روايات

رواية جحيم الغيرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة البارت الثامن عشر

رواية جحيم الغيرة الجزء الثامن عشر

جحيم الغيرة
جحيم الغيرة

رواية جحيم الغيرة الحلقة الثامنة عشر

دخلت ابتهال غرفتها في هدوءٍ ، لا يحمل ضعفًا، بل إصرارًا على إنهاء كل شيء بنفسها.
جمعت باقي أغراضها في الحقيبة، ثم أرسلت رسالة لياسين.
قرأها… وتجاهلها.

أرسلت له رسالة أخرى، هذه المرة أكثر وضوحًا:

“ياسين، لو سمحت، محتاجة أشوفك بكرة… ضروري.”

رد بعد دقائق، برسالة طويلة، باردة:

**”ابتهال، كل شيء قسمة ونصيب، وأنا مش هكمل في موضوع الارتباط.

راجعت نفسي، ولقيت إن الموضوع صعب… الناس هيتكلموا، وهيقولوا إني طلّقت مراتي علشان كان في علاقة غير شرعية بيني وبين أختها.

وإنتي عارفة إن ده مش حقيقي، بس لازم نتقي الشبهات ونصرف نظر.

وأتمنى تبعتيلي الفلوس اللي صرفتها عليكي.”**

قرأت ابتهال الرسالة… ولم تتمالك نفسها من الضحك.
ضحكت بصوتٍ خافت، كأنما قرأت نكتة باهتة من شخص تافه.
قالت لنفسها:
“وفر عليّا كتير… كنت ناوية أقول أكتر من كده.”

أمسكت الهاتف وردّت:

**”تمام يا ياسين… طالما القرار منك، براحتك.
بس ما تجيش ندمان بعد كده.

وبالنسبة للفلوس، أنا ما أخدتش منك حاجة غصب، ولا ضربتك على إيدك.
وملكش عندي حاجة.”**

أرسلت الرسالة، وهي لا تدري ما الذي جعله يغيّر رأيه فجأة.
لكنها لم تجهد نفسها بالتفكير.

وبعد دقائق، جاء ردٌ جديد:

**”حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، مش عايز منك حاجة… وحقّي هاخده منك قصاد ربنا في الآخرة.

وأختك مالهاش مليم عندي.
اجرِي بقى في المحاكم.”**

لم ترد عليه.
تعرفه جيدًا…
رجل هش، يخشى على منصبه، لا يملك من الرجولة سوى اللقب.

نظرت إلى الحقيبة الموضوعة على السرير،
فتحتها، وأخرجت منها مبلغ ٣٠٠ ألف جنيه كانت تحتفظ بهم،
ثم جلست وأخذت تعدّ ١٧٥ ألف جنيه — إجمالي ما أنفقه عليها ياسين.
وضعتهم في حقيبة صغيرة، وحملتها بيد ثابتة.

خرجت إلى الصالة.

فردوس كانت لا تزال جالسة مع أطفالها بجوار والدتهما، يتابعون التلفاز.
وقفت ابتهال للحظة تتردد،
لكن ابتسام لاحظتها وقالت:

ــ “ابتهال، تعالى اقعدي… واقفة ليه؟”

وأشارت إلى مكانٍ قريب منها.

اقتربت ابتهال… وجلست بهدوء بجوار فردوس.
ثم وجهت حديثها إليها مباشرة:

ــ “فردوس.”
ــ “نعم؟”
ــ “خدي.”
ــ “إيه ده؟”
ــ “١٧٥ ألف جنيه.
الفلوس دي كنت أخدتها من ياسين،
وأنا عارفة إنه مش هيديكي حاجة…
فبعتبرها جزء من حقوقك.”

نظرت فردوس إلى الحقيبة الصغيرة،
عيناها اتسعتا،
لكن لم يكن فيهما امتنان…
بل نظرة حقد دفين.

لم تفكر في كرم أختها،
ولا في كرامتها وهي ترد مالًا ليس مفروضًا عليها،
بل لم يشغلها سوى سؤال واحد:

“هل خلال الفترة البسيطة دي… صرف ياسين كل المبلغ ده عليها؟”

فردوس مدت إيدها للحقيبة الصغيرة وفتحتها ببطء.
عيناها اتسعتا وهي تعدّ الأوراق النقدية بعينين لا تصدقان…
ثم نظرت إلى ابتهال، نظرة طويلة، صامتة…
فيها استغراب، وفيها غل

قالت أخيرًا، بصوت خافت لكن نبرته لاذعة:

ــ “برافو يا أختي…
واضح إن ياسين ما كانش بيبخل عليكي بحاجة.”

نظرت لها ابتهال بثبات، لم ترد.

أكملت فردوس وهي تغلق الحقيبة بعصبية واضحة:

ــ “١٧٥ ألف؟ فى فتره صغيره
ده غير اللبس والمشاوير والهدايا اللي كنتي بتتدلعى بيها معاه…
ده انتي طلّعتي بصفقة محترمة.”

اتدخلت ابتسام بلهجة حازمة:

ــ “فردوس خلاص مالوش لازمه الكلام ده اختك رجعتلك مبلغ كبير مكنتيش هتعرفى تجبيه منه لو عملتى ايه

لكن فردوس ابتسمت ابتسامة مزيفة، وقالت:

ــ “لا عيب ولا حاجة، أنا بس مش بستغرب!
يعني بعد ما أخدتي جوزى ، وضيّعتيني،
دلوقتي بترجعيلك للفلوس كأنك انتى اللي اتظلمتي؟”

ابتهال بصتلها بهدوء، وقالت بنبرة صافية:

ــ “أنا ما أخدتش حد، ماتضحكيش على نفسك
وإنتي اللي ما كنتيش شايفة الحقيقة.
انا مش برجعلك الفلوس دى عشان خاطرك … انا برجعهملك عشان ولادك تخطيهم شهاده باسمهم
وتحاولى تشتغلى وتصرفى على نفسك وعليهم وتزودى الفلوس دى
يمكن تلاقى محامى يعرف يجبلك نفقه من ياسين
سكتت فردوس،
لكن الغيظ كان واضح في كل ملامحها…
ما بين كرامتها المجروحة، وفلوس في إيدها مش قادرة ترفضها،
وإحساس انها كانت أقل من أنها تخلى جوزها يقرب منها ويحبها

ساد الصمت للحظات.
ابتهال كانت على وشك إنها تقوم وتدخل أوضتها،
لكن صوت فردوس وقفها:

ــ “على فكرة…
إنتي مش أحسن من ياسين.”

توقفت ابتهال، التفتت لها ببطء.

فردوس كانت ماسكة الحقيبة في حجرها،
لكن نظرتها كلها مرارة، ولسانها بدأ يقطّع:

ـ انتى فاكره كده بترضى حالك بعد ما خلصتي لعب بيه وخربتى بيتى وشردتى عيالى
جايه تردي الفلوس كأنك بطلة؟
فاكرة إن ده يخليكي أنضف؟
إنتي أكتر واحدة وس*خ*ة شفتها في حياتي.”

ابتسام شهقت بصوت مكتوم:

ــ “فردوس!! إيه اللي بتقوليه؟!”

لكن فردوس كملت، كأنها ما سمعتش حد:

ــ “ما صدقتِ إنك لقيتي حد يعوّضك عن سنين إحساسك إنك أقل مني.
وأول ما جالك، رحتيله، كأنك بتنتقمي مش بتحبي.
بس انتي عمرك ما هتعرفي تحبي.
لأن اللي اتحرم من الحنان طول عمره…
بيبقى قلبه ناشف.”

ابتهال ما تحركتش.
مفيش دمعة واحدة نزلت.
بس نظرتها كانت صادمة… نظرة واحدة قالت لفردوس:
“أنا فوقت… وإنتي لسه.”

قالت بهدوء:

ــ “قولتي كل اللي عندك؟”

فردوس بصّت لها بغل، وقالت وهي بتغرز الكلام:

ــ “لسه…
أكتر حاجة بحمد ربنا عليها إني ما بقيتش زيك.
رحتِ مستشفى أمراض نفسية؟
ولا وصلت للمرحلة دي، ولا هوصل.”

سكتت، وابتسمت بتشفي:

ــ “عارفة ليه؟
عشان أنا مش ضعيفة زيك.”

سادت لحظة صمت…
ثم ردّت ابتهال، بصوت هادي، نقي، لكن جارح:

ــ “الفرق بيني وبينك…
إني لما وقعت، قومت نفسي.
وإنتي لسه بتسندي غرورك على مبرراتك القديمة.”

كان الصمت في الغرفة قاتل.
كلام فردوس الأخير وقع كصفعة، مش بس على وش ابتهال،
بل على وش ابتسام نفسها.

ظلت تنظر لابتهال…
لبنتها اللي اتقال عليها “وس*خ*ة”، “ضعيفة”، “منعدمة الحب”،
لكنها ما ردتش، ما انفعلتش، ما بكتش…
وقفت بثبات،
ابتسام قامت فجأة.
اقتربت من فردوس،
نظرت لها نظرة لا تحمل الغضب…
بل شيء أشد:
خيبة أمل.

قالت بصوت خافت لكنه مكسور:

ــ “أنا ربيتك إزاي يا فردوس؟
ده يبقى كلام يتقال لأختك؟
ده يبقى أسلوب واحدة كبيرة عندها بيت وعيال؟”

فردوس حاولت ترد، لكن ابتسام رفعت يدها:

ــ “اسكتي.
أنا خلاص شفت كل حاجة.
وشفت أكتر من اللي كنت مستعدة أشوفه.”

نظرت إلى ابتهال…
ولأول مرة، عينيها كانت مليانة خجل.

ــ “حقك عليّا يا ابتهال…
يمكن عمري ما هعرف أرجّعلك اللي راح،
بس على الأقل…
من النهارده، مش هسكت تاني.”

رجعت تبص لفردوس :

ــ “وإنتي…
قبل ما تتكلمي عن أختك،
بصي في المراية…
هتلاقي واحدة بتتداري ورا أمها كل ما تغلط.
بس خلاص…
أنا مش هبقى الستر اللي يغطي على أذيتك تاني.”

حاولت فردوس التراجع عن حديثها لكن ابتسلم لم تعطها فرصه
وتجاهلتهم ابتهال ودخلت غرفتها دون أن تعقب على حديثم
انتهت ابتهال من جمع اشيائها معادا بعض الاشياء القليله تركتهم ليوم تركها للمنزل

فى اليوم التالى ذهبت لعملها كلمعتاد
واتصل بها عمران وكلب أن يقابلها لكنها رفضت فهى الآن منشغله كثيراً بعملها وتجهيز شقتها
ذهبت بعد العمل مع احدى صديقاتها واشترت بعض الأثاث وكانت حريصه أن تشترى الاساسيات حتى لا تنفذ النقود منها
اشترت ركنه صغيره وتلفاز صغير
وثلاجه وبوتاجاز وغسالة
ومطبخ صغير
واشترت القليل من ادوات الطهى
وأعطتهم عنوان شقتها الجديدة
فهى تمتلك شقه فى احدى الكومباوندات اشترتها قسط منذ ان بدأت فى عملها
وقررت أن تترك ذلك المنزل لامها واختها
هى لا تريد منهم شئ فقط تريد النجاه بنفسها
انتهت من تلك المشاوير وبعدها ذهبت للمنزل وجدت والدتها منتظراها فى غرفتها وعلى وجهها علامات الغض*ب
دخلت ابتهال غرفتها وجدت والدتها تجلس على سريها
نظرت لها ابتهال بتعجب
ـ خير حصل حاجه
ـ انتى لميتى هدومك وحاجتك ورايحه فين وليه ماقولتليش
ـ اقولكم ليه ؟؟؟
مش انتى من الأول كنتى عايزانى افضى الاوضه دى عشان فردوس انا خلاص هفضيهالك وهسيبلك الشقه كلها وهروح اقعد فى شقتى
ـ انتى بتقولى ايه هتروحى تعيشى لواحدك
ـ وايه المشكله منا عايشه لواحدى هنا برضة ….
بس الفرق انى لما انقل من هنا هعيش فى هدوء اكتر وهكون مرتاحه أكتر
ـ بس انا مش موافقه
ـ مالكيش انك توافقى او ترفضى فى حاجه تخصنى
ده قرارى وانا مش هتراجع فيه
والاوضه دى بكره هيجى نجار يفكها وهنقلها لشقتى الجديدة تقدرى تجيبى لفردوس اوضه جديده وتنقل هنا
ـ ابتهال لو سمحت خليكى ووعد منى محدش هيضايقك حتى انا
انا عارفه انى غلطانه وظلمتك ادينى فرصه او على الأقل ماتبعديش
ـ خلاص انا جهزت كل حاجه وانى انقل من هنا امر مفروغ منه وبكره بإذن الله هكون نقلت وخلصت كل حاجه
خرجت ابتسام من الغرفه وذهبت لغرفتها واتصلت بدكتوره وفاء وقصت عليها ما فعلته ابتهال
وطلبت منها وفاء ان تتركها تفعل ما تريد وإذا كانت تريد أن تصلح الماضى تاخذ عنوانها وتزورها فى منزلها الجديد بشكل مستمر حتى تعطيها وتعطى نفسها وفردوس فرصه لمراجعه حساباتهم
اغلقت معها واتصلت بجبران الذى قال لها نفس حديث الطبيبه
فى غرفه ابتهال اتصلت بعمران وطلبت منه أن يأتى لها غدا فى البنك وهى ستنتظره هناك
وافق عمران دون أن يسالها عن السبب

فى منزل جبران اتصل ياسين بجبران واخبره عن ما تم بينه وبين ابتهال وطلب منه أن يعطيه المبلغ الذى صرفه عليها وطلب المبلغ ووضع عليه زياده
ـ مساء الخير
ـ مساء النور
ـ استاذ جبران انا اتصلت على ابتهال وللأسف كل حاجه بينا انتهت وانا كنت عايز الفلوس اللى صرفتها عليها وانت وعدتنى قبل كده أنك هترجعهملى
ـ والمبلغ ده كان
ـ ٢٥٠ الف جنيه
ـ طيب انا هكلمها اتاكد منهت وهرجع اكلمك تانى
ـ اكيد هتكدب
ـ ابتهال مابتكدبش … مش يمكن انت اللى كداب
ـ طيب انا مستنى تكلمنى تانى وترجعلى فلوسى
ـ إن شاء الله
اغلق جبران مع ياسين واتصل بابتهال وابلغها كلام ياسين
ـ ازيك يا عمى عامل ايه
ـ انا الحمد لله ، طمنينى عليكى
ـ الحمد لله بقيت احسن
ـ ياسين كلمنى انهارده وقال انه اداكى ٢٥٠ الف جنيه
فلوس هدايا وكده ….. وانا بصراحه هردهمله بس حابب اتأكد منك الأول
تحدثت ابتهال بخجل وندم مما فعلته
ـ لا هما ١٧٥ الف جنيه بس وانا اديتهم لفردوس عشان خاطر اولادها لانى عارفه انها مش هتعرف تاخد منه حاجه
ابتسم حبران داخله على تصرف ابتهال الذى عدى توقعه
ـ طيب كويس انك عملتى كده برافوا عليكى
ـ عمى لو كلمك تانى اوعى تديله حاجه
ـ ماتقلقيش أنا هعرف اتصرف معاه

فى اليوم التالى ذهب عمران للمكان عمل ابتهال وخرجت ابتهال لتقابله وأعطته مفتاح منزلها لينقل غرفه نومها لشقتها الجديدة ويستلم الاجهزه والأشياء التى اشترتها لمنزلها الجديد
حاول عمران أن يوقفها ويجعلها تغير رايها ولكنها أصرت
وبالفعل اخذ عمران المفتاح ونقل غرفه نومها تحت اعتراض ابتسام وغيظ فردوس
ولكنها صبرت نفسها انها قريبا ستعمل مع عمران

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جحيم الغيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock