روايات

رواية حكاية ليل الفصل الحادي عشر 11 بقلم رانيا الأمين

رواية حكاية ليل الفصل الحادي عشر 11 بقلم رانيا الأمين

رواية حكاية ليل البارت الحادي عشر

رواية حكاية ليل الجزء الحادي عشر

حكاية ليل
حكاية ليل

رواية حكاية ليل الحلقة الحادية عشر

زين ووواضح عليه القلق بصراحه كده : “لازم تدخل قلب مفتوح.”
مصطفى كان واقف قعد مرة واحدة ع الكرسي من الصدمة.
مصطفى مش قادر يتكلم، صوته طالع ضعيف وهو بيبص لزين:
ـ “عايز أشوفها يا زين…”
زين بصله بحزن وهز راسه، وفعلاً دخله ليها.
كانت ليل نايمة على السرير، موصلة بالأجهزة، صوت الأجهزة بس هو اللي مالي الأوضة… مفيش نفس، مفيش صوتها، مفيش ضحكتها.
مصطفى قرب منها، عينيه غرقت دموع، ركع جنب السرير، مسك إيدها وباسها، وباس رجليها وهو بيبكي بحرقة:
ـ “قومي… بالله عليكي قومي، متسيبنيش، انتي روحي، انتي كل حاجة.”
زين وهو شايف المنظر ده قلبه وجعه، خاف عليه، قرب منه وقال بحزم حزين:
ـ “كفاية يا مصطفى، لازم تطلع، ليل محتجالك قوي، محتجالك تبقى سندها، متضعفش كده… هي لازم تدخل العمليات حالًا.”
مصطفى بصله بعيون متكسرة:
ـ “خد بالك منها يا زين، بالله عليك…”
ـ “هو إيه اللي حصلها فجأة كده؟”
زين حاول يهدّيه:
ـ “في ستات بيحصل معاهم كده مضاعفات بعد الولادة، القلب بيتأثر، خاصة لو كان فيه مشكلة بسيطة أصلاً. الحمل والتعب اللي مرت بيه زودوا الحمل على القلب.”
وبنبرة حزينة حاسمة:
ـ “اطلع يا مصطفى، متقوليش دي مراتك، دي أختي قبل أي حاجة.”
مصطفى طلع، والكل برة في المستشفى قاعد في صمت قاتل.
زين الصغير بيعيط، ونغم بتحاول تهديه. خادته معاها هي ويارا وكريم، وراحوا بيه لدكتور أطفال، كتب لهم لبن عشان تقدر نغم ترعاه.
نغم قالت وهي ماسكة البيبي بإيد والتانية بتمسح دموعها:
ـ “أنا قلِقانة أوي يا يارا…”
يارا سألتها:
ـ “زين قالك إيه؟”
ـ “مقدرش أكلمه، قاللي كلمة واحدة: خلي بالك من زين وروحي بيه… وكنت نفسي أكون معاهم أطمن عليها بنفسي.”
يارا حاولت تهديها:
ـ “لا يا نغم، زين معاه حق، الصغير دا محتاجك دلوقتي، إحنا نفضل في البيت وندعيلهم.”
في بيت مصطفى، جمعت نغم ريم وسلمى وملك، كلهم كانوا موجودين، والبيت كله حزن وسكوت. ريم كانت بتبكي بانهيار، مش قادرة تصدق اللي بيحصل.
في المستشفى، هدي قاعدة بتعيط بحرقة، ندمانة على كل كلمة قالتها لليل زمان.
مصطفى قاعد، وكريم وبيت عم ليل كلهم حواليه، الكل صامت، بس دموع مصطفى موقفتش، وكريم بيحاول يهديه:
مصطفي اخبار زين ايه..
ـ “كريم كويس، رجع البيت مع نغم ونام شوية.”
ـ “ربنا يستر… ادعيلها يا كريم، تبقى بخير؟”
ـ “متخافش، ربنا كبير.”
بعد وقت طويل، طلع زين من العمليات، شكله مرهق وتعبان.
مصطفى جري عليه:
ـ “زين! طمّني… ليل؟”
زين حاول يبتسم رغم التعب:
ـ “الحمد لله، عدّت، بس لازم تفضل في العناية… العملية نجحت، بس حالتها لسه حرجة، لازم هدوء تام حواليها.”
مصطفى قال بتوهة:
ـ “عايز أشوفها، بس مش هزعجها.”
زين:
ـ “ادخل، بس بهدوء، ولا كلمة، ولا صوت.”
دخل مصطفى، وقرب منها، كانت نايمة بين الأجهزة، لكن وشها فيه روح.
قرب منها، باس جبينها، ومسك إيدها وقال بصوت كله حب:
ـ “هتقومي يا ليل، وهتبقي زي الفل… وهنكمل عمرنا سوا، زي ما وعدنا بعض.”
برا، محمد وهدي وكل الموجودين بيستنوا الكلمة:
ـ “يا زين، طمّنا…”
ـ “ادعولها… إن شاء الله خير.”
كامل بص لابنه عاصم وقال:
ـ “أنا عايز أقول لعمك…”
عاصم رد بهدوء:
ـ “لا يا بابا… نستنى لما نطمن عليها الأول. دلوقتي مش وقت خلافات.”
في بيت مصطفى، نغم كانت بتتصل بزين:
ـ “الو، زين طمني!”
ـ “بخير… ما تقلقيش.”
ـ “طيب لازم أشوفها!”
ـ “لا، خلي بالك من زين، هو اللي هيفرحها لما تفوق، والله زين في عنيا.”
…..
بعد يومين
في غرفة العناية المركّزة، كانت الأجهزة شغالة بهدوء، صوت ضربات القلب بيرن في ودن مصطفى زي نغمة حياة بيستناها من زمان.
مصطفى قاعد جنبها، ماسك إيدها وبيبصلها كل لحظة، مش عايز يرمش، خايف يفوّت حتى نفس واحد من نَفَسها.
وفجأة…
إيدها اتحركت… حركة خفيفة جدًا.
مصطفى اتجمّد، قلبه دق جامد، قرب وشه منها:
ـ “ليل؟!”
صوتها كان ضعيف جدًا، لكنه موجود:
ـ “مصطفى…”
انهار وهو بيمسك إيدها ويحضنها بحنية مجنونة:
ـ “حبيبتي! انتي رجعتيلي! كنت بموت عليكي، ليل… كنت بموت كل لحظة!”
دموعه نزلت على إيديها، وهي بتحاول تبتسم، بصعوبة، لكن بنظرة حب نقية:
ـ “أنا… سمعتك… كنت حاسه بيك…”
ـ “وأنا كنت بدعيلك… وكنت مستني اللحظة دي، هتقومي وهتبقي زي الأول، أحسن من الأول، بإذن الله.”
دخل زين بسرعة مع الممرضة، وابتسم ابتسامة واسعة وهو بيشوف ليل فتحت عينيها:
ـ “الحمد لله يا ليل… نورتينا، رجعتي تنوري الدنيا.”
ـ “زين… أنا عايشة؟”
زين ضحك وهو بيقيس ضغطها:
ـ “وهو في حد يقدر عليكي؟ قومتي من عملية قلب مفتوح، ولسه بتضحكي! أنتي بطلة والله.”
مصطفى ماسك إيدها، مش سايبها:
ـ “كل حاجة هتبقى كويسة، ومش هسيبك لحظة تاني.”
ليل بصت له، والدموع في عنيها:
ـ “وزين؟ ابني؟”
زين طمنها:
ـ “زين في حضن نغم، زي الفل، بيضحك ومستنّي ماما ترجعله.”
ليل غمضت عينيها، ودمعة نزلت منها:
ـ “عايزه أشيله… أشمّه…”
ـ “هتشليه، وحتحضنيه، وتعيشي له العمر كله، يا أغلى أم.”
خرج زين من الأوضة، واتصل بنغم:
ـ “نغم؟”
ـ “ها زين؟!”
ـ “قومي البسي، ليل فاقت… وبتسأل على زين.”
نغم صوتها اتخنق من الفرحة:
ـ “يا رب! والله العظيم كنت بدعيلها بكل نفس… جاية حالًا.”
في بيت زين ، نغم صرخت:
ـ “لييييييل فاقت!”
ريم قفزت من مكانها، سلمى وملك بدأوا يبكوا من الفرح، يارا حضنت نغم، وكأنها كانت خايفة تنطق.
في المستشفى، دخلت نغم شايلة زين الصغير، مصطفى فتح الباب وسابهم يدخلوا.
ليل شافت ابنها… عينيها نوروا، ووشها كله فرحة نقية، نسيت الألم كله في لحظة.
ـ “حبيبي…ابني؟!”
حضنته، وبكت من الفرحة، ضمته لصدرها، وهو بصلها كأنه بيقولها “أنا كنت مستنيك”.
مصطفى بص لنغم:
ـ “ربنا يكرمك زي ما وقفتي في ضهرنا… عاجلًا غير آجلًا.”
نغم ابتسمت رغم دموعها:
ـ “النهاردة فرحة العمر… ولسه أيام حلوة جاية.”
ليل وهي ماسكة زين، قالت:
ـ “أنا مش عايزه حاجة من الدنيا… غيركم كلكم حواليا.”
زين دخل، وقال بابتسامة تعبانه لكن صافية:
ـ “بس، بقى، كفاية دموع… هنبدأ فصل جديد في حياتنا.”
مصطفى ضحك وقال:
ـ “بداية جديدة… بالأمل والحب.”
————————-
عدي اسبوع
ـ ”
في الصباح ليل رافضه تاخد العلاج والاكل
مصطفى بصراخ:
ـ “إنتي إيه؟! إزاي متاخديش العلاج ومتاكليش؟! إنتي هتضيعي صحتك بعد كل العذاب اللي شفتيه! فكّري فيا… في زين… حرام عليكي!”
ليل دموعها نازلة، بتعيط بصوت مرتعش:
ـ “ارحمني يا مصطفى… أنا تعبانة أوي…”
دخل زين وكريم بسرعة، وزعلوا من طريقة مصطفى.
زين قال بحدة:
ـ “خلاص يا مصطفى، سيبها… هي غصب عنها، أنت مش شايف حالتها؟ اللي بتعمله دا مش حل خالص.”
مصطفى اتنهد وقال بندم:
ـ “حقك عليا…”
وباس راسها بكل حنية، لكن ليل كانت لسه رافضة تاكل.
كريم قال بجدية:
ـ “ممكن تهدي كده وتسكت؟ أنا هجبّلها أكل تحبه.”
طلع هو وزين برا الأوضة.
كريم سأل:
ـ “هي بتحب إيه؟”
زين ابتسم وقال:
ـ “بيتزا… مستعدة تعيش عمرها كله عليها، بس هو (مصطفى) مش راضي يوافق.”
كريم ضحك وقال:
ـ “إنت تسمح بكده؟ مش إنت الدكتور بتاعها؟!”
نزلوا فعلاً وجابوا البيتزا، وزين جاب كمان شوكولاتة بتحبها.
دخلوا عندها، كريم قال وهو بيحاول يضحكها:
ـ “أظن بقى لما كريم أخوكي يجيبلك أكل… تاكلي؟”
ليل ابتسمت ابتسامة ضعيفة:
ـ “حاضر…”
زين قال:
ـ “ودي كمان…” وطلع لها الشوكولاتة.
فرحت ليل، عيونها لمعت من الفرح، وقالت لهم:
ـ “شكراً بجد…”
مصطفى بصّ لها وسألها بحنية:
ـ “وأنا؟ طيب لسه زعلانة مني؟”
ليل ما ردتش عليه.
كريم قال بهزار:
ـ “خلاص بقى… سامحيه عشانا إحنا وخلاص.”
فضلوا يضحكوا سوا، الجو اتغير، ابتسامة صغيرة رجعت لوش ليل.
زين قال بنبرة خفيفة:
ـ “أنا الدكتور بتاعك، وبقولك… الأكل دا يتاكل.”
ليل ضحكت:
ـ “طبعاً… دا الأكل اللي بحبه.”
كريم أخد مصطفى على جنب وقال له:
ـ “بص… أنا عارف إنك متدمر، بس مراتك محتاجة حنانك، مش عصبيتك. هي بتتألم حتى وهي ساكتة.”
مصطفى:
ـ “أنا بضعف لما بشوفها كده… دي أغلى حاجة في حياتي.”
رجع لمكانه، قعد جنبها، وباس إيدها وقال بحنان:
ـ “سامحيني يا ليل… أنا بس خايف عليكِ، الدوا ده طوق نجاة، مش حمل تقيل.”
ليل مسكت إيده وبصت له بعيونها اللي فيها دموع وحب:
ـ “وأنا كلّي طاقة… بيك إنت بس.”
زين بص لكريم وقال:
ـ “قصة الحب دي… تخلي الواحد يصدق إن الحياة لسه فيها حاجات تستاهل.”
كريم ابتسم وهو بيخرج من الأوضة، ووشه عليه دموع خفيفة.
قال في سره:
ـ “يا رب احفظها عشانه… هو مش هيعرف يعيش من غيرها.”
في نفس الوقت، عاصم كان في بيت عمه سليم، بيحكي لهم كل حاجة.
سناء كانت قاعدة بتعيط، وقالت:
ـ “ريم قالتلي، بس سليم منعني أروح يا ابني…”
أروى ردت بحسم:
ـ “لا يا ماما… أنا هاخدك ونروح لما يكون بابا في الشغل.”
————————–
يوم جديد عند ليل.
ملك داخلة المستشفى، بتدور على أوضة ليل، مش قادرة تقعد من القلق.
ـ “حضرتك بتسألي عن حاجة يا آنسة؟”
قالت:
ـ “آه، بسأل عن حالة ليل سليم، كانت هنا.”
ـ “آه آه… ليل، طلعت من العناية… مش قصدك مرات مصطفى المجنون دا؟”
ضحكت ملك وقالت:
ـ “أيوه هو دا!”
قال لها وهو بيبتسم:
ـ “طيب تعالي… أنا رايح هناك.”
دخلت ملك عند ليل، حضنتها بحب، ولحظات وظهر دكتور جاسر عند الباب.
ـ “إيه يا ليل؟ كويسة؟”
ليل بابتسامة ضعيفة:
ـ “الحمد لله…
جاسر .. المجنون بتاعك راح فين
راح يجيب اكل ”
جاسر بص لملك وقال:
ـ “هي الأنسة أختك؟”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حكاية ليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock