رواية ناي نوح الفصل السادس 6 بقلم آيلا
رواية ناي نوح البارت السادس
رواية ناي نوح الجزء السادس

رواية ناي نوح الحلقة السادسة
كانت نايمة و حاطة راسها على رجلي و أنا بلمس على شعرها الناعم براحة، بصيت على عيونها اللي كانت بتلمع رمادي تحت النجوم و اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_لازم نبطل نتقابل، المشرفات لو عرفوا هنتعا.قب.
بصتلي بض.يق و رفعت راسها قبل ما تتكلم بإعتر.اض:
_مش مهم، انت أخويا يا صهيب، ميقدروش يبعدونا عن بعض مهما حاولوا.
غ.صة اتكونت في قلبي من كلامها، بس أنا…بس أنا مش عايز أبقى أخوكِ! أنا مش أخوكِ الحقيقي ليه مش فاهمة كدا؟!! دا الكلام اللي كان نفسي أصر.خ بيه في وشها بس مع ذلك بلعته زي كل مرة قبل ما أتكلم في محاولة مني إني أغير الموضوع:
_قوليلي يا سلمى، ن..نفسك تطلعي ايه بكرا و بعده لما تكبري؟!
همهمت بتفكير قبل ما ترد:
_مش عايزة أطلع حاجة، هتجوز واحد غني و هخليه يصرف عليا و يجبلي كل اللي أنا عايزاه.
كت.فت دراعاتي و بصتلها بحاجب مرفوع قبل ما أرد:
_لا والله! و افرضنا مفيش حد غني جه اتقدملك؟!
بصتلي و ابتسمت فحسيت إن قلبي بيد.وب، بصيت بعيد و هي بدأت تتكلم:
_عشان ماما ثناء قالتلي اللي بيصدق بحاجة من كل قلبه لازم في يوم من الأيام هتتحقق.
رجعت و بصتلها تاني بر.جاء…يعني أنا لو صدقت من كل قلبي إنك هتبقي ليا هيجي يوم من الأيام و تبقي ليا فعلاً؟!
_______________________
الذكرى دي قبل عشرين سنة بالذات عالقة في دماغي، ليه؟
عشان ساعتها قررت أصدق إنها ليا، عملت كل اللي في وسعي عشان أبينلها حبي و مع ذلك ايه اللي حصل؟!
في الآخر اتجوزت و مشت و سابتني.
قوليلي يا سلمى الغل.طة كانت فين؟ اللي انتِ قولتيه ساعتها مكانش حقيقي و ماما ثناء ضح.كت علينا؟ ولا أنا اللي مصدقتش بالقدر الكافي عشان يتحقق حلمي زيك؟!!
كنت ماشي ناحيتها عشان أبشرها بإننا أخيراً عرفنا مكان ناي بعد ما تتبعنا مسار الكاميرات بس وقفت في مكاني و ضغ.طت على يدي بض.يق لما شفت جوزها قرب و با.سها، عارف إن ملياش حق أغ.ير و إن مشاعري دلوقتي غل.ط خصوصاً إنها متجوزة بس أعمل ايه؟
أنا حتى الجواز لغاية دلوقتي متجوزتش، عج.زت…عجز.ت أشوف حد من بعدك يا سلمى قوليلي أعمل ايه؟!
نوح بعد عنها بس هي سحبته في بو.سة أعمق و هنا مقدرتش أكمل ، غمضت عيني جا.مد و بعدت عنهم و مع ذلك قررت متحركش و أروح الموقع قبل ما أقولها الخبر بنفسي.
أول ما شفتهم طالعين قربت منهم و اتكلمت و أنا ببص ناحية سلمى بس:
_لقينا مكان ناي و خلال عشر دقايق هنبقى هناك.
حمدت ربنا و حض.نت نوح بسعادة فجز.يت على أسناني بغ.يظ، نوح مبادلهاش الإبتسامة نزل على الأرض فجأة و فضل ي.كح جا.مد و المفاجئة إنه…كان بيك.ح د.م؟!
أول ما لاحظت سلمى نقط الد.م اللي على الأرض صر.خت بخو.ف حقيقي:
_نوح! انت كويس؟ مالك؟
اتكلمت بق.لق أنا التاني:
_باين إنه مش كويس خلينا ناخده على المستشفى.
خليت باقي الفريق يتحركوا هم على موقع ناي و استأذنت و أخدت نوح أنا و سلمى للمستشفى.
___________________
اتكلم زين بق.لق:
_الأسود؟ ايه اللي جابك هنا؟!
تجاهل سؤاله و اتكلم بصوت عميق و هو بيقرب منا:
_مش فاكر إني طلبت منك تخ.طفها!
رد زين:
_أنا…أنا كنت شايف إن كدا أحسن عشان نج.برها تع…
قا.طعه:
_هو دا اللي مبحبهوش فيك يا زين، دايماً متسر.ع و بتتصر.ف من دماغك.
نزل زين راسه في الأرض بخ.جل و مردش.
قرب مني الراجل و وقف قدامي، مكانش في أي حاجة ظاهرة من وشه بسبب القنا.ع بس كنت عارفة إنه بيبصلي.
اتكلم فجأة:
_الشر.طة برا، مش هساعدك لو قدرت تهر.ب اهر.ب و لو مسكو.ك استحمل نتيجة اللي عملته بنفسك.
رفع زين راسه و بصله بصد.مة، جر.ي بسرعة ناحية الشباك و مترددش قبل ما ين.ط منه.
_هنبقى نتقابل تاني.
اتكلم الراجل المق.نع في نفس اللحظة اللي الشر.طة فتحت فيها الباب، التفت ليهم و أول ما رجعت أبص عليه تاني لقيته اخت.فى، اتب.خر كأنه مكانش موجود.
_____________________
عدا يومين على الحا.دثة، بابا نقلنا شقة تاني مؤقتاً لغاية ما البيت يتصلح و نظام الأ.من الجديد يتركب عشان يضمن إن محدش يقدر يقت.حم المكان تاني بالشكل دا.
كنت راكبة جمب بابا في العربية كالعادة، محكتلهمش على حاجة من اللي حصلت معايا لأن أنا ذات نفسي مش مصدقة اللي حصل و لو حد حكالي على شاب بيقرأ الأفكار و راجل بيظهر من العدم و يختفي تاني هقول عليه مجنو.ن مليون في المية عشان كدا قررت أنسى كل اللي حصل و قعدت أقنع نفسي إنه كان مجرد و.هم مش أكتر.
وقف بابا العربية فجأة لما وصلنا و أنا كنت حاسة بشئ غر.يب من ساعة ما روحت، ماما كانت قلقا.نة على بابا كالعادة بس هو كان مخ.تلف، كان منط.في و كأنه شايل ه.م كبير جداً فوق دما.غه، حاولت أكلمه أكتر من مرة بس دايماً بيرد بإنه كويس.
تن.هدت بيأ.س و نزلت من غير ما أتكلم، و أول ما دخلت الجامعة لمحتها من بعيد ماشية وسط الطلبة و رايحة ناحية كليتنا.
افتكرت علطول تحذ.يرها ليا من زين و إنها كانت بتبصله بقر.ف، يا ترى ممكن تبقى عارفة حقيقته؟!
أياً كان حسيت بالذ.نب إني ظل.متها و اته.متها بحاجة مش فيها، لو كانت و.حشة فعلاً مكانتش جات حذ.رتني منه.
جر.يت وراها عشان أتأسفلها و صر.خت بصوت عالي:
_سهااا، سهى استني…
وقفت مكانها و بصت ناحيتي باستغراب بس أول ما لاحظت نظرات الطلاب اللي مس.تنكرين إني بكلمها نزلت وشها في الأرض و رجعت تمشي تاني أسرع.
زدت أنا من سرعة جريي و أنا عمالة أتكلم بصوت عالي:
_سهى استني، عايزاكِ في حاجة ضروري، أرجوكِ استني.
دخلت في منعطف و أول ما دخلت أنا كمان في البداية مشفتهاش بس أول ما لفيت لقيتها مسنودة على الحيط و اتكلمت:
_بتندهي عليا ليه؟ عايزة مني ايه؟
حكيت رقبتي بإحر.اج و اتكلمت:
_أ..أنا آسفة عشان كلمتك بأسلو.ب مش كو.يس قبل كدا.
_طيب، إعتذارك مقبول، في حاجة تاني.
ترددت شوية قبل ما أتكلم في الآخر:
_في الحقيقة أ..أيوا، ممكن نبقى أصحاب؟
بصتلي بصد.مة في البداية بس بعدين لفت وشها و اتكلمت و هي ماشية:
_لا، مش ممكن.
جريت وراها بسرعة و اتكلمت:
_ليه؟ لسه متضا.يقة مني؟!
وقفت فجأة و اتكلمت بحز.م:
_ناي! أنا مش متضا.يقة منك، بس مش ممكن نبقى أنا و انتِ أصحاب، عن إذنك.
مشيت و أنا فضلت واقفة في مكاني مش مصدقة ردها لغاية دلوقتي، في العادي لما حد بيطلب من حد إنه يكون صاحبه مبيرفضش حتى لو كان بيكر.هه، ليه سهى رافضة إنها تصاحبني للدرجادي؟
____________________
عدا أسبوع كامل على الحاد.ثة، و بالرغم من إن بيتنا كان شبه خلص إلا إن بابا كان را.فض نرجع غير لما يتأكد إنه اتشطب تماماً.
النهاردا كان يوم أجازة فكنت قاعدة بنضف مع ماما الشقة لما طلبت مني أدخل أكنس أوضة بابا و أمسحها.
دخلت عشان أعمل اللي طلبته مني ، شلت السجادة و بدأت أكنس لما لفت انتباهي حاجة ظاهرة من تحت السرير، وطيت و سحبتها عشان ألاقيه صندوق خشب.
كنت هرجعه مكانه بس منظر بابا في الأيام الأخيرة خلى عندي فضو.ل أعرف جواه ايه ففتحته عشان أتفاجئ بورق كتير.
سحبت أول ورقة كانت ظاهرة على الوش و فتحت عيوني بصد.مة بعد ما قرأت اللي فيها على السريع، بابا كان متش.خص بسر.طان الر.ئة من تلات شهور؟!!!
اتفتح الباب فجأة و كان بابا، أول ما شاف الصندوق بين إيدي و الدمو.ع في عيني، قرب براحة و قعد جمبي قبل ما يتكلم:
_ناي أنا….
قا.طعته بسرعة و أنا برجع الورق مكانه:
_هتخف و تبقى كويس.
اتنفس بعمق و بعدين رد:
_للأسف يا ناي دا مش ممكن، حالتي وصلت لمرحلة خط.رة جداً.
ضر.بته بيدي في صدره و اتكلمت بعيا.ط:
_ليه…ليه مقولتلناش من الأول؟ ليه فضلت مستحمل الو.جع دا كله لوحدك…ماما…لو ماما ع…
قا.طعني بسرعة:
_لا، أمك بالذات يا ناي متعرفش و إياكِ تجيبيلها سيرة، دي حامل و مش هتس.تحمل تعرف حاجة زي دي…
ضر.بته بيدي أكتر و عيا.طي زاد:
_ليه…ليه دا بيحصل فينا؟ لييييه….
مسكني بابا جا.مد ، اتكلم و دمو.عه كانت خا.نته بالفعل و بدأت تنزل:
_مبنقولش ليه يا ناي…ب..بنقول الحمد لله، قدر الله و ما شاء فعل، أنا…أنا آسف عشان مقولتلكمش من البداية بس مكنتش عايز أق.لقكم عليا مش أكتر….
حضنته جا.مد و اتكلمت بين دمو.عي:
_قولي إنك ه…هت.خف، قولي كل حاجة ه..هتبقى تمام و إنك ممكن تخ.ف يا بابا.
حضني أج.مد و اتكلم بصوت مهز.وز و هو بيحاول ميب.كيش أكتر :
_ناي، أنا كنت هقولك كدا كدا عشان أو.صيكِ على أمك و النونو اللي لسه مجاش، يمكن مخلفتش ولاد بس…بس انتِ بنت بألف راجل يا ناي و أنا واثق إنك هتقدري تحميهم و هتاخدي بالك منه.
بعدت عنه و وقفت قبل ما أتكلم بعص.بية:
_متقولش كدا، أكيد في طريقة ممكن تخليك تتحسن، م…مستحيل أسيبك تمو.ت كدا!
سبته و خرجت برا الأوضة، ماما كل دا كانت في المطبخ لحسن الحظ و بما إن المطبخ لجوا خالص آخر الشقة محستش بينا، دخلت أوضتي و قفلتها على نفسي و بدأت أدور على النت و أنا في دماغي حاجة واحدة بس…هن.قذ بابا مهما حصل و…..أياً كانت الطريقة.
___________________
وصلني بابا تاني يوم الكلية و أنا تحت عيو.ني أسو.د بسبب إني مقدرتش أنام خالص طول الليل امبارح، و أول دا دخلت من الباب لقيت بنات كتار من دفعتي اتل.موا عليا و هم عمالين يقولوا حاجات زي:
“بابكِ كويس؟” “ناي انتِ بخير؟” “متقلقيش كل حاجة هتبقى تمام.” “انتِ بنت قوية يا ناي.”
تجاهلت كل كلامهم و بصيت على رزان اللي كانت مخ.بية نص وشها بإيدها مني بإ.حراج، أنا الحق عليا إني كنت عايزة أفض.فض امبارح و حكتلها، عارفة إنها حكت بنية كويسة بس الذكية…دلوقتي فض.حتني في الدفعة كلها!
_________________
كنت قاعدة في الكافيتريا كالعادة بس نظر.ات الطلاب اللي حوليا ز.هقتني، من ساعة ما عرفوا و هم مش سا.يبني في حالي و أنا مبحبش أحس بالش.فقة من حد.
مشيت لغاية ما وصلت ركن هادي بعيد و قعدت آكل فيه لوحدي لما جه صوت مألوف جمبي فجأة:
_ناي…انتِ كويسة؟!
لفيت و لقتها قاعدة جمبي فاتخضيت و وقفت بسرعة و أنا بتكلم بق.لق:
_سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم! خضي.تيني بتطلعي مرة واحدة دايماً كدا ليه؟!
بصت في الارض و اتكلمت بإ.حراج:
_أنا قاعدة جمبك من بدري بس انتِ مأخدتيش بالك.
لاحظت إنها اتضا.يقت فقعدت جمبها مكاني تاني و اتكلمت:
_كنت سر.حانة شوية، معلش.
بلعت ريقها و ترددت شوية قبل ما تتكلم:
_ناي ، أنا مقبلتش صداقتك امبارح مش عشان انتِ و.حشة بالعكس…انتِ بنت كويسة جداً و عشان كدا ر.فضت، عشان…عشان لو شافوكِ قريب مني و بتتعاملي معايا هيكر.هوكِ انتِ كمان و سم.عتك هتبو.ظ.
ابتسمت و حطيت يدي على ضهرها و اتنفست بعمق قبل ما أتكلم:
_عارفة أنا شايفة ايه؟ بنت طيبة و نقية لدرجة إنها فضلت تبقى و.حيدة على إنها تصاحب بنت و تتض.رر بسببها و أنا متأكدة إن كل الكلا.م اللي بيتقا.ل عنك مش حقيقي.
_ش..شكراً.
_متشكرنيش، دي الحقيقة و أنا مش مهتمة بكلام الناس، أنا لسه مص.ممة أبقى صاحبتك.
ابتسمت و حركت راسها بالموافقة قبل ما تتكلم:
_ناي…بصراحة أنا كنت جاية عشان أقولك إن في حل لحا.لة والدك بس هو حل شبه مست.حيل للأسف.
وسعت عيوني بصد.مة و مسكت إيدها جا.مد قبل ما اتكلم بر.جاء:
_سهى، من فضلك….من فضلك قوليلي، أنا مستعدة أعمل أي حاجة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ناي نوح)