رواية زهرة الهاشمي الفصل الرابع 4 بقلم سمية رشاد
رواية زهرة الهاشمي الفصل الرابع 4 بقلم سمية رشاد
رواية زهرة الهاشمي البارت الرابع
رواية زهرة الهاشمي الجزء الرابع

رواية زهرة الهاشمي الحلقة الرابعة
“سُقم”
بأعين متورمة جذبت هاتفها من على الطاولة المجاورة لفراشها فور استيقاظها من نومها؛ فاليوم هو الثامن منذ لقائها به ولم يخبرها أحد بموافقته حتى الآن، تيقنت أنه قد رفض الزواج منها بعد مقابلتها وتجاهل والديها إخبارها بذالك، وهل لها أن تلومه على رفضه بعدما فعلت بزيارته؟ كيف لشخص عاقل أن يقبل الزواج من مثلها؟ حتمًا رآها حمقاء بخجلها المبالغ فيه ذاك، رفعت الهاتف على صورته التي كانت تتأملها ثم ضغطت على زر
الحذف في محاولة منها لعدم تعليق قلبها به أكثر من ذلك.
استمعت إلى والدتها تدق على باب غرفتها قبل أن تدلف مرتدية لملابسها كاملة وهي تهتف باستعجال
– قومي البسي يلا عشان نروح نشتري لك فستان ومستلزماته
عقدت حاجبيها بتساؤل معتقدة أن والدتها تريد إخراجها لتنسيها رفضه الذي خدش كرامتها فصاحت والدتها بنزق
– يلا يا زهرة مفيش وقت الناس جايين النهاردة
-ناس مين؟
سألت وقبس من أمل قد أنار قلبها فأجابتها والدتها بنبرة هادئة
– يا بنتي هاشم وأهله أبوكي لسة متصل وقايل لي إنهم جايين يتفقوا النهاردة
برقت عينيها من الصدمة وسرعان ما قفزت على والدتها تسألها بلهفة لم تستطع وأدها، عقدت حاجبيها باندهاش وهي تسألها
– أنتِ مكنتيش عارفة إن هاشم وافق؟
هزت رأسها بالنفي وهي تسعى بسعادة غامرة بقلبها وكأنها ملكت العالم أجمع فقالت والدتها باستعجاب
-إزاي بقا؟ دا كلم أبوكي بعد ما كان هنا بيومين وعرفه إنه موافق وأبوكي قاله هيستنى الأسبوع يخلص وبعرفك ويشوف رأيك
هزت رأسها بالنفي تاكيدًا على قولها السابق أن والدها لم يخبرها بشيء فهتفت والدتها بضيق
– أبوكي عليه صبر وطولة بال مش على حد والله، أومال كان مستني ياخد رايك إمتى، أنت موافقة يا زهرة صح؟
اهتزت حدقتيها بقلق وهي تصيح بسؤالها ذاك فاحمرت الأخرى خجلًا وهي تهز رأسها بخفة
ابتسمت والدتها على صغيرتها الشقية التي باتت تخجل منها ومن ثم احتضنتها بمحبة قبل أن يرتفع صوتها هاتفة وهي تتركها وتغادر الغرفة
– طب يلا البسي نروح نشتري لك فستان لأن مع الإتفاق هيكون في زي قراءة فاتحة كدا بس احنا مش هنقرأها.
ابتسمت زهرة على جملة والدتها وهي تتذكر والدها الذي يأبى قراءة الفاتحة قبل خطبة بتاعة معللًا بأنها لا أصل لها في الشرع وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأها في ذات الموقف.
بعد عدت ساعات عادت مع والدتها وارتمت على أول مقعد قابلها بإنهاك، نظرت إلى فستانها الذي انتقته بسعادة، رفعت الكيس لتحتضنه وهي تتذكر كيف خطف قلبها حينما وجدته معلقًا على ذاك المجسم الصناعي، فلونه الأزرق بتفصيلته التي لم تشتمل على أي إضافات سوى هذان الطرفان اللذان يُعقدان بخلاف بعضهما من الأعلى، حتى خمارها الذي كان بذاك اللون المشابه الحبيبات الكاكاو قد أشعرها بالسعادة، فهي كانت قد رأت صورة لفستان مشابه على أحد المواقع من قبل ولم تكن تتوقع أن تجده هكذا بسهولة دون حجز يدوم لأسابيع.
حملت نفسها وفستانها ودلفت إلى غرفتها لقياسه فوالدها لم يكن يسمح لإحدهن بقياس الملابس خارج البيت أبدًا، حينما ارتدته وجدته مناسبًا وكأنه قد فصل على جسدها هي فهرولت إلى الخارج لتأخذ رأي والدتها به عليها، وجدت شقيقتها أميرة قد حضرت فصاحت الأخرى بحماس
-الله يا زهرة جميل أوي عليكِ وحتى على الرغم من إنه صك بس مش ضيق ورقيق خالص
ابتسمت بسعادة على تعليق شقيقتها فأجابتها بمرح
– أنا أي حاجة بتكون حلوة عليا أصلا يا بنتي
أومأت إليها الأخرى بتأكيد وهي تقول بمخالفة لفعلتها
– متتغريش أوي كدا يعني
ابتسمت زهرة بغرور وسعادة ارتسمت على وجهها وها هي السعادة صاحبتها حتى أتت اللحظة التي استمعت فيها إلى رنين جرس الباب الذي أعلن عن قدومه وأهله، شعرت بالتوتر يكسوها مرة أخرى ولكن لم يدم توترها طويلًا بعدما انغمست مع والدته وأقاربه، فقد شعرت بالألفة بينهن مما جعلها تشعر بالراحة والطمأنينة على حياتها فيما بعد.
أعلنت والدته قلقها من ألا يتفق عم هاشم مع الشيخ منتصر فيما يجب عليهم جلبه من الأجهزة على الرغم من أنها أخبرت عم هاشم بأن يقبل ما يطلبونه ولكنها تعلم شخصية عمه المتسلطة التي لا تقبل إلا بما يريده.
طمأنتها والدة زهرة أن الشيخ منتصر لا يطلب شيء من أزواج بناته ولا يتفق أصلا على ما يجب عليهم فهو يتركهم يأتون بما يقدرون عليه ويقوم هو باستكمال باقي الأجهزة دون اعتراض، وقد كان ما قالت وهي تستمع إلى أصوات الرجال وهم يباركون لهاشم والشيخ منتصر بالداخل، كادت إحدى عمات هاشم التي قدمت معهم أن تعلن عن سعادتها بما يعرف بالزغاريد ولكن والدة هاشم أخبرتها باحترام أنه قد حذرها من فعل ذلك في مكان يصل صوتها به إلى الرجال، ابتسمت زهرة بسعادة وفخر وهي تستمع إلى كلمات والدته التي علمت بها حرصه على ألا ترتكب محرمًا حتى في غيابه.
بعد مرور ساعة انصرف الجميع ولم يتبقَ سوى شقيقات زهرة ووالدة هاشم وعمته فدلف إليهن يونس بعدما استأذن بالدخول موجهًا حديثه لزهرة وعيناه لا تحيد عن زوجته التي تجلس بجوارها
– أبي بيقولك يا زهرة تعالي اقعدي معانا شوية
أومأت إليه بالقليل من التوتر الذي امتزج بالسعادة ثم اتجهت إلى أقرب مرآه وقامت بعقد نقابها حول رأسها
عقدت عمته حاجبيها باندهاش وهي تسألها
– بتلبسي النقاب ليه؟ مش المفروض يشوفك تلت مرات!
اهتزت حدقتيها قليلًا توترًا من تلك المرأة ولكن والدة هاشم أزالت عنها الحرج وهي تجيب عنها
– أدام هو وافق عليها من أول مرة ملوش لزوم يشوفها تاني يا عمتي
التوى ثغر المرأة بعدم اقتناع فوقفت زهرة بقلق دون حراك إلا أن والدة هاشم أومأت إليها تطمئنها وهي تهتف بخفوت
– ادخلي مع اخوكي يا حبيبتي
تنهدت بقوة شاعرة بأن عمته هذه لن تكون هينة معها أبدًا ثم سارت خلف شقيقها على استحياء.
جلست على ذات المقعد الذي كانت تحتله في الجلسة السابقة.
عقدت حاجبيها بتساؤل وهي تستمع إلى حديثهم السعيد عن سفر محتمل له، شعرت بالضيق ينغرس بقلبها ولكن هرول إليها الأمل يطمئن قلبها ويخبرها أنها فهمت حديثهم بشكل خاطيء.
بعد دقائق جلس يونس في ركن قريب منهم وفتح هاتفه يتفصه بينما خرج والدها متعللًا بوجود بعض الأشغال التي يجب عليه فعلها.
رمقته بخجل بعد انفرادها به ولكن صدمها عدم نظره إليها، تعاركت أناملها مع بعضها بارتباك لا تدري ماذا عليها أن تفعل، وكأنه شعر بارتباكها فقال بهدوء
– عاملة إيه؟
رفعت رأسها إليه لتجيبه فوجدته بنظر بالاتجاه الآخر، الآن فقط فهمت ماذا يفعل، رقص قلبها فرحًا بعدما توصل عقلها بأنه يغض بصره عنها رغم جلوسها أمامه بكامل احتشامها، شعرت بالأسف على أحوال المسلمين التي جعلت فعلته هذه نادرة، فالكثير من الخطاب إن لم يكن جميعهم باتوا يتخذون الخطبة سلمًا متجاهلين عفتها ويتسلقون درجاتها الملطخة بالمعاصي درجة درجة حتى يصلون إلى بر اللا أمان فيرتكبون الفواحش ثم تضيق قلوبهم غير قادرين بعقاب الله الذي لا لأحد السبب فيه سواهم.
أجابته بصوت ظهرت السعادة به وهي تنظر إلى الأرض هي الأخرى شاعرة بأفعاله تسوقها إلى التزام ما غفلت عنه دون قصد
– أنا الحمد لله بخير
-الشيخ منتصر حدد الخطوبة بعد أسبوعين الميعاد دا مناسب ليكِ.
وكأنه قذفها بسهم من السعادة بسؤاله ذاك الذي أشعرها باهتمامه لرأيها رغم علمها بالميعاد قبل قدومه أصلا ولكنها أجابته بمرح
– يعني لو مش مناسب هتغيروه
ارتسمت على ثغره ابتسامه لو كانت علمت بها لأجبرها قلبها العاصي على عدم رفع نظرها عنه ثم أجابها بهدوء
– طبعًا لو عندك أي اعتراض عرفيني الميعاد المناسب ونغيره
هزت رأسها بالنفي وهي تشعر بالحرج من حديثه الجاد معها، كانت تعتقد أنه سيجاريها بمرحها كما كان يفعل بالمرة السابقة ولكنه صدمها بتعامله المحدود معها، على الرغم ضيقها إلا أنها احترمته أكثر من ذي قبل بفعلته هذه فقد تعمد إظهار شخصيته لها في المرة السابقة كي تستطيع تحديد موقفها وها هي قد وافقت عليه ووافق عليها فآن الآوان ليتعاملان مع بعضهما كخاطبان ويلتزمان بضوابط الخطبة، حمحم بتساؤل حينما لم يستمع لإجابتها فقالت بهدوء
– لأ مناسب الحمد لله
– طيب كويس جدًا إن شاء الله هننزل الأسبوع الجاي نشتري الشبكة استعدي بقا.
أومأت بهدوء وسرعان ما شعرت به ينهض من مكانه ويضع شيء ما على الطاولة أمامها فعقدت حاجبيها بتساؤل ولم يدم فضولها كثيرًا وهو يقول
– اتفضلي دي هدية مني.
اتسعت ابتسامتها وصفقت بطنها سعادة وهي تتذكر الشيكولاته التي أتى بها المرة السابقة مع ذلك المصحف ذو اللون الكحلي الذي خطف عقلها، ولكن هتف لسانها على عكس ما تفكر به
– ليه كلفت نفسك
– مش تكلفة دي حاجات من عندي من السنتر دعايا عشان تشتري من عندنا بعد كدا
ارتسمت الابتسامة على ثغرها وهي تسأله
– هو مكان السنتر دا فين؟
– ملوش داعي تعرفي مكانه وقت ما تحتاجي أي حاجة عرفيني وأنا هجيبها لك إن شاء الله.
أومأت بخجل ثم سألته بعدما ارتسم الارتباك على وجهها
– هو ممكن أسألك سؤال؟
-اتفضلي
قالها بفضول فقالت بتوتر لم تعتاده
– هو حضرتك هتسافر؟
– أولًا بلاش حضرتك دي، وبالنسبة للسفر فإن شاء الله بتمنى ربنا ييسر الموضوع
شعرت بالضيق يسكن كالضيف الثقيل على قلبها قبل أن تقول بنبرة أظهرته
– طيب ليه مش قلت إن بتشتغل في السنتر دا إيه لازمة السفر؟
هز رأسه بتفهم بعدما أدرك أنها لم تستمع إلى كامل حديثهم ثم أجابها بنبرته الهادئة التي تجعل قلبها يرتجف رغمًا عنه
– أنا مش هسافر شغل بنفس المعنى أنا بعرف أسوق عربيات وكدا فأنا هسافر السعودية كسائق عشان أعمل حج حاجة اسمها “خدمة حجاج” يعني شهر بس وعلى فكرة دي تاني مرة بس ربنا ييسر الموضوع المرة دي.
أومات إليه بإيجاب وهي تشعر بكلماته تهدم الضيق من قلبها شر طردة وتشيد مكانه قصورًا للسعادة والراحة.
ترك يونس هاتفه بإرهاق وانشغل مع هاشم بالحديث ثم أتى الشيخ منتصر فجلس معهم هاشم قليلًا ثم استأذن بالانصراف كالمرة السابقة.
جلس يونس منهكًا برفقة شقيقاته محتلًا المقعد المجاور لزوجته حتى لا تكثر الأقاويل
عقدت والدته حاجبيها وهي تسأله بقلق
– مالك يا حبيبي؟ وشك أصفر كدا ليه
ابتسم بتعب وهو يجيبها بخفوت
– مفيش يا أمي عندي برد عامل لي هبوط
اقتربت منه بقلق شديد ثم وضعت يدها على جبينه قبل أن تشهق قائلة
– يا نهار أبيض دا أنت ساخن خالص يا حبيبي هاتي يا أميرة الترمومتر من جوه كدا.
هرولت أميرة التي كانت تتابع حديثهم بقلق إلى الداخل بينما نهضت خديجة التي كانت تشعر بتعبه منذ البداية من مقعدها وتلمست جبينه بهدوء بعدما تقابلت عيناه معه حينما نظر إليها باندهاش من وقوفها أمامه
لم تتوقف على رميه بتلك النظرات العاتبة فأشاح نظره عنها وهو يتابع والدته التي وضعت الجهاز بفمه
– درجة الحرارة تسعة وتلاتين ونص لازم تروح تكشف
هز رأسه بالنفي وهو ينهض قائلًا
– لأ مش للدرجة دي أنا هجيب علاج من الصيدلية وأنا مروح وخلاص
كادت والدته أن تتحدث بالرفض ليبيت معها كي تطمئن عليها ولكنها تراجعت حينما وجدتها فرصة مناسبة كي تعتني زوجته به عل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
وجهت حديثه إلى خديجة بقلق
– خدي بالك منه يا خديجة أنا عارفة أنه مش هيرضى يبات .. ولو الحرارة منزلتش كلميني يا حبيبتي نيجي ناخده المستشفى أنا وعمك
هزت رأسها بإيجاب وهي تقترب منه بتوتر وتتمسك بذراعه خشية أن يحرجها أمام الجميع، ولكن على ما يبدو أن التعب قد تملك منه فلم يعبأ بما يحدث فقالت والدته بقلق أكبر بعدما رأت حالة ولدها
– ما تبات هنا يا ابني عشان مفضلش قلقانة
بدون تركيز أجابها
– هروح يا أمي أعزل نفسي لأن ممكن تكون كرونا.. أنتِ عندك السكر خليكِ هنا.. متقلقيش أنا كويس
ولكن من أين لها أن تشعر بالراحة وهي تراه بالكاد يتحدث إليها.
نزل الشيخ منتصر برفقته وزوجته وأوصلهم إلى المنزل بعدما استقلوا أحد الوسائل المعروف ب”التوكتوك” ثم عاد إليهم مرة أخرى بالدواء وشدد على خديجة بأن تهاتفه إن لم تقل حرارته.
جلست على المقعد المجاور للفراش بعدما أعطاه والده الدواء فهتف بأرهاق
– اخرجي برة الأوضة
برقت عينيها بصدمة ولكن لم تدم صدمتها طويلًا وهي تجيب برفض
– مش هخرج
احمر وجهه غضبًا وهتف بغلظة
– اخرجي برة يا خديجة متعصبنيش عشان مسيبش الأوضة ليكِ وأخرج أنا.
– أنت ربنا هيحاسبك على معاملتك دي ليا.
وكأنه كان بحاجة للألم فجاءت جملتها لتزيده فوق السقم أسقام وأسقام.
خرجت من الغرفة وجذبت الباب قليلا دون أن تغلقه كاملًا ثم حملت أحد الكراسي ووضعته خلف الباب بحيث لم يره وجلست عليه ثم سمحت لدموعها بأن تفر من محبسها الذي كادت أن تختنق به عله هو الآخر يعتق قلبها ويزيل عنه اختناقه، تعلم جيدًا أن مرضه هذا ليس سببه ذاك الفيروس المنتشر في الجو كما قال ففي كل مرة يسقم قلبه كان جسده يعلن حزنه هو الآخر فيخر مريضًا ولكن كيف له أن يعترف بأن جفائه معها وبعده عنها سبب حزنه! وهل هي ستتركه هكذا ليعاني وحده دون أن تفعل ما يرفع عنه سقم قلبه فتبرأ أسقام جسده؟
*******
دلفت زهرة بدون حماس إلى غرفة الجلوس بعدما شعرت بالحزن يكسوها بسبب مرض شقيقها، حملت الكُئوس والأطباق التي كانت على الطاولة وقبل أن تغادر الغرفة لفتت نظرها تلك العلبة التي تركها لها، ضربت على رأسها بعتاب وقد نسيت أمرها تمامًا بسبب انشغالها بمرض شقيقها، فتحت العلبة برغبة تكاد تكون معدومة ولم تقدر سوى أن تبتسم بعدما رأت ذاك الوشاح الأسود ذو الجيبة السوداء والنقاب المماثل لها في اللون، لمعت عينيها بإدراك وعقلها يهتف”حسنًا يبدو أن الشيخ يهوى الأسود ولا يرتضي غيره على أجساد ذويه”
رغمًا عنها تلهف عقلها وتأملت أن يكون قد ترك لها شيئًا مكتوبًا بداخل العلبة ولكن الإحباط كان رفيقها وهي ترى العلبة فارغة تمامًا مما رغبت به، لا تعلم بأن الإحباط هذا لا يحق له أن يصطحبها إلا بعد أن يتخلى عن مبادئه ويترك لها ما يرتضيه الشيطان.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة الهاشمي)