رواية مرسال كل حد 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 البارت الخامس والعشرون
رواية مرسال كل حد 2 الجزء الخامس والعشرون
رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الخامسة والعشرون
“هل يمكن ألا تتحرك؟ لا أستطيع التركيز” قلت كلمتي الاخيرة موجهًا حديثي لحسام الذي كان يجلس على أحد كراسي الطائرة المجاورة للنافذة، حيث كنت في مقابله أحاول رسمه كما كان الإتفاق، تذمر ينظر إليّ عابسًا: متى ستنتهي فقد سئمت.
“لو هدأت قليلًا فسأنتهي منك قريبًا”.
تنهد يضع يده على خده تتخلل أصابعه بعضًا من خصلات شعره يتطلع عبر النافذة يقول: انسى أمر تلك اللوحة الغبية، لا أرى مشكلة من ركوبك معي دون مقابل.
نهضت من مكاني في حماس أقترب منه جاثيًا على ركبتي أقول: فقط لا تتحرك، أخيرًا هذه هي.
رفع رأسه ناظرًا إلي في عجب: ماذا؟
أمالتُ رأسه على يده ثانية، أشابك أصابعه بخصلات شعره موجهًا ناظريه تجاه النافذة أتابع: ألم أقل لك ألا تتحرك؟
“لا تقل لي أني سأظل هكذا دون حراك طويلًا”.
“كفاك تذمرًا واثبت على وضعيتك”.
تنهد تتطرق عيناه بالنظر للفضاء عبر النافذة، في البداية كنت أحلاظ ملامحه المتذمرة حتى لانت تتدريجيًا لملامح شاردة يتخللها بعض الأحزان الدفينة، لم أحاول محادثته فقد كانت تلك لقطتي المثالية، تابعت رسمي حتى انتبهت على الطائرة تهبط لكن حسام ظل شاردًا حتى أفاق على صوت المضيف يقول: لقد وصلنا سيدي، أتحب أن أتصل بهم ليجهزوا لك سيارتك، أما نرسو بالطائرة فوق منزلك الثاني.
“لا بأس، سأستقل التيكونول”.
“لكن سيدي السيد الكبير س…”
“لا تشغل بالك أخبره أنى لم يرغب بالعودة للمنزل وحين يستهويني الأمر قد أعود”. قال كلمته الأخيرة ثم ربت على كتفي قائلًا: هيا بنا.
خرجنا من الطائرة وساعدنا في نقل الأغراض إلى التيكونول أحد مساعديه الذي هم بالولوج معنا فأوقفه حسام قائلًا: لا أريد حراسة، جي ون سيكون معي.
ركبت في المقعد الخلفي وجلس إلى جواري حسام حيث جلس روبوته الخاص في المقدمة، تطرقت للحديث سائلًا: إن لم تكن وجهتك للمنزل فإلى أين ستذهب؟
“سأقصد أحد الفناديق”.
“ولمَ؟ أعني يمكنك المكوث لدي إن أردت”.
“ألن يمانع والديك؟”
“لا بأس فهما يحبان استقبال الضيوف”.
ابتسم حسام ثم شرد فيما كان به شاردًا ينظر عبر النافذة المجاورة، خرجت عن صمتي أسأل: ما بال كل هذا الحزن باديًا على محيك؟
“لا شيء”.
“أالامر يتعلق بخالد؟”
“نوعًا ما”.
“إذن هناك شيء آخر، أيتعلق بوالدك؟”
“كيف عرفت؟”
“رفضك بالعودة للمنزل ينذر بوجود خلاف بينكما”.
“في الواقع.. تجادلت معه قبل مغادرتي”.
” لمَ؟”
“نهرني لأجل خالد وتدخلي بينه وبين والده ثم…”
“ماذا؟”
“أخبرني أني شخص عديم المسؤولية لأولي اهتمامي لمجرد شخص على حساب صفقاتي، خاصة أن والد خالد قد ألغى جميع التعاقدات التي بيننا، وهذا دفع بعض الشركاء للتخلي عن المشروع الجديد”.
“أأنت غاضب من خالد إذن”.
“لا بالطبع لكن.. علاقتي بوالدي ليست الأفضل، لهذا لم اكترث لكلامه فهو دائمًا يراني شخص غير مسؤول، أحمق ولا أستطيع الفصل بين مشاعري وعملي لهذا لن أحقق أي شيء في حياتي، أصبح هذا المعتاد لهذا لم اكترث لكلامه، لكن…”
“ماذا؟”
“أتسائل لمَ لا يمكنه رؤيتي ورؤية المجهود الذي أبذله، تربيت وأنا أهوى عملي والدي وأسعى دائمًا أن أكون مثله يومًا لكنه لا يراني، لا يرى سوى فشلي وحسب مهما فعلت، لم أكن يومًا الابن الذي يحلم به”.
“يبدو أني أشعر ببعض من شعورك”.
“ها؟”
“أن تفعل أقصى ما بوسعك لتظهر في الصورة لكنهم لا يرون سوى شخص واحد، حسسسنًا هذا الشخص لم يكن سيئًا وأعترف بشعوري ببعض الغيرة لأنه يحظى بجل اهتمامهم حتى أنه بدأ في السيطرة عليّ ودفعني لحبه لكن.. لآزال غير مرئي بالنسبة لهم، ولا أتلقى الدعم في الشيء الوحيد الذي أحبه أو الشخص الوحيد الذي أكن له كامل احترامي، وكأنه محرم علي ذكر اسمه، هو بالفعل محرم عليّ ذكر اسمه في منزلنا لهذا أمي طوال الوقت تتشاجر معي، الشخص الوحيد الذي أشعر به يفهمني هي مرسال”.
“مرسال؟ أهي حبيبتك؟”
“بل جدتي، كما أنها من علمتني الرسم أيضًا”.
“لقد نسيت أمر اللوحة، انتهيت منها؟”.
ابتسمت أديرها نحوه: نوعًا ما.
نظر إلي مستغربًا: وكأنه أنا لكن في الستين من عمري.
“دقق النظر فيها قليلًا، الجسد واليدين والشعر هيئة عشرينة لكن وجهك وقلبك هم الوحيدان اللذان شاخا”.
“ها؟”
“بعض الأحزان تقتل عمر الوجه والقلب، الفتى الستيني صاحب الواحد وعشرين عامًا”.
“أهذا اسم اللوحة؟”
“ألا يعجبك؟”
“بلى، لكني مضطر لأخذها كمقابل”. قال كلمته الأخير يأخذ اللوحة من بين يديّ، ما كدت أتكلم حتى انتبهت على السائق يتوقف أمام سيارة اعترضت طريقنا، خرج حسام على مضض يتوقف أمام السيارة يقول متذمرًا: ألم أطلب منك أن تبتعدي؟
فُتح باب السيارة وإذ بها براء تخرج، تقول بنبرة باردة: لا أذكر ربما لم أسمعك.
“براء لا تستفزيني بذاك البرود، ماذا تريدين؟ وما الذي أتى بك إلى هنا؟”
“والدك أخبرني أنك ستغادر لمصر هذا الصبح ومساعديك أخبروني أنك غادرت بالتيكونول لوجهة لا يعلموها لكن لا بأس يمكنني ملاحقتك مهما حاولت الهروب”.
“ماذا تقصدين؟”
اقتربت منه تخلل أصابعها بين خصلات شعره حتى أخرجت شيء ما تقول: يبدو أني نسيت هذا.
“أهذا جهاز تعقب؟”
“ماذا ترى”.
قبض يديه غضبًا ينظر إليها يجز على أسنانه قائلًا: أنت… تنهد ثم تابع: ماذا تريدين براء؟
“أريدك”.
“وأنا لا أحبك”.
“لا بأس، سأنتظرك حتى تفعل”.
“لن أفعل”.
“أنت الذي لم تحاول وحسب”.
“ولا أريد براء، هلا تركتني وشأني؟ لقد مللت من مطاردتك تلك”.
اقتربت منه تسأل بنبرة خافتة: لمَ؟ أهناك فتاة أخرى؟
“حتى وإن كان ليس شأنك”.
كادت تلمس يده تسأل: فقط أخبرن… أزاح يدها بنقمٍ قائلًا: لا تلمسيني ثانية، في المرة الأولى التي التقيتك فيها جعلتي روبوتك يلتقط صور لراشد ليحدد بياناته وسكنه ومن ثم أرسلته لأحمد وحين لمست شعري بغية الجدال وضعتي جهاز تعقب، لا أضمنك في الثالثة ولا ما قد تفعلينه”.
“هذا لأنك لا تعطيني الأمان بامتلاكك”.
“بامتلاكي؟! أنا لست شيئًا لتمتلكيه أو يشتريه إليك والدك”.
“لكن حسام أنا…”
“يكفي براء بسببك لن أتمكن من رؤيته بقية حياتي”.
“أحمد كان سيعثر عليه في كل الأحوال والوحيد الذي كان سيتأذى هو أنت”.
“لا بأس كان فعل عوضًا خيانتك لي”.
“لم أخنك كنت أضمن سلامتك”.
تأفف يركل إطارات سيارتها غاضبًا: لم أطلب منك ذلك، أتعلمين ماذا؟ سأنهي كل ما بيننا حتى لا تتسنى لي فرصة رؤيتك”.
“ماذا تعني؟”
“أعني أني سألغي الشراكة التي بين شركتي وشركة والدك”.
“أسيسمح لك والدك بفعل هذا؟”
“إن لم يرض حينها سأترك العمل”.
غضبت تدهس قدمه قائلة: لا بأس اذهب للجحيم.
قالت الأخيرة تركب سيارتها غاضبة تغادر، غادر حسام هو الآخر يجلس بجواري على مضض، لم أشأ التدخل حتى فجأة قاطع صمتنا، شاشة الكترونية تظهر من كلتا شريحتينا أنا وحسام، كانت بث مباشر لخالد في غرفته يتوجه بالحديث إلى والده قائلًا: وما شأنك به؟
“حتى وإن لم تخبرني من يكون وكيف تعرفت عليه فمن المؤكد أني سأعرف”. قال كلمته الأخيرة ثم غادر، ما أن غادر حتى تنهد خالد ينتاب جسده الارتجاف، يظهر على ملامحه الارتباك، ضغط حسام على زر ما بشريحته يباشر: خالد.
انتبه له خالد متعجبًا: كيف..؟ لحظة أهذا من الشريحة؟ لم أتوقع أن تنجح.
ابتسم حسام قائلًا: لا تقل لي أنك تطورت الشريحة بنفس فكرة الاستشعار في المي يوري.
“في الواقع أجل مع بعض التعديلات”.
“هذا يعني أن فك التفشير يكمن في زيادة دقات القلب لعدد معينة وبدون أن نحاول الاتصال بك ستظهر لك الصورة تلقيائيًا”.
“الانخفاض والزيادة”.
“ماذا؟”
“أعني إذا انخفضت نبضاتك عن المعدل الطبيعي أو زادت”.
ابتسم حسام وبنبرة حفها فخره قال: يبدو أنك تفوقت عليّ، أتعلم لو أننا نحتاج لتلك الشريحة الآن لعرضتها على والدي، أنا واثق أنه سيجن إن علم بمدى التطوير الذي طورته من المي يوري”.
“لا تبالغ، المهم أين أنت الآن؟”
“في الطريق لمنزل هادي”.
“أهذا يعني أنك وصلت مصر؟”
“أجل”.
نظر إليه في استغراب يسأل: أنت وهادي سويًا؟ أأنت بخير؟
“ما خطبك؟ لست شريرًا إلى هذا الحد”.
“الذي أتعجبه هو موافقة هادي أيضًا”.
ابتسم يريه اللوحة قائلًا: لم يوافق سوى بمقابل.
“واو هادي، تحسن أداؤك كثيرًا، تلك الخطوط تثتثير فضولي لملامستها، اعتني بها جيدًا حتى نلتقي”.
ابتسمت دون تعقيب فباشر حسام سائلًا: كيف حالك مع الحبس الانفرادي؟
تنهد مميلًا رأسه على الطاولة: وكيف سيكون هو كما هو في كل سنين السابقة، لا أرى أحدًا ولا أتعامل مع أحد إلا إذا كان الخدم كما أنه أخذ مني أدوات رسمي ومنع مهاب من رؤيتي.
“ذاك الأحمد لن يتغير أبدًا.. تنهد ثم تابع يسأل: لكن أخبرني ما الذي دفعك للخوف هكذا؟
“تهديدات أحمد التي لا تنتهي، ثم أيها الأحمق لمَ لحقت بي؟ إن علم أحمد فهذه المرة لن يدعك وشأنك.. ثم التفت إليّ قائلًا: هادي.
“اممم”.
“هل يمكنك أن تبتعد عن حسام هذه الفترة؟”
نظر إليه حسام متعجبًا: لمَ؟
“لن يهدأ لأحمد بال حتى يعرف من هادي هذا الذي يمثل له خطرًا خاصة بعدما اعترض طريقه، هو يرى أنه من دفعني للتجرأ وأخذ خطوة للهرب وكما فعلها سابقًا سيفعلها ثانيًا”.
“ألهذا السبب كنت خائفًا؟”
“كنت قلقًا بشأنكما لا أكثر لكن لا تقلقا أنا بخير، في النهاية لن يفعل شيئًا قد يضر بي”.
“سنلتقي، صحيح؟” قالها حسام ناظرًا إليه بعين تخللها خوفه ورجائه
ابتسم خالد قائلًا: لآزال أحتاجك لذا لا أظنك قد تتخلص مني بسهولة. قال الأخيرة ثم تابع قائلًا: يجب عليّ إنهاء المكالمة فيبدو أن هناك أحد قادم. قال الأخيرة ثم أغلق الشريحة، تنهد حسام قابضًا شريحته في يأس، التزمت الصمت طوال الطريق ولا أدري ما بالي وبال الصمت اليوم صرنا رفاق حتى قاطع علي صمتي السائق يتوقف أمام العنوان الذي أدخلته للوحة بياناته، خرجت من السيارة ووقفت أمام المنزل، في الواقع كان بيت مرسال، لم أشأ زيارة عائلتي أولًا، أشرت لحسام بالخروج لكنه ظل مترددًا فسألته مستغربًا: ما بالك؟
“أظن أن خالد محق، لا يجب أن نتواجد في نفس المكان معًا، أحمد قد يشك في نيتنا لهروب خالد ثانية”.
جذبته من يده نحو البوابة قائلًا: لا أخشى أحمد ولا سيده، لا تكن جبانًا.
“تقول هذا لأنك لا تعرف أحمد”.
“وما الذي قد يفعله؟ يقتلني مثلًا؟”
“ربما الأسوء”.
“أأنت قلق بشأني أم بشأنك؟”
“لو كنت قلقًا بشأني لفعلت هذا منذ سنوات، منذ أول مرة كدت أهوي فيها للموت بسبب أحمد لولا تدخل والدي في النهاية”.
“أهو مجنون لتلك الدرجة؟’
“هو مهوس بكل ما هو ملكه حتى خدمه لهذا يخشون الاستقالة”.
“ماذا تعني؟”
“أعني أنه يستعبدهم حتى الموت، أنت فقط خادمي ولست لأحد غيري وإن أردت الاستقالة فسأعطيك مرتبك الشهري كما هو وربما الضعف على ألا تكون خادم غيري، هكذا هو كما أن طلبات الاستقالة تلك لا تقبل إلا لشخص لم تعد لديه القدرة على الحركة كعجوز شاخ أو أحد تضرر جسده غير هذا فطلبات الاستقالة مرفوضة، تخيل أنه هكذا مع خدمه فما بالك بأبنائه؟ للأسف لا يعدهم سوى مجرد ممتلكات تحمل اسمه لا يحق لهم ممارسة أي حرية سوى بإذنه لهذا أنت تمثل خطرًا لأحمد؛ لأنك أول من تمردت عليه، ربما كنت أحاول الدفاع عن خالد مسبقًا لكن لا أظنني وصلت لمستوى جرأتك في الرد عليه، حتى أبي يخشى الاقتراب من ممتلكاته”.
“هذا جنون، لا يمكن أن يكون شخصًا سوي نفسيًا”.
“بعض الأشخاص لديهم هوس الامتلاك”.
قبضت على يده أتابع سيري نحو المنزل قائلًا: وأنا أخبرتك سابقًا أني لا أخافه وسأحرر خالد من قبضته هو ليس عبدًا له في النهاية حتى وإن كان والده”.
ما كدت أنهي جملتي الأخيرة حتى انتبهت على باب المنزل يُفتح، في باديء الأمر ظننتها مرسال لكن ما فُتح الباب حتى انتبهت على حسام يقول متعجبًا في نبرة حفتها الصدمة: حضرة الطبيب؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)