روايات

رواية جحيم الغيرة الفصل الرابع عشر 14 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة الفصل الرابع عشر 14 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة البارت الرابع عشر

رواية جحيم الغيرة الجزء الرابع عشر

جحيم الغيرة
جحيم الغيرة

رواية جحيم الغيرة الحلقة الرابعة عشر

حاول عمران تهدئتها والسيطرة عليها، لكنه لم يستطع.
كانت تنفجر لأول مرة، وكأنها تخترق جدران الصمت اللي بَنَته سنين.
صرخت وهي تشير إلى قلبها:
ـ اسكت ماتحاولش تسكتنى انت فاهم … مش عايزه حد منكم يعمل إن قلبه عليه انتوا فاهمين
ثم نظرت لابتسام… بقهر وخزلان
ـ إنتى عارفه سر تغييرك ده إيه ؟؟
مش انك مره واحده حسيتى بالذنب ولا إنك مقصره مع إن ياما الناس كلمتك
انتى كلام وفاء خطيبه الاستاذ
واشارت لعمران
دخل جواكى وخلاكى تفكرى فى مصير فردوس لو جرالك حاجه هتعمل ايه من بعدك
فقولتى ايه اصلح بينها وبين اختها
عشان لو جرالى حاجه تلاقى اللى يسندها ويبقى كده سبتلها ورثك ومعاش يعيشها حلو
وفوق ده كله اخت تاخد بالها منها وتحميها …
واهو تبقى استفادتى منى بحاجه
صمت المكان من وقع كلماتها، ثم أكملت وهي بتبص لابتسام بمرارة:
ـ وانا إيه؟
ورقة تأمين؟ خطة احتياطية لفردوس؟
أنا اللي طول عمري بتشحت حضنك…
دلوقتي فجأة بقيت مهمة… علشان تنامى وإنتى مطمنة إن بنتك هتلاقى اللي يشيلها لو انتِ مشيتي؟
سحبت نفس مرتعش وقالت بضحكة مكسورة:
ـ تبقى ماشية الحياة صح؟
فردوس تفضل مدلّعة طول عمرها…
وأنا… أكون اللى يسندها؟
اللى تشيل؟
أنا اللي كنت بشيل نفسي بالعافية!
نظرت لعمران نظرة سريعة ثم قالت:
ـ فهمت وعرفت ايه سر تغيرها المفاجئ
طيب حتى كنتى اصبرى لما ارجع اقف تانى على رجلى تانى
لكن إنتى مستعجله فاكره إنك لما تقولى كده هجرى عليكى واقولك اه ننسى الماضى ونمحيه
نظرت لوالدتها، والغصة في صوتها بتكتم أنفاسها، وقالت بمرارة:
ـ حتى لما قررتي “تصلّحي”، مافكرتيش أنا مستعدة ولا لأ…
ولا إن رجلي لسه مش ثابتة…
كنتِ مستعجلة عشان تخلّصي ذنبك… مش عشانى!
ثم نظرت حوالها وقالت بصوت باهت:
ـ عارفة لما حد بيقع في حفرة؟
مش أول حاجة يعملها إنه يبتسم ويحضن اللي رماه فيها…
هو بيحاول يطلع الأول…
يلاقي نفسه.
رجعت تبص لابتسام وعيونها مليانة خذلان:
ـ لما أوقف تاني… لو أوقفت…
ساعتها يمكن أفكر.
لكن دلوقتي؟
أنا لسه واقعة…
ومش عايزة إيد تمدلي… عايزة حد يفهم أنا وقعت ليه.
ثم بصت لعمران، وقالت بصوت أخف:
ـ حتى إنت…
كنت مستعجل ترجعني، من غير ما تسألني أنا واقفة على رجلي فعلاً؟
ولا لسه بتسند على الحيطان علشان ما أقعش تاني؟
صمت تام في المكان
كانت خلاص بتلفّ علشان تمشي…
لكنها وقفت، وبصّت لفردوس…
نظرة طويلة، مش فيها كره… لكن فيها وجع من نوع تاني.
قربت منها خطوتين، وقالت بصوت هادي لكنه مشحون:
ـ عارفة يا فردوس…
وأنا صغيرة، كنت كل ليلة بدعي ربنا…
إنكم تبصولي زي ما بتبصولك.
تحبوني زي ما بتحبوكي.
كنت ببص لماما وهي بتحضنك وأقول:
هو أنا مش بنتها برضو؟
رمشت بعينيها ومسحت دمعة على عجل، وقالت:
ـ أنا ماكرهتكيش يا فردوس…
بس عمري ما حبيتك.
لأنك كنتِ السبب في كل مرة كنت أتحرم فيها من حاجة بحبها.
نظرت لها نظرة مكسورة، وقالت بصوت منخفض بس كل حرف فيه بيقطع:
ـ عارفه أنا ليه مادخلتش الكلية اللي كنت بحلم بيها؟
علشان “فردوس مش عايزه الناس تقول اختها احسن “،
“مش وقتها دلوقتي”،
“خليكى جنب أختك”،
ونسيتوا إن عندي حلم… صوت… حياة.
شهقت شهقة مكتومة، وبعدين كملت:
ـ حتى الشخص اللى حبيته…
إنتى خدتيني منه.
مش بإيدك يمكن…
بس وجودك لوحده كان كفاية يطفّيه ناحيتي.
كنتِ دايمًا الأنعم… الأهدى…
البنت اللي محتاجة تتحب.
ضحكت ضحكة فيها مرارة وقالت:
ـ وأنا؟
أنا اللى المفروض أتحمّل.
أشيل.
أسندك وإنتى بتقعي…
بس محدش سأل نفسه: وأنا؟
أنا بوقع من إمتى؟
ثم نظرت في عينيها مباشرة وقالت:
ـ مافيش بيننا غيرة يا فردوس…
في بينا فرق.
فرق اتخلق من بدري، وكبر بينا،
وانا فضلت أعدّي عليه لوحدى…
لحد ما خلاص… بقى حاجز.
ثم همست بنبرة موجعة:
ـ أنا آسفة إن اللى جوايا ما طلعش إلا دلوقتي…
بس لو ساكتة طول العمر…
ماكنتش هلاقي نفسي أبدًا.
عمّ السكون بعد كلمات ابتهال،
ابتسام حاولت تفتح بقها، صوتها طلع مهزوز:
ـ ابتهال يا بنتي أنا…
لكن قبل ما تكمل، عمران رفع إيده قدامها بسرعة وقال بحدة هادية:
ـ لا، من فضلك…
مش دلوقتي.
بصّ لها بنظرة كلها عتاب وكأن لسان حاله بيقول: “كفاية اللي فيها”،
ثم التفت لابتهال، كانت واقفة ووشها شاحب، عينيها حمرا،
إيدها بتترعش وهي بتحاول تحافظ على تماسكها…
لكنها كانت بتنهار حرفيًا.
اقترب عمران منها خطوة وقال بهدوء خائف:
ـ ابتهال…
تعالي نقعد شوية،
لكنها هزّت راسها بقوة، تركته وذهبت
مدّ إيده ناحية كتفها بحذر، لكنها انسحبت خطوة وقالت بصوت مبحوح:
ـ سيبني يا عمران…
أرجوك.
ابتسام وضعت يدها على صدرها وهي تحاول كتم بكاءها،
نظرت لفردوس اللي كانت مصدومة وعاجزة،
لكن عمران وقف حائل بينهم، صلب، وقال بهدوء حاسم:
ـ كفاية.
كل كلمة دلوقتي هتوجع أكتر.
سيبوها…
على الأقل المرة دي… خلّوها تختار، مش تتفرض عليها حاجة.
كانت خطواتها متكسرة وهي بتتجه لغرفتها،
إيدها بتسند على الحيط بهدوء، بس واضح إنها فقدت كل طاقتها.
وصلت لباب غرفتها، مدت إيدها علشان تفتحه…
لكن فجأة، كل حاجة بدأت تتهز قدام عينيها.
الصوت اتوهّن، الصورة اتشوشّت…
الدنيا بقت سودا.
كادت تفتح الباب، لكن ركبتها خانتها،
ووقعت بكل ثقلها على الأرض، وارتطم جسمها بالبلاط البارد.
شهقت شهقة صغيرة، ثم انطفأ كل شيء.
صرخت فردوس:
ـ ابتهال!!
وصرخت ابتسام بارتباك مرعوب:
ـ ابتهال!!
بنتي!!! يا عمران بسرعة!!!
ركض عمران نحوها، جثى بجوارها، قلبه بيرفرف من الرعب،
رفع رأسها بحذر، لمس وجهها وجدها بارده
حملها ووضعها في غرفتها
فى نفس اللحظة وصل جبران ومعه وفاء
استغرب عمران من وجود ابيه فى ذلك الوقت لكن لم يكن هناك وقت للاستغراب
دخلت وفاء غرفه ابتهال واعطتها حقنه مهدئه واخبرتهم انها ستيقظ بعد فتره وعليها ان تتحدث معهم أولا
قررت فى البداية ان تتحدث مع ابتسام بمفردها لانها السبب الرئيسي لما وصلت اليه ابتهال
دخلوا غرفه ابتسام وجلست ابتسام تبكى
طلبت وفاء من فردوس صنع كوبا من اللمون حتى تحاول تهدئه
بتكسب لحظة هدوء لابتسام
أغلقت وفاء الباب، ثم سحبت كرسي وجلست أمام ابتسام،
وانتظرت لحظات بصبر، لحد ما صوت بكاءها بدأ يهدأ.
قالت وفاء بنبرة ناعمة لكنها مباشرة:
ـ انتي أم، مش كده؟
ابتسام هزت راسها ببكاء مكتوم:
ـ آه…
وأم فاشلة كمان.
وفاء مالت للأمام شوية وقالت:
ـ بلاش فاشله خلينا نقول اخطأت خطأ كبير .
رفعت عينيها نحو وفاء، نظرة فيها ذنب وخجل،
وقالت بصوت ضعيف:
ـ ماكنتش أعرف إن ابتهال موجوعة كده…
أنا كنت فاكرة إنها قوية…
حتى وهي بتضحك كنت بحس إنها متماسكة،
بعكس فردوس…
فردوس دايمًا محتاجة حضني، محتاجة كلمة…
ابتهال عمرها ما طلبت مني حاجة.
وفاء ابتسمت بحزن وقالت:
ـ وانتي كنتي فاكراها مش بتطلب لأنها قوية…
لكن الحقيقة؟
هي بطّلت تطلب علشان يأست.
ابتسام غطّت وشها بإيدها وقالت:
ـ أنا ظلمتها…
حرمتها من حاجات كتير.
كانت بتحب الكلية دي…
وكانت بتحب… الشخص اللي اتجوز أختها…
وأنا اللي وافقت… وأنا اللي ضغطت.
سكتت لحظة وقالت:
ـ عمرها ما اشتكتلي…
بس دلوقتي… نظرتها ليا كانت زي الطعنة.
وفاء تنفست بعمق، وقالت بهدوء شديد:
ـ اللي بينك وبين ابتهال محتاج سنين تتبني من جديد.
بس البداية مش بالكلام…
البداية بالفعل.
ـ انتى غلطتى غلط كبير جداً لما كلمتيها فى وقت زى ده …
والغلط الأكبر إنك مراعتيش حالتها الجسدية والنفسية
المفروض كنتى كلمتينى قبل ما تتكلمى معاها كنت هقولك استنى
اقفى جمبها … ماتحسسيهاش إنك وافقه جمبها بمقابل انها تقف جمب اختها وتكون سند ليها
والاهم …………..
إنك لازم تعرفى وتفهمى إن ابتهال مش سند لفردوس
هما الاتنين سند لبعض
ماينفعش تبدأى معاها وتحاولى تتغيرى وانتى من جواكى لسه ماتغيرتيش إلا إذا
ـ إلا إذا ايه
ـ إن كلام ابتهال صح وانك فعلاً بتقربى منها عشان تشيليها مسئوليه اختها …
مدام ابتسام اقفى مع نفسك الأول
سكتت وفاء لحظة، وهي بتبص لابتسام اللي كانت باصة في الأرض، مكسورة وحزينة.
بعدين رفعت صوتها سنة بسيطة، وبنبرة أكثر حزم قالت:
ـ مدام ابتسام… اقفي مع نفسك الأول.
اسأليها: أنا ليه عايزة أرجّع بنتي؟
علشان بحبها فعلاً؟
ولا علشان خايفة على التانية لو جرالي حاجة؟
رفعت عينيها بثبات وقالت:
ـ الحب اللي وراه مصلحة مش حب…
وإبتهال حسّت ده… وشافت نيتك من غير ما تتكلمي.
ابتسام حاولت تتكلم، لكن صوتها كان مبحوح:
ـ طب أعمل إيه؟ أبدأ منين؟
أنا حاسة إني فقدتها خلاص.
وفاء ردت بهدوء، لكن نبرتها فيها عمق:
ـ تبدأي من السكون…
من إنك تقعدي معاها وما تقولييش حاجة.
ما تعتذريش… ما تبرريش…
اسمعيها…
واسأليها مرة وحدة: تحبي تقوليلي إيه؟
وساعتها… ما تقاطعيشهاش.
سكتت لحظة، ثم قالت بحنان عميق:
ـ أوقات بنتك مش محتاجة منك حضن…
محتاجة منك تكوني إنسانة.
واعية، سامعة، شايفة،
مش بس أم بتدي وتاخد… لكن قلب مفتوح.
في اللحظة دي…
دخلت فردوس بهدوء، حاملة كوب الليمون،
عيونها فيها خوف وارتباك، لكنها ما قالتش ولا كلمة…
قدّمت الكوب لوفاء، ووقفت تنتظر…
لكن وفاء بصتلها وقالت بهدوء:
ـ سيبيه على الترابيزة…
وتعالي بعدين، هنتكلم انتي وأنا كمان.
فردوس نظرت لوالدتها،
وبعدين خرجت في صمت…
وابتسام كانت لسه قاعدة مكانها،
وكل كلمة من وفاء كانت زي المراية اللي بتخلّيها تشوف نفسها للمرة الأولى.
ياترى ابتسام فعلاً اتغيرت ؟؟؟
بلاش تتخدعوا فى فردوس وتقولولى بتحب اختها وصعبت عليها ها بس القادم هيكون زى اللى من حفر حفره لاخيه وقع فيها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جحيم الغيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock