رواية انت ادماني الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة محمد
رواية انت ادماني الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة محمد
رواية انت ادماني البارت الثالث عشر
رواية انت ادماني الجزء الثالث عشر
رواية انت ادماني الحلقة الثالثة عشر
تشعر باختناق يجثى على صدرها ، لا تعلم ما
فعلته صواب أم خطأ ، لم يعُد بجوارها أحد
من الواضع أنها ستقضي حياتها منزوية على
نفسها .. ستظل تقاسي باقي حياتها ، و لكن
لن تسمح لأحد ان يشفق عليها ، ولجت مندفعة لخارج الغرفة و بعيناها تصميم لن
تتراجع عنه ، لابد من أن تضع نهاية لحياتها
المهدده بالضياع !
صرخت على “رعد” بصوت مبحوح من كثرة البكاء المتوالي ، لم يرُد عليها أحد لتأتي الخادمة قائلة :
– الاستاذ رعد خرج يا توليب هانم ، وقال أن
حضرتك تبقي في بيتكم في أقل من نص ساعة .. عن إذنك
رفعت حاجبيها من آوامره الفظّة ، تمتمت بوعيد عنيدٍ :
– مش أنا اللي حد يؤمرني يا أستاذ رعد …
صممت على بقائها بالمنزل ولن تتحرك خطوة
واحدة ..
ظلت بغرفة أبيها و لم تبتعد لحظة واحده ، بينما صدح صوت هاتفها لتحيب حتى كادت
أن تتحدث ليباغتها “رعد” بصراخه في وجهها
بنبرة هادرة :
– هو انــا مش قلت تيجي ع البيت !!!
أرتفع الأرينالين في عروقها لحتقن وجهها بحُمرة غاضبة :
– أنت بتزعق كدة لـيـه !
صاح هادراً بها بنبرة وقد أرتفع صدره علواً
و هبوطاً من شدة غضبه :
– أقسم بالله يا توليب لو مجتيش دلوقتي
هاجي أجيب من شعرك فاهمه ….!!
قطبت حاجبيه حتى كادت أن تثور عليه و لكنه أغلق الهاتف في وجهها مما جعل يداها
تشتد على الهاتف حتى كادت أن تكسره ،
لا تنكر أنها قد خافت قليلاً ، فنبرة صوته لم
تكُن قابلة للمزاح ، لذا أحضرت حالها لتذهب
حتى لا تندلع النيران في صدره …
***
– عرفتلك مكانها يا ماجد بس عد الجمايل بقا ….
قالها “إبراهيم” و هو يحادث “ماجد” هاتفياً
ليجيب “ماجد” بصوتٍ أجش :
– متقلقش يا إبراهيم حلاوتك معايا …
أكمل و هو يُرتب كل شئ بذهنه يمليه عليه شيطانه مردداً :
– أسمع بقا أول ما تطلع من المكان اللي هي فيه خُدها و حطها في البدروم إياه فاهم ؟
هتف “إبراهيم” و قد إندفعت الحماسة بعروقه
قائلاً بوميض ماكر ظهر في مقلتيه :
-أيوة بقى شكلها هتحلو !
***
خرجت “توليب” تفكر كيف سيستقبلها ؟ و
لسوء حظها نست هاتفها في المنزل تاركة حبل
رفيع كان من الممكن أن يقذها ..
***
مضت أكثر من ساعتين و “رعد” جالس هو في حالة ثور هائج فهي إلى الأن لم تأتي و كأنه لم يأمرها بالمجئ .. أقسم بداخله بوعيد أنهاعندما تأتي سيراها الجانب السئ منه والذي إن خرج سيهدم كل من حولها و سيجعلها تكره حتماً …!!
جذب هاتفها بعنف يجتاح عقله ليحادثها و لكن
عدم الرد كان إجابته ، أخذ يرن عشرات المرات و لكن لا من مجيب ، و عند أخر مرة
حتى كاد أن يفصل أجابته خادمة ما تستطرد بتساؤل :
– ايوة يا رعد بيه المدام توليب نسيت موبايلها هنا تحب ابعته مع حد ؟
أنتصب في وقفته و أنقبض قلبه بعنف و هو
يبادر :
– هي توليب مش عندكوا ؟
قطبت الخادمة حاجبيها قائلة :
– هي مش عند حضرتك ؟ دي نازلة بقالها كتير اوي يا بيه !
دقت نواقيس الخطر في ذهنه ليلغلق و هو يحاول أن يجد تفسيراً منطقياً لعدم وجودها للآن ..
****
جالسة على كرسي يداها مكبلة وراء ظهرها
مغمضة العينان بينما حجابها مرمي بجانبها على
الارضية و خصلاتها الطويلة كعادتها متمردة
تتساب على وجهها و كأنها تحميه من خطر قادم ، فتحت عيناها ببطئ تستوعب ما حولها
زاغت أبصارها عندما وجدت المكان حولها موحش جعل قلبها ينتفض من محله ، شحب
وجهها عندما وجدت يداها مكبلة بالكرسي بينما جسدها أرتجف كأن صاعقة كهربية مرت به حاولت التخلص من ذلك الحبل المتين الذي يربط يداها الرقيقتان و لكن بائت محاولتها فاشلة ، توالت الأفكار المخيفة في ذهنها عن
الذي سيحدث إن ظلت بهذا المكان ، أنتبهت إلى وقع أقدام احدهم عند ذلك الباب المخيف المهترئ
لتتأهب لمواجهة من أختطفها ، تعالت نبضات
قلبها عندما وجدت مقبض الباب يُلوى ببطئ
وجدت ذلك الشخص الذي لطالما عشقته حتى
النخاع ، وجدت “ماجد” واثب أمامها و كأنه يتربص لفريسته للأنقضاض عليها ، شعرت بدمائها تفر هاربة من جسدها و هي تراه ينظر لها بشهوة لم تعتادها منه ..
حاولت إظهار شجاعتها لتقول بقوة :
– أنت ازاي تتجرأ وتجبني هنا ؟
شعر و كأنها لم تستوعب أن من يقف أمامها حبيبها التي كانت دائماً تعشقه ليهتف بحنو :
– توليب ده انا يا حبيبتي .. ماجد حبيبك !
انفجرت صائحة به بجنون :
– أنا مش حبيبتك فاهم …!
أُظلمت نظراته ليقترب منها و هو ينحني بجزعه ليبقى في مستواها ، حاوط منكبيها و هو يضغط عليهما بشدة :
– لاء حبيبتي ، حبيبتي أنا بس و مش حبيبت
حد تاني فااهمه !
صرخ بأخر جملته وعيناه تشعان تملك مريض
لتحاول “توليب” نزع يداه بعيداً عنها و لكن كلما أزدادت محاولتها كلما قبض هو أكثر على
كتفيها المُغطى بثياب محتشمة ..
أنفتح الباب ليلج شخصٍ ما على وجنتيه ندبة عميقة أشعرتها بالرعب و هو يحدق بـ “توليب”
برغبة ، ألتفت “ماجد” له بحدة ليستطرد بنظرات مظلمة :
-عايز أيه يا زفت ؟
أبتلع ذلك الشخص ريقه و هو يهتف بتبرير :
– في لبش في المنطقة يا باشا كنت عايزك دقيقة
نهض ماجد و هو يسبه فهو كان قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ خطته المحنكة ..
خرج ماجد لتتنهد توليب بإرتياح ، أغرورقت عيناها بالعبرات تتمنى وجود رعد بجانبها الأن ، فقط تتمنى بتلك اللحظة الإرتماء بأحضانه ليطمئنها أن كل شئ سيصبح بخير
هتفت بنحيب و شهقات من سمعها فُطر قلبه :
– رعد أنت فين تعالى أرجوك ..
و كأن الله – عز وجل – سمِع ندائها لترى هاتف
حديث يجاورها على الأرضية لتجحظ عيناها
بلهفة وهي تقربه منها بقدميها المتحررتان ،
حاولت النهوض من على الكرسي لتجلس على الأرضية لتلتقطه بيداها المعقودتان خلفها ،
ضغطت على أزراره بصعوبة شديدة لتجده يطالبها بكلمة المرور ، عقدت حاجبيها بيأس ف هي بالطبع لن تعلم هذا الرمز السري ، أخذت تفكر لتقوم بكتابة أسمها لعله يفتح ، كادت أن تصدر منها شهقة و هي تراه يفتح لترى الصفحة الرئيسية !
دونت رقم رعد الذي أصبحت تحفظه عن ظهر قلبد، وضعت الهاتف على أذنها بيداها المقيدتان الأثنتين ، رن الهاتف لترجو أن يرد قبل أن يأتي أحد ، رد “رعد” بنبرة يشوبها القلق :
– مين معايا ؟
كادت أن تشهق بحزن و هي تستمع لصوته التي أشتاقت له و لحنو نبرته ، تقطعت نبراتها و هي تقول بنبرة منهكة تنطق بأسمه :
– رعد..!!!
تجمدت الكلمات بحلقه ليهب و قلبه كاد أن يقتلع من بين ضلوعه :
– توليب ..!!! أنتِ كويسة ؟ أنتِ فين ؟
بكت بحرقة و هي تقول :
– رعد تعالى أرجوك أنا خايفة يا رعد تعالى أنا بكرهه يا رعد تعالى مشيني من هنا أنا خايفة …..!!
أنقبضت ملامحه ليهتف محاولاً تهدئتها ف لأول مرة يراها بتلك الحالة :
– توليب أهدي أقسم بالله هدفعهم التمن يا حبيبتي أهدي أنا جاي حالاً قوليلي بس اي حاجة تخليني أقدر اوصلك
نظرت حولها بتشتت ف لم ترى شئ أبداً بل وجدت الظلام يحوطها من كل مكان
هتفت بنبرة متقطعة :
م .. مش عارفه ، انا في بدروم تقريباً مكان ضيق اوي و حواليا مافيش صوت عربيات خالص
أكملت مضيفة بغصة في حلقها :
– تعالى خودني يا “رعد” عشان خاطري ..
شعر بقبضة تعتصر قلبه بقوة ليقول بصرامة :
– توليب أقسم بالله أنا جاي بس متخافيش ، مش توليب اللي تخاف فاهمه ؟ مش مرات رعد البناوي اللي تخاف ؟ اهدي و حاولي متبينيش أنك خايفة و انا هعرف الكلاب دول و هجبهم فاهمة إياكي تخافي أنا جايلك والله جاي بس حاولتي تخلي الموبايل ده في جيبك عشان أعرف المكان بالظبط تمام ؟
أومأت برأسها كأنه يراها لتقول بأنصياع :
– حاضر
أغلقت الهاتف لتضعه في جيب ثيابها كما أوصاها رعد ..
تصبلت تعابيرها و شحب وجهها عندما وجدت ماجد يدلف بعينان غاضبتان تجول على خصلاتها لتشهق عندما علمت أن خصلاتها ظاهرة للعنان ، أخذت يداه تجول
على خصلاتها بإشتياق مريض بأستباحة ما ليس له ، حركت رأسها
لتبعد يداه ولكن لا من فائدة ، و لحُسن حظها كانت قدميها متحرره لتقوم برفع ركبتيها لتضربه أسفل بطنه ..
إرتد مفترش على الأرضية وهو منحنى يتآوه بوجع ،
برقت عيناها بتحدي و هي تراه يتألم كما تمنت منذ علمها أنه لم يمُت كما كانت تتوقع و لكنها
بتلك اللحظة تمنت حقاً أن يموت
أغتاظ “ماجد” ليهب ممسكاً بخصلاتها و هو يلفها حول كفيه لتحدج به بقوة رغم ذلك الألم الذي سرى في جسدها ، أشتدت قبضته على خصلاتها و كأنه سيقلتعها من جذورها ، أطبقت على شفتيها تحاول منع شهقة الألم من الأنطلاق من جوفها ..
هدرت به بتهكم لاذع :
– تصدق طول عمري بقول عليك مش راجل !
أنتابته حالة من الهياج ليهوى على وجنتيها بصفعات متتالية وسط صيحاتها لتحمر وجنتاها بشدة ، فك رباط يداها بعينان حمراوتان لتتفاجأ من فعلته ، جذبها من خصلاتها لتنهض ثم لكمها بقوة جعلتها تبثق دماءً ، كادت ان تفقد الوعي لولا شعورها به يمزق ثيابها نصفين ، أخذت تصرخ عندما أنهال عليها بالصرب على وجهها وجميع أنحاء جسدها الذي بات يظهر منه نصفها العلوي ، التوى ثغرة بأبتسامة خبيثة و هو يحدق بجسدها الذي أصبح شبه عاري أمامها لا يسترها سوى ملابسها الداخلية ، أنكمشت على نفسها تحاول تغطية جسدها بيداها و عيناها منهمرة من البكاء بينما عيناه تجلدها بنظراته التي كانت بمثابة سوط يضرب جسدها ، أقترب بوجهه من وجهها يطالعها بنهم شديد لتجول يداه على جسدها لتتقزز من لمساته البغيضة وهي تحاول دفعه عنها ولكن لقوة جسده الذي تفوقها بمراحل عدة كانت محاولتها كـ محاولة النملة إزاحة جبل ، بكت بأقوى ما لديها تصيح بأسم “رعد” ليجن جنون ماجد ليصفعها عدة صفعات واحدة تلو الأخرى ليهتف بهستيرية :
– ازاي تنكقي أسم حد تاني و أنتِ في حضني أزاي يا **** !!!!
قاومت بشدة فقدانها للوعي فـ هي لن تستسلم و تجعله يفعل مبتغاه ..
***
بينما أخذ “رعد” يسابق الريح للوصول لها ، فقد أخذ طاقم من الشرطة معه ليصل لها عن طريق تحديد موقع ذلك الرقم التي هاتفته عبره
شعر بأنقباصة قلبه ليزيد من سرعة السيارة ..
وصل في غضون أقل من خمسة دقائق ، وصل بالفعل لذلك المخزن لتقوم الشرطى بإلقاء القبض عليهم بينما منع أحد من الدلوف معه لذلك المخزن ليلج هو بمفرده ..
سمع صراخها لتستشاط نظراه و هو يهرول ناحية صوت الصرخات ، ضرب الباب بقدميه بحدة ليجد مشهداً لن ينساه بحياته ، ذلك الشخص يعتلى “توليب” الشبه عارية بين يداها ليهرول ناحيته يبعدها عنه مسدداً له لكمات عنيفة جعلته يبثق أسنانه من شدة تلك اللكمات ، تركه بعدما أفقده الوعي لينطلق نحو توليب التي ما إن رأته حتى أنفجرت بالبكاء و هي تغطي جسدها بيداها ، خلع “رعد” قميصه ليغطي به جسدها العاري ، نظر لها ليجد وجهها يشوبه الأحمرار من كثرة ضربات “ماجد” لها ، بعض الدماء المتحجرة تسيل من شفتيها و كدمات زرقاء بأنحاء جسدها ، شعر بالعجز وهو يراها بتلك الحالة
، لم يعُد بمقدورها الصمود أكثر من ذلك فشعرت بقواها تخور لتجهش بالبكاء بينما ضمها “رعد”لصدره و هو يشدد على عناقه لها وعيناه هادئة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ،
نفضت جسدها عنه لتبعده و هي تقول بإنكسار :
– متلمسنيش يا رعد ، متلمسشي جسم حد غيرك لمسه ..
شعر بكلماتها كخنحر مسموم يوخز بصدره ببطئ قاصداً تعذيبه لمسك بملابسها يغطيها الظاهر من جسدها الأسمر ليخرج تاركاً إياها تشهق بعنف حتى كادت أحبالها الصوتية أن تنقطع ..
خرج “رعد” ليهتف بجميع من واقف بالخارج قائلاً بصرامة جعلت قلوبهم ترتعد :
– أقسم بالله الي هيرفع عينه عن الأرض هكون مطلع عينه في أيدي .
تأكد من أن الجميع أنزل بصره للأرض أسفله
ليدلف مجدداً حاملاً “توليب” التي فقدت الوعي من كثرة البكاء ، وضعها في الكرسي المجاور الباب ليصفع باب السيارة حتى كاد أن ينكسر ليلتفت لهم لصيح :
– الزفت الي جوة ده تسيبوهولي فاهمين محدش هياخده !
أحتج شرطي ما ليقول بنفي متوجس :
– بس يا رعد باشا مينفعش .. ده يخالف القانون و….
بتر عبارته ليقبض على تلابيبه دافعاً إياه للحائط خلفه مخرجاً به غضبه المشحون ، احتدت نظراته ليقول بعدائية :
– أنا محدش يقولي مينفعش فاهم ، أنا قلت محدش ياخده بدل أقسم بالله هكون قافلكواً القسم ده فــاهم !
أوماً الظابط و قد جزع قلبه ليرميه على الأرضية ليستقل هو سيارته منطلقاً بها حتى سمعوا احتكاك عجلات السيارة بالأرض بشدة ، شعر بأنه يخوض كابوس ولكنه بدى له لا يُحتمل ، ضرب المقود بشدة ليتوقف بالسياره وعيناه تتوهج نيران ، خرج من سيارته ليقف ممسكاً برأسه لتتجمد أطرافه و هو لا يعلم أيحزن عليها أم يغضب ؟ أحتدت نظراته و هو يتذكر ذلك المشهد الذي حطمه من الداخل ، أحتقن وجهه بشدة ليضرب بكفة مقدمة السيارة ضربات عنيف ، جُرح كفه أثر تلك الضربات ليسيل الدماء منه بكثرة ، لم يأبه
بذلك ليستقل السيارة ذاهباً نحو القصر ..
بعد دقائق وصل “رعد” ليحمل “توليب” بعدما أنزلت أبصار الحراس جميعاً حتى لا يعاقبهما رئيسهم ، صعد على الدرج نحو غرفتها ليضعها برفق عليه ، ذهب لخزانتها ليفتح ضلفته مخرجاً بيجامة للنوم ، جلس بجانبها على الفراش ليزيح عنها قميصه وملابسها الممزقة
و هو يرى تلك الكدمات ، جلب كريم مضاداً للجروح ليضعه على جسدها ليرتعش حواسه بأكمله من لمسته لجسدها الناعم ، بعد قليل ألبسها ملابسها ليغطيها مقبلاً جبينها بحنو ، ولج خارج الغرفة ليتجه لصالة التدريب له ، أرتدى كفوف الملاكمة ، خيم الظلام على عيناه و هو يطالع كيس الملاكمة الذي أمامه بعدائية ، لكمه بقوة و توالت الضربات بذلك الكيس حتى تصبب جبينه عرقاً ومقلتيه تزداد ظلام ناهيك عن السباب الفظيعة المنطلقة من شفتيه ، أنتابه حالة من الهياج ليزداد ضرباً بذلك الكيس ، أمسك بكيس الملاكمة بين كفيه ليسند رأسه عليه و هو يلهث بشده وجهه متشنج و عروقة بارزة بغضب ، شعر أن الإرهاق قد تمكن منه ، أمسك بقارورة ماء باردة ليسكبها على وجهه وجزعه العلوي بأكمله مغمضاً عيناه ، أعتصر القارورة في قبضتيه ليقذف بها في الحائط و هو يخرج خارج الغرفة ، دلف لغرفتها ليراها كما هي نائمة وملامحها مرهقة لأبعد حد ، كيف سيواجها عندما تصحو ؟ أسيقول له أنه عجز عن إنقاذها ؟ أسيقول لها أنه من جعل ذلك القذر أن يرى جسدها بتلك الطريقة ؟ كيف سينظر في عيناها !
أرتمى على الفراش بجانبها بتعب ليلتف لها يحدق بها بأسفٍ ، حاوط خصرها بيداه ليدفن وجهه بصدرها كما كانت تفعل معه ، أغمض عيناه ليستشعر رجفتها بين يداه ليحدق بها و قد علم أنها لم تنام ليهتف برفق :
– توليب أنتِ صاحية أفتحي عينك ..
نفت برأسها وقت تجمعت الدموع بعيناها المغلقتان ليهب جالساً بإنفعال هادراً بها :
– توليب قولتلك افتحي عينك ..
فتحت عيناها خوفاً من أن ينظر لها بإزدراء أو أحتقار منه ولكن صُدمت عندما وجدته ينظر لها برفق وحنان لتجهش بالبكاء و هي ترتمي بأحضانه الذي لطالما كان المأوى الوحيد لها
هتفت بعبرات ملتاعة و هي تقول :
– رعد أنا أسفة ….
أمسك بعنقها من الخلف ليشدد عليه و هو يقربها له أكثر ليهتف بنبرة جافة :
– أنا اللي أسف .. أتأخرت اوي ، يمكن لو كنت جيت بدري مكنش ده حصل ، ممكن اعرف اللي حصل بالظبط من اول م خرجتي من بيت ابوكي ؟
شردت قليلاً و هي تتذكر كيف كانت ساذجة بتلك الطريقة
عندما خرجت “توليب” من المنزل منصاعة لما قاله “رعد” فهي ألتمست تلك النبرة الحادة بصوته ، و قبل أن تستقل التاكسي وجدت إمرأة تبكي وتنوح على أحد أرصفة الطريق ، ذهبت إلى عندها لتنحنى بجزعها و هي تقول بحنو :
– مالك يا طنط حضرتك كويسة ؟
نظرت لها تلك السيدة بعبرات مخادعة و هي تقول بضعف زائفٍ :
– الحقيني يابنتي جوزي خطف أبني مني الحقيني ابوس ايدك ..
قطبت حاجبيها لتمد يدها كي تسندها حتى تنهض ، بينما شرعت بالحديث قائلة :
– ازاي جوزك يخطف أبنك ؟ طب أنتِ تعرفي مممن يكون خده عند مين ؟
أومأت لتشير لتاكسي واقف على جانب الطريق قائلة :
– ايوة طبعاً اعرف ، تعالي أركبي معايا عشان بس تدفعيلي الأجرة ربنا يكرمك ..
أستقلوا السيارة كلاهما لتخرج السيدة من جيبها منديل به مخدر لتضعه على أنف توليب لتفقد توليب الوعي سريعاً ..
أنتهت “توليب” من قص ما حدث معها إلى “رعد” والذي بدا مصدوماً هو يشعر أن أعصابه تُلفت لينتفض ناهضاً من على الفراش ليضرب الحائط بيده المجروحة قبلاً و هو يهدر بها بغضب مشحون و هو غير مستوعباً ما تقوله :
– أزاي تبقي بالسذاجة دي أزاي هـا ؟ زي الطفلة الصغيرة مشيتي معاها وركبتي التاكسي أنتِ متخلفة ؟ ده لو حمار مش هبعمل كدة …!!!
و كانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعير لتنفجر به ناهضة عن الفراش لتقف قبالته قائلة عن ما يكن بصدرها :
– حرام عليك يا “رعد” أنا مش ناقصة أنت مش حاسس بيا مش حاسس أني بقالي 7 سنين بتعذب و أنا فاكرة أني أكتر حد بحبه في الدنيا مات ، مش حاسس يعني أيه لما يبقى شخص بتعشقه يخونك بالطريقه دي ويطلع عايش حياته ومبسوط مع مراته و اللي مدمرها دي مش على بالوا ، مش حاسس أني كنت عايشة وحيدة بقالي 7 سنين ابويا و امي سابوني وسافروا ، مش حاسس أن أبوك يبقى ميت من يوم واحد بس واليوم اللي بعده تتخطف ويتعمل فيك كده ، مش حاسس أد ايه أنا مكسوفة أبص في وش جوزي عشان حد غيره لمسني ، أنت عارف أنا حسيت بأي و هو بيعمل فيا كده ؟ حسيت أن روحي بتطلع يا رعد .. حسيت أني رخيصة جداً وغبيه ، ندمت على كل دمعة نزلت من عيني عليه ، أنت متعرفش حاجة عني يا رعد ، متعرفش أن أمي بتكرهني لأبعد حد ، عارف أيه أحساس لما امك تكرهك ؟ جربتوا قبل كده ؟ عارف احساس أنك بقيت من غير قلب ، بقيت ماشي كده بس ناس تانيه بتحركك ؟ وأنت جاي تكمل عليا وتقولي أني ساذجة وغبيه وحمارة انا عارفة كل ده وندمت مليون مرة قبل م تقولي كده يا رعد ، أنا أسفة أني خليتك تعيش لحظة العجز بس أوعدك يا رعد أنك مش هتشوفني تاني ، كفاية عليكوا كده أنا دمرت حياتكوا كلكوا بقيتوا تكرهوني بس عندكوا حق أنا أصلاً كرهت نفسي ، بكره الصبح مش هتشوف وشي و أنا شايفة أنك بقيت كويس مش محتاجني ، وقول لجاسر صاحبك يستنى عليا شوية بس وهجبله الفلوس .. شكراً يا رعد على كل حاجة …. تصبح على خير
شعر بعبراتها تخترق صدره ببطئ حاد ، لم يكُن يعلم أنها لتلك الدرجة أصبحت محطمة ..
لم يكن يعلم أن وراء تلك الفتاة القوية والصامدة فتاة أخرى أرهقتها الحياة ..
أفترشت “توليب” الفراش لتضم قدميها لصدرها كوضع الجنين ، لتدفن وجهها في الوسادة أمامها وهي تكتم شهقاتها بها ليغص قلبها ببكاء أدمى قلب “رعد” رأى جسدها يرتجف من كثرة البكاء ليستلقى بجانبها على الفراش ليضم رأسها إلى صدره ، تشبثت بعنقه لتنفجر في البكاء الحاد ، شعر بأنفاسه تنقطع وهي تشهق بتلك الطريقة معتصرة قلبه بشراسة ، هتف بندم يربت على خصلاتها :
– أنا أسف مكنش قصدي ..
ليكمل بنظرة حادة لمجرد أنها من الممكن أن تبعد عنه :
– وبعدين مين قالك أني هسمحلك تمشي يا توليب ؟ متحبيش سيرة الموضوع ده تاني
نفت برأسها لتقول بنبرة متحشرجة من كثرة البكاء :
– لاء يا رعد أنا همشي ، حتى لو وصلت أني أهرب من هنا ..
أعتصر قبضته حتى أبيضت عروقة ليقول ليقول بتحذير و قد نفذ صبره :
– طب نامي يا توليب عشان صدقيني لو قولتي كلمة زيادة متعرفيش أنا ممكن أعمل فيكي ايه !
أعترضت قائلة :
– بس …
بتر عبارتها بوجه متشنج قائلاً بعينان حمراواتان :
– نامي يا توليب !!
تنهدت أمام عنقه لتغمض عيناها مرغمة تاركة إياه يتلاعب بخصلاتها الفحمية ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية انت ادماني)