روايات

رواية جحيم الغيرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة البارت التاسع عشر

رواية جحيم الغيرة الجزء التاسع عشر

جحيم الغيرة
جحيم الغيرة

رواية جحيم الغيرة الحلقة التاسعة عشر

 دخلت ابتهال العمارة الجديدة، خطواتها مترددة كأنها داخلة على حياة مش عارفة تبدأها منين.
كان الباب مفتوح، وصوت العمال واضح… كراتين، ومناورات نقل، وصوت رجل بيصرخ:
ـ خلي بالك من المرايا دي!
دخلت، شافت عمران واقف وسطهم، عرقان، لابس تيشيرت سادة وبنطلون رياضي، لكنه بيتصرف كأنه صاحب البيت، مش مجرد مساعد.
لما لمحها، سكت للحظة، ثم قال:
ـ اتأخرتى ليه؟
ـ كان عندى شغل متأخر بسبب الاجازه وصعب أعرف اخد اجازه تانيه هيطردونى وقتها
متنساش انى دى مصالح ناس ترضى حد يعطلك مصالحك
ـ لأ طبعاً… غلبتينى فى الكلام
نظرت ابتهال حوالينها
ووجدت الشقه اصبحت مقلوبه رأساً على عقب
كيف ستتمكن من فرشها بمفردها ؟؟
هى تحتاج لشهر حتى تستطيع أن تنظمها
ـ سرحانه فى ايه مالك ؟؟
قالها عمران بابتسامة خفيفة، وهو بيستقبل عفش الغرفه القديمه فهو قد تخلص من غرفتها القديمه واشترى لها واحده جديده
نظرت ابتهال لتلك الغرفه الجديده باستغراب
ـ دى مش الاوضه بتاعتى انت مجبتهاش
ـ روحت اجبها لقتها قديمه ودايبه بعتها وجبتلك مكانها واحده جديده
ـ طيب مش تاخد رأيى افرض مش معايا فلوس أكمل
ـ اعتبريها سلف وبعدين ماتقلقيش انا تاجر شاطر ودفعت فرق بسيط
الاوض الجديده لقيت سعرها حلو اوى تقريبا مقارب لسعر اوضتك القديمه
اقتربت ابتهال من الغرفه الجديده وقامت بالكشف عليها ثم نظرت له بقله حيله وسخريه
ـ لا طلعت شاطر فعلا الاوضه القديمه بتاعتى خشبها ارو دى mdf
– يعنى ايه
ـ يعنى ورق 😬😬
ـ قصدك ايه
ـ قصدى انك اتضحك عليك 😁😁 ماتبقاش تعمل شاطر تانى
صمت عمران واقترب من الغرفه يعاينها من قرب ووجد ابتهال محقه
ـ خلاص وقت ما نفرش شقتنا هسيبك انتى تنقى الخشب وكل حاجه على ذوقك طلعتى شاطره بس انتى عرفتى الحاجات دى ازاى
ـ من صحابى وقت ماكانوا بيجهزوا كنت بنزل معاهم اساعدهم وكده …… وبعدين استنى مين قالك انى وافقت عليك
ـ قلبى يا قلبى اللى قالى وكاد أن يقترب منها حتى يناكشها لكن
قطع اللحظة عامل بينادي من البلكونة:
ـ يا باشا، التلاجة مش داخلة من الباب دا!
ـ هنطلعها من البلكونه … استنوا شوية!
بصت ابتهال لعمران وقالت:
ـ يلا اتصرف على ما ارص الهدوم جوه الدولاب على الأقل اخلص من حاجه
دخلت ابتهال أوضتها الجديدة، قفلت الباب وراها، ووقفت لحظة تبص حوالينها…
الدولاب لسه فاضى، والستارة متعلقة نص تعليق، والمرتبة موجوده على السرير بشكل عشوائي.
فتحت الشنطه اللى فيها الفرش
وعدلت المرتبه وفرشتها وبعد كده علقت الستاره … وبدأت ترصّها جوه الدولاب، واحدة واحدة، وهي بتكلّم نفسها:
ـ ده مش بيت… دى ورشة شغل.
فجأة سمعِت خبطة خفيفة على الباب:
ـ ممكن أدخل؟
ـ ادخل
دخل عمران وهو شايل زجاجة مية وعلبة عصير ووجبه طعام
ـ جبنا حاجه ساقعة، وغدا انا جوعت جدا واكيد انتى كمان جعتى
ـ شكرا يا عمران انا هموت من الجوع
وشكرا على تعبك وواقفتك مع العمال انهارده وأنك سبت شغلك عشانى
سكتوا لحظة… وبعدين قال:
ـ ماتشكرنيش على واجبى معاكى يا ابتهال بالعكس …. انا اللى أشكرك إنك وثقتى فيا مره تانيه وسماحتيلى انى اساعدك
حاول عمران أن يغير الحديث
ـ يلا ناكل بقى ونكمل بعدين
جلسوا سويا ليتناولوا طعامهم وترحوا باب الغرفه مفتوح
نظر عمران حوله وعلى ترتيب ابتهال لغرفتهت
ـ شكلك بتعرفى ترتبى .
ـ أيوه… أنا اتعلمت اعتمد على نفسى من سنين،
ـ انسى السنين اللى عدت وخلينا فى بدايتك الجديدة
ـ يعنى خلاص؟ دى بداية جديدة؟
ـ آه… من غير ماضى، من غير حمل، من غير حد يحملك فوق طاقتك
ـ عندك حق …. خلص بقى اكل بسرعه عشان تلحق تخلص
انتهوا من طعامهم وعادت ابتهال لرص دولابها مره اخرى وذهب عمران ليقف مع العمال ليكملوا نصب الاثاث
كان الهدوء غريب فى بيت ابتسام.
أوضة ابتهال فاضية، والصالة فيها صوت التليفزيون شغال على مفيش.
فردوس قاعدة على الكنبة، بتقلب فى موبايلها بعصبية،
وابتسام قاعدة على الكرسى المقابل، باصه للفراغ
قطعت فردوس الصمت فجأة:
ـ يعنى عمران يسيب شغله وينقل عفشها بنفسه؟
ابتسام بصّت لها بحذر:
ـ هو كان بيساعدها وخلاص
ـ مساعده إيه؟! واحد وواحده فى شقه لواحدهم يبقى بيساعدها فى ايه
ـ فردوس كفاية بقى الكلام ده ، عيب كده انتى بتتكلمى عن اختك
ـ لأ مش كفاية، انتى مش شايفة اللى بيحصل؟
ابتهال عاملة نفسها مظلومة، وسابت البيت، والكل بقى شايفها ضحية، وعِمران بقى فارس أحلام!
سكتت ابتسام… لكن كان باين إن كلام بنتها مش عاجبها
ـ انتى زعلانة إنها بقت لوحدها؟
ـ لأ… أنا مستغربة الناس اللى بتقف جمبها بعد كل اللى عملته
ـ هى عملت إيه؟
قالت ابتسام، والسؤال طلع من غير تفكير، كأنه عايز يعرف مش يلوم.
رفعت فردوس عينيها بدهشة:
ـ بجد؟ انتى ناسية إنها كانت على علاقة يجوزى واتسببت قى خراب بيتى ؟
ـ فردوس ماتضحكيش على نفسك علاقتك من زمان بايظه بياسين من قبل دخول ابتهال حياتكم … وجودك معاه كان تحصيل حاصل
وكذا مره زمان نصحتك بالطلاق فاكره لكن انتى كنتى متمسكه بيه بطريقه غريبه
ـ يعنى خلاص؟ بقيت أنا الغلطانة دلوقتى؟!
سكتت ابتسام… وحست فجأة إنها تايهة بين بنتين، واحدة خرجت تدور على نفسها، والتانية لسه جوّا البيت مالهاش هدف ولا طموح .
قامت من مكانها، راحت لأوضة ابتهال… فتحت الباب ببطء،
بصّت جوا الأوضة الفاضية… السرير مش موجود، الدولاب متشال، والحيطة فيها آثار حاجات كانت متعلقة.
دخلت، وقعدت على الأرض.
ـ راحت…
جملة خرجت منها كأنها اكتشفت إنها خسرت حاجة،
مش بس بنتها،
لكن حاجة أعمق…
رجعت فردوس، وقفت على الباب، وبصّت لوالدتها قاعدة لوحدها وقالت:
ـ متزعليش عليها… هي اللى اختارت تمشى.
ردت ابتسام وهي باصة للأرض:
ـ يمكن…
بس إحنا اللى خليناها تدور على مخرج. انا اللى غلط فى تربيتى ليكوا
للاسف خسرتكم انتوا الاتنين
ـ خسرتينى ازاى انا جمبك اهو … انا مش عارفه ليه زعلانه إن ابتهال مشيت كده احسن
نظرت لها ابتسام بحسره لا تعلم ماذا تقول لها فهى من اوصلتها لهذا الحد من الانانيه والحقد على اختها
نظرت لها ابتسام
ـ فردوس انتى ايه هوايتك
صمتت فردوس لا تعلم
ـ مش فاهمه جايه بعد ٣١ سنه تسالينى هوايتى ايه ؟؟؟
معرفش ….. وانتى ماقولتليش ايه الحاجه اللى المفروض احبها او اركز معاها غير انى احاول اتفوق على ابتهال
كان كلام فردوس كص*فعات على وجهه ابتسام
فالمفروض من يذهب للعلاج فردوس وليس ابتهال
هى لا تنكر خطأ ابتهال العظيم تجاه اختها ولكنها اعتطها العذر
هى الان متعجبه كيف عاشت ابتهال واستطاعت النجاح والاعتماد على ذلتها فى وسط عائله كعائلتهم
هم من يجب عليهم المكوث فى المشفى وليس ابتهال
ابتهال استطاعت التعافى وان تنجوا بنفسها وتركتهم يغرقون
وقفت ابتسام ونظرت لفردوس
ـ فردوس ايه رايك تروحى لدكتوره وفاء.؟؟
على فكره انا كمان بروحلها
تحدثت فردوس بسخرية ممزوجة بعنف:
ـ انتى بتقولى إيه…؟
أنا أروح لدكتورة نفسية؟
هو أنا مجنونة؟!
نظرت لها ابتسام بهدوء ما كانتش بتعرف توصله قبل كده، وقالت:
ـ لا… إنتى مش مجنونة
لكنك تعبانة… وأنا كمان
وإحنا تعبنا ابتهال معانا، ودى أقل حاجة نعملها.
ضحكت فردوس ضحكة قصيرة، فيها قهر:
ـ يعنى بعد العمر ده، تقولى لى إنى تعبانة؟
ليه؟ عشان قلتلك إن ماعنديش هواية؟
ولا عشان مابقتش ملاك في نظرك؟
ولا عشان بنتك التانية مشيت وبقيتى بتدورى على بديل؟
اقتربت منها ابتسام خطوة، بصت لها بعين أم شافت الحقيقة متأخر:
ـ لأ…
عشان لما بنت عندها ٣١ سنة،
ما تعرفش تحب حاجة…
ولا تسامح أختها…
ولا حتى تسيب حب قديم وتكمل حياتها… ولا عارفه تشوف مستقبل عيالها وشايفه انها طلاما بتأكلهم وتشربهم يبقى كده تمام كأنها بتربى كتاكيت
يبقى جواها حاجة مكسورة من زمان.
ـ أنا مش مكسورة!
صرخت فردوس،
لكن صوتها كان مهزوز، زى مراية مكسورة بتحاول تقنع نفسها إنها لسه بتعكس الصورة كاملة.
قالت ابتسام بهدوء:
ـ عارفه أنا قلت لوفاء إيه؟
قلت لها إننا اللى محتاجين نروح المستشفى، مش ابتهال
وقلتلها إن البيت ده كله كان مريض…
وإنك إنتى أكتر واحدة محتاجة فرصة قبل ما تختفى جوا نفسك زى ما أنا اختفيت سنين.
سكتت فردوس، وبدأت الدموع تتملى في عنيها، لكنها بسرعة مسحتها بإيديها:
ـ يعنى انتى شايفانى… ضعيفة؟
ـ لأ
أنا شايفاكى… بنتى
اللى ضيعتها… وعايزة ألحقها قبل ما تضيع أكتر.
فردوس عشان خاطرى فكرى
يمكن لما تقعدى مع وفاء تقدر تساعدك تطورى من حياتك ومن نفسك زى ما عملت مع ابتهال وتخليكى انسانه ناجحه وطموحه
صمتت فردوس، تفكر في حديث والدتها،
فهو مش مجرد كلام…
دى كانت أول مرة تشوف في عين أمها نظرة ندم صادق، مش عتاب ولا أوامر.
رجعت بعينيها تسرح فى الأرض،
كأنها بتفتش عن نفسها وسط تفاصيل عمر كامل من التدليل والضياع ،
قالت بنبرة أهدأ من العادة:
ـ هي ساعدت ابتهال فعلاً؟
ـ جدًا…
وفاء ما دخلتش حياة ابتهال كدكتورة بس…
دخلتها كحد شاف الوجع من غير ما يحكم عليه.
ـ وإنتى… بتروحيلها ليه؟
سؤال خرج من فردوس بهمس، كأنه اختبار.
ابتسام تنهدت وقالت:
ـ عشان أتصالح مع نفسى…
عشان أبطل أهرب من اللى عملته،
وعشان… أكون أم أحسن، حتى لو متأخر.
نظرت لها فردوس، وسألت بنبرة مشحونة بالارتباك:
ـ وهى هتقدر… تصلّحنى؟
ـ مش “تصلّحك”
لكن تساعدك تلاقى نفسك
وتبدأى من أول وجديد… لو حبّيتى.
مرّت لحظة صمت،
ثم قالت فردوس، وهى بتشيح بوجهها:
ـ هفكر…
تفتكروا فعلاً فردوس هتوافق تروح لوفاء ؟؟؟
هل هيكون فى مواجهه تانيه بين فردوس وابتهال وهل المواجهة دى هتكون لصالحهم ؟؟؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جحيم الغيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock