رواية عشق اليونس لابنة الملجأ الفصل الأول 1 بقلم سارة صبري
رواية عشق اليونس لابنة الملجأ الفصل الأول 1 بقلم سارة صبري
رواية عشق اليونس لابنة الملجأ البارت الأول
رواية عشق اليونس لابنة الملجأ الجزء الأول
رواية عشق اليونس لابنة الملجأ الحلقة الأولى
في أحد ملاجئ الإسكندرية للفتيات دلفت العاملة عليهن وهن نائمات بعمق فأيقظتهن وهي تقول لهن بغضب: يلا يا زفتة أنتِ وهي كل واحدة على شغلها مش هتاكلوا وتشربوا وتناموا هنا ببلاش
فاستيقظن جميعاً عدا فتاة أتمّت اليوم واحداً وعشرين عاماً تمتلك بشرةً حليبيةً وعينين باللون العسلي وشعراً بنياً مسترسلاً طويلاً يصل لأخر ظهرها. طولها مائة وخمسون سنتيمتراً تدعى جودي
فألقت العاملة في وجهها سَطل مليئ بماء غير نظيف فاستيقظت قائلةً بشهقة: إلحقوني بغرق
العاملة باستحقار: جهّزي نفسِك وروحي لمكتب المديرة
فهزّت رأسها بالإيجاب وبعد قليل ذهبت إلى المكتب ودلفت قائلةً للمديرة باحترام: صباح الخير
المديرة بهدوء: صباح النور النهار ده أنتِ تمّيتي السن القانوني ولازم تمشي وتسيبي الملجأ
جودي بخوف: لا أرجوكِ أنا ما أقدرش أواجه العالم إللي بره كله ده لوحدي
المديرة بغضب: ما تكونيش أنانية ووفري مكان لبنات تانية محتاجاه أكتر وامشي بكرامتِك بدل ما أخلي العمال يرموكِ بره
فخرجت من المكتب ومن الملجأ بأكمله وسارت في الطريق تبكي بشدة وهي تقول بشهقات: يارب خليك معايا أنا ما ليش غيرك
ثم تذكّرت ما حدث لها منذ أربعة عشر عاماً عندما كانت بالصف الثاني الابتدائي وعاد والدها من سفره وعلم بخيانة والدتها له فطلّقها وعندما عادت جودي من مدرستها ضربها والدها ضرباً مبرحاً وهو يقول لها بغضب هستيري: أنتِ مش بنتي اطلعي بره بيتي ولو شوفتِك في طريقي تاني أنتِ أو أمِك الخاينة هقتلكم
ثم أخرجها من المنزل قسراً وهي تبكي بشدة ودلف لمنزله مرة أخرى وأغلق الباب أمام وجهها
ثم فاقت من شرودها في ذكرياتها المؤلمة على صوت كهل نزل من سيارة تبدو باهظة الثمن ويبدو على هيئته الثراء وقال لها بتساؤل: في حاجة يا بنتي
جودي بهدوء: لا
فقال لها بهدوء: احكي لي يا بنتي واعتبريني أبوكِ
جودي بسخرية: لو اعتبرتك أبويا يبقى مش هحكي لك حاجة
فقال لها باستغراب: للدرجة دي بتكرهيه
جودي بسخرية: كره! دي كلمة قليلة أوي على إللي في قلبي له
فقال لها بحزن: لا يا بنتي مفيش أب مش بيحب عياله ولو كانوا بالذات بنات ده حتى الناس دايماً بيقولوا البنت حبيبة أبوها
ثم صمت قليلاً وأكمل بحزن شديد: أنا كمان يا بنتي ضيّعت بنتي من زمان أوي وأكيد الوقتي فاتها بتكرهني زي ما أنتِ بتكرهي أبوكِ كده
ثم مسح دموعه التي سالت على وجنتيه رغماً عنه وقال لها بابتسامة: بلاش أنكد عليكِ أكتر ما أنتِ متنكدة وقولي لي يا بنتي أقدر أساعدِك إزاي
جودي بابتسامة: عايزة شغل ومكان أبات فيه
فقال لها بابتسامة: بس كده حاضر من عينيا شاطرة في الطبخ
جودي بابتسامة: ده أنا بريمو فيه
فقال لها بابتسامة: مبروك عليكِ يا أشطر طبّاخة ويلا تعالي معايا على شغلِك وبالنسبة لمكان تباتي فيه فأنا هتصرّف لِك يا بنتي ما تقلقيش
جودي بابتسامة: تسلم يا عمو
ثم أكملت بخجل: ممكن تعطيني حق التاكسي وهخليه يمشي ورا عربيتك
فقال لها بابتسامة: حاضر
بمكان آخر في الإسكندرية بقصر كبير يملكه شاب وسيم في عامه التاسع والعشرين يمتلك بشرةً قمحيةً وعينين باللون الأسود وشعراً أسوداً مسترسلاً وبنيةً عضليةً قويةً يدعى يونس محمد الشرقاوي تخرَّج من كلية الطب ويعمل بمشفاه الخاصة التي ورثها عن والده الطبيب محمد الشرقاوي. طوله مائة وتسعون سنتيمتراً
نزل من غرفته مرتدياً حُلَّةً سوداء بالكامل وحذاءً باللون الأسود وساعة يده التي تعتبر من أغلى الماركات وواضعاً القليل من عطره الفوّاح المميز وقال لوالدته التي كانت تجلس على الأريكة بغرفة المعيشة وقال لها بابتسامة: يلا يا ريري ولا أنتِ عايزانا نتأخر على البنت وأهلها والجوازة تبوظ عارف والله إن دي أمنية حياتِك بس أنا بحبها وإن شاء الله هتحبيها
ريهام بغضب: حبَّك برص
يونس بابتسامة: وأهون عليكِ بردو يا ريري
ريهام بغضب: أه تهون طالما مش بتسمع كلامي يونس يا حبيبي اسمع كلامي المرة دي بس واصرف نظر عن جوازك بالبنت دي صدقني يا بني طمعانة فيك وكمان أسلوبها وحش أنا مش عارفة كنت أعمى وأنت بتختارها
يونس بهدوء عكس ما بداخله: أنا لسه عند قراري يا أم يونس ويلا عشان ما نتأخرش
وبعد قليل وصلا لمطعم راقي فوجدا العروس الطبيبة سما صديقة يونس ترتدي فستاناً باللون الأبيض يصل لمنتصف فخذها وحذاءً ذا كعبٍ عالٍ باللون الأبيض وذهبت إلى يونس وضمّته إليها بابتسامة: وحشتني أوي يا حبيبي
فأبعدها يونس عنه بإحراج وقال لها بابتسامة: وأنتِ كمان يا سمسم
فنظرت ريهام لهما بحدة وتركتهما وجلست على أحد كراسي المنضدة الخاصة بهم
بمطبخ المطعم قال أحد النُدُل لجودي بخوف: أسرع شوية كمان يا شيف لإن يونس باشا وصل
جودي بابتسامة: حاضر خلّصت
فحمل النادل الطعام لمنضدتهم ووضعه أمامهم وقال لهم بابتسامة: اتفضّلوا بالهنا تأمروا بحاجة تانية
فتذوّقت ريهام أحد الأطباق ثم قالت له: مين الشيف إللي عمل الأكل ده
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق اليونس لابنة الملجأ)