روايات

رواية التل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم رانيا الخولي

رواية التل البارت الخامس والعشرون

رواية التل الجزء الخامس والعشرون

التل
التل

رواية التل الحلقة الخامسة والعشرون

انتهى جواد من سرد كل شيء حدث معهم
حتى ما فعله خالد مع ياسمين فظهر الغضب واضحًا عليه وتحدث من بين أسنانه
_ وانت مخبرتنيش ليه من لول.
تنهد جواد بتعب
_ هجول ايه، كان لازمن اسكت في الفترة دي بالذات.
_ وناوي تعمل ايه؟
_ أني اللي هخرجها مش رايد مساعدة من حدا فيهم ووجتها افكر في موضوع رچوعي للجصر.
ربت عامر على ساقه وتحدث بقوة
_ متخافش إن شاء الله هتخرج منيها
جوم نام دلوجت والصبح هروح معاك لأكبر محامي في البلد.
أومأ جواد ونهض عامر دلفًا لأحد الغرف حتى ينام جواد ويصعد إلى حبيبته.
استلقى جواد على الأريكة وأمسك هاتفه كي يحدثها
فتحت الهاتف وظهر وجهها أمامه بطلته التي تخطف الأنظار وقال بغيرة مصطنعة
_ ايه ده انتي رافعة النقاب عادي إكدة؟
ضحكت توليب وتمتمت بدلال
_ ما انت عارف إني لوحدي في الأوضة.
ابتسم بسعادة عندما لاحظ عدم تأثرها بما يحدث وقال بتعب
_ تعبت أوي لحد ما قدرت أقنعهم متنزليش الحبس بس الظابط ده طلع ابن حلال وقدر الموقف.
_ مع اني خايفه نسبب له مشاكل.
طمئنها بثبوت
_ متجلجيش هو كلهم يومين يكون عرفنا نلاجي حل للراجل ده ونفوجو من الغيبوبة دي.
لاح الحزن على ملامحها وتمتمت بآسى
_ وإن مفاقش؟
_ إن مفاقش هنمشي القضية عادي والمحامي هيترافع بالأدلة.
وبعدين سيبك من كل ده، ينفع إن واحد يتحرم من مراته يوم صبحيتهم
أجابت توليب بخجل
_ لأ
رفع حاجبيه بمكر
_ يبقى المفروض لما ترجع تعمل ايه؟
أزداد خجلها حتى احمرت وجنتيها وتمتمت بخفوت
_ تعوضه.
_ حلو أوي خليني بقى أسجل المكالمة دي عشان تكون شاهدة عليكي.
هزت راسها برفض
_ مفيش داعي انا مش هنسى وعدي
وضع ذراعه تحت رأسه وتحدث بتسلية
_ ماشي عدى يوم بقى وباقي تلاتة والرابع هيكون التنفيذ.
_ وجايب الثقة دي كلها منين إني هخرج بعد تلات أيام؟
التزم الصمت قليلًا وهو ينظر إلى عينيها وتمتم باحتواء
_ أوعدك إن رابع يوم هتكوني في حضني.
لاح الحزن على ملامحها وتمتمت بآسى
_ ياريت يا جواد أنا حاسة إني خلاص ضاع مستقبلي.
هز رأسه بنفي
_ متقوليش إكدة اني واثق إنك هتخرچي منيها في اجرب وجت وهترچعي لدراستك السنة الچاية بإذن الله.
ابتسمت عينيها قبل شفتيها وتمتمت بامتنان
_ مش عارفة لولا وجودك بعد ربنا كنت عملت ايه.
ضحك جواد وغمغم
_ شكلك مغشوشة فيا جوي، أني مبعملش حاچة ببلاش كله عندي بحساب.
يلا نامي دلوجت وارتاحي والصبح يبجى اطمن عليكي.
أغلق الهاتف ووضعه على الطاولة أمامه ثم عدل من وضع الوسادة خلف رأسه وشرع في النوم
________________
فتح جواد عينيه عندما لاحظ بأنه مراقب فيقع نظره على تلك العيون التي لم ينساها لحظة واحدة
مازالت كما هي لم تتغير وكأن السنين التي مرت عليهم لم تمر عليها
عينيها بسماءها الصافية وابتسامتها التي تلاحقه في أحلامه حتى يقظته
اناملها التي حينما تداعب خصلاته يغمض عينيه وينتشي بنومٍ هانئ بعدها
لم يخطأ ظنه عندما وجدها تخرج من فرحه وخلفها والده
أخبره قلبه بأنها هي، بمشيتها الواثقة التي بدورها لم تتغير وبهيئتها رغم ارتداءها للنقاب كي لا يستطيع أحد التعرف عليه لكن هو عرفها
تمتم بخفوت وهو ينظر إليها
_ كنت خابر إني هلاجيكي أهنه.
جثت كندا على ركبتيها أمامه ووضعت يدها على خدها لتقول بشوق
_ أنا هون من زمان حبيبي، بس منعني عنك.
تساقطت دموعها بغزارة وتمتمت بألم
_ انا رچعت من خمس سنين وكان كلي إصرار إني اشوفكم وأحيلكم الحقيقة كلها بس وقتها بيك منعني بان چدك لو عرف برچعتي ما راح يرحمني، وچابني هون بعد ما طلب مني إننا نرچع لبعض
وعدني وقتها إنه راح يرچعكم لحضني وسنة ورا سنة ووعد ورا وعد لحد ما عرفت بطلاق ياسمين وحادثتك، انهرت وقتها وأصريت إني اشوفك بس لما لقيتك بتتزوچ من حبيبتك خفت اضيع فرحتك وانسحبت بهدوء.
صدقني حبيبي انا ما اتخليت عنكم بس چدك الله لا يسامحه هددني بيكم لو مخرجتش من حياتكم، حتى أنه أذى خالك في شغله وكان هيحبسه غير كمان هدد بأنه راح يدخلكم مدرسة داخلية ويحرمني منك طول العمر
كان صعب كتير بس خفت عليكم ينفذ تهديده وانسحبت من حياتكم
بس الله واحده اللي يعلم باللي حسيته وقتها.
نظر جواد لعيونها التي تذرف دموعًا يدل على مدى صدقها وشعر بحاجته لوجودها معه فتمتم برجاء
_ انا محتاچلك خليكي چانبي.
مسحت دموعها وهي تتمتم بسعادة
_ العمر كله راح اضل معك مش بس هلا
جلست على الأريكة وأخذت رأسه على ساقها كما كانت تفعل في صغره وظلت تملس بأناملها في خصلاته حتى غفى على ساقها.
خرج عامر من العرفة فيتفاجئ بذلك الموقف وعيون كندا تبكي بفرحة
تقدم منها وعلى وجهه ابتسامة رضا ومال عليها يقبل رأسها وقد شعر بنغصه حادة في قلبه على ما اقترفه هو ووالده في حقها
_____________
ظلت يسر في غرفتها ترفض أي محاولة منه للتحدث معها
لكن لما تبكي وهي تعلم بحقيقة زواجهم من البداية
فقد أصدر جدهم الحكم ولم يكن أحد منهم يستطيع التصدي له
وهو وافق فقط لأجل أن يضمن ورثه.
انتفضت من رقدتها عندما شعرت بيد تضع على كتفها
التفتت بسرعة فوجدته عدي ينظر إليها برجاء الا تخذله.
لكنها نفضت يده بعيدًا عنها وقالت بحدة وهي تنهض
_ انت چاي ليه؟
تقدم منها خطوة وتحدث برجاء
_ يسر أرجوكي بلاش تنشفي دماغك انتي خابرة زين إني بحبك، وإن اللي في دماغك ده مش حجيجي.
_ مش حجيجي كيف واني سمعاك بوداني.
أنكر عدي اتهامها
_ محصلش خالد اللي اعترف مش انا، صحيح أني مكنتش موافق على چوازنا وأجبرت من جدي بس بعدها حبيتك واتعلجت بيكي وانتي خابره إكدة زين.
اولته ظهرها كي لا تضعف أمام رجاء عينيه وتمتمت بحدة
_ مش هصدج بعد النهاردة وأول ما أبوي وأمي يرچعوا هخليهم يطلجوني منيك.
انقبض قلب عدي عندما رأى إصرارها وتحدث بقوة
_ يسر شيلي الموضوع ده من دماغك خالص ولو الدنيا كلها وجفت جدامي عشان اطلجك مش هعملها انسي.
تقدم منها ليقف أمامها
فأشاحت بوجهها بعيدًا وتحدث بجدية
_ يسر لاحظي إن في طفل بينا لازم يتربى وسطينا
حاوط كتفها وتابع بوله
_ ارجوكي انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك.
رفعت بصرها إليه وقد لامس رجاءه قلبها العاشق له وتمتمت بخفوت
_ رايدة اصدجك
امسك يدها يضعها على قلبه وتمتم باحتواء
_ اسمعي دجاته وهو هيخليكي تصدجي، أنا صحيح في لول وافجت عشان اضمن حجي بس اقسملك إني حبيتك وشيلت الموضوع ده من دماغي وكل همي إني اكمل اللي باجي من حياتي معاكي.
ملس بيده على جبينها ليمحي تلك العقدة وتابع بحب
_ بلاش نزعلوا من بعض على حاجة معدش لها وجود
طبع قبلة بين عينيها وتابع رجاءه
_ أوعى تفكري في يوم من الايام تبعدي عني لأن بعدك عني هو الموت بحد ذاته.
قضى بحديثه العاشق على ما تبقى بداخلها من شك وأخذها في قبلة اطاحت بتعقلها عرض الحائط.
_________________
في الصباح
استيقظ جواد إثر تلك الرائحة التي ملئت المكان
نهض بتكاثل وعينيه تجوب المكان يتأكد إذا كان ما رآه تلك الليلة حلم أم حقيقة
لكن تلك الأطعمة التي وجدها على الطاولة أكدت له كل شيء وخاصة عندما وجدها تخرج من المطبخ وهي تحمل الطعام بين يديها وتنظر إليه بابتسامة عريضة
_ أهلين چواد كيفك.
ازدرد جفاف حلقه بصعوبة ولم يستطيع الرد عليها مما جعلها تشعر بالقلق حياله
تقدمت منه لتقف قبالته وتمتمت برهبة
_ چواد، لساتك بعد الحكي اللي خبرتك بيه شايل مني؟
رمش بعينيه دلالة واضحة على مدى حيرته وتابعت هي برجاء وهي تمسك يده لكنه جذبها مسرعًا
انفطر قلب كندا وقالت برجاء
_ مشان الله تصدقني چواد أنا ما تخليت عنكم……
قاطعها جواد بثبوت
_ خابر بس متطلبيش مني اسامح بالسهولة دي، اديني بس شوية وجت.
انتبه الاثنين لحمحمت مراد فقالت كندا بابتسامة عريضة
_ أهلين مراد تعا انا چهزتلكم اللفطور
تطلع مراد لصديقه بحيرة لا يعرف إذا كان ظنه حقيقة أم لا
لكن جواد استئذن منهم قائلاً
_ اني داخل الحمام.
تركهم ودلف المرحاض مما جعل مراد يتأكد من شكه وخاصة عندما لاحظ مراقبة هذه المرأة له فلم يحتاج لفطنة كي يتأكد سألها بعد تردد
_ حضرتك أم جواد؟
نظرت إليه بألم وأجابت
_ أي انا امه لچواد، بس هو ما راح يعترف بهيك شي.
رأف مراد بحالها فهي مهما حدث تعد أمًا ولا يجوز له معاملتها بتلك الطريقة فقال مخففًا عنها
_ اديله وجت زي ما جالك وأكيد هيرچعلك.
هزت راسها بنفي وتمتمت بانكسار
_ شكله ما راح يرچع ولا حتى يسامح
تطلعت إلى مراد وقالت برجاء
_ دخيل الله تتكلم معه و….
قاطعها مراد
_ صدجيني انا آخر واحد ممكن جواد يسمعله، جواد اتغير جوي من وجت الحادثة ومعاي انا بالذات، سيبيه يمكن مع الوجت يسامح.
نظر إلى الطعام باشتياق وقال بمزاح
_ بيجولوا إن اللبنانيين دول كرمه جوي بس مش شايف الصراحة.
ابتسمت كندا وقالت
_ من قال هيك انا عملت فطار غير شكل بالهنا على قلبكم.
خرج عامر من الغرفة وهو يقول بتروي
_ صباح الخير
رد الاثنين الصباح فتقدم من الطاولة وهو يقول
_ يلا يا مراد خلينا نروح مشوارنا.
قطبت كندا حاجبيها بدهشة
_ شو في عامر وليش چواد سايب عروسته وچاين لهون؟
رد بهدوء
_ حكاية طويلة هحكيهالك بعدين
خرج جواد وهو يقول لمراد
_ يلا لجل ما نخلص مشوارنا بدري
تقدم جواد من الطاولة ليجلس عليها وتحدث بنفي
_ مش هتنجل خطوة واحدة إلا بعد مـ ادوج الأكل اللبناني ده.
شرع في تناول طعامه فنظرت كندا لولدها الذي خرج لتوهه من المرحاض
_ تعا چواد كل معهم.
هز رأسه برفض
_ مليش نفس، أني رايح القسم بعد أذنكم.
دلف الغرفة وأغلق الباب خلفه مما جعل قلب كندا يؤلمها بشدة
تحدث عامر بتعاطف
_ زي ما جالك مراد اديله وجت يستوعب ظهورك وبعدين حاولي معاه بلاش تضغطي عليه دلوجت، يلا تعالي عرفي مراد هو بياكل ايه لأني شايفه حيران.
________________
في قسم الشرطة
جلس جواد في مكتب الضابط ينتظر قدومها على أحر من الجمر
لقد شعر بحنين جارف يأخذه إليها وكأنها غائبة عنه منذ أمد
فتح الباب وظهرت محبوبته بشموسها الذهبية وانتظر إغلاق الباب ونهض إليها وهو يرمقها بنظراته العاشقة وتمتم باحتواء وهو يحاوط وجهها بين يديه
_ وحشتيني جوي.
وضعت يدها على يده بحب وتمتمت بخفوت
_ انت وحشتني اوي يا جواد
استعذب اسمه من بين شفتيها ثم قربها أكثر إليه وتمتم بوله
_ أول مرة الاحظ إن اسمي حلو كدة.
رفع النقاب عن وجهها بعد أن مل عينيه من شموسها وأخذ يجول ملامحها العاشق لتفاصيله وتابع بغزل
_ لو جالولي في يوم إن هتكوني من نصيبي مكنتش هصدج لأن محدش بيطول الجمر باديه.
ضحكت توليب برقة من غزله وقالت بمغزى
_ مجاملة حلوة.
رفع حاجبيه بمكر
_ انتي شيفاها مجاملة؟ أني شيفها حجيجة
جالت عينيه بمحياها يدقق في تفاصيله وتمتم باحتواء
_ كل حاچة فيكي بحسها سحر وكأني ملكت حورية من الجنة في ايدي.
تاهت توليب في سحر كلماته والتي تعلم جيدًا بأنه يقولها كي يخفف عنها مصابها مما جعلها تشعر بأنها حمل ثقيل عليه
ولما لا وقد ترك كل شيء خلفه حتى طفله وظل معها يجابه الدنيا لأنقاذها
تجمعت العبرات في عينيها فنقبض قلبه خوفًا عليها وسألها بريبة
_ هتعيطي ليه حد ضايجك او زعلك؟
هزت راسها بنفي وتمتمت بخفوت
_ لأ، بس أنا خايفة أدهم ميعرفش يثبت برائتي واتحرم منك
مسح دموعها بابهامه وتحدث بجدية
_ مفيش حاچة في الدنيا ممكن تحرمني منك حتى لو وصلت أحارب العالم كله عشانك.
لم تجد توليب الكلمات التي تصف بها شعورها تجاهه
لفت يديها حول عنقه تحتضنه بحب
وهو لفها بذراعيه يريد أن يخبأها داخل صدره وتمتم بجوار أذنها
_ بحبك.
مسحت وجهها في صدره كالقطة وتمتمت بحب
_ وانا كمان يا جواد بحبك أوي.
لم يصدق ما سمعته اذناه فاقصاها عنه قليلًا كي ينظر إليها وسألها
_ انتي جولتي ايه؟
أغمضت عينيها بخجل ولم تجيب لكنه هزها برفق
_ بلاش تغمضي عينيكي وجوليها مرة تانية
فتحت عينيها بصعوبة ونظرت إليه بوداعه وابتسامة على ثغرها
_ بس انت عارفها من زمان.
_ لكن انا عايز اسمعها منك.
لم تبخل عليه من تكرارها فتمتمت بحياء
_ بحبك.
ضحك بسعادة غامرة عندما اخفت وجهها في صدره وقال بحب
_ مع إنها مريحتنيش جوي بس همشيها دلوجت لحد ما نروح بتنا.
طرق الباب مما جعله يبتعد عنها وسمح للطارق بالدخول.
دلف الضابط وهو يقول
_ السلام عليكم
ردوا السلام فجلس الضابط خلف مكتبه وأشار لهم
_ اتفضلوا اقعدوا
جلس جواد وجلست توليب أمامه فسألها الضابط بمزاح
_ ايه رأيك في الخدمة عندنا يا مدام توليب؟
ردت توليب بامتنان
_ متشكرة اوي لحضرتك.
وأكد جواد
_ ده جميل مش هنساه أبدًا.
رد الضابط بجدية
_ مش جميل ولا حاجة كل الحكاية إني مقدر الموقف، الجرائم اللي من النوع ده مبتخدش يوم واحد في النيابة وبتخرج فورًا بس لأن المجرم الحقيقي في غيبوبة فـ بتاخد وقت شوية، لكن البراءة مضمونة بإذن الله.
سأله جواد بتوجس
_ طيب لو المجرم فاق من الغيبوبة وأنكر الحقيقة.
_ بس احنا بنملك اثباتات تؤكد تعديه على والدها واثار الأختناق اللي الطبيب الشرعي أكدها ده غير سبب تواجده في المكان وفي وقت زي ده، مش معقول يعني هيجبوه شقتهم عشان يقتلوه فيها، كل دي حاجات النيابة هتسأله فيها اثناء التحقيق
وبعدين دول قضيتين مش قضية واحدة، الاولى هتك عرض والتانية شروع في قتل يعني لبسها لبسها.
ضغط الضابط على الزر فدخل أحد العساكر
_ تمام يا فندم.
أشار له على توليب
_ خد المدام رجعها المبيت.
راقبها جواد وهي تخرج من المكتب بقلب ملتاع ثم نظر إلى الضابط وقال بثبوت
_ انت متأكد إن القضية بالسهولة دي؟
أكد الضابط
_ دي مش اول قضية تمر عندي، بنقابل من النوع ده كتير واقربهم قصة بنت اتعرضت للتعدي من واحد قربهم بس قدرت تفلت منه وطعنته خمس طعنات لحد ما مات وقتها وكيل النيابة اداها إخلاء سبيل لأنه كان دفاع عن الشرف، يعني اطمن إن شاء الله خير.
______________
في غرفة نور
خرجت من المرحاض وهي تستند على سلمى التي لم تتركها لحظة واحدة وساعدتها كي تعود للفراش
_ تعبتك معايا يا سلمى.
ابتسمت سلمى بمجاملة
_ مش قولنا نبطل الكلمة دي؟
جذبت عليها الغطاء وقالت نور بامتنان
_ بس دي حقيقة انا تعبتكم معايا اوي، ربنا يقدرني وارد جيملكم ده.
ربتت على كتفها وتمتمت بصدق
_ مفيش جمايل ولا حاجة احنا اخوات وبعدين لو انا اللي تعبانة مكنتيش هتعملي كدة؟
ابتسمت نور وقالت بصدق
_ وأكتر من كدة كمان
_ خلاص يبقى بلاش الكلام اللي ملوش لزوم ده
دلفت سهر وآمال وظلوا معها طوال النهار لم يتركوها لحظة واحدة
لكن هي تشعر بفراغ وكأن شيء ما ينقصها
حاولت التأقلم معهم لكن لا فائدة مازال ذلك الشعور يكتنفها
جالت بخيالها صورته، وقوفه معها في محنتها، يده التي لم تترك يدها لحظة واحدة طوال فترة ولادتها
عينيه التي كانت ترجوها ان تقاوم وتواصل لأجله لن تنساها ما حييت
__________________
في المشفي
دلف مراد دورة المياة وهو يحمل حقيبة صغيرة على ظهره
وأغلق الباب خلفه باحكام ثم فتح الحقيبة وأخرج منها ثوب المشفى وقام بتبديل الملابس بسرعة وخرج من المرحاض.
وقف على مسافة من الغرفة وانتظر ذهاب العسكري الذي رأه أمس وحضر بديله ثم توجه إليه بثياب الطبيب وهو يقول بهدوء تام
_ السلام عليكم
هم بالدخول بصفته طبيب لكن الرجل منعه
_ رايح فين؟
تحلى مراد بالثبات ورد بهدوء وهو يخرج الكارد الخاص به
_ انا الدكتور الجديد اللي هتابع حالته.
نظر الرجل في الكارد ثم ناوله إياه قائلاً
_ اتفضل.
دلف مراد وأغلق الباب خلفه ثم تقدم من المريض وشرع في معاينته.
_____________
في منزل وهدان
عاد من الخارج ودلف غرفته في وجوم تام
لم ينتبه لابنته التي تردد اسمه بسعادة لعودته
ولا لابتسامتها التي رمقته بها فور دخوله
شعرت بالقلق عليه ونظرت لزينة قائلة
_ زينة خدي اخواتك وادخلوا اوضتكم العبوا فيها لحد ما أرچعلكم.
اومأت الفتاة بطاعة ثم توجهت بأخواتها للغرفة وأغلقت الباب خلفها
فنهضت حياة ودلفت الغرفة خلفه لتجده جالسًا على الفراش ساندًا مرفقيه على ساقيه في وجوم.
تقدمت منه وجلست بجواره تضع يدها على كتفه وسألته بريبة
_ خير يا وهدان في حاچة حصلت؟
تنهد بتعب وتمتم بثبوت
_ لأ مفيش.
قطبت جبينها بحيرة
_ مفيش كيف وأنت حالتك بالشكل ده.
زم فمه باستياء وغمغم بضيق
_ البلد كلاتها مورهاش غير موضوع جواد بيه ومرته وطبعاً ولاد عمه ما صدجوا ووجع تحت ايديهم.
اومأت حياة بحزن عميق
_ عندك حج، بس هي صعبانه عليا جوي متستاهلش كل ده، دي حتى ملحجتش تفرح زي اي عروسة.
_ المشكلة إنها جضية واعرة جوي ممكن متفلتش منيها.
_ بس دي دفاع عن النفس زي ما بيجولوا، واحد داخل يجتل ابوها عايزها تعمل ايه؟!
هز رأسه بتأثر وقال بحيرة
_ مش عارف ليه الدنيا معاندة معاه كل ما يفرح تكسر فرحته من تاني.
_ بس ربنا مش هيسيبه وأكيد هينصره عليهم، اني كنت شاكه من لول أنهم هما اللي بلغوا عنها، محدش له مصلحة في سجنها غيرهم.
أومأ لها مؤكداً
_ حجيجة محدش له مصلحة غيرهم.
ربتت على يده وقالت
_ طيب يلا جوم عشان تاكل لجمة انت ماشي من غير فطار
هم بالاعتراض لكنها منعته بجدية
_ مينفعش اللي انت بتعمله ده جواد بيه سلمك مكانه ولازمن تكون جوي عشان كل حاچة تمشي زي ما هو رايد.
وافقها وهدان بإيماءه من رأسه فنهضت هي بابتسامة
_ طيب غير هدومك واني هروح احضر الغدا.
________________
في المشفى
انتهى مراد من فحص الرجل وقد تأكد شكه الآن
ذلك الرجل نائم بفعل المخدر الذي يوضع داخل المحلول المعلق له
أعاد الفحص مرة أخرى وهو يوخزة بالإبرة فيجد جسده يتفاعل معها
نظر مرة أخرى لبؤبؤ عينيه كل شيء يدل على أنه مخدر وليس غيبوبة.
انتهى أخيرًا وهم بالخروج لكنه تفاجئ بالطبيب المتابع له يدلف الغرفة
_ ايه ده؟ مين اللي دخل ده هنا؟
ربت مراد على كتفه وهو يقول بفتور
_ متقلقش ولا كأني عرفت حاجة.
خرج من الغرفة وعاد لدورة المياه كي يبدل ملابسه وخرج مسرعًا كي يخبر جواد
لكن ضربة حادة سقطت على رأسه جعلته يفقد الوعي…….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *