روايات

رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سلوى عوض

رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سلوى عوض

رواية اوجاع الماضي البارت الحادي والعشرون

رواية اوجاع الماضي الجزء  الحادي والعشرون

اوجاع الماضي
اوجاع الماضي

رواية اوجاع الماضي الحلقة الحادية والعشرون

الطفل حامد بحزن: أمي ف الجنه يا أبا، عمتي جميله جالتلي كده.
شمس: من دلوك ورايح، ليكش صالح بالبت ديه، واصل.
الطفل: ليه طيب؟
شمس: اسمع اللي بجولك عليه، إيه؟ مش اعرف أربيك ولا إيه؟
الطفل: حاضر يا أبا، تحت أمرك، أنا هعمل اللي حضرتك تجوللي عليه، عشان ربنا سبحانه وتعالى أمرني إني أطيعك، زي ما عمتي جميله جالتلي.
شمس: متخلينش أمد يدي عليك.
ليبكي الطفل: انته عمرك ما مديت يدك عليا.
شمس: يبجا تسمع اللي اجوله، ياله.
وينزل شمس ومعه ابنه.
الجد: شد حيلك ياشمش، الشيخ جاه عشان يجرا.
شمس: الشده علي الله، ياجدي.
ليدخل عليهم عبدالرحيم، ممثلاً الحزن والبكاء:
عبدالرحيم: البجيه ف حياتك ياشمش، أدي حال الدنيا.
شمس: سبحان من له الدوام.
الاب: ياريتك تتعظ، وتعرف أن كلنا رايحين.
شمس: مش وجته دلوك ياجد، بعد العزا نبجو نجعدو ونتحددتو.
عبدالرحيم، موجها الحديث لأبيه:
انت كل متشوف خلجتي، تجعد ترصلي ف الكلام، مش عارف أنا، العيله الصغيره راحت، وانته جاعدلي.
شمس: حن عليك يا أبا، جدر اللي احنا فيه، تعالي يا ولدي نوجفو ف واجب أمك.
ليخرج شمس ومعه ولده خارج المنزل لتلقي العزاء.
ليبحث عبدالرحيم بعينيه عن حامد ابن أخيه، لينزل حامد ومعه أكمل من الدور الثاني.
عبدالرحيم: ازيك يا حامد؟
حامد بأدب: الحمدلله ياعمي، أحب اعرفك، أكمل خطيب جميله أختي.
عبدالرحيم: يا مرحب يا مرحب، تعالو ناخدو صوره مع بعض.
حامد: مش وقته يا عمي.
عبدالرحيم: نفسي اتشرف وأتصور مع اتنين ظباط، واد أخويا، وواد وزير الداخلية، تحرمني ليه؟
أكمل بأدب: خلاص يا حامد، مش مشكله.
عبدالرحيم: تشكر يا ولدي.
ليتصور عبدالرحيم مع حامد وأكمل، ثم يرسل الصوره إلى عجور.
عجور: والله عال، عيال عز، التنين النهارده هيكون موتهم علي يدي.
ليخرج عبدالرحيم: عن إذنكم، أروح أوجف ف الواجب.
ويتركهم، ويتصل بعجور:
عبدالرحيم: أنا عملت اللي عليا، وبعتلك التصويره، بس ابدء بعد العشا ف الربع الأخير.
عجور: اش عجب يعني؟
عبدالرحيم: عشان الناس الكبيره بيمشو جبل الربع الأخير، واللي بيبجو جاعدين أهل البلد الغلابه.
عجور: تمام.
عبدالرحيم: أروح أنا بجا أشوف حالي.
ليغلق عبدالرحيم الهاتف مع عجور، ويذهب إلى منزل عروسته.
العروسه: عريسي جاه يا أبا.
عبدالرحيم: خد يا راجل، انته الجرشين دول، وأنا هااخد عروستي وامشي.
والد العروسه: من غير فرح؟ وبعدين صح، ديه مرت شمش بيه، الواجب بتاعها النهارده.
عبدالرحيم: وانته دخلك إيه؟ الواجب واجبنا، والفرح فرحنا، ولا انته عاوزني أغير كلامي؟
الرجل: له، خلاص، خدها وروّح.
ليأخذ عبدالرحيم الطفله، ويخرج في طريقه إلى منزله.

أما في جناح العزا، نجد جميله حزينه على روضه، لتسمع طرق الباب.
جميله: ادخل.
لتدخل عليها عشق، وهي تبكي.
جميله: تعالي يا عشق.
عشق: جاعده وحدك ليه؟ الواجب إنك تكوني جاعده مع بسمه وتواسيها.
جميله تمسح دموعها: حاضر، تعالي نروح لها.
عشق: هيا جاعده ف الجنينه الصغيرة.
أما في الجنينه، نجد بسمه حزينه، وتحدث نفسها:
كده بردك يا خيتي، تهمليني؟ أنا كده معادش ليا حد، لا أم ولا أخت، حتي أبوي هملني من زمان، ومعاملته ليا كأني مش بنته.
لتجد جميله أمامها.
جميله تحتضن بسمه: يا ستي، اعتبريني أنا أختك، أنا والبت عشق، ولا إحنا مش عاجبينك؟ وبعدين ف عرف الصعيد، أنا أبجا عمتك، أخت جوزك.
لتضحك بسمه.
جميله: صدقيني، كله بيعدي، لا حزن دايم، ولا فرح دايم، ولازم نعيش حياتنا.
وبعدين، أنا لو اديتك أمانه، وجيت طلبتها منك، تزعلي؟
بسمه: لاء طبعًا، حجك تاخدي أمانتك.
جميله: أمال معترضه ليه إن ربنا استرد أمانته؟
بسمه: حاشا لله، بس الفراج صعيب جوي.
جميله: ده حال الدنيا.
عشق: لازم تبقي قويه، على الأقل عشان الطفل الصغير ده، أمانه أختك.
بسمه تمسح دموعها: حاضر.
عشق: خلاص، تعالي ندخل جوه، نستجبلو الحريم اللي جايين يعزو.
بسمه: حاضر، أنا جايه معاكم.
جميله: وكمان عشان أدهم ميتخضش عليكي.
بسمه: ربنا يصبّر جلوبنا.
أما عز، فكان يجلس في أول العزاء، وهو يحدث نفسه:
مش عارف ليه قلبي مقبوض كده؟ استرها من عندك يا رب.
ليقترب منه أدهم.
أدهم: مالك يا بابا؟
عز: والله يا ابني قلبي مقبوض أوي.
أدهم: إن شاء الله خير.
عز: خليك واقف جنب شمس، متسيبوش.
أدهم: أكيد طبعًا، ربنا يكون ف عونه.
عز: أمال حامد وأكمل فين؟
أدهم: واقفين مع نزار وجدي.
عز: طيب يا حبيبي، وأختك فين؟
أدهم: جوه مع البنات.
عز: والله حاسس إن وشنا وحش عليهم.
أدهم: متقولش كده، ده أمر الله.
عز: الشيخ هيبدء، تعالي نقعد جنبهم.
أدهم: حاضر.
وكان المقرئ يقرء القرآن، وشمس يبكي بحرقه.
أما ف الداخل، بدأت السيدات في الحضور إلى المنزل لتقديم واجب العزاء.
إحدى السيدات: أمال فين الست الهام؟
صافيه: من وجت ما عرفت الخبر، وهيا راجده عيانه.
السيدة: أمال مش مرت أخوها وصاحبة عمرها؟
وكانت سناء جالسه بجوار السيدات، لتقول:
سناء: الهام طول عمرها حنينه.
صافيه: أمال حضرتك مين؟
سناء: أنا صاحبة المرحومه، وكنا مع بعض ف المدرسه.
إكرام: مرحب بيكي يا بتي.
سناء: هيا المرحومه ماتت كيف؟
صافيه: الدكتور جال سكته جلبيه.
سناء: اه، يعني ماكانتش عيانه؟
بسمه: له، ماكانتش عيانه، زي ما عمتي جالتلك، سكته جلبيه. احترمي الواجب وكفاياكي سؤالات بجا.
سناء: عن إذنكم، أصلي فايته، ولدي بيرضع مع أمي، شدو حيلكم.
لتخرج سناء، وهي تفكر:
“أنا مش هجولهم سكته جلبيه، والله لازم أوجع جلبك يا الهام، وأجولها، أنا سمعتهم بيجولو إن الهام هيا اللي موتتها، وإنهم بيدورو عليها.”

أما عبدالرحيم، ها هو قد وصل إلى منزله ومعه العروسه.
عبدالرحيم: نورتي يا عروسه، ياله غيري هدومك.
الطفله: ليه؟
عبدالرحيم: عشان الليله دخلتنا.
الطفله: يعني إيه؟
عبدالرحيم: يعني هنلعبو مع بعض.
الطفله: بجد؟
عبدالرحيم (بخبث): أمال إيه، خدي البسي الجميص ده.
الطفله: عيب، اجعد جدامك كده؟
عبدالرحيم: يبجا مش هديكي اللعبه اللي جيبتها لك، والحلاوه كمان.
الطفله: له، خلاص، هلبسه.
عبدالرحيم: جدعه، بتسمعي الكلام.
أما ملك، فكانت جالسه ف العزاء، لتنظر إلى جميله نظره معناها “عاوزاكي”،
لتفهم جميله، فتقترب منها.
ملك: أمشي أنا؟
جميله: تمشي تروحي فين؟
ملك: هقعد أعمل إيه؟ أنا قولتلكم على كل حاجه.
جميله: لاء، اصبري، بعد العزا نشوف هنعمل إيه، وكمان جدي لازم يعرف، اصبري.
جميله تدخل إلى المطبخ:
سعاد، عاوزاكي تندهي جدو من غير ما حد ياخد باله، وقوليله إني عاوزاه ضروري.
سعاد: حاضر.
جميله: تعالي يا ملك، ندخل الكُتب لغيت ما جدو يجي.
لتخرج سعاد، وتبلغ الجد.
الجد: طيب، روحي، وأنا جاي وراكي.
أما عند عبدالرحيم، فيضع الخط الجديد ف التليفون،
ثم يسجل رقم إكرام، ويرسل لها صور عبدالكريم مع عواطف،
ومعها تسجيل مكالمه بين عبدالكريم وعواطف،
ثم يخرج الخط ويكسره،
ويقول: هما كده وصلو، ياله، خليها تغفلج على الكل.
لتخرج عليه الطفله، وهي تلبس قميص نوم طويل وواسع جدًا عليها.
ليضحك عبدالرحيم: ده احنا ليلتنا فل النهارده.

أما في المنزل، فكان الجد يستمع إلى حديث ملك.
الجد بحسره: حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا عبدالرحيم، كل الشر ديتي مالي جلبك؟
ملك: سامحني يا حج، بس أنا عمري ما كنت هأذي حد، وكمان خايفه على أمي من عياش، ده ميعرفش ربنا.
الجد: متخافيش يا بتي، أنا هشيل أجيبها، بس اللي نفسي أعرفه: هو ليه عجور عاوز ياءذينا؟
ملك: عشان بيقول إن حضراتكم السبب ف موت مراته، أصل بيقول إنها انتحرت لما قولتوا عليها حراميه.
الجد: يعلم ربنا يا بتي إننا من دمها براءه، وبعدين هي اتكتلت، منتحرتش.
ملك: إيه؟ اتقتلت؟
ليسمعوا صوت صراخ وعويل.
الجد: مين اللي بيصرخو دول؟ حولنا الصراخ حرام.
لتخرج جميله: يا جماعه حرام كده، بتعذبوها ف قبرها.
لتنظر على يمينها، فتجد والدها ملابسه ملطخه بالدماء.
جميله بدهشه: إيه ده يا بابا؟ إيه الدم ده؟
عز: قتلو حامد، ابني! ابني وخطيبك اتقتلو!
لتصرخ جميله: بتقول إيه؟؟
ليخرج الجد: فيه إيه؟
عز: قتلو حامد ولدي يا أبا، وقتلو خطيب بتي يا أبا! كتلوهم!
الاب: إيه بتجول إيه؟
ليخرج الجد مهرولًا، ليجد حامد غارقًا في دماؤه، وأكمل أيضًا مضروب برصاصه ف قلبه،
ويجلس أدهم بجانبهم شاردًا، ليقع الجد على الأرض،
لتخرج جميله وملك.
جميله: حامد أخويا؟ أكمل حبيبي؟ مين اللي عمل فيكم كده؟ هو شمس؟
شمس هو اللي عمل كده؟ عشان ينتقم مني؟ هو فينه؟ أنا لازم أقتله!
لتحتضن أخيها، لتجده يحدثها بصعوبه:
مش شمس يا جميله، شمس ونزار جريو ورا القاتل.
لتترك أخيها، وتقترب من أكمل:
أكمل! أكمل! كلمني! رد عليا!
أكمل (بصعوبه بالغه): بحبك، بحبك أوي يا جميله، هتوحشيني.
ليفارق أكمل الحياه.
لتبدء جميله ف الصراخ والعويل:
أكمل، متسبنيش يا أكمل! قوم بالله عليك!
احنا هنتجوز ونخلف عز وحامد وأدهم وجميله!
قوم بقا! متبقاش رخم!
ولكن كان أكمل قد فارق الحياه.
لتصرخ جميله بأعلى صوتها:
لاء يا أكمل! حرام عليك، أوعى تسيبني!
عارف؟ أنا جهزت فستان كتب الكتاب،
وأنا وإنت هنبقى أجمل عرسان، قوم بقا،
أنا عارفه إنك عاوز تعرف غلاوتك عندي،
وحياة دمك اللي بيجري ف عروقي، أنا بحبك، ومحبيتش حد غيرك.
طاب، قوللي مين اللي هيوقف جنبي لما أعمل مصيبه ويحلهالي؟
قوم بقا، عارف؟ لو مقومتش هزعل منك وأخاصمك!
يعني مش عايز تقوم؟ طاب أنا مخصماك!
أدهم (ببكاء): كفايه يا جميله، أكمل خلاص راح.
خلينا ف أخوكي حامد، بين الحياه والموت، لازم ننقله مستشفى،
وبابا مصدوم!
ليقترب شمس منهم:
شمس: جومي يا جميله، حرام عليكي اللي بتعمليه ده،
جومي شوفي أبوكي، أبوكي هيروح مننا!
نزار: اتصل بالمستشفى، خليهم يبعتوا إسعاف بسرعه، بسرعه يا أخوي.
نزار (بحزن): حالًا، أهه.
أما عز، فكان في حاله صدمه.
شمس: أدهم، اتصل بناس أكمل.
أدهم: مش عارف أقولهم إيه.
شمس: أي حاجه!
أدهم: أي حاجه إزاي بس؟
نزار: جولهُم إن مرت واد عمك اتوفت، وعمي جالك، عرفهم عشان ياجو يعملوا الواجب.
أدهم (بحزم): حاضر.
ويتصل أدهم بوالد أكمل، ويبلغه بوفاة زوجه شمس:
كمال العصار (الوزير): البقاء والدوام لله. هو أكمل مش عندك؟
أدهم (بتهته): أكمل راح معاهم المقابر، وتليفونه فاصل شحن.
كمال: أنا جاي يا ابني، ساعتين وأكون عندكم.
لتأتي الإسعاف، لتأخذ حامد وجثه أكمل.
شمس: معاهم يا نزار، انته وأدهم، وأنا هشوف عمي وجدي.
ويذهب نزار وأدهم.
لِيدخل شمس، ليجد جده وعمه في حاله توهان.
شمس (بحزن): شد حيلك يا عمي، أكمل البقاء لله،
وحامد إنشاءالله يبجا زين.
عز: ولادي، ولادي يا أبا!
يا ريتني مرجعت! يا ريتني فضلت بعيد!
يا ريتني مرجعت!
شمس: أمر الله يا عمي.
عز: جميله فين؟
شمس: جميله بره جاعده، ومتوهه خالص.
الجده: خليك جارها يا شمش، بت عمك غلبانه،
وفرحتها انكسرت، والله معارفه إيه بيجرالنا ديتي،
ربنا يطمنا عليك يا حامد يا واد،
ولدي يا رب، ويصبر ناسك على فراجك يا أكمل.
شمس: اللي حصل ديتي يا جدّه، حاجه كبيره جوي،
واللي عمل كده جاصد يوجعنا،
ف مشاكل، عشان البلد كلها عارفه إن جميله مخطوبه لواد وزير الداخليه.
الجده: اه والله، كلامك صح يا شمش.
شمس: يا ترى الأيام مخبّيلنا إيه؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية اوجاع الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock