رواية بنات الحاره الفصل الثامن عشر 18 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره الفصل الثامن عشر 18 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحاره البارت الثامن عشر
رواية بنات الحاره الجزء الثامن عشر

رواية بنات الحاره الحلقة الثامنة عشر
البنات بعد ما طلعوا من عند أسامة راحوا كافيه يشربوا حاجة.
زينب : الله، المكان يجنن هنا.
صفاء : آه وهادي، أنا باجي هنا مع ريان.
رحاب : آها، ولما بتيجي طبعًا إنتِ اللي بتدفعي حق المشاريب.
نورهان : وبعدين معاكِ يا رحاب؟
رحاب : هو ليه كلامي واقف ليكم في الزور؟ كلمة الحق بتوجع.
أسماء : كلمة الحق لما تتقال بطريقة حلوة أحسن ما تتقال بتريقة.
رحاب : والله يا جماعة أنا كده، دبش في الكلام. لا بحب النفاق ولا بحب أزوق الكلام. وبكرة تشوفوا تلفّوا تلفّوا وترجعوا تلاقوا إن كلامي صح.
صفاء : وإيه الصح في كلامك؟ إنتِ ليه شايفانا كلنا غلطانين وإنتِ اللي صح؟
رحاب : لأن هي دي الحقيقة.
أسماء : حقيقة إيه يا رحاب؟ صلّي على النبي.
رحاب : عليه أفضل الصلاة والسلام… أنا هقولك، إنتِ شايفة اللي بتعمليه صح وإنك بتحمي أختك، وإنتِ بالأمر ده ممكن تخرّبي عليها. أختك ليها شخصية، تقول آه أو لا، بس هي فضلت تعمل دور الضحية. نسيتِ إن حماتها ست قادرة، ونسيتِ إن حماها ماسك على أبوك شيكات ولا كمبيالات. ونقطة أهم : إن أختك حامل. وفوق كل ده، العز اللي إنتم عايشين فيه.
كانت أسماء عايزة تتكلم، بس رحاب عملت بإيديها إشارة تسكّتها، وكملت كلامها..
رحاب : وصفاء بقى، بقالها كثير عايشة قصة حب مع واحد لا تعرف أصله من فصله، لا وكمان بتصرف عليه.
والست نورهان بقى عايشة الدور أوي وجاية على أخوها علشان ترضي مرات أخوها، في الآخر هو أخوكِ، إنتم الاتنين تساعدوه في المصاريف بدل ما قاعدين في البيت. نقول هي حامل، إنتِ بقى ما تنزليش تشتغلي ليه؟
والست زينب، اللي الحارة بقت تجيب سيرتها ليل نهار، طول عمرها ساكتة على ظلم صفية ليها، حبكت دلوقتي تتكلم؟ لا وكمان تطلع من بيت أبوها وتعيش في شقة منفصلة؟
من إمتى الكلام ده بيحصل عندنا؟!
زينب : لو خلصتِ يا رحاب، ممكن أقول كلمتين؟ ولا لازم آخذ إذن عشان أتكلم عن حياتي أنا كمان؟
رحاب بلا مبالاة : إتفضلي، إحنا قاعدين بنتسلى أهو.
زينب بنبرة ثابتة: أنا طول عمري ساكتة، مش عشان ضعيفة، عشان كنت مستنية اليوم اللي أقول فيه كفاية، كفاية ظلم، كفاية خوف، كفاية وجع. أنا خرجت من بيت أبويا عشان أعيش إنسانة، مش أداة في إيد مرات أب، ولا سلعة تتباع وتتشرى.
صفاء : وإنتِ عملتِ الصح يا زينب، و إحنا معاكِ.
رحاب : هو إنتِ فكرك إنك كده خلصتِ؟! لا يا زينب، مرات أبوكِ دي شريرة، ومش هتسيبك في حالك.
زينب : وأنا عمري ما أرجع أعيش معاها. مهما حكيت مش هتحسّوا أنا كنت في الجحيم ده إزاي. وبعدين، إنتِ قاعدة تحاسبينا كلنا، وانتِ؟ مين اللي بيحاسبك؟ قاعدة على قلب أمك، لا شغل ولا مشغلة، قارفاها في عيشتها، ده حتى شغل البيت مش بتساعديها فيه، لا وكمان كنتِ على طول مع مرات المعلم رجب، اللي يشوفك يقول إنك حاطة عينك عليه، ما إنتِ طول عمرك بتبصي لفوق.
رحاب : مش عيب إني أبص لفوق،
بس دماغك راحت لبعيد أوي. معلم إيه اللي أبص عليه؟!
صفاء : باقولك إيه يا رحاب، أنا مقهورة منك. كل مرة تجرحيني بكلام وحش لدرجة إنك بتعايريني بالكلام اللي كنت بحكيه ليكم. بصي أنا مش واحدة صغيرة، أنا عارفة أنا بعمل إيه، واللي بيني وبين ريان ماحدش يعرفه، ولا يحس بيه.
نورهان : وأنا معاكِ يا صفاء، كفاية إنك بتحبيه وهو بيحبك، وربنا يجمعكم على خير. وانتِ أول مرة يا رحاب تنبهيني لحاجة، فعلاً أنا لازم أشتغل. أخويا بقى مضغوط ماديًا جدًا، وعليه ديون، بس هو زمان كان رافض إني أشتغل، دلوقتي، لازم أنزل أدور على شغل.
رحاب : الحمد لله… واحدة على الأقل فهمت كلامي. شفتي؟ بدل ما زينب تجيبلك شغل، جابته للغريبة!
أسماء رفعت حاجبها : قصدك عليا أنا، إني غريبة؟!
نسرين بلعجيلي
في البلد……
كانت بطه قاعده لحد ما سمعت تليفونها بيرن.
بطة بصوت عالي وهي ماسكة التليفون : أيوه يا ضنايا… أيوه يا حبيبي… وحشتني يا أحمد.
أحمد صوته تعبان : ماما، أنا مش قادر، والله متبهدل خالص.
بطة قلقانه : فيه إيه يا نور عيني؟ حد عملك حاجه؟ طمني.
أحمد : أنا نايم مع خمسة في أوضه صغيرة، واحد بيشخر، واحد فاتح قرآن على طول، والثالث بيكلم مراته بالساعات، مش عارف أنام ولا آكل ولا أرتاح. والفلوس خلصت، وكل يوم حد يقوللي هات كارت، هات أكل، هات سجاير.
بطة اتعصبت : يعني إيه خلصت؟
أحمد : اللي بعتِيه خلص في أسبوع،
كل حاجه هنا نار، لا شغل ولا ورق ولا حاجه. ولو اتقفشت هيرجعوني زي الكلب.
بطة صوتها بيتهز : يا لهوي عليك يا أحمد! أنا كنت فاكره إنك هترتاح، تهرب من البلاوي اللي وراك، تبني نفسك.
أحمد بصوت واطي :
أنا لما ركبت المركب على البحر كنت فاكر رايح على الجنة، طلعت رايح على جهنم تاني.
بطة بصوت مكسور : إستحمل شوية، بس إوعى، إوعى حد يعرف مكانك، لو الحكومة عرفت، كل اللي عملناه يروح على الفاضي.
أحمد : ماشي، بس أنا مش هستحمل كثير، لازم ألاقي حل.
بطة بحزم: أنا جنبك، ما تخافش،
أنا هبيع ذهبي وأبعثلك اللي أقدر عليه، بس إوعى تنهار، إوعى تستسلم يابني انا في ضهرك .
أحمد بصوت خافت : أنا جعان يا أمي مش بعرف اكل الاكل بتاعهم .
بطة :
أنا عارفة يا قلب أمك، أصبر، وهاتشوف كل اللي ظلموك هيدفعوا الثمن واحد واحد. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
العم الكبير بغضب : بتحسبيني كمان؟! لا والله عال قوي!
بطة متفاجئة: في إيه يا حاج؟ قارش ملحتي كده ليه؟!
العم الكبير : شايفة تربيتك اللي سوّدت وشنا؟! الواد راح إيطاليا وكان مربوط هنا زي الكلب، هناك بقى صايع، كل يوم مع واحدة وفلوسه راحت على النسوان والخمرة، بدل ما يركع لله ويطلب المغفرة على اللي عمله.
بطة بانفعال : مين قالك الكلام ده؟! إبني متربي أحسن تربية. وبعدين عمل إيه يعني؟ البت كانت خلاص، أجلها وصل.
العم الكبير بحدة : حرام عليكِ بتقولي كده لربنا يا بطة؟! إنتِ وهو قتلتوا روحين، البنت واللي في بطنها. إنتِ ست مفترية، وكنتِ موريّاها العذاب، وهو مش راجل.
بطة وقفت، عنيها بتولّع، وصوتها علي : إيه؟! جاي عليّا دلوقتي؟! أنا اللي بقيت مجرمة؟! الله! الله! نسيتوا نفسكم؟! ما هو الإجرام إتعلمته منكم يا خويا. أنا غلطانة إني ساكتة كل السنين دي.
نسرين بلعجيلي
الأيام بتجري بسرعة…
وكل بنت انشغلت في حياتها.
رحاب…. وصراعها مع أمها، ومحاولتها إنها توصل لجمال. هي عن نفسها مش عارفة، هل ده إعجاب؟ ولا حب؟ ولا بس تحدّي لنفسها إنها شافت نظرة إعجاب في عينيه لزينب؟ كتبت له كذا مرة على الفيس، وفي الآخر إعترفت له إنها معجبة بيه، بس هو صدّها صَدّة وحشة، وقالها إنه مش عايز يكلمها،
وإنه بيحترمها علشان هي “بنت الحارة”.
فالشكوك خلتها تسأله : هو بينك وبين زينب حاجة؟
بس هو حب يغيظها، عمل لها بلوك، لا وكمان خلّى والدته تروح لأمها تشتكي لها إن بنتها بتلاحق إبنها.
هنا أم رحاب كانت شايلة ومعبّية جواها، ضربتها لدرجة إن رحاب إتصدمت في أمها، الست الطيبة، إزاي اتحولت لست مش شايفة قدامها؟
أم رحاب عاشت أسوأ أيامها مع جوزها، كانت عايشة في بيت عيلة، حماتها وسلايفها طلعوا روحها، وبسببهم شالت الرحم بعد ما جوزها ضربها ظلم وهي حامل. أمها شايلة ذكريات وحشة، وبعد موت جوزها، قطعت علاقتها بأهل جوزها خالص،
كإنها ما صدقت تخلص منه ومنهم.
نورهان… بعد ما رجليها حفيت على شغل محترم، جت لها فكرة تعمل أكل من البيت، بس لسه بتخطط، وبتحسبها كويس. قررت تشارك فكرتها مع البنات، يمكن حد يشجعها أو يساعدها تطورها.
صفاء… نفس الدوامة اللي كل مرة بترجع لها بعد ما ريان يسافر، مافيش تواصل خالص بينهم، وهي بتبقى على نار. مشكلتها إنها بتحبه بجنون، لاغية عقلها خالص، شايفاه “حب حياتها” رغم الظروف الوحشة اللي بينهم.
أسماء… بعد ما فشلت في إنها تكلم أختها، قررت تتصل بجوز أختها وأبوه وطمنوها عليها. بس ده ما هدّاش قلبها، بالعكس، إتجننت أكتر
لما عرفت إن أمها وأبوها راحوا يزوروها، و”فتنة” رفضت تدخلهم البيت.
هنا أسماء قررت تنفّذ اللي في دماغها، وكلمت أسامة علشان يبتدي الإجراءات القانونية.
وبدأت تشتغل مع زينب في المحل.
زينب إنشغلت في الشغل، وكمان مع أختها هاجر. بعد الشغل كانت بتروح تساعدها يفرشوا البيت، فاضل أيام على الفرح.
في المحل عند زينب…..
كانت بتجهّز طلبات الأونلاين مع أسماء، لحد ما دخل فارس يسلم على الحاج وياخذ الأوردر اللي أخته طلبته.
أسماء بهمس وهي بتشد على إيد زينب : الحقّي، المز جه.
زينب باستغراب : تقصدي مين؟
أسماء : فارس.
زينب ارتبكت جدًا، وقبل ما تلحق ترد، الحاج نادى عليها من عند الكاشير..
الحاج : تعالي يا زينب شوفي أستاذ فارس عايز إيه.
زينب راحت عندهم، والحاج إستأذن وطلع من المحل.
فارس بابتسامة : إزيك يا زينب؟
زينب بهدوء مرتبك : الحمد لله، حضرتك، أساعدك في حاجة؟
فارس : أختي عملت أوردر أونلاين، وجيت آخذه.
زينب : اسم أخت حضرتك إيه؟
فارس : ميريهان…
زينب كانت مشغولة تبص في التابلت عشان تشوف الإسم ونوع الأوردر.
زينب : للأسف، لسه مش جاهز.
فارس بغصة بسيطة : دي مشكلة، هي محتاجه الحاجات النهارده علشان مسافرة.
زينب : طيب حضرتك عدّ علينا بعد ساعة، وأنا بنفسي هجهّزه.
فارس نظراته ثابتة عليها : زينب… ليه ما كلّمتنيش؟
زينب ارتبكت أكتر : نعم؟
فارس : مش أنا ادّيتك رقمي؟ ٣ مرات، ليه ما اتصلتيش كل مره تحب هنا تهربي مني قوليلي ليه مش عايزه تتصلي ؟!
زينب بهدوء متماسك : واتّصل بحضرتك ليه؟
فارس : زينب… أنا حابب أتعرف عليكِ، مش أكتر. إدّيتك رقمي كذا مرة، ومش فاهم ليه مش عايزة تديني حتى فرصة؟ فيها إيه لو اتعرفنا؟!
زينب بحدة ناعمة : حضرتك، أنا مش باتعرف على حد. وأنا مش من البنات اللي حضرتك متعود عليهم.
فارس بهدوء أكتر : عشان كده أنا عايز أتعرف عليكِ. بصي، أنا هاقعد في الكافيه اللي جنب البوتيك. أول ما تخلّصي، جيبية و تعاليلي وأنا هبلّغ الحاج واستأذن منه.
نسرين بلعجيلي
زينب فضلت مصدومة من كلامه وإصراره.
أسماء بفضول : قالك إيه؟
ما لحقتش ترد، دخل الحاج على طول..
الحاج : الله يرضى عليكِ يا زينب، جهّزي طلب الأستاذ فارس وخوذيه الكافيه اللي جنبنا، بالله عليكِ ده زبون مهم لينا، وكمان ما نزعلش أخته مننا. يلا يا بنتي.
أسماء فهمت فارس ليه عمل كده.
أسماء بهمس : زينب، إدّيه فرصة.
زينب بتنهيدة : أديه فرصة لإيه؟
إنتِ شايفة هو فين وأنا فين؟ دي أخته إسمها ميريهان وعاملة أوردر بـ”شيء وشويات”.
أسماء : إتكلمي معاه، شوفي هو عايز إيه.
إبتدت زينب تفكر في كلامها، وفعلاً بدأت تحضّر الأوردر وهي سرحانة.
في مكان تاني…
هاجر بتعب : ياما أنا تعبت.
صفية بحدة : قدّامي تعالي نروح لمقصوفة الرقبة زينب.
هاجر : بالله عليكِ سيبيها في حالها، عايزة منها إيه؟
صفية : يا حنينة يا ختي، أبوكِ مدّيني الفلوس أروح أوصلها لصاحب “المخروبة” اللي هي شغالة فيها.
هاجر باستنكار : بس إنتِ صرفتِ منها.
صفية وهي بتتلفّت : وده بيني وبينك، أومّال أنا صرفتهم على مين؟ يلا يا أختي.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
وهما ماشيين في الطريق، صفية لمحت زينب واقفة مع فارس.
صفية بصوت عالي، وهي بتزوم : صلاة النبي أحسن، شايفة اللي أنا شايفاه؟
هاجر اترعلا علشان عارفه والدتها
أخطر الناس… مش اللي بيغلطوا،
أخطرهم اللي بيقنعوا نفسهم إن غلطهم هو الصح…
ويبنوا ثقتهم على هدم اللي حواليهم.
اللي بيتكلم في سيرة الناس طول الوقت…
غالبًا بيهرب من سيرة نفسه.
اللهم ارزق بناتنا قوة القلب، وراحة البال، واجعل رزقهن في الصبر، وسندهن في الناس الصح.
اللهم اجعل لهن نورًا في كل طريق، وحقق لهن خير ما يتمنون، واصرف عنهن كل شر…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بنات الحاره)