روايات

رواية ما وراء السطور الفصل الثالث عشر 13 بقلم هنا سلامة

رواية ما وراء السطور الفصل الثالث عشر 13 بقلم هنا سلامة

رواية ما وراء السطور البارت الثالث عشر

رواية ما وراء السطور الجزء الثالث عشر

ما وراء السطور
ما وراء السطور

رواية ما وراء السطور الحلقة الثالثة عشر

لحقها تيام قبل ما تتزحلق و شالها بعيد عن الماية، ف حطت إيدها على قلبها و هي مخضوضة من الموقف و قالت بنفس صوتُه عالي : الحمد .. الحمد لله
تيام بجدية و إيده مليانة ماية : خليكِ قاعدة هِنا، إمسكي لي الكشاف و أنا هروح أطلع الجث*ـة
دهب بطاعة : حاضر حاضر
مسكت الموبايل و ثبتت الكشاف عليه، ف بدأ تيام يمشي على طراطيف صوابعه عشان ميتزحلقش ..
لحد ما وصل للجُثـ*ـة، كان شعرها على وشها و غرقانة في الد*م .. بس كان واضح إنه راجل من جسمه إلي كان مليان طعـ*نات
قرب تيام و شال شعر الجُـ*ثة ف إتصدم لما لقاه مروان !!
عينه جحظت و إيده مليانة د*م .. ف قال بصدمة و عدم تصديق : مروان !!
وقع الشال من على أكتاف دهب عشان كانت مسكاه و قامت بصدمة من على السلمة بتاعت المشر*حة و قالت بفزع : مروان !!
يبقى .. يبقى نجلاء إلي عملتها !!
نجلاء يا تيام
كملت بعياط و خوف : نجلاء مش هتسيبنا و هتبقى نهايتنا زي مروان يا تيااااام
فضلت تصرخ و هي بتلطم من الخوف، كومت نفسها جمب الحيطة إلي عليها د*م و فضلت تعيط و جسمها بيتهز من الخوف ..
” لا أعلم ماذا فعلت في حياتي ليكون ذلك مصيري، لا أعلم ما هي أخطا*ئي وأخطا*ء زوجي حتى نقع في ذلك الفخ المُمـ*يت مع شيطا*نة لا تعرف الرحمة ..
كادت تأ*ذي أبنائها، ف ماذا ستفعل بجنيني الذي بين أحشائي؟ ”
بقلم : #هنا_سلامه.
خبطت راسها في الحيط عشان توقف الصوت الداخلي إلي عقلها بيسردُه ليها .. و كإن الخوف تملك منها
دهب بشهقات : يا رب .. يا رب .. يا

 

 

 

فجأة قاطعها صوت تيام و هو بيقول بلهفة : مش مروان !! دة مش مروان
إلتفتت دهب ليه و وشها مليان دموع و قالت بعيون وارمة من تعب الليالي إلي فاتت : نعم ؟؟
تيام بفرحة : أيوة مش هو .. دة واحد شبهُه .. مروان عندُه و*شم في رقبته من الجهة الشمال مش اليمين
دهب : يمكن أنتَ متلغبط
فضل تيام يحسس حوالين الجثـ*ـة لحد ما لقى وسط الد*م جواب ..
عقد حواجبه و أخده و فتحُه بدون خوف و لا تردد ..
أصل هيحصل إية أسوء من إلي حصل ؟؟
فتح الجواب ف لقى ورقة باللون الأبيض، متلطخة بد*م، و مكتوب عليها بحبر إسود عتيق تقيل ..
و مضمونها كان الآتي :
” طبعًا هتبقى بتقرأ الجواب دة بعد ما شكيت إن دة مش مروان، أيوة مش مروان .. بس أوعدك إن مروان و دهب و إلي في بطنها هيبقوا زي الجُثـ*ـة دي لو مجبتش المُذكرة بتاعتك .. إلي بتدون فيها يومياتك التافهه زيك ..
و أكيد مش عشان أقرأ يومياتك ..
عشان حاجة أكبر من كدة .. هتجيلي في بيت أُمي ..
متتأخرش عشان أنتَ عارف .. كلامي بيحصل غصب عن أي حد ..
و أة، ياسين و هُدى ممكن أأذيهم عادي ..
أنا بيني و بينك مش باقية على حد ..
و عليا و على أعد*ائي يا تيام ..
رقمي أهو ( …. ) إبعت رسالة ليا عشان أأكد لك الميعاد ..
و أة .. نسيت أقولك، شكلك زي القمر و الد*م مغرق إيدك و هدومك ..
بس يا ريت المدام متتقرفش منك ”
كرمش تيام الورقة و قام و هو غرقان د*م فعلًا، كإنها كانت شايفاه !!
ف قالت دهب بصوت مهزوز : في إية ؟

 

 

بعد تيام عن الجُثـ*ـة و قرب لدهب و شالها و طلعوا من المشرحة، وسط أسألة المستشفى كلها عن الجُثـ*ـة
بس تيام مردش لحد ما دخلوا الأوضة بتاعتهم و حط دهب على السرير بهدوء
جيه يبعد عنها مسكت إيدُه و بصت في عيونه و قالت بخوف : في إية ؟ حصل إية تحت مقولتليش عليه ؟
فصل تيام باصص في عينيها و بعدين مرر نظرُه على ملامحها كُلها، من ثُم على بطنها إلي بدأت تكبر …
بعدها رفع عيونه تاني عشان تتقابل في عيونها، ف قالت بقلق : في إية ؟؟
شدها تيام لحضنُه و د*فن راسه في تجويف رقبتها و كتفها، رفعت دهب إيديها و بدأت تطبطب عليه بحنان .. و كإن غريزة الأمومة إلي إتزرعت فيها، تيام بياخد نصيبُه منها ..
غمض عينُه بآلم و عقلُه بدأ يسرد لُه مشهد مش قادر ينساه .. من أعماق ذاكرته و طفولتُه ..
تفاعل جامد مش معنى إنه الأخير تعبي يضيع، ومتنسوش رأيكم.. هيفرق معايا ك العادة .. ♥ بقلم : #هنا_سلامه.
دخل البيت و هو بينهج، كان عنده 13 سنة ساعتها، حس بإنتصار غريب بعد ما فتح البيت المهجور إلي أمه كانت بتروحه كل يوم .. كان بيت بعيد عن أشغال القرية ..
بعيد عن العيون ..
فجأة ظهر صوت بنت طفولي : أدخُل ؟
شدها تيام لحضنه و قال بحنان : سلوى، مش عاوز دوشة .. أنا عاوز أعرف سر المكان ..
سلوى بغيظ : على فكرة أنا إلي قولتلك إن ماما بتروح مكان كل يوم لواحدها .. و أنا إلي مشيت وراها كمان .. و قولتلك إن كان بيطلع من بوقها و إيدها حاجة زي الد*م ..
و هواء كدة إسود .. زي الكرتون
ضحك تيام و قال بجدية : هثبتلك النهاردة إن كل دة تخيُل من دماغك الصغيرة دي يا قلب أخوكِ
ربعت سلوى إيدها و قالت : بس أنا متأكدة يا تيام .. إنزل كدة شوية
نزل تيام و بقى في طولها ف قالت سلوى في ودنه : الكتب دي كُلها فيها أسحا*ر ..
تيام بعيون قُطط و سُخرية : أمممم .. قولتيلي بقى أسحا*ر ..
سلوى و هي بتجري حوالين المكان و بتشد الستاير عن الكتب بإيدها الصُغيرة : أيووووة .. أنا شوفت ماما و هي ..
فجأة سمعوا صوت الباب بيتفتح، إتجمدت سلوى مكانها و تيام إستخبى تحت التربيزة و شدها معاه ..
ف قالت سلوى بهمس : لا سيبني أسألها عن المكان
تيام من بين سنانه : بس بقى .. أنا غلطان إني طاوعتك و جينا .. عاوزين نخرج سوا زي ما جينا سوا يا سلوى
سلوى بتكشيرة : صدقني لازم نعرف السر دة .. خليك شُجاع
تيام بعصبية : يا ستي أنا جبان .. خلاص ؟ خلاص إستريحتي ؟

 

 

 

بصت لُه سلوى بقرف و فضلوا قاعدين تحت التربيزة، لحد ما سمعوا صوت راجل داخل المكان ..
ف قالت مامة تيام بصوت غريب، صوت غليظ، أول مرة تيام يسمع الصوت دة خارج منها : مرحب مرحب يا عم سالم … إية رأيك في العمـ*ل ؟
خليت أخوك يتجنن و ينتـ*حر بعد ما كتب لك كل حاجة بإسمك .. و عياله بقوا ملط .. خلاص ..
بقوا شحاتين جرابيع !
عم سالم : عفارم عليكِ يا ست .. دماغك دي ألماظ
قفلت الكتاب و قالت : بس لكل شيء تمن .. و أنا ليا فلوس و تمن تعبي معاك في السحـ*ر دة
سلوى أول ما سمعت كلمة سحر قالت بلمعان عين : سحـ*ر !
كتم تيام بوقها و شدها لحُضنه، و هو مش قادر يفكر ..
السحـ*ر و الشعو*ذة و الأعما*ل بيشوفهم في الأفلام و الدراما و الكرتون و بس ..
بس مامته ؟؟
دة غير إنه لسة سامع عن حا*دثة الإنتحا*ر دي .. و تشر*يد أسرة !!
يعني مامته السبب في كل دة !!
عم سالم بسعادة : دة أنا عيوني ليكِ .. بس ما تشيلي البتاع الإسود دة من على وشك
بلعت مامة تيام ريقها، هي مينفعش تكشف عن هويتها عشان جوزها معروف في القرية .. ف قالت بصوتها الرجولي : لا .. دة ميخصكش .. إلي بينا شُغل .. هات الفلوس .. خلصني
أنا عندي أشغال
طلع سالم فلوس كتيرة، ف وقعت رُزمة على الأرض ف قال تيام بدهشة في نفسه : كل دة يا ماما !!
نزل سالم أخد الفلوس و تيام بيكتم نفسه و نفس سلوى أكتر عشان محدش يحس بيهم لحد ما خدت الفلوس و طلعت هي و الراجل من البيت ..
ف طلع تيام و سلوى من تحت الترابيزة جري و نطوا من الشباك و فضلوا يجروا و تيام شايلها لحد ما وصلوا لبيتهم ..
وقف تيام و هو بينهج و بينزل سلوى وسط القش ..
ف قالت سلوى و هي بتبص في السما و بتتنفس بهدوء أخيرًا و هي بتنهج : دة و لا الكرتون
نزل تيام و قرب من وشها و قال بتحذير و هو عرقان و بينهج زيها : قسمًا عظمًا، لو روحتي المكان دة تاني، أنا هقلب الدُنيا ..
متجيبيش سيرة يا مفعوصة عن إلي شوفنا
سلوى بحماس : طب إلي سمعناه ؟
تيام بزعيق و نبرة تحذير : سلوى !!
سلوى و هي بتكتم بوقها و بعدها شالت إيدها و قالت : و الله خلاص ..

 

 

 

و تمر الأيام، و مت اليوم دة تيام جاب كشكول و بدأ يكتب فيه عن اليوم دة .. و بقت دي مُذكراتُه إلي بيكتب فيها يوميًا ..
لحد ما في يوم وقعت سلوى بالكلام قدام مامتها، يومها أخدتها من إيدها و سلوى بتبص لتيام بمعنى ” إلحقني ”
جري تيام و مسك جلبية أمه و قال : دة من الأفلام و الكرتون و الله ياما .. البت دي بتخرف !!
رفضته أمه و زقته ف جري عليها من تاني و قال بزعيق و دموع : متعمليش فيها حاجة ! أنا ممكن أوديكِ في داهية ..
أنتِ مش بس دجا*لة .. أنتِ مُجر*مة .. بلا رحمة و لا قلب !!
بصت له أمه بصدمة و قال بغضب و زعيق و هي بتضربه بالأقلام : إخرس !
شاور تيام لسلوى بمعنى إهربي من الأوضة .. عشان تنزل تستنجد بأهل الدوار .. و أمه مشغولة بضربه و تيام بيستفزها أكتر ..
فضلت تضرب فيه لحد ما وشه بقى مليان د*م ..
ف لاحظت إن سلوى هتطلع ف جريت عليها و زقتها، فصل تيام يصرخ ف جريت عليه و هي بتحاول تكتم نفسه ..
ف قامت سلوى جري ناحية الباب ..
بس في ثانيتها سحبت أمهم السكينة من وسط الرمان المفروط في طبق كبير .. و ضربت سلوى بيها في بطنها !!
تيام بصريخ و صدمة و د*م سلوى و هي بتشهق بين إيد إنه على السجادة : سلوى !!
عيونها جحظت و نفسها قل .. ف سابتها أمها و خطوات إلي في الدوار بتقرب من الأوضة ..
ف بلعت ريقها بخوف و جريت إتكعبلت في طبق الرمان، ف إتفرط في الأرض ..
و نطت من الشباك عشان البيت أرضي ..
جري تيام على سلوى و هو مش مصدق إنها ما*تت .. مش مصدق إن ملاكُه الجميل البريء خلاص .. ما*تت و إنتهت !!
فجأة لقى الباب بيتفتح و أبوه و جده و جدته و أعمامه دخلوا ..
بس ساعتها سلوى كان لسة نفسها قُليل ف قال تيام بعياط و هو بيضمها لصدره : عيشي لأجلي !! يا رب تعيش لأجلي !
همست سلوى و نفسها بيقل في ودنُه و د*مها على جلابيته : مش قولتلك إن ماما .. ماما شريرة زي الكرتون ؟
” عارفة إن ممكن تتأثروا بسبب مو*ت سلوى، بس دة لازم يحصل عشان الأحداث تبقى أحلى .. و هي جت في آخر بارت بس عشان متبقوش متعلقين بيها، وفي نهاية البارت في مفاجأة بخصوص إسمها.. ♥”
ـ سلــــوى !
صرخ تيام و دموعه بتنزل على كتف دهب .. بيشهق و هو هيتجنن .. حاسس إن روحه متعلقة ..
دهب بدموع و هي بتحضن فيه : أبوس إيدك فوق
فصل ماسك في هدومها و جسمه بيتهز، لحد ما قالت دهب بعياط : ربنا يرحمها .. في الجنة و الله في الجنة
تيام بصريخ : أنا عاوز أزورها .. متخيلة إن أبويا قال إني قتلتها مع أمي ؟؟ و عيشت في نظر القرية مُجر*م و دجا*ل إبن دجا*لة !!
لية ؟ لية كدة !
ليــــة !!

 

 

 

فضل تيام يصرخ و هو بيتآلم لحد ما ألم عليه بين إيد دهب، ف صرخت بخضة و فزع و وشه أصفر و جسمه بيتهز بين إيدها : تيام !!!
بقلم : #هنا_سلامه.
با*ست دهب إيده و هي بتحضنه بقوة و قالت : سلامتك يا روحي
مسك في هدومها و غمض عينه بتعب و قال : عاوز موبايلي
دهب بطاعة : حاضر
إدته الموبايل بتاعه و هي حاطة إيدها على بطنها بتعب، ف قال و هو بيتصل برقم نجلاء ..
ردت على طول من أول رنة و قالت بإبتسامة : هتيجي ؟
طقطق تيام رقبته و قال بشـ*ر : أيوة
نجلاء : يبقى عند بيت مامتي الساعة ..
قاطعها بجدية : لا .. في بيت في آخر القرية مهجو*ر .. يشبه قلبك يا نجلاء ..
هتلاقي بابه مفتوح أصلًا ..
هاجي لك فيه بالمُذكرة .. بس مروان يبقى بخير و يبقى معاكِ
كانت لسة هتتكلم قفل في وشها، ف قالت دهب بصدمة : أنتَ هتروح للزفتة دي !!
هتعرض نفسك للخطـ*ر عشان مروان !!
قام تيام من على السرير و قلع الشيميز بتاعه و فتح شنطته و طلع منها شيميز ..
أخدت دهب الشيميز من إيده و قالت بغيظ : مش هتروح
و مُذكرتك معايا
تيام بتنهيدة : عاوزها
دهب بعِند : مش هتروح
تيام بزعيق : لا هروح، هروح يا دهب .. هنهي كابوسي و هحر*ق البيت بتاع سحـ*ر أمي ..
هنتقم لأختي ..
عاوز أعيش في سلام و راحة بقى !
أنا خلاص .. أنا جيبت آخري
رمت دهب الشيميز في وشه و فتحت شنطتها و طلعت المُذكرة منها و رمتها في الأرض و قالت بعياط : روح .. روح و سيبني لوحدي تاني ..
إهرب و سيبني زي ما حصل قبل كدة .. بس المرة دي مش عارفة هترجع و لا لا ..
المرة دي سايب مراتك و حبيبتك و عيالك ..
عشان تتخلص من حاجات في مخك أنتَ بس !!
تيام بعصبية و إنفعال : لا .. الحاجات دي أذى ليا و ليكِ و لينا .. أنا مش ههرب .. مش هسيبك و دة وعد
قرب ليها ببُطىء ورفع وشها و طبع قُبلة هادية على جبهتها، ف غمضت دهب عيونها و رمت نفسها في حضنه و قالت بخوف : خايفة عليك

 

 

 

تيام بثقة : متخفيش .. أنا المرة دي، أقوى من أي مرة
قال كدة و هو بيفتكر سلوى و هي بتقول ” أنتَ أقوى من أي حد .. بس خليك شُجاع عشاني ”
” مُنتصف الليل .. على دخلة القرية .. قُدام القطر ” بقلم : #هنا_سلامه.
بيت مهجو*ر، إتفتح بابه إلي بيزيىء بإيد نجلاء، دخلت البيت و هي بتكح من التُراب
و مروان مربوط و إتنين رجالة دخلوه ..
نجلاء ببرود : إرموه على الأرض
رموه الرجالة و طلعوا، و صوت صراصير الحقل، و هدوء الليل كان سيد المكان ..
ف قال مروان : إية المكان دة ؟
نجلاء و هي بتمصمص شفايفها : ملكش فيه .. إتخطف و أنتَ ساكت .. بلاش لت نسوان لحسن دماغي مش فيا
مروان بسُخرية : أومال فين ؟ مع تيام و لا مع السحـ*ر
بصت لُه نجلاء بطرق عينها، من بعدها قربت و هي ماشية بالكعب بتاعها العالي .. تيك تاك، تيك تاك ..
مع صوت نونة القُطة بوسي على الباب
مسحت التُراب بإيدها من على التربيزة و قعدت عليها و قالت : الإتنين .. دماغي في الإتنين ..
تيام أنا عُمري ما حبيتُه، بس بحب دماغه، بحب عِندُه، بحب إصرارُه .. راجل .. راجل حلو و ناشف ..
مش حُب على قد ما هو عِند، بعاند، تيام مش من ملتي .. رغم إن أمه كانت زيي، رغم إني كنت مراته و جيبت منه عيلين
بس عمره ما حبني، كان معايا غصب .. الظروف فرضت عليه دة
تيام ميليقش عليا، و لا أنا أليق معاه .. عشان كدة دماغي فيه و ريداه
مروان و هو بيضحك بإستفزاز : كل دة و مش بتحبي ؟
نجلاء بعصبية : لا طبعًا مش بحبه
فجأة رف الكتب وقع عليها ف قال مروان من بين سنانُه : أبو كدبك يا شيخة هتجيبي أجل إلي خلفونا !!
قامت نجلاء بوجع من وسط الكتب، لتكتشف إن دي كتب سحـ*ر قديمة ..
برقت بصدمة و قالت : دة بيت أمه !! دة مش ناوي على خير !!!
ـ جدعة .. أول مرة تقولي حاجة صح يا نجلاء
إلتفتت ليه بغيظ، و قالت و هي بتقوم : ناوي على إية ؟
دخل و رزع الباب ف بصت لُه بقلق، طلع المُذكرة و قال : مش تقولي إن ورا سطوري سطور تانية ؟
غمضت عينها بغيظ و قالت : عرفت إزاي ؟؟
فتح جلدة المُذكرة ف نزلت منها ورق صُغير فيه طلاسم .. رماه في وشها ببرود و هو بيقول : لا و المكتوب فيها كمان
فتح ورقة من النص عشوائية كان كاتب فيها يومياته، لقى الورقة تخينة، ف مسك كتـ*ر و فتح الورقة، لقهاهم ورقين، واحدة عادية من الكشكول و التانية متينة مكتوب فيها سحـ*ر و طلا*سم
تيام يضحك : لا بس شغل عالي

 

 

 

نجلاء بعصبية : أنا عملت كدة عشان أحافظ على السحـ*ر دة، عشان يبقى في أمان و بعيد عن أنظار أعدائي في المجال
تقوم أنتَ عامل كدة !
غبي !
رمى تيام الكتـ*ر على الأرض و بص لمروان، ف غمز لُه ف قرب تيام لنجلاء و قال من بين سنانه : رجلتك إلي برة متصفـ*يين
ف مفيش غيرنا .. المُذكرة مش هتخديها
رمى المُذكرة من الشباك ف جريت تشوفها، وقعت وسط القش ف قالت من بين سنانها : غبي !
جت تلف لقته في وشها، ف ضربها بالرو*صية ف إتأوهت، و طلع ولاعة من جيبه و فتحها و رماها على الستاير ف و*لعت
في الكتب
مروان و هو بيرمي الحبل : يلا يا تيام
تيام و هو بيضرب فيها و هي بتحاول تفلت منه : إطلع أنتَ، دهب في العربية و المطافي شوية و هتيجي من ريحة الحريق
مروان بعصبية : مش هسيبك
نجلاء ضربته في بطنه ف قال تيام بوجع : و أنا مش هسيب نجلاء غير لما أتأكد إنها متفحمة .. و السحر يولع، و أثبت للقرية إني مش خسيس و و*سخ زي ما هما فكرين
طلع مروان جري لدهب، و ريحة الحر*يق و هو بيمسك في القش من برة البيت بتزيد و القطر بيتحرك و بيعمل صوت قدام البيت ..
نزلت دهب من العربية و قلبها مليان خوف على تيام، ف قرب مروان منها و قال : خليكِ في العربية يا دهب
دهب بزعيق : أنتَ سيبته لوحده ؟؟
سمعت دهب صوت المطافي و النار بتاكل في المكان كله، ف جريت دهب و دخلت و هي بتقرأ سورة الفاتحة و خشب البيت بيقع ..
فدخلت بقت تيام واقع عليه خشبة بيحاول يشيلها، و نجلاء مرمية وسط الكتب مضرو*بة
دهب بصدمة : تيام !!
شالت الخشبة من عليه و شدته لحضنها، ف حضنها و الماية بتاعة المطافي بدأت تدخل المكان ..
ف حط وشها في الجاكيت بتاعه عشان متتخنقش من الريحة و طلعوا من المكان في سلام ..
ف جري مروان على تيام و قال بقلق : أنتَ كويس ؟؟
وقف تيام و هو شايف النار بتحر*ق في كابوسه .. بتحر*ق في ذكرياته السيئة
حاوطت دهب رقبته و بصت للبيت و أهل القرية مبسوطين بتيام و مدهوشين إنه قضى على شر المكان دة لوحده ..
قربوا رجالة القرية وقفوا وراه و الرماد إلي بيطلع من المكان و الدُخان الرمادي بيكونوا في عقلُه صورة سلوى ..
و هي مُبتسمة زي الملايكة و دموعه الناقية نازلة على وشه، و دهب ماسكة فيه كإنه هيهرب
دهب بهمس : أنتَ كويس ؟

 

 

 

حضنها أكتر و قال بسعادة و إرتياح : أنا عمري ما كنت كويس كدة قبل كدة ..
و لأول مرة هبقى مرتاح !
البيت النار كانت ماسكة فيه، و حرفيًا إتفحم، بس مُذكرة تيام إلي فيها السخر فضلت و القُطة بوسي راحت تسلُك طريقها مع سا*حرة تانية ..
” السحـ*ر مش بينتهي، و هو مذكور في القُرآن، شر و آ*ذى كبير موجود في الدُنيا، بس نقدر نقضي عليه بالقرب من ربنا، زي ما تيام حر*ق البيت و حر*ق ذكرياته المؤ*لمة .. ”
و مع صوت آذان الفجر، كانوا قاعدين في القطر، رحلة ترجع تيام و رحلة هروب، و رحلة سلام ..
كان قاعد مرتاح في الكرسي و دهب نايمة على كتفه و ياسين بيتفرج على الزرع و هُدى على رجل مروان
تيام بتنهيدة : هتواصل مع دكتور عشان الو*شم بتاعك نشيله .. زي ما إتفقنا
مروان بإبتسامة : تسلم يا أخويا
فضل تيام باصص للزرع و القمح، أول مرة يبقى راكب القطر من غير خوف و لا قلق ..
و سند راسُه على راس دهب و نام في سلام ..
” بعد مرور سنة ..
خلفت دهب بنوتة زي القمر، و إتجوز مروان و فتح بيزنيس خاص، و تيام إترقى و إستريح في الشغل ك مُهندس ”
بقلم : #هنا_سلامه.
” يُعلن التلفاز المصري، عن موعد آذان صلاة عيد الأضحى .. ”
دهب بصوت عالي : يا ياسين إفتح الباب
ياسين : حاضر يا ماما
فتح الباب ف لقى مروان و مراته سُهى ف قال بصوت عالي : مرمر و سُهى يا ماما
مروان بضحك : فاضحني أنتَ بإسم مرمر أنتَ و أبوك
طلعت دهب و هي شايلة بيبي بنت على إيدها، و هُدى بتزحف على الأرض في الصالة و هي بتلعب
دهب بترحيب و سعادة : يا مرحب يا مرحب، و الله عيب عليكِ يا سُهى، مفيش سماعة تليفون على صاحبتك دهب ؟
قربت سُهى و قالت و هي بتسلم عليها : أنتِ عارفة شهر العسل بقى و كدة
مروان و هو بياكُل تُفاحة : مش قادر أوصف لك جمال البنانة بوت ..
دهب بإستغراب : أومال فين تيام ؟
مروان : هو مش جوة !
دهب بقلق : قال إنه طالع معاكم
سُهى و هي بتاخد الليبي منها : نفسي تبطلي قلق أوڤر عليه، هو طفل يا دهب ؟
دهب بغيظ : الواد دة واجع قلبي دايمًا

 

 

ـ الواد ؟؟ سامعك يا دهب
قام مروان و قال بشوق : تيمووووو
سلموا على بعض سلام حار ف قالت دهب بغيظ : أنتَ دايمًا متأخر عن مواعيدك و قلقني كدة ؟
قرب تيام و حضنها : معلش حقك عليا، بس هنتكلم بعد ما الجماعة ينزلوا
قعدوا كلهم سوا في جو مليان حُب و دفاء، لحد ما إستأذن مروان و خد سُهى عشان يناموا شوية قبل صلاة العيد ..
دهب و هي بتغير للبيبي : شكلك عاوز تقول حاجة
تيام بتنهيدة : بفكر نقضي العيد مع جدتنا في القرية .. ياسين عاوز يروح و أهو نغير جو
دهب بفرحة : بجد ! طب يلا بينا جدًا يعني
قرب تيام ليها و قال : مشوفتش حد بيحلو كدة بعد الولادة
ضحكت دهب بكسوف و دخلت في حضنه و قالت : بس ما شاء الله، سلوى بنتنا واخدة من سلوى الله يرحمها عيونها الملونة و ملامحها كُلها
تيام بسعادة و هو بيبو*س سلوى : فعلًا
دهب بتعب : مش هننام ؟ ورانا يوم طويل بُكرة
قفل تيام النور و قال : يا رب بس هُدى متصحيناش هي و سلوى .. عيال مقصو*فين الرقبة
دهب بغيظ : متقولش على عيالي كدة يا ولا
ضحك تيام و حضنها من ضهرها و قال : حدوتة زي زمان ؟
غمضت دهب عيونها و قالت بحماس : يلا
تيام و هو بيلعب في شعرها : كان يا مكان ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة و السلام
دهب بحماس أطفال : عليه أفضل الصلاة و السلام
تيام و هو ساند دقنه على كتفها : كان في بنت زي القمر، إسمها دهب، و ولد زي القمر بردُه إسمه تيام ..
حبوا بعض من صغرهم، بس الظروف و القدر كان مخبي حاجات كتير ليهُم ..
بس في النهاية بقى عندهم بيت دافي، أطفال زي القمر، مستريحين مديًا ..
حياتهم كلها حُب في حُب في حُب، متحصنين بكلمات ربنا و بالصلاة، و بيحفظوا عيالهم القُرآن ..
حياتهم زي الفُل
ضحكت دهب بسعادة و قالت : بس دي مش حدوتة يا تيام يا خمام
تيام بنوم : بُكرة أحكيلك واحدة أحلى عن يومهم في العيد
ضحكت دهب و قالت بنُعاس : أوكيه
تيام بحُب : يا ختي قمر !
” رغم عُتمة ذلك المنزل، الأنفاس الغريبة، الد*ماء الفا*سدة، الكلمات والطلا*سم..
رغم إنني أهاب الظلام، وبداخل قلبي خوف لا يُمكنني وصفُه.
لكن كان بداخل قلبك نور يضُم قلبي ف يطمئِن..
تُصلي بي بصوتك العذب، ف يستكين قلبي على الفور..
رغم كُل شيء، حربنا لنكون معًا في سلام..
بغض النظر عن مرارة الذكريات، كُنت أنت الشيء الوحيد الجيد فيها..
إبتسامتك كانت بمثابة إحياء قلبي الضائع في ذلك الظلام من جديد. “

تمت

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ما وراء السطور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *