روايات

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الأول 1 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الأول 1 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر البارت الأول

رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء الأول

حواء بين سلاسل القدر
حواء بين سلاسل القدر

رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة الأولى

مثل العصفورة منكسرة بين سجن قبضته التى تحاصر ذراعيها ترتجف بخوفاً يكسوا كيانها”بـعيناها السماوية ذات مطر الدموع عـلى جبال تفاحتيها”تبوح بصوتاً ضعيف تدافع عن نفسها”
مش أنا اللـى قتلته “هـشام أبن عمك كان خطيبى “دا هو الراجل اللى خرجنى من بيتنا و خلانى أشوف الدنيا” أنا مستحيل أعمـل فيه كده”

دفعاها كان مثل السراب بـ لـنسبة لكينوته الغاضبة ”
بقولك ايه جـو الحريم دا ما يتعميلش معايا”أنا عارف أن مش أنتِ اللى قتلتيه بـس متاكد أنك الوحيده اللي عارفه مين اللـى قتلوة و لـيه قتلوة”البيت اللي لقينه فيه هشام مقتول دا بيت مهجور فـي أخر البلد و عمر ماحد مننا راح نحيته فـ ايه اللى واده هشام هـناك”دا غير أننا لقينه طارحتك جمبه و دمه لقيناه عـلى هدومك “

صوته كان كـ الضباب أمام عيناها تبصر به بخوفاً لم تشعر به قبلاً”
قولتلك معرفش حاجة أنا مقتلتوش والا أعرف مين اللي قتلوة”

كـــدابه”
صاح بوجهها بقسوة و شدد من قبضته على ذراعيها فـشعرت بنسيجها يتمزق فـ تأوهة بحركة جعلته يبصر بعيناها بتقـزز”
من أول ما قال هشام أنه عاوزك و أنا قلبى انقبض و مكنتش موافق على جوازكم”عارفه لـيه عشان أنتِ تربية غازيه بتعرض جسمها للـرجالة”بـس و رحمة ابن عمـى لا هـكون مخليكى تنطقى و تقولى مين اللـى عمل فيه كده”؟

ترجته بدموع عيناها البريئه محاولة أن تستعطف قلبه”
والله العظيم أنا معملتش حاجة ليه مش عاوز تصدقنى”أنا معرفش حاجة عن اللى حصل لـ هشام”

ترك ذراعيها و جلس على المقعد أمامها يضع قدميه على بعضهما و امسك بسيجارة و اشعلها بين شفتاه من ثم حملها بين اصبعيه و نفخ دخانها عليها يطالعها بنظرات جعلتها تتراجع خطوات للوراء”
أنا مش هسجنك والا هرميكى فـى التخشيبة”أنتِ مش عاوزه تنطقى “بـ الذوق عشان أكده هـخليكى تنطقى غصبن عنك من اللـى هعملة فيكى يوماتى”
أنا هسيبك تـخرجى من القسم بس هـتخرجى عـلى بيتى دار الهلالى”بصفتك مراتى لأنى ناوية أكتب عليكى و تبقى حرم الظابط جواد حامد الهلالـى”

ذادت شهقات بكائها و رتفعت أصوات أنفاسها و رفضت برأسها فـتبسم بمكراً و نهض يقترب منها أثناء أقواله”
متخفيش كده الخوف لسه قدام “و رحمة هشام اللـى هتشوفيه معايا هـيخليكى تنطقى بكل حاجة عارفها” النهارده هـتبقى مراتى و حياتك كولها ملكى يا بتت القص والا أقولك يا ريحانة”
ـــــــــ🎸
بدروب الحياة تفتح الأبواب.و. يختار القدر أشخاصً يطلق عيلهم عنان الأشواك. أصبحت المختاره لأتنقال بقدماً هاويه تجهل السير بتلك السراديب الألهيه.فيا عازف الأقدار أُعزف قدري بالحان السلام فبالله لا تقسوا على صغيره. جردها القدر من إحلامها’🎸🍁
ـــــــــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
ـــــــــ

نسافر بخيالنا إلى الصعيد’و’بالأخص’قنا’فى أحد البيوت حديثة البناء’داخل آخر شقه’بالطابق الأخير’نجد بحجرة النوم’فتاه فى بداية الثلاثنيات’تدعى نـهى’قد خرجت للتو من الحمام بعبائه سوداء خفيفه تظهر مفاتنها’ممسكه بمنشفه صغيره تجفف شعرها الإسود’و’تناظره ببسمه يملؤها الإغراء’إلى التخت’تبوح بنعومه”
صباح القمر علي أجمد ظابط عرفته في حياتى”
كانَ يجلس فوق فراشها عاري الصدر’يحتوي خصره بغطاء خفيف’يشعل سيجارته’بعين تناظر جسدها الذي كانَ يملكه منذ قليل”
صباح الروقان’بقولك إيه ما تيجي ”
أطلقت ضحكه مثيره متحدثه”
آجي فين تانى حرام عليك ”
نهضَ من فوق الفراش’يستر جزعه السفلى بالغطاء’و’إقترب بخطوات منها’يجذبها بذراعهُ من خصرها لتلتصق بتفاصيل صدره’رفعت عينيها له’ فستقبلها بدخان سيجارتهُ الذي أطلقه علي وجهها مثل غيمة الضباب”
حرام عليا’و’لا حرام عليكِي إنتِ مش شايفه نفسك عامله إزاي !!
رفعت يدها تحاصر عنقهُ’و’هى تهتف بتساؤل”
قولى بقي إمتى هتتجوزنى رسمى’أنا بصراحه كدا مش مقتنعه بالجواز العرفي اللى ما بنا ”
نعم جواز رسمى؟
أيوا جواز رسمى’
نفخَ دخانه من جديد بوجههَا مُجيب بتصحيح جاف”
فوقى يا :نهى: إحنا كاتبين الورقتين العرفى عشان نحلل الوقت اللى بنقضيه سوا’و’إنتِ عارفه كدا كويس’و’بعدين متحسسنيش إنى ضحكت عليكِي’أنا من الأول مفهمك إن العلاقه اللي هتبقي بنا علاقة إنبساط’و’بس’؟
لم تكن تهتم لكل ما قيل’و’قالت”
إنتَ زعلت’مكنش قصدي أزعلك بس العشم حلو’
أنا معشمتش حد بالجواز’بلاش تسرحى بخيالك عشان ماتقعيش علي جذور رقبتك”
رأت الضيق بعينيه’فإحتوت وجنتهُ بكفها الناعم تقترب من فمهُ قائله”
إنتَ زعلت حقك عليا’أنا’هصالحك”
عارضها مبتعداً عنها يسير للحمام’و’هـو يلوح لها بسبابتهُ برسميه”
لو سمعتك جبتى سيرة الموضوع دا تانى’الورقه اللي بنا هقطعها’و’تروحى لحال سبيلك’أنا باجى هنا عشان أروق ساعتين مش تعكننى عليا بلت النسوان بتاعك دا’؟
دخل إلى المرحاض’و’أغلق الباب خلفه بقوه’فرتجفت ببسمه هاويه تسكن فمها”
تقطع إيه بقي بعد ما لقيت راجل زيك أفرط فيه بسهوله’قعده علي قلبك يا جوادي’
التفتت للمرآه تضع مساحيق الزينه’و’العطر لتظهر بأفضل طله’
ــــــــ
و’بعد ساعتين على طريق رملى لأحد القري’توقف
«جواد» بسيارتهُ البيضاء’بـهلع بسبب تلك العجوز التى ظهرت فجأه أمامهُ’و’كاد يدعسها’و’نزل من السياره بحنق’يتعارك معها بصوته الجش”
مش تفتحى يا وليه إنتِ عاميه’و’لا إيه حكايتك، كنت ههرسك بالعربيه’!
نظرت لهُ العجوز السوداء’بعينين يغطيهما الكُحل الداكن.’و’على ذقنها نقوشات خضراء دائريه’و’تستر جسدها بالملس الإسود الصعيدي’و’على رأسها غطاء يحتويها’ظلت تناظره لبضع دقائق فى صمتً جعلته يذداد حنقاً”
إنتِ هتفضلي متنحالى كدا كتير’إبعدي خلينى أعدي بالعربيه”؟
إسمك إيه يا ولدِي؟
‘و’إنتِ مالك بإسمى إيه هتعمليلي محضر”
تحدث بزمجره فقالت بغموض”
جولى إسمك إيه خلينى أجولك عاللى مخبيه نصيبك”
لوي فمهُ بجفاء”
ااه’نصيبي’هى الست الكباره بقى دجاله”
إخرس جطع لسانك’الدچالين بينهم’و’بين الله أسوار من النار’إنما أنا بينى’و’بين الله عماَر’الغيب ميعرفهوش غير رب الناس’اللى يرزجني من فضله’و’خيرنى عن بعض الناس بهبة المعرفه’ياللا جولى إسمك إيه’و’إنتَ عامل زي الخيل اللي ملوش لچام”
صقَ على أسنانه بحنقَ’و’هتفَ”
إصطبحتك زفت يا «نهى» إسمى «جواد» وسعى بقى خلينى أمشي”
«چواد» مش بجولك خيل بيرمح من غير لچام. هتمشي لما تَعرِف جدرك مخبيلك إيه”
أخرجت كيس صغيراً من سيالة الملس به قطعة قماش بيضاء’وضعتها على مقدمة سيارتهُ’و’عليها فرشت الرمال التى بالكيس’و’أخرجت بعض الأحجار غريبة الهيئه’وضعتها فوق الرمال’ثمَ نظرة له تتمتم بصوتاً غير مسموع بكلماتً لم يسمع منها شئ’ثمَ التفتت’و’نظرة إلى الرمال تتعمق النظر بها’و’كأنها تقرأ شيئاً جعلها تناظرهُ بعين تجحظت بشكلا مُريب”
طريجك عوچ.’كِله سراديب’جلبك ميت مبتخشاش الموت.’عامل زي الخيل بترمح من غير لچام فى أراضي عامل فيها سيدها’بس يا ويلك من اللي چاي هيضعف رمحك’حياتك هتنجلب، طريچك هيتغير هتشوف حچات مكنتش، بتشوفها’هتجابل إصغيره هتلچمك بعشجها. عشجك ليها هيبجى زي السكينه متغرج بدم حد من دمك’كل ما تحاول تبعد عنيها هتلاجيها بتجربك منيها إكتير بتخليك تتشعلج بهواها’و’تبجى ملكها’و’جلبك مش هيعرف يشوف غيرها’و’مع كُل خطوه رچلك هتمشيها هتوجع فى حفره مليانه أفاعى’و’ياويل الخيال لما يتلچم بالأفاعى يا ولدي”
كلماتها المفخخه بالألغاز السامه لعقله’جعلته يغمض عينيه برفضاً لتلك التخاريف’و’نظر لها يُجيبها بقولاً جاد ”
“كذب المنجمون و لو صدفوا” صدق الله العظيم. تخاريفك خليها لنفسك يمكن تنفعك’
التفتت تلملم اغراضها’بقولها الهادئ”
ربنا چعلنى سبب عشان أحذرك بس شكلك إكده رافض إنك تسمع’إنتَ حر يا ولدي ربنا يحميك من الأفاعى اللي هتلچمك’و’تسم بدنك’أما الصغايره هتجابلها دلوك أو بعدين’و’لما تعشجها هتتوكد من كلامى’بس خلى في بالك نهاية طريچك معاها مكتوبه بالدم يا تختار تنچى نفسك يا تختار تنچى حياتها’سلام ولدي”
إمشي يا وليه’ وليه خرفانه صحيح’ياللا ياحجه على الله التساهيل’
أشاح بيدهُ برفضاً تام لأقوالها”و’ركبَ السياره يبتعد عن طريقها’أما هى فلم تهتم بعدم إهتمامهُ’و’بدأت بالنزول لمنحدر أرض خضراء يملؤها شجر الليمون’ظلت تسير بينها حتى وجدت نفسها أصبحت بأرض خضراء دون أية أشجار لا يوجد بها غير بعض الحشائش التى تتناولها الأغنام’و’نظرت حولها’وجدت منزلاً قديم يبدو عليه مرور الزمن
فبدأت بالسير إليه حتى توقفت أمام شرفه صغيره تقف بها صغيره يرفض العمر الإعتراف بها’فملامحها الصافيه ببرائت الصغار تخدع عين من يراها’بشعرها الذهبِي الخاضع للأعين’و’براعة خلق الله في تفاصيل ملامحها’تقف بعبائتها الزهريه التى ذادتها جمالاً’
فقتربت منها العجوز تقف أمام الشرفه بطلتها المفزعه’التى جعلت«ريحانه» تتراجع بهلع للوراء، بقلبً كاد يخرج من جوف صدرها’
ماتخفيش يابتى أنا مش چايه أئذيكِي ناولينى حبة مياه عطشانه ريجى كيف الصبار إسجينى يابتى ينوبك ثواب”
نظرة إلى كوب الماء ثم نظرة إلى الشرفه تحسم قرارها بخوفً فهى لم تخرج من المنزل منذ كانت صغيره’و’لم تقابل إمرأه بهذا الشكل المفزع للعين’لكنَ قلبها رق بالعطف’و’حملت الماء’و’بدأت بالإقتراب من الشرفه’و’هى ترتجف’و’تهتف بربكه”
هحطلك الكوبايه علي السور خديها’و’إمشي”!
حاضر يا بتى.
وضعت الكوب’و’تراجعت للوراء مسرعه بخوفً’فأخذت العرافه الماء’و’تناولتهُ’ثم وضعته مكانهُ على السور’و’نظرة لها ببسمه يحتويها التعجب”
سبحان الخلاج فيما خلج’جوليلي يابتى إسمك إيه”!
بلعت لعابها بربكه أكثر”
بتسألى ليه”؟
معرفت الصبايا الچومال خير جوليلي على إسمك’و’هشوفلك نصيبك بتمن الميه اللي شرَبتها”
ضيقت عينيها متسائله بتوتر”
إنتِ عرافه !!
الغيب ميعرفهوش غير اللي خلجنا. أنا مچرد مرسال للموعودين. جوليلي علي إسمك’و’متخافيش”
تنهدت بإعطائها ما تريد بهدوء”
«ريحانه» إسمى «ريحانه»
إسمك چميل كيفك يا صبيا. ياللا خلينى أشوف الجدر مخبيلك إيه؟
بدأت بإخراج الكيس’و’وضع القماشه علي سور الشرفه ثم وضعت عليها الرمال والأحجار’و’نظرت لها تتمتم بذات العبارات المخفيه’و’نظرت إلى الرمال. ثمَ نظرت لها من جديد تحرك رأسها بحزنً”
عينى عليكى يابتى’طريجك بدايته هيبجى دم هيكسي يدك’و’يلوث جدرك’هتتكبِي على إسم راچل جلبه ميعرفش طريج العشج.’هتشوفى المرار’و’كل ما حياتك تزهر زي إسمك هتلاجى حاچه بتعتمها’و’تخليها سواد’جلبك هيتعلج بيه’هتبجى دايبه فى عشجه’و’هو مش هيسأل فيكى. فى طريجك أكتر من حيه’هيحاولوا يإذوكِي حرصي منيهم’و’خلى بالك راچلك فى حيه متشعلجه بخلجاته مش هتبجى عاوزه تسيبه ليكى هى شيفاه ملكها. بس النصيب غلاب’و’إنتِ اللى هتبجى مراته.’بس يا ويلك من نهاية جدرك اللي بدأ بالدم هَينتهى بردك بالدم’يا إما دمك يا إما دم اللى عشجتيه’
تملكتها الرهبه’من هول ما سمعتهُ ، تلك الكلمات المسكونه بالخوف’و’الألغاز جعلتها تجلس على فراشها بعين تمردت بدموعً صرحت عن نبضات قلبها المرتجفه’اما العجوز’فلملمت أغراضها’و’ذهبت
اما «ريحانه» فنظرت بشهقه لزوجة أبيها التى تدعى «غوايش» التى دخلت إليها دون إستئذان مثل المعتاد’و’قالت بحده”
جرا إيه شوفتى عفريت يا جميلة الجميلات
‘و’بعدين مالك قعده كدا ليه ما تفزي يابت أقفي’و’أنا بكلمك”
نهضت أمامها بهدوء كالمعتاد رغم حزنها من تلك المعامله الجافه”
نعم يا مرات أبويا’
لوت فمها بجفاء”
نعم الله عليكِي ياختى’هو أنا مش قولتلك تتجري ع المطبخ تغسلى المواعين’و’تحضرلينا الغدا’و’لا ست الحُسن تحب أدخل أنا بدالها؟
قالت متنهده بيأس’و’هى تسير من جوارها”
حاضر هدخل أعمل اللي طلبتي.
إستنى عندك”
وقفت تنظر لها فقالت الأخري ببرود”
مش قولتلك ألف مره الزفت الشباك دا ما يتفتحش إنتِ إيه مابتسمعيش الكلام ليه !!
ضيقت عينيها بحزنً”
إنتِ منعانى من الخروج بره البيت’الشباك الحاجه الوحيده اللى بتخلينى أشوف العالم اللى بره’بلاش تحرمينى منُه’
حرمت عليكي عيشتك’والله و’طلعلك لسان’و’بتردي عليا ماشي أنا هشوف شغلى مع أبوكي ”
ردفت بحنق’و’هى تغلق الشرفه’فاوقفها صوت «هشام» صاحب الأرض’
صباح الخير ياست «غوايش»
تركت الشرفه’و’هتفت بنعومه تتدلى منها الدلع”
صباح الفل’و’الياسمين علي عيونك يا «هشام» بيه خير بتعمل إيه هنا”
قطب جبهتهُ ببسمة تساؤل”
بعمل ايه دي أرضي إنتِ نسيتى’و’لا إيه
«غوايش» بدلع صوتى”
لاء منستش بس مبشوفكش بتقرب منها عشان كدا إستغربت !!
لاحظت عينيه التى تنظر ببسمة إعجاب لشئ خلفها فإستدارت’و’وجدت «ريحانه» مازالت تقف مما جعلها تذاد حنقاً تأمرها”
غوري علي جوه شوفى أبوكي بلاش مياعه’
إنسحبت علي الفور دون أي إعتراض’فسألها «هشام» مستفهماً”
مين البنت دي أول مره أشوفها”!!
تنهدت بجفاء”
دي المزغوده بنت جوزي’مبتخرجش من البيت عشان كدا محدش يعرفها”
‘و’المزغوده بقي إسمها إيه؟
«ريحانه»إسمها خساره فيها”
تبسم الآخر بفظاظه”
واضح إنك بتحبيها أوي’
أشاحت بإنكارً جاف”
أحبها ولا محبهاش ملوش لازمه ”
فرك لحيتهُ بتفكير”
عندك حق ملوش لازمه
دعتهُ بيسمه أثناء مداعبتها لشعرها”
بقولك إيه ما تتفضل أعملك كوباية ليمون تبل بيها ريقك في الحر دا’و’لا «هشام» بيه بيحب الحر اللى بيلهلب البدن”
أدرك مقصدها المنحدر بقذارة تفكيرها’
لاء ماليش في الحر اللى من النوع دا’أما كوباية الليمون هشربها بس بالليل هجيلكم”
تآنس’و’تشرف يا سيد الناس”
ودعته بكلماتها الناعمه مثل غطاء حريري’فذهبَ’أما هى فأغلقت الشرفه’و’دخلت إلى المطبخ حيث تقف«ريحانه» و’تقطع البصل بعين تذاد بكاءً من ألم رائحته علي عينيها”أما «غوايش» فوضعت يدها بخصرها تحدثها بجحود”
خلصي ياختى المياعه بتاعتك’و’إطلعى إمسحى أوضة الضيوف خليها بتبروء’و’حطى كسوت الكنب الجديده’
حاضر ”
حضرلك الخير ياروح أبوكي”
أجابتها بسخريه ثمَ ذهبت ، أما هى فلم تكن تملك شئ لتفعله سوا الصمت’و’تقبل كل شئ يحدث لها’
ــــــــــ
بعد ساعه بدار الهلالى’حيث تجلس الحجه «معالى» بالمندره’و’بجوارها تجلس إبنتها «سمرا» التى تبكى بحصره علي أحوالها”
ربنا يسامحك إنتِ السبب فاللى فيه دلوقتي ”
عارضتها بحده”
ليه عملت فيكى إيه كل دا عشان سترتك زي ما بتقول عوايدنا؟
عاتبتها بلوم كاره”
سترتينى’و’لا دفنتينى بالحيا’ خرجتينى من المدرسه’و’أنا عندي ستاشر سنه’و’جوزتينى لصلاح اللى كان عنده واحد’و’تلاتنين سنه’و’خلفت عيلين بربيهم دلوقتي بحرقت الدم’و’الأعصاب’و’يارتنى عارفه أربيهم دا غير «صلاح» و عمايله معايا’ حرام
عليكي ياأمى شيلتينى الحمل بدري دا أنا لسه مكملتش الأربعه و عشرين سنه.
قطبت جبهتها بإنكارً”
متشيلنيش حاجه يا حبيبت أمك’إنتِ مش أول واحده تتجوز صغيره’معظم البنات كدا’و’بعدين دي عوايدنا البنات تتستر بدل ما تجيب لأهلها العار ياست «سمرا»
عار إيه’و’كلام فاضي إيه، البنت لو متربيه كويس مستحيل تغلط ياأمى”
ربتت على قدمها اليمين بأمر”
قومى إرجعى علي بيتك متخربيش حياتك ياللا ياختى خلي بالك من جوزك’و’من عيالك ”
كانت تدرك أن الحديث مع والدتها لم يجدي نفعاً’فواقفت تجفف دموعها’و’تستر راسها بالحجاب”
ماشي ياأمى هرجع بيتى بس خليكي فاكره إن كل ما أجيلك عشان تحافظى علي كرامتى من بهدلة «صلاح» فيا بترجعينى تانى للعذاب بإيديكى”
سكتك خضره يا بنت «معالى» روحى لدارك’و’بدل الكلام الفاضي حافظى على راجلك’و’عيالك”
حركت رأسها بعدم إهتمام لما تسمعهُ’و’ذهبت أما «معالى» فوجدت «جواد» يدخل إليها برفقة«هشام» فتبسمت بفخراً”
عينى عليكم بارده’
جلسا بجوارها’فبدأت بالحديث مع «جواد»
كنت فين من الصبح’البت شاديه قالتلى إنك مرجعتش البيت من لما خرجت سته الصبح؟
فرك لحيتهُ ينكر تواجده مع«نهى»
كنت فى القسم كان فى شغل مهم كنت لازم أخلصه’
‘و’خلصته علي خير يا حبيبي”؟
لمعت عينيه ببسمه ماكره’و’هو يتذكر تلك اللحظات التى قضاها علي فراشها”
خلصته علي خير أوي لدرجة إن المتهم مكنش عايزنى أسيبه ”
ربتت على قدمهُ بفخراً”
طول عمرك شاطر يا «جواد»
تدخل«هشام» قائلاً”
سيبكم من جو المدح دا دلوقتي.’و’قوليلي ياأمى مش كان نفسك دائماً تفرحى بيا’و’تشوفينى متجوز إيه رأيك بقي إنى لقيت العروسه’!!
تجحظت عينيها بسعاده غمرت قلبها ”
ألف مليون مبروك يا حبيبي قولى تبقي مين’و’بنت مين’و’ساكنه فين”؟
لاء، دي مفاجئه هعرفك كل حاجه لما أتكلم مع أهلها’و’أقعد معاها الأول’
مع إنك كدا بتسبنى’و’أنا هتجن بس ماشي يا سيدي هسكت’و’هستني عشانك بس مطولش بقي خلص الموضوع بدري بدري خلينى أفرح بشوفة عيالك”
تبسم برسميه”
على العموم أنا بالليل رايح أزورهم’و’هاخد «جواد» معايا دا لو فاضي”
‘و’لو مش فاضي أفضيلك نفسي يا حبيبي”
نظرت لهما برضا’و’ربتت علي قدمهما تدعى لهما بقولاً”
ربنا يحميكم من العين’و’يحفظكم لبعض’و’تفضلوا دائماً كدا عيال عم’و’إخوات’
ختمت دعواتها’و’نهضت من جوارهما تتركهم يتناقشواً بأمر موعد المساء’
ـــــــــ
مر النهار’و’آتى الليل داخل دار«غوايش» التى تقف بحجرة نومها تضع مساحيق المكياچ عليها’بعدما إرتدت عبائه حمراء ضيقه للغايه’و’تركت شعرها الإسود منسدلاً علي ظهرها’و’أمامها على الفراش يجلس زوجها المريض’ينظر لها بعتاب”
لحد إمتى هتفضلى ماشيه في السكه النجسه دي”
التفتت له تبوح بوضوح”
لحد لما تبقي راجل’و’متخلنيش، أحتاج لراجل غيرك”
قطب جبهتهُ بحنق”
صحيح زي الكلاب ما بتشبعيش”
لوت فمها بتهديد’
أنا فعلاً وفيه زي الكلاب عشان كدا لحد دلوقتي مقولتش لست الحُسن’و’الجمال بنتك إنك إنتَ اللى قتلت أمها’و’يتمتها’
تجحظت عينيه بحزن الماضي متحدثً”
عملت كدا عشانك إنتِ اللى غويتينى زي الشياطين’منك لله يا «غوايش» منك لله’
ضحكت بسخرية’و’إقتربت منه بعدما حملت كأس ليمون’و’وضعته علي فمهُ تسقيه”
مننا كلنا لله يا حبيبي’ياللا إشرب كدا’و’روقلى
دمك’
وضعت الكأس علي الدورج بعدما إنتهت من تناوله له ‘و’ لم تمر دقائق’و’ذهبَ فى نوم عميق بسبب أقراص المنوم التى وضعتها له بالعصير’
ـــــــ
أما بحجرة نوم «ريحانه» فكانت تغفوا فوق فراشها’بمنامه حريريه زهرية اللون’كت تظهر تضاريس جسدها الكيرفي الصغير بإحترافيه’فكانت رائعه دون أي مساحيق للتجميل’كانت تغفوا كما أمرتها «غوايش» لكى لا تخرج
ــــــ أما بالخارج بعد الساعه العاشره’دقَ باب المنزل فتجهت’«غوايش» و فتحته’فوجدت «هشام’و’جواد» أمامها فلمعت عينيها بمراوغه ناعمه تدعوهم بيداها للدخول. فدخلا ‘فقالت بترحيب”
أهلاً أهلاً يادي النور«جواد باشا بشحمه’و’لحمه عندنا دا الواحده لما بتشوفه جسمها بيتلبش من الخوف بسبب صوته اللى بيرج القسم ليل ويا نهار”
ضيق عينيه بسخافه”
لاء والله’
اه والله إنتَ مش مصدقنى”
لاء إزاي ما هو واضح إنك إتلبشتى’تحبي البشك بالكلبشات عشان الرعشه تذيد’
غمزهُ «هشام» بذراعهُ’فتنهد بجفاء. أما «غوايش» فبدأت بالسير أمامهم بطريقه بذيئه تظهر تضاريسها’
اتفضلوا معايا على أوضة الضيوف مع إنكم صحاب بيت”
بما إننا صحاب بيت فندخل على أوضة النوم على طول’
التفتت له بتساؤل ذو بسمه”
الباشا بيقول إيه”
تدخل «هشام» بجديه”
متاخديش في بالك «جواد باشا» بيحب يهزر”
طب على ما يخلص هزار هروح أجيبلكم حاجه تبلوا بيها ريقكم عشان شكلكم عطشان أوي”
بدأت بالسير بذات الطريقه’فنظر «هشام» إلى ابن عمهُ يعاتبهُ”
إيه اللي قولته دا ميصحش كدا الست تقول علينا إيه”
لوي فمهُ ببسمه ساخره”
ست مين ياعم«هشام» يابنى الوليه دي نيتها مش، سالكه مش شايفها ماشيه تترقص قدامنا إزاي’إسمع منى الصنف دا بيمر عليا منُه كتير في القسم دي عايزه يافطه تتكتب على ضهرها مكتوب فيها شغاله طول اليوم’
بس يا «جواد» قفل علي السيره دي خلينا ندخل نستناها جوه على ما تجيب المشروب”
إنت مجنون يا «هشام» عاوز تتجوز واحده أتربة علي أيد رقاصه’و’مش أي رقاصه دي «غوايش»
تنهد الأخر بجدية ”
البنت عجبانى’و’الست«غوايش» ربنا يصلح حالها
مش بقولك نيتها مش سالكه قابل بقي جيبالك مُنكر ياعم الشيخ’
نظر «هشام» الى«غوايش» التى عادت’و’تحمل صينيه فوقها زجاجة «خمر» و’بجوارها ثلاث كُؤوس’
مالكم واقفين كدا ليه إتفضلوا جوه”
قبل ماتفضل جوه فين الحمام”
هتفت ببسمه خليعه”
عندك في الطرقه ديه’
تحرك إتجاه الطرقه’فوجد ثلاث حجر’فدخل إلى أول غرفه’و’أغلق الباب خلفه. و’فتحَ النور’فتفاجئ بذاتهُ يقف بحجره’صغيره’بمنتصفها تخت’تغفوا عليه’أنثى مثل الحوريات’بمنامتها الحريريه’و’شعرها الذهبي الذي يغفوا بجوارها علي الوساده’. فراقت لعينيه كثيراً’فضولهُ جعلهُ يقترب منها’حتى جلس‌َ بجوارها على الفراش’يمرر عينيه عليها يدرس تفاصيلها الصغيره بإغراء’رفعَ يدهُ’و’لمسَ شعرها الذي جعل يدهُ ترتجف بشعوراً لم يسبقه’فإبتعد عنها محاولاً التمالك أمام جمالها الآخاذ لرچلاً يهوي النساء مثلهُ’.و’كاد يتحرك ليذهب لكنهُ وجدها تمسك بيدهُ. فحاول سحبها منها’برفق’لكنهُ ايقظها بحركتهُ’ففتحت عينيها التى إتسعت بخوفً’و’ذادت ضربات قلبها بانفاس متلهفه’و’بدأ جسدها بالإرتجاف’
ـــــــــــــــــــ

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *