روايات

رواية قدرك عشقي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد

رواية قدرك عشقي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد

رواية قدرك عشقي البارت التاسع عشر

رواية قدرك عشقي الجزء التاسع عشر

قدرك عشقي
قدرك عشقي

رواية قدرك عشقي الحلقة التاسعة عشر

التفت إليه و علامات الذعر على وجهها.. كشف أمرها علم انها طوال تلك المدة تضحك عليه.. أخذت تلعن هيثم بكل لغات العالم و تعلن نفسها و غبائها.. أعطت أذنيها له ليجعلها تخدع بدر و ترفض قربه منها مع انها كانت تتمنى ذلك القرب سنوات طويلة..
تعالت دقات قلبها كأنه يود الهروب من بين قفصها الصدري.. عندما وجدته يبتسم إليها و كأن شي لم يكن..
أما هو بمجرد سماعه لحديثها هي و ذلك الأحمق هيثم يريد قتلهم معا.. بدر الطحاوي أطفال بمنتصف عمره يلعبوا به.. و هو بكل حماقة يصدقها و لما لا و هي مسكه و طفلته الصغيرة التي يعلمها أكثر من نفسه.. ابتسم بسخرية يعلمها أكثر من نفسه فهي فاقت كل توقعاته..
الغضب الآن سيكون النهايه لابد من التفكير قليلا ليعلمها من هو و من هي.. سيجعلها تأتي إليه و تطلب قربه لتطفي نيران قلبها و لن يقبلها..
رسم على وجهه ابتسامة خبيثة و هو يقرب المسافات بينهم قائلا..
بدر : تتصوري إن بدر الطحاوي ينصحك عليه.. بقى اروح لحد المستشفى عشان عمليه ولاده و في الاخر يطلع مقلب من علاء صاحبي..
تنفست الصعداء لم يكشفها.. ابتسمت إليه بتوتر قائله : معلش يا حبيبي عريس و بيهزر معاك..
انتفضت بفزع من ارتفاع نبره صوته : عريس و هو فين العريس ده.. كل باب مقفول على المصايب اللي فيه..
لن يعطي لها أي فرصه للحديث أكثر من ذلك فكلمة أخرى منها ستفقده أعصابه و يأكلها تلك الكاذبه.. دلف للمرحاض و هو يعد لها الخطه التي سيأخذ بها ثأره من تلك الشيطانه الصغيرة..
أما هيثم فهو نفذ كل صبره عليه.. سيعطيه درس لن ينسى الباقي من حياته و احتمال كبير يقطع علاقته بمسك و لكن ليس الآن ..
بمجرد دلفه جلست على الفراش و هي تضع يديها على صدرها.. كادت إن تموت رعبا من معرفته الحقيقة بدر حنون جدا و لكنه غير متسامح فهو يكره الكذب.. يجب عليها إنهاء تلك اللعبة السخيفه بأقرب وقت.. قالت ذلك بصوت هامس..
مسك : اللعبه دي لازم تخلص و كفاية لحد كده..
_____شيماء سعيد______
كان يجلس بالصالون و التوتر يأكل بقلبه.. هو السبب بكل شيء هو من تركها تضيع من بين يده.. كان بمنتهى الانانيه و هو يعطي لنفسه حق حرمها منه.. اعتصر الألم قلبه و هو يراها تهبط الدرج بيد ذلك الحمزه.. و نظرات العشق تطير من عينيها فهو يعلم تلك النظرات جيدا..
سنوات طويلة و كانت نظرتها تلك حقه هو و ملكه هو.. و ها هي الآن بين يدي رجل أخر و هو يراها بكل عجز ماذا يفعل ليعيدها.. و لكن فات المعاد كما تقول أم كلثوم..
كانت تمسك بيد حمزة كأنها طفله صغيرة تختبئ بأبيها من الأشرار.. بداخلها راحه شديده و ثقه زائدة مهما فعل ذلك الأسر لن يبعد عنها حمزة.. وصلوا اخيرا للمقعد المقابل له و جلسوا عليه .. ليبدأ حمزه بالحديث..
حمزه بجمود : خير يا استاذ أسر..
حاول رسم ابتسامه خلف ذلك القلب الممزق من الألم : مش جاي عشان أضيق حد منكم انا بس عايز اتكلم شويه مع أسيل..
تحولت ملامحه الجامدة لأخرى غاضبة ماذا يريد من حبيبته ذلك اللعين كان سيقوم يفتك به.. إلا أن يديها كانت الأسبق و هي تضعها على فخذه تبث بداخله الاطمئنان..
نظر إليها وجدها تبتسم له بحب زال اي نيران كانت بداخله.. لتتحدث هي تلك المره بنبرة عاديه خاليه من الحب أو الكره..
أسيل : قول اللي عندك انا سامعك..
لو بيده لترك المكان و فر هاربا أسيل عشقه و فتاته الشقية.. تتحدث معه كأنه لا يعني لها أي شيء.. لو يعود به الزمن للحظة واحدة معها لم يتركها لو كان الثمن موته.. للمره الثانيه يرسم ابتسامه متألمه و هو يتحدث..
أسر : زي ما قولت من شويه انا مش جاي عشان اضيقك أو أضيق جوزك انا جاي عشان في حمل جوا قلبي و عايز اقوله.. انت احسن ست في الدنيا كلها..
اتسعت عين الآخر بغيره عمياء لتقوم هي بضم يده على قدميها.. تريد إيصال فكره معينه إليه أنها ملكه هو فقط و للأبد..
ليكمل أسر حديثه : انا طلقت أمل طلع الحب أهم من حاجات كتير اوي و أولهم الاولاد هما فعلا بيخلوا للحياة لون و طعم.. بس الزوجه أساس الاسره و انك تعيش مع واحده مش بتحبها مستحيل و خصوصا الراجل.. الست ممكن تعيش و تقول عشرة و أيام بتعدي لكن الراجل لا.. انا دلوقتي بقي معايا بنت أسيل الصغيره مش عايز غيرها من الدنيا.. كنت حابب اعتذر عن أي حاجة حصل قبل كده و اطلب منك السماح عشان انا مسافر.. و يا عالم ممكن نتقابل تاني و الا لا…
لم يتغير بملامحها اي شيء.. أخذت نفس عميق قائله بهدوء .. : مسامحك يا أسر ربنا يعوض عليك و مبروك البيبي..
نظر إليها بذهول و هو يقول بتساؤل : كده بكل بساطة بعد كل اللي عملته فيكي؟! …
اتسعت ابتسامتها و هي تدلف داخل أحضان زوجها.. قائله بشكر و امتنان..
أسيل : انا المفروض اشكرك عشان بسببك عرفت حمزه و عرفت الحب الحقيقي..
لم يتحمل أكثر و ترك المكان و رحل.. أما الآخر ضمها إليه كأنه سيكسر ضلوعها تلك المرأة أعادت له الحياة من جديد..
حمزة : انت كتير عليا اوي لا انتي كتير على أي راجل في الدنيا..
اغمضت عينيها على صدره براحة و بحب : بحبك يا حمزة..
ابعدها عنه بحذر قائلا : هو انتي فعلا نسيتيه؟! ..
ابتسمت له بصفاء و تحدث بكل صدق : و انا نازله معاك كنت فاكره اني ممكن لما اشوفه ازعل أو يحصلي زى الاول بس اللي حصل عكس كده تماما.. ماحسيتش بأي حاجه.. لا حب و لا كره ملوش جويا اي مشاعر غير الشكر و الجميل.
للمرة الثانية يسألها بحذر فهو بداخله الف سؤال و سؤال : شكر؟!..
زادت ابتسامتها أكثر و هي تقول : طبعا شكر عشان عرفتك و حبيتك أسر أدنى الحياة من غير ما يحس ..
لهنا و انتهى وقت الحديث.. التقط شفتيها بقبله عاشقة بداخلها نيران الاشتياق و الرغبه.. حملها و هو مازال يقبلها صعدا لغرفتهم ليشبع قلبه و جسده منها..
_____شيماء سعيد______
خالد : هدخل على مراتي.. هعرفك مين خالد البرنس..
رغم رعبها الواضح إلا أنها تحدث بسخرية واضحة : انا لا يفرق معايا البرنس و لا الأسطورة جو محمد رمضان و محمد سامي ده على نفسك..
ابتسم بسخرية بارده ليجعلها تعلن لسانها السليط.. هي الآن تحت يده و بينها وبين الانهيار خطوة و تسخر منه.. ليرد عليها قائلا..
خالد : في الاوضه هنشوف الموضوع ده..
زاد فزعها هل سيأخذها عنوة.. مستحيل تجعله يقترب منها لو كان الثمن حياه أحدهم.. لتقول بتهديد..
إيمان : لو قربت هصوت و ألم عليك الحارة كلها..
وضعها على الفراش بهدوء قائلا : ده اللي انا طلبه منك عايز الحارة كلها تسمعك و انتي بتصرخي..
ابتلعت ريقها الجاف برعب حقيقي من الواضح أنه فقد عقله.. ماذا تفعل الآن خالد دائما كان لين حنون معها.. لماذا تغير كل شيء فجأه لتصبح حياتها معه رماد بعدما اكلتها النيران.. اتسعت عينيها بذهول عندما وجدته يضمها إليه بإشتياق واضح من حرارة جسده..
ليزيد على ذهولها ذهول عندما قال بعتاب بادي على صوته..
خالد : انتي عندك نقطه شك واحده أن خالد حبيبك ممكن يحقق الحلم السنين اللي حلمنا سوا غضب عنك.. لدرجه دي بقت ثقتك فيا صفر و لا حاجه..
ابتعدت عنه و هي تنظر داخل عينه تبحث فيها عن أي غدر أو شهوة.. و لكنها لم تجد سوا اللوم و العتاب.. من الذي يعتب الآخر هو الجاني أما هي المجني عليها.. بأي حق يتحدث معها بلوم.. اشتعلت عينيها بالغضب قائله..
إيمان : ده بجد و الا هزار انت اللي باعت و خنت و جاي دلوقتي تعتب و تلوم و ده من ايه…
عادها داخل أحضانه مرة أخرى : بصي في كلام كتير لازم تعرفيه عشان خالد مستحيل يخون إيمان لو كان التمن موته مش انتي اللي قولتي كده..
ابتعدت عنه و هي تضربه بقبضتها الصغيرة بصدره.. لم يخونها إذن ماذا فعل دمرها و كسر قلبها العاشق له فقط ..
إيمان : كنت غبية أو تقدر تقول مغفله عشان فضلت مصدقه ضحكك عليا سنين طويلة.
تحكم بيدها و هو يقول بغيظ و قوة خالد البرنس : بت أيدك لو اتمدت تاني هيكون أخر مره تشوفيها.. و دلوقتي تخرسي لحد ما اقولك الحكاية كلها…
جلس و اجلسها بالمقابل له.. لسانه عاجز عن نطق اي كلمه ماذا سيقول أن والدته هي التي فعلت كل ذلك.. أما أنه ظل مغفل لسنوات طويلة و هو يرى كره والدته لها بعينه و يقول انها فقط تحبه و تغير عليه مثل أي ام..
سيقول لعلها تعطي له فرصه أخرى فهو بدونها ميت على قيد الحياة..
خالد : كنت قاعد انا و امي و هنا بالليل و كنا بنشرب عصير بعدها بشوية هنا طلبت تتكلم معايا في موضوع مهم.. أمي قامت عشان تاخد راحتها بعد كده مش هقدر اقولك اللي حصل عشان انا نفسي معرفش ايه اللي حصل.. صحيت تاني يوم الصبح لقيت نفسي عريان في السرير و هنا نايمه جانبي عريانه و في كذا نقطة دم على الفرشه..
كل حاجه وقفت في اللحظة دي عقلي بقى عاجز عن التفكير.. معقول اكون عملت كده فعلا خنت إيمان و ضيعت بنت مالهاش اي ذنب.. شكلها و هي بتبص على دم عذريتها و تصرخ حسستني اد ايه أنا حيوان.. ازاي قدرت اعمل كده ضيعت بنت و اخدت أغلى حاجه عندها من غير زرت احساس.. لقيت نفسي بقولها هتجوزك و اتصلت بالماذون…
مع كل كلمه تخرج منه يزيد ارتجاف جسدها و انهيار دموعها.. مستحيل أن يكون شهوني لتلك الدرجة هو من ربها و علمها المبادئ والقيم هو من جعلها انسانه سويه بعدما قفدت كل شيء..
انتفضت من مكانها تتحدث بقوه رغم الرجفه الواضحة بصوتها.
إيمان : مستحيل انت مستحيل تعمل كده.. الإنسان اللي عملني ازاي يكون عندي مبدأ و ازاي اكون انسانه كاملة من غير حقد أو كره عشان كل البنات عندهم اب و أنا لا.. مستحيل يعمل كده في واحده بنت قول انك معملتش كده و انا هتقبلها في حياتنا لو انت عايزها.. بس بلاش تشوه صورتك في عيني بلاش تحسسني اد ايه كنت غبية ارجوك..
لأول مرة يبكي البرنس نعم بكى و هو يجذبها بداخل صدره يكمل الجزء المفقود من الحكاية.. الجزء الذي كسر قلب البرنس و الذي بكى من أجله..
خالد : لا معملتش كده انتي طلع عندك حق أمي اللي مفروض انا ابنها دمرت حياتي.. حطت مخدرة فى العصير و عملت التمثيلية دي كلها هي و هنا عشان تخرب حياتنا و تدمر كل حاجه حلوه بنا.. و فعلا خطتها نجحت و كل حاجه بنا بقت في الأرض.
مستحيل أن تكون تلك المرأه ام.. بأي امومه تنتمي هي زادت من ضمها إليه و قالت كلمه واحده فقط لعله برتاح بها…
إيمان : انا جنبك.
_____شيماء سعيد______
ظلت تجلس بانتظاره طوال الليل أين ذهب بدر تلك الليله يا ترا.. فهو طوال الأسبوع الماضي يأتي مبكرا جدا ليجلس معها و يقص عليها حكاية جديده فقط ليرى ابتسامتها أين ذهب اليوم..
انتفضت من مكانها برعب حقيقي هل سمعها.. لالالا فلو حدث ذلك بالفعل لن يتركها أبدا ستكون نهايتها بنفس اللحظه.. نظرت للساعة وجدها الواحده صباحاً.. لم يتأخر لتلك منذ مولدها فهي تعلم أنه أهم شيء بحياته هي و تأخيره عليها هذا يقلقها..
حاولت الاتصال به مرارا و تكرارا دون أي فائدة هاتفه يدق و هو يرفض الرد.. سقطت دموعها بخوف و قلق من إصابته اي مكروه..
ظلت تبكي إلى أن سمعت صوت سيارته.. ركضت للشرفه مسرعة بلهفة لتجده يدلف للقصر بكل هدوء و وقار..
بمجرد دلفه للغرفة تحدث إليه بنبرة غاضبة : ايه كل التأخير ده من امتا بتتاخر بره بالشكل ده..
مقابل ذلك البركان من الغضب برود تام خلع معطفه قائلا..
بدر : انا الراجل مش انتي يعني انا اللي اسال رايحه فين جاية منين لكن انتي لا زيك زي الكرسي في البيت ده…
هل هو يتحدث معها هي.. غير معقول بدر لم يتعامل معها بتلك الطريقة مهما حدث.. سقطت دموعها بحزن و هي تشير على نفسها..
مسك : انا زيي زي الكرسي في البيت.
بدر : بالظبط كده..
مسك : انت من امتا بتتكلم معايا بالطريقه دي..
مازال على طريقة حديثه : من دلوقتي اوعي بقى من وشي عشان خارج..
لهنا و فقدت قدرتها على التحمل.. سيخرج مرة أخرى و يتركها بمفردها.. وقفت أمامه بشكل مباشر قائلة بنبرة عاليه..
مسك : خارج تاني ازاي و رجل الكرسي اللي في البيت هتسبها و تمشي..
بدر : بضبط كدة رايح اعيش حياتي مش معقول هقضي الباقي من عمري بحكي في قصص زهقت.. انا راجل و عايز ست..
و بالفعل ترك لها القصر و رحل.. لتنظر للفارغ بعدم تصديق.. هل هو بالفعل تركها و رحل هل مل ام ماذا.. لتجلس على الأرض تضم قدميها لصدرها من الواضح انها خسرته بغبائها.. و سمعها لذلك اللعين هيثم..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قدرك عشقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *