روايات

رواية رحلة زينه الفصل الثاني 2 بقلم ياسمين طارق

رواية رحلة زينه الفصل الثاني 2 بقلم ياسمين طارق

رواية رحلة زينه البارت الثاني

رواية رحلة زينه الجزء الثاني

رحلة زينه
رحلة زينه

رواية رحلة زينه الحلقة الثانية

“ومحستش باللي بيحصل غير وانا واقفة قصادوا هو واللي معاه، وكانت الصدمة الاكبر ليا اللي مش عارفة هتخطاها ازاي.”
شاوِرت عليها وانا بقول: هو انتي؟
وبعدها شاوِرت عليهم هما الأتنين وقولت وعيني مليانة دموع: بقى انتو تعملو فيا انا كده؟ انتي ياللي كنتي اقرب واحدة ليا تخونيني؟ ومع مين! مع خطيبي! طب ليه؟
اتعصبت وزعقت في وشهم هما الاتنين وقولت: ليه انتو تعملو كده! ليه؟ ده انا عمري ما جيت على حد فيكم! ده .. ده انتو اقرب اتنين في حياتي كلها.
وصقفت بإيدي قدامهم وقولت وانا ببتسم بوجع: بس برافو، عاش جدًا بجد، انا ازاي كنت مغفلة اوي كده! ازاي كنت عامية عن اللي بيحصل من ورايا! وازاي ملاحظتش الموضوع من الاول اصلًا! بس انا عايزة اسأل سؤال واحد دلوقتي.
وقولت بكسرة بانت على صوتي: هل انا فعلا استاهل اللي عملتوه فيا؟
بعدها مسحت دموعي ووقفت بكل قوة وقولت وانا ببص في الارض: بس كويس اني كشفت النهاية.
ورفعت عينيا وبصيت عليهم وانا بقول: انا ولا عايزة اشوف وِشك تاني ولا اعرفِك بعد اللحظة دي والكلام ليك انت كمان يا مازن، تتهنو ببعض.
“ومشيت من قدامهم، مشيت وانا كُلي وجع وقهر على اللي شوفته، بس قررت من لحظتها اني ولا هعيط تاني عليهم ولا هفتكرهم من الاساس، واني هبذِل جُهدي عشان ابقى احسن واحدة فيهم وساعتها يتمنو بس لو ابص عليهم او حتى اتكلم معاهم ولو كلمه.”
“رجعت البيت وانا مقررة من انهارده مفيش ولا حزن ولا كسرة بعد كده.”
وقولت لنفسي قدام مراية اوضتي: انتي دلوقتي يا زينة واحدة تانيه خالص، ومفيش ولا دمعة هتنزل منك تاني.
“بس عيني خانتني ولمعت بالدموع ولقيتني مش قادره استحمل الوجع ده لوحدي، بس لقيت ماما وبابا دخلولي الاوضة وشافوني وانا بعيط، وجريت في حضنهم وانا بحاول اخرج كل اللي جوايا في وسطهم، وكأني رجعت طفلة محتاجة للأمان برغم اني 22 سنه يعني مش صغيرة خالص بالعكس، لكن القلب انتصر وغلبني في قراري.”
“لقيتهم خدوني وقعدوني على السرير وطبطبوا عليا زي ما كانو بيعملوا وانا لسة طفلة في ابتدائي، غصب عني ابتسمت للذكريات الحلوة اللي الزمن دفنها في خانة الطفولة، ولقيتهم بيتكلموا معايا بكل حب.”
بابا قالي: مهما كان سبب عياطك فهو مش مستاهل، انتي لازم تبقي اقوى من كده، فين بنتي الصغيرة اللي كانت بتفضل تقولي انا قوية وشجاعة وعمري ما اعيط ابدًا.
“كان بيقلِد تصرفاتي وضحكت على تمثيله لشخصيتي الطفولية.”
وكمل وقال: احنا دايمًا جمبك يا زينة، ولو عايزة اي حاجه هتلاقيني، بس يبنتي هي الدنيا عبارة عن اختبارات لازم تدخلي فيها عشان تشوفي هل انتي قدها ولا هتقعي من اول خطوة وتستسلمي، عيشي يومك بيومه وانسي اللي فات وارمي اللي بيأذيكي وحطي كل حاجه ورا ضهرِك، ومهما وقعتي فلازم تعافري وتقومي وتحاولي من تاني، انتي قوية لنفسك وضعيفة بردو لنفسك، يا تظهري القوة والشجاعة وتختاري تعيشي فيها، يا تختاري الضعف والحزن وتعيشي في دوامة ملهاش اول من اخر.
ماما كملت على كلامه وقالت: ومهما كان اي حصلك يا بنتي، ففتكري ان ليكي ضهر وسند واهل وعيلة بتحبك، ودايمًا دراعاتنا مفتوحة في اي وقت، وسامعينك دايمًا لو احتاجتي تخرجي اللي جواكي وتحكي ونلاقي حلول للمشكلة سوا، وكل حاجه ليها حل عشان المركب تمشي، لأن لولا القبطان مكانتش المركب هتمشي، ولولا الطيار مكانتش الطيارة هتتحرك، ولولا السواق مكناش وصلنا المشوار، وكل وسيلة ليها اللي بيحركها، فأنتي اللي بتتحركي بيومك فيا تخليه عشرة على عشرة يا تخليه صفر من عشرة، وكل ده بإيدك انتي يا زينة.
“سمعت كلامهم وحفرتوا في راسي حرف حرف وكلمه كلمه، وقولت ان انا اللي بإيدي اخلي يومي سعيد ومحزنش ابدًا ولا يوم، وبالفعل قررت اني هبدأ لمدة اسبوع على الاقل ويا صابِت يا خابِت.”
____
“مازن جه وخد حاجته، حاول مع اهلي كتير يقعد يفهمني الوضع وانا كنت رافضة نهائي، ومشي وهو زعلان، وانا حسيت بإرتياح فظيييع، واخيرًا بقيت حُرة ومش مُقيدة بأي حد، ووعدت نفسي ان لو .. لو يعني جه حد مثلًا ووافقت بيه؛ فالاول هتأكد انه فعلًا مش بيكلم غيري بس هعملها ازاي دي؟ فضلت افكر في الموضوع شوية، بعدها قولت مش وقته التفكير لما ييجي وقتها نبقى نشوف الحكاية دي.”
“وحاولت بالفعل اني اغير من نفسي، كنت بنزل اتمشا لوحدي، واروح لأماكن اول مرة اشوفها، ومش حارمه نفسي من حاجه وكل ده بمساعدة عيلتي طبعًا، صحيح انا ليا اخوات بس مش قريبة منهم زي ما انا قريبة من امي وابويا، لحد ما لقيت كافية لفت نظري وقررت انه هيبقى مكاني المفضل دايمًا.”
وكنت كل ما ازهق او اتخنق اروح اقعد فيه، واطلب مشروبي المفضل آيس كوفي، وكنت باخد معايا نوت خاصة اكتب فيها على اللي جوايا واخر حاجه كتبتها.”
تيجي انا وانتَ للأبد؟
نسافر نسيب البلد !
ونعيش حياة سعيدة
ونجيب بنت وولد
نصرف منقولش لا !
ونبقى في سعادة وهَنا
خليك جمبي مهما صار
لكن متسبنيش هِنا .
“معرفش ليه كتبت كده برغم ان مفيش حد اقوله الجملتين دول! بس قفلت النوت وانا على وشي ابتسامة بدون سبب، بعدها طلبت الحساب ودفعت ومشيت من الكافية ووقفت العربية وركبت، لكن معرفش ليه فجأة حسيت اني نسيت حاجه، وفتحت الشنطة اشوف ناسية اي لقيتني نسيت النوت تبعي على الكرسي في الكافية، وكنت خلاص ركبت وبعدت اوي عن المكان بس قولت مش مشكله كده كده انا بقيت معروفة في الكافية اكيد لو حد لقاها هيشيلها لحد ما ارجع تاني يوم.”
“في الكافية المفضل لـ زينة”
“شوفتها وهي ماشية من المكان، اتمنيت انها تفضل موجودة ومتمشيش، بقيت احس بأحساس من نحيتها غريب، هدوئها وجمالها ولبسها الواسع الي يلفت نظر اي حد بيحب الاحترام في البنات، لقيت رجلي بتاخدني مطرح مكانت موجودة ولفت نظري نوت شكلها عجبني اوي، بس استغربت ان هي سابتها ومشيت، قولت يمكن نسيتها واكيد هترجع تسأل عنها، اخدتها اشيلها معايا ولكن غصب عني فضولي اخدني افتح النوت واقرء كاتبة اي فيها، واعرف خطها هل حلو شبه جمالها ولا مختلف، طبعا هتقولوا عيب اعمل كده ودي نوت اكيد فيها اسرار، بس كان باين ان في قلم محطوط كمان على صفحة معينة ففتحتها على اخر حاجه هي كتبتها، وكل كلمه وحرف لمسوا قلبي.”
وقولت لنفسي وانا بشيل النوت: اتمنى تكوني ليا واحقق اللي تتمنيه يا زينة البنات.
____

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رحلة زينه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock