روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الحادي والخمسون 51 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الحادي والخمسون

رواية أسرت قلبه الجزء الحادي والخمسون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الحادية والخمسون

(أحبك )
إن كنت حبيبى ساعدنى كى ارحل عنك
أو كنت طبيبى ساعدنى كى أشفى منك
لو أنى اعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت
لو أنى اعرف أن البحر عميق جدا ما ابحرت
لو انى اعرف خاتمتى ما كنت ابتدت
اشتقت إليك فعلمنى أن لا اشتاق
علمنى كيف اقص جذور هواك من الاعماق
علمنى كيف تموت الدمعة فى الأحداق
علمنى كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق
يامن صورت ليا الدنيا كقصيدة شعر
وزرعت جراحك فى صدرى و أخذت الصبر
إن كنت اعز عليك فخذ بيدي
فانا مفتون من رأسى لحد قدمي
نوران لجاسم (نزار قباني )
……..

للحظات رمشت وهي لا تستوعب هذا الجنون ….تحاول دفعه فلا تستطيع …لا تفهم لماذا اتى …هل عرف يا تُرى …هل أخبره والده كل الحقيقة ..؟تمنت الأ يكون قد فعل ..فكرت بدون تركيز ثم اغمضت عينيها وهي تستلم لشوقها له …كم حلمت به …تمنت ان يأتي إليها لتعانقه فقط …انسابت الدموع من عينيها وهي تحاوط ظهره بذراعيها ..لقد افتقدته ….عرفت انها لم تعرف الحب من قلبه ولن تعرفه بعده…فسيف هو الرجل المناسب …هو رجلها ….رجلها الذي لن تسمح لأي أحد ان يؤذيه …وعندما اقتحمت تلك الفكرة عقلها وجدت نفسها تفتح عينيها بصدمة …رباه ماذا تفعل …كيف تضيع كل جهودها بتلك الطريقة الغبية …هل تريد لمعاذ ان يؤذي حبيبها …هل هي بهذا الغباء !!!!
رفعت يديها وهي تدفعه عنها بقوة ..ابعد شفتيه عن خاصتها ولكنه لم يبتعد عنها بل حاصر خصرها وهو يقربها منه …بينما ابتعدت بوجهها عنه وهي تقول بلهاث:
-ايه اللي انت بتعمله ده …امشي من هنا يالا …امشي !!
-لا !
قالها بكل هدوء .لتعبس وهي تقول :
-يعني ايه لا …أنا بقولك روح …أنا مش عايزاك …روح هو مش عافية…احنا اتطلقنا خلاص. ..انت رميت عليا يمين الطلاق …أنا دلوقتي مش بحللك. …..
ثم نظرت الى ذراعيه الذان يحاوطانها وحاولت التحرر منهما وهي تقول بضيق :
-شيل ايديك عني اللي بتعمله ده ميصحش …أنا مش مراتك عشان تعمل كده !!!
-انا رديتك !
قالها ببساطة وهو يجذبها اكثر ويقبل خدها….توسعت عينيها برعب وهي تضربه على ذراعيها ليفلتها وهي تقول بإختناق:
-رديت مين ؟!هي لعبة …احنا اتطلقنا…وانا مش موافقة على ده ….
-للاسف مفيش في إيديكي حاجة تعمليها …أنا رديتك !!!
نظرت إليه بضيق وقالت :
-هخلعك ….
-وانا مش هسمح ليكي حتى تطلعي من البيت …
حاولت بغضب ان تبعده عنها كانت الدموع تنهمر من عينيها وهي تقول بإختناق ؛
-امشي لو سمحت أنا مش عايزاك…افهم انا مش عايزاك !!
كان ينظر اليها بشفقة على حالتها …كم عانت حتى تحميها …عاشت برعب هنا فقط كي لا يؤذيه معاذ…لن ينسى ابدا ان مياس أحبته لتلك الدرجة !!

-أنا اسف…آسف …
قالها فجأة لتتوقف عن محاولتها التحرر وتنظر إليه بحيرة فيرد :
-أسف ليكي عشان رغم اني وعدتك اني عمرك ما هسيبك اتخليت عنك للمرة التانية …
رمشت وهي تشعر بالغباء …كانت حقاً لا تفهم أي شئ …متى تخلى عنها …
رفع كفه ولمس وجنتها وقال :
-اتخليت عنك أول مرة بسبب مشاكل والدي ووالدك …مسألتش عليكي رغم أنك كنتِ قريبة مني …وتاني مرة لما مفهمتكيش وسيبتك تبعدي غني وانا كان لازم وقتها امنعك تطلعي من البيت اصلا …أنا آسف يا مياس اني خذلتك مرتين بس اوعدك مش هتتكرر ….
-امشي لو سمحت …
قالتها وهي تبكي ليضع جبينه على جبينها ويقول ؛
-انا عرفت كل حاجة …مستحيل أسيبك تواجهيه لوحدك …أنا هقتله …
ارتعبت وهي تسمع كلماته تلك …رباه تتذكر أن سيف كاد ان يموت مرتين بسببه …لا لا …هي لا يمكنها ان تفعل هذا به…ليس بعد كل هذا …
أخيرا وبكل قوتها دفعته وهي تقول بإرتجاف:
-امشي …امشي من هنا …أنا مش عايزاك …مش عايزاك …خلي عندك كرامة وامشي أنا مش هدخلك بيتي
ابتسم لها وقال؛
-انا مش هستسلم يا مياس…هفضل تحت بيتك واقف لحد ما تسمحيلي تدخل …انا مش هتحرك من هنا مش هسيبك لوحدك …
-هتقعد قد ايه يعني ..يوم ..يومين شهر …برضه مش هستسلم …
لمس وجنتها وقال وعينيه تبرق لها وقال ؛
ذهقعد لحد ما تستسلمي وتيجي تحضنيني ….
ثم استدار وذهب تاركاً اياها.تنظؤ الى اثره بذهول …رباه…ألن يكف عن جنونه….اغلقت هي الباب بينما تضع كفها على قلبها وتتنفس بإرتجاف ….
..
بعد وقت طويل …
كانت الساعة قاربت لمنتصف الليل وكانت هي ما زالت خلف ستار النافذة تنظر إليه بينما هو واقفاً أمام السيارة يستند عليها بينما يرفع رأسه وينظر الى النافذة مبتسماً وكأنه يراها …رباه معاذ يأتي هنا ماذا إن راه هذا المجنون….
امسكت هاتفها وهي تتصل به …

رن هاتفه في جيبه ليخرجه وهو يبتسم ثم يضعه على اذنه وهو يرفع عينيه للنافذة ويقول :
-نعم يا فراشة اتفضلي …
-امشي يا سيف …ابوس ايديك امشي ….
قالتها ودموعها تنساب من عينيها
هز رأسه وقال:
-مستحيل امشي ومستحيل أسيبك يا مياس ….أنا هفضل هنا لحد ما تقرري تعطفي عليا وتطلعيني …غير كده أنا مش همشي ….
-يا سيف ابوس ايديك !
قالتها بإختناق وهي ترتجف بقوة فعبس هو لتكمل :
-لو شافك هيقتلك ….
-هو بيجي هنا ؟!
قالها بتحفز لتهز رأسها وتهمس :
-شوفته تحت التراس مرة ..معناه بيحوم هنا كل شوية …لو سمحت يا سيف امشي …لو سمحت عشان خاطري …هو اذاك مرتين …مش هقدر اتحمل لو حصلك حاجة تاني والله هموت …أنا هنا عشان عارفة انه مش هيقدر يعملي حاجة عشان …
-متقوليش عشان بيحبك !!!!هو اذاكي برضه !!
قالها بغيرة لتهز رأسها وهي تمسح دموعها :
-لا مش عشان بيحبني…أنا عارفة انه عمره ما حبني …بس هو مش مصدق اني بعد ما تشوهت برفضه برضه …هو متقبلش الرفض عشان كده بقا اذيتي هوس ليكي …ومقتلي المرة دي فيك يا سيف …فعشان خاطري امشي
هز رأسه وقال:
-مش هتواجهيه لوحدك ..مش هسمح ده ..أنا هواجهه معاكي مش هسمح ليه يأذيكي ….
-يالهووي عليك وعلى عنادك انت بتقول ايه …يا سيف ابوس ايديك امشي …امشي عشان خاطري لو بتحبني فعلا امشي ….
هز رأسه بعناد وقال:
-بحبك اكتر من حياتي بس لا خليه يجي يواجهني وانا المرة دي مستعد ليه…..
تنهد واكمل ؛
-متحاوليش يا مياس أنا مش هستسلم ولا همشي هنواجهه سوا …
أطرقت برأسها ودموعها تنساب بقوة بينما القلق ينهش قلبها
-ربنا يستر…
همست بها ليسمعها هو ويقول :
-تعالى يا مياس …انزلي احضنيني…وحشتيني اووي ….
لم تجعله يعيد طلبه بل ركضت نحو الاسدال الخاص بها ثم اخذت المفاتيح وهي تخرج من المنزل ….نزلت الدرج بسرعة وتوقفت امام مدخل العمارة وهي تجده امام سيارته فاتحاً ذارعيه منتظرها كما كان منتظرها دوما …اندفعت هي نحوه واندفعت بين ذراعيه لتضمه بقوة بينما الدموع تنهمر من عينيها …
ضمها اكثر إليه وهو يقبل رأسه بينما لمع بريق الدموع بعينيه وهو يقول :
-حبيبتي …حبيبتي ….وحشتيني اووي …
تمسكت به وهي تبكي كانت تعانقه فقط …دون اي كلام …
ومن بعيد كان معاذ يقف…يمسك السكين الذي اراد ان يقتل سيف بها منذ ان راه واقف هنا …كان يضغط على حد السكين بقوة حتى انهمرت الدماء من كفه بينما الدموع تتساقط من عينيه والغيرة تشتعل داخله !!
………..
وقفت أمام باب غرفته وهي مترددة ترفع كفيها لتطرق الباب ولكنها تتراجع وتنزل كفها بينما تزدرد ريقها بصعوبة ….تتذكر صدمتها عندما اخبرها شقيقها بقدومه….أخبرها انه سيأتي مع والدتها وجيلان ليقضيا يومين ….لقد حجز مسبقاً في احد الفنادق لهما …كانت تريد أن تخبر جاسم بهذا لتعرف كيف يريدان ان يخبرا أمجد بقرار طلاقهما…
تألم قلبها وهي تستوعب حقيقة أن سوف تتطلق …
انهمرت الدموع بعينيها وهي تهمس:
-انا هعمل ايه دلوقتي ….ازاي هتطلق منه وانا يحبه للدرجادي …ازاي هقدر اعيش من غيره…ازاي هتحمل اشوفه مع غيري …ده هيكون الموت بنفسه بالنسبالي !
ولكنها مسحت دموعها وهي تهمس لنفسها بغضب :
متبقيش أنانية …أنتِ السبب في ده كله ؟!!انتِ اللي غلطتِ ..هو معملش حاجة غير انه حبك …عمل المستحيل عشان يسعدك …استناكي وطلبك وانتِ اللي كسرتِ قلبه….بعد ده كله مستخسرة فيه يكون سعيد …انتِ انسانة أنانية…عايزاه يبقى مع واحدة زيك …هو يستاهل الاحسن منك بكتير …لازم تساعديه يتخلص منك …هو باين عليه بيحبها وانتِ العائق الوحيد …يمكن لما تساعديه يسامحك في اللي عملتيه وتعيشي حياتك من غير ما تتعذبي بذنبه …
مسحت دموعها بقوة من عينيها وهي تستجمع شجاعتها ثم تطرق الباب بهدوء ….
-أدخل …
أتاها صوته من الداخل …ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تدير المقبض وتلج الى الغرفة بينما قلبها يصرخ داخل صدرها
كان يجلس على فراشه…يطالع هاتفه عندما ولجت هي ….رفع عينيه وهو ينظر إليها …كان ملامحها مرتبكة بينما عينيها ذابلتان …فركت كفيها بتوتر ليعبس ويقول :
-فيه حاجة يا نوران …
-كنت حابة اتكلم معاك شوية ….
-تعالي اقعدي …
ثم أشار لها لتجلس بجانبه على الفراش …
بهدوء اتجهت وجلست بجواره …نظر إليها وهو يعطيها إهتمامه …بينما أطرقت برأسها وبدأ اللون الاحمر للزحف لبشرتها من فرط.خجلها عندما ادركت كم هي قريبة منه ….ابتلعت ريقها وهي تشيح بعينيها عنه …لا تريد ان تنظر إليه فيخفق قلبها أكثر من هذا ….
-اتفضلي كنتِ عايزة تقولي ايه ؟!
قالها بهدوء وهو يضع الهاتف الخاص به جانباً
..
-أنا كلمت أمجد عشان اقوله عن موضوع الطلاق …بس مقدرتش اقوله عشان
قالتها بتوتر وهي تنظر لملامح وجهه الواجمة…نظر إليها بضيق وقال؛
-ليه كلمتيه دلوقتي …دي حاجة متتقالش في التليفون …أنا شايف نصبر شوية …أنتِ ملكيش دعوة بالموضوع ده ..أنا اللي هقوله في الوقت المناسب …
هزت رأسها وهي تقول :
-لا مش شايفة أننا نستنى اكتر …انت وقفت حياتك بما فيه الكفاية ….وبنت الناس اللي مفروض تتجوزها انت اديتها وعد ولازم تتجوزها حرام تعلقها مدة طويلة عشاني ….عيش حياتك يا جاسم ….هو أمجد كدا كدا جاي وانا هكلمه على الطلاق…
-نوران بس اسمعيني ..
لم تتحمل اكثر وانهمرت دموعها وصوتها يختنق وهي تقول :
-ابوس ايديك انت اسمعني ….لو سمحت كفاية عذاب لحد كده …أنا غلطت في حقك واستحق الموت …بس ده والله اصعب من الموت …خليني ارتاح بالمر…متدنيش أمل أنك متمسك بيا عشان في النهاية هتسيبني ….انت مش هتقدر تسامح ولا تنسى وانا مش هقدر افضل معاك اكتر من كده وانا….وانا ….
اغمضت عينيها وخرج نشيج حار من شفتيها وهي تقول بصوت متقطع :
-وانا..بحبك …أنا بموت وأنا عارفة مستقبل علاقتنا ايه …انت هتحب وتتجوز وهتسيبني ومش بلومك والله ده حقك…ده انت كمان عملت معايا واجب لما سترتني ..بس مش هقدر اتحمل اكتر من كده اني افضل معاك مدة أكبر لاني وقتها هترجاك حتى لو تخليني على ذمتك بأي شكل …انهي عذابي وعذابك.وخلينا نتطلق …
-نوران !
قالها جاسم بشفقة لتهز رأسها وهي تقول بنبرة مخنوقة بفعل البكاء …
-لا لو سمحت …ابوس ايديك متقولش أي حاجة …بس نفذ اللي بقولك عليه ..خلينا نطلق وانا متنازلة عن كل حاجة ….كل حاجة مش عايزة منك مليم …أنا لو عوزت منك حاجة هعوز بس أنك تسامحني على أي حاجة عملتها وتعرف اني عمري ما كان قصدي أذيك …وبتمنى يكون عقابي ده كافي عشان ربنا يغفرلي اللي عملته…وآني حتى لو موتت ادخل الجنة …
اشاح بوجهه عنها وهو يشعر بالإختناق وقال:
-طيب هنكلم اخوكي لما يجي عشان إجراءات الطلاق ….متقلقيش …مادام عايزة تتطلقي مني هطلقك !!.
هزت رأسها وهي تمسح دموعها ثم نهضت وهي تغادر الغرفة كأنها خسرت آخر معاركها والآن ذاهبة لغرفتها لكي تخفي تداوي جروح هزيمتها

بعد ان ذهبت اغمض عينه بقوة وهو يشعر بالضيق …يشعر بالتشتت …رغبته الكبيرة ان يسامحها لانه حقاً يحبها …مهما انكر …مهما قاوم..حبها كالإعصار لا يمكن مقاومته وبين غضبه منها ….جرح قلبه …حائر هو بين الغفران والمضي قدماً….ولكن يبدو انها بيدها قد خطت كلمة النهاية لعلاقتهما …فهي من تصر على الطلاق ….زفر بضيق وهو ينهض ليسير في الغرفة …جميع المشاعر تموج داخلها…مشاعر مجنونة نادرة لم يختبرها من قبل ….لم يجعله احد يشعر بتلك المشاعر كما جعلته نوران يشعر …فهل يلغي مشاعره ويتزوج من حورية التي لا يشعر نحوها بأي مشاعر…هي ليست اكثر من امرأة مناسبة ..تسمع كلامه وستفعل ما يريد دون اي نقاش …جاسم يعرف نفسه ما ان يتزوجها لن يظلمها سوف يعطيها جميع حقوقها. ..ولكن الشئ الوحيد الذي سيفشل في إعطاؤه لها هو قلبه …قلبه الذي بكل أسف لم يسترده من نوران بعد .
آه !!!
قالها بتعب وهو يتسطح على الفراش يضع ذراعه على وجهه…يرغب في ان يرتاح …ألا يفكر …ان يكون سعيد لمرة واحدة بحياته!
……
أغلقت باب الغرفة وهي تجلس على الأرض بينما الدموع تنهمر من عينيها …كان صوت بكاؤها مرتفع قليلاً بينما تضع كفها على قلبها …رباه متى سترتاح…قلبها يؤلمها بقوة …كانت تضع كفها على عليها وتربت عليه. .ترغب في تهدئة آلامه ….
مسحت دموعها وهي تنهض …هي تعرف ما تفعل….
….
خرجت من الغرفة متجهة الى الحمام ….
……
بعد قليل كانت قد ارتدت الاسدال وصلت ركعتين لله ثم أمسكت المصحف الخاص بها….كلما شعرت بالحزن ..كلما تألمت او توجع قلبها كانت تلجأ للقرآن فكان خير دواء لقلبها الجزع…
فتحت المصحف وبدأت القراءة والدموع تنهمر من عينيها دون توقف …
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالضُّحَى ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ۝ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ۝ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى ۝ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ۝ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ۝ وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى ۝ وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى ۝ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ۝ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحدِّثْ
صدق الله العظيم ..
أغلقت المصحف وهي تضمه وتبكي …
-يارب اجبر بخاطري يارب …يارب اديني القوة عشان امشي واطلع من حياته…يارب اسعده في حياته الجديدة …وخليها تفرحه …جاسم يستاهل السعادة …ويارب أجبر بخاطري أنا
………..
في اليوم التالي
ارتعشت وهي تمسك كف يوسف …كانت الدموع تنهمر من عينيها …كانت تشعر بالإختناق وهي تقف أمام قبر ابنها معتز ..كان يوسف ينظر اليها بشفقة …مهما بدت ماجدة سعيدة …فقلبها ما زال يتألم من أجله ….
جلست بجوار القبر وهي تخرج مصحفها وتدعو له …ثم بدأت بقراءة القرآن والدموع تنهمر .بغزارة من عينيها بينما شقهاتها تنفلت من فمها من شفتيها ….جلس يوسف بجوارها وهو يمسك مصحفه ويقرأ هو أيضا …..صحيح لا يعرف الفتى ولم يراه من قبل الا في الصور ولكنه بالفعل احبه من حديث والدته عنه …كما أنه أشفق على ماجدة…ففقدان طفلها لابد انه كان مدمر بالنسبة لها ….الموت ككلمة مخيفة عندما يتعلق الأمر بمن نحب والامر مشابه له …فهو لم يكن يهاب الموت الا بعد دخول ماجدة ومحمد لحياته وهو اصبح مرتعب ان يخسر عائلته …لهذا خاض حروباً من اجلهما حتى انتصر ولو عاد به الزمن سيخوضها مرة أخرى …سيخوض حروب حتى النهاية لحماية عائلته الجديدة ..عائلته التي يحبها !

انتهت من قراءة القرآن ووضع المصحف جانباً ثم بدأت بالدعاء…كانت الدموع تنهمر من عينيهاون توقف ….

-يا حبيبي يا معتز …يا حبيبي يا بني …بعد كل السنين دي مش قادرة انسى …مش قادرة …
قالتها ماجدة وهي تتلمس قبر ابنها بينماالدموع تنفجر من عينيها…وضع يونس المصحف جانباً وهو يتلمس كتفها ولكنها بدت بعالم آخر وهي تبكي بحرقة ….تبكيه كأول يوم مات فيه وكأن جرح فراقه لم يبرأ بعد
-انا السبب يا بني…أنا السبب يا معتز …أنا اللي بإيدي قتلتك …أنا …
-وحدي الله يا ماجدة …
قالها يوسف بألم وهو يراها بتلك الحالة …لم تسمعه من الأساس وهي تبكي بقوة …بقوة لدرجة انه خاف عليها …فقد بدت على حافة الإنهيار ..
-ماجدة كفاية ارجوكِ
قالها بخوف وهو يرى حالتها تلك ولكنها لم ترد وهي مستمرة فى البكاء …
جذبها ليضمها برفق وساعدها على النهوض وهو يحتضن جسدها الذي يختض بين ذراعيه …قبل رأسها وهو يقول بلطف:
-خلاص يا حبيبتي كفاية …ادعيله وادعي ربنا يصبرك ..هو ملاك في الجنة بإذن الله ….هو في مكان احسن من هنا بكتير
….
-حاسة اني مكنتش أم كويسة ليه!
قالتها ماجدة ودموعها تنهمر بغزارة …الذنب يحرق قلبها وهي تفكر لو فقط ابتعدت عن حياة لطيف في الوقت المناسب لم يكن ليحدث هذا …لو هربت كان ليكون ابنها على قيد الحياة الآن …نظرت الى زوجها وهي تقول بنبرة مختنقة :
-لو كنت بعدت مكانش ده حصل …كان معتز كان هيبقى عايش …بس أنا طمعت ودي اخرة طمعي ….
شدها يوسف اليه وهو يضمها ويقول برقة :
-أمر الله ونفذ يا حبيبي … معتز في مكان احسن دلوقتي ….ربنا بيختبر دايما صبر المؤمن
وضعت كفيها على وجهها وهي تبكي انها تتألم كلما تذكرت كيف مات صغيرها …كيف تم قتله بسبب عمل والده ضميرها دوما يجلدها …لا يرحمها …
-أنا السبب …أنا السبب…
قالتها بإختناق وهي تبكي
نظر إليها يوسف بشفقة…هي كلما تأتي هنا تكون بتلك الحالة اليائسة …كانت دوماً تذهب بمفردها ولكن اليوم هو أصر ان يأتي معها …فالحالة التي كانت تأتي دوما بها من عنده لم تكن مطمئنة أبداً. لذلك اتى معها الآن وتوجع قلبه وهو يراها بتلك الحالة….
أمسك كفها وهو يمسح دموعها ويقول بهدوء:
-خلينا نمشي…
…..
في سيارة يوسف
أمسك كفها وقبله بعمق بينما ما زالت تشهق من البكاء ..نظر إليها بلوم وقال؛
-تفتكري هيكون مبسوط وانتِ بالحالة دي …ماجدة ليه محملة نفسك ذنب مش ذنبك …معتز عمره انتهى ..
امر الله ونفذ والحمدلله على كل حال واللهم لا إعتراض …فهوني على نفسك شوية يا حبيبي
-الحمدلله .. الحمدلله …
تمتمت وهي ما زلت تبكي ليمسح دموعه برفق ويقول :
…بعدين ليه مشيلة نفسك الليلة كلها …ليه حاطة على نفسك الذنب كله …ابوه هو اللي كان تاجر مخدرات …ودوول كانوا اعداء ابوه…مش اعداءك يعني انتِ ملكيش دعوة …ليه بتحملي نفسك ذنب ….يعني دوول مكانوش اعداءك انتِ
نظرت إليه وهي تمسح دموعها وقالت:
-انا سكتت على اللي الظلم…كنت عارفة بيعمل ايه وسكتت …لو كنت بعدت …..
-كان برضه هيحصل كده…أصل ده قدر ومحدش بيهرب من قدره يا حبيبي…وبعدين يعني لو كنتِ بعدتي مكانوش هيأذوه في ابنه …مكانوش هيقدروا يوصلوله يعني ….لا عادي …دول ناس جبارة…اللي حصل محزن جدا عارف احساسك كأم صعب بس متلوميش نفسك على كل حاجة …اعرفي أن اللي حصل مع معتز قضاء وقدر وان عمره انتهى…اتفقنا …
هزت راسها والدموع تنهمر من عينيها ليبتسم وهو يمسح دموعها ويقول:
-اي رأيك بما أننا سيبنا محمد عند جارتك نستغل الفرصة دي ونروح ناكل آيس كريم ؟
هزت رأسها موافقة بإبتسامة رائعة
…….
في المساء …
في عيادة إبرام …
ولجت ماريانا للعيادة وهي تعطي ابرام ابتسامة لطيفة ولكن فجأة تجهم وجهها وهي تراه …وجدت نفسها تقول بحدة :
-ده بيعمل ايه هنا ده…ممكن تفهمني يا إبرام !!!
ارتبك جورج وهو ينظر إليها …ولكن رغم الإرتباك والقلق داخله كان ينظر إليها بإشتياق…رباه لقد افتقدها كثيرا…حبيبته…لقد عاقبته بقسوة عل ما فعله…فانقلبت الآية واصبح هو من يطاردها الآن .. هو من يحبها بقوة الآن .. صحيح هي احبته أولا ولكن حبه هو كان أقوى …هو الآن متأكد انه يحبها أكثر مما تحبه…
-ماريانا ممكن تهدي …
قالها إبرام بلطف …
نظرت إليه بصدمة وقالت بإختناق:
-اهدى ازاي يا ابرام …قولي دلوقتي ايه اللي جاب ده هنا ….
تنهد ابرام وهو ينظر لجورج المتوتر وابتسم له ليهدئه وهو يقول :
-ماريانا انتِ بتثقي فيا صحيح ؟! …
نظرت إليه ماريانا وكأن كلمته ساحرة حقاً إذ سكنت ملامحها وهي تهز رأسها وتقول :
-أيوة يا إبرام بثق فيك جدا ..
وكأن تلك الكلمة البسيطة كانت كالخنجر الذي طعم قلب جورج ….كان عقاب لم يقوى على تحمله شعر وكأن تم استبداله …الأمر ليس وكأن يشك بإبرام …او يشعر بالغيرة الشديدة منه …الأمر أسوأ من هذا …لقد خسر ثقة ماريانا ..حبها …واحترامها ويالها من خسارة كبيرة ..أسوأ خسارة عايشها بحياته…اراد ان يقترب منها …يتوسل إليها ان تسامحه مستعد أن يفعل أي شئ ليداوي جروح قلبها فقط لتعطيه فرصة ……
نظر إليها بألم وهي تعطي اهتمامها لإبرام وكأن ليس لوجوده أي اهمية ….
-انا قولتلك يا إبرام أنا بثق فيك فلو سمحت قولي ده بيعمل ايه هنا؟!اصله لو هو هيقعد أنا همشي…..
وبالفعل كانت تتجه إلى الباب لتذهب…لن اتحمل ان تبقى معه بمكان واحد …
-استنى لو سمحتي يا ماريانا …ممكن تديني فرصة اتكلم …قولتي أنك بتثقي فيا…اديني فرصة على الأقل اتكلم …
استدارت ونظرت إليه وهي تربع ذراعيها بينما تقول ببرود :
-اتفضل اتكلم وقول هو هنا ليه؟!لو جايبنا عشان تصالحنا على بعض انسى !!
..
ضحك إبرام وقال:
-أنا دكتور نفسي يا ماريانا مش مصلح اجتماعي …ولا يا ستي مش جايبكم أصالحكم على بعض خالص …الحكاية ان جورج كمان بيتعالج عندي ….
-طيب وده ايه علاقته بيا …ده ميعاد الجلسة بتاعتي خليه يمشي ….
تبادل كل من جورج وإبرام النظرات بينهما ثم قال إبرام :
-ما هو مينفعش. ..
رفعت حاجبيها وقالت:
-وليه مينفعش ان شاء الله ؟!!
-عشان جورج هيتعالج معاكي …انتوا الاتنين في جلسة واحدة …يعني بمعني جلسة تتكلموا فيها انتوا الاتنين عشان تصلحوا اللي بينكم …
-انا اكتفيت !!!
قالتها بغضب وهي تخرج من الغرفة ليخرج إبرام خلفها ويقف بوجهها ويقول :
-أنت لسه بتحبيه متنكريش ….
-لا…
كادت ان تنكر بإرتباك الا انه قاطعها وقال:
-كدكتورك النفسي لازم تقولي كل الحقيقة يا ماريانا …أنا هنا عشان اساعدك…
ابتلعت ريقها وهمست:
-حبه بيأذيني …
هز رأسه وقال:
-الحب عمره ما كان مؤذي يا ماريانا …تصرفاته هي اللي كانت بتأذيكي ..وهو هنا عشان يتخلص من التصرفات دي ….وانتِ ساعديه زي ما هو هيساعدك
.سكن غضبها ليبتسم ويقول :
-انتوا الاتنين غلطتوا يا ماريانا يمكن مش بنفس الدرجة بس منقدرش ننكر ان كان فيه غلط مشترك ما بينكم ….حاولوا تقعدوا مع بعض ..تتكلموا بكل صراحة وتشوفوا ايه اللي وصلكم للمرحلة دي ….
مسحت دموعها التي انسابت من عينيها ليبتعد قليلاً ويقول :
-ها ندخل…..
هزت رأسها وهي تستدير عائدة للغرفة بينما نظر إليها هو براحة ونصر …ربما هذا هو بداية الطريق الذي سيجعلهما يعودان لبعضهما …..
…..
جلس الأثنان بجانب بعضهما…هي تطرق برأسها بينما يُغطي شعرها كامل وجهها بينما هو ينظر إليها والأشتياق يقتله من الداخل …تمنى في تلك اللحظة ان يعانقها …يعانقها فقط ولكنها بدت بعيدة كبُعد النجوم …رباه لو تعرف كم يحبها …هو يحبها بطريقة لم يحب أحد بها من قبل
-ها يا جورج حابب تبدأ انت ….
قالها ابرام بلطف ليقول جورج :
-اقول ايه ؟!
هز ابرام رأسه وقال:
-قول أي حاجة تخطر في بالك …اتكلم عن علاقتك بماريانا ايه اللي بتمثله ليك
نظر جورج لماريانا وقال:
-هي حياتي اللي انا خسرتها بغبائي …لو بتمنى حاجة بتمنى الزمن يرجع بيا والمرة دي هتمسك بيها وعمري ما هخسرها !!!
………..
بعد يومين ….
-هتخليني اعوم ولا لأ عشان أعمل حسابي واخد بوكيني معايا ولا هتحبسني في الشالية ….
قالتها جيلان وهي ما زالت تشيح وجهها عنه بغضب …لم تسامحه كليا رغم كل ما فعله هي لن تنسى ابدا انه صفعها وكسر كبرياؤها ….
ابتسم بحنان لها ثم قرب وجهه منها وقبلها وهو يقول:
-يا باشا خد اللي عايزه …احنا كده كده في شالية عاصي الخاص والشاطئ بتاعه خاص متقلقيش …يالا بس عشان منتأخرش …الطريق طويل ….
-طيب
قالتها بهدوء وهي تستدير لتذهب ليمسك خصرها ويدغدغها قائلا:
-يا ولد يا تقيل…
استدارت وهي تنظر إليه بصدمة …لم تصدق ان يصدر منه هذا التصرف …
-انت ايه اللي عملته ده ؟!
قالتها بصدمة ليعبس ويقول :
-عملت ايه ؟!
ربعت يديها وهي تقول :
-أمجد انت انسان محترم متطلعش منك التصرفات دي ابدا !!
ضحك وقال:
-تصرفات ايه يا حبيبتي انتِ مراتي يعني طبيعي أتصرف معاكي بالشكل ده مفيش بيننا تكلفة او خجل .
هزت كتفها وقال :
-بصراحة مش متعودة عليك بالشكل ده …
غمز وقال :
-ولا تقلقي يكرة تتعودي يالا روحي جهزي كل حاجة مش عايزين نتأخر…
هزت رأسها وهي تستدير مرة أخرى ..كاد ان يكرر فعلته مجددا ويمسك خصرها الا انها ركضت خارج غرفته ليضحك هو بقوة …
…….
كانت أخيرا قد جهزت كل شئ ..واستعدا للسفر…قرر أمجد ان يسافر بسيارته…فهيأ السيارة جيدا …احضر الشطائر والعصير للطريق…جعل والدته تجلس بالخلف لكي ترتاح جيدا وجيلان حلست بجواره وهي تمسك هاتفها تلعب أحد الألعاب الإلكترونية(لعبة جنون الطبخ )…
اما أمجد فكان منهمك في القيادة وهو يفكر ان تلك فرصة له ليسعد جيلان ..يعترف انه قد قسى عليها في الفترة الأخيرة …جعلها تشعر بالقهر وان ليس لها أي سند وهو سوف يغير تلك الفكرة تماماً ..سوف يجعلها تقتنع انه يحبها …وانه هو عائلتها الوحيدة وانه سوف يكون دوما سند لها …لن يؤذيها مجدداً…نظر إليها مجددا وهو يفكر انه حقاً يعشقها ….
……
بعد ساعات السفر الطويلة كان قد وصلا أخيرا بعدما الليل اسدل ستائره….

في البيت الصيفي… …
-انا بجد تعبانة اووي ….
قالتها جيلان بإرهاق وهي تفرك عينيها فهي لم تنام جيدا بينما قالت دلال :
-انا رايحة انام يا ولاد في اوضتي وزي ما اتفقنا أنا وانتِ يا جيلان هنكون في اوضة وأمجد في الاوضة التانية …
هزت جيلان رأسها وهي تتثاءب وتقول :
-انا هاكل أنا وأمجد وأجي انام علطول
هزت دلال رأسها وهي تتجه لغرفتها لتقول جيلان :
-مش هتيجي تاكلي يا ماما دلال ..
هزت دلال رأسها وهي تقول بنبرة متعبة :
-انا مش قادرة افتح عيني يا أولاد كلوا انتوا …
ثم اختفت بغرفتها ….اخذت جيلان حقيبتها وقالت لأمجد:
-هاخد أنا شاور سريع وبعدين اطلع بواقي الساندويتشات والعصاير واضبطها عشان ناكل ماشي …
هز هو رأسه وهي يفرك عنقه بتعب لقد اخذ الطريق وقت طويل خاصة بعد توقفه في وقت كل صلاة ليصلي هو ومن معه كان الامر قد تسير له بمهارة فقد كان هناك استراحتين. ..ثم مسجدين ….وبهذا قد صلوا كل الأوقات ….
….
بعد قليل ….
كان قد تحممت جيلان وهو أيضاً وجلسا الاثنين امام التراس بالبيت الصيفي يتناولان الطعام..
تنفست جيلان رائحة البحر بسعادة وقالت :
-الله الجو جميل هنا … جميل اووي….المكان هنا يخليك مبسوط بطريقة غريبة
ابتسم أمجد لها وقال بهدوء :
-ايه رأيك لما نتجوز نقضي شهر العسل هنا ؟!
رفعت عينيها وهي تنظر إليه بخجل فأكمل:
-أوعدك بس نتجوز هنيجي هنا تاني بس المرة الجاية لوحدنا وفي الشالية بتاعنا الخاص …
…..
في اليوم التالي ….
استيقظوا وتناولوا طعام الإفطار ثم اتجهوا الى منزل جاسم …كانت دلال سعيدة لانها أخيرا سوف نرى ابنتها…لقد اشتاقت لنوران كثيراً…رغم طول لسانها الا انها حقا تحبها ولم تنكر ان نوران رغم كل شئ هي المفضلة لديها …من دللتها اكثر من أي شخص آخر …..
….
أخيرا وصلا للمنزل خرجوا محملين بالهدايا السعادة مرسومة على وجوههم ..
بعد وقت ليس بقصير …وبعد عناق المحبة التي نالته نوران من الجميع والتي حاولت هي وجاسم رسم الابتسامة على وجوههم حتى يتناولوا اهلها الطعام .
وبعد حصولهم على واجب ضيافتهم بالكامل .. جلست نوران على الأريكة امام اخيها وهي تقول بخفوت :
ا-أمجد أنا عايزة اتطلق!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock