روايات

رواية هويت رجل الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نور زيزو

رواية هويت رجل الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم نور زيزو

رواية هويت رجل الصعيد البارت السابع عشر

رواية هويت رجل الصعيد الجزء السابع عشر

رواية هويت رجل الصعيد الحلقة السابعة عشر

___بعنــــــوان “أحرز نقطـــة”___
كانت “عهد” تقف بالشرفة الموجودة بغرفتها غاضبة وتتكأ بذراعها على الباب وتعقدهما أمام صدرها، أقترب “نوح” منها بلطف ومسك كتفيها من الخلف ثم قال:-
-عهد
لم ترك له المجال ليتحدث فأستدارت إليه غاضبة ومُفعلة وتصيح بضيق شديد:-
-هتقولى أختك وجت لحد عندك يبقى جابت الحق عليكى ما هو الغريب مهما كان عامل وجالك البيت يبقى جاب الحق عليك بس يا نوح
أخذ “نوح” وجهها فى يديه بحنان وحدق بعينيها ثم قال:-
-لا يا عهد أنا مهجولكيش أكدة، أنا هجولك متعمليش حاجة غصب عنك وعن طاجتك صمتت “عهد” وهى تتطلع بيه ثم تبسم فى وجهها وقال:-
-بس هجولك أنت عهد حبيبة قلبك أجمل وأرق من أنها ترد حد جالها معترف بغلطه وندمان
رفعت حاجبها إليه ثم قالت بتذمر:-
-ما أنت قولتلى اهو أغفر بس بطريقة مش مباشرة
تبسم “نوح” على هذه المرأة التى تزوجها وسكنت قلبه ببراءتها ثم قال بخبث:-
-لا عادى اعملى كيف ما تحبى بس البنت اللى خطفت قلبى وهواها غلبنى دونً عن ستات العالم كله أطيب وأجمل بكتير من انها تشيل نجطة واحدة سودة فى قلبها إلا ماكنش قلبى حبها وأنا بحبك يا عهدى ومهناجشكيش فى اللى هتعملي
تبسمت “عهد” بسعادة لأجلها وظلت تتطلع به وهى لا تعلم كيف أمتص غضبها وحوله إلى سعادة بأحتوائه إليها وكيف كلمات هذا الرجل أخمدت نيران بركان غضبها المشتعل بداخلها فقالت بعفوية:-
-وأنا الراجل اللى غلبنى هواه ووقعنى فى حبه أجمل بكتير يا نوح بكلمة منه بيقدر يحول الغضب للفرح وعلى أستعداد أعمل أى حاجةعشان بس نظرة واحدة منك يا نوح وأنا سامحت عليا من زمان أوى من يوم ما حبيتك وقلبى دق ليك لأن لولا اللى عملته مكنتش هحبك كدة ولا كنت هبقى مراتك

 

 

 

 

 

 

 

قرب “نوح”رأسها إليه ثم وضع قبلة على جبينها وقال بحب:-
-مش بجولك أجمل بكتير من سواد القلب والكره
ترجلت “عهد” بصحبته إلى أختها مُجددًا لتراها ما زالت تجلس على الأريكة ولم تخطو خطوة واحدة بعيدًا عنها لتقترب أكثر لتُدهش بوجود “عمر” معها هذا الرجل الذي لا تعرفه ولن تراه من قبل فقالت “عهد” بحرج:-
-أرتاحى يا عليا
جلست “عهد” على الاريكة المجاورة وبجوارها جلس “نوح” بعد أن رأى رجل غريب فى منزله وهو يحاول كبح غيرته قدر الإمكان كيف لراجل ان يجلس مع حرمة بيته هكذا وهو اجنبي عنهم، ركض “يونس” إلى “عهد” وتشبث بقدميها مرة أخرى وقال:-
-يونس زعل منك يا خالتو .. أنت مش بتيجى تلعبى معايا بالألعاب والمسدسات وبطلتى تركبى المكعبات معايا
تبسمت “عهد” ببراءة لهذا الطفل ثم حملته لتجلسه على قدميها وقالت بعفوية:-
-متزعلش، عارف خالتو هتجبلك ألعاب جديدة كتير أوى عشان متزعلش
عانقها “يونس” بدلال ثم سكن بين ذراعيها لترفع “عهد” نظرها إلى أختها و”عمر” بهدوء فى صمت منتظرة ان تتحدث أختها لتقول “عليا” بحرج شديد من بدء الحديث:-
-عهد أنا جاية عشان ..
قطعتها “عهد” بعد أن رأت حرجها أمام “نوح” وهذا الرجل الذي لا تعرف صفته لكى يوجد هنا :-
-خلاص يا عليا اللى فات انا نسيته
أقتربت “عليا” للأمام بجدية ونظرت إلى “عمر” ثم قالت:-
-لا يا عهد انا جاية أعتذر منك
تنهدت “عهد” بهدوء ثم قالت:-

 

 

 

 

 

-متعتذريش يا عليا أنا فعلا مش فاكرلك غير كل خير واللى حصل ربنا عوضنى عنه بقلب نوح وحبه ليا ودا كفاية، لأن كل ما أفكر أنا عمرى ما كنت هدخل الصعيد ولا البيت دا لولاك فأنتِ سبب عشان أقابل أحسن وأعظم راجل فى العالم وأنا مش شايفة اللى حصل غير أنك سبب فى أحلى حاجة حصلت ليا عشان كدة بقولك متعتذريش بالعكس أنا المفروض أشكرك
أنهت حديثها ثم نظرت إلى “نوح” وأخذت يده فى يدها وتشابك الأصابع بدفء ثم قالت:-
-يمكن نوح مبقوليش كلام حلو قدام حد عشان الحياء بس أنا غيره بقى وفعلًا أنا بحب نوح وكُنت هندم لأخر عمرى لو مكنتش وافقتك يومها أو سبتك تتجوزيه أنتِ
شد “نوح” بيده على يدها بسعادة من أعترافها بحبها الشديد له أمام أخته دون خجل ،دمعت عيني “عليا بحرج شديد مما فعلته ومسامحة “عهد” لها كانت أشد عقاب لها لتخفض رأسها حرجًا من الجميع فقال “عمر”:-
-وأنا جاي فى الطريق عليا قالتلى أنها عارفة أنك هتغفرى عشان قلب طيب يا مدام عهد
نظر “عمر” إلى “نوح” بحرج من مُحادثته لزوجته أمامه والغيرة التى نشبت نيرانها فى عيني هذا الرجل الصعيدى وقال:-
-متأخذنيش يا أستاذ نوح وأسف لو أتخطيت حدودى
كاد “نوح” أن يتحدث لتقول “عهد” بجدية:-
-أنا مسامحتش يا حضرة عشان قلبى طيب أنا سامحت عشان حبت نوح يعنى حُب نوح هو سبب الغفران
تنهد “عمر” بخفوت ثم وضع يديه على ركبتيه بخجل شديد وقال:-
-أحمم أنا مش عارف بصراحة اجبهالكم ازاى بس بصراحة أنا طالب أيد عليا منك يا أستاذ نوح أنت ومداد عهد لأنكم عائلة عليا الوحيدة

 

 

 

 

 

نظرت “عهد”إلى زوجها بدهشة ولم تقل دهشتهم شيء عن دهشة “عليا” حينما نظرت غليه بعد ما سمعته وتقدمه لخطبتها من أختها وزوجها دون ان يخبرها بشيء من قبل فتابع “عمر” الحديث بجدية بكذب مُصطنع:-
-أنا لما كلمت عليا فى الموضوع قالت ليا أن أختها الوحيدة فى الصعيد وبصراحة أنا مقدرش أفرط فى عليا ولا أتجوز غيرها عشان كدة جيت لحد هنا وعندى أستعداد أسافر لأخر العالم عشانها وأعمل المستحيل كمان
كانت “عليا” فى ذهولها من حديثه وهى تعلم بأنه يكذب بهذا الحديث ليأخذ يدها فى يده ويربت عليها بلطف وكأنه يطمئنها بأنه سيصلح ما أفسدته فى علاقتها بأختها، تنحنحت “عهد” بتردد وأرتباك وهى لا تعلم ماذا تقول؟ أو ماذا ستفعل؟، حدق “نوح” بهذا الثنائي وقد علم جيدًا بأن “عليا” لم تخبره بذلك لكنه يضع نقطة رضا فى قلب “عهد” تجاه أختها فتبسم “نوح” ليضع النقطة الأخرى فى قلب “عليا” وكأنه دخل تحدى مع هذا الرجل على من يجمع نقطات أكثر:-
-والله يا أستاذ إحنا منجدرش نديك كلمة ولا نديك يد بنتنا إلا لما نسأل ونطمن للراجل اللى هيأخد بنتنا
وقف “نوح” من مكانه بجدية ووجه صارم ثم قال:-
-حُسنة ..
أتته “حُسنة” سريعًا من الداخل ليتابع بحزم شديد:-
-جهزى أوضة الضيوف للأستاذ وعليا هان عارفة طريج أوضتها، خلينا نستضيفهم حدينا ثلاثة ليالى لو نال الرضا نوافج ولو مجدرش يبجى الجواز جسمة ونصيب
غادر “نوح” لتنظر “عليا” إليه وهو يتحكم بها فوقفت من مكانها بدهشة من فعلته وكادت ان تتحدث بأقتضاب شديد لكن “عمر” مسك يدها ليهدأ من روعتها وقال:-
-أهدي

 

 

 

 

 

 

 

خجلت “عهد” من فعلت زوجها فوضعت “يونس” نائمًا على الأريكة وركضت خلف زوجها ثم قالت:-
-نوح أستن هنا بكلمك…
تبسم وهو يسير بجدية وهى تناديه فى الخلف وتركض لكنه يصطنع الحزم…
_____________________
سارت “ليلى” معه بتوتر شديد ثم قالت:-
-أنت متأكد يا عطيه أن هعجب مامتك كدة، كنت قولى قبل ما أنزل على الأقل كنت غيرت هدومى
نظر “عطيه” ملابسها وكانت ترتدي بنطلون فضفاض ذات اللون الأزرق وهكذا السترة كانت طويلة تصل لركبتها مفتوحة باللون الأسود وتي شيرت أبيض بالأسفل وتضع حزام أبيض رفيع حول خصرها وتلف حجاب أبيض عليه ورود زرقاء فقال:-
-كنتِ عاوزة تلبسي أيه؟
تنحنحت بحرج شديد وخوف من مقابلة والدته فقالت:-
-أى حاجة يا عطيه عباية أو فستان، مامتك هتفكرنى مصرية من القاهرة مُنفلتة بقى وممكن معجبهاش
قهقه “عطيه” بسعادة ثم قال:-
-لا أمى مش ست جديمة جوى أكدة وبعدين نفرض لبستى عباية هتفضلى العمر كله تلبسي عباية جدامها مهتجيش تجولى أنت خدتنى ببنطلون ولبس الموضة
صمتت بخجل وهو يفتح باب المنزل ليقول بعفوية:-
-متجلجش أمى مش جديمة يا ليلى وعندها بنت فى عمرك وبتحب الموضة ومتعلمة وداكتورة تحاليل كمان متفكريش أن الصعيد لسه زى أيام زمان مفيش بنات بتتعلم ولا بتطلع من الدار وبنجتل أحلامهم وطموحاتهم إحنا كيفكم تمام بس إحنا بخاف ونغير على حرمة بيتنا هبابة

 

 

 

 

 

تبسمت “ليلى” بعفوية لأجله ثم قالت:-
-طمنتنى
ناد “عطيه” على والدته بصوت عالى قائلًا:-
-يا أمى
مسكت “ليلى”طرف كم عباءته وقالت بتوتر هامسة إليه:-
-تفتكر هعجبها بجد
ضحك بصوت مرتفع ليأتيه صوت والدته تقول:-
-ضحكنى معاك يا ولدى
دلف للصالون حيث تجلس والدته وكانت امرأة فى منتصف الستينات وتجلس على مقعد متحرك، دخل أولًا ثم قبل يدها بلطف وبعدها رأسها ثم قال:-
-ليلى اللى حكيت لك عنها يا ست الحبايب
رمقتها والدته “سما” بنظرة حادة وتتطلع بها من الرأس حتى أخمص القدم لترتبك “ليلى” من نظرتها الحادة وقالت بهلع وتلعثم:-
-أنا أسفة والله نسيت أقلع الجزمة بس عطيه دخل بيها
أستدارت لكى تخرج بخوف من أن تُثير غضب والدته وترفض زواجهما لتستوقفها “سما” بصوت حاد:-
-تعالى يا بت أهنا
ألتفت “ليلى” لها بهدوء رغم خوفها من نبرة “سما” الحاد وصراخها ثم سارت إليها وهى تزدرد لعابها الجاف فى حلقها ونظرت إلى “عطيه” بتوتو فأومأ إليها بنعم وأن تقترب دون خوف، وصلت أمام والدته وجلست على ركبتيها لتكن بمستوى “سما” فصُدمت “ليلى” عندما مسكتها “سما” من اذنها بقوة من فوق حجابها وقالت بغيظ شديد:-

 

 

 

 

 

-فين البسبوسة بتاعتى يا بت، محدش كلها من الثلاجة غيرك
أتسعت عيني “ليلى” بصدمة من حديثها ثم قالت:-
-والله يا طنط ما أكلت حاجة
تركتها “سما” ونظرت إلى “عطيه” ثم قالت بغضب:-
-شايف مرتك الحرباية بنت الحرباية بتجولى أيه .. بتجولى يا طنط مستكترة تجولى ياما، طبعا ما أمها الحرباية موسوسة لها جولتلك يا ولدى تعالى اجوزك بنت أخويا أنما أنت يا واد
ضرب قدمه بضيق شديد وهى تتابع حديثها:-
-جافش فى عائلة ابوك المعفنين معرفش على أيه
كانت “ليلى” مذهولة مما تسمعه وهى لا تفهم شيء لتقف من مكانها جواره ليهمس إليها بأن والدته مريضة بالخرف لتضربها “سما” فى قدمها بقوة وهى تقول:-
-كمان بتجومى من جدامى أكدة من غير ما أجولك صحيح عديمة الرباية كيف أمك السموية
جلست “ليلى” بلطف وهى تبتسم فى وجه هذه المرآة وقالت بعفوية:-
-طب أيه رأيك أعملك بسبوسة بالمكسرات
أقتربت “سما” منها بخفوت وأبعدت “عطيه” عنهما وقالت بلهفة وحماس:-
-بالجشطة يا بت
أومأت “ليلى” إليها بنعم مُبتسمة فعادت “سما” للخلف وقالت بزمجرة:-
-لا برضو هخليه يتجوز عليكى بنت أخويا وأجهرك أكدة
ضربت يديها على بعضهم فقوست “ليلى” شفتيها بحزن ثم قالت:-
-وأهون عليكى أكدة يا ماما

 

 

 

 

تبسمت “سما” إليها بغيظ شديد وقالت:-
-ما أنتِ اللى خايبة ومعرفاش تجيب له الواد عاملة تجيبى فى بنات لحد ما زهجتينا معاك
نظرت “ليلى” إلى “عطيه” فتبسم إليها بعفوية وهذه الفتاة ترغب بأرضاء والدته المريضة لكنها لن تخضع أبدًا فأتاهما صوت من الخلف:-
-أزيك يا عروسة
وقفت “ليلى” وهى تلتف إليها لترى فتاة فى نفس عمرها وترتدي بنطلون جينز وقميص نسائي طويل يصل لبعد الركبة وتحمل حقيبة على كتفها وتلف حجابها لتقول:-
-أنا مريم اخت عطيه معرفش كلمك عنى ولا لا بس هو كلمنى عنك كتير
نظرت “لأيلى” إليها بدهشة من لهجتها المصرية القوية مثلها فتبسمت “مريم” عليها ثم قالت:-
-متستغربيش كدة أنا جامعتى كانت فى القاهرة، ها بقى كلمنى عنى ولا نسي نفسه قدام القمر دا كله
نكزها “عطيه” بخجل من حديثها لتضحك “مريم” بعفوية وهى تمد يدها إلى “ليلى” وقالت:-
-يبقى نسي والصراحة له حق مش هقدر ألومه عشان أنتِ زى القمر وأنا عن نفسي مبسوطة أن عروسة أخويا قمر كدة
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تصافحها ثم نظرت بحزن مُحاولة أخفاءه إلى والدته التى لم ترحب بها فقالت “مريم” برحب:-
-متقلقيش هى كدة رضيت عنك، ماما لو مقبلتكيش هتلاقى ساكتة وبتكلم حد تانى هى بس اللى شايفاه
نظرت “ليلى” لها بأستغراب فقالت “مريم”:-
-هههه متقلقش أوى كدة هى مش ملبوسة ولا حاجة هى بس ذاكرتها واقفة على وقت جوازها من بابا وبنت أخوها اللى عاوزة تجوزها لعطيه دى بنت أخو حماتها واللى هى بتعمله فيكى اللى حماتها عملته فيها بمعنى أصح هى شايفاكى نفسها وعطيه بابا فعلى طول هتلاقيها قاعدة بتكلم بابا
أومأ “ليلى” لها بلطف حتى لا تشعرهم بالحرج فأستاّذنت “مريم” للذهاب إلى العمل وغادرت “ليلى” مع “عطيه” …
_______________________

 

 

 

 

 

كانت “فاتن” محبوسة فى الغرفة مع بناتها حتى فتح الباب ودلف “نوح” وخلفه “خلف” ليضع صنية الطعام أمامهم وقال:-
-كلوا عشان أنا محتاجكم عشان بس أمسك ابنك الفاسد مش أكتر
تحدثت “حورية” بانفعال شديد قائلة:-
-أنت حابسنا أهنا كاننا مواشيى فى الزريبة عندك
أومأ لها بنعم ثم مسكها من شعرها بقوة وقال:-
-أبلعى لسانك يا بنت عمى عشان اللى عملتيه أنا لسه مدفعتكيش تمنه لتكونى فاكرة أنه عدى أكدة
دفعها بقوة إلى والدتها لتمسكها “فاتن” قبل أن تسقط وتابع حديثه بنبرة مُخيفة قائلًا:-
-واااه أنتوا مواشي وحتى المواشي والبهايم أحسن منكم مبيغدوروش ولا بيمكروا لأهلهم، ورب العزة لو سمحت حسك تانى يا حورية لأدفنك حية وأنتِ واجفة كمان متستفزنيش عليكى أكتر من أكدة
طوقتها “فاتن” بخوف شديد منه ثم قالت بضعف:-
-هى حصلت يا نوح بتستجوى على حريم عمك
صاح بها بانفعال شديد وهو يقترب منهم قائلًا:-
-وهى مرتى اللى بنتك ضربتها أيه مش حريم وبعدين رجالتكم هم اللى جُبان وأستخبوا كيف الفئران وابنك هو اللى دخل الحريم فى الموضوع ولا مرتى اللى خطفها كانت راجل، أنا رد فعل لست فاتن وأنا لسه مبدأتش
تحدثت “أسماء” بغضب وهى تحتضن أختها قائلة:-
خلاص خلى مرتك تواجههنا وإحنا حريم فى بعض مالكش صالح أنت
تبسم “نوح” بمكر ساخرًا من هؤلاء النسوة ثم قال:-

 

 

 

 

-متجلجيش يا بنت عمى هخليها تنزل عليكم بجزمتها وفى وسط الخلج واللى هترفع عينيها فى عهد هطخها بالنار بس بعد ما أبوكى يتعدم وأجتل أخوكى بيدي جدام عيونك عشان تعرفوا أنى هعملها ومهصونش دم وقرابة
غادر المكان بعد أن ترك مؤقت قنبلته يبدأ فى العد التنازلى فى قلوبهم مما سيفعله بهم لتجلس “فاتن” على الأرض ببكاء شديد وترتجف خوفًا ثم قالت:-
-أنا لازم أنبه خالد وأعرفه اللى بيعمله نوح عشان يتصرف زين.. بس كيف لازم أجيب التليفون من أوضتى لكن كيف…
____________________
وقفت “عليا” مع “عمر” فى الحديقة فسألته:-
-عملت كدة ليه يا عمر؟
تبسم “عمر” بلطف وقال:-
-متقلقيش يا عليا وسيبيها عليا أنا هخلى نوح يرضي حتى لو أتشقلبت
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور مُصطنع وقال:-
-هتعمل المستحيل عشانى.. هتعمل أيه؟
أخذ يدها فى يده وقال:-
-أنا مش هفرط فيكى يا عليا زى ما قولت لنوح
أبتسمت “عليا” بخجل إليه لكن صُدما الأثنين عندما جذبت “عهد” يد اختها من يد “عمر” وقال “نوح” بجدية صارمة:-
-وأنا جولت مفيش جواز إلا لما أوافج وعندينا أهنا مفيش رجل بيمسك يد حرمة أكدة ويجف يحب فيها، خديها يا عهد على أوضتها وأجفلى عليها زين

 

 

 

 

 

 

أتسعت عيني “عليا” وهكذا “عمر” لتبتسم “عهد” بخبث شديد وتأخذ أختها بالقوة للغرفة وتغلق عليها فنظر “نوح” إلى “عمر” وقال:-
-عن أذنك يا أستاذ
ذهب “نوح” للمنزل وهو يبتسم ثم صعد إلى غرفته ورأى زوجته تقف بغرفتها فتبسم “نوح” قائلًا:-
-عهدى
أستدارت “عهد” إليه بسعادة ليفتح ذراعيه إليها فركضت إليه تعانقه بحب فهمس بأذنيها بعفوية قائلًا:-
-أنا بس اللى أحضن أهنا ما دام حلالى انما هم لا
تبسمت “عهد”إليه وهى ترفع نظرها إليه ويديها تلف حول خصره فقالت:-
-هتعمل أيه؟ هتوافق
ضحك “نوح” بقوة وهو ينظر إليها ثم قال:-
-لتكونى فاكرة أنهم مستنيين رأيكى بجد أنا بس بشد عليهم لكن بموافجتى أو لا هيتجوزوا يا روح قلبى
ضحكت “عهد” بسعادة ثم قالت:-
-عارف يا نوح أنا مبسوطة أوى لأن عليا رجعت حتى لو عشان هتتجوز بس على الأقل الزعل راح بعيد عننا
مسح “نوح” على رأسها ثم قال بحنان:-
-ربنا يسعدك كمان وكمان يا حبيبة قلبى ويجدرنى يا عهد وأسعدك العمر كله وأشوف دايمًا ضحكتك منورة وشك أكدة
أستدارت تقف خلفه لتنزع عباءته عن أكتافه وهى تقول:-
-طول ما أنت معايا وجانبى أنا أسعد واحدة فى الكون كله يا نوح

 

 

 

 

 

 

ألتف “نوح” إليها ببسمة مُبهجة ومُشرق فنزعت عمامته عن رأسه ثم جلست على الأرض وجلبت أناء كبير ووضعت به الماء ثم وضعت قدمه لتضعها بالماء فأندهش “نوح” من فعلتها فقالت:-
-بتبص لي كدة ليه؟
لم يُجيبها وتركها تفعل ما تريد ثم وقفت “عهد” لكى تجلب له ملابس ليغير عباءته فمسكها من يدها وجعلها تجلس جواره على الفراش فنظرت إليه بحُب يفيض من عينيها ليرفع يديه يبعد خصلات شعرها الأسود ويضعه خلف أذنيها فقالت:-
-نوح أتلم
قالتها بخجل وهى تدفع يده بعيدًا عنها ليضحك “نوح” عليها وقال:-
-مش عيب أكون الكبير ورجالة بشنابات بتجف لي وتيجى أنتِ تجوليلى أتلم
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور من مكانتها فهولاء الرجال ليس إلا أغراب أم هى فليس أحد بقربها إليه وقالت بكبرياء:-
-هم الرجالة اللى بشنابات دول هيبقوا أم ولادك يعنى
حدق بها بسعادة هائمًا بجملتها ثم قال بخفوت:-
-والله نفسي يا عهد فى عيل واحد منك وتكونى أنتِ أمه مهيفرجش عندى ولد ولا بنت جد ما هيفرج أنك تكونى أمه ويكون منك

 

 

 

 

تبسمت “عهد” بخجل ثم قالت:-
-خلاص أدعيلى وأنت بتصلى الفجر كل يوم أطلع حامل
نظر للأعلى وهو يدعو بأن تتحقق أمنيته وأن يكن أب لطفل منها فقط…
______________________
توتر “خالد” بعد أن هدده “نوح” بوالدته وأخواته البنات بأن ينتقم منهم وزاد قلقه بعد أن تغيبت والدته عن الاتصال به على غير عادتها كانت تُحدثه يوميا فى المساء فأرسل أحد الرجال إلى المنزل ليعود ويخبره بأن “نوح” سجنهم فى المنزل فأشتغل الغضب بداخله وجمع الرجال بالأسلحة ثم قال بغضب سافر قبل أن يصعد لسيارته:-
-إحنا مهنرجعش إلا بأمى وأخواتى وأى حد يجف فى طريجكم أجتلوا مش مهم واللى يصادف نوح ويجتله له الحلاوة منى
صعد الرجال بحماس إلى سيارتهم وصعد “خالد” إلى أحد السيارات وتحركات سبعة سيارات مُتجهين إلى منزل عائلة الصياد….

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هويت رجل الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *