رواية بنات الحاره الفصل السادس عشر 16 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره الفصل السادس عشر 16 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره البارت السادس عشر
رواية بنات الحاره الجزء السادس عشر

رواية بنات الحاره الحلقة السادسة عشر
“أقسى المعارك مش دايمًا بالسلاح… أوقات بتكون بكلمة، بنظرة، أو بباب اتقفل في وشك.”
🌸 كلام من نسرين
ما تحاوليش تكسبي كل الناس، وماتزعليش لو في حد ماحبكيش من غير سبب… اللي مش شايف قيمتك، ده نقص في نظره مش فيك. خليكِ دايمًا صريحة، واضحة، وصاحبة مبدأ… حتى لو الكل اختارك تبقي لوحدك. الكرامة مش كبرياء، والسكوت مش ضعف، وقطع العلاقات السامة مش قسوة… دي رحمة بنفسك.
أسماء : عارفة يا رحاب، من أول يوم شفتك فيه، قلبي ما ارتاحش، اتقبض جدًا. وعارفة إنك مش بتحبيني إنتِ كمان، ما هي مشاعر وكيميا، وأنا عن نفسي مرتاحة للبنات، وأكيد هما كمان مرتاحين ليا.
بس إنتِ، مش عارفة، حاسة بيكِ مختلفة عنهم.
رحاب ضحكت ضحكة عالية..
رحاب : آه، ما أنا الشريرة وسط الملائكة. باقولك إيه؟ إحساسك والكيميا بتاعتك ما تهمنيش في حاجة. أنا واحدة صريحة ومابحبش اللف والدوران. البنات دول اتربّينا سوا وكبرنا سوا، نعرف عن بعض كل حاجة، أما إنتِ… دخيلة علينا. ربنا اللي يعلم بنيّتك، وهتكملي معانا ولا هتخلّصي جامعتك وتمشي.
علشان كده، أنا ضد إنك تكوني واحدة مننا. إحنا 4 Cats، زي ما عاملين في شات الواتساب، أربعة بس. مافيش مكان ليكِ وسطينا. يمكن هما مكسوفين يقولولك، بس أنا لأ. عرفتِ ليه أنا مختلفة؟
أسماء بابتسامة هادية بس نظرتها فيها نار : عارفة يا رحاب. أنا يمكن دخيلة عليكم، بس دخولي كان من باب مفتوح، مش من شباك. ويمكن إنتِ اتربّيتِ معاهم، بس التربية مش دايمًا بتطلع ناس سوية، أنا مش طالبة منكم حب ولا تصفيق، أنا جاية من طريق كله وجع، وواقفالي واحدة زيك؟!
قربت منها خطوة وهي لسه محافظة على هدوئها..
أسماء : بتقولي إحنا “4 Cats”؟
أهو أنا مش قطة، أنا لبؤة، ما بجريش ورا حد، ولا بستنى حد يرحب بيا. اللي مش قادر يتحمّل نوري، يقفل عينه ويبعد.
بصّت لباقي البنات وقالت بنبرة كلها وجع وصراحة
أسماء : أنا جيت هنا أدور على أمان مش على صغار عايزين يتخانقوا على مين ياخذ مكانه في القطيع. اللي شايفني ثقيلة عليه، الباب يفوت جمل. بس أنا مش همشي،
اللي مش طايقني هو اللي يختار يبعد.
سكتت لحظة وبعدين بصّت لرحاب نظرة فيها تحدي
أسماء : وبعدين يا رحاب اللي متعودة تكون ملكة في أرض خراب، طبيعي تتضايق أول ما الأرض تزهر حواليها.
سكتت القعدة ثواني بعد كلام أسماء، كل واحدة منهم حاسة إن في نار ولعت في المكان
نورهان قامت بسرعة : كفاية بقى، إحنا مش جايين نتخانق، إحنا جايين ننسى وجعنا ونضحك شوية. أسماء عندها حق، وده مش معناه إن رحاب غلطانة في كل حاجة، بس فيه حدود، وحدود الاحترام ما ينفعش تتعدى.
زينب بنبرة حازمة : رحاب، إنتِ عارفة إني بحبك وباقف في صفك كثير، بس المرة دي غلطتِ، أسماء مهما كانت جديدة، إحنا قبلناها وأكثر من كده، كانت سند ليا وقت ما الكل سابني.
صفاء بهدوء : إحنا مش فريق بنطرد لاعيبة، إحنا بنات حارة واحدة، جمعنا الألم قبل ما يجمعنا المكان. ما ينفعش نخلي الكراهية تاخذ مكان المحبة.
نسرين بلعجيلي
رحاب سكتت شوية، وشها اتبدّل من تحدي لارتباك، حست إن الكلمة خانتها
رحاب بصوت أهدى، وهي مش قادرة تبص في عيونهم :
أنا… أنا بس كنت خايفة تتغيروا، خايفة نضيع من بعض.
أسماء بصوت هادي :
الخوف ما يبررش الإهانة يا رحاب. بس برضه شكرًا إنك قولت الحقيقة.
لحظة صمت بسيطة، وبعدها نورهان شدت نفسها
نورهان :
يلا، اللي اتقال اتقال، نشرب الشاي ونهدى، وبلاش نحرق القعدة عالفاضي.
صفاء : أنا لسه ما سمعتش حكاياتكم يا بنات. يلا، اللي عندها أسرار تطلعها، بدل ما القعدة تقلب نشرة أخبار حزينة.
ضحك خفيف بدأ يطلع من البنات، وبدأت القعدة تهدى، بس جوا كل واحدة فيهم، فيه كلام كثير لسه ما اتقالش.
في بيت حامد وصفية…
الليل ساكن، بس جوا البيت في نار مولعة.
صفية وهي بتلف في الأوضة زي القِدر على النار : يعني إيه الحاج عثمان يفرض عليّا و عليك
ويقولك بنتك تسكن في شقة بطة
مع واحدة غريبة؟ وإنت توافق؟!
إنت كده لا راجل ولا ليك كلمة.
حامد (واقف قدامها، إيده مضمومة والدم بيغلي : بس خلاص، أسكتي، أسكتي قبل ما أقول كلام أندم عليه.
صفية بصوت عالي :
ليه؟ هتعمل إيه يعني؟ هتضربني؟!
إضرب زي ما بنتك ضربتني بكلمتها ومشيت. عارف ليه؟ علشان انت ضعيف، آه ضعيف.
حامد انفجر، وبصوت عالي مخنوق بالغضب : أنا؟ أنا ضعيف؟ إنتِ اللي خربتِ البيت، إنتِ اللي خليتي بنتي تهرب، إنتِ اللي ضيّعتي الستر والحنية من البيت ده.
صفية بتضحك بس بخبث : هربت؟ ولا انبسطت إنها طلعت من تحت إيد أمها؟ إسأل نفسك يا حامد، بنتك ما سابتناش علشان الشقة، سابتنا ولا علشان الظلم الله اعلم جواها ايه.
حامد (صوته عالي ومرعوب من اللي بيسمعه): إنتِ بتتكلمي عن بنتي كإنها غريبة؟ إنتِ اللي مديت إيدك عليها، ضربتيها وهي ساكتة. جايبة الحق على الكل إلا نفسك!.
صفية بتعاند : أنا أمها وأعمل اللي أشوفه صح، لو ضربتها، يبقى علشان تتأدب.
حامد ما استحملش… ومد إيده وخبط على الحيطة بقوة، وبعدين بصوت هادر: بس كفاية، كفاااااية يا صفية، إنتِ مرات أبوها مش أمها.
صفية إتجمدت، ووشها اتبدل، وحامد أول مرة في حياته يزعق كده.
حامد وهو بيقرب منها : أنا كنت ساكت، بس سكوتي كان غلط. زينب هتفضل في الشقة، و ماحدش هيقرب لها ولا يجيب سيرتها تاني في البيت ده. و إنتِ … إنتي اللي محتاجة تتأدبي.
رفع إيده وضربها بالقلم، والبيت اول مره يشهد على اخد الحق ، وصفية وقعت على الكنبة وهي مش مصدقة.
في شقة زينب…
البنات كانوا قاعدين بيتكلموا، وفجأة…
أسماء وقفت بفزع : إيه الصوت ده؟!
زينب وشها شاحب : ده صوت أبويا.
صفاء : ده خناق… لأ، مش خناق،
ده صريخ.
نورهان : يا رب سترك، دي صفية اللي بتعيّط؟!
الكل سكت، و بصوا لبعض، كانوا حاسين إن الدنيا في بيت صفية مش هترجع زي ما كانت أبداً.
زينب راحت واقفت قدام الشباك، عينيها متعلقة بالشارع، قلبها بيخبط زي طبلة عزاء.
نورهان : مالك يا زينب؟ وشك أصفر ، هو فيه حاجة تانية حصلت قبل كده بينك وبين أبوك؟
زينب : أبويا عمره ما زعق كده، ولا عمره رفع إيده على حد. اللي سمعناه ده مش أبويا، دي قهرة جواه إنفجرت.
أسماء بصوت حزين : طب وإنتِ حاسة بإيه دلوقتي؟
زينب : مش عارفة، جزء مني فرحان إنه أخيرًا شاف الحقيقة، وجزء تاني موجوع إني وصلت أبويا للدرجة دي.
لحظة سكوت… بعدين زينب بصّت للبنات.
زينب : عارفين إيه أكثر حاجة توجع؟ إنك تتحطّ في اختبار ما كنتش عايز توصل له أصلاً، بس في الآخر تبقى الغلطان، حتى لو كنت المظلوم.
في بيت صفية…
صفية لسه قاعدة على الكنبة، و إيدها على خدها، مش من الألم، من الصدمة.
صفية بصوت واطي : ضربني؟ حامد ضربني علشانها هي؟ البنت اللي أنا ما جبتهاش ولا ربيتها، البنت اللي من يوم ما دخلت البيت، وأنا شايلة همّها البنت اللي كسرت فرحتي يوم ما اتجوزت .
الكلام بيطلع من بقها كأنه مش مصدقة، دمعة نازلة ومش عارفة هي دمعة قهر ولا ندم.
صفية : أنا اللي كنت شايلة البيت، أنا اللي وقفت جنب حامد في الحلوة والمرة، وفي الآخر ضربني علشان بنت مراته اللي ماتت؟!
وقفت ببطء، راحت على المراية، بصّت في وشها، ووشّها لأول مرة ما خوّفهاش
صفية بصوت مكسور : هي دي أنا؟ أنا اللي الناس كانت تحسب لي ألف حساب؟ فين راحت هيبتي؟ فين راحت صفية اللي كانت الكلمة كلمتها في البيت ده؟
خبطت على التسريحة بإيدها، وعيونها ولعت.
صفية : بس أنا ما خلصتش، لو حامد نفسه وقف في صف زينب، أنا هخلي البنت دي تندم على اليوم اللي دخلت فيه حياتي، و هاعلمها يعني إيه تتحدى مرات أبوها حتى لو كنت الوحيدة اللي واقفة ضدها.
ثاني يوم في محل الملابس الي بتشتغل فيه زينب ، خارج الحارة بشوية…. لا شويتين في وسط الزحمه و سط البلد
زينب واقفة ورا الكاشير، بتعدّ الفلوس، و بتراجع الطلبات اللي هتتسلّم، لابسة هدوم بسيطة بس أنيقة.
دخل شاب طويل، لابس قميص مقفول، شكله مهندم ومرتب إسمه فارس، أول مرة يدخل المحل، واضح إنه زبون راقٍ مش من النوع المعتاد.
فارس وهو بيقلب في القمصان : مساء الخير، ممكن مساعدة؟ بدوّر على هدية لأختي.
زينب بهدوء واحترافية : طبعًا، تحبِّ حاجة كاجوال ولا كلاسيك؟
يبتدي الحوار، وفارس يتعامل باحترام واضح، لكن عينه بتلاحظ إنها مختلفة.
اخد الهديه اللي اشتراها و هو راضي تماما
فارس بابتسامة خفيفة : عندك ذوق، لو ينفع، أحب أسمع رأيك دايمًا.
زينب ما ردتش، لكنها اتفاجئت لما طلع كارت صغير ودهولها.
فارس : رقمي، لو احتجتِ أي حاجة، أو لو حبيتي تتكلمي، مش أكثر.
وخرج، سابها في حالة من التردد والتفكير.
أسماء قررت تسافر البلد قبل ما تبتدي الشغل، وكمان أمها بقالها فترة مش بتتكلم كتير معاها.
أول ما وصلت، راحت على بيتهم القديم، ما لاقتش حد، راحت بيتهم الجديد والغضب ماليها.
كان الباب مفتوح..
أم حنان : أسماء؟؟
أسماء : خلاص يا ما، رجعتوها؟ بعتوها تاني علشان أنتم تعيشوا؟
أم حنان : باقولك إيه يا بت، أنا مش ناقصاكِ، حِلّي عن نافوخي، خشي ترتاحي على ما الأكل يجهز.
أسماء : بالهنا والشفا، أنا رايحة أطمن على أختي.
وطلعت من البيت..
طول الطريق وهي جواها غصة كبيرة، و صعبانة عليها أختها، و زعلانة من أبوها، لأنها شافته مش سند، راجل طول عمره خايف من الناس. لقت دموعها نازلة على خدها.
وصلت لبيت كبير في البلد، فضلت تخبط، طلع لها راجل من الغفر.
الغفير : فيه حاجة؟ بتخبطي كده ليه؟
أسماء : ماعلش، أنا آسفة، أنا أخت حنان، إفتح لي.
الغفير : ماعلش، الست فَتنة مانعة الزيارة.
أسماء : نعم؟! مانعة الزيارة؟! إزاي؟! إفتح يا راجل، أنا جاية أشوف أختي.
وابتدت تنده بصوت عالي : ياحنان، يا حنان.
حنان طلعت البلكونة و شاورت لها، ونزلت من أوضتها بسرعة.
في الوقت ده كانت فتنة قاعدة قدام التلفزيون، بتشرب قهوتها.
فتنة : على فين العزم؟
حنان : طالعة أفتح لأختي، جات تشوفني.
فتنة : إرجعي أوضتك، هو إنتِ نسيتي إني حلفت إن رجلك ما تخطيش برا؟!
حنان : أنا هافتح بس لأختي.
فتنة : باقولك إيه يا حنان، عايزة تعيشي في سلام وتتقي شري؟ إسمعي كلامي، اطلعي ياختي ريّحي، مافيش زيارات.
حنان بعدم فهم : يعني إيه مافيش زيارات؟
فتنة : زي ما سمعتِ يلا، مش عايزة أشوفك قدامي، باقرف منك ومن ريحتك، مهما نظفتِ نفسك بتفضلي زي ما إنتِ. يلا، غوري.
نسرين بلعجيلي
حنان بانفجار : هو إنتِ إزاي كده؟! أخذتي مني تليفوني، و حكمتِ عليا أفضل في أوضتي، وما أطلعش منها غير على الأكل؟ وكمان مش عايزاني أشوف أهلي؟! دي أختي بقالي شهور ما شفتهاش.
فتنة قامت، وثبتت طولها، لابسة عباية بيضا كلها ترتر بيلمع.
فتنة ببرود مميت : شكلك عايزة مشاكل. لو ما طلعتيش فوق دلوقتي، أختك دي أوديها ورا الشمس بمكالمة بسيطة.
أقول إنكم اتحميتوا عليا وسرقتوا حاجة من ذهبي ، والكل هيشهد عليكِ، إيه رأيك بقى؟!
أسماء كانت واقفة قدام البوابة، والباب لسه مقفول. الغفير واقف قدامها عامل نفسه مابيقدرش يعمل حاجة.
أسماء : يا راجل! أنا أختها، عيب عليكم، إفتحوا الباب.
فضلت تنده بصوت عالي : يا حنان! يا حنان!
حنان ظهرت من البلكونة، و شاورت لأسماء بسرعة، بس كانت بتبص حواليها بخوف.
أسماء بصوت مكسور : أنا هنا يا حنان، مش قادرة أدخل، مانعيني.
حنان حاولت ترد، لكن فجأة ظهر صوت فتنة من جوه…
فتنة بتزعق : يا حنان!! هو أنا مش حلفت؟! أدخلي جوا حالًا.
حنان بصت لأختها، وعيونها مليانة دموع، وقالت بهمس من فوق : سامحيني يا أسماء… مش بإيدي.
رجعت بخطوات مترددة، و سابت البلكونة فاضية.
أسماء فضلت واقفة ثواني، ثمّ بصت للباب المقفول، وقالت بصوت واطي وهي بتعيط : أنا مش همشي وسيبك حتى لو الدنيا كلها قفلت في وشي يارب احنا غلابه مالناش حد .
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
الغريب مش اللي ما تعرفهوش، الغريب هو اللي كنت فاكره سند وطلع أول مين طعنك.
اللهم إجعل لي في كل خطوة سلام، وفي كل لحظة رضا، واغمر قلبي بالسكينة مهما اشتدت الأيام…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنات الحاره)