روايات

رواية سراج الثريا الفصل الأربعون 40 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل الأربعون 40 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا البارت الأربعون

رواية سراج الثريا الجزء الأربعون

سراج الثريا
سراج الثريا

رواية سراج الثريا الحلقة الأربعون

بالجبل قبل وقت قليل
كان هنالك تمشيط للمكان لاحظ جسار تجمُع بعض الذئاب بالقرب من أحد المغارات،فتحدث للقوة المرافقة له:
أكيد
طالما في ديابه يبقى في مجرمين هنا فى الجبل خلونا نقرب بحذر، بالفعل إقتربوا من تلك المغارة إطلاق الرصاص جعل الذئاب تهرع وتهرب، بينما كانت المغارة مُعتمة نورت على ضوء بعض الكشافات، شعر جسار ومن معه بالتقزُز حين وقع بصرهم على جسمانين لبشر، لرجل وإمرأة جسديهما مُعلقان على الحائط بأحبال قويه، لسبب ذلك، أكلت الذئاب أقدامهم الى المنتصف تقريبًا، هنالك دماء تنزف من جسديهم، بحذر إقتربوا منهم يبحثون داخل المغارة لكن كانت خاوية، عاد جسار مره أخري نظر الى جسماني قابيل وولاء الموضوعان على الأرض بعد أن انزلوهم، لكن سمعوا هزيان ولاء تهزي بصوت خافت يُشبه العويل… زفر جسار نفسه مُتقززًا يقول لأحد العساكر:
واضح إن الست فيها الروح لسه، خلى الاسعاف يدخل ياخد الجسمانين.
❈-❈-❈
بالمشفى باكرًا بعد الفجر
لم تذوق عينيه النوم وهو ماكث مع ثريا بالغرفة، ثريا إختارت الغفيان تهربً أو راحه لعقلها ، بينما هو رغم آلم كتفه الذي شبه لا يشعر به بسبب المُخدر رغم تأثير ذلك المُخدر على جسده لكن فشل فى التأثير سواء على عقله الذي يثور بترقُب لرد فعل ثريا لاحقًا، وقلبهُ الذي يشفق عليه من آنينهُ، نهض واقفًا توجه نحو ذاك الشباك
أزاح تلك الستارة جانبًا ، نظر نحو البعيد وتلك الشمس المُختنقة خلف الظلام تحاول السطوع على إستحياء، رغم أنهم بنهاية الشتاء لكن الغيوم واضحة يبدوا أن اليوم سيكون به عواصف وها هي بشرت بضربة رعديه وإختفت الشمس خلف الضباب وضياء الرعد يسرج ..
الضباب.. هل يعود لحياته..
بنفس الوقت سمع صوتً كآنه همس من ثريا، ترك الستارة ونظر نحوها كانت غافيه، سمع همس مرةً أخرى لم يستطيع تفسيره إقترب من الفراش،عادت تهمس فسر جلمة واحدة”أبوي أنا إتوحشتك إنت جاي تاخدني معاك زي ما وعدتني آخر مره”.
غص قلب سراج،ثريا سمعت كل حديثه مع ذلك المجرم الإستفزازي،يعلم أنه وقع بفخ إستفزازه غصبًا بسبب تماديه فى إرهاب ثريا وهو يحاوطها بجسده،ربما إنشغاله فى خوف عين ثريا جعله لا يُفكر فى ردوده على ذلك المجرم،كذالك إقترابه منها لهذه الدرجه كان يُشعل غضبًا جم فى عقله وقلبه،لم يُفكر فيما سيحدث بعد ذلك كان لديه إختيار واحد وهو مراوغة ذلك الوضيع،حقًا أخطأ ما كان عليه زيادة الحديث والتُرهات معه لكن كان يحاول مراوغته، كي يعترف أمام ثريا أنه خسيس كاذب ولم ينالها كما تعتقد، كان أسلوب خاطئ أُجبر عليه، الآن ينتظر ان تعود ثريا للوعي، وقرار غير معلوم.
نظر الى ذلك الضماد الملفوف فوق جبين ثريا، بسبب جرح برأسها بعد أن إصتطدمت رأسها بأحد الصخور قبل يلتقطها بين يديه، نظر نحو مِعصم يديها، رأي ذلك السوار الذهبي تذكر يوم أن وضعه بيدها تلك الليلة وهما بالفيوم، أبعدها عن صدره وجلس فوق الفراش، فتح أحد الأدراج بطاوله جوار الفراش وجذب تلك العلبة المُخملية، فتحها، إعتدلت ثريا هي الأخرى وجلست جواره جذبها مره أخري لصدره ثم جذب يدها وحاول إدخال ذلك السوار بيدها لكن كان شبه ضيق حاول بقوة لكن تألمت ثريا قائله:
إيه ده يا سراج.
أجابها ببساطه:
إنسيال عجني وإشتريته ليكِ.
إبتسمت قائله:
بس ده واضح جدًا إنه هيبقى ضيق على إيدي.
حاول سراج إدخاله بالقوة بالفعل دخل لبداية مِعصم ثريا تبسمت قائله:
هو ده إنسيال ولا كلبش، ده دخل بالعافيه، هقلعه أنا إزاي دلوقتي.
نظر لها سراج بأمر قائلًا:
ممنوع تقلعيه من إيدك يا ثريا.
ضيقت عينيها بإستفسار وتغنجت بدلال قائله:
أوامر سراج باشا العوامري دي متمشيش عليا،
وليه ممنوع أقلعه.
قبل يدها قائلًا بغزل:
ده أمر مش من سراج باشا يا حبيبتى، ده أمر من عاشق، كمان
عشان هديه مني ليكِ، وعاوزك دايمًا تفتكريني بها كل ما تبصي فى إيدك.
ضحكت قائله:
طب ما دبلتك أهي فى صباعي بتفكرني بـ…
صمتت قبل أن تتفوه وتكمل أنها كانت لا تضعها بإصباعها فى بداية زواجهم، كآنها لم تكُن تشعر بأن ذلك الزواج فقط مجرد وقت ولن يستمر كثيرًا، لكن مع الوقت إنجرفت بمشاعر وتعلق قلبها رغمًا عنها بـ سراج رغم مُعاملته الفجه معها في بداية زواجهم حتى قبل ليلة إصابتها بالعُرس، تبدلت مشاعرها تدريجيًا بين التمرد والاستسلام لتلك المشاعر التي غصبً توغلت لقلبها،قلبها التي ظنت أنه أصبح صلبًا يابسًا لكن كانت قشرة هشة سُرعان ما تجرفت وظهر أنها مازالت خِصبة وقطرات الندى قادرة على أن تروي ظمأ جوفها.
تبسمت له بعين لامعه سائله بمرح:
طب والفصوص اللى مرصعه فى الآنسيال دى بقى ماس ولا زُمرد.
ضحك قائلًا:
لا ده ولا ده، ده إزاز.
مطت شفتيها بغنج وهي تبتعد عنه قليلًا قائله بعتاب:
قيمتى إزاز.
ضحك وهو يجذبها يضمها بقوة يحاول تكبيل جسدها بسبب حركتها القوية، حتى أنها تمددت فوق الفراش وهو فوقها مازال يضحك، وهي تتذمر وتدفعه بيديها، لكن إستطاع السيطرة عليها بسهوله بعد أن قبلها، في البداية تمنعت لكن تجاوبت مع لهفة قُبلاته، ترك شِفاها ليتنفسا نظر لوجهها وهى تسحب الهواء لصدرها الذي ينتفض، وضع إبهامه فوق ذقنها قائلًا:
قيمتك أعلى وأغلي من حياتي يا ثريا.
بتلك اللحظة إستشعرت صدق مشاعره لكن بداخلها مازال هنالك إستفهام تود العثور على جواب له:
سراج إنت كنت عارف إن غيث عايش وإنه طلقني يبقى ليه كنت بتطاردني عشان الأرض مع إن فى معلومه إنت متعرفهاش ان طالما المفروض إن غيث توفى وأنا فى شهور العِدة يبقى أورث،يعني مكنتش هتقدر تاخد الارض .
بسمة إستهزاء زينت شفتاه،يعلم قانونية حديثها لكن لا يفرق معه ،رغم غصة قلبه وهو لا يريد أن يُجيبها بالحقيقة أنه كان يفعل ذلك لشكه أن غيث من يُساندها بالتحدي والتمُسك بتلك الأرض وأنها قد تكون مُساعدة له، لو أخبرها بذلك هل ستتفهم أنه فقط يؤدي مهمته الذي جاء بسببها لهنا، لم يكُن العشق فى حساباته، وبالأخص لها هي، ليس لأنها كانت مُتزوجة قبله، لكن لأنها كانت زوجة غريمه المُجرم، وتزوجها خصيصًا كي يقهر قلبه وينتفض ويُجبره أن يعود للظهور مره أخري، ويكشف خِداعة، هي حقًا كانت الطُعم لكن تبدل ذلك وأصبحت هي المالكه لقلبه الذي لم يشعر بالحياة سوا جوارها
ليس بفراش يجمعهم، بل بمأوي يضمه كالوطن
من هناك هاجر لشعوره بأن البلدة والمنزل ليسوا سوا جُدران فقط يستطيع إستبدالها بالبراح والعيش بين البراري والصحاري يسعي خلف الاوغاد، لكن برحلة البحث عن وغد قابل
تلك الـ ثريا
لا يعلم إن كانت ثُريا كنجمة مُشعة فى السماء
أم ثَرى…مثل أرض الوطن للمُتغرب
بذلك الوقت القليل إكتشف أنها الإثنين معًا
نجمة أخترقت عاصفة السرج
وثرى يبتلع غضب السرج .
نفض كل تلك المُنغصات عن رأسه حين تذمرت ثريا يدها من قبضة يده القويه،بسبب ضغطه عليها بقوة، خفف قبضة يده التى إنقبضت غصبًا دون درايه منه بسبب ذلك الشعور المتألم بقلبه،نظر نحو ذلك السوار،ذلك السوار هو ما جعله يعلم مكان ثريا سريعًا وتتبع إشارة جهاز التعقُب الموضوع بأحد تلك القطع الزُجاجية،إستطاع معرفة مكانها قبل أن يأذيها ويتمكن غيث من إرهابها،والسيطرة عليها وبث الفزع داخلها،كان على يقين أن ثريا لم ينتهي رُهابها من ذلك الوغد،ربما قل لكن مازال هنالك هاجس الخوف منه بداخل قلبها،كان على يقين أن ثريا تحتاج الى بث الثقه بداخلها قبل مواجهة غيث،وهذا ما فعله برحلة الفيوم
كانت أيام لكن كان يُعزز الثقه بداخلها،والقوة أنه لن يسمح بأذيتها،وهذا ما فعله،لم يسمح بذلك لكن ذلك الوغد وإستفزازه له أمامها،بالتأكيد سيكون له رد فعل من ثريا.
بخضم ذلك صدح رنين هاتفه،ترك يد ثريا ونهض يفتح هاتفه ليسمع:
صباح الخير، بعتذر أنا عارف وضعك كويس و..
قاطعه سراج قائلًا:
خير يا جسار أكيد متصل عليا عشان حاجه مهمه.
أجابه جسار:
بعتذر،فعلا حاجه مهمه،الموبايل بتاع غيث إحنا فتحناها وقدرنا نوصل للمعلومات وتسجيل المكالمات والرسايل الخاصه بيه فى مفاجأة لازم تحضر هنا بنفسك مش هينفع التفاصيل عالموبايل.
نظر سراج نحو ثريا التى مازالت غافيه وتنهد قائلًا:
تمام، ساعه ونص وأكون عندك فى المبنى.
أغلق سراج الهاتف نظر نحو ثريا وفكر لثواني، ثريا قد تستعيد وعيها بأي وقت ولابد من وجوده جواره، أو ربما من الأفضل أن يبتعد قليلًا، لكن لن يتركها وحدها فتح هاتفه وقام بإتصال هاتفي،يعلم أن الوقت مازال باكرًا،رغم ذلك لم يغيب الآخر فى الرد حين سأل مباشرةً:
سراج بتتصل عليا بدري كده ليه،ثريا بخير؟.
تنهد سراج بآسف قائلًا:
إطمن ثريا بخير يا ممدوح، بس كنت عاوزك تجيلي حالًا…
قاطعه ممدوح:
قول الحقيقة يا سراج، ثريا مش بخير…
قاطعه سراج:
أنا مع ثريا في المستشفى
وصدقني هي بخير، جرح بسيط، مش عاوزك تقلق والدتك.
سأله ممدوح بلهفه:
قولى إسم المستشفى إيه.
أجابه سراج بأسم المشفى،وأغلق الهاتف مازالت عيناه تتأمل ثريا،تنهد بإرهاق وهو يفرك جبينه،ذهب نحو الشباك ينظر للخارج،هدأ الرعد بعدما تساقطت زخات من المطر الغزيرة والسماء شبه إنزاح الضباب وعادت الشمس تُجاهد لشق الظلام ..صفى قلبه بأمل وتبسم وجلس على آريكه بالغرفه،إضجع بظهره يسند رأسه على مسند المقعد غصبًا أغمض عيناه،لم يشعر الا حين صدح رنين هاتفه فتح عيناه بفزع وإعتدل جالسًا ينظر للهاتف الذي كان بيده،تنهد وهو يحاوا نفض النوم عن عينيه وقام بالرد على ممدوح الذي أخبره أنه وصل الى المشفى ولا يعلم رقم الغرفه أعطاه رقم الغرفه وأغلق الهاتف وقف يتمطئ بإحد يديه ينفض ذلك النُعاس الذي لا يعلم متى سيطر عليه،توجه نحو ثريا ينظر لها فقط كآنه يُشبع عيناه منها، ازاح بصره عنها حين سمع صوت طرق على باب الغرفه نظر نحو الباب، وقبل أن يسمح بالدخول دخل ممدوح مُتلهفًا بقلق:.
ثريا فيها إيه يا سراج.
نظر نحو الفراش قائلًا:
ثريا بخير يا ممدوح إصابات مش خطيرة،ومش هقدر أتكلم معاك كتير،أنا إتصلت عليك عشان تجي تقعد مع ثريا لانى لازم أخرج حالًا.
نظر ممدوح نحو الفراش لـ ثريا رغم أنها غافيه لكن ملامح وجهها صافيه،لكن خفق قلبه بقلق حين رأي الضماد حول رأسها،فى البداية لم يُلاحظ إصابة كتف سراج الا حين عاد ينظر له ليسأله،فسأله بإستفسار:
إيه اللى حصل يا سراج،
إيه اللى جرى لـ ثريا وإنت كمان رابط إيدك على صدرك.
رد سراج:
بعدين هقولك يا ممدوح،أنا لازم أمشي دلوقتى…
أمسكه ممدوح من يده قبل أن يُغادر سائلًا:
رايح فين،قولى إيه اللى حصل.
تنهد سراج بصبر قائلًا:
قولتلك بعدين لازم أمشي دلوقتى،ومكنتش عاوز أسيب ثريا لوحدها،
حاول ممدوح الإستفهام،لكن أصر سراج على المُغادرة.
ذهب ممدوح وجلس جوار ثريا على طرف الفراش وتنهد بآسي قائلًا:
يا ترا إيه اللى حصلكم يا ثريا.
فتحت ثريا عينيها وتدمعت من الآلم الذي تسبب فى إستيقاظها قبل دقائق قليله وقبل أن تئن من الآلم سمعت سراج يتحدث على الهاتف خمنت أن الحديث بالتأكيد خاص بما حدث،تألمت حين سمعته يُخبر الآخر أنه سيذهب له…سيتركها وهو يعتقد أنها غافية،لكن تهكمت بسخرية حين هاتف ممدوح… عقلها يسخر من قلبها الذي ظن أنه وجد السند والسعادة أخيرًا،لكن ما سمعته من تُرهات فى الجبل يُعيده عقلها،
تُرهات…أم حقائق
تباري بها الإثنين كآنها مثل الدُمية الذي يتنازع عليها إثنين وبإحتدام الصراع بينهم حطماها
يطن برأسها جملة قالها سراج بزهو أنه الأذكى:
” عصران كان الراجل بتاعك بس للآسف كان وضيع وخاين وبيلعب على الجانبين، وأكيد وصلك لما خطفت ثريا،في نفس اليوم اللى إنت كنت مرتب تخطفها فيه دايمًا كنت بسبقك كنت دايمًا سابقك وخطفتها أنا،كنت متأكد إن عطشك لـ ثريا هو اللى هيجبرك تظهر من تاني”
ورد من غيث لم يكُن ذو تأثير عليها:
عصران خاين فعلًا بس كمان قالي إنك أمرته يغتصب ثريا… تفتكر كان ممكن يقدر يلمسها وهو عارف إنى كنت هقطع إيده، ثريا مِلكي… وإنها تخصني و……
قاطعه سراج بغضب:
فوق بلاش أوهام، إنت إتأكدت إن الفيديوهات اللى كنت بتشوفها من أوضة النوم كلها متفبركه، بس غبائك فى البدايه خلاك تفكر
إنى مُغفل، إنت دلوقتي خاطف مراتي ودي كمان قضيه زيادة على جرايمك، ناقص تقولى مين اللى غدر بيك وسبب لك العجز يا “مارون” أو الثعلب الغبي… اللى فكر إن النشر مش شايفه وراصد تحركاته، بس بعترف انى متوقعتش إن الإجرام يوصل بيك إنك عاوز تبيد عيلة العوامري كلها، للدرجة دي الحقد متوغل من قلبك.
بتلك اللحظة إستفز غيث سراج حين وضع يده فوق مكان تلك العلامة بفخذ ثريا،يزمجر بغضب لكن أنفاسه القريبه من ثريا مثل شرارات ساخنه تحرق عُنقها لمسة يده على فخذها جعلت جسدها يرتعش غصبً،زاد ذلك من زهو غيث وهو يتمادي بوقاحه يضغط فوق مكان العلامة قائلًا بإستفزاز:
بترتعشي،خاينه عاهرة.
كلمتان لو طلقتان من الرصاص إخترقوا رأسها ما كانت شعرت بذلك الآلم،زادت خفقات قلبها،أثار ذلك غرور وتباهي غيث الذي تباهي ببعض الأفعال الذي كان يفعلها بكذب ان ثريا كانت تتجاوب معه وتحدث عن تلك الليلة وهو يتعمد ان تخترق أنفاسه فوق وجنة ثريا،هنا هطلت دموعها تهز رأسها بنفي:
فاكرة يا حبيبتى آخر ليلة لينا مع بعض كنتِ فرسه جامحة و…
بعض الكلمات البذيئة جعلتها تشعر بغثيان وتقزوز،نفس الكلمات البذيئة والدنيئه تسمعها منه،ليته يضغط على زيناد ذلك السلاح ويُخلصها من كل ذلك الشعور المُهين…
غاظ ذلك سراج وغضب وكاد يقترب وهو يشعر بالندم أنه تركها لتقع بفخ ذلك الوغد كم كان هذا سيئًا وهو يرا إقتراب ثريا من الإنهيار بيد غيث…سمعت صوت فتح غيث لصمام الأمان وإغلاقه وإعادة فتحه مره أخري،أغمضت عينيها مُستسلمة لنهاية قد تكون الأفضل لراحة قلبها،لكن عادت تفتح عينيها حين سمعت دوي رصاصه ولم تشعر بألم،مازال غيث يُكبل جسدها،نظرت نحو سراج إرتجف قلبها حين رأت دماء بالقُرب من صدره،فزع قلبها ونسيت ما اباح به غيث من سفاله،لكن جسدها اصبح هُلامًا إستغل ذلك غيث وزاد فى تكبيلها،لكن نظرة عين سراج المُتألمه،وموقف سابق حدث لها مع حفظي كان بنفس المنظر بإختلاف حفظي لم يكُن مثل ذلك المجرم مُتشبث بها،لكن فهمت نظرته وبكلمه منه أخفضت رأسها،بلحظة وكأنها مشهد بالعرض البطئ وغيث يُخفف تكبيله لها ويتردي،لم تراها فقد عقلها الإدراك مع شعور بإرتطام رأسها بعد ذلك غابت عن الوعي نهائيًا لم تشعر الا الآن حين بدأ مفعول المُخدر أن ينتهي خشيت أن تُظهر ذلك ليست راغبة فى أن تتحدث معه،تحملت حتى مُغادرة سراج فتحت عينيها،بنفس الوقت كان هنالك طرقً على باب الغرفه سمح ممدوح بالدخول،دخلت مُمرضة قائله:
صباح الخير…آسفه إتأخرت عن ميعاد العلاج كنت فى أوضة العمليات.
أومأ لها ممدوح،أعطت لـ ثريا العلاج الذي أهدأ آلم جسدها،لكن لم تهدأ ثورة قلبها وعقلها.
❈-❈-❈
بمشفى آخر
صباحً
نظر مجدي لـ آدم الذي شعر بغضب جم من ما علمه من أفعال حفظي المُشينه،تمني الا يموت حفظي لسبب واحد، أن يُعطيه حِفنه من اللكمات، لا ليس لكمات بل تمزيق جسده على ما إقترفه وبسببه كاد يفقد “حنان”
حنان هي الاهم من ذلك الجنين،غضب لو تركه يتحكم به لنهض وذهب الى تلك الغرفه الذي يمكث بها حفظي،بعدما شبه إنتهت حياته فلو نجا ومازال له عُمرًا سيقضيه راقد بالفراش بلا حركه وربما بلا وعي أيضًا…
نهض آدم بقلق حين سمع بعض همهمات حنان إقترب من الفراش يشعر بآسي من أثار أصابع مازالت مُتبقيه على وجنة حنان…
حنان التى بدأت تعود للوعي وعقلها يسترجع ما حدث مع حفظي وآلم بطنها للحظات إرتجف قلبها وهي تخشي على ما برحمها
وضعت يدها على بطنها تتحسسها بترقُب وخِيفه،لكن تنهدت براحه حين شعرت بسُمك إنتفاخها.
بنفس الوقت شعرت بيد توضع فوق يدها على بطنها،يد تعلم ملمسها جيدًا فتحت عينيها حين سمعت همسه الحنون:
حمدالله على سلامتك يا حنان.
أتبع قوله ولم يُبالي لا بوجود مجدي ولا سناء بالغرفه وضع قُبلة إطمئنان على جبين حنان…التى فتحت عينيها وسرعان ما تلاقت عيناهم،نظرة عين آدم الحنونه وهمسه وهو يُخبرها:
إبننا بخير يا حنان.
إبتسمت ولمعت بعينها دمعة خرجت من بين أهدابها،جففها آدم بأنامله،وعاد يُقبل رأسها،لكن إستقام حين سمع صوت نحنحة مجدي،الذي نظر لـ سناء التى تدمعت عينيها هي الاخري،بينما زاد تقدير مجدي لذلك النبيل الآدمي،توجه مجدي وسناء نحو الفراش،إبتسمت سناء بحنان قائله:
حمدالله على سلامتك.
أجابتها حنان:
الله يسلمك يا ماما.
بينما نظر مجدي لها بحنان فى قلبه آسفًا وسؤال ماذا لو تأخر وفقد…نفض ذلك عن تفكيره حين شعر بيد حنان تجذب يده توجهها نحو فمها وقبلتها بإحترام ومودة وإمتنان قائله :
ربنا يخليك لينا يا أبوي
دمعة عين تلألأت بين مُقلتيه وإقترب يُقبل جبينها بحنان أبوي، ثم جلس جوارها على طرف الفراش يبتسم لها بداخله يشعر بندم يومًا فكر بذاك الوغد حفظي الذي كان ينوي تزويجها له لولا أن حسبها بمبدأ المكسب واعطاها لـ آدم
العوامري طمعًا بقوة وسيط عائلة العوامرى أن يُعززا قوته،لكن ذلك لا قيمة له الآن،فقط يود سعادة إبنته الذي كاد يفقدها،فبماذا كان سينفعه ذلك،كان إختبار كي يعلم أن القوة والسُلطة ليسوا كُل ما يُعطي شعور بالقيمة العالية،قُبلة حنان على يده قبل لحظات كانت أعلى وأغلى قيمة إكتسبها بصدق المشاعر.
❈-❈-❈
بمبني خاص تابع لقيادة الجيش
بأحد الغرف تابع سراج مع جسار وشخص آخر مُتخصص يقوم
بتفريغ المعلومات والإتصالات التى كانت على هاتف غيث النقال عبر شاشة حاسوب
تفاجئ سراج بأول معلومة،أن ذاك الرقم الهاتفي مُسجل بإسم ممدوح،فكر عقله لماذا فعل غيث ذلك،بالتأكيد ممدوح لم يكُن يعلم بذلك وذلك كان سببً لعدم إستطاعة مُراقبة ذلك الرقم … كم كان وغدًا بلا أخلاق… كذالك سِجل الهاتف كان مُفاجئ لـ سراج
بداية من اصحاب تلك الارقام التى كان يتواصل معها
أولهم… عمته ولاء أيُعقل أن تكون على دراية بأنه مازال حي، وصولًا الى أكبر مفاجأة
نظر جسار الى سراج الإثنين مُندهشان بل مذهولان تفوه جسار:
معقول سيادة اللواء هو…
أكمل سراج:
هو الراس الكبيرة اللى كان بيدعم المجرمين، عشان كده طول السنين اللى فاتت الجبل كان محمي من الحكومه نفسها، كده المهمه خِلصت بنجاح.
أومأ جسار قائلًا:
لو مش مش الجواهرجي عنده ضمير يمكن كنا مقدرناش نوصل الهدف بتاعنا.
أومأ سراج قائلًا:
فعلًا،بس كمان فى وجه تاني للحقيقه،الجواهرجي يعتبر إشترى نفسه بمساعدته لينا من البداية.
تذكر سراج قبل عِدة أشهر
بالقيادة العامة للجيش بالقاهرة
نهض القائد العام قائلًا:
مهمتك الجاية يا سراج هتبقى فى بلدك قنا
فى إتنين دلوقتي هيدخلوا.
لحظات فعلا ودخل جسار ومعه شخص آخر،تعرف سراج على جسار من لقاء سابق لكن الآخر لم يتعرف عليه…
أشار القائد لهم قائلًا:
خلونا نقعد هناك عشان كل واحد يعرف مهمته إيه؟.
بالفعل جلسوا الاربع فى البداية تحدث القائد مُعرفً:
سراج هو قائد المهمة
جسار هيبقى المساعد له وإنت يا “ريمون” راجلنا من سنين هناك.
أومأ له قائلًا:
يشرفني يا أفندم.
نظر القائد نحو سراج وألقى صوره.
قائلًا:
تعرف مين صاحب الصوره دى.
تأمل سراج الصوره ثم قال ببساطه:
أيوه، أعرف صاحب الصورة دي يبقى
“غيث العوامري” فى مقام إبن عمي، بس ده توفي من فتره يقرب على سنتين.
تبسم القائد قائلًا:
غيث العوامري عايش.
إنشده وجه سراج، تبسم القائد قائلًا:
ده له حكايه وأكيد له هدف فى دماغ غيث، الأول خليني أعرفك على
ريمون كان بيشتغل فى محل جواهرجي معروف فى قنا،كان عامل تصليح لحد ما فى يوم دخل عليه “غيث العوامري” وفكر إنه سيطر عليه وغواها بالجاه قصاد إنه يساعده
ريمون قبلها بفترة كان فى الجيش بيأدي حق الوطن وكان قريب من أحد الضباط اللى إستشهد على يد جماعه تكفيريه،المهم النفس البشريه بطبعها مزوع فيها الطمع،لكن ريمون فكر إن ممكن نهاية الطمع ينكشف،غيث بشغله مع المجرمين فى البحث عن الأثار وبيعها لقى كتلة دهب كبيرة فى الجبل،طبعًا،ده دهب خام مش هيعرف يصرفه زي الآثار،كمان الطمع،طبعًا دور فى الصاغه هناك،ريمون كان له سيط كويس إنه صنايعي شاطر راحله وبدأ يتعرف عليه ويتصاحب معاه وقرب منه لهدف،مع الوقت وثق بـ ريمون وطبعًا خده لمخزن وفرجه على كتلة الدهب وبدأ يطمع فيه،إنه هياخد نسبه كبيرة قصاد تحويل كتلة الدهب دي لمصوغات سهل بيعها بشكل قانوني
ريمون قال فى البداية أنه كان هينجرف فعلًا معاه،بس فكر إن ممكن ينكشف غيث وهو وقتها اللى هيضيع جه لمبني المخابرات وطلب يقابل شخص مسؤول واقابله وحكى له على اللى غيث طلبه منه،المخابرات حولت القصه للجيش يبقى مسؤول عنها،الدهب من حق البلد،كان سهل نقبض على غيث بالجُرم المشهود،لكن كان هدفنا أكبر من كده أكيد مش غيث لوحده هو العضو الفاسد اللى هناك،رصدنا أكتر من مخاولة تهريب أثار،كمان قطاعين الطُرق اللى واخدين من الجبل مأوى لهم،لازم ننضف الجبل هناك،كمان لازم نعرف مين الشبكة اللى بتدير العمليات دي هناك.
اومأ سراج قائلًا:
طب وليه غيث عاوز يبان أنه ميت، وإشمعنا راح لـ ريمون بالذات.
نظر القائد نحو ريمون الذى تحدث بتفسير:
أولًا غيث عنده ثقة كبيرة فيا لما ساعدته فى تشكيل الدهب، عِرف إنى مش طماع لانى مجادلتش معاه فى النسبه اللى عطاها لى، واللى كانت كبيرة فعلًا، كمان فاكر إنى خافظت على سر الدهب، قصاد إنى بقيت من عامل بيصلح الدهب لجوهرجي عنده محل جواهرجي خاص بيه، وفكر أكيد هيحتاجنى بعد كده، المقابر اللى بينهشوها بيبقى فيها سبايك دهب وأحيانًا كمان دهب خام، وكمان ممكن الدهب يصهره لأشكال تانيه غير اللى لقاها فى المقابر لتسهيل بيعه يعنى، فضل على علاقه بيا لفترة، وبعدها عرفت إنه إتقتل نسيته لحد فترة قريبه إتفاجئت بيه زارني فى محل الدهب كان مُتنكر فى شكل راجل أجنبي، حتى إسمه، فى البدايه فكرته سايح وإتعاملت معاه،وإشتري إنسيال دهب فرعوني الشكل وأنه مهتم بالحضارة الفرعونيه، لكن بالليل قبل ما أقفل المحل إتفاجئت به جالي مره تانيه بصراحة شكيت فيه وقولت أنه شخص أكيد نصاب لغته الأجنبيه كانت شبه ضعيفة، بس فجأءة لقيه قلع النضارة اللى كانت على عنينه والشنب والدقن، كمان العدسات الاصقه اللى كانت فى عنيه، عرفته بسهوله بصراحه قلبي كان هيوقف، وهو ضحك على منظري وناولني المايه شربت وسألته بخوف إزاي هو لسه عايش؟
جاوبني… إن عمر الشقى بقي، ولما سألته ليه هو عاوز يبان أنه ميت، قالى إنه له تكتيك فى دماغي، طلب مساعدتى، كان معاه سبايك دهب ومحتاج سيوله ماديه وإنه يعرف تاجر أثار يوناني وعلى تواصل معاه وعرض يشتر الدهب ده بس يكون مصنوع على أشكال فرعونيه، خوفت منه بصراحه، رجعت لهنا تانى وقابلت سيادة القائد وعرفته باللى قاله ليا غيث، طلب مني أتعاون معاه وكملت معاه، صنعت له الدهب وعرفت بعد كده أنه فعلًا باعه للتاجر اليوناني اللى طلع له باسبور بإسم جديد وجنسيه يونانيه وكمان غير ديانته عالاقل فى الاوراق الخاصه بيه.
تهكم كل من جسار وسراج الذى قال:
واللى زى ده يفرق معاه ديانه ولا وطن.
تنهد سراج قائلًا:
تمام أنا كده عرفت أبعاد مهمتي، بس إزاي هنرغم غيث إنه يظهر، أو نعرف عن طريقه بقية الشبكه اللى هناك.
أجابه ريمون:
غيث كان متجوز.
أومأ سراج قائلًا:
أيوه اعرف كده، بس ده دخله إيه؟.
أجابه ريمون:
غيث مجنون ومفتون بالست اللى كان متجوزها، لمحلى أنه هيقرب منها، كمان فى حاجه حصلت قبل كده كان فى مبالغ مالية كبيرة هو كان بياخدها ومكنش يقدر يدخلها البنوك ومتأكد إن المبالغ دي ممكن يكون حطها بإسم مراته، سهل تعرفوا من سجلات البنوك… او ممكن يكون شاري عقارات بإسمها، فلازم يرجع لها عشان يقدر يسترد الاموال دي، كمان فى عرجه فى رجل غيث ولما سألته قالى دي حاله مؤقته.
فهم سراج وفكر، إذن لابد لإخراج الثعلب من جُحره، والطُعم هو تلك المرأة.
[عودة]
عاد سراج من شروده حين سمع صوت هاتفه… أخرجه من جيبه ونظر له، ثم نظر الى جسار قائلًا:
ده القائد العام…
تجنب سراج قام بالرد عليه وإخباره بكل المعلومات كذالك عن فساد ذلك اللواء، أغلق الهاتف وإقترب من جسار قائلًا:
فى هليكوبتر هتوصل كمان ساعه ونص بالكتير لازم تجهز عشان أنت المفوض بالقبض على سيادة… توقف فبماذا ينعت ذلك الخائن هو عضو فاسد، وأكمل:
على عادل.
أومأ جسار قائلًا:
تمام، فى حاجه كمان إحنا عملنا مُداهمة عالشقه اللى كان عايش فيها غيث وحرزنا الابتوب الخاص بيه وده كمان كان عليه معلومات.
أومأ له سراج قائلًا:
تمام هتابع أنا هنا بقية الإجراءات وإنت روح نفذ مهمتك فى القاهرة.
إبتسم جسار قائلًا:
تمام هروح أقبض على الباشا الكبير، وأرجع لهنا تاني، واضح إن هنا قدرنا.
بسمه طفيفه على شفاه سراج يومئ له بفهم
هنا حقًا القدر إرتسم.
❈-❈-❈
بالمشفى مساءً
أظلمت السماء
كان معها بالغرفه ممدوح الى أن دخل الطبيب يفحص جرح كتفها، تبسم قائلًا:
الإصابه سطحيه المدام ممكن تكمل علاجها خارج المستشفى، وطالما اعطت اقوالها للنيابه تقدر تخرج، بس تهتم بصحتها وبلاش إجهاد.
اومأ له ممدوح موافقًا… وخرج مع الطبيب
بعد قليل عاد للغرفه كانت ثريا بدلت ثيابها بأخري تبسم لها قائلًا:
انا إتكلمت مع سراج عالموبايل وقولت له على اللى قاله الدكتور، وقالى هو قدامه ساعة بالكتير ويرجع لهنا…
قاطعته ثريا التى تشعر بألم نفسي وتهكمت بإستهزاء:
مش هقدر أتحمل أفضل هنا خدني على دارنا.
ضيق ممدوح عيناه قائلًا:
دارنا.
أجابته ببساطه:
أيوه دارنا مالك مستغرب كده ليه ومن فضلك انا مش متحمله أسئله، كفايه، لو مش عاوزني اروح دارنا، أروح دار خالتك.
نظر لها بأسف قائلًا:
دى دارنا إحنا الإتنين يا ثريا، أنا بس مستغرب إنتِ بتردي بالعافيه قوليلى إيه اللى حصل، سراج كمان منصاب.
ردت بغضب:
قولتلك مش قادره أتكلم لو سمحت.
إمتثل ممدوح وغادر معها الى منزل والدتهم.
❈-❈-❈
بـ القاهرة ڤيلا عادل
عَلم أنها النهايه وهو يتذكر لقاؤه قبل يوم واحد مع ذلك الخائن الذى بالتأكيد هو من وشي به
قابل غيث بأحد الاماكن المُنعزله أعطي له تفويضًا أنه سيُصبح هو الكبير هنا فى مقابل أن يتخلص من تلك الحمقاء التى كثرت أخطائها، وجعلت من ذلك الثعلب أن يعرف هويته، كان لابد من إغراء له كي يُصبح تحت سيطرته التامة لكن قبل ذلك عليه أن يقدم عربون الولاء له وهو التخلص من ولاء وهذا ما أخبره به قبل ساعات أنه تم بالفعل، بذلك الوقت دخل عليه مُساعده يقول:
فى ضابط من الجيش معاه قوة، القوة إستنت بره ودخل هو لوحده… منتظر قدام باب الاوضه.
أومأ له عادل برأسه أن يتركه يدخل،بنفس الوقت فتح أحد ادراج مكتبه وجذب ذلك السلاح وقام بفتح الخزنه الخاصه به وتأكد بوجود الرصاصات،فتح صمام الأمان،بمجرد أن دلف جسار،تفاجئ بـ عادل يضع السلاح بجانب رأسه قبل أن يتفوه كانت طلقة تنطلق برأس عادل.
ذُهل جسار من فعلته لكن سُرعان ما تذكر أنه خائن فهل يصعُب عليه الإنتحار.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمكتب القائد العام بـ قنا
كان هنالك مديح كبير لـ سراج
الذي لا يشعر بأي زهو بذلك فقط
مهمة إنتهت بنجاح ظاهريًا، لكن جوهريًا قلبه يئن يومين لم يتفاجئ بذهاب ثريا الى منزل والدتها حتى حين ذهب لها كانت غافية، وبعد ذلك وكلما هاتفها كان ردها بإقتضاب،كآنها لا تود الحديث معه،لكن هو لن يستسلم.
بعد قليل صافح القائد وهو يشعر ببعض الخزي،بالنهاية ثلاثه من عائلته أثبت تورطهم بأعمال مشبوهه،منهم من رحل كالجرذان وأخري بالمشفى مازالت تنازع،ربت القائد على كتفه بفخر:
كنت خير جُندي يا سراج أديت مهمتك بنجاح،العسكريه المصرية دايمًا بتفتخر بأمثالك… إنتظر الترقية… إنت وجسار.
أومأ له مُبتسمًا هو وجسار، لكن بداخله تناقض وقرار يتوقف على كلمة من ثريا، إما أن يرحل من هنا، او البقاء والإستغناء عن الكِنية العسكرية
❈-❈-❈
بالمشفى
وقف سراج مع ذلك الطبيب ومعهم إسماعيل الذي فهم من حديث الطبيب، أن ولاء شبه ماتت إكلينكيًا، بعدما قال:
المريضة مفيش أي إستجابة،وقت ما جت للمستشفى كان تقريبًا المُخ فصل بسبب نقص الأوكسجين،دلوقتي القرار لزوج الحاجه،إننا نشيل المجثات والاوكسجين عنها.
اومأ له إسماعيل متفهمًا بينما غادر الطبيب،بقى سراج وإسماعيل،اللذان دخلا الى تلك الغرفه،بنظران الى تلك الراقدة
بداخل كل منهما لا مشاعر نحوها،فهي لم تكن لهم سوا جاحدة،تذكر إسماعيل أنها يومًا كانت جبروتً يسير على الارض الآن مجرد نفس يتحرك وليس نفسها بل نفس صناعي لو أغلقوه لماتت فى الحال،بينما سراج تذكر صفعتها له،وما أخبرته به خالة ثريا عن ما فعلته بها وجعلتها تعاني الى الآن،لكن شفق عليها،شيطانها أوصلها الى هلاكها المحتوم.
❈-❈-❈
بـ دار والدة ثريا
كانت شبه جالسه على الفراش عقلها
يعقد مُقارنه وتقييم لما وصلت له،
تذكرت فترة خطوبتها من غيث كم كان مُخادعًا بجدارة… لا لم يكُن ذلك يا ثريا كان واضحً أنه كاذب وغشاش
نظرة عيناه التي كانت تشعرك بالتقزز كآنها تخترق ثيابك ويُعري جسدك، لكن عطش قلبك كان يرسم غشاوة على عينيك وعقلك، قلبك لم يشعر به يومًا، كان زواج العقل… هذا ما كنتِ دائمًا تبغين “سند داعم” لكن غيث كان “ظلً واهيًا”كـ طوفان ثائر وساحق خلف دمارًا بقلبك
وآه تخرج من قلبها الموجوع بالعشق لـ سراج
سراج الذى لم يتجمل أمامك كان من البداية واضحً كان كغضب الطبيعة الثائر يهدأ مع الوقت وهذا ما حدث، لم يتلاعب بالغرام بل كان يتوعد ويتمرد بأحاسيس تسربت وترسبت،ودلائل واضحة،كن هنالك ذم بعقلها أغمضت عينيها بحسره
الى الآن غير مُدركة سوا أنها كانت طُعمّ لنزاع أعاد قلبها يئن من خيبة الأمل.
….ــــــــــ
بخارج الغرفة فتحت نجيه باب المنزل وتبسمت لـ سراج تُرحب به،دلف يرسم بسمة سائلًا:
ثريا فين؟.
أجابته ببسمه ثريا فى أوضة النوم صاحيه لسه يادوب بالعافيه غصبت عليها تاكل،إدخل لها وأنا هعمل شاي.
أومأ لها موافقًا ذهب نحو تلك الغرفه التى أشارت له عليها،دخل كانت ثريا جالسه تضجع على الوسائد،تُغمض عينيها،تنحنح، فتحت ثريا عينيها ونظرت نحوه، وهو يدخل الى الغرفه ينظر الى ملامحها بشوق، كذالك هي خفق قلبها بألم حين راته يرفع يده بحامل طبي مثلها، نظرات العيون كانت تتحدث
بندم وعتاب
ندم سراج… على ما تفوه به ما كان عليه الوقوع بذلك الإستفزاز
عتاب ثريا وسؤال… لماذا
والجواب من سراج:
لم أكن أظن أننى سأقع بعشقك يومًا.
والعذاب يصنع من دموعها سيلًا، توجه نحوها يشعر بعذاب جلس على طرف الفراش صامتًا للحظات، قبل أن ينطق إسمها بلوعة:
ثريا
توقف للحظات قبل ان يستطرد حديثه:
أي قرار هتقولى عليه هنفذه ليكِ يا ثريا، بس قبل ما تقولى قرارك هقولك إنى فعلًا من البداية كنت بقاوم بكل طريقة إنى مقعش فى غرامك، بس مش ندمان إني عشقتك يا ثريا،وكنت أتمني أقابلك بعيد عن اللى حصل كله،مكنتش هتردد لحظة أعشق حورية الشمس.
غصبًا دموعها تسيل وهي تنظر له فى البدايه كانت تشعر بمرارة وقهر، لكن تبدل ذلك مع نبرة صوت سراج الصادقة، كانت قبل لحظات بداخلها قرار والآن قرار آخر، بل أُمنية، صمتت للحظات تبتلع ريقها مازالت دموعها تهطل وتفوهت بنبرة رجاء وتمني:
عاوزه أبقي أُم ولادك يا سراج.
ربما تسمع دقات قلبه، جوابها مثل النسمة الهادئة التى لجمت عواصف قلبه، إبتسم وبلحظة كان يجذبها يضمها بقوة… حتى أنه نسي ألم كتفه لكن خفف من ضمته حين آنت ثريا وقبل جانب عُنقها هامسًا:
الموضوع ده مش سهل ومش مستحيل…هتبقي أحلى أُم يا حورية الشمس.
🌷🌷🌷

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *