روايات

رواية الصندوق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الثامن والثلاثون

رواية الصندوق الجزء الثامن والثلاثون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الثامنة والثلاثون

#دماء
تعجبت ريم مما فعله يوسف و لكنها كظمت انفعالها أمام حارس العقار ثم أخذت التابلو و الظرف و ذهبت للداخل، فتحت الباب و أضاءت المرسم ثم مزقت الورق المغطي للوحة بعصبية و إنفعال، وضعتها علي ستاند الرسم ثم جلست أمامها و قالت و كأنها تُحدث يوسف : بترجع اللوحة اللي اخدت يومين برسمها !! دا أنت ما صدقت بقي .. لا فكرت تيجي و لا تعتذر و لا تتفاهم … فكرت بس ترجع اللوحة ..
نظرت شزراً للوحة و أكملت قائلة : تصدق انت متستاهلش الشغل اللي معمول ده و لا التفاصيل دي كلها . استني عليا ..
أمسكت بقلم لونة أسود ذو خط عريض ثم شوهت منظر اللوحة بخطوط و دوائر عشوائية ثم أمسكت الظرف و فتحت الرسالة و علي الوجه الاخر للورقة كتبت رسالة سريعة زيلتها بإسمها : ريم !!
خرجت من المرسم و معها اللوحة مغطاة مجدداً و ذهبت نحو شقة يوسف، سألت حارس العقار : هل أ/ يوسف في شقته فقال نعم ..
صعدت السلم و وضعت اللوحة و الظرف معلق ع أحد جوانبها و ضغطت علي الجرس ثم صعدت للسلم و اختبأت في حركة بهلوانية مضحكة، نظرت بعين واحدة من فوق و رأته يفتح و يأخذ ما وُضِع ثم يغلق الباب فابتسمت و نزلت السلم حتي وصلت للأسفل و غادرت المكان ..
ظن يوسف في البداية انها ردت له اللوحة لكنه تفاجئ عندما فتحها فوجد وجهه تكسوه العلامات الدائرية السوداء التي اخفت ملامحه بشكل كبير!!
فتح الظرف ليقرأ ما كتبته : أ/ يوسف .. أعتقد اللوحة كده بقت أحلي !! ثم رأي توقيعها في الأسفل ..
لم يستطع سوي أن يضحك علي ما فعلته فهي حقاً تملك قلب طفلة و تتصرف بعفوية طيلة الوقت..
دخل علاء فوجده يضحك و اللوحة أمامه فاقترب ليري ماذا يجري و عندما رأي ما حل باللوحة سأله : ايه ده ؟!
فأعطاه يوسف الورقة و أشار علي ما كتبته ريم ف علت قهقهات علاء و ضحكاته لدقيقتين متواصلتين بلا توقف و انتقلت عدوي الضحك ل يوسف فأصبحا الاثنان يقهقهان بصوتٍ عالِ حتي سمعا صوت دق جرس الباب فقال علاء : دي أكيد هادمة اللذات .. هبة !!
يوسف : نفسي أفهم هي مراقبانا و لا ايه ؟!
قال علاء وسط صوت دق الجرس المتكرر: تلاقيها هتموت و تعرف بنضحك ع ايه .. مناخيرها اللي محشورة في كل حاجه دي عاوز أقصها
نهض يوسف ليفتح و قال : ربنا يهديها
فتح يوسف الباب فوجد هبة تقف أمامه مبتسمة ثم اندفعت للداخل خطوتين و قالت : أنا كنت خارجة فسمعت صوت الضحك و الكركرة قولت أفرح مع جيراني .. خير يا رب ؟!!
نظر يوسف و علاء لبعضهما ثم قال علاء : اصل فيه واحد صاحبنا بيعز يوسف اوووووي فرسم له تابلو و بعدين اتخانقوا مع بعض ف بوظ التابلو .. بصي كده
ذهبت هبة نحو اللوحة و نظرت ثم ضحكت قليلا و قالت ليوسف : و ده صاحبك و لا صاحبتك بقي ؟!
اختفت الابتسامة من وجه يوسف و قال : نعم ؟!
هبة: لا أصل ده شغل بنات و ستات .. مش عاوزة نباهة يعني
علاء : انتي فعلا لماحة يا أخت هبة
هبة بفتور: اخت !! طيب ا يوسف و شكله مرتبط و انت بقي يا دكتور فيه حد رسمك و لا لسه ؟!
علاء : أنا مش عاوز حد يرسمني من أساسه .. كده حلو اوووي
هبة : بس شوف يا أ يوسف .. البنت دي متغاظة منك آه بس عاوزة تستفزك و ده معناه أن الموضوع لسه منتهاش او هي مش عاوزاه ينتهي
علاء : الله عليكي يا مدام هبة يا مدرسة .. تقترحي عليه يعمل ايه بقي ؟!
هبة : طب مش لما أفهم اختلفوا علي ايه الأول ؟!
علاء : هو سوء فهم مش أكتر..
نظرت له هبة بمعني لم أفهم فاستطرد قائلاً : بصي .. هي افتكرت انه بيغلط فيها او ف حد يخصها .. حاجه شبه كده يعني
هبة : ممممم و انت موضحتش ولا ايه يا أ يوسف ؟!
يوسف بتردد : حاولت .. بس هي كانت منفعلة مسمعتنيش اصلا
هبة : طيب انا هقولك ع فكرة و إن شاء الله هتحل الموضوع
علاء بحماس: فكرة ايه ؟!
هبة: هدية .. شوف هدية حلوة و مناسبة لشخصيتها و روح قدمهالها .. هتنبسط جدا و هتديك فرصة للتفاهم .. واضح من تصرفها انها مش عاوزة الموضوع يخلص و بتحبك
نظر علاء ل اللوحة المشوهة و قال بضحك : جداااااا
نظر يوسف لاقتراحها باهتمام و لم يعلق فقالت هبة : هروح انا بقي لمشواري .. ابقي طمني .. سلام
علاء : مع السلامة …
________________بقلم elham abdoo
بعد مغادرتها سأله يوسف : هو فعلا كلام هبة ده ممكن يكون صح ؟
علاء : بصراحة انا كنت لسه هقولك كده .. هي رجعت اللوحة و شخبطت عليها عشان متغاظة منك و عاوزة تغيظك زي م انت عملت .. يمكن توقعت حاجه مختلفة
ابتسم يوسف و قال : طب اعمل ايه ؟؟
علاء: اعمل زي م قالتلك هبة .. هدية
يوسف : طب اجيب ايه ؟؟ فكر معايا كده
علاء : مش عارف .. حسب شخصيتها .. من معرفتك بيها تتوقع هي ممكن تحب ايه ؟؟
يوسف : ممكن نجيب حاجه عليها اجماع من كل البنات .. شيكولاته مثلاً
علاء بغير تحمس : بس دي تقليدية جدااا .. عاوزين حاجة مؤثرة خاصة بيها
يوسف : هي مدمنة شاي .. اجبلها شاي هههههه
علاء بتهكم : آه.. هتلها ربع عروسة .. ياخي هتشلني !!
يوسف و قد لمعت عينيه : بس … عرفت هجيب ايه .. حاجه مناسبة و مختلفة
علاء بتشوق : ايه هي ؟؟
يوسف : هتعرف
____________بقلم elham abdoo
ذهبت ريم بعد انتهاء مواعيد عمل المرسم إلي شقة صديقتها ياسمين و روت لها ما حدث مساء اليوم فأصاب ياسمين ما أصاب يوسف و علاء من ضحك و قهقهة مرتفعة ثم قالت لها
: يخرب عقلك .. أنتي بجد مجنونة .. ازاي عملتي كده ؟!!
ريم : م هو اللي استفزني الأول .. قال ايه ملهاش لازمة الذكريات !!
استمرت ياسمين في الضحك و قالت : اديكي دشملتي الذكريات خالص اهو .. ارتحتي ؟!
فردت ريم يديها للأمام و شبكت أصابعها ببعضهما و قالت : آه.. ارتحت اوووووي .. ده تصرفاته هو اللي مستفزة .. ده بدل م يعتذر و يصلح اللي عمله ؟!! بيرجع اللوحة
ياسمين : طب م هو انتي اللي قولتيله مش عاوزة اعرفك تاني و كمان مقبلتيش تتناقشي معاه و مشيتي !!
انفعلت ريم و قالت : و افرضي .. يحاول تاني و لا هو بيتلكك يعني
ياسمين بابتسامة : طب و تفتكري رد فعله هيكون ايه ؟!
ابتسمت ريم ثم ربعت يديها أمامها و قالت : مش عارفة .. المهم أني ضايقته و خلاص
ياسمين: ده لو كان اتضايق اصلا ..
ريم : يعني ايه ؟؟
ياسمين: يعني الكورة دلوقتي ف ملعبه لما نشوف هيعمل ايه ؟!
شردت ريم بعد تلك الجملة في محاولة لتخيل ماذا سيحدث !!
_________________بقلم elham abdoo
في مساء اليوم التالي أحضر يوسف الهدية ووضع معها ملاحظة صغيرة و أرسلها مع حارس العقار و انتظر في الأسفل، تسلمت ريم الهدية بشغف و أغلقت الباب ثم فتحتها علي الفور فوجدت مجموعة الوان و فرش و مجموعة أقلام رسم، ابتسمت ثم نظرت للملاحظة فقرأت التالي ” ربما تساعدك تلك الأدوات في رسم واحدة جديدة لي بدل التي أتلفتها … يوسف ” ..
أعجبتها المفاجأة و الهدية و بالأكثر الملاحظة و قبل أن تفكر فيما ستفعل وصلتها رسالة علي هاتفها ففتحتها لتجده يقول : هل يمكنني أن آت ؟؟
ردت علي الفور و كتبت : نعم .. يمكنك !!
ابتسم يوسف بعدما تأكد أن هديته أعطت تأثيرها المرجو ثم ذهب علي الفور تجاه المرسم ..
عندما فتحت له مرت دقيقتين من الصمت بينهما ربما كانا يتأملان بعضهما أو كلاً منهما يتوقع بدء الثاني بالكلام و في النهاية تحدثت ريم بعفويتها المعتادة و قالت : اتفضل يا فندم !!
أفسحت له ليدخل و عندما جلس قالت له : شاي معايا و لا قهوة ؟!
يوسف بابتسامة : شاي معاكي ..
دخلت ريم لتعد الشاي بينما تجول يوسف بعينيه في المكان ليري ما جد عليه من لوحات رسمتها يد الفنانة الماهرة ..
أعطته الشاي و جلست علي كرسي مقابل له فقال : بصي .. انا جاي عشان نحل سوء التفاهم اللي حصل
ريم : و انا أفضل بلاش نفتح الموضوع ده تاني علشان منضايقش من بعض
يوسف : أنا مش معاكي .. انك تغطي ع حاجه مصايقاكي ف ده هيسيب جواكي تراكمات فالأفضل ننضف الجرح و نقفل علي نضافة
ضحكت ريم و قالت : أنت متأثر بعلاء و لا ايه .. كلام دكاترة ده خلي بالك
ابتسم يوسف و قال : يمكن …
أخرج يوسف الكتاب من حقيبته ثم قال : بصي الكتاب ده عمره حوالي ١٥٠ سنة يعني تاريخ .. بيحكي عن ناس عاشوا ف أواخر القرن ال ١٩ و أوائل القرن العشرين .. و كلنا فينا الخير و الشر .. صح ؟!
ريم بجدية : مظبوط .. زي جد جدي اللي قولت عليه .. بس ده كان شر بس في قصتك صح ؟!
يوسف : يا ستي اصبري عليا .. زي م جد جدك كان مش أحسن حاجه ف جدة جدك بسمة كانت ست بلسم كده .. طيبة و روح حلوة و بشرة سمرا بلون طمي النيل ف دي ست عظيمة .. مش يمكن ف نهاية الرواية يكون عزيز جد جدك اتغير و عشان كده اتجوزوا ؟!!
ريم : جايز .. بس ثانية .. هو جدتي الكبيرة بسمة هي نفس الست اللي كانت في الصورة مع جدي و هو طفل ؟!
يوسف : بالظبط
ريم : كان نفسي ادقق ف شكلها بس الصورة مكانتش واضحة اووي .. انا ممكن أرممها و اهو أشوف شكل جدة جدي الطيبة الكيوت دي
نظر يوسف لعينيها بحب و قال : صدقيني من قرايتي للرواية حاسس كده انك اخذتي منها الطيبة و العفوية و الروح المسالمة لكن الشكل طبعا لا
ريم : و الرسم ؟؟ .. انت قولتلي ف دار المحفوظات اني ممكن اكون خدته من عمتي الأميرة .. صح ؟!
يوسف: صح .. الأميرة كاريمان .. علي فكرة ليها صورة جوة الكتاب و معظم الشخصيات ليهم صور
ريم : شوفتهم ساعة م جبتلي الكتاب اول مرة بس بصراحة مكنتش مقتنعة بالرواية و حقيقتها عشان كده شوفتهم بسرعة كده و مهتمتش اقرأ الرواية و لا اعرف بتحكي عن ايه
يوسف : و دلوقتي ؟!
ريم : دلوقتي جاتني فكرة حلوة اووي
يوسف : هي ايه ؟؟
ريم : عاوزة اصور الصور اللي ف الكتاب بالموبايل و اعمل ليهم تابلوهات و كمان أضيف صورة دار المحفوظات اللي رسمتها هناك و صورة ليك و اعملها ف شكل حكاية و يبقي ليها معرض خاص .. يمكن تجيب معايا و اتشهر .. موافق ؟!
يوسف بقلق : بصي .. خديهم علي فوونك عادي و ابتدي فيهم علي م اكون خلصت الرواية و عرفت آخرها و مين اللي كتبها و مصير الناس اللي فيها و بعدين اقرر هعمل ايه .. تمام ؟؟
ريم : ماشي..انا عندي فكرة ليك انت كمان .. ليه متنشرش الرواية دي في شكل أعداد للمجلة اللي انت شغال فيها زي سلسلة كده و تستفيد و يمكن انت كمان تتشهر و مستقبلك يتغير!!
يوسف: فكرة حلوة اوووي بس الاول لازم اقرأ الرواية لنهايتها و ارتاح
ريم : ماشي يا عم .. علي راحتك .. المهم تحكيلي ف الاخر هل جدو العظيم تاب و لا اتجوز تيته تحت تهديد السلاح؟!!
ابتسم يوسف و قال : حاضر .. من عنيا .. صوري بقي اللي عايزاه كله من الكتاب عشان أنا همشي .. و هجيلك قريب عشان اشوف العظمة اللي هتتعمل
ريم : تنورني طبعا
__________بقلم elham abdoo
عاد يوسف لشقته ليلاً فوجد علاء تناول وجبة عشائه ثم خلد للنوم باكراً، أراد أن يحّدث صديقه عما حدث و يسهب في شرح الموضوع لأنه يسعده و لكن لا بأس فغداً ليس ببعيد ..
اخرج الكتاب من حقيبته ثم جلس يتفحصه كعادته، يا لها من صدفة جمعته بكتاب لأناس لا يعرفهم عاشوا مما يقرب من قرن و نصف قرن من الزمان و الآن هو علي مشارف قصة حب مع حفيدتهم .. أليس غريباً ما يحدث!!
مرر الصفحات بين أصابع يده حتي وصل للصفحة التي توقف عندها ليكمل كالتالي
عندما أعلن سالم رفضه للدعوة شعرت كاريمان بأن مجيئها اليه كان خطئاً كبيراً قادتها إليه عواطفها، ابتلعت ريقها بصعوبة لتبتلع كلماته الثقيلة التي قالها للتو ثم استدارت و ملأت عينيها الدموع و لكنها تجمدت هناك و كأنها أخذت أمراً مباشراً بألا تنساب علي خديها، ذهبت دون كلمة واحدة و خرجت من الباب و عيناه تلاحقاها حتي أنه خرج خلفها و ظل ينظر له اثناء صعودها لعربتها و جذبها لزمام الخيل حتي تأمرهما بالسير، بعد أن اختفت من أمامه تماماً دخل إلي الداخل و اوهم نفسه بأنه سيكمل وجبته بشكل طبيعي لكنه ما لبث أن جلس حتي سيطر ضيقه عليه و جعله يقوم منتصباً بانفعال، شعر انه عاملها بجفاء و قسوة و قلل من احترامها و من جانب آخر تذكر خطابها الأخير و رفضها المتكرر له فشعر أنه ما فعله كان قليلاً !! ظل هكذا حائراً يمشي جيئةً و ذهاباً في ردهة المنزل حتي جاءه رياض ليذهبا لبيع محصول القطن لسلطات الانجليز ..
___________بقلم elham abdoo
بعدما قرأت فاتن خطاب عزيز، حاولت تغيير ميعاد محاولتها لدخول القبو، في تلك الليلة انتظرت حتي اقترب الوقت من منتصف الليل حيث الجميع نائم و الظلام يغطي كافة الأماكن، علي ضوء شمعة صغيرة ذهبت لغرفة خالتها و نجحت في سحب مفتاح القبو المميز من مجموعة المفاتيح التي لم تكن تفارق ثياب حفيظة حتي في ساعات النوم!!
خرجت نحو القبو و كادت أن تسقط عدة مرات بسبب الظلام فضوء الشمعة خافت و لا تري منه جيداً، هبطت السلم ففوجئت بذلك الرجل الغير معقول ينام بجوار باب القبو، صُدمت لأنه أفشل لها محاولتها بعد كثير من الجهد!! عادت سريعاً لغرفتها قبل أن يستيقظ و يصبح موقفها حرجاً جداً ..
ثم فكرت ماذا ستفعل الآن و خاصةً أن عزيز يريد ذلك المال الأمس و ليس اليوم !!
قررت بعدها مشاركته في المشكلة عله يجد حلاً فوضعت الشمعه بجوار مكتبها الصغير و كتبت رسالة لعزيز قائلة :
” عزيزي / عزيز .. لعلك بخير و بصحة جيدة دوماً .. المشكلة تتعقد و ذلك الطائر الحارس يجعل الوصول مستحيل فهل تعرف حلاً لمثل هذا اللغز ؟!! أرجو مساعدتي !!”
_______________بقلم elham abdoo
في صباح اليوم الجديد رأي منصور بك أن حال كاريمان ليس جيداً بل و قد ساء أكثر منذ أمس فسألها
منصور بك : ابنتي .. ماذا بكِ؟! اراكِ معكرة مذ أتيتِ لهنا ؟! افضِ لي بما داخلك ؟!
كاريمان بفتور : لا عليك يا أبي .. أمور توترني قليلا و لكنني سأتجاوزها
منصور بك : هل ذلك الطبيب مرة أخري ؟!!
كاريمان : قطعاً لا .. لم يعد أمره يهمني حتي !!
منصور بك : إذن ماذا ؟!
كاريمان : ربما يوترني اقتراب افتتاح المشفي الجديد.. اترقب بلهفة بدأ العمل به و نجاحه بخدمة اهل البلدة هناك
ابتسم منصور بك و قال : بإذن الله سينجح فهو مكان سيخدم الناس و الله سيوفقكم ان شاء .. صحيح .. سمعت كلاماً غريباً أمس من احد معارفي عن مشروع سالم الجديد الذي كان شغوفاً جداً له .. هل تراجع عنه ؟!!
كاريمان بتعجب : لماذا سيتراجع؟! ماذا حدث ؟!
منصور بك : يقولون ان الانجليز هم من سينشأؤون المصنع و انه سيبيع لهم القطن الذي اشتراه من حفيظة هانم آنذاك !!
دُهشت كاريمان و قالت : ماذا ؟!! كان هذا حلمه ؟!! هل برأيك ضغط عليه الانجليز و اجبروه؟!
منصور بك : وارد بالطبع !!
كاريمان : اذن لماذا يبقي هنا و لماذا سافر إلي القاهرة مع صديقه .. إلي ماذا يخطط يا تري ؟!!
منصور بك : أري انكِ متابعة جيدة له !!
قالت كاريمان بتوتر مستتر ظهر علي لغة جسدها من صوت متهدج و ضم للارجل و تعشيق أصابع اليدين ببعضهما : نعم .. هذا ما تتطلبه المصالح !!
منصور بك : ربما يبحث عن حل بديل .. من يدري ؟!
كاريمان : ذلك العنيد !! سيظل يصر و يصر و يدخل في الاخطار لأجل تحقيق ما برأسه
منصور بك : تعسف الانجليز السافر يدفع المرء للجنون .. علي كلٍ، هو كفيل بحل مشكلاته بنفسه
كاريمان : متي سنسافر لأسوان فحفل الافتتاح قد أصبح وشيكا
منصور بك : بعد غد سيكون مناسباً لان ثريا و زوجها سينهون ارتباطاتهم و أنا أيضاً سأنهي ما هو ضروري و مستعجل لدي
كاريمان بشرود بسبب ما سمعته عن سالم : تمام .. متفقين ..
__________بقلم elham abdoo
عندما وصل خطاب فاتن لعزيز أدرك أنه بحاجه للسفر إليها لاتمام المهمة بالرغم من أهمية بقاءه في مكانه لمتابعة ما قد يصل إليه ذلك المحقق، انزعج و لكن فاتن لن تنجح في الأمر بمفردها و لذا جهز كل شئ سريعاً و غادر ..
_________بقلم elham abdoo
أما إيفان فعاد لمتابعة كل شئ في المشفي بشكلٍ دقيق و أعد لاجتماع يضم كل الفريق الطبي الذي سيعمل في المشفي الجديد سواءً الجدد أو القدامي من العاملين بالمبرة القديمة..
شعرت بسمة بالحماس للبدء في ذلك المكان في وجود إيفان خاصةً لأنه أعطاها أهمية و مكانة خاصة و في كل يوم يقابلها كان يسألها عن حالها و يتابعها بشكل جيد فأعطاها من جديد شعور الاطمئنان بأنه هناك شخص يهتم بها و يرعاها كما كان سالم يفعل من قبل لكنه انسحب من حياتها في اليوم الذي أعلنت فيه التمرد و الإضراب!!
رمقتهما عيني سيمون و هي تراهما متجاورين في الجلوس و متواصلين في النظرات و متفقين في أغلب النقاط و الحلول فقالت في نفسها : ما عسي أن تكون عاقبة ذلك التناغم !!
بعد انتهاء الاجتماع أعلن للجميع أنه سيعد لهم حفلا خاصاً بمناسبة البدء معاً كفريق طبي للمشفي، فكر في ذلك لتقوية الرابط بينه و بينهم بصفته سيتولي مسئولية الإدارة الطبية للمكان
قال لجميعهم : الجميع مدعوون في منزلي مساء اليوم علي حفل بسيط و سأعد لكم بنفسي نوعاً لذيذاً من الحلوي الفرنسية لنجلس و نتناوله كبداية جديدة لنا معاً .. لا يتغيب أحد من فضلكم ..
انصرف الجميع و عند استعداد بسمة للانصراف ناداها قائلا
إيفان: انتظري يا حضرة التمرجية الجديدة بسمة
استدارت بسمة و التفتت له قائلة : نعم أيها الطبيب و الشيف الماهر!!
إيفان مبتسماً : هل لكِ خبرة بالطهي ؟!
بسمة : نعم .. و لكن ليس بالحلوي الفرنسية !
إيفان: أود مساعدتك معي في تلك الحلوي فهل تمانعين ؟!
بسمة : بالطبع لا و لكن … ماذا سأفعل ؟!
إيفان: هناك الكثير من الخطوات لتفعليها
بسمة : متي ينبغي أن آتِ؟!!
إيفان: الآن.. سنذهب لتسوق المكونات ثم نبدأ العمل علي الفور لأن تلك الوصفة توضع جانبا لتبرد بعد اعدادها .. هيا فأمامنا المزيد من العمل ..
___________ بقلم elham abdoo
في منزل سالم و مع وقت العصر وصل المهندس صلاح و رفاقه ممن سيشاركون في تنفيذ التفجيرين و كان سالم و رياض بانتظارهما، أقبلوا تباعاً و ليس دفعةً واحدة كي يتجنبوا لفت الأنظار، أحضر صلاح الذخيرة و الأسلحة و القنابل في ثلاث حقائب منفصلة، تم إخفاء كل صندوق في حقيبة سفر كبيرة امتلئت بالملابس و لعب الأطفال و غيرها من الأغراض، حمل صلاح حقيبة من الثلاث بصحبة زوجته السيدة كوثر و طفليه لكي يظهر كل شئ طبيعياً و كذلك كان الأمر في الحقيبتين الأخريتين، لم يدقق الجنود الانجليز في الحقائب كثيراً لأن المنصورة لم تشهد أي أعمال عدائية ضد جيشهم من قبل بل كانت القاهرة دائما هي مسرح للعمليات ..
بعد وصولهم جميعاً سالمين قاموا بتفريغ الصناديق من الحقائب ثم أعدوا العربات التي ستعيد زوجاتهم و أطفالهم بشكل منفصل و في مواعيد مختلفة و عبر طرق مغايرة حتي لا تثير الانتباه أو الشكوك..
حدد المهندس صلاح مع سالم و رياض بعد غد ليكون موعد تنفيذ العمليات و احتفظ لنفسه بساعة الصفر !!
الحماس كان كبيراً و الانتظار أصبح صعباً منذ ذلك الوقت و حتي اللحظة المنشودة !!
_________بقلم elham abdoo
في منزل ايفان دخل الاثنان للمطبخ و بدأ ايفان في تفريغ محتويات المشتريات، ارتدي كلُ منهما مريول المطبخ ثم طلب من بسمة أن تقوم بغسل البيض جيداً و تضعه في سل ثم أخرج هو مقلاه وضع بها مقدار مناسب من السكر ليصنع منه الكراميل ..
بعدما أنهت بسمة غسل البيض طلب منها غسل الفاكهة و تقطيعها لمكعبات لتوضع جانب الطبق ..
انهمك ايفان في خفق البيض مع السكر حتي تعبت يداه فابتسمت بسمة و أخذت منه الملعقة التي كان يستخدمها وواصلت الخفق حتي وصل الخليط للقوام المضبوط ..
وضع قدر قليل من الكراميل في كل إناء من الأواني الخزفية الصغيرة التي يكفي كل واحد منها لفرد واحد و بعد ذلك اضاف من الخليط المخفوق في كل منها ثم بدأ في إشعال الحطب في الفرن ليضع كل تلك الأواني بداخلها..
نظر خلال إشعاله النار لبسمة التي نظرت للأواني المعدة بإعجاب و ابتسم لبساطتها التي تجعلها سعيدة و فخورة بأبسط الأعمال فقال لها : قد أبلينا حسناً يا حضرة التمرجية .. أليس كذلك ؟!
قالت بسعادة : نعم .. لكنني أتساءل عن طعم تلك الحلوي
ايفان : ألم تتذوقينها من قبل أبداً ؟!
بسمة : لا .. ففي قصر الراعي يفضلون الطعام الانجليزي أكثر و لطالما تناولوا الكيك الانجليزي مع الشاي في وقت الغروب
اومأ ايفان برأسه و قال : أشعر أنكِ ستحبين مذاقه كثيراً و لكن إن لم يعجبك فقولي رأيك بصراحة ..
بسمة : سيعجبني .. أنا أشعر بهذا
وضع ايفان الاواني بالفرن و جلس مع بسمة ينتظران تمام النضج ..
بعد مرور ساعة الا ربع تقريباً تم الأمر و خرجت حلوي ” الكريم كراميل ” برائحتها الشهية من الفرن، بعد تغطيتها بقماش نظيف وضعها ايفان في مكان مقابل لتيار الهواء البارد و ساعد الطقس الشتوي في أن تبرد سريعاً دون أن تحتاج وقتاً ..
بدأ أفراد الطاقم الطبي في التوافد و أقبلت سيمون ايضاً بعدما قضت وقتاً طويلا مع السيدة بيلين المكلفة بصنع أزياء العاملين بالمشفى و الملاءات و غيرها من لوازم القماش و الملبوسات ..
رأت بسمة تقف جنباً إلي جنب مع ايفان و كلما قام بقلب إناء من الخزف في طبق التقديم وضعت هي بعض من الفاكهة التي قامت بتقطيعها مسبقاً علي جوانب الطبق، رغم كلام أخيها معها من قبل إلا أنها لازالت لا يرق لها ذلك التناغم فدخلت و وقفت بينهما و اشتركت في تزيين الأطباق بالفاكهة فقال ايفان لبسمة: لنترك سيمون تعد بقية الأطباق و لنذهب نحن لنعد الطاولات في الخارج و نمد عليها ملاءات نظيفة
امتعضت سيمون في صمت و بعد قليل تناول الجميع الكريم كراميل و قد اعجبهم و أثنوا عليه، قال ايفان لبسمة التي جلست بجانبه مباشرةً : هل أعجبك؟
بسمة : نعم .. كثيرا
ايفان : أحقاً ؟!
بسمة : حقاً .. إنه لذيذ .. سلمت يداك
ايفان : و يداكِ أنتي ايضاً فأنتِ ساهمتِ معي في تلك النتيجة المرضية ..
__________بقلم elham abdoo
وصل عزيز مساء اليوم التالي لقصر الراعي و هذا ما استغربته كاريمان كثيراً لانها عندما سافرت لم يعلن عن رغبته في المجئ مطلقاً فسألته : لماذا لم تأتِ معي طالما أردت المجئ؟!
عزيز : لم أكن أخطط لذلك السفر لكنه جاء مفاجئاً بسبب عمل طرأ لي
كاريمان بعدم ثقة : و ماذا يكون ذلك العمل يا تُري؟!!
عزيز : عمل جديد سأبدأ به يتطلب بعض التجهيزات و ستعرفون كل شئ في وقته .. هل اخترتِ احداً لحسابات المشفي ؟!
كاريمان : نعم .. السيد أنور
عزيز : لماذا لم تعودوا اذن ؟!
كاريمان : الجميع هنا لديه ارتباطات عداي انا .. سننطلق علي الطريق غداً بإذن الله .. هل ستعود معنا ؟!
عزيز : سأري فاتن و خالتها أولا و أعرف ظروفهم فهم مدعوون بالطبع !!
كاريمان : ادعهم انت إذا أردت لكنني خارج حساباتك هذه
عزيز بتحدي : ليكن … سأدعوهما بالطبع!!
__________بقلم elham abdoo
غادر عزيز متجهاً لقصر حفيظة هانم و هناك استقبلته السيدة حفيظة و تسائلت عن سبب حضوره المفاجئ :
حفيظة هانم : عزيز .. أهلا و سهلا بزوج ابنتي المستقبلي .. ما بالكم لم تحتملوا فراق بعضكما البعض فجئت خلف فاتن علي الفور بينما هي أخبرتني أنها جاءت لتزيل الشوق ثم ستعود إليك سريعا ؟!!
عزيز : بالطبع .. اعتدنا علي أن نكون قريبين و علي أن نقضي وقتنا معاً لهذا السبب جئت بينما فاتن تخطط للعودة إليَّ !!
جاءت فاتن من الداخل و استقبلته بشوق و حفاوة كبيرين و هنا تركتهما حفيظة هانم و ذهبت لأعمالها فقال عزيز علي الفور : كل هذا الوقت يا فاتن !! الوقت ليس في صالحنا .. ستذهب الفكرة لشخص آخر و سيضيع منا الربح الوفييير
فاتن : ماذا أفعل فقد حاولت كثيراً دون جدوي فشوكت هذا أوفي من كلب بوليسي مدرب، يجلس كل يوم ع الباب لحراسة القبو بشكلٍ عجيب!!
عزيز : اذن يجب ابعاده عن القصر لليلة واحدة حتي يتم الأمر
فاتن : و كيف سيكون ذلك ؟! فهو لا يترك القصر قط الا في الضرورة القصوي
عزيز بمكر : لنصنع له اذن ضرورة قصوي !! هل له أسرة و اولاد ؟!
فاتن : لا و لكن له أخ واحد مودع بقسم الأمراض العصبية بالمبرة
عزيز : لمَ؟!
فاتن : لا أعرف لكنه يذهب لزيارته مرة واحدة شهرياً في صباح اول أحد من كل شهر و يعود بعدها بوقت ليس طويل
عزيز : امممم .. اذن كوني مستعدة للدخول للقبو الليلة فسأفسح لكِ الطريق
فاتن بتعجب: هل ستفعلها ؟!
عزيز : نعم ….
_________بقلم elham abdoo
مع الاعدادات و الترتيبات الأخيرة التي كانت تجري بمنزل سالم مع رفاقه كان عزيز ايضاً ماضٍ في اعداداته لمخططه الغامض !!
ذهب لمبرة المنصورة و أوقف تٌمرجي مر من أمامه و قال : هل لديكم هنا مريض في عقله اسمه عبد البر أيوب
أجاب التمرجي : نعم.. في عنبر الأمراض العصبية .. هل تود زيارته ؟!!
عزيز : لا .. فقط أحببت أن أسأل عن حالته..
التمرجي : هناك علي اليمين العنبر الخاص به .. يمكنك سؤال الطبيب المختص او أحد التمرجية
عزيز : شكرا لك
اتجه نحو العنبر و سأل تمرجي آخر نفس الأسئلة فقال له : هذا مريض هادئ و ليس له سوي أخ واحد يزوره مرة واحدة شهرياً
قال عزيز : معي لك كيس من القطع الذهبية و لكن بمقابل عمل صغير ستسديه لي
نظر التمرجي بقلق : ما هو … سأفعل ما تريد و لكن ما عدا روحه …
ضحك عزيز و قال : روح ماذا … أتراني رجل بلا ضمير الي هذه الدرجة ؟! انه طلب صغير و بسيط .. ستهيج المريض بحيث يبعثون سريعاً لأخيه فيأتي إلي هنا ليلا ليراه .. فقط !!
التمرجي : و لماذا تريد شغله و ابعاده ؟!
اخرج عزيز كيس النقود ثم قال ب حدة : ليس من شأنك .. أجبني الآن بالقبول او الرفض؟!!
التمرجي : نعم .. أقبل و سأنفذ ما طلبت و لكن الدفع مقدم
أجاب عزيز بابتسامة : تفضل
_________بقلم elham abdoo
في الليلة السابقة للعملية جلس صلاح يشرح لسالم و رياض و البقية كيفية سير العملية فهي ستتم في اتجاهين و سيتم تقسيم المجموعة الي اثنتين واحدة ستذهب للمعسكر الأول و الثانية الي الثاني بالتزامن معها و ستقوما بتفجير مخزن الذخيرة و ضرب من يحاول النجاة و الهرب من بعيد بعد تلغيم المعسكرين و بعد إتمام العملية سيتفرق كل اثنين ليعودا معاً لمكان مختلف و اتفق سالم و رياض علي أن يعودا معاً لمنزل سالم بعد إتمام العملية و نجاحها بإذن الله
________بقلم elham abdoo
في المساء تحقق لعزيز ما أراد فأثناء جلوسه في بيت نسباءه علي طاولة العشاء جاء مرسالا من المبرة يبلغ شوكت أفندي ب اضطراب حالة أخيه علي نحو مقلق ووجوب استدعائه لمتابعة الحالة ..
ذهب شوكت مسرعاً بينما ابتسم عزيز لفاتن علي نحو مستتر بمعني ” ها قد خلت الأجواء” ..
بعد نوم الجميع فعلت فاتن ما فعلته من قبل علي ضوء شمعه و نجحت في الدخول للقبو و حملت ذكيبة كاملة من القطع الذهبية إلي خارج القبو، كانت ثقيلة لدرجة أنها كانت ستقع بها في منتصف الطريق و لكنها في النهاية اوصلتها للأسفل و في الظلام الدامس سلمتها لعزيز الذي كان ينتظرها خلف أسوار القصر ثم أعادت المفتاح لجيب ثوب خالتها و بعدها ذهبت للنوم كما لو لم تفعل شئ!!
________________ بقلم elham abdoo
في صباح اليوم التالي المعد للسفر جاءت ثريا و زوجها و ابنتها و معهم حقائبهم لتناول وجبة الإفطار و قضاء اليوم معهم و في المساء سيتم الانطلاق علي الطريق باتجاه أسوان
جمعت مائدة الإفطار كاريمان ووالدها و عائلة اختها ثريا و أيضا عزيز الذي ظهر منتشياً بشكل مميز فسألته ثريا : هل أنت آت معنا أم ستنتظر نسباءك الكرام ؟؟!
عزيز : ربما نلحق بكم في الغد لكننا بإذن الله سننضم للافتتاح
ثريا : هل سالم ذاك سيحضر ايضاَ ؟!
كاريمان : لا .. لديه ما يشغله هنا
عزيز : ما الذي يشغله يا تري !! فالجميع يتحدث هنا عن خيبته أمام الانجليز عندما سلمهم محصول القطن صاغراً !!
منصور بك : و هل لو كنت بمحله كنت ستقف أمام الانجليز ؟!!
عزيز باستخفاف : بل لم أكن لادخل في مجالات أكبر من قدري !!
كاريمان : ليت كل واحد يعلم قدره جيداً
عزيز بغيظ : ماذا تقصدين ؟!
كاريمان: لا شئ أبداً ..
________بقلم elham abdoo
في المساء تجهزت عائلة الراعي بأكملها للسفر فيما عدا عزيز و نٌقلت الحقائب في العربات بينما كانت كاريمان حزينة و بدي ع وجهها ذلك فقالت لها ثريا : ماذا بكِ؟!
كاريمان : مجرد إرهاق من السفر المتكرر في وقت قصير
ثريا : لا .. تلك ملامح تعب داخلي في النفس و ليس الجسد فملامحك تحمل انزعاج و اضطراب !!
كاريمان بابتسامة ضعيفة : يا له من تحليل نفسي !!
ثريا : حقاً ماذا أصابك ؟! ألستِ سعيدة بالافتتاح المرتقب ؟!
كاريمان : بلي .. لكنني متوترة بعض الشئ
ثريا : هل جري شئ ما مع الطبيب؟!
كاريمان : مطلقاً .. طويت تلك الصفحة منذ زمن
ثريا : اذن ماذا ؟!
كاريمان بتردد : وقع خلاف بيني و بين سالم و هذا ما يضايقني قليلا
ثريا : خلاف ع ماذا؟! ألم تنهي عملك معه ؟!
كاريمان : نعم .. و لكن مازالت هناك أمورا عالقة بيننا
ثريا باستفهام : مثل ماذا ؟! هو يحبك بالطبع و هذا يعذبه !!
كاريمان : و يعذبني أنا أيضاً
ثريا بتفاجؤ: هل وقعتِ بغرام خطيب وصيفتك!!
تأوهت كاريمان و قالت : لا داعِ للانفعال فقد رددت بابي في وجهه لذات السبب!!
ثريا : الآن فهمت .. تحبينه أيضاً لكن من الجيد أنكِ تعرفين أنه لا يصلح !!
كاريمان بأسي : للأسف !!
انتهي تجهيز كل شئ و عبرت العربات لبداية الطريق، عربة تقل كاريمان ووالدها و عربة ثانية لأسرة ثريا و عربة ثالثة للاغراض و الحقائب ..
عند نقطة التفتيش سُمع دوي انفجارات قوية جدا هزت أرجاء المكان هزاً عنيفاً فجاء الأمر بإيقاف كل العربات لحين إجراء فحصاً دقيقاً عليها
قال منصور بك : ما الذي يحدث يا تري .. صوت انفجارات يظهر أنها من عمل الفدائيين !! عظم الله أجرهم
فكرت كاريمان في سالم و رياض الذي سألها من قبل عن الفدائيين و نشاطهم بأسوان، قلبها يقول أن سالم بداخل تلك الاحداث الا ماذا كان يعمل هنا طيلة تلك الايام و الآن هي تموت قلقاً عليه و لا تستطيع التوقف فقالت لوالدها فجأةً : أبي .. يجب أن أعود حالا .. ارجوك دون أن تسألني .. أترك لي العربة و انتقل لعربة ثريا و أنا سأعود لأمر هام أغفلته ثم سآتي بعد أن تهدأ الأجواء
تعجب منصور بك و قال : كيف و لماذا ؟! المكان في حالة استنفار كيف ستعودين؟!
كاريمان : لا تقلق يا أبي فأنا سأستطيع.. اتركني من فضلك
منصور بك : و ما الحاجه لذلك ؟! اشرحي لي
كاريمان : لا وقت الآن. سأشرح لك بالتفصيل فيما بعد
انتقل منصور بك للعربة الثانية و تركها كما قالت لكن بقلق أما هي فبعد معاناة و تفتيش وتوقف استطاعت العودة للخلف و علي الفور اتجهت نحو منزل سالم و عندما اقتربت حاول الحارس منعها لكنها صرخت و أصرت ع الدخول ففتح لها سالم فرأته منهكاً بقميص غارق في الدماء!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *