روايات

رواية يوميات مراهقة الفصل الثاني 2 بقلم نورهان ناصر

رواية يوميات مراهقة الفصل الثاني 2 بقلم نورهان ناصر

رواية يوميات مراهقة البارت الثاني

رواية يوميات مراهقة الجزء الثاني

يوميات مراهقة
يوميات مراهقة

رواية يوميات مراهقة الحلقة الثانية

أكد منذر بابتسامة خجولة وهو يسألها :
_” آخر واحد عجبك نسيت اناقشك فيه …..”.
صمت لثوانٍ وهو يقول بضيق :
_” هاله شعرك باين من الطرحه ميت مرة أقولك خلي حجابك طويل شوي عن كدا كل شعره من دول هتتعلقي بيهم يوم القيامه وحرام أصلا “.
عدلت هاله حجابها بحرج وهي تبتسم بخفوت قائلة:
_” حاضر متزعقش كدا … أنت عجبك الدور أوي ومتقمصه يا منذر ، وده برغم إنه خانقني بس عاجبني في نفس الوقت لأني مليش أخوات شباب وأنت العكس”.
اختفت ابتسامته وهو يقول مغيرًا الحوار :
_” ها مقولتليش عجبك الكتاب أحسن من الروايات الهابطه اللي بتقرأيها بثقفك أهو يا جاهله”.
أجابته هاله وهي تضع يدها خلف ظهرها تشبكهم ببعض :
_” أها حلوين عجبوني جدا ذوقك حلو في الكتب واستفدت منهم كتير “.
صمتت ثم قالت وهي تنظر له بقرف :
_”هو أنت يا منذر متعرفش تقول جملة حلوة للآخر لازم تحط التاتش بتاعك …”.
قاطع حديثهم صوت جنات تناديها بضجر:
_” يا هاله أنتِ بتلمي الطلع اخلصي خلينا نمشي “.
توقفت عن الحديث عندما لاحظت وجود منذر ، لتتهكم ملامحها وتستعجل رفيقتها ، والتي حملت الكتاب على عجل تهرول خلف جنات وقبل أن تغيب عن ناظري منذر همست ببسمة لطيفة :
_” شكرا على الكتاب “.
___________________
وضعت يدها على كتفها قائلة بأنفاس لاهثه:
_” بتجري ليه يا عديمة الدم وإن ماكنتش رجلي وجعاني “.
نظرت لها جنات بعيون غاضبه وبشدة ، لتبتلع هاله ريقها مردفه بضيق :
_” في إيه هاتكليني بعيونك؟”.
تحدثت جنات بلا مقدمات :
_” هاله مش عاجبني صحوبيتك مع منذر …بجد كدا بقى أوفر أوي “.
قلبت هاله عينيها مرددة :
_” جنات أنتِ عارفه أن منذر أخويا وهو …..”.
بحزمٍ ونبرة لا تقبل النقاش هتفت جنات تقطع عليها حديثها :
_” لا مش أخوكِ يا هاله وبطلي بقى تقنعي عقلك بكدا لأن ده غلط إسلامنا حرم الاختلاط لأن مفيش صداقة بين الجنسين وتفضل صداقه بس ، ده فطرة ربنا خلقنا عليها الراجل بينجذب للست والست كذلك احكي لي عن صداقه استمرت للنهاية ومقلبتش قصة حب ، وأنتِ عارفه كدا وحتى لو مفيش من ناحيتك حاجه دلوقتي فـ تضمني منين ميبقاش فيه بعدين ، وآه اللي حواليكم مش شايفين ده شايفين إنكم بتحبوا بعض “.
ضمت هاله الكتاب إلى صدرها قائلة :
_” عارفه ده كويس بس أنا مبتخطاش حدودي معاه و …”.
ومجددا قاطعتها جنات بنظرات مستنكرة :
_” هاله هزارك معاه ده تجاوز …لما يضايقك وتزقيه بإيدك ده تجاوز بردو لما تقبلي منه أي حاجه بيديهالك تجاوز ، انتوا سيبتوا إيه بقى للحدود ؟ ، ده غير في فترة كسرك وقتها كان دايما يشرحلك ومهتم بيك …”.
قاطعتها هذه المرة هاله متحدثة بضيق :
_” بس أنا معتبرته أخويا وزائد هو كان حاسس بالذنب لأن هو اللي كسر لي رجلي .. وأنا هبطل المسه يا ستي خلاص بقى نقفل على الحوار ده إذا سمحتي “.
صمتت هاله بعد حديثها وصمتت معها جنات وانهمرت هاله في أفكارها حول منذر أيعقل لا لا لا هذا هراء .
هتفت هاله وهي تقول بضيق كأنها تذكرها بشيء ما :
_” أنتِ نسيتي إني معجبه بـ إسلام أصلا و انبارح واحنا في الدرس المجموعه الأكبر مننا بتاع إسلام العبقري ده أنتِ عارفه إنه بيساعد أي حد خصوصًا إنه في تالته جامعه وبيدرب هناك وبيساعد المسيو في الفرنش ونطقه رهيب بجد وكان بيهتم أنه يوضح لي نقط كتير بعد الشرح ويديني امتحانات زيادة ويقولي إني هابقى حاجه بعدين ، أنتِ عارفه كمان إنه شغال مع معظم الأساتذة في السنتر ده أنا حبيت الفيزيه علشانه وقد إيه بفهم منه هو حاسه إني بحبه بقى مش عارفه”.
نظرت لها جنات بتهكم قائلة:
_” يادي حب المراهقه بتاعتك ده …يابنتي ده مش حب ولا نيله مترجميش اهتمام معلمك أو اللي حواليكِ غلط يا هاله ده استاذك يعني أكيد هيهتم إجباري ومش بس ليكِ للكل يعني ده مجرد انبهار أو حاجه كدا عابره …” .
صمتت جنات لثواني قبل أن تقول:
_” بعدين مش من فترة قولت لي إن فيه أكونت بيعتلك أشعار بدون كلام أو سلام حتى بس كل يوم يبعتلك حاجه جديدة وقتها قولتي لي إيه بحب اتكلم معاه عن حاجات جواكِ ،وأنك بترتاحي في الكلام معاه مع أنه مبيردش على كلامك مجرد بيبعتلك شعر تقريبا هو كاتبه ، فإي ده بقى كل من هب ودب أقول ده أنا بحبه أو ما دام بيتهم بيا يبقى أكيد بيحبني هاله ما تستهلكيش مشاعرك في حاجات تافهه ، أنا عارفه إن الحب جميل وكل حاجه بس كل حاجه في وقتها أحلى ، ودلوقت طلعي تلفونك واعملي بلوك للأكونت ده حالا احنا مهنغضبش ربنا علشان شوية مشاعر مراهقه وبعد ما نكبر هنتف على الأيام دي ونقول يا ليت اللي فات ما جرى ” .
هزت هاله رأسها بالنفي تقول :
_” بس أنا مقدرش ما اكلمهوش أنا معتبراه شخص خيالي أو أنا بكلم نفسي ….” .
قالت جنات بتريث :
_” وليه تكلمي نفسك أو تلجأي لحد غريب أنا هنا أهو صاحبتك وأقرب شخص ليك أنا هاسمعك “.
أومأت هاله برأسها ثم أخرجت هاتفها وقامت بتفعيل خاصية الحظر ، ابتسمت جنات بفخر قائلة :
_” كدا أحسن ربنا يغفر لنا ذنوبنا جميعاً ويهديك يا هاله “.
تزامن حديثها مع وصولهم إلى العمارة التي تسكن فيها هاله فودعت صديقتها وقبل رحيلها سألتها هاله بخفوت :
_” هتروحي درس الأحياء ؟”.
فكرت جنات قليلاً قبل أن تردف :
_” أها هروح وأمري إلى الله بس تقريبًا مس مجده اللي هتشرح انهارده وبصراحه يكون أفضل يعني “.
_” وإسلام مش هياجي؟”.
أجابتها جنات بغيظ وهي تود ضربها بشدة في تلك اللحظة :
_” لا يا غبيه هيشرح بس مش لينا للصبيان لأن مستر عمرو اعتذر تقريبا عنده ظروف بقى … الصبر من عندك يارب “.
______________________
بعد رحيل رفيقتها وقفت هاله تطالع سلم العمارة أمامها بتبرم قبل أن تتنهد وتبدأ الصعود تمشي كالسلحفاة ، وهي تنظر إلى باب المصعد الكهربائي بغيظ فهو دائما معطل لتهمس تشجع ذاتها :
_” أجرك على الله ..حسبي الله في الأسانسير الفقران ده “.
صدحت ضحكة قوية خلفها ، ليختل توازنها وتسقط جالسه على الدرج بتعب ، طالعها منذر بعيون قلقه وهو يردف بحزن :
_” أنا آسف ، أنتِ كويسه ؟”.
_” أدعي عليك بإيه وانت فيك كل العبر يا بعيد أمشي من قدامي يا منذر مش هتبطل أم الحركه دي بقى ؟”.
انفلتت ضحكة من شفاه منذر وهو يقول :
_” تستاهلي والله ده ربنا بيخلص حقي منك ده أنتِ نقرتيني زلطه الصبح كنتِ هتفتحي لي عنقي يا مفترية ..المهم سلاموز بقى وأنتِ كان الله في عونك يا سلحفاة “.
أعقب حديثه وهو يتجاوزها صعودًا إلى شقتهم فوصله صوتها المتهكم :
_” فعلا الرجاله ماتوا في الحرب “.
صمتت لثوانٍ ثم أكملت بتعب :
_” لا مبدهاش بقى “.
أخرجت هاتفها واتصلت على والدتها تهتف بتحسر ما إن وصلها صوت والدتها :
_” أماه لقد كُسرت قدمي النجدة”.
وكل ما وصلها هو سماع صوت الصافرة معلنة عن انتهاء المكالمة ، انفرجت شفتيها في صدمه مرددة بأعين متسعة:
_” حتى نبع الحنان اتغيرت “.
تحاملت على ذاتها وأخذت تصعد ، ومن الأعلى عيون تراقبها بقلب يتألم ، لكنه تنهد وهو يبحث عن أحد لمساعدتها ، فأبصرت عينيه ابنة جيرانهم سما ذات الثماني سنوات ، تنزل الدرج مسرعة فـ أمسك منذر بيدها ، كأنه حصل على كنز ثمين قائلا وهو يشير إلى الدرج أسفلهم :
_” بت يا سما شايفه هاله تعبانه كيف مش عارفه تطلع روحي ساعديها “.
لمعت عيني الفتاة بخبث قائلة :
_” وهتديني إيه في المقابل ؟”.
بصق منذر في الهواء وهو يرميها بنظرة تهكمية أثناء قوله:
_” يخربيتكم جيل مهبب مفيش حاجه عندكم لله …حاجه للانسانيه كله بقى بمقابل حسبي الله ونعم الوكيل “.
شوحت الفتاة بيدها وهي تقول بنبرة سوقية:
_” إذا كان عاجبك بقى ما كداش أنزل اتلحلح طلعها أنت رجالة آخر زمن”.
وضع منذر يده في جيب بنطاله وأخرج ورقة من فئة الخمس جنيهات ، فطالعتها سما بعيون ساخطة وهي تردف بتهكم :
_” خمسه جنيه دي ما تجبش كيس إندومي حتى “.
رمقها منذر بقرف وهو يضرب مؤخرة رأسها يقول :
_” مهو الاندومي مُضر بالصحه اخلصي هاتخديها ولا أشوف غيرك “.
ابتسمت سما بتهكم ثم أخذتها و هبطت الدرج حتى وصلت إلى السلحفاة هاله ، التي تنهج ك فرخ مبلول ، هتفت سما ببسمة لطيفة:
_” محتاجه مساعدة يا أبله هاله “.
وما كادت تجاوبها هاله حتى ركضت الصغيرة خارج العمارة وهي تقول :
_تمام مش محتاجه مساعدة أنتِ قادرة على التحدي والمواجهة … أنتِ بنت مصر أنتِ ضد الكسر “.
وبالأعلى ضرب منذر يده على وجهه ، فهتفت هاله بتهكم وهي ترفع رأسها تنظر إليه:
_” ما هو أنت اللي بخيل رايح تديها خمسه جنيه يا معفن متجبش حتى كيس شيبسي في الزمن ده ، أنا هطلع بدون مساعدتكم أنا على رأيها بنت مصر وضد الكسر ، وحسبي الله “.
كتم منذر ضحكته قائلاً بعبث:
_” آجي أساعدك ؟ “.
رمته هاله بنظرة تهكمية وهي تتابع السير ببطء ، واستوقفها صوت أختها وطن يصدح من خلفها :
_” بت يا هاله جرالك إيه يا منيله ؟”.
هتفت هاله بتحسر :
_” ياختي يا وطن أقولك إيه ولا إيه تعالي ساعديني ياختي “.
__________________________
|• الساعة الخامسة مساء•|
زفرت هاله الهواء بغيظ شديد وهي تجلس على فراشها تطالع قدمها بتهكم متذكرة ذلك الحادث قبل شهر ونصف.
* فلاش باك*
كانت تجلس فوق المقعد وهي ترهف أذنيها باهتمام تستمع لحديث فتى أحلامها والذي يكون بدوره معلمها في هذا السنتر ، وخلفها كان يجلس منذر ، وبينما نهضت هاله لتجاوب على إحدى الأسئلة وقعت منها ورقه لم تنتبه لها ، ولكن لاحظها منذر ليسارع بمد يده يلتقطها ثم وضعها في منتصف كتابه .
وسمح لنفسه بقراءة محتواها حيث كانت هاله ترسم في المنتصف قلب كبير به قوسان وعند نهاية كل قوس كانت تضع حرفها و حرف ذاك المتدرب الغبي إسلام وأسفل القلب كتبت عبارة بالتركية لم يفهمها منذر فأخرج هاتفه ودخل على إحدى المواقع الخاصة بالترجمه وقام بترجمتها لتتسع حدقة عينه في غضب جحيمي :
Gözlerim sana her düştüğünd, ”
, sevginin kalbimi doldurduğunu
hissediyordum”
«• في كل مرة تقع عيني على خاصتك، أشعر بحبك يملأ فؤادي•»
كور منذر الورقة في يده بغضب شديد وهو يضعها في جيب بنطاله وبعد انتهاء الكورس ، وبينما هاله تسير على الدرج لتهبط كان منذر يسير خلفها ولكنه لم ينتبه لها أو بالأحرى غضبه لم يراها أو يميزها من بينهم ، فدفعها في طريقه فوقعت على الأرض وكسرت قدمها ، صُدم منذر ، عندما أبصرت عينيه عينيها ، ورآها تبكي بشدة وهي تصرخ من الألم ، قفز الدرجات المتبقية من السلم وانحنى عليها يسأله بعيون تقطر خوفًا :
_” هاله حاسه بإيه ؟”.
رمقته هاله بقرف وهي تصرخ به :
_” حاسه بإيه ..حاسه بالانتعاش يا منذر …تيجي تنتعش معايا …. آه ياني ياما مكنش يومك يا هاله ، رجلي “.
تجمع الشباب حولهم والفتيات أيضًا وجنات انحنت تجلس القرفصاء وعينيها لمعت بهما الدموع ، عندما أبصرت قدم صديقتها التي يبدو عليها آثار الكسر بوضوح ، وخرج على تلك الضوضاء المعلم إسلام وما إن أبصر هاله ركض على الدرج يتجه نحوها ، وهو يسألهم كيف حصل هذا ؟ ، وما إن هم بحملها منعه منذر وهو يضع يده فاصلا بينهما قائلا بنبرة حازمة :
_” هي بس رجلها اتلوت متشكرين يا مستر أنا هتصرف “.
صرخت هاله ببكاء وهي من دون وعي تضربه على كتفه :
_” اتلوت آه يا ماما دي اتكسرت مش قادره الحقوني”.
أبعد المعلم إسلام يد منذر التي تحول بينه وبين هاله قائلاً :
_” أوعى يا منذر ده مش مجرد التواء ده فيه كسر لازم ناخدها للمستشفى “.
تحدثت هاله من بين ألمها :
_” آه قوله يا مستر عديم الدم ده “.
وما إن مد إسلام يده ليحملها أبعد منذر يده ثم مال على هاله ونظر لها بنظرة تعلمها هي تمامًا نظرة حزم ، فابتلعت لعابها ببطء ، فوضع منذر يده أسفل قدميها ويده الآخرى لفها حول ظهرها ثم استقام وسار بها ، فأخفت هاله رأسها بصدره وهي تبكي بقوة ومنذر يطالعها بأسف وعيون حزينه على تألمها ، وكانت تتبعه جنات وسهام ، وبعد رحيلهم تعالت الهمسات بين جميع الواقفين وتردد بينهم هذا الحوار .
_” اقطع دراعي أن ما كان الواد منذر ده بيحب البت دي مش مجرد إنه عاملها أخته “.
أكد رفيقه ، وعلى ناحية قريبة تحدثت فتاة بغيظ :
_” محظوظه بنت اللذينا شوفتوا منذر عمل إيه مسمحش للمستر يقرب خطوه من السنيورة “.
_” يا بنتي هما أصلا بيحبوا بعض ومخبيين “.
* عودة *.
عادت من شرودها لتقع عينيها على الكتاب الذي أهداه منذر لها فتسطحت على الفراش وقالت :
_” اللي اتعلموا أخدوا إيه يعني ؟ يالا أبدأ في الكتاب ده باين عليه مشوق وابقى اخلي منذر يشر ….”.
قطعت باقي كلامها عندما استوعبت عنوان الدرس لتحمر وجنتيها خجلاً ، ثم ضربت مقدمة جبهتها :
_” غبيه يا هاله قال يشرح لي قال عبيطه والله “.
استرخت في مرقدها وبدأت بأولى صفحات الكتاب وجذبها ذلك الاهداء الذي كان مكتوب بخط تحفظه عن ظهر قلب :
” أن أنظر إليكِ هكذا بلا قيود ، أطلق لعيناي العنان ، أن تسبح في محيط عينيكِ ،ترهف أذني السمع توليكِ كامل الاهتمام ، يمضي الزمان من حولي وأنا لا أشعر ، يغمرني الشوق إليكِ رغم أنكِ أمامي، ولكني أشتاقكِ بشدة ، و أذوب عشقًا كلما حانت منكِ ابتسامة تصوبها شفتيكِ تجاهي ، ومع كل همسة تصدريها يزداد حبي لكِ”.
أدمعت عينيها وهي تطالع تلك الكلمات بقلبها وليس فقط بعينيها ، لتغمرها مشاعر عدة ولكن فجأة تعكر صفو مزاجها عندما أبصرت ذلك الحرف والذي لا يعود لها لتشتعل النيران داخلها وهي تهتف :
_” الكتاب ده كان عاطيه لمين قبلي ؟ مين البنت دي …منذر بيحب من ورايا ليلة أهله مش معدية معايا بس في حاجه غريبه الخاطرة دي تشبه اللي بيبعتهالي الواد الصامت ده اللي مبيعبرنيش بس أهو مستمع كويس يا هاله متنسيش “.
ألقت الكتاب على الفراش وجذبت هاتفها تقلب في بعض الاسكرينات التي حفظتها وهي تقارن بين الإثنين بأعين متفحصه لتقول بعد لحظة صمت:
_” يا ابن الإيه يا واد يا منذر انت كنت مخبي الموهبه دي فين ؟ لا بس لازم أعرف مين البت m دي والا ما كونش أنا هاله بس لحظه ده معناه إني طول الفترة دي كنت بكلم منذر يا نهار ألوان ده أنا حكيت فضايح لا لا أكيد مش هو بس هبل يا هاله منذر المعفن ميعرفش يكتب الكلام العميق ده تلاقيه سارقه من على النت علشان يثبت بيه المزة بس والله ما أنا سايباه إلا أما يعترف “.
قاطع حديثها اهتزاز الهاتف في يدها نظرت إلى الرقم لتكشر عن أنيابها :
_” جيت لقضاك أنت !”.
فتحت الخط فوصلها صوته يهتف بتوتر شديد:
_” هاله أنا عايز الكتاب بسرعه “.
نظرت هاله صوب زاوية الغرفة كأنها تطالعنا وتقول بخبث :
_” إيه يا منذر لسه ملحقتش أقرأ حاجه ؟”.
هتف منذر سريعًا :
_” هاجبلك غيره بس محتاج ده ضروري .. أنتِ قرأت حاجه منه أقصد يعني …”.
ابتسمت هاله بشر واستمتاع على تلعثمه وارتباكه الواضح تقسم أنه الآن قد قطع خصلات شعره من خلف عنقه من شدة التوتر كعادته ، لتردف ببطء وهي تلعب بأعصابه :
_” أنت إزاي ما تقوليش حاجه زي دي ؟؟ إزاي قدرت تشوفني وتخبي يا منذر ؟ إزاي قدرت تخون علاقتنا ؟”.
مسح منذر على وجهه وهو يشد بيده على شعره قائلاً بتوتر :
_” هاله الموضوع مش زي ما أنتِ ….”.
قاطعته هاله تردف بضيق مصطنع :
_” طول السنين دي وأنت مخبي وكنت هتقولي ايمتى يا استاذ ها ؟ “.
_” هاله أنا كنت هقولك بس يعني …”.
أكملت هاله حديثه الذي قطعته:
_” بتحب من ورايا يا منذر ده أنا كنت أول واحدة هتفرحلك على فكره “.
توقف منذر وهو يضيق عينيه قبل أن يردف بحذر :
_” هو أنتِ قراتي إيه بالظبط ؟؟”.
أجابته هاله ببسمة مغتاظة:
_” الاهداء يا حلو من إيمتى وأنت ليك في الرومانسيه ياخويا مين بقى الأخت إم دي أعرفها ؟”.
زفر منذر الهواء وهو يتنفس بارتياح قبل أن يهتف بضيق شديد:
_” روحي يا شيخه إلهي تتشوي مع أبو لهب غوري وقعتي قلبي وكنت على تكه واعـتـ…..”.
قطع حديثه وهو يستغفر ربه فقالت هاله بعدم تصديق:
_” انت بتدعي عليا ليه ياض أنت إلهي تتشوي أنت والزفته بتاعتك “.
ولم يصلها رد سوى الصافرة المزعجة ، حدقت هاله بالهاتف في صدمه وهي تقول :
_” ابن الناس الطيبه قفل في وشي بجد ؟؟”.
ثواني وتناهى على مسامعها صوت جرس الشقة لتهتف والدتها بتهكم :
_” أنتِ يا أخت سعاد حسني مش سامعه الباب قومي اتلحلحي افتحيه “.
تمتمت هاله وهي تمسك بعكازها القديم أو ليس قديم فهي قد تخلت عنه من فترة وجيزة تقول بضجر :
_” لا حول ولا قوة إلا بالله …يا جماعه أترون قدمي أترون عكازي أتشعورون بألمي ؟”.
ردت وطن وهي تضحك بشدة بينما تحادث خطيبها على الهاتف :
_” نحن لا نرى ولا نسمع وقد فقدنا الشعور منذ زمن يا عجوز “.
رفعت هاله عكازها وهي تهم بضرب أختها به عندما ازدادت الطرقات على باب المنزل لتردف هاله بانزعاج:
_” داهية تاخدك ياللي بتخبط استنى هو إحنا قاعدينلك ورى الباب “.
هتفت وطن وهي تجلس على مقدمة فراشها بينما باب غرفتها مفتوح يمكنها من رؤية من بالصالة :
_” الطرحه يا بجره يا حلوب أنتِ رايحه تفتحي الباب بمنظرك ده اللي على الباب هيقطع الخلف غوري شوفي طرحتك فين ؟”.
نظرت لها هاله بتبرم وهي تلوي شفتيها متمتمة بحنق واضح:
_” يخربيت دي عيشه والطرحه دي بتختفي فين لما باعوزها ، آه ياني أولعلكم في نفسي يعني ؟”.
وصلها صوت أمها تهتف بتهكم:
_” معاكِ بنزين ولا أنزل أجبلك”.
قالت هاله وهي تصفق بيديها بعد أن ارتكزت بعكازها أسفل ذراعها :
_” قد إيه أنتِ أم عظيمة “.
وازدادت الطرقات وصوت جرس المنزل ، لتهتف هاله بعد أن ارتدت خمار والدتها والذي غرقت بداخله :
_” اصبر بس ياللي بتخبط أما افتحلك وافتح نافوخك “.
فتحت الباب لتقع عيناها على منذر الذي يحدق بها بضيق:
_” سنه عقبال ما تتنيلي تفتحي غوري من وشي هاتي الكتا ……..”.
رفعت هاله عصاها وبلا أدنى تفكير هبطت بها على رأسه فخر منذر على الأرض ودمائه أغرقت المكان لتنحني هاله لمستواه تردف بضيق:
_” أنت كويس ياض ؟ ولا بتحور الخبطه مش جامدة يعني بس أنا وعدت وكان لازم أنفذ ، أنت عارف بقى يا منذر إن وعد الحر دين عليه وأنا مبحبش يبقى عليا دين “.
صرخ منذر بغيظ وهو يبصق لعابًا وهميًا عليها :
_” دمي بيتصفى قدامك يا بجره وتقولي أنت كويس”.
_” طالما لسانك لسه طويل زي ما هو يبقى أنت كويس والخبطه ما أثـرتش على فيوزاتك الخربانه”.
فُتح الباب المقابل لشقتهم وخرج مروان يقول بحاجب مرفوع وهو يطالع أخيه المجثي أرضًا ورأسه تنزف :
_”إيه ده ؟ “.
ابتسمت هاله ببلاهة وهي تردف بضحك :
_” ها ده عرض من مسرحيه هنعملها أنا ومنذر في المدرسه أنت عارف أخوك بيحب يعمل كل حاجه بإتقان ، ودايما بيساعدني اتوكل أنت على الله يا مروان ومتخافش أخوك في يد أمينه “.
ابتسم مروان ثم تابع سيره يهبط الدرج بلا اهتمام بعويل أخيه الذي يصرخ مناديًا عليه ، في حين عادت له هاله تبتسم بسمة مختلة وهي تتقمص نظرات أحمد فهمي في مسلسل السفاح ثم أخذت تجر قدميه إلى داخل الشقة وهي على ابتسامتها المختلة.
_____________________
وضعت آخر لصاقة بقوة بعض الشيء فصرخ منذر بغيظ فيها :
_” يا جحـ.شه مش كدا فين الرقه يخربيتك بجره”.
لململت هاله القطن ووضعته في سلة القمامة أسفل قدمها ، ثم قالت له بغيظ مماثل وهي تضربه على صدره :
_” إذا كان عاجبك يا زفت “.
تحدث منذر وهو يرميها بنظرة ساخرة :
_” عمي موجود بقى على كدا ؟”.
أجابته هاله ببسمة بينما تدعي أنها تنفخ طلاء أظافرها الوهمي :
_” احنا ما بنتهددش يا بابا …”.
ما كادت تكمل حديثها عندما استمعت لصوت والدها يتنحنح وهو خارج من المرحاض ، فصمتت هاله ونظرت له بشر أن ينبس بحرف ، أتى والدها وجلس معهم ولاحظ تقطيبة منذر ليقول مستفسرًا:
_” مالها رأسك يا منذر ؟”.
أجابه منذر بضيق مبطن:
_” بقرة خبطتني …”.
داست هاله على قدمه بغضب ليصحح حديثه بمرح :
_” أقصد جحـ.شه يا عمي “.
ومجددا ضغطت على قدمه ليصرخ منذر بقوة هذه المرة تحت استغراب والدها الذي قال :
_” مالك يا ابني ؟”.
_” عدى على رجلي حمار بري يا عمي”.
هز والدها رأسه بيأس منهما وهو يقول :
_” أنت مش طبيعي انهارده “.
نهضت هاله واتجهت إلى غرفتها أحضرت كتابه وما إن أخرج والدها هاتفه وبدأ بمطالعة الأخبار ، وعندما تأكدت أنه لا يراها ألقت الكتب على رأسه ليصرخ منذر وهو يشتمها تحت أنفاسه في حين أخفض والدها الهاتف ونظر له :
_” لا مش طبيعي”.
همست هاله بغضب :
_” يالا قوم انفض من هنا روح للي عايز تبصلها بلا حدود وحروب يالا “.
شاكسها منذر وهو ينهض يحمل كتابه :
_” عارفه لو لا إني عارفك جحـ.شه كنت قولت غيرانه عليا “.
عضت هاله على شفتها من الداخل تهتف بهمس:
_” أغير عليك أنت يا أخي اتنيل “.
_” ومالي أنا إن شاء الله يا بجره ما اشبهش ده أنا دفعتنا بناتها هيموتوا عليا خصوصا نرمين حبيبتك الروح بالروح ” .
قال آخر كلماته وهو يمد إصبعيه السبابه جنبا إلى جنب متلاصقين وهو يشير بهما لتحمر وجنتيها بضيق وهي تقول :
_” خليها تشبع بيك يالا امشي هدخل أنام “.
_” مش هتروحي الدرس انهارده ؟”.
هزت رأسها بنفي فتابع منذر بخبث:
_” أحسن يفضل بردو أهو حتى أنا محتاج برستيجي اللي بتمرمغي بيه التراب انهارده عن أي يوم “.
ضيقت هاله عينيها باستغراب وهي تطالع ظهره بغضب لا مبرر له :
_” قصده إيه المخبول ده ؟ وبرستيج إيه وهو في رأسه بشله “.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية يوميات مراهقة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *