي ابن وزير الداخلية جاي في زيارة.
نسمة: يا بت، متعرضيهاش جوي!
معتمد: حاضر حضرتك، تؤمري.
نسمة: يا بت انتي فشّارة جوي!
نزار (بفرحة): وانتي يا عشق، هتقعدي معانا؟
نسمة: لا، خليها تروح بيتهم، إحنا مش فاتحينها لوكاندة!
نزار: ده بيت أبوكي يا شيخة، مالك؟
نسمة: شايف يا شمش؟ أخوك بيعامل نسيبته ازاي!
شمس: بس يا نزار.
جميلة: وانتي يا شوشو، خليكي قاعدة معايا. ممكن يا بابا تكلم خالو يخلي شوشو تقعد؟
عبد الرحيم: والله عالي، بنتك بتعزم بجلب جامد كأنها لها حج هنا!
شمس: آه يا بوي، ليها، وليها كتير كمان.
عبد الرحيم (لشمس): انت واد حرام، دايمًا مخالفني!
يخرج الجد من المكتب.
الجد (غاضبًا): اخرس، جطع لسانك!
بتجول على ولدك واد حرام؟ بتسب عرض؟ وليه عرض مراتك وبنت عمك؟
انت مخليتش حاجة عفشة إلا وعملتها، لكن تيجي لحد سب الأعراض؟
(ينظر إليه نظرة حادة وينده بصوت عالي على الحراس)
الجد: صفوان!
صفوان: أيوه نعم يا حج حامد.
الجد: هاتلي مخمير وسالم وعطوهم حالًا.
صفوان: أوامر!
عبد الرحيم (مرعوب): إيه؟ بتجيب رجالتك يضربوني؟
شمس: خير يا جدي، عاوزهم ليه؟
الجد لا يرد.
الجد: جميلة، خدي البنت واطلعوا فوق.
جميلة: حاضر يا جدي.
الجد: وانته يا نزار، خد ولاد عمك وشوفولكم مكان تروحوه.
نزار: حاضر يا جدي.
(ويعلم نزار أن جده حين يغضب، لا يراه أحد)
وننتقل الآن إلى مشهد جديد…
(يتبع… مشهد عجور وأمه أسرار وزوجها نجيب،
—في مكان بسيط، نلاقي عجور قاعد، بيتمرجح بين الجوع والحزن، ويتذكر أمه أسرار
عجور (بأنين): أنا جعان يا أما…
أسرار (بحنية): حاضر يا ولدي، اهو أبوك راح يدور على شغل، وإن شاء الله هيشتغل ويجيب لنا أكل.
عجور (متألم): بس مش قادر من الجوع يا أما…
أسرار (تفكر): أقولك إيه… أنا هروح لخالتك، أجيب منها أي أكل عندها. خليك هنا، إنت بس متطلعش من الخص.
عجور: حاضر.
تخرج أسرار، تروح لأختها فادية. وبعد شوية، ترجع وهي بتبكي.
عجور (مذعور): مالك يا أما؟ بتبكي ليه؟
أسرار (وهي تمسك رجلها): أصل وأنا رايحة لخالتك، رجلي اتلوّت، ووجعتني، ومعرفتش أكمل الطريق.
عجور (بحزن): سلامتك يا أما… بس هو أنتو ليه سميتوني “عجور”؟
أسرار: أصل يا ولدي، كل ما أحبل العيل يسقط… قاموا قالولي المرة دي لو ولدتِ والعيل نزل سليم، سميه “عجور” عشان يعيش!
يدخل نجيب، جوزها، شايل لفافة في إيده.
أسرار (بلهفة): إيه يا نجيب؟ جبت أكل؟
نجيب: آه، خدو كلو.
يفتح اللفافة، فيها حتة عيش صغيرة، ومعاها قطعة جبنة متواضعة جداً.
أسرار: خد كل يا عجور.
عجور (بحسرة): ودي هتشبعني يا أما؟
أسرار: كلها بس يا ولدي، براحه عشان تشبع…
أسرار تتحدث لجوزها: هو انت ملقتش شغل؟
نجيب (محبط): كل ما أروح لحد يشغلني، يقولي: “معنديش مكان ليك”.
أسرار: طيب والعمل؟
نجيب: ده أنا حتى رحت لحامد، جوز أختك.
أسرار: طيب تعال نطلع برا الخص.
(يخرجوا هما الاتنين، وعجور يفضل قاعد، يفكر…)
عجور (يحكي لنفسه): والله يا أبوي، لازم أنتقم… لنفسي وليك، من حامد وولده عز. لازم يدوقوا المر اللي دوقوني زمان. أنا عمر الوجع مفارقني. جال وعز راجع بيه كبير ومعاه عياله… بس الانتقام هيكون في عياله، عشان الوجع يبقى أكبر!
يمسك عجور تليفونه ويتصل بصاحبه عياش.
عجور: إزيك يا عياش؟
عياش: بخير طول ما انت بخير يا صاحبي.
عجور: أنا عايزك ضروري.
عياش: من عيني يا أخويا، أطلعلك الجبل بالليل؟
عجور: لا… أنا اللي هنزلك، وأجيك بيتك.
عياش: يا فرحة قلبي، تنور الدنيا كلها!
يقفل عياش السكة، ويبص لمراته:
عياش: بقولك إيه… عجور صاحبي جاي عندنا الليلة. خلي بنتك “ملك” تجهز نفسها، يمكن تعجبه ويتجوزها.
أم ملك: من عنيا، حاضر… بس تفتكر البت هتوافق؟
عياش: بس يارب هو يرضى بيها، ولو رضي وهي قالت له آه، يبقى تاخدها وترجعوا بلدكم… تشحتوا ولا تشتغلوا خدامين.
أم ملك (بتنقلب): أنا الغلطانة اللي اتجوزتك، ودخلت بتك مدارس لحد الجامعة! كان زمانكم لسه مذلولين للناس، بيأكلوكم بجنيه ولا بقايا هدوم!
عياش: يا ستّي، أنا في مقام أبوها… وبحبها كأنها بنتي. ما أنا مبخلفش، وملك ديه غالية عليا.
—
أما في منزل حامد، الرجالة يدخلوا المكتب.
أحدهم: خير يا حج؟ أوامرنا؟
حامد (بغضب): عايزكم تاخدوا الكلب ده، وتكتفوه، وترموه في المخزن!
شمس (بدهشة): يا جدي، أرجوك!
حامد: أنا بربي ولدي، يا شمش، ما تتدخلش انت!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية اوجاع الماضي)