Uncategorized
رواية أنا والمجنونة الفصل الرابع عشر 14 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم
رواية أنا والمجنونة الفصل الرابع عشر 14 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم
![]() |
رواية أنا والمجنونة الفصل الرابع عشر 14 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم |
رواية أنا والمجنونة الفصل الرابع عشر 14 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم
لم تنم مهجة جيداً طيلة الليل من تذكرها ، أن الخميس هو موعد زفافها إلى الرائد جلال المنياوي كبيرعائلته .
استيقظت في الصباح وهي تشعر بالنعاس الشديد من أثر ذلك ، قائلة لنفسها بعدم استيعاب : معقول الأيام جرت كده وهتجوز الباشا الحليوة ده ، وفرحي كمان هيحضره كل أهله وناسه …. يالهوي يا آني يا أنا ياما ، ربنا يستر يا مهجة من لسانك ده النهاردة ، ده الباشا هيدبحك فيها لو عملتي مصيبة .
هبت من فراشها مسرعة ودلفت إلى المرحاض ، لكي تستحم ، بعد قليل خرجت منه وهي ترتدي المئزر ، ووقفت أمام الخزانة قائلة لنفسها بحيرة : يا ترى ألبس إيه دلوقتي .
شعرت بالحنين إلى نوال صديقة عمرها وهي ترى ثيابها المرصوصة بعناية داخل الخزانة قائلة بصوت مسموع : يا ترى يا نوال بتعملي إيه دلوقتي ، ولسه فاكراني ولا نستيني ، ياترى وحشك شبشبي ولا إرتحتي منه ، تنهدت بضيق قائلة لنفسها بغيظ : الله يسامحه بقى قاطعني عن الدنيا كلها حتى إنتي يا نوال ده ناقص يمنع عني الميه والهوا .
استمعت إلى صوت طرقات هادئة على الباب ، فقالت لها : إدخلي يا نعيمة ، دلفت إليها نعيمة وهي مبتسمة قائلة لها : صباح الخير يا ست هانم .
فقالت لها مهجة مبتسمة : إزيك يا نعيمة ، وازي والدتك مش بخير دلوك .
قالت لها : بخير والله يا ست هانم ، سألت عنك العافية ، وبتسلم عليكى كمان فقالت لها : طب كويس إنك جيتي بدري تعالي ساعديني في شوية حاجات إكده هجولك عليها دلوك .
فقالت لها : حاضر يا ستي .
كان جلال في حجرته هو الآخر وهو يقف في نافذتها محدقاً لما يتم من تجهيزات لعرسه ، شعر بالتوتر بداخله ، بسبب مهجة لتحدث كارثة .
قائلاً لنفسه بضيق : ربنا يستر منيها ومتعملش مصيبة من مصايبها ، أني بجيت خابرها زين .
أخرجه هاتفه من شروده هذا فقال بهدوء : إزيك يا شريف ، فقال له : الحمد لله إزي أخبارعريسنا النهاردة .
فقال له بضيق : هكون عامل كيف يعني …. أديني متحمل ، ضحك شريف قائلاً له بمزاح : حد يبقى مضايق كده يوم فرحه .
فقال له بحدة : أيوة آني ، لأن إنت خابر زين ليه إتجوزتها ، قال له شريف : خلاص يا جناب العمدة متتعصبش عليه كده .
صمت شريف مردفاً بعدها بقوله : بس قولي صحيح إيه آخر اخبار مصطفى محرم ، تنهد قائلاً له بسخرية : أهو شرب الطعم وبيلف حواليا زي ما آني إتوجعت منيه تمام .
فقال له شريف : طب كويس ، إبجى خبرني بالتطورات أول بأول ، فقال له بجدية : حاضر بإذن الله .
ابتعد جلال عن النافذة ، هابطاً بالأسفل ، كان باستقباله والده الحاج إسماعيل الذي ابتسم له بفخر قائلاً له بسعادة : ألف مبروك يا جناب العمدة ، ابتسم جلال ابتسامة باهتة وقال له : الله يبارك فيك يا أبوي .
قال له والده بتساؤل : إيه رأيك في تجهيزات الفرح ، آني بعمل إللي أجدر عليه ، فقال له بهدوء : خابر يا أبوي وإنت عملت كتير جوي علشاني ، فقال له بفخر : إن ما كناش نعملوا إكده علشان كبيرنا ، هنعملوا وميته .
تنهد جلال قائلاً له : متشكر جوي جوي يا أبوي فقال له بفرحة : هوه آني في ده اليوم يا جناب العمدة لما أشرف وأجهز لفرحك ، صمت برهةً ثم قال : تعالي بجى إمعاي دلوك نصلي الظهر في الجامع ، وبعد إكده هييجوا أهل البلد علشان الوكل ، اللي بيعملوا الطباخ من بدري .
انصرف معه جلال مشغول البال ، في مهمته ، التي جلبت له زوجةً لا يريدُها منذ البداية ، لكنه بالرغم عنه ، سيكمل معها طريقه .
انصرف يحيى خارج المشفى متوجهاً ناحية سيارته ، فاستوقفه فهمي عائداً من منزله الذي بادره قائلاً له : إيـــه يعني ماشي بدري إكده ليـــه ، فقال له بهدوء : إنت نسيت إن فرح أخوي النهاردة ولازم أكون إهناك من بدري .
قال له بضيق : معلش حالة البنت اللي اسمها ولاء دي شاغلاني وياها جوي ، فقال له بضيق مماثل : ولا يهمك إبجى متنساش تيجي إنت كمان الفرح إوعاك تنسى هستناك .
هز رأسه بالموافقة ، قائلاً له بجدية : هحاول أخلص شغلي بدري وهاجي طوالي .
دلف فهمي إلى حجرة ولاء ، وجد بجوارها الممرضة ، فقال لها : ها إيـــه أخبارها دلوك .
تنهدت قائلة له : بتصحى شوية وتنام شوية وساعات بتجوم من النوم تصرخ ، وبديها مهدأ وبترجع تنام تاني.
زفر بضيق قائلاً لها : طب إطلعي إنتي دلوك وآني هجعد جنبها شوي .
اقترب منها فهمي عندما رآها تفتح عينيها ببطء شديد فقال لها باهتمام : ولاء ، كيفك دلوك .
حدقت به بتساؤل قائلة له بذعر : إنت مين وعايز منـــي إيــه ، اقترب منها أكثر قائلاً لها : متخافيش آني أبجى الدكتور فهمي ، الدكتور بتاعك .
شعرت ولاء بالضعف في جميع أنحاء جسدها قائلة له بعدم فهم : وآني إيــه جابني إهنه ، تنهد قائلا بتردد : لإنك عملتي عملية جامدة بس ربنا سترها وياكي وجدرنا نوقف النزيف ، شعرت ولاء بالخوف منه وحاولت أن تبتعد عنه لكن ضعفها الشديد كان الأقوى فقالت له بتوتر وخوف : طب بَعد عني إكده ، وإوعاك تجرب مني واصل .
زفر فهمي بضيق وصدق حدسه بالفعل ، أنها ستحتاج إلى معالج نفسي ضروري لمتابعة حالتها معه .
فقال لها : متخافيش آني مش هأذيكي واصل ، انتفض قلبها بذعر قائلةً له بهلع وصوت عال : لع…. كلاتكم واحد … إوعاك تجرب مني وإلا هموت نفسي .
استغرب فهمي من رد فعلها القوي هذا قائلاً لها بحذر : لع خلاص إهدي …. ومنيش هجرب منيكي واصل .
انكمشت ولاء على نفسها أكثر، وأكثر من الرعب بالرغم منها وعينيها الواسعتين تعبران عن ما بداخلها من رعب حقيقي تشعر به بداخلها قائلة بأعين زائغة : يعني مش هتأذيني زيهم ، هز رأسه مستغرباً متسائلاً في داخله ، عن من تقصد بهذه الجملة الأخيرة وقال لها بهدوء حذر : لا طبعاً مش هأذيكي واصل ، ويالا هجبلك وكل وتاكليه بسرعة علشان تاخدي بجيت دواكي .
هزت رأسها بقوة ورفض قائلة له : منيش واكله شي واصل ، وكفاياك عاد حديت إمعاي وإطلع بره إوضتي لخوي يشوفك دلوك ويعملي مصيبة .
تنفس فهمي بعمق قائلاً لنفسه بضيق : يا ترى مين السبب في حالتك دلوك يا ولاء .
ما ان انصرف فهمي من حجرتها حتى إنهمرت دموعها وهي تشيح بيديها بحركات عصبية قائلة بفزع وصريخ : سيبني يا أخوي ما تموتنيش أبوس على يدك ، سمعتها الممرضة تقول ذلك ، أسرعت تدلف إلى حجرتها وأعطتها مهدأ حتى تنام مرةً أخرى من أجل أعصابها الثائرة تلك .
وصل يحيي إلى منزلهم ، فوجد العديد من رجال أهل بلدته يجلسون على مقاعد كثيرة ، في منطقة شديدة الأتساع أمام دارهم الفسيح وكان والده يرحب بهم وبالوافدين الجدد منهم ، فرآه والده قائلاً له مبتسماً: تعال يا ولدي ، كويس إنك جيت بدري .
تنهد يحيي قائلاً بإرهاق : هوه آني أجدر مجيش بدري ، ده فرح عمدتنا يا أبوي ، لاحظ إسماعيل التعب على وجه ولده قائلاً له بتساؤل : مالك يا ولدي ، بجالك يومين منتاش عجبني عاد ، فيك إيـــه يا ولدي .
أشاح ببصره بعيداً عنه قائلاً له متهرباً منه : أبداً يا أبوي آني بخير ، فقال له بقلق : لكن يا ولدي وشك بيجول غير إكده وآني خابرك زين يا دكتور .
ابتسم يحيي ، محاولاً أن يداري ما يشعر به من ضيق قائلاً له : بس تلاجيني إكده من كتر الشغل يا أبوي ، عن إذنك آني دلوك هطلع فوج في إوضتي أغير خلجاتي وآجي تاني .
زفر والده بعدم ارتياح قائلاً له : ماشي يا ولدي بس ما تعوجش عليه ، فقال له : حاضر يا أبوي .
استيقظت مريم متألمة من قدميها ، فوجدت نفسها بمفردها ، شعرت بأنها بحاجه ملحة من الخروج من هذه المشفى ، فنظرات الاتهام الموجودة بأعين يحيي ، لن تستطيع تحملها كثيراً .
فكلما تلاقت عيونهما ، كأن هناك بركان خامد وراء هذين العينين الحادتين ، وسيأتي بالتأكيد الوقت لينفجر في وجهها قريباً.
انهمرت دموعها أكثر، تبكي من هذا الاتهام البشع التي لن تستطيع تحمله إلى الأبد ، لكن مع ذلك تعذره لأنه لا يعرف عنها شيئاً سوى إسمها وبنت من ، ثم هناك مشكلةً أخرى وهي أهلها وأهل ولاء ، إذا علموا بالأمر بالتأكيد ستكونا نهايتهما سوياً.
فقالت لنفسها : يارب إنت عالم بيه وليه روحت وياها هناك ، انقذنا يارب من الموقف ده يعدي على خير .
دلفت عليها الممرضة قائلة لها : ها عاملة إيه دلوك ، فقالت لها بتعب : الحمد لله ، بس طمنيني الأول على ولاء صاحبتي .
تنهدت قائلة لها : إطمني هتبجى بخير والدكتور فهمي معاها دلوك وبيتابع حالتها ، هزت رأسها بضعف قائلة لها : هوه آني هجعد إهنه كتير .
قالت لها الممرضة بثقة : طبعاً دي عملية واعرة جوي ومحتاجه إهتمام منينا وبصراحة الدكتور يحيي مش بيهملك واصل .
تذكرت نظراته لها في هذا الصباح فقالت لها : طبعاً خابرة زين ، فقالت لها : طب يالا إكده خليكي شاطرة وكلي الوكل ده كلاته .
فقالت لها بضيق : ملياش نفس ، فقالت لها : لا ما إنتي لازم تتغذي كويس علشان تجدري تجفي على رجليكي من جديد .
فقالت لها بتعب : بس آني دلوك محتاجه علاج فقالت لها : لأ مش هتاخدي علاج إلا لما تاكلي كل الوكل ده دلوك .
اضطرت مريم بأن تأكل من أجل علاجها فقط ، فابتسمت لها الممرضة وقالت لها : آيوه إكده شاطرة بالهنا والشفا.
أما يحيي فقام بتبديل ثيابه هو الآخر ووقف أمام مرآته يمشط شعره ، فارتسمت أمامه صورة في المرآه ، صورة مريم وهي تحدق به بعينين معاتبتين .
فأغمض عينيه حتى تنصرف من أمامه تلك الصورة ، لكن عندما فتحها من جديد لم تنصرف الصورة وظلت داخل المرآه ، شعر يحيي بالانزعاج الشديد ، في داخله ، مما جعله يبتعد عن مرآته كأنه يفر من الجحيم .
هبط بالأسفل ووجد شقيقة ومعه بعض أهل البلد ، المدعوين للزفاف ، جلس بجوار شقيقه قائلاً له : ألف مبروك يا أخوي فابتسم له جلال : الله يبارك فيك ، عجبالك يا دكتور .
تنهد قائلاً له : إن شاء الله يا أخوي ، حدق بهم عبدالرحيم قائلاً لنفسه بحقد : يا بختك يا إسماعيل عنديك ولدين يشرحوا الجلب الحزين ، مش آني إللي ابني حتى منصب العمدة معرفش ياخده منيكم ، ثم تنهد غاضباً بداخله فابتسم جلال بخبث قائلاً له : عجبال حسين ولدك يا حاج عبدالرحيم .
اضطرب عبدالرحيم من كلمات جلال قائلاً له بارتباك : إن شاء الله يا جناب العمدة ، كانت عينيّ جلال تتابع ملامح وجهه متفحصاً كأنه يقرأ ما بداخل رأسه من أفكار .
كان إسماعيل يجلس وسط الجميع يفتخر بأبنائه الأثنين ، فلذات كبده وهو ينظر إليهم ، متمنياً أن يظلوا أمامه هكذا على الدوام ولا يبتعدون عنه ، لاحظ شرود يحيي مرةً أخرى من جديد ، فانحنى ناحيته قائلاً له بصوتٍ خفيض : يا ولدي مش هتريحني وتجولي مالك .
ابتسم له يحيي قائلاً له : يا أبوي إطمن عليّ هوه معجول يبجى فرح أخوي ، وابجى زعلان بردك .
زفر إسماعيل بعدم ارتياح قائلاً له بقلق : ماشي يا ولدي براحتك .
كان جلال يتحدث مع أحدهم ، عندما فوجىء بدخول ، رضوان وبصحبته مصطفى محرم .
حدجهم بمكر مبتسماً بداخله بانتصاره في هذه الجولة أيضاً ، بادره رضوان قائلاً له : ألف مبروك ، ياجناب العمدة أهو مصطفى بيه بنفسه جاي يباركلك .
ابتسم جلال بغموض خبيث ولم يرد ، إنما تلاقت عينيه مع مصطفى محرم الذي صافحة بحرارة زائفة بالرغم عنه قائلاً له : ألف مبروك يا جناب العمدة ، أنا قلت آجي أهنيك بنفسي ، بالرغم من إنك مدعتنيش ليوم زي ده .
فقال له جلال بغموض : الله يبارك فيك يا مصطفى بيه ، إنت أكيد خابر إن آني مدعتش حد ليوم فرحي ، أهل البلد هما اللي كانوا بيبلغوا بعض .
ارتبك مصطفى ورضوان ، من إحراجهم أمام الناس وابتسم مصطفى ابتسامة صفراء قائلاً له : منا علشان عارف كده فقلت لازم آجي بنفسي مش معقول يبقى فرح العمدة وما حضرهوش حتى لو مدعتنيش .
رد جلال عليه قائلاً له باختصار : طب إتفضلوا إجعدوا معانا ، طالما إنتم زيكم زي أهل البلد .
كان مصطفى جالساً ينظر إلى رضوان بغيظ ، وغضب فها هو تم تعامله ، كأي شخص عادي وهذا كان غير متوقعه هو من جلال .
وفي المساء في دار الحاج إسماعيل تجمعت السيدات للإحتفال بالزفاف وإلتفوا جميعاً حول الحاجة فاطمة والدة جلال وشقيقته نور ، للتهنئة من أجل هذه المناسبة والبعض منهم يقومون بإطلاق الزغاريد بانتظار مجىء العروس .
كان سعادة فاطمة كبيرة بإبنها وكبيرها جلال وخصوصاً وهي تراه يهبط من أعلى الدرج يرتدي جلبابه الفخم لهذه المناسبة ، فهرعت إليه من وسط النسوة , تحتضنه قائلة بحب : ألف مبروك يا ولدي إنت متعرفش آني مبسوطة النهاردة جد كيف .
ابتسم جلال لها وهو يرى دموع الفرح في عينيها قائلاً لها : تسلميلي يا إماي ، فقالت له بسعادة من وسط دموعها : ربنا يسعدك يا ولدي .
هنا تذكر بمن تزوج فقال لها : أيوه إكده يا أماي مش عايز غير دعواتك ليه ، فقالت له بحب : دعيالك يا ولدي ويجعل ربي وجلبي راضيين عنيك ، جاءه هنا سائقة مجدي وهو يقف على مسافةً بعيدة عنهم فلمحه جلال فقال له مجدي : العربية جاهزة يا جناب العمدة .
فقال له بهدوء صارم : جاي دلوك يا مجدي إسبجني إنت ، ترك جلال والدته مسرعاً كأنه يهرب منها ، بعد أن دعت له وقالت له : إحنا بإنتظارك يا ولدي متتأخرش علينا ، علشان نشوفوا عروستك الحلوة .
قابله العديد من الرجال للتهنئة وهو في طريقه لسيارته ، وتركهم بعد ذلك ، متوجهاً ناحية سيارته السوداء .
ركب جلال في الخلف قائلاً لمجدي سائقة : إطلع بينا يا مجدي بسرعة .
كانت مهجة في غرفتها قد إرتديت فستان زفافها ، فقد فوجئت بإتيان فتاتين وحضورهما بعد العصر إلى المنزل لتجميلها في يوم زفافها ، كأنها عروس حقيقية و زواج حقيقي أمام جميع أهل البلد .
هنا سعدت مهجة لمجرد أن اهتم من أجلها لكنها سرعان ما قالت لنفسها بضيق : ده مش بيعمل كده علشانك يا مهجة كله لمصلحته هوه وبس يا هبلة ، صمتت قليلاً ثم عادت واردفت قائلة : وماله بردو عيشي لحظتك يا عبيطة إنتي تطولي فرح وزفة ، وببلاش ؛ هوه إنتي كنتي غرمتي حاجه .
وقفت تتأمل نفسها بالمرآه عند هذه الجملة قائلة بشرود : أيوة هغرم قلبي اللي حبه من غير إستئذان .
بعد قليل كانت تحدق بنفسها في المرآة بثوب زفافها بعد أن انتهوا الفتاتين من تجميلها وانصرافهم من عندها قبيل المغرب بقليل .
قالت لنفسها بإعجاب : إيه ده يا مهجة ، ده شكلك اتغير كتير عن الأول ، مع حاجات البنات اللي عمري ما جربتها إلا النهاردة دي إش أحمر على أزرق على كريم وحاجات كتيرة معرفلهاش أسامي ، ثم تنهدت بدهشة مردفةً بقولها : بقى معقول أنا اللي في المراية دي ، الله يرحم المراية المكسورة .
قالت لها نعيمة : إيه الجمال ده كله يا ست هانم ، ابتسمت مهجة قائلة لها بسعادة : بجد يا نعيمة طالعة حلوة .
فابتسمت لها قائلة : طبعاً يا ستي إلا حلوه ، ده إنتي قمر ما شاء الله عليكي ثم صمتت نعيمة قليلاً وقالت لها بارتباك : طب يا ستي إنتي هتاخديني وياكي هناك في البيت الكبير .
تنهدت مهجة بهدوء شارد قائلة لها : أكيد يا نعيمة ليه بتجولي إكده ، فقالت لها بتردد : أحسن البيه ميوافجش وآني بصراحة يا ستي حبيتك ومش عايزة أفارجك واصل ؛ وعايزة أبجى معاكي .
هزت رأسها بالموافقة قائلة لها : آني هتحدت مع جلال بيه النهاردة وهبلغك بإكده وأكيد ممكن كمان هوه اللي يبلغك بذات نفسيه .
فقالت لها بسعادة غامرة : ربنا يسعدك يا ستي عن إذنك نازلة المطبخ جبل ما البيه ما يجي .
انصرفت نعيمة من امامها ووقفت مهجة تتحسس حجابها التي ترتديه ووجهها الموجود به بعض مساحيق التجميل والتي قالت لنفسها من أجله بضيق : والله ما آني عارفه بيحطوك ليه البنات على وشهم هوه فيه أحلى من الطبيعة يا ناس .
استمعت مهجة إلى صوت صرير سيارة يتوقف بالأسفل ، فهرعت إلى النافذة تحدق بها ، بمزيج من اللهفة والقلق والخوف ، فازدادت دقات قلبها بعنف ، عندما رأته يترجل من السيارة .
أسرعت مهجة مبتعدة عن النافذة ، قبل أن يراها أو يلمح طيفها وهي تقف هكذا .
وضعت مهجة يدها على قلبها المتسارع قائلة لنفسها باضطراب : إهدي يا مهجة ، إهدي …. فصمتت برهةً وأردفت تقول : أهدى ….. أهدى إيه ….. هوه ده يوم أهدى فيه ، ده النهاردة فرحي يا جدعان ، من الباشا الحليوة ، أبوميه وحداشر .
دلف جلال إلى المنزل ، بالأسفل يلتفت يميناً ويساراً فرأته نعيمة عندما شعرت به .
فقامت بإطلاق الزغاريد السعيدة ، شعر جلال حينها بالضيق والحنق ، لكنه كتم مشاعره هذه بداخله ، قائلةً له : ألف مبروك يا بيه .
تمتم جلال بخفوت قائلاً لها : الله يبارك فيكي يا نعيمة .
إزداد خوف مهجة أكثر ، عندما فتحت الباب ، بهدوء تصتنت إلى ما يحدث بالأسفل ، ثم أسرعت بإغلاقه من الذعر مرةً أخرى ، وهي تشعر بالهلع من مواجهة أهله وأهل بلدته .
وقالت لنفسها : إزاي يا مهجة هتواجهيهم ، إزاي هيتقبلوا وجودك في حياتهم .
كلما حدثت نفسها ، كلما زاد قلقها فأتت بمحاولة فاشلة ورغم ذلك نوت على فعلها .
أسرعت بإغلاق باب غرفتها من الخلف بالمفتاح وتركته به ، حتى إن وضع مفتاحه الآخر لن يفتح معه .
بعد قليل كانت مهجة تراقب فعلها الفاشل ، عندما إستمعت إلى صوت طرقات على باب غرفتها .
شعرت بالخوف وأن قلبها سيختنق ، وجاء ليفتح الباب ، فلم يفتح ، إنزعج جلال في نفسه خوفاً من أفعالها المجنونة .
فهتف من الخارج بقوة قائلاً : إفتحي يا مهجة ، ابتعدت عن الباب أكثر ولم ترد عليه .
فلما لم ترد أو تفتح له الباب ، أخرج من جيب جلبابه المفتاح ، محاولاً فتح الباب .
فلم يفتح ففهم ما تنوي فعله ، فهتف بنرفزة قائلاً لها : إنتي خابرة يا مهجة ، إن ما مفتحتيش الباب دلوك ، آني هكسر عليك الباب وهريح البشرية من جناك ده دلوك .
قالت لنفسها بهلع : يالهوي ….. إلحقي يا مهجة ، ده مش هيخلي فيكي حته سليمة ، بسرعة يا مهجة إفتحي الباب ، قبل ما يكسره ويعملك بوفتيك لكلاب السكك .
أسرعت بجذب المفتاح من الداخل ، وركضت إلى منتصف الغرفة وأولته ظهرها ، في الحال من الفزع .
فتح جلال الباب بمفتاحه ، ثم دلف مسرعاً بغضب ، باحثاً عنها قائلاً بصوت هادر : مهجـــــة …… بجى آني بتعملي فيه إكده يا مجنونة إنتي …..!!!! ، أمسكت بقبضتيها ثوبها من الأطراف بسبب الذعر والهلع من الألتفات إليه .
قائلة لنفسها مشجعة : إوعي تضعفي يا مهجة قدامه هوه مش بيقول عليكي مجنونة يالا وريله الجنان على أصله .
لم تلتفت إليه تواجهه ، فجذبها من ذراعها بقوة ، لكي يجعلها في مواجهته قائلاً لها بحدة : إنتي جنيتي في عجلك إياك مش إكده ؛ وعايزة تبوظيلي شغلي …. قطع جلال ، حديثه هنا ؛ عندما جذبها بعنف وارتطمت بصدره ورآها .
استندت إليه بيديها على كتفيه ، متعلقةً به ، طالعها ببصره طويلاً بصدمة ، عندما رأى وجهها وحجابها ، فهي تبدو مثل العروس حقاً في يوم زفافها ، ارتعش قلبها بين جنبات صدرها من تفحصه الصامت لها ونظرات عينيه التي تخترقانها فقالت لنفسها : ما تنطقي يا مهجة ، ما تتفضلي تشغلي جنانك زي ما كنتي ناوية تعملي .
هزت رأسها رافضة بقولها بلهفه وبتلقائية : بقى معقول بردو أشغل جناني على الباشا الحليوة في ليلة فرحه وأنكد عليه .
اتسعت عينيه بغضب قائلاً لها : إنتي واعيه للي بتجوليه دلوك ، تداركت خطأوها وبأنها ترجمة ما بداخلها من كلمات على لسانها بعفوية ومن شدة إضطرابها لم تكن منتبهه ، وزادت من كلماتها المخطئة قائلة له بسرعة : مجصدش يا باشا يا حليوة يعني إللي بجوله دلوك ، أصل بصراحة أنا ، مينفعش أضربك بشبشبي ولا المقشة مش هساويك يعني بواحد زي حوده .
ما أن نطقت بعبارتها الأخيرة حتي ضغط بيده الأخرى على ذراعها الآخر بقسوة ، ثم انطلقت من عينينه شرارات كالجمر من تأثير كلماتها ، مما زاده إنفجاراً في وجهها قائلاً لها بثورة : إنتي خابرة إن مامشتيش إمعاي دلوك لأكون دافنك صاحية النهاردة يا مهجة فاهمة .
استمعت مهجة إلى ارتجاف قلبها بأذنيها فأسرعت تقول له بتلقائية : وأني أجدر أزعل الباشا يوم فرحه بردك ، ما تهونش عليه يا بيه وكمان مش هيهون عليه شبابي ده آني لساتني صغيرة .
قالت جملتها ونظراته النارية تكاد تحرقها فانتزعت نفسها من بين قبضتيه ، بسرعه .
وهرولت من أمامه مسرعة ناحية الباب ، حاول جلال ضبط أعصابه بسبب تصرفاتها الحمقاء .
أسرع خلفها هو الآخر جاذباً إياها من يدها وهو يجز على أسنانه بقوة قائلاً لها : إنزلي إمعاي وإياك تتحدتي جدام نعيمه فاهمة .
هزت رأسها بالموافقة فجعلها تتأبط بذراعه ، وهو يهبط بها بالأسفل ، أسرعت نعيمة بالأسفل تطلق الزغاريد وتدعي لهم هما الأثنان بالسعادة الزوجية .
وقبل أن يخرج بها من الباب ، تذكرت مهجة كلمات نعيمة لها ، من نظراتها فقالت له بارتباك : آني عايزة نعيمة تكون وياي في البيت الكبير اهناك ، اتسعت عينيه بغضب وقبل أن ينطق اقتربت منه نعيمة تقول برجاء : أيوة يا بيه الله لا يسيئك ويعلي مراتبك كمان وكمان ، متحرمنيش من الست هانم ،
تنهد بضيق من تصرفات الأثنان واستغرب ارتباط كل منهما بالأخرى قائلاً باختصار : ماشي يا نعيمة إسبوع إكده وآني هبجى أبعتلك مجدي يجيبك .
فأطلقت نعيمة الزغاريد مرةً أخرى قائلة بسعادة : ربنا يسعدك يا بيه ، إنت والست هانم .
ركب جلال بجوارها في الخلف في سيارتها ، وهو يحاول أن يبدو هادئاً ، فحان الآن لحظة المواجهة مع أهله ومع عروسته الحمقاء والمجنونة .
لذا ضم قبضته قائلاً لها بصرامة : إحنا دلوك رايحين جدام أهلي وناسي ، وعايزك تكوني خابرة زين إني بجيت العمدة ، وهتتعاملي امعاي جدامهم على إكده ، إنسي إني كنت رائد واصل مفهوم .
عقدت حاجبيها بصدمة مما تسمعه منه قائلة له : ولكن ياباشا ….. قاطعها بحدة قائلاً لها : آني جولتها كلمة ومنيش عايز ولا غلطة منيكي مفهوم ، ثم صمت متفحصاً لوجهها على ضوء إضاءة الخافته بالسيارة ، وأردف بعدها قائلاً : وكمان موضوع الإغماء ده ؛ إياك تغلطي وتعمليها جدامهم وتفضحينا .
فقالت له بطاعة غريبة : حاضر يا بيه .
كانت نوال صاعدة إلى غرفتها فوق السطوح ، عائدة من عملها كالعادة في المساء ؛ وهي منهكه بعض الشىء .
استغربت نوال في داخلها من إنقطاع الكهرباء وهي تصعد إلى أعلى الدرج فجأة ، قائلة لنفسها باستغراب : ياختي هوه ده وقت النور يتقطع فيه وآنا لسه طالعه على السلم كده .
تحسست نوال حقيبة يدها ، وفتحتها لتأتي بهاتفها لتنير به طريقها ، لكنها لم تجده .
فضمت شفتيها غاضبة قائلة : وهوه ده وقته ، يوه شكلي نسيته في الدرج ، ومش هقدر أرجع تاني المحل ، يالا أمرك لله يا نوال إطلعي كده وخلاص .
أخذت تتحسس طريقها إلى أعلى الدرج بحرص ، صعدت بقدميها ببطء شديد ، وبحذر ، إلى أن تعثرت قدمها اليمنى وهي تصعد ، فأسندت نفسها بسرعة على الحائط بجوارها .
لكن مهلاً لم تكن هذه بحائط مثلما توقعت ، فارتجف قلبها من الخوف ، عندما تحسست بيديها مكان ما تستند إليه ، فوجدت شىء ما ينبض تحت يدها .
صرخة نوال صرخةً بصوت عالٍ من الهلع التي شعرت به في هذه اللحظة ، جعلت من إستندت إليه يضع يده بسرعة على فمها ، مكمماً لها قائلاً بصوت خفيض حاد : إوعي أسمع صوتك تاني فاهمة ، ده إنتي كده هتفضحينا .
كانت مهجة تجلس في سيارة جلال ، والقلق يزداد بداخلها مع اقتراب عجلات السيارة من دارهم الكبير ، مما جعلها تضم قبضتيها الأثنتين بقوة .
شعر جلال بخوفها ، الشديد فانحنى ناحيتها قائلاً لها بصوت جاد : إوعاك يغمى عليكى اهناك ولا تخطرفي جدامهم في حاجه وإلا إنتي خابرة أنا أجدر أعمل إيه وياكي .
فقالت له بعفويه : عيب يا بيه ده أني هشرفك هناك ، رمقها بضيق قائلاً لها : وإوعاك كمان تناديلي بعد إكده بباشا ولا بيه ، ناديلي بإسمي جدامهم بما إنك مرتي .
حدقت به بصدمة غير مصدقة أنها ستنادية بإسمه مجرداً قائلة له بعدم تصديق : بس آني مجدرش أعملها يا بيه ، فقال لها بسخرية : لا هتجدري ، إعتبريها من ضمن مصايبك إللي بتعمليها .
صمتت مهجة ولن تستطيع النطق ، وصلت بهم السيارة إلى مكان الدار ، وهناك أمام الدار العديد من أهالي البلد ، بانتظارهم .
انتفض قلب مهجة من العدد المهول أمامها وبدأت تشعر بدوار الخوف ، وبكل تلقائية أمسكت بيد جلال التي كانت بجواره .
صدم من فعلتها لكنه فهم لماذا فعلت ذلك من إرتجاف يدها ، بيده ومن شحوب وجهها فانحنى ناحيتها قائلاً لها بصرامة : متخافيش مش هياكلوكي .
ما أن لمحهم أهل البلد حتى أقبلوا ناحية السيارة وهم فرحين بكبيرهم ، كان على رأسهم والده الحاج إسماعيل وبصحبته يحيي .
ترجل جلال من سيارته ، وإلتف ناحية الباب الآخر ، وفتحه لمهجة ، وهو يمسك بيدها ليساعدها على الهبوط من سيارته .
تأبطت ذراعه برعب وهي تواجه معه أهل البلد ، قائلة لنفسها بخوف : يا وجعة مربربة ، ده كله هتواجهيه إزاي يا مهجة ، حد يطلبلي الأسعاف ضروري دلةقتي .
تقدم اسماعيل ناحية جلال محتضناً له بحب ، وأخذ يهنئه هوه وشقيقة يحيي .
كان بانتظارهم أيضاً زفة بأحصنة مختلفة بصحبة المزامير البلدي ، وأخذ ثلاثة أفراد يتراقصون بأحصنتهم ؛ بها أمامهم على صوت المزامير .
أما بالداخل عند النساء هرولت الخادمة تقول : جلال بيه وعروسته وصلت بره يا ست فاطمة .
أطلقت النساء وفاطمة الزغاريد وانطلقوا إلى الخارج ليستقبلوهم ، وصلت جميع النساء إلى مكان مخصص لهم ، وهم يشاهدون العروس من بعيد وهي تزف مع عريسها جلال .
أتى أحدهم بعنتر ، فامتطاه جلال وهو يستعرض حركات الحصان الراقصة على المزامير ، كانت مهجة كأنها انفصلت عن العالم وهي تراه من وراء الحجاب ؛ الموضوع على وجهها الخاص بثوب زفافها ، بإعجاب كبير ، وهي تراه كالفارس الحقيقي وهو يمتطي جواده الأسود العربي الأصيل عنتر .
كانت تود أن تهرول ناحيته وتعبر عن ما بداخلها من مشاعر ، لكن زواجها هذا ما هو إلى مسلسل كبير من أجل مهمته .
كان الجميع يحدقون به بإعجاب شديد من حركاته المدروسة وهو فوق جواده
كانت عيني جلال تراقب تصرفات مهجة هو الآخر من على جواده ، خوفاً من مصائبها المتكررة الغير مسئولة .
قالت نور لوالدتها بسعادة : شايفه أخوي يا إماي ، زي الفارس إكده كيف فقالت لها بفخر : ماهو كبيرنا يا بنيتي وكلمة فارس جليلة عليه
بعد قليل إصطحب جلال مهجة إلى الداخل عند النساء ، فأقبلت والدته ومعها الباقي من النساء ناحيتهم مهنئين .
أنتفض قلب مهجة وهو من هذا العدد الكبير وهو يعرفها على والدته قائلاً لها : دي أمي يا مهجة وأختي نور .
فأخذتها والدته بأحضانها مهنئة قائلة : ألف مبروك يا بنيتي ، ربنا يسعدكم .
من شدة الصدمة لم تستطع النطق .
وقامت أيضاً شقيقته والعديد من النساء بتهنئتها ، تركها جلال قليلاً بصحبتهم ، وانصرف .
أما جلال فاتجه ناحية الرجال مرةً أخرى ، يستكمل زفافه وسط أهالي البلد .
كان عبدالرحيم في وسطهم ومعه ولده حسين والغيرة والحقد ، تتآكلانه من الداخل متظاهراً بعكس ذلك .
استغربت مهجة طيبة هؤلاء النسوة ، وهم يقومون حولها بالرقص والزغاريد ، ابتلعت ريقها بصعوبة واحمر وجهها من الخجل وهم ينظرون إليها ويتفحصونها .
شعرت بخجلها نور قائلة : أهلا بيكي في وسطينا يا مهجة ، فقالت لها بخفوت : أهلاً بيكي إنتي .
بعد مرور بعض الوقت أتى جلال ليأخذ مهجة عروسته إلى شقته ، وسط الزغاريد والتصفيق والمباركات .
ما أن رأته مهجة حتى شعرت بأنها ستهرول ناحيته وتقول له : يالا بينا يا سعات البيه كفاية كده تمثيل .
تأمل وجهها المضطرب وجعلها تتأبط ذراعه من جديد ، وسط من يدعون لهم بالسعادة .
صعد بها جلال إلى منزله بالأعلى ، فتح جلال الباب ، قائلاً بلهجة صارمة : إدخلي …. دلفت بقدم بطيئة للداخل .
أغلق جلال خلفه الباب على الفور حتى لا يكشفهم أحد .
وقفت مهجة في مكانها لا تستطيع الحراك ؛ تأملت المكان حولها ، فوجدته منزل فخم من الداخل ؛ يليق بمكانته وبه أثاث باهظ الثمن ، عالي الجودة ؛ ما أن رأت كل هذا أمامها ؛ حتى عاد إليها الدوار من جديد ، فلم تعد تستطيع الصمود أكثر من ذلك ، فهي تقاوم هذا الشعور منذ ساعات كثيرة فقالت له بتلقائية مضحكة : سامحني يا سعات الباشا معتدش جادرة على نفسي أكتر من إكده ، روح هاتلي جردل مية وادلجه عليه ينوبك ثواب ؛ ويالحجتني يا مالحجتنيش ……..!!!!
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي