رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن 7 البارت الحادي والأربعون
رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الحادي والأربعون
رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الحادية والأربعون
«”كُنْتُ أبحثُ عنكَ كالفتا.ة المشر.دة في جميع الشوارع والأز.قة حتى تيقنتُ أنكَ لَم تعُد معي”»
كانت تجلس أ.على فراشها وهي تنظر إلى تعليقات الشبا.ب في صفحة ليل الشخصية والتي ظهرت إليها وهي تقوم بالتقلـ ـيب على التطبيق تشاهد الأ.خبار وهي تضحك بين الفينة والأخرى وجا.ل بخا.طرها زوجها وحبيبها وقرة عينها الذي ر.حل وتر.كها و.حيدة تاركًا معها طفله وقـ ـطعة مِنهُ حتى يُذكرها بهِ دومًا كلما نظرت في وجه الصغيرة، نعم إنها حبلة في فتا.ة مثلما أخبرتها “روزي” لتزفـ ـر بعمـ ـقٍ وقد التمعت العبرات دا.خل مُقلتيها بحز.نٍ، فقد كانت تتمنىٰ أن يكون معها في هذه اللحظة وأن يشاركها كل هذه اللحظات
حاولت التحـ ـكم في عبراتها حتى لا تسـ ـقط على صفحة وجهها ثم زفـ ـرت بعـ ـمقٍ وعادت تشاهد التعليقات التي كانت تمسـ ـح على قلبها قليلًا وكأنها تتلـ ـقىٰ تلك المباركات إليها، جاء إليها إشعارًا مِن “حُـذيفة” قد قام بكتابة منشورًا إليها وقد أشار إليها وإلى “شـريف” حتى يظهر هذا المنشور على صفحته كذلك، ولجت إلى هذا المنشور لتقرأ ما كتبه إليها “حُـذيفة” بعينين ملتمعتين
إلى زوجة أخي وصديقي وابن عمي
إلى تلك المرأة القو.ية التي مازالت صا.متةً حتى الآن
تُعا.ني وحدها، وتحز.ن وحدها، وتبكي وحدها، وتتأ.لم وحدها
وإلى أخي “شـريف” الحبيب الذي وا.فته المُنية وأصبح بعـ ـيدًا عنّا
اليوم يا أخي تمنيتُ أن تكون بجوارنا، ترىٰ سعادتنا وتشاركنا فرحتنا
اليوم يا أخي الحبيب ستُرزق بـ فتا.ةٍ أ.ثق وبشـ ـدة أنها ستكون كـ حوريات البحر، تأ.خذُ عيناكَ الخضراء الصا.فية
وتأخذ معالم وجه والدتها، وتكون مر.حة مثلكَ، ستكون أجمل وألطفُ فتا.ةٌ ترها العينُ
ر.حلت يا أخي وتر.كت قطـ ـعة مِنكَ داخل أحشا.ء زوجتك تنـ ـمو كل يوم حتى تكون ونيسًا إليها ورفيقةً لو.حدتها وظـ ـلًا لها
اليوم أخي تمنيتُ أن تكون معنا، تشارك زوجتك هذه اللحظات الجميلة والدا.فئة، تطمئنها وتخبرها أن كل شيءِ سيكون بخير
ولَكِنّ لا بأس يا أخي فجميعنا أخوتها ونرعاها
هي ليست فقط زوجة أخينا وصديقنا بل هي شقيقتنا الصغرى
اليوم ستضـ ـع زوجتك طفلتها الجميلة مع طفلة ابن عمك
ستكونان صديقتين، تم وضـ ـعهما في يومٍ واحدٍ وستكـ ـبران سويًا
اليوم أخي أُريدكَ أن تكون مطمئنًا وأن لا تخـ ـف على زوجتك
فهي في رعاية أخوتها ووالديها
كانت عبراتها تتسا.قط على صفحة وجهها وهي ترىٰ كلمات “حُـذيفة” التي لا.مست قلبها وجعلتها تبكي، فقد ذكرها بهِ الآن وجعلها تستسـ ـلم لر.غبتها وتبكي، رأت التفا.علات تز.داد على منشوره ما بين “أحببته” و “أحزنني” ثم رأت التعليقات تز.داد ما بين المباركات والموا.ساة في فقد.انه، ورأت حقًا “حُـذيفة” كما الغْوثِ لها وكما الأخ الأكبر لها وقد أمتنت إليه كثيرًا في هذه اللحظة.
أما عنهُ فهو كان يرىٰ التعليقات والتفا.علات وهو ينتظر ظهورها، فهو يعلم أنها شاهدت منشور “روزي” ثم يليه منشور “ليل” وشعر أنها تتأ.لم كون زوجها ليس معها ولذلك تولى هو هذه المـ ـهمة حتى لا يجعلها تشعر بهذه الو.حدة وكتب هذا المنشور الذي ظهر عند “شـريف” وبدأت التفا.علات تز.داد عنده بالرمز “أحزنني”، فعل هذا علّه يخـ ـمد نير.انها ويُسعدها ولو قليلًا
خر.ج مِن ثو.ران رأسه وضـ ـجيجها عندما رأها تفا.علت مع منشوره بوضع رمز “أحببته” ثم يليها تعليقها الذي جعله يبتسم برضا وتأكد أنه فعل الصو.اب ولَم يخـ ـطئ رغم معرفته أنها حز.ينة
«”شـريف” كان محظوظ إنه عنده ولاد عم وأخوات زيكم حتى لمَ را.ح برضه لسه مكانه محفوظ وسطكم وانا كمان محظوظة عشان عندي أخوات زيكم، شكرًا ليك يا “حُـذيفة” حقيقي البوست بتاعك طبطـ ـب على قـ ـلبي فـ وقته، شكرًا مِن قـ ـلبي يا خويا»
أنهـ ـت كتابة تعليقها بوضع قلب أحمـ ـر ملتـ ـف بشا.شٍ أبيـ ـض ليبتسم هو ويتفا.عل مع منشورها بوضع الرمز “أحببته” ثم رأىٰ الجميع مِن بعدها بدأو يتر.حمون عليه وأولاد عمومته يتفا.علون على تعليقها.
______________________
«”ظُلُـ ـماتِ البـ ـر مؤ.لمة، وظُلُـ ـماتِ البحـ ـر أكثر أ.لمًا، حينما ترىٰ نفسك ما بين الجا.نبين تشعر أنكَ في أشـ ـد الحاجة إلى المو.ت”»
كما تعا.هدنا سويًا، الظُـ ـلمُ قا.ئمٌ والحقـ ـد قا.ئمٌ، والغـ ـل باتَ خليلُ الأفـ ـئدة، تظن لوهلةٍ أنكَ تعيش في غا.بة مفتر.سة، ملـ ـيئة بالضبـ ـاع والأسو.د والذ.ئاب، جميعهم يسعـ ـون لإمسا.ك غر.يمه وفر.ض هيمـ ـنتهِ عليه وإعلا.ن نفسه مـ ـلكًا، دُنيا مليـ ـئة بالوحو.ش تنهـ ـش أفـ ـئدة البشـ ـرية دون ر.حمةٍ أو شفـ ـقةٍ
مرَّ عشرون يومًا، عشرون يومًا ومازال هذا اللطيف بعـ ـيدًا عن الأنظار ومـ ـحط الإهتما.م، عشرون يومًا لا أحدّ يعلم عنه شيئًا حتى جعل الجميع يشعرون أنهم سيفقـ ـدون عقو.لهم، كيف لحفيدٍ لعائلة كـ عائلة “الدمنهوري” التي تحظىٰ بمكانةٍ مرمو.قة أن يتم أسرُ.ه ويتغـ ـيب عن محـ ـط أنظارهم، كيف أن تتحدث الأ.لسنة عن إختفا.ء حفيد لو.اء لهُ هيـ ـبتهِ وسلـ ـطتهِ وهيمـ ـنتهِ، كيف أستطاع جذ.ب الأنتباه بهذه الطريقة وجعل نفسه مـ ـحط أنظارهم
“في قصر عائلة الدمنهوري”
كان “حُـذيفة” جالسٍ على ط.رف فراشه يستنـ ـد بمرفقيه على فخذيه ينظر في نـ ـقطة فا.رغة أمامه وعقله شا.رد، يُحـ ـلق في تلك الذكرىٰ المـ ـريرة التي لن تُنـ ـسىٰ مع مرور الأز.منة وستظل خا.لدة حتى يوم لقا.ء ربه الو.احد القها.ر
[عودة إلى عدة أيامٍ مضت]
كان “حُـذيفة” يجلس على إحدىٰ المقاعد البلا.ستيكية الملو.نة في إحدىٰ الكافيهات المحببة إلى قلبه والتي بالتحد.يد كان يأخذ أخيه إليها ويقضيان يومهما سويًا يضحكان ويتسا.مران سويًا ويختر.قان أحاديث عجـ ـيبة تجعلهما أكثر حما.سًا، يجلس اليوم بمفردهِ يستـ ـند بظهره على ظهر مقعده ممسكًا بهاتفهِ يتطلـ ـع إلى صورة أخيه وحبيبه ورو.حه الذي كان يرافقه ضاممًا إياه بذراعهِ الأيمن في حفلة خطبتهِ التي شا.رفت على العام والسعادة تأخذ دورًا في يومه
كانت مُقلتيه تلتمعان بوميضٍ سا.حر، كان كالطفل الصغير الذي كافئته والدته على عملٍ صا.لحٍ قد أفتـ ـعله لتكون مكا.فئتهِ إعطاءه الحلوىٰ، كان حينها حقًا كالطفل الصغير حينما وافقت والدته على مكا.فئتهِ كالعادة، وحينها كانت مكا.فئتهِ أكبر مِن تو.قعه، شـ ـرد في أحد.اث ذاك اليوم وكيف كان سعيدًا لرؤية الأهتما.م في مُقلتي أخيه الأكبر الذي كان يهـ ـتم بمظهرهِ ويسـ ـعىٰ كي يحافظ على حُسن مظهره في كل الأوقات
وحينها وصلته همـ ـهماتٍ خا.فتة مصد.رها قريبٌ مِنهُ لتكون كـ السـ ـكين الحا.د الذي سقـ ـط مختر.قًا قفـ ـصه الصد.ري طا.عنةً إياه في لحظة الغد.ر الحا.سمة لتفا.جئ صاحبها بو.جهها الآ.خر غير ذاك الب.ريء المـ ـزيف
«هو مش دا برضه أخو “يـزيد” اللي أتسجـ ـن فـ قضـ ـية أغتـ ـصـ ـاب البـ ـنت زميلته اللي معاه في الجامعة؟»
«آه هو بعـ ـينه، تصدقي هو بجد، ولِيه عين يظـ ـهر وسط الناس عادي كدا بعد ما أخوه أتمـ ـسك وأتفضـ ـح وسير.ته بقت على كل لسا.ن، يا ختي دا الواحد كان معـ ـمي عن العيلة دي، طلعت عيلة بالأسم بس كلها منا.صب آه، بس الوسا.خة بتجر.ي فـ د.مهم، ربنا يحمينا ويحفظنا مِن أمثالهم»
حينها شعر أنه ضُـ ـرِبَ في مقتـ ـلٍ، سَمِعَ صوت إنكسا.ر فؤاده دا.خل قفـ ـصه الصـ ـدري، لَم يُبالي أحدهم بمشاعره، لَم يُبالي أحدهم بحز.نه على أخيه الصغير وحا.ميه، خا.ضوا عر.ض مسـ ـكينٍ لَم يرىٰ الإنصا‘ف في حيا.زتهِ، كان فارسٌ يخو.ض معر.كةٍ طا.حنة وملـ ـتهبة تأ.بىٰ الخمو.د والأستـ ـسلام، لَم يحز.ن لأجله بقدر حز.نه على أخيه الذي أصبح في صورة المتـ ـهم والجا.ني في مر.ئ الجميع
«أستغفرُكَ ربي وأتوبُ إليك، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعوذ بكَ مِن شـ ـر ما في أنفسهم» نطق بها “حُـذيفة” الذي أتخذها ردّاً على تفو.هاتهما، وقد أدرك شـ ـر البشر الذي يتجـ ـسد في هيئة سليـ ـط اللسا.ن الذي يُلـ ـقي ما في جبعتهِ دون أن يكتر.ث لمشا.عر الما.ثل أمامه، لَم يكن يعلم أن الشـ ـر والتجـ ـسس وذ.كر حياة الإناس قد وصلت إلى تلك الدرجة، كَونُكَ عُدتَ إلى طريقُ سَيركَ الصحيح أيها المؤمن قد جهـ ـلت أنفـ ـس الخبـ ـيثون والخبـ ـيثات
أخذ هاتفه مرةٍ أخرىٰ وفتح تطبيق “الفيسبوك” لينشر حينها منشورًا جديدًا يُحاول بهِ تو.عية البشـ ـر وتعليـ ـمهم تعا.ليم د.ينهم الأسلامي الذين غـ ـفلوا عنه ولا.ذوا بمتا.ع الدنيا تا.ركين آخرتهم التي فيها اللقا.ء الأ.عظم، حينما يقفون أمام ربهم يُحا.سبون على أعمالهم الصا.لحة والفا.سدة، حيثُ السؤال الأ.وحد الذي يجو.ل في خا.طرهم، أي الكـ ـفتين ستربح، الكفـ ـة ذات العمل الصا.لح، أم ذات العمل الفاسـ ـد
أخذ يَكتُب تلك الكلمات في محاولةٍ مِنهُ لتو.عية البشـ ـر مستغـ ـلًا عدد متابعيه الكثر الذين تخـ ـطوا النصف مليون، لا يهـ ـمه كم أعدادهم قدر ما يُهـ ـمه في هذه اللحظة مَن يُبالي، هل سيرىٰ تفاعلاتهم أم ستخـ ـيب ظنو.نه ويُيقن أن البا.طل يلـ ـعب دورًا كبيرًا بينهم
إلى الذين يتباهون بطو.ل ألسنتهم…
وقد.رتهم على تجـ ـريح الناس…
يقول ﷺ “إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ”….. “حديث صحيح”
لا تتوا.قحوا مع الناس .. تحـ ـت شعار “يلي في قلـ ـبي على لسا.ني”
أو من باب “أنا أقول الحقيقة والوا.قع”
وربكم يقول :
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
تأد.ب أخي المسلم، تأد.ب يا مَن سيشـ ـفع إلينا يوم القيا.مة رسولك ورسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم
#أتقوا_الله
أخيكم في الإسلام “حُـذيفة”
أنهـ ـىٰ كتابة منشوره ثم قام بنشره وهو يستغفر ربه سـ ـرًا مستعـ ـينًا بهِ وهو يعلم أن الله لن يخـ ـيب ظنه بهِ، ثوانٍ مـ ـرَّت ليرىٰ أول المتفاعلون ابن عمه “ليل” الذي قام بوضع الرمز “أحببته” ثم قام بمشاركتهِ فورًا على صفحته الشخصية، ثم يليه على الفو.ر “فـاروق” الذي كان يشعر بهِ كونه يتعـ ـرض لمثل هذه الموا.قف وفعل ما فعله “ليل” ثم بدأ العدد يز.داد كل ثانية وأتته بعض التعليقات المتنوعة وأرتـ ـفع عدد المشاركين إلى ألف مشارك
«بورك لكَ يا أخي»
«ربنا يزيدك مِن فضله ويجعله في ميزان حسناتك يا شيخنا»
«عندك حق الناس بقت لا تُطا.ق بجد حسبي الله ونعم الوكيل»
هكذا واردته تعليقات متابعيه حتى ظهر إليه هذا المتخـ ـفي الغا.مض مثلما يلقبو.نه هم بينهم وبين بعضهم البعض، عاد يظهر مِن جديد على سا.حة مواقع التواصل الاجتماعي يُعلن عن ظهوره الشا.مخ مثله حينما كتب إليه هذا التعليق الذي جعله يفتـ ـقده ويشعر بالحنين إليه
«شكلك رجعت يا شيخنا لـ طريق النو.ر تاني، شِـ ـدة وتزول يا حبيبي، انا فـ ضهـ ـرك» كان في نها.ية تعلـ ـيقه رمزًا عبارة عن شخصين يعانقان بعضهما البعض يجاوره قلبًا أحمـ ـر اللو.ن، لا.حت أبتسامه خفيفة على ثغره ثم تنهـ ـد بعمـ ـقٍ وتفا.عل سر.يعًا على تعليقه بالرمز “أحببته” ليُغـ ـلق بعدها هاتفه ويشر.د في أخيه الذي يجـ ـهل ما يمُـ ـر بهِ الآن
[عودة إلى الحاضر]
خر.ج مِن قو.قعة أفكاره تلك حينما وَرَده رسالة مِن أحدّ أصدقائه المقربون في العمل حينما أرسل إليه رسالة كانت كـ طو.ق النجا.ة إليه حينها فتـ ـحها مسرعًا يرىٰ مضمو.نها الذي أطر.ب مُقلتيه فرحًا
«انا تواصلت مع حدّ كبـ ـير هناك عشان أعرف إيه اللي حصل مع “يـزيد” أخوك وأختـ ـفى ليه، تعالى على المكان دا هبعتلك اللوكيشن على الواتساب بس متتأ.خرش عشان تشوفه»
__________________________
«”عودة الوصال مرةٍ أخرىٰ، مرحبًا بكَ أيها الوّدِ”»
كان يجلس في حديقة منزلهِ ممسكًا ببعض الأوراق الها.مة بالشركة الخاصة بوالده والتي تكون أيضًا شركة أخيه الذي تقا.سمها معه منذ مدة طو.يلة يباشر العمل بجـ ـدٍ شـ ـديدٍ حتى دا.همه الإر.هاق جعله يتر.ك الأوراق أ.على الطاولة وهو يقوم بفر.ك عينيه يز.يل عنها النعا.س الذي دا.همه يعلن سيطـ ـرته وحصا.ره على جفنيه
شعر في هذه اللحظة بأنامل تد.لك رأسه مِن الأمام وللحق تلك الأنامل تبر.ع في معرفة مو.ضع الأ.لم لتأتي هي تقف في وجهه بالمر.صاد تنز.حه عن طريقها ليستقر السلا.م هذا المكان، تأ.وه بصوتٍ هادئ وهو يشعر بالراحة حينما بدأ هذا الأ.لم ير.كض بعيدًا يلو.ذ بفر.اره حـ ـيًا متعا.هدًا على العودة مِن الجديد، أرتـ ـخىٰ جـ ـسده وأنبسطت عضلا.ته بشكلٍ ملحوظ لاحظه الطرف الآخر الذي أبتسم برضا
أر.اح ظهره إلى الخلف ومعه رأسه التي أعا.دها إلى الخلف ينعم براحة تلك الأنامل، ظلت تلك الأنامل تد.لك إليه موضع الأ.لم المعلو.م دو.ن أن يفـ ـصح صاحبه عنه حتى أرتخـ ـت معالم وجهه بشكلٍ ملحوظٍ، وبعد مرور ما يقارب الخمس دقائق قرر أن يفـ ـتح عينيه بعد أن أرتسمت أبتسامة جميلة ثغره وهو يظنها الفا.عل فتلك الأنامل لها سحـ ـرًا غير عادي ولذلك تحدث بنبرةٍ هادئةٍ قائلًا:
«لقد جئتِ في الوقت الصحيح “رهـف”، كان الأ.لم يفـ ـتك رأسي في تلك اللحظة جاعلًا إياي أقوم بضـ ـربها في الحائط مِن شِـ ـدة الأ.لم الذي عصـ ـف بها»
«لا تشكرني يا رجُـ ـل، أنا لم أفعل شيئًا، فقط شعرتُ أنكَ تتأ.لم فقمتُ بعملي المعتاد، ولَكِنّ يبدو أن ثمة امرأة أخرىٰ أتقـ ـنت دوري في غيا.بي أيها الحقـ ـير المتعـ ـفن، اللعـ ـنة عليكَ وعلى أمثالكَ يا حقيـ ـر»
كان يتحدث في بادئ الأمر بصوتٍ أنثو.ي، كـ أنثـ ـى تتد.لل على زوجها حتى يمد.حها ويُـ ـلقي عليها كلماته المعسو.لة، حتى أنهـ ـىٰ حديثه بعد أن تبد.لت نبرته حتى أصبحت طبيعية وهو يلـ ـعنه بحـ ـنقٍ واضح، فيما تفا.جئ “إيدن” الذي فـ ـرغ بين جفنيه سريعًا ير.مق أخاه الذي كان يطالعه بنظراتٍ كالشـ ـرار المتقا.فز مِن إحدى الأسلا.ك التا.لفة التي تُعلن عن إنفجا.رها، وحينها ما إن أبصر أخاه أمامه أنتفـ ـض في جلسته يقف مستـ ـقيمًا أمامه يطالعه بدهشةٍ وذهولٍ بائن، فقد كان يظنها زوجته حتى أتضح أنه أخاه الصغير “إيثان”
«”إيثان”» نطقها “إيدن” الذي كان مازال مصد.ومًا يُحاول تأكيد ما يراه إلى نفسه، فهو بالفعل بشحـ ـمه ولحـ ـمه يقف أمامه وليس خيا.لات و.همية صـ ـنعها عقـ ـله الباطـ ـن مثل كل ليلة كان يتمنىٰ بها أن يرى أخاه أمامه يحا.دثه ويقوم بمصالحته وينتهـ ـي الأمر بعنا.ق أخوي حنو.ن لا يعرف القسو.ة، وقـ ـف مشد.وهًا أمام الآخر الذي أتخذ الصر.اخ سلا.حًا إليه في هذه اللحظة يحار.ب بها القا.بع أمامه لتجر.ؤ أخرىٰ على أخذ حقـ ـه المسلو.ب مِن قِبَلها
«أخذتكَ مِني حينها ولَم أتحدث، سر.قت حـ ـقي فيكَ ولَم أفعل شيئًا، الآن تسر.ق حركتي المفضلة في طر.د الأ.لم مِن رأسك وتنـ ـسبه إليها، هُنا ولَم أتو.انا وسأجعلها حـ ـربًا كي أستعيد حـ ـقي المسلو.ب فيكَ أيها النذ.ل الحقـ ـير المتعـ ـفن، تبًـ ـا لك “إيدن” وانا جئتُ لأخبركَ أنني قد قبلتُ أعتذا.راتك، حسنًا أنا أتر.اجع الآن عمَّ كُنْتُ أنتو.يه فلتذهب إلى الجحـ ـيم أيها الحقـ ـير عد.يم المشا.عر، لقد تم محـ ـوي بممـ ـحاة بتلك السهولة؟»
كان كالقنبـ ـلة المو.قوتة التي حانت ميعاد إنفجا.رها وانطلـ ـق كالقذ.يفة في وجه عد.وه عا.زمًا على إنها.ءه مدىٰ الحياة، كان يشعر بنير.ان الغير.ة تنـ ـهش صدره الذي كان يعـ ـلو ويهبـ ـط بوضوحٍ، حينما شعر بالخـ ـطر نحوها أخذت الغير.ة طريقها ولسا.نه سلا.حه لإعا.دة حقـ ـه فيه مرةٍ أخرى، فهو لن يتها.ون في أخذ حـ ـقه في أخيه الذي أصبح كل عالمه، لن يسمح إليها مهما حد.ث أن تكون هي محـ ـط الأهتمام رغم معرفته أنها ليست بتلك الأنا.نية وتحتفظ بمكانته عند الآخر، ولَكِنّ ماذا يفعل فقد سيطـ ـرت الغير.ة عليه وأعلنـ ـت الحـ ـرب وتحركت فطـ ـرته الأخوية تجاه أخيه الذي كان مازال على صد.مته مشد.وهًا
«اللعـ ـنة يا رجُـ ـل هل ستظل تتأملني هكذا حتى غد، فل تعانقني الآن وتُخبرني أنني هذا الكو.ن بالنسبة إليك وبعدها تُـ ـلقي على مسامعي بعض الكلمات المعسو.لة لن تحظى هي بها وحدها ثم بعد ذلك تأخذني وتجعلني أتنزه في أي مكانٍ أ.حدده أنا وأنت فقط عليك الأستماع والتـ ـنفيذ، هيّا، عانقني»
وللمرة الثانية يثو.ر في وجهه ويصبح كالقذ.يفة يعـ ـنفه ويأ.مره بما يريده وهو يتطلع إليه مِن عليـ ـتهِ بتكـ ـبرٍ وغر.ور عا.قدًا منكبيه العـ ـريضين أمام صدره منتظرًا ر.دّة فعل الآخر الذي أصبح الآن ير.مقه ببلا.هةٍ وأستنكا.رٍ واضح، ولَكِنّ تأكد أخيرًا أنه أمامه يتأ.مر عليه كعادته ثم يبتسم ثم يمرح وير.قص كعادتهِ ويعود “إيثان الصغير”، لَم ينتظر لحظة أخرىٰ وكان يجذ.ب أخيه الصغير في عناقٍ حا.ر وقو.ي، عناقٍ يملؤ.ه الشو.ق والحنين إلى هذا الفتـ ـى الصغير الذي كان في ليلةٍ وضُحاها صغيره وليس أخيه، طفله الحبيب الذي حينما يتذ.مر يبتسم إليه ويُلثم وجنته يسترضيه كالطفل الصغير
شـ ـدد “إيدن” مِن عناقه إلى هذا الصغير الذي أشتا.ق إليه كثيرًا وكان يُعـ ـنف نفسه طوال تلك المدة على تهو.راته التي تكون سـ ـببًا في إبتعا.د هذا الصغير الوسيم عنه، تنهـ ـد بعمـ ـقٍ وهو الآن يشعر بالراحة حينما أصبح داخل أضـ ـلعه التي أستقبلته بحفا.وةٍ كبر.ىٰ وكأنها كانت تنتظر قدومه إليها، أشتا.ق إليه وأصبح يعلم مدىٰ تأ.ثير الآخر عليه
«أنا آسف يا صغيري، أخاك أحـ ـمقٌ كبيرٌ بسـ ـبب أفعاله الهو.جاء خسـ ـرك لمدة ليست بقصيرة، أنا آسف يا أخي الحبيب، أشتـ ـقتُ إليكَ وبشـ ـدة وكان فؤادي يحتر.ق كل ليلة بسـ ـبب تلك الفجو.ة التي أتسـ ـعت بيننا وقامت بتفر.يقنا، آسف يا عالمي الذي بدونه تكون قد أنتـ ـهت حياتي» أنهـ ـى “إيدن” حديثه بنبرةٍ بها لو.عةٍ، أشتا.ق إليه حقًا وحينما عاد إليه أستطاع أخذ أنفاسه المسلو.بة منذ زمن براحةٍ كبر.ىٰ
«أشتـ ـقتُ إليكَ يا أخي»
لثم “إيدن” خد أخيه بـ قْبّلة حنونة كعادته، أبتسم إليه “إيثان” ثم شـ ـدد مِن عناقه إليه وهو يشعر بالراحة وأيقـ ـن حينها أن “تكوى” كما يناديها هو كانت محقة فقد كان يحتاج هذا العناق وبشـ ـدة، ظلا هكذا لوقتٍ غير معلو.م حتى طلـ ـت “رهـف” وبجوارها “تقوى” التي كانت تضع يدها اليمنىٰ على بطـ ـنها المنتـ ـفخة والأخرىٰ خلف ظهرها فقد أصبحت في شهرها السابع الآن ترىٰ هذان الشقيقان قد عادا يجاوران بعضهما البعض مِن جديد، أبتهـ ـج وجه “تقوى” التي أبتسمت بسعادةٍ حقيقية فور رؤية البسمة قد عادت إلى وجه هذا الوسيم
أبتعـ ـد “إيثان” عن أخيه الذي أبتسم إليه ليبادله بسمتهِ دون أن يتحدث وقد و.قع بصره حينها على “رهـف” ليتـ ـجهم وجهه مرةٍ أخرى ثم ر.فع سُبّا.بته أمام وجهها يقوم بتحذ.يرها بقوله:
«لا تُلا.عبيني على مكانتي في قلـ ـب هذا الو.غد حتى لا تحز.ني أيتها الشـ ـرقية، أتفهمين» نطق بها محذ.رًا إياها مباشرةً فيما أبتسمت هي إليه وحركت رأسها برفقٍ تؤكد على حديثه ليبتسم هو إليها برضا، تعلم هذا المشا.غب يمزح معها ويقوم بمضا.يقتها بمرحٍ وسعادة بالنسبة إليه
بعد مرور القليل مِن الوقت
كان “إيدن” يعاون زوجته في وضح صحون الطعام على سطـ ـح الطاولة كي يتناول أخيه وزوجته معهما وجبة الغداء مثلما كانوا يفعلون في السابق، بينما على الجهة الأخرىٰ كانت “تقوى” تقف في الحديقة تشتـ ـم الهواء النقـ ـي بهدوءٍ وراحةٍ، حتى شعرت بهِ يقف خلفها يحاوط بـ ـطنها المنتفـ ـخة يُلثم وجنتها بـ قْبّلةٍ حنونة ممـ ـتنة، فلولاها لكان فعل ذلك وعاد إلى شقيقه، أبتسمت هي بسمةٍ صا.فية وهي تشعر أنها في أكثر الأوقات راحةٍ وسعادة
«ماذا تفعلين وحدكِ أيتها الشـ ـرقية الجميلة، كيف تجرأ.تي وتر.كتي قلب هذا المُتَـ ـيم بكِ و.حده هكذا، ألم تنتـ ـبهي أنكِ تمتلـ ـكين رجـ ـلٌ أجـ ـنبي يفـ ـي مكانة الزوج أم ماذا؟» أنهـ ـىٰ حديثه وهو يُلثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة جعلتها تبتسم برفقٍ
«وكيف ذلك، أنا فقط أردتُ أن أشتَـ ـم الهواء النـ ـقي قليلًا، أشعر أنني لستُ في حا.لة مزاجية رائعة، أشعر بالخو.ف الشـ ـديد كلما أقترب الميعاد، هل هذا طبيعيًا أم أنني أُبا.لغ قليلًا؟» أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إليه تستشـ ـعر مِنهُ الأما.ن والرا.حة التي كانت دومًا تبحث عنهما، لتراهما الآن في هذا الإيطالي الوسيم الذي أبتسم إليها ولثم رأسها بـ قْبّلة حنونة ثم بدأ يتحدث بنبرةٍ هادئةٍ حنونة:
«ما تشعرين بهِ ما يسمىٰ بـ الر.هبة، شيءٌ تمار.سيه لأول مرة مِن الطبيعي أن تشعرين بهذه الأشياء، الخو.ف طبيعي، القـ ـلق طبيعي، الأر.ق طبيعي أيضًا، كل هذه الأشياء حبيبتي هي طبيعية وستحد.ث مثل أول مرة كُنْتُ أشعر بالإنجذ.اب نحوكِ عندما رأيتُكِ أول مرة في قصر جدكِ، حينها قمتُ بالتغزل بكِ على الرغم أنني لستُ كذلك، حينها تعجبتُ مِن شأني كيف فعلتُ ذلك وأنا حقًا لا أُبا.لي بتلك الأشياء المسماة بالحُبّ والمشا.عر، كانت حياتي تتمركز حول أخي، حتى جئتِ أنتِ مِن نظرةٍ واحدة جعلتي “إيثان” مغـ ـمورًا بـ حُبّكِ وقد أسكـ ـنتيني عشـ ـقًا، بعدها حينما كُنْتُ أراكِ كل مرة أمامي أشعر أن قلبي يتر.اقص فرحًا حينما أراكِ، كُنْتُ تعهـ ـدتُ على أن لا امرأة ستد.لف حياتي وتحظىٰ بمكانة كبيـ ـرة في قلبي، واليوم الذي أعتر.فتُ بهِ لكِ بـ حُبّي حينما فعل “إيدن” ذلك قد خو.نتُ هذا العهـ ـد وسمحتُ لكِ أن تحظي بمكانة الأميرة في قـ ـلبي، حينها زا.ل الخو.ف وحظىٰ مكانه الحُبّ والسعادة، وسيحد.ث هذا لكِ أيضًا حينما يأتي هذا اليوم وتضعيـ ـن صغيرتنا الجميلة ستغـ ـمر السعادة قلبكِ وتشعرين بالراحة وسيز.ول كل ذلك الخو.ف والقـ ـلق»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يلثم وجنتها بـ قْبّلة هادئة يرىٰ تأ.ثير حديثه عليها ليراها تبتسم وقد تر.اخت أعصا.بها بعد أن أستطاع تهـ ـدأتها وطمئنتها، ألتفتت تنظر إليه لترىٰ معالم وجهه المبتسمة والتي تعشـ ـقها وتعشـ ـق النظر إليها طيلة الوقت، توسعت أبتسامتها لتعانقه بعد أن طو.قت ذراعيها حو.ل عـ ـنقه، أتسعت أبتسامته ليحاوطها بذراعيه برفقٍ مراعاةً لـ كِـ ـبَر بطنها ينعم بد.فء أحضانها التي كانت بالنسبة إليه كـ الحياة
«أُحبُّكِ “تكوى”» نطق بها بنبرةٍ رخيمة حينما شعر بـ راحته المسلو.بة في أحضانها لتبتسم هي في المقابل وتمسّد على ظهره برفقٍ قائلة بنبرةٍ د.افئة وحنونة:
«وأنا أيضًا يا حبيبي، أُحبُّكَ كثيرًا» نطقت بها “تقوى” بنبرةٍ هادئة ورخيمة وهي تُحاول طر.د تلك الهو.اجس مِن رأسها، قا.طع لحظاتهما تلك صوت أخاه الذي وقف بالقرب مِنهما يقول بنبرةٍ عا.لية بعض الشيء كي يستطيع جذ.ب أنتباههما إليه
«أيها العاشـ ـق الطعام جاهز وفي أنتظاركما، د.ع تلك اللحظات جانبًا يا رجُـ ـل أنا أتد.ور جوعًا»
أبتعدت “تقوى” عن أحضا.ن زوجها وهي تشعر ببعض الخـ ـجل لتشعر بهِ يضمها إلى أحضانه أكثر وهو ينظر إلى أخاه بنظراتٍ نا.قمة فقد أفسـ ـد عليه لحظة مِن أكثر اللحظات سعادةٍ بالنسبة إليه والتي تأتي دون أيا ترتيبات حيث يشعر كلاهما بالراحة مع الآخر دون أن يتحدثان والإفصا.ح عن ذلك بالأقاويل.
_________________________
«”إن كُنْتُ تعشـ ـق العنـ ـف، فأنا المُعَلِم”»
كان يجلس في غرفتهِ بعد أن أستطاع وبكل جهـ ـدٍ أن يختـ ـلق الأعذ.ار الزا.ئفة حتى ينعـ ـم بالراحة في غرفته الجميلة التي تكون دومًا مصدر راحته وأما.نه، كان يتسـ ـطح على فراشه الو.ثير ينظر إلى سقف غرفته ذو اللو.ن الأبيـ ـض شارد الذهن يُفكر في تلك “الشقـ ـراء” كما يُلـ ـقبها، تلك التي سَـ ـلَبت لُبـ ـه وجعلته مهو.وسًا بها بينه وبين نفسه، لا يعلم ماذا أصا.به حينما رأها أول مرة، وكأنها المغـ ـيث إليه مِن وحد.ته وهدوءه الغير معهو.د، تذكر هذا اليوم الذي رأها بهِ وهي ترتدي كنزه زهرية اللو.ن وبِنطالًا أسو.د اللو.ن كما يسمىٰ في اللغة الدا.رجة “بوي فريند” وفي الأخـ ـير تر.كت لخصلاتها الشقـ ـراء القصيـ ـرة الحـ ـرية سا.محةً لنسما.ت الهواء أن تد.اعب تلك الخصلات، وآ.خر ما وضعته هو ملـ ـمع الشفـ ـاه الشفا.ف
[عودة إلى عامٌ مضى]
كان “حـسام” كعادته يتنزه في إحدى المولات الشهيرة وهو على غير المعتاد، يرتدي بِنطالًا مِن اللو.ن البيچ وهو ما يسمىٰ في اللغة الدا.رجة “بوي فريند” ويعـ ـتليه كنزه بيضـ ـاء اللو.ن وكذلك الحذ.اء والذي مسمىٰ في اللغة الدا.رجة “كوتشي” باللو.ن الأبيـ ـض وأخيـ ـرًا ساعة يد فضية، يسير وهو يشاهد المكان حوله حتى رأها بتلك الهيئة الخا.طفة للأنفا.س أمامه تتنزه مع “جويرية” التي كانت تسير بجوارها وتضحك معها
تصـ ـلب جسـ ـده مكانه ووقف مشد.وهًا حينما رأها أمامه بتلك الهيئة، نعم كانت عادية وليست مُذهلة ولَكِنّ هي كذلك في ناظريه، أصا.ب سحـ ـرها بصره بالعـ ـمى، في هذه اللحظة لا ير.ىٰ سواها حوله، توقفت هي برفقة الأخرىٰ تشير إلى العقد الفضي الذي كان يحمـ ـل شكل الفراشة ذات اللو.ن الزهري تأخذ رأيها بهِ، أستطاعت بأبسط شيء جذ.ب أنتباهه إليها دون أن تشعر، تلك الصغيرة متوسطة الطول بالكاد تصل إلى ما بعد مرفقه بعدة سنتيمترات، لقد أصا.به العمـ ـىٰ على يديها لا محال
دلفت هي إلى داخل هذا المتجر برفقتها الأخرىٰ كي تقوم بشراءه بعد أن د.فعتها الأخرىٰ لشراءه، بينما سار هو بخطىٰ مبر.مجة وكأنه أنسانٌ آلي يخضـ ـع إلى متحـ ـكمه بكل سهولة ويُسر، وقف أمام باب المتجر الز.جاجي ليراها تُشير إلى العقد ليتحرك الآخر يجلبه إليها بهدوءٍ أسفـ ـل نظراتها المتلهفة، عاد الرجُـ ـل صاحب المتجر إليها مِن جديد يضعه أمام عينيها التي ألتمعت ببريقٍ خاص لن ينسا.ه البتة
وبد.ون تر.دد د.فعت حسابه وأخذت ذاك العقـ ـد الذي وضعه الآخر بعُلبتهِ داخل حقيبة كرتونية صغيرة وخر.جت برفقة “جويرية” التي كانت سعيدةً لأجلها، ر.فع هاتفه الذي كان يمسكه بيده بحر.كةٍ سريعة يضعه على أذنهِ مصطـ ـنعًا الحديث بهِ حتى لا ينكـ ـشف أمامها، تابعها بطر.ف عينه دون أن يُحـ ـيد رأسه لها ليراها تتقدم مِن مو.قع وقوفه حتى تَمُر إلى الجهة الأخرىٰ
وحينما مرَّت بجواره شعر أن جسـ ـده تصـ ـلب مكانه، لَم يكُن يتو.قع أن يتها.وىٰ فؤاده في حضورها بذلك الشكل وحينما تخـ ـطتهُ، شعر وكأن هناك فراشات تد.اعب معدته لا يعلم ماذا أصا.به ولَكِنّ شعر أنه ليس بخير فـ مرورها بجواره أهلـ ـكه ماذا حينما يجمعهما لقاءٍ حاسـ ـم يجعلهما يتحدثان ويفصـ ـحان عن مشاعرهما إلى بعضهما البعض
أبتسم حينما وصله عبقـ ـها الهادئ يدا.عب أنفه بلـ ـطفٍ فقد كانت تضع ما يسمىٰ في اللغة الد.ارجة “بادي سبلاش”، أغمض عينيه قليلًا ثم وجد نفسه يلتفت إليها ينظر إلى أثرها ليتنـ ـهد بعمـ ـقٍ قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«ريحتها حلوة أوي، ريحة “سوبيا”»
وقف مكانه مد.هوشًا مِن نفسه قليلًا يحاول أستيعـ ـاب ما يحدث حتى وجد قدماه تقوده إلى مكانهما ليراهما تجلسان في الكافيه المحبب إلى قلبه والذي كان قد جاء للجلوس بهِ، دلف بو.قارٍ وشمو.خٍ كالمعتاد يتوجه إلى طاولته الحبيبة والتي كانت تقبـ ـع بجوار نافذة زجا.جية بالكامل تطل على النيل والطر.قات الطو.يلة التي تر.كض عليها السيارات تنا.فس سر.عة الهواء وكل ذلك مع نسمات الهواء اللطيفة التي تحـ ـمل رائحة طيبة تشبه الفُل
حينما وصل إلى طاولته وجدهما تجلسان عليها و “جويرية” تقوم بتصوير “مـودة” عدة صور بجوار زهرته التي كان قد تركها مِن المرة الما.ضية والتي كانت نوعها “التوليب الأصفـ ـر”، وجهت بصرها إليه حينما شعرت بهِ واقفًا بجوارها ينظر إليهما وكأنهما لـ ـصان قاما بسر.قة محفظته الملـ ـيئة بالنقود الكثيرة
«نعم حضرتك في حاجه؟» سألته “مـودة” بتعجبٍ حينما رأته يقف يتطلع لهما، أنتـ ـبه إلى نفسه حينما رأها تنظر إليه وتحاد.ثه، أزد.رد لعا.به بهدوءٍ لينظر لهما قليلًا ثم تحدث بنبرةٍ هادئة وقال:
«لا خالص، دي بس الطرابيزة بتاعتي اللي باجي أقعد عليها» شعر حينما أنهـ ـىٰ حديثه بالتو.تر فهو لَم يُرد إحرا.جهما وفي نفس الوقت لا يستطيع الكذ.ب عليها فهذه ليست عادتهِ فقد أعتاد الصراحة قاموسًا ها.مًا في حياتهِ، رأىٰ تو.تر وتخـ ـبط “مـودة” التي نظرت إلى “جويرية” كي تسـ ـعفها مِن هذا الموقف المحر.ج بالنسبة إليها، ليرىٰ “مـودة” قد إتخذت قر.ارها ونهضت ممسكةً بحقيبتها أستعدادًا للرحيل وهي تعتذر مِنهُ بحر.جٍ واضحٍ
«انا آسفة جدًا واللهِ مكُنْتش أعرف خالص انا بس ملقتش طرابيزات فا.ضية غير دي ومعرفش إنها ليك، تعالىٰ أتفضل»
شر.ع هو في التحدث سر.يعًا وقال بنبرةٍ متلـ ـهفة يجعلها تر.دع عن فعـ ـلها ذاك وهو يعـ ـنف نفسه على تسر.عه في الحديث
«لا لا واللهِ ما هيحصل، أتفضلي مكانك تاني انا مش قـ ـليل الذ.وق للدرجة دي عشان أقَوم بنـ ـتين وأقعد يعني، أتفضلي وانا هستنىٰ أي طرابيزة تفـ ـضىٰ وهقعد عليها، بس أستسمحكم أشوف الورد بتاعي أتطمن عليه»
ترا.خت قبـ ـضتها مِن على حقيبتها ونظرت إلى يسا.رها لترىٰ الزهور تلك هي زهوره الخا.صة التي كانت تلتـ ـقط معها الصور قبل مجيئه، أبتعـ ـدت عن طريقه وأشارت إليه بهدوءٍ دون أن تتحدث، أبتسم إليها هو بهدوءٍ وتقدم مِن زهوره الحبيبة يطمئن عليها أسفـ ـل نظرات “مـودة” و “جويرية” التي كانت تنظر إليه بتعجبٍ
قام بأخذ القارورة خاصتهم وقام بإسقا.ءهم بأهتمامٍ واضحٍ على الجميع وأولهم “مـودة” التي قالت بنبرةٍ هادئة متسائلة:
«هو الورد دا بتاعك بجد؟»
أبتسم هو بهدوءٍ وهو ينظر إلى ما يفعله قائلًا:
«آه، انا باجي هنا كل يوم وبحبّ أقعد هنا دايمًا فـ قررت أزرع الورد دا هنا لأني بحبّ الأماكن الراقية والهادية وبقيت بهتم بيه لحد ما كبر كدا»
دام الصمت بينهم جميعًا بعد أن أنهـ ـىٰ حديثه وكذلك إسقاء وروده الثمـ ـينة ليبتـ ـعد عنهما وهو يقول بنبرةٍ هادئة مهذ.بة:
«عن أذنكم»
أنهـ ـىٰ حديثه وترك المكان وأبتعـ ـد عنهما أسفـ ـل نظرات الإثنتين، جلست “مـودة” مرةٍ أخرىٰ كما كانت ونظرت إلى “جويرية” التي عادت تتحدث معها قبل ظهوره مرةٍ أخرىٰ، بينما جلس هو على مقعدٍ خشبي بالقرب مِنهما وهو يتابع “مـودة” وهو لا يعلم ماذا أصا.به حينما رأها أمامه منذ قليل ولِمَ هو يتابعها هكذا
[عودة إلى الحاضر]
زفـ ـر بعمـ ـقٍ بعد أن لا.حت أبتسامه حا.لمة على ثغره فور أن تذكَّر تلك الذكرىٰ الجميلة التي يعشـ ـقها حتى اليوم، نظر إلى يساره ليرىٰ هاتفه بجواره، سـ ـحبه وقام بالولوج إلى تطبيق “الفيسبوك” ثم ضـ ـغط على خانة البحث السر.يع ليرىٰ أسم حسابها الذي كان يعـ ـتلي قوائم بحثه، ضغـ ـط عليه بهدوءٍ ثم تفحص حسابها ليراها قامت بنشر منشورٍ جديدٍ منذ النصف ساعة قد كتبت بهِ
إن أطا.لت الأعينِ النظر إليكَ
وطا.لت النظرات الغير عادية
ور.قصت الأهد.اب
وهو.ىٰ القلبُ إلى مَن يُحبّ
وسُحِـ ـرَت بـ إطلا.لة أحدهم
فتهانينا إلى صاحب تلك النظرات وللمُراد
أبتسم أبتسامه مشر.قة وكاد أن يتهو.ر ويقوم بوضع الرمز “أحببته” ولَكِنّ أدرك نفسه سريعًا وترا.جع عن تلك اللحظة المتهو.رة، زفـ ـر بعمـ ـقٍ ومسـ ـح بـ كفه على وجهه ليراها قامت بنشر هذه المرة صورة بجوار أزهاره الصفـ ـراء “التوليب” وهي تبتسم برِقةٍ وكتبت أعلا.ها
قلبي يميـ ـلُ دومًا إلى هَوَ.سي الأول والأ.خير
وهذا هو هَوَ.سي اللطيف .. “أزهار التوليب الصفـ ـراء”
خـ ـرج سريعًا مِن صفحتها قبل أن يفتح صورتها ويقوم بتكبـ ـيرها والتدقيق في معالم وجهها، أدرك أن شيـ ـطانه سيد.فعه إلى فتح صورتها والتمعـ ـن في معالم وجهها وهو يعلم أن هذا الشيء محر.م، وفي نفس الوقت هي تعتبر أبنه عم صديقاه المقربين لن يستطيع أيضًا خيا.نتهما لأجل التـ ـلذذ برؤية صورتها أمامه طوال الوقت
أستغفر ربه ثم أغـ ـلق هاتفه وتـ ـركه على فراشه وخـ ـرج حينما سَمِعَ والدته تقوم بمناداته، خـ ـرج إليها ينظر لها ليبصر خالته الحـ ـرباء كما يُـ ـلقبها أمامه وبجوارها أبنتها التي هي النسخة المصغرة مِنها، حينها زفـ ـر هو بضيـ ـقٍ واضح ولَكِنّهُ أبتسم بطـ ـصنعٍ إليها الوِّدِ وهتف مُرحبًا بها قائلًا:
«أهلًا، أهلًا يا خالتي “سـناء” خطوة عزيزة نوَّرتي يا حبيبتي»
نظرت إليه تلك المدعوة “سـناء” وأبتسمت إليه بوّدٍ مصطـ ـنع وهتفت تُرحب بهِ قائلة:
«حبيب خالتك عامل إيه يا حبيبي، وأخبار الشغـ ـل إيه أول ما أ.مك قالتلي إنك خدت أجازة النهاردة مِن الشغـ ـل قولت أجيب “هـيفاء” ونيجي نز.ورك ونتطمن عليك وبالمرة تقعدوا مع بعض شويه تتكلموا بقالكم فترة طويلة مشوفتوش بعض ولا أتكلمتوا وأهي فرصة»
رمـ ـق “حـسام” والدته نظرة عتا.ب لتنظر هي إليه بقـ ـلة حيـ ـلة فهي لا تستطيع الكذ.ب على شقيقتها مهما حد.ث ولذلك أعتذرت إليه عن طريق نظراتها إليه ليتنهـ ـد هو بعمـ ـقٍ ويعود بنظره إلى خالته يبتسم إليها قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«انا عارف ومجيتك على را.سي واللهِ بس انا آسف هضـ ـطر أعتذر مِنكم وأدخل أنام لأني مُـ ـرهق ومصدقت خدت يوم أجازة عشان أر.تاح شويه طبعًا البيت بيتكم مش محتاجه أقول يعني، عن إذنكم»
أنهـ ـىٰ حديثه وأنسـ ـحب بهدوءٍ دون أن ينتظر الردّ مِنها تاركًا إياهم يتطلعن إليه حيث عاد هو إلى غرفته وأغـ ـلق الباب خلفه ثم أستند بظهره عليه وهو يزفـ ـر بعمـ ـقٍ فهو يعلم حِيَـ ـل خالته الكا.ذبة تلك فهي تستغـ ـل الأوضاع كي تقترب تلك “الهيفاء” مِنهُ وتو.قعه بشبا.ئكها كي يتزوجها، ولَكِنّ في أحلامهن فلا واحدة مِن جـ ـنس حواء قد أستطاعت أسـ ـرُه سواها هي، صاحبة الخصلات الشقـ ـراء
تحرك صوب فراشه بخطىٰ هادئة ثم ألقـ ـىٰ ثقـ ـل جـ ـسده عليه وهو ينظر إلى سقف غرفته بهدوءٍ وهو شارد الذهن يُفكر كيف سيتحدث مع والدها ويخبره أنه يُحبّ أبنته ويوّد التقرب مِنهم وتصبح خطيبته بشكلٍ رسمي أمام الجميع.
_________________________
«”لقد زارها الشروق يُعلنها عن ذهاب ظُـ ـلُماتها إلى الأ.بد ويَحِـ ـلّ النو.ر مكانه كـ شروق الشمس في أولى ساعاتها”»
كانت تجلس على فراشها وهي تضم صغيرتها صاحبة العشرون يومًا بين ذراعيها إلى د.فء أحضانها وهي تتأملها بحنوٍ وأبتسامه لطيفة تزين ثغرها، قربتها تجاه رأسها كي تُلثم جبينها بـ قْبّلة حنونة جميلة تمنحها إليها وتتذكر يوم ولا.دتها التي كانت مِن عشرون يومًا
[عودة إلى عشرون يومًا مضوا]
كانت تقبـ ـع داخل غرفة العمـ ـليات ينتظرها في الخار.ج كلًا مِن “عُـمير” يرافقه “حُـذيفة” وكذلك “أحـمد” ومعهم “رانـيا” و “عـمار” ينتظرونها حتى يطمئنون عليها وعلى الصغيرة، كانت “رانـيا” تجلس على أحد المقاعد الحـ ـديدية تنظر إلى صورة ولدها الصغير الحبيب “شـريف” الذي كان يضمها إلى أحضانه وكذلك هي حينما لفت ذراعيها حول خصره تضمه وهما يضحكان إلى الكاميرا
وقد كان هذا اليوم هو بالتحديد يوم عقد قرآنه على حبيبته “نـاهد” التي أو.قعته في شبا.ئكها وجعلته عا.شقًا إليها، كان يرتدي حِلـ ـته السو.د.اء بالكامل وقميصه الأبيـ ـض الذي حـ ـرر بهِ أول زِران، كان وسيمًا في هذا اليوم حينما كانت السعادة تغمر قلبه، كيف لا يسعد وهو نال رضا الجميع وبدأ بفـ ـتح صفحات بيـ ـضاء جديدة معهم جميعًا
سقـ ـطت عبراتها دون شعورٍ مِنها وهي تنظر إليه لتبتسم بحنوٍ فبعد دقائق ستحمل صغيرته بين ذراعيها، وضع “فـاروق” كفه على كتفها يشـ ـد أزرها حينما رأها تتطلع إلى صورة أخيه الصغير وتبكي، ر.فعت رأسها برفقٍ تنظر إليه لتراه يبتسم إليها أبتسامه هادئة ثم د.نىٰ إلى مستوى جلوسها ولثم رأسها بـ قْبّلة حنونة د.ون أن يتحدث
دقائق أخرىٰ مرَّت على الجميع لينهضوا حينما رأوا الممرضة تخـ ـرج إليهم وهي تحمل بين ذراعيها الصغيرة التي كانت هادئة، وقد وقفت أمامهم تنظر إليهم بأبتسامة قائلة:
«مُبارك، البنـ ـت بخير الحمد لله وزَّي القمر شويه ووالدتها تخـ ـرج هي كمان بخير الحمد لله»
أستطاعت طمئنتهم دون أن يسألها أحد أو دعونا نقول قبل أن يسألها أحدهم عن الحال، أقترب “فـاروق” مِنها في هذه اللحظة بخطىٰ هادئة حتى وقف أمامها وأخذ الصغيرة يحملها برفقٍ بين ذراعيه وهو يراها مستيقظة وتنظر إليه بـ عينيها الخضراء الصا.فية التي تشبه لو.ن عينان أخيه الحبيب الر.احل، توسعت بسمته حينما رأىٰ أخاه بها، إنها يبدو عليها أنها قد أخذت معالم وجه أبيها كلها دون أن تترك شيئًا
ألتمعت مُقلتيه حينما رأها ثم قربها مِنهُ يُلثم جبينها الصغيرة بـ قْبّلة حنونة بعد أن شعر بالقشـ ـعريرة تسر.ي في أنحاء جـ ـسده، أقترب في هذه اللحظة “حُـذيفة” مِنهُ يقف قبالته ينظر إلى الصغيرة لتظهر أبتسامته سر.يعًا إليها وهو يرىٰ حورية مِن الجنة أمام عينيه قد أبدع الخالق في خلقها
«سبحان الله الخالق، بسم الله ما شاء الله» هكذا نطق “حُـذيفة” الذي أبتسم وهو ينظر إليها، نظر بعدها إلى “فـاروق” وتحدث حينها بنبرةٍ هادئة وقال مبتسمًا:
«أستسمحك بس أكَبرلها»
نظر إليه “فـاروق” الذي أبتسم إليه وأعطاه الصغيرة التي أخذها “حُـذيفة” مبتسم الوجه وهو يُسمي الله وينظر إليها بحنوٍ وقد عَلِمَ حينها أن الله قد رزق “نـاهد” بـ حورية جميلة ستكون عوضًا لها في الدنيا عن فـ ـراق زوجها الحبيب، ر.فع الصغيرة قليلًا ثم بدأ يؤذن في أذنها الصغيرة بصوتٍ هادئٍ وعذ.ب
الله أكبر، الله أكبر.. الله أكبر..
أشهد أن لا إله إلا الله..
أشهد أن لا إله إلا الله..
أشهد أن محمدًا رسول الله..
أشهد أن محمدًا رسول الله..
حي على الصلاة، حي على الصلاة..
حي على الفلاح، حي على الفلاح..
الله أكبر، الله أكبر..
لا إله إلا الله
أنهـ ـىٰ تأذينه في أذنها وفعل المثل في الأذن الأخرىٰ ليرىٰ “فـاروق” أستكانة الصغيرة بين يدي “حُـذيفة” حتى أنهـ ـىٰ تأذينه لها ثم نظر إليها وأبتسم لها حينما رأها تتطلع إليه ليمنحها قْبّلة حنونة وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
«ربنا يجعلك ذرية صالحة لوالدتك وتكونِ العوض الجميل ليها في الدنيا وتكوني سـ ـبب مِن ضمن أسـ ـباب دخولها للجنة إن شاء الله»
أعطاها إلى “فـاروق” مرةٍ أخرىٰ كونه الآن عمها وهو المسؤ.ول عنها منذ هذه اللحظة مثلما تكون والدتها منذ و.فاة أخيه، واليوم يقـ ـطع عهـ ـدًا جديدًا على نفسه يتعهـ ـد بهِ أمام ربه أن يرعىٰ هذه الصغيرة وكأنها أبنته هو
وبعد مرور القليل مِن الوقت
كانوا يجتمعون حول فراش “نـاهد” التي قد أستفاقت مؤ.خرًا وأطمئنوا عليها وها هي تحمل صغيرتها بين ذراعيها تتأملها بحنوٍ شـ ـديد وهي ترىٰ النسخة المصغرة مِن زوجها الحبيب “شـريف”، لثمت جبينها الصغيرة بحنوٍ وهي تتأملها بسعادةٍ واضحة ليبتسم حينها “حُـذيفة” ويُدرك أنه كان محقًا حينما قال أن تلك الصغيرة هي عوضها في الدنيا
«ها ناو.ية تسميها إيه يا “نـاهد”؟» نطقت بها حماتها “رانـيا” التي كانت مبتسمة الوجه لتنظر إليها الأخرىٰ ثم نظرت إلى الجميع وكأنها تبحث عنه حتى يختار معها أسم طفلته ولَكِنّ كيف سيكون معها الآن، أبتـ ـلعت غصتها بهدوءٍ بعد أن أ.لمها قلبها لتنظر إلى صغيرتها التي كانت نائمة داخل أحضانها الدا.فئة ثم قالت بنبرةٍ هادئة بعد أن نظرت إلى أوجه الجميع
«”شـروق”، “شـروق شـريف عمار داوود السيد”»
تعا.لت الأبتسامة أوجه الجميع فرحةٍ بهذا الإسم الجميل الذي أختارته “نـاهد” التي تذكَّرت “شـريف” حينما قال لها في إحدى المرات
«تعرفي يا “نـاهد” انا عايز لو جبت بنـ ـت أسميها “شـروق”، ساعتها هتبقى أسم على مسمىٰ وهتكون فعلًا الشروق ما بعد الظُـ ـلمة»
تعا.لت بسمتها وهي تنظر إلى صغيرتها بعد أن حققت أمنيته وسمتها “شـروق” ولَكِنّ جاء الشروق كي يز.ول ظُـ ـلمتها هي
[عودة إلى الحاضر]
خـ ـرجت مِن قو.قعة الذكريات تلك وهي تنظر إلى صغيرتها التي كانت نائمة بجوارها بكل هدوء وسلام لتعـ ـلو أبتسامتها وهي تمسّد على صد.رها بحنو وهي تشعر بالحنين إلى زوجها الحبيب “شـريف” مِن جديد.
_______________________
«”أستطيع أن أكون الضحـ ـية والجا.ني في آنٍ واحد”»
كان يسير في إحدى الحارات التي يقيم بها يرتدي بنطالًا مِن الخامة الشهيرة “چينز” يعتليه سترة قطنية بيـ ـضاء وحذاء بنفس اللون، كان يسير مثل كل يوم متوجهًا إلى شقته بعد أن قـ ـضىٰ الليل بأكمله في الخارج يُنهـ ـي أعماله المطلوبة مِن قِبَل أحدّ الرجـ ـال ذوي الهيـ ـبة والصر.امة المعروفة، كما يُلقبونه هم بـ “الزعيم”، أحد الرجـ ـال التي تما.رس الأعمال المشبو.هة، كـ تصد.ير وأستير.اد المو.اد المخد.رة دون عِلم الحكو.مة، أو أختطا.ف الأطفال الصغيرة والإتجا.ر بهم سواء بيـ ـع أعضا.ءهم أو جعلهم عبـ ـيدًا عند الآخرين
العديد والعديد مِن تلك الأعمال المشبو.هة، كانت هناك أعين تتابعه دون أن يشعر بهِ الآخر أو هكذا أدعىٰ إليه، سار خلفه حتى رأه يخطو داخل بِنْايته لتعـ ـلو الأبتسامة ثغره ويُخـ ـرج سلا.حه مِن خلـ ـف ظهره يلحق بهِ عا.زمًا على إنها.ء حياته كما تطلب مِنهُ
بينما وقف الآخر أمام باب شقته بعد أن أخر.ج مفتاحها وقبل أن يُحركه شعر بفو.ه المسد.س يوضع على رأسه مِن الخلف تليها صوته محذ.رًا إياه مِن التهو.ر قائلًا:
«أثبـ ـت مكانك يا حِيـ ـلتها وأر.فع إيديك لفو.ق»
تيبـ ـس جـ ـسد الآخر في مكانه وترا.خت يده مِن على المفتاح بهدوءٍ غير معهو.د وهو ينظر إليه بطر.ف عينه، أحقًا يطلب مِنهُ الأستـ ـسلام؟، إنه أبـ ـلهًا بالتأكيد فهذا الذي يخشـ ـاه الجميع يأتي أحمـ ـقًا كهذا ويقوم بتثبـ ـيته، تعا.لت بسمتهِ على ثغره وهو يسخـ ـر مِن حما.قة الآخر ثم مدَّ يده في جيب بنطاله بكل هدوءٍ وهو يتحدث مع الآخر يلهو.ه عن فعـ ـلته
وما هي إلا ثوانِ وكان يُخرج مد.يته في حركةٍ سر.يعة ملتفتاً إلى الآخر بعد أن أمسك مسد.سه ليقوم بضـ ـرب أنفه برأ.سهِ جعل الآخر يترك مسد.سه ويصر.خ أ.لمًا مِن ضـ ـربتهِ ليقوم هو بمحاوطة عنـ ـقه بذراعهِ تزامنًا مع وضع مد.يته على نحـ ـره وهو يقول بنبرةٍ حا.قدة:
«بتثبـ ـت مين يا حِيـ ـلتها، أنتَ شكلك جديد في الشغلانة لسه ومش عارف بتتعامل مع مين، إللي بعتك يا رو.ح أُمّك معرَّفكش مين هو “شـريف عمار” ولا إيه؟»
وها هو الفارس الذي رحل وأخذ معه كل ما هو جميل عاد مرةٍ أخرىٰ بعد أن ظن الجميع أنه ذهب ولَم يَعُد، هو بالفعل ذهب في رحلةٍ طويلة المدىٰ أستغرقت شهور بعد أن كانت ستمتد إلى سنوات، عاد وقام بالنجا.ة مِن أياديهم الملو.ثة التي كانت تقوم بتشو.يه نقا.ءه، ولَكِنّ المتوقع أنه حد.ث ذلك بالفعل وتشوَّ.ه نقا.ءه ليصبح آخر أكثر خطو.رة وو.حشية مِن هذا النقـ ـي التي جبـ ـرته الحياة على عيش حياةٍ لا تشبهه ولا يشبهها، اليوم قد عاد “شـريف”، ولَكِنّ ليس الذي نعهـ ـده بل هو آخر أكثر قسو.ة وو.حشية
____________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)