روايات

رواية غرامة غدر الفصل السادس عشر 16 بقلم شاهندة

رواية غرامة غدر الفصل السادس عشر 16 بقلم شاهندة

رواية غرامة غدر البارت السادس عشر

رواية غرامة غدر الجزء السادس عشر

غرامة غدر
غرامة غدر

رواية غرامة غدر الحلقة السادسة عشر

__صراع فى القلب__
طرقات على الباب جعلتها تستفيق من أفكارها نظرت إلى طفلها النائم بحنان ثم سمحت للطارق بالدخول ،أصابتها الصدمة وهي تراه يقف أمامها يطالعها بثبات حانت منه نظرة إلى الصبي يطمأن عليه بعينيه ثم عاد إليها بنظراته،نهضت تتقدم منه بهدوء قبل أن تقف أمامه قائلة ببرود:
-خير يااكرم بيه،لسة فيه كلام تانى مقلتوش وجاي تقولهولى وتحرق بيه دمي.
طالع (أكرم)ملامحها المرهقة بقلب أشفق عليها رغم كل شيء،ليقول بهدوء:
-أنا جاي آخدك انتِ وتيام على البيت.
طالعته بصدمة فأردف قائلا:
-الدكتور سمحله بالخروج ولازم يرجع يرتاح فى بيته.
قالت بمرارة:
-وهو فين البيت ده؟ماإتحرق خلاص.
قال(أكرم):
-أمرت العمال يجددوه ويرجعوه أحسن من الأول،ولحد ما ده يحصل هتسكنى فى بيت المزرعة.
طالعته تلك المرة بصدمة أكبر ثم مالبثت أن تمالكت نفسها وهي تقول:
-بيت المزرعة؟!مش ده البيت اللى حرمته علينا؟!اشمعنى دلوقتى هتسمحلنا نسكن فيه؟
أشار ل(تيام)قائلا:
-عشانه هو..رغم انه ابنك وابنه بس مقدرتش أكرهه،الولد ذكى ومحترم مطلعش شبه حد فيكم الحمد لله وده خلانى غصب عنى أحبه وأحترمه ومش هرضى أبدا انه فى حالته دى يتبهدل أو يرجع للكوخ قبل ماأخليه مناسب ليه،ماهو ملوش ذنب فى انك أمه وانا مبقيتش قادر أعامله زيك..انتِ تستاهلى لكن هو مهما كان طفل بريئ ملوش ذنب.
ظهر الحزن بعينيها وتألقت بدموع لم تغادر مقلتيها قبل ان تطرق برأسها ،ليإنّ قلبه ويضعف لمرأى ضعفها هذا…
مجددا يجرحها رغم أنه رآها الآن فى أضعف حالاتها،مجددا يقسوا عليها بكلماته ويذبحها بحروفه..يدرك أنها تستحق ذلك ولكن قلبه الخائن لم يعد قادرا على أذيتها دون ان يتاذى بدوره …وبشدة.
رفعت إليه عينان خاليتان من الحياة قائلة:
-أنا هرجع بيت المزرعة بس عشان تيام،ويكون فى معلومك ان طاقتى خلاص بتجيب آخرها،وانى كمان بحمد ربنا انك مكنتش نصيبي لان البنى آدم اللى قدامى ده مكنش ينفع يجمعنى بيه قدر،وصدقنى فى لحظة ممكن أقبل بالسجن عشان بس يرحمنى منك.
طالعها بنظرة باردة فبادلته إياها بأخرى حازمة قبل ان تغادر الحجرة ،تاركة اياه مع صغيرها فتصدعت واجهته الباردة وهو يطالع الصبي بنظرة حنان امتزجت بألم.
_______________
غادر السيارة فغادرتها بدورها ،وجدته يفتح الباب ل(تيام)الذى ظهر عليه الضعف ثم يحمله رغم اعتراض الصغير ،فقال(أكرم):
-انت لسة تعبان ،متقلقش مش هوقعك.
صمت الصبي وهو يطالع (اكرم)بحيرة،لتسكن حركته بينما يتقدم (اكرم)حاملا إياه ومتجاهلا تلك التى تبعته بقلب يتمزق من مشاعر ثارت فى نفسها ولم تستطع حجم لجامها،وما ان دلفا الى المنزل حتى تقدمت منه (هند )التى كانت تنتظره قائلة بصوت ظهر به الحنق:
-كنت فين يااكرم؟انا مستنياك من بدرى.
تجاهلت (قمر)كلية مما أثار استنكار الاخيرة،ولكنها لم تعقب بينما قال(اكرم):
-زي ماانتِ شايفة تيام تعبان وكنت بجيبه من المستشفى،عن اذنك دقايق وهكون معاكِ..يلا ياقمر.
رمقتها (هند)شزرا ،بينما تجاهلتها (قمر)وهي تسرع خلفه تشعر بقلبها تمزقه مشاعر ظنت أنها اندثرت منذ زمن ولكنها عادت للحياة بعودته لتعصف بها الغيرة وهي تدرك جيدا ان تلك الصغيرة تبغى (أكرم)بكل جوارحها،كانت كذلك فى الماضى ويبدو أنها مازالت.
_________________
وضع (اكرم)(تيام)فى سريره بحرص،ثم اعتدل قائلا ببرود:
-انتِ النهاردة أجازة،خدى بالك منه واديله دواه فى مواعيده ،وانا هخلى سعاد تعملكم حاجة تاكلوها..مفهوم؟
لم تجبه ولم ينتظر هو منها اجابة وهو يطالع الصغير بنظرة أخيرة حانية قبل ان يبتعد مغادرا بهدوء،تتابعه بعينيها قبل ان تنظر لصغيرها الذى قال فى حيرة:
-هو عمه اكرم تعبان ياماما؟
طالعته قائلة بدهشة:
-لا ياحبيبى ،بتسأل ليه؟!
هز الصغير كتفيه قائلا:
-أصله بيعاملنى كويس قوى مش فاهم ليه؟
تقدمت منه تجلس بجواره على السرير قائلة بحنان:
-أكيد عشان بيحبك.
قال فى حيرة:
-فجأة كدة،ده مكنش بيطيقنى!
ربتت على يده قائلة بحنان:
-ده عشان فى الأول مكنش يعرفك،بس أكيد لما عرفك حبك.
قال (تيام)بعدم اقتناع:
-يمكن،قوليلى ياماما احنا هنفضل هنا لحد امتى؟
قالت(قمر):
-لحد مايوضبوا الكوخ ياحبيبى،أسبوع بالكتير.
صمت للحظات قبل ان يقول (تيام)بفضول:
-هي طنط هند تعرف عمه أكرم منين؟
هذا ماكانت تخشاه،أن يثير فضول الطفل ماض لا تود الخوض فيه لتقول بإقتضاب:
-مش عارفة،انا هجيبلك لقمة تاكلها عشان تاخد الدوا وتنام.
هز راسه بينما غادرت هي وفى عقلها تصارعت الذكريات لتعيد لها مشاعر وصور ودت لو نحتها بعيدا عنها ولكنها فرضت نفسها عليها لتمر بمخيلتها وتغمرها بالحنين…..والغضب.
____________
صُعقت حين رات تلك الفتاة ذات الأربعة عشر ربيعاً تُمسك بمقص فى يدها وبجوارها استقر فستان عيد ميلاد (قمر)ممزقا فقالت الاخيرة بصدمة:
-انتِ ليه قطعتى الفستان بالشكل ده ياهند؟
قالت(هند)بحنق:
-عشان الفستان حلو وعليكِ هيبقى أحلى وهيحبك اكتر.
قالت(قمر)بدهشة:
-هو مين ده؟
قالت(هند)بإنفعال:
-أكرم،اكرم اللى مش شايف غيرك انتِ مع انى بحبه أكتر منك.
كانت مصدومة من كلمات الصغيرة ولكنها حاولت تمالك نفسها وإستيعاب مشاعرها قائلة بهدوء:
-انتِ لسة صغيرة ياهند….
قاطعتها الفتاة قائلة بغضب:
-أنا مش صغيرة وعندى ١٤ سنة،اللى زيي فى بلدنا متجوزين وعندهم عيال كمان.
قبل ان تقول شيئا وجدت نقرات على نافذتها تعرف صاحبها بالطبع،أسرعت إلى النافذة تفتحها فوجدته أمامها يبتسم قائلا بحب:
-كل سنة وانتِ طيبة ياقمري.
ابتسمت بخجل قائلة :
-وانت طيب ياأكرم.
ابتسم يهز رأسه ل(هند) محيياً فهزت رأسها بدورها..ليسحب(قمر)من يدها بعفوية قائلا:
-تعالى معايا هوريكى هديتك.
استدارت لتنظر إلى (هند)التى طالعتهما بحسرة قبل ان تغادر الحجرة بخطوات غاضبة،بينما قال (أكرم)فى حيرة :
-هى هند مالها؟
هزت (قمر)كتفيها قائلة:
-مش عارفة.
لتحاول ان تصرف إنتباهه عنها قائلة بعيون تلمع:
-قوللى بقى جبتلى إيه؟
إبتسم وهو يقول:
-مش هينفع أقولك،انا هوريكى الهدية على الطبيعة..تعالى.
اعتلت نافذتها ليلتقطها بين يديه قبل أن ينزلها ارضا وقد غمرت وجهها حمرة الخجل بينما غمر ملامحه العشق قبل ان يتجه بها إلى مكان قريب من كوخه يحتفظ فيه بجواده ويده تتشابك مع يدها،يمنحها (شبل)ذلك المهر الصغير لجواده(رعد)،الذى قتله (حاتم)بعد ذلك حقدا وكعادة (حاتم)كان يفلت دائما من العقاب.
أفاقت من أفكارها حين مرت على الردهة ووجدتها هناك تمسك بيديه قائلة:
-بس انا بحبك انت ياأكرم،وصدقنى محدش هيحبك قدى ولا هيقدر يسعدك زيي.
كادت أن تسرع وذلك المشهد يغصّ قلبها بقوة ولكن كلمات (أكرم)أوقفتها وهو ينزع يده من يدها قائلا:
-وانا قلتلك ان مشاعرى متعلقة بواحدة تانية وقلتلك كمان انى مش ممكن ارتبط بيكِ..فوقى يابنت الناس من وهمك وحاولى ترتبطى باابن عمك صدقينى هو أولى بيكِ منى.
طالعته بحنق قبل أن تلمح (قمر)التى اعتلى وجهها الألم،فلانت ملامحها قائلة بإبتسامة منتصرة:
-أنا همشى دلوقتى بس راجعة تانى وهفضل وراك لحد ماتقتنع انى بحبك وانك كمان بتحبنى أنا،لإنى واثقة ان الوهم هو حبك للتانية دى عشان انا اصغر واحلى منها وبحبك كمان أكتر منها.
ثم استدارت مغادرة..زفر (أكرم)بقوة وإستدار ليراها تقف هناك.. تغشى عيونها الدموع قبل أن تسير متجهة إلى المطبخ،عقد حاجبيه وقد أدرك انها استمعت إلى حديثه مع(هند).
ما أثار تساؤله حقا هو سبب تلك الدموع،هل هي ندم على فرصة أضاعتها من يدها قديما ؟أم غيرة؟أم حزن لكبريائها الذى أضاعته (هند)بتلميحاتها؟الاحتمالات كثيرة لا حصر لها وهو حقا لايستطيع ترجيح أحد تلك الاحتمالات كإجابة لتساؤله..ولكنه بالتأكيد يود لو يعرف

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غرامة غدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *